تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 8: 5) 5 فانحدر فيلبس الى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
ذكر لوقا في هذا الفصل أعمال بعض أولئك المتشتتين.
1) " فَٱنْحَدَرَ فِيلُبُّسُ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِٱلْمَسِيحِ"
*** َٱنْحَدَر: أورشليم مبنية على على جبل وتقابلنا كلمتبن فى الإنجيل الذاهب إلى أورشليم يذكر الكتاب كلمة "صاعد" ( يو 2: 13) وكان فصح اليهود قريبا، فصعد يسوع الى اورشليم،" والذى يغادر أو يترك أورشليم يذكر الكتاب كلمة "إنحدر"
*** فِيلُبُّسُ أحد السبعة المذكورين فى (أع 6: 5) 5 فحسن هذا القول امام كل الجمهور، فاختاروا استفانوس، رجلا مملوا من الايمان والروح القدس، وفيلبس، وبروخورس، ونيكانور، وتيمون، وبرميناس، ونيقولاوس دخيلا انطاكيا. " الذين تخصصوا (تكرسوا) لخدمة الموائد وهى خدمة خاصة بالأكل وتوزيع إحتياجات الفقراء وباقى الخدمات الإجتماعية وه غير فيلبس الرسول فإنه فوق عمله فى هذه الخدمات اتخذ وظيفة المبشر (أع ٢١: ٨). 8 ثم خرجنا في الغد نحن رفقاء بولس وجئنا الى قيصرية، فدخلنا بيت فيلبس المبشر، اذ كان واحدا من السبعة واقمنا عنده. " وظيفة المبشر فى المسيحية لست وظيفة قائمة بذاتها بل على الجميع أن يبشروا وقد بشر فى ثلاث بيئات مختلفة : (١ ) السامرة؛ (٢ ) الخصي الحبشي و(٣ ) الخدمة في منطقة الساحل الفلسطيني. ھؤالء "السبعة" كان لديھم قلب ورغبة تواقة للكرازة والبشارة.
*** مَدِينَةٍ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ انظر الشرح (يوحنا ٤: ٤). والمقصود هنا «بالسامرة» البلاد لا المدينة التي بناها عمري ملك إسرائيل وهي قصبة مملكة إسرائيل. وهذه المدينة هدمها بعض الهدم شلمناصر قبل الميلاد بنحو ٧١٩ سنة ثم هدمها كل الهدم هركانوس سنة ١٠٩ ق. م. ثم جدد بناءها هيرودس الكبير وسماها سيستية إكراماً لأوغسطس قيصر لأن اسمه في اليونانية سيستس. والسامريون نسل الأخلاط الذين أرسلهم ملك أشور وأسكنهم أماكن الإسرائيليين الذين سباهم فمزجوا الوثنية باليهودية وبنوا هيكلاً على جبل جرزيم فوق شكيم (أي نابلس) واعتقدوا وحي أسفار موسى الخمسة وحفظوا الختان وانتظروا المسيح ولم يظهر من الخبر هنا أي مدينة من السامرة دخلها.
** مَدِينَةٍ مِنَ ٱلسَّامِرَة ھناك تساؤل مخطوطاتي حول إذا ما كان النص يُقرأ أن "مدينة السامرة" أو "مدينة من السامرة". شھادة المخطوطات ھي لصالح ال التعريف (المخطوطة P74 א، ،A، B ) ولكن ھذه المدينة لم تكن تعرف باسم السامرة، بل باسم سبسطية Sebasti. خلال ھذه الفترة الرومانية وكان هيروودس بناها على النظام الرومانى وأطلق عليها إسم الإمبراطور الرومانى أوغسطس قيصر لينال شرف وتقدير وحظوة عنده (حيث اغسطس باللاتينية يقابلها سبستوس باليونانية sebasto ) وتقع مدينة سيباسطة على تل على مسافة خمسة أميال ونصف شمال غرب شكيم, والتل منحدر, ولكن القمة مستوية. ويبلغ طولها ميلًا من الشرق إلى الغرب. والقرية موجودة على هذا التل تسمى "سبسطية".ملحوظة كلمة السامرة كانت تستخدم للإشارة إلى الإقليم/ المقاطعة. أو للعاصمة شكيم (نابلس الآن)
المدينة الكبرى في السامرة كانت شيكام، والتي كانت تدعى آنذاك نيابوليس واليوم نابلس يعتقد يوستينوس الشهيد الذى ولد فى سنة 100م فى مدينة بجوارها إسمها نيابوليس (نابلس حاليا) الذى كان أيضا من هذه المنطقة أن ھذه المدينة قد تكون غيتا لأن ھذا ھو الوطن التقليدي لسمعان المجوسى
** * وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِٱلْمَسِيحِ لقد كان اليهود يبغضون السامرين لأنهم إختلطوا بالأمم ويعتبرونهم مهجنين (عزرا 4: 1- 2) 1 ولما سمع اعداء يهوذا وبنيامين ان بني السبي يبنون هيكلا للرب اله اسرائيل 2 تقدموا الى زربابل ورؤوس الاباء وقالوا لهم نبني معكم لاننا نظيركم نطلب الهكم وله قد ذبحنا من ايام اسرحدون ملك اشور الذي اصعدنا الى هنا. " أي أن خلاصة تعليمه أن المسيح قد أتى وأنه الكلمة علّم وصُلب وقام فادياً ومخلصاً.ھذا يعود إلى السبي الأشوري لعام ٧٢٢ . ق م. الذي ً أعاد توطين الأسباط العشر الشمالية بوثنيين تزاوجوا داخليا .مع عدد من السكان اليھود الباقين(2مل 17: 24- 41)
السامرين كان يخدمھا أيضا . يسوع أعلن مسيانيته يسوع لإمرأة من السامرة ولقريتھا وكان السامريون قد سبقوا وإعترفوا بإيمانهم بالمسيح (يو 4/ 42) 42 وقالوا للمراة:«اننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لاننا نحن قد سمعنا ونعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم». وقد أحبهم المسيح ومكث عندهم يومين وإستحقت السامرة بأن تنشأ بها أول كنيسة / جماعة مسيحية خارج أورشليم يكرز فيلبس ألآن عن "المسيح" (أداة تعريف)، والذي ھو الترجمة اليونانية لـ "المسيا" لقب العھد القديم المتعلق بوعد الرب/يھوه بإرسال ذاك الذي سيؤسس الملكوت الجديد، ويدشن الدھر الجديد للروح القدس. ھذه الحادثة تم الإنباء عنھا بخدمة يسوع وخاصة بكلماته الختامية التي فوضھم بھا يسوع .(٨ :١)