Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تاوضروس الثانى
القس الذى يكرهة الأقباط
الطرق الملتوية للكهنوت وتعطيل اللائحة
تجدد اضطهاد الأب متى المسكين
أصوات فى إجتماع البابا
القبطية التى طردها البابا
مراسم التقديس والقرار الباباوى
الكنيسة والسياسية والسلطة وأموال الشعب القبطي
البابا والإعلام
الأنبا بيشوى يهاجم القمص مكارى
التشكيك فى شرعية البابا
الشعب القبطى والبابا تاوضروس
محاولة تغير نطق الروح القدس
مشروعات كثلكة الكنيسة القبطية
تصريحات الأساقفة الغريبة
الأساقفة والفقر الإختيارى  
قرارات البابا
تصريحات البابا تاوضروس الغريبة1
الفقر الإحتيارى والملابس الكهنوتية
التسيب والفساد الإدارى
البوليس فى الكنيسة القبطية
من حق الشعب اختيار راعية
الأقباط واللجوء إلى القضاء
الأنبا بولا يتنحى
محاولات سلخ الكنيسة القبطية
الأساقفة والبابا تاوضروس
التجارة فى الكنيسة
أفكار وآراء الأساقفة
مشكلة الأنبا مايكل والأنبا مارك
رسالة للأنبا رافائيل وأقوال الأساقفة
آية "لا طلاق إلا لعلة الزنى
البابا تاوضروس وأساقفة بلاد المهجر
البابا يغير موقفه من الطلاق
إنفلات الكهنة
عصا البوليس والحرمانات بدل من عصا الرعاية
ايقونة للسيسى
حكايات عمرو عزت حارس البابا تواضروس
إنفلات الرهبان
الشعب القبطى وقانون بناء الكنائس
البابا تاوضروس وإضطهاد الأقباط
الأساقفة والرهبان وتقبل التعازى
افكار قد تغير عقيدتنا
الكنيسة القبطية والفكر البيزنطى
الكنيسة الإنجليزية وحرمان عاطف عزيز
قائمة الكتب الممنوعة
توريث الكهنوت
الأقباط بين إحترام وعدم إحترام الإكليروس
أخبار متفرقة للبابا
البابا والمجلس المليّ العام
البابا ودير وادي الريان
البابا وحشد الأقباط لإستقبال السيسى
رسالة القمص تادرس مالطى للمجمع
طبخ الميرون كيمائيا
السياحة البابوية والأسقفية
البابا تاوضروس واللاهوت والعقيدة والتقاليد
الكلية الإكليريكية
الإعلام والبابا تاوضروس
زيارة البابا لأستراليا
قداسة الماما المعظم
عدم قانونية رسامة الأسقف بابا
السكرتارية النسائية
زيارة بابا الفاتيكان لمصر والبيان المشترك
الهرطقات بالكنيسة القبطية
إحتفال البابا بالإصلاح اللوثرى
الأزمات داخل الكنيسة
رحلات البابا تواضروس للخارج
أداء البابا
البابا فى الكنيسة اللوثرية
أيديولوجية البابا تواضروس
الهرطقات فى عصر البابا تواضروس
مقالات قناة كلمة منفعة
أخطاء الأساقفة
إحتفال البابا بالكاتدرائية
 بيع اراضى واملاك المسيحيين
Untitled 8179
ألإسلام والكنيسة القبطية
البابا والتدشين برولا الدهان
ضد ترشح أساقفة للبطريركية
حمام الآباء الكهنة وحمام المطربة
قطع الألسنة
البابا تواضروس يعين أقاربة
الموائد الرمضانية
الإنفصال والإنقسام بالكنيسة القبطية
الملتقى العالمى الاول لشباب الاقباط
البابا يرفع شعار اللعنة
مقار البابا تواضروس
توحيد الأعياد وأقوال البابا
رسالة عتاب للمجمع عن أعماله
علاقة البابا بـ بربارة وغيرها
كاهن أرمل فى بيته سيدة
البابا والإخوان
مهازل حرمانات الاساقفة
فلاح فى المدينة أنجيلوس وأمونيوس
النساء مع البابا والأساقفة والرهبان
الحلم الذى تبدد فى كنيستنا
الإرهاب الكنسي للمعارضة

 

 
لحلم الذى تبدد فى كنيستنا «18»
الدستور -  الخميس 08/ديسمبر/2016 م د-مينا-بديع-عبدالملك

نستكمل الرسالة التى وجهها د. منير شكرى لقائمقام البطريرك فى 12 أبريل 1971: هذا القديس هو غريغوريوس النازينسى الناطق بالإلهيات. عن ذلك رأى الإمبراطور حلاً لهذه المشكلة أن يدعو مجمعاً مسكونياً آخر عسى أن يستطيع إعطاء القديس غريغوريوس الحِل ليجلس على كرسى القسطنطينية، فانعقد المجمع المسكونى الثانى بالقسطنطينية علم 381م وحضره 150 أسقفاً منهم جماعة من مصر تحت رئاسة البابا تيموثاؤس البابا 22. انعقد المجمع تحت رئاسة غريغوريوس، ورغماً عما قدمه أنصاره من حجج بأنه رُسم على كرسى «سازيما» رغماً عن إرادته وأنه لذلك لم يباشر عمله هناك، فلم يُقم قداساً، ولم يرسم كاهناً، وأنه لم يأتوا به من كرسيه ولكن من وحدته، بالرغم من كل ذلك وبالرغم من إرادة الإمبراطور وبالرغم من قداسته حكم المجمع بأن يتنحى عن كرسى القسطنطينية، واختار بدلاً منه علمانياً هو «نيكتاريوس» أحد أعضاء مجلس المدينة إذ شهد له وزكاه أسقف تسالونيكى الأرثوذكسى، بل وتبين لهم بعد الاختيار أنه لم يكن قد تعمد فعمدوه! كل هذا حدث حتى لا يجعلوا أى استثناء للقانون 15 الذى رأوا ضرورة المحافظة عليه لسلام واستقرار الكنيسة فى مستقبل الأيام، وقد حافظت على هذا المبدأ كنيستنا إلى يومنا هذا، إذ تنص الفقرة 4 فى الاتفاق الذى عُقد بين كنيستنا وكنيسة أثيوبيا عام 1959 والذى صادق عليه المجمع المقدس فى كيفية اختيار البطريرك الجاثليق «ويُختار وفقاً لقوانين وتقاليد كرسى القديس مرقس بالإسكندرية من بين الرهبان الإثيوبيين الذين لا تعلو رتبتهم عن درجة القمص وهو المبدأ المعمول به أيضاً فى سائر الكرازة المرقسية». وقد وقع عليه نيابة عن البابا كيرلس السادس من الإكليروس الأنبا باسيليوس مطران أورشليم والقمص مكارى السريانى.

لنضع نصب أعيننا صالح الكنيسة وتقاليدها التى تفخر بها وتباهى على سائر الكنائس ثم مسئوليتنا نحو الأجيال القادمة، هذه صرخة إن تذهب اليوم مع الريح تذهب غداً بالأوتاد. فليكن عهدكم كعهد سلفكم الطقسى العظيم الأنبا أثناسيوس القائمقام عام 1957م الذى أصّر على أن يكون الانتخاب وفق تقاليد وطقوس وقوانين الكنيسة، والله قادر أن يرشدكم لما فيه الخير ... ابنكم المخلص دكتور منير شكرى.

كانت الرسالة التى أرسلها د. منير شكرى تحمل الروح الأصيلة للكنيسة، وقد أيدها الآباء كهنة الإسكندرية ومجلسها الملى والشعب السكندرى المُلم بتاريخ الكنيسة. كما كان هناك تأييد من دير رهبان دير مارمينا بمريوط ورئيسه القمص مينا آفا مينا «الذى كان وكيلاً لبطريركية الإسكندرية فى ذلك الوقت» وأيضاً من دير القديس أنبا مقار بوادى النطرون الذى كان من بين رهبانه الأنبا أنداروس أسقف دمياط، وكان الدير تحت تدبير الأب الروحى القمص «متى المسكين». كنا فى ذلك الوقت مجموعة من الشباب الجامعى نشاهد ونترقب باهتمام ما يحدث داخل أروقة الكنيسة، وكنا نتساءل مع أنفسنا: لماذا يتكالب المطارنة والأساقفة على الكرسى الرسولى بينما هم لهم خدماتهم ووزناتهم التى أقيموا عليها من قِبل الروح القدس كما ورد
فى نصوص الصلوات الكنسية. وقبل أن ينقضى أسبوعان من رسالة د. منير شكرى هذه لقائمقام مقام البطريرك، حدث الآتى!! نستكمل فى الحلقة المقبلة.
الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «19»
الدستور - الخميس 08/ديسمبر/2016  م د-مينا-بديع-عبدالملك

فى ترقبنا الشديد لما يسفر عنه رد فعل قائمقام البطريرك إزاء الرسالة المخلصة التى وصلته من د. منير شكرى – رئيس جمعية مارمينا العجايبى بالإسكندرية – فوجئنا ببيان نشره القائمقام بجريدة وطنى بعددها الصادر صباح الأحد 25 أبريل 1971 – فى الصفحة الأولى وتكملته فى الصفحة الرابعة - هذا نصه: «من أنطونيوس – بنعمة لله – مطران سوهاج والمنشاة وقائمقام بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. لقد تفضل بعض من أخوتى وأحبائى المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة – مشكورين – بتزكية شخصى الضعيف للكرسى البابوى السامى. وإنى، مع تقديرى للدافع النبيل الذى دفعهم لترشيحى، فإنى اعتذر عن المضى فيه، شعوراً منى بقصورى عن النهوض بأعباء هذا الكرسى العظيم الذى ينوء كاهلى الضعيف بمسئولياته الضخمة. ولا أبيح سراً إذا قلت إنه منذ اللحظة التى علمت فيها بذلك الترشيح، تملكنى شعور شديد من عدم الارتياح، عبرت عنه مراراً للكثيرين من أحبائى وأخوتى وأبنائى، وبالأخص أعضاء المجمع المقدس وأعضاء لجنة الترشيح.وإنى أعلن بكل اعتزاز وفخر، أنه منذ اللحظة الأولى التى اجتمعت فيها بأخوتى الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس وأبنائى المباركين أعضاء هيئة الأوقاف وأعضاء لجنة أوقاف البطريركية، وشرفونى بانتخابى بالإجماع قائمقام بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أعلنتها صريحة بأنى أشعر بارتياح تام لو قصرنا الترشيح على الرهبان فقط، أسوة بما حدث فى عام ١٩٥٩، وكنت إذ ذاك أحد أعضاء المجمع المقدس، وكانت نتيجة الانتخابات البابوية مُشّرفة للغاية، فأتت لنا بالقديس العظيم المطوب الذكر البابا كيرلس السادس، وكان عهده – رغم قصره – عهداً ذهبياً حافلاً بالمكاسب والأمجاد. أقول هذا لا طعناً أو تجريحاً فى آبائى القديسين الذين كانوا مطارنة وتبوأوا عرش البابوية فى الماضى أو فيمن يريدون ترشيح أنفسهم حالياً من الآباء الأساقفة والمطارنة الأجلاء.. إنما أقول هذا، تعبيراً عن عقيدة أؤمن بها وأستريح لها ورأى أعتز به. والآن، إذ أذكر مشاعر الأحباء الكرام الذين أهتموا بتقديم هذه التزكية، شاكراً للجميع عظيم محبتهم.. أعلن فى الوقت نفسه عن حبى العميق وتمسكى وإعزازى الكامل بابروشيتى الغالية كرسى سوهاج والمنشاة، رعاة ورعية وبلاداً ومواطنين أعزاء.. لا حرمنى لله منهم ولا من محبتهم. حفظ لله الكنيسة الخالدة ورعاها، هذه الكرمة التى غرستها يمينه – سائلين لله أن يقيم لها الراعى الصالح الذى يسوسها بأمانة وطهارة وبر وعدل. ولربنا المجد والقوة والكرامة والسلطان إلى أبد الأبدين. آمين... الأنبا أنطونيوس - قائمقام بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية». وهنا استراح ضمير المخلصين لكنيستهم، وتهلل شعب الإسكندرية الوفى لتقاليد الكنيسة العريقة. وتوقعنا أن تكون هذه البداية بادرة طيبة ليبتعد المطارنة والأساقفة عن تلك المخالفات الكنسية حفاظاً على كرامة ذلك الكرسى الرسولى العريق. لكن للأسف الشديد لم تأتِ تلك المبادرة من القائمقام البطريركى بأى نتيجة ولم يجسر أن يوجه أعضاء المجمع إلى ضرورة التمسك بتقاليد الآباء، فكانت هناك صراعات بل إن بعضهم جال الإيبارشيات لإلقاء عظات بغرض الدعاية الانتخابية!! ولو أن رسالة القائمقام كشفت عن الكثير من الحقائق نستعرضها فى الحلقة القادمة.
الحلم الذى تبدد في كنيستنا «28»
الدستور الجمعة 27/يناير/2017  م د-مينا-بديع-عبدالملك

انعقدت لجنة الترشيحات والانتخابات فى دورة خاصة، للوصول إلى الكشف النهائى للمرشحين، الذين تجرى بينهم عملية الإنتخابات، فعقدت عدة جلسات مستمرة خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 1971. وقد راعت اللجنة تقديرها لجميع المرشحين، ثم فحصت جميع الطعون المُقدمة بتدقيق فى هذه الجلسات المستمرة، التى كان آخرها جلسة يوم الجمعة 15 أكتوبر 1971، التى ابتدأت فى الساعة الحادية عشرة صباحاً، واختُتمت فى الساعة السابعة مساءً، برئاسة القائمقام البطريركى وبحضور 14 عضواً، منهم ستة من المطارنة والأساقفة، وثمانية من الأراخنة أعضاء اللجنة.
وأتمت مداولاتها باقتراع سرى لتصفية المرشحين إلى العدد القانونى، فكانت الأسماء التى حصُلت على النصاب القانونى هى الآتى، مُرتبة حسب الحروف الهجائية: الأنبا باسيليوس (مطران القدس)، القمص تيموثاوس المقارى (المندوب البابوى بالكويت)، الأنبا دوماديوس (أسقف الجيزة)، الأنبا شنودة (أسقف التعليم)، الأنبا صموئيل (أسقف الخدمات). وكما سبق أن ذكرت أن القمص متى المسكين تم استبعاده بطلب من رئاسة الجمهورية، فكما ذكر الرئيس السادات عند لقائه مع القمص متى المسكين فى 25 أغسطس 1981 عقب الخلاف الذى نشأ بين الرئيس السادات والبابا شنوده، والذى فيه طلب الرئيس السادات من القمص متى المسكين ترشيح أسماء خمسة من الأساقفة لإدارة شئون الكنيسة وقت استبعاد البابا شنودة إلى الدير.
وهنا قام القمص متى المسكين بترشيح خمسة أسماء مع فضائلهم المتميزين بها، وهنا تعجب الرئيس السادات، إذ وجد بين هذه الأسماء اثنين من الأساقفة قد سبق أن تقدما بطلب فى أثناء انتخابات 1971 بضرورة استبعاد القمص متى المسكين لأنه «شيوعى ويتآمر على سلامة الدولة»!! وهنا أضاف الرئيس السادات أنه مازال محتفظًا بتوقيعهما على الطلب الذى قدماه!! ويمكن بسهولة استنتاج أن هذين الاسمين هما الأنبا صموئيل (أسقف الخدمات) والأنبا أثناسيوس «أسقف بنى سويف)!! ولهذا السبب – كما سبق أن ذكرت على لسان الأستاذ أنطون سيدهم عضو اللجنة – رفض حضور الاجتماع اعتراضاً على استبعاد القمص متى المسكين، بناءً على طلب الجهات العُليا.
كما علمنا وقتها أن الأنبا غريغوريوس قد تم استبعاده لعدم استكماله مدة 15 عاماً فى الرهبنة، وأن القمص شنودة السريانى قد تم استبعاده بسبب الآلام التى يعانى منها فى العمود الفقرى (على الرغم من أنه فى 12 ديسمبر 1971 قام البابا شنودة الثالث برسامته أسقفاً على إيبارشية الغربية باسم الأنبا يوأنس) وهذا يدل على أن مفهوم اختيار البطريرك الذى هو أصلاً اختيار أسقف الإسكندرية غير واضح عند مطارنة وأساقفة المجمع المقدس!! فالراهب المريض الذى لا يصلح لأسقفية الإسكندرية، أيضاً لا يصلح لأى إيبارشية أخرى. وقد ظل الأنبا يوأنس يعانى من مشاكل العمود الفقرى حتى نياحته.
وقد قررت اللجنة تحديد يوم الجمعة 29 أكتوبر 1971 لإجراء الانتخابات لاختيار ثلاثة من هؤلاء المرشحين الخمسة وذلك بالدار البطريركية بالأزبكية من الساعة التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساءً. وقد قامت اللجنة بطبع شهادات قيد الناخبين، وقامت بتوزيعها فى القاهرة والإسكندرية، وأرسلت للإيبارشيات أيضاً ليقوم المطران أو الأسقف أو من ينوب عنه بتوزيعها. بلغ عدد الناخبين فى الكرازة المرقسية 700 ناخب تقريباً يضمون رجال الأكليروس وأعضاء المجلس الملى العام السابقين والوزراء الحاليين والسابقين والصحفيين و 12 ناخباً من كل إيبارشية. نستكمل فى الحلقة القادمة
 
 

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «45»
الدستور الأربعاء 14/يونيو/2017 - 09:16 م د-مينا-بديع-عبدالملك
بعد أن تم الإعلان عن أسماء المرشحين للكرسى البابوى فوجئت – وفوجئ معى الكثيرون – بترشيح أسقف عام البحيرة وهو الأنبا تواضروس، ولكن فى الحقيقة لم أفاجأ بذلك لأن هذا ما تأكد لى فى مقابلتى مع مطران البحيرة (الذى صار بعد ذلك قائمقام البطريرك) فى يوم الأحد ١١ مارس ٢٠١٢!! فبادرت بإرسال مذكرة إلى القائمقام اعتراضًا على ترشح أسقف عام البحيرة – والتى جاءت فى صفحتين كاملتين ولكنى سأختصرهما، وكان القائمقام قد تسلم مذكرتى بالمقر البابوى بالقاهرة من يد صديق لى يعمل بمطبعة الأنبا رويس بالقاهرة. جاء فى المذكرة الآتى:
(أحقًا يريد الأنبا تواضروس أن يصير بطريركًا؟ ما هى المواهب التى لديه؟ (١) أين كانت هذه القدرات يوم حوصِرَت كنيسة أبى سيفين – بقرية «عبدالقادر بحرى» – على بُعد بضعة كيلومترات من المقر الفخم الذى يقيم فيه وسط مساكن الشعب الفقير!! وترك كاهنها الشجاع (المتنيح القمص هدرا) يستنجد به بالهاتف – وهو محاصر لعدة أيام – وبدلًا من أن يشجعه ويسنده، ألقى باللوم عليه وكأنه هو المخطئ، حتى يتهرب من مساعدته أو حتى دعمه معنويًا، فكيف يستؤمن على أسقفية الإسكندرية؟ (٢) أين كانت هذه القدرات يوم موقعة قرية «النهضة»؟ عندما ترك كاهنها المكافح يصارع الآلاف وحده، هل هذه كانت خطته أيضًا أن يتركه ليلقى مصيره قتلًا أو جرحًا!! ألا تتذكر أسقف الإسكندرية الشجاع البابا بطرس خاتم الشهداء البطريرك ١٧ عندما طلب من الجنود أن يضعوا حدًا للاستشهاد بقطع رأسه بحد السيف، وينقذ شعبه وينجيهم. (٣) أين كانت هذه القدرات فى أحداث قرية «العراق»، تميز بأنه يملك أذنين واحدة من طين والأخرى من عجين. أين الشجاعة والشهامة والنخوة؟. (٤) فى يوم احتفال إيبارشيته (نعم إيبارشيته، ففى غيبة البابا شنودة تم تقسيم الورث) بعيد رسامته السنوى كأسقف، توقفت القداسات فى هذا اليوم فى جميع أنحاء الإيبارشية واتجه جميع الكهنة وزوجاتهم للقائه. (٥) فى أحد الأيام ذهب إليه مجموعة من خدام الإسكندرية الأتقياء الذين يخدمون طواعية فقراء قرى «عبدالقادر» و«العامرية» وغيرهما الذين لا يهتم بهم أحد، وطلبوا منه مساعدات مالية حتى يقدموها لشعبه الفقير ويسدون أعوازهم، فقابل طلبهم بالرفض وعدم الاهتمام. عندما أصر الخدام الأمناء على ضرورة الحصول على مساعدة قال لهم: (أنتم مش عارفين بتكلموا مين؟). انصرف الخدام، وحضروا إلىّ – وأنا أعرفهم جيدًا – وعرضوا علىّ الموضوع وطلبوا منى أن أتصرف لإنقاذهم من المشكلة التى هم بها. فقمت بعرض الموضوع على البابا شنودة الذى لم يفكر لحظة فى تقديم المساعدات المطلوبة، وقال لى: (يا ابنى لما تكون هناك مشكلة، لا تتردد فى أن تحضر لأبيك). (٦) يكفيه فخرًا لقاءاته مع مجموعة الصيادلة أحبائه، ففى أحد الأيام كانت هناك انتخابات نقابة الصيادلة بالإسكندرية، فلم يذهب أى منهم للانتخابات وتركوها لقمة سائغة للآخرين!!
أبعد كل هذا يوافق القائمقام على ترشحه لكرسى الإسكندرية متعللًا بلوائح بغيضة. الأسققية استشهاد وتعب وفقر وعوز، سمعنا عن الأنبا أبرام أسقف الفيوم (تنيح عام ١٩١٤) وعاش فى مقر فقير جدًا، سمعنا ورأينا كيف كان يعيش البابا كيرلس السادس البطريرك ١١٦ فى زهد اختيارى وعوز حتى يمكنه أن يحس باحتياجات شعبه ويشاركهم آلامهم، رأينا الأنبا أرسانيوس مطران المنيا الحالى كيف فضّل أن يقيم بمقر قديم بإيباراشية المنيا كان سبق وأقام فيه القديس أنبا أبرام أسقف الفيوم المتنيح، ولم يغادر مقره هذا إلا بعد أن صدر قرار الإزالة للحالة المعمارية الخطيرة التى وصل إليها المبنى ورأينا بأعيننا الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف الراحل الذى رفض الملابس التى كان يحضرها إليه الآخرون كهدايا وقام بردها، أما هو فكان يذهب إلى محلات المعونة والمساعدات ليشترى لنفسه جاكيت يحميه من برد الشتاء ببضعة جنيهات زهيدة.
ماذا أكتب؟ وماذا أقول؟ وقد تحول كرسى الإسكندرية إلى صراعات وتحزبات وصدامات وطعون وشكاوى. الله يرحمنا ويرحم الكنيسة. أيها الآباء المطارنة والأساقفة انسحبوا انسحابًا مُكرمًا، حتى تحل نعمة الله على الكنيسة). تلك كانت المذكرة التى أرسلتها لقائمقام البطريرك. أما هو فلم يفعل شيئًا – لأنها ضد إرادته الشخصية!! – وكل ما فعله أنه قام بتسليمها إلى أسقف عام البحيرة الأنبا تواضروس أو على الأقل جعله يطلع عليها!! نستكمل فى الحلقة القادمة.
 
الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «49»
الدستور - الجمعة2017/08/11 د. مينا بديع عبد الملك

بعدد ١٦ أغسطس ٢٠١٢، نشرت لى جريدة «أرثوذكس نيوز» التى تصدر بولاية كاليفورنيا الأمريكية مقالًا على صفحة كاملة، تحت عنوان: «رسالة مفتوحة من د. مينا بديع عبدالملك إلى نيافة الأنبا بيشوى.. اختيار الأب البطريرك دروسًا من تاريخ كنيستنا المجيدة»، جاء فى مقدمة المقال ما يلى:
«فى البداية أود أن أقرر حقيقةً، وهى أن علاقتى بمحبة صادقة بنيافة الأنبا بيشوى تعود إلى شهر ديسمبر ١٩٦٧، وقتما كنت طالبًا بالفرقة الإعدادية بكلية الهندسة- جامعة الإسكندرية- وكان المهندس مكرم إسكندر نقولا- نيافة الأنبا بيشوى- يشغل وظيفة مدرس مساعد بقسم الهندسة الميكانيكية، كما أننا أيضًا- وأنا أفتخر بذلك- ارتوينا من نفس الينبوع العلمى بكلية الهندسة، جامعة الإسكندرية، من خلال جهابذة الأساتذة الأفاضل فى العلوم الأساسية «رياضيات، ميكانيكا، فيزياء، رسم هندسى، هندسة وصفية»، كما ارتوينا من نفس الينبوع الروحى بكنيسة مارجرجس باسبورتنج- بالإسكندرية- من خلال كاهن الحق والتلميذ الأمين فى طريق الرب القمص بيشوى كامل، الأيقونة الجميلة للكهنوت المبارك، ومعه شريكه فى الخدمة القمص تادرس يعقوب ملطى- أطال الرب فى عمره.
من هنا فأنا أكن كل محبة وتقدير لنيافته- هذا من جانبى، وأنا صادق فيما أقول - لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك اختلاف فى وجهات نظر، وليس خلافًا. وأذكر جيدًا أن آخر حديث تليفونى دار بيننا عندما اتصلت بنيافته، صباح الأربعاء ٢١ مارس ٢٠١٢، فى حوالى الساعة الحادية عشرة صباحًا، وكان فى اليوم التالى لمراسم جنازة أبونا الحبيب قداسة البابا شنودة الثالث، إذ قدمت له واجب العزاء، كما عبرت عن استيائى واستياء الكثيرين من صلاة «الطرح» التى تلاها نيافة الأنبا بفنوتيوس- أسقف سمالوط- وجعل عنوان الصلاة «وصية البابا شنودة الثالث»، مما أثارت بلبلة فى وسط الإعلاميين والشعب المصرى عامة، أقول ذلك لكى أؤكد أنه إن كنت متبنيًا رأى اقتصار الترشح للكرسى البطريركى على الآباء الرهبان، فأنا لست ضد أحد من الأساقفة، ولا أؤيد أحدا من الرهبان، لكنه مبدأ معمول به فى الكنيسة، والدليل على صحة ما أقول أننى بدأت الكتابة فى هذا الموضوع بجريدة «الأهرام»، الصادر صباح الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٢، وبمجلة «المصور» فى نفس اليوم، ثم صفحة كاملة بالألوان بعدد جريدة «الأهرام» الصادر صباح الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٢، وواضح من تلك التواريخ أنه لم يكن باب الترشح للكرسى البطريركى قد فُتح بعد، وبذلك لم أكن أعلم من هم المرشحون. ثم توالت بعد ذلك سلسلة من المقالات فى جريدتى «المصرى اليوم» و«الأهرام» ومجلتى «آخر ساعة» و«روزاليوسف»، وما زلت أوالى الكتابة فى هذا الموضوع، من أجل استنارة الشعب بالقوانين والتقاليد الكنسية، بالرغم من المحاولات المستميتة التى تُبذل لإيقافى عن الكتابة.
عملى الأكاديمى طبع فى شخصيتى الانحياز للحق بشجاعة، فقد حصلت على العديد من الجوائز الأكاديمية بالجامعة والدولة، وعلى المستوى الدولى، فلى أكثر من ١٠٠ بحث علمى منشور بدوريات علمية عالمية، كما أننى أقوم بالتحكيم الدولى للدوريات العلمية العالمية، هذا معناه أننى أبعد من أن أقوم بأعمال بوليسية!
كما أن الإنجيل الذى تتلمذت عليه، والذى رأيته بوضوح فى أبى البابا كيرلس السادس، وأبى البابا شنودة الثالث، وأبى بيشوى كامل- يجعلنى أسلك بأمانة واستقامة وبروح الحق.. فى العدد القادم أسجل ملخص الرد الذى نشرته.
الحلم الذى تبدد فى كنيستنا
الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «38»
الدستور  18/4/2017م  د. مينا بديع عبد الملك

بعد أن استعرضت مع مطران البحيرة فى يوم الأحد 11 مارس 2012 لمدة 3 ساعات جميع قوانين الكنيسة التى تحكم اختيار أسقف الإسكندرية الذى يحمل لقب «بابا وبطريرك»، وجميع قرارات المجامع السابقة وكتابات الآباء المحدثين.
نظر إلىّ وقال: «أنت تعلم أنى لو عرضت هذه القوانين على مجمع أساقفة الكنيسة القبطية سوف يحزنون»!!، فقلت له: «هذه القوانين ليست آراء شخصية بل قوانين كنسية، فكيف يحزن الذى ليس له مطمع فى الكرسى؟». ثم أضاف قائلاً: «وأنت تعلم أن فلان المطران عنيف»!! قلت له: «وإلى متى سيظل عنيفا؟ ألا توجد قوانين يجب احترامها.
إن كنا نراعى خواطر الأشخاص فقد ضللنا الطريق وأسأنا إلى تاريخ وتقاليد كنيسة عريقة».
ثم سألنى: «كيف ترى الطريقة التى يتم بها اختيار المرشحين؟»، قلت له: «كما هو متبع على مدى التاريخ- بعيدًا عن فترة المخالفات الكنسية- أن يقوم مجمع الأساقفة بتشكيل لجنة من المطارنة والأساقفة المشهود لهم بالحكمة واحترام قوانين الكنيسة وعلى دراية كافية بتقاليد الكنيسة وليس لهم مطامع شخصية، ويشترك معهم مجموعة من أراخنة الأقباط ويتوجهون إلى الأديرة ويبحثون عن الآباء الرهبان من أصحاب السيرة الرهبانية العطرة وغير متكالبين على الكراسى الرئاسية لأن الموضوع كله خدمة للأقباط، ومكان البطريرك هو تحت أقدام الشعب أى خادم لهم ومُضحٍ من أجلهم». أعتقد أن هذا الكلام لم يسترح له!!.
فبادرنى بسؤال ثالث: «هل لديك ترشيحات لبعض الرهبان؟»، فقلت له: «أولًا ليس لى دراية ولا معرفة برهبان أديرة الصعيد، ثانيًا لابد أن أستبعد الرهبان الأتقياء بدير القديس أنبا مقار بوادى النطرون بسبب الحساسية غير المفهومة من الكنيسة نحو آباء هذا الدير، ثالثًا لا أعرف آباء رهبانا من دير البراموس العامر بوادى النطرون. لكن الترشيحات التى فى ذهنى لآباء دير السريان العامر بوادى النطرون وهم راهبان: أولهما الأب فلان السريانى»، فقال لى: «أليس هذا الذى كان يخدم من قبل فى ميلانو أو روما – لا أتذكر المدينة التى كان يخدم بها»، فقلت له حدث هذا فعلاً، فقال: «هذا الراهب فاشل إدارياً!!»، فقلت له: «متأسف، فالذى كان فاشلًا هو الأسقف الموجود هناك، لأن هذا الراهب الكنسى الأصيل عندما وجد مخالفات إدارية فى إدارة شئون الإيبارشية، طلب العودة إلى ديره. فهو راهب متخصص فى تاريخ الكنيسة ويجيد ألحانها ومُلم بطقوسها ولغتها». ثم أضفت راهبًا شابًا آخرًا. فقال لى: «هذا لا يصلح»!! فسألته: «هل تعرفه؟» فأجاب بالنفى!! أمر عجيب جداً!! فقلت له: «كنت أفضل أن تبحث عنه وتعلم عن حياته الرهبانية الصادقة ومدى إلمامه بتاريخ الكنيسة». ثم انتقلت لأحد رهبان دير الأنبا بيشوى العامر، وما إن ذكرت الاسم، حتى بادرنى قائلاً: «أليس هذا الراهب له أقارب فى السودان؟» فأجبت بالإيجاب. فقال: «هذا لا يصلح لأنه سبب مشاكل فى فترة البابا شنوده الثالث». فقلت له: «هذا ليس حقيقيا، لأنها كانت وشايات مُغرضة من الأساقفة والسكرتارية المحيطة بالبابا شنوده!!». قلت له: «أنا أعرفه حق المعرفة عندما قضى معنا نحو عام ونصف بكندا كمهندس فى الاتصالات الكهربية، وعندما أراد الرهبنة، غادر مطار تورنتو الدولى إلى مطار القاهرة، ومن مطار القاهرة إلى دير الأنبا بيشوى مباشرة – دون أن يمر على منزله – والتزم بالدير، ومن شدة تعلق شعب كنيسة مار مرقس بتورنتو به، طلبوا من البابا شنوده أن يوفده للخدمة فى تورنتو التى سبق أن خدم بها ويعرف أحوالها، لكن الراهب رفض تمامًا أن يغادر ديره، لأنه راهب ملتزم. وعندما بدأت فى ترشيح راهب آخر من دير آخر، حدث الآتى... نستكمل فى الحلقة القادمة.
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 

 

This site was last updated 06/13/19