Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح أعمال الرسل الإصحاح الثالث عشر (أع 13: 1- 12)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير أعمال الرسل (أع1: 1-11
تفسير أعمال الرسل (أع 1: 12- 26
تفسير أعمال الرسل (أع 2 : 1- 13
تفسير أعمال الرسل (أع 2 :  14- 36
تفسير أعمال الرسل (أع2: 37- 47
تفسير أعمال الرسل (أع 3: 1- 10
تفسير أعمال الرسل (أع 3: 11- 26
تفسير أعمال الرسل (أع 4: 1- 12
تفسير أغمال الرسل (أع 4: 13- 22
تفسير أعمال الرسل (أع 4: 23- 37
تفسير أعمال الرسل (أع 5: 1- 16
تفسير أعمال الرسل (أع 5:  17- 32
تفسير أعمال الرسل (أع 5: 33- 42
تفسير أعمال الرسل (أع 6: 1- 8
تفسير أعمال الرسل (أع 6: 9- 15
تفسير أعمال الرسل (أع 7: 1- 19
تفسير أعمال الرسل (أع 7: 20- 43
تفسير أعمال الرسل (أع 7: 44- 60
تفسير أعمال الرسل (أع 8: 1- 8
تفسير أعمال الرسل (أع 8: 9- 25
تفسير أعمال الرسل (أع 8: 26- 40
تفسير أعمال الرسل (9: 1- 9
تفسير أعمال الرسل (أع 9: 10- 25
تفسير أعمال الرسل (أع 9: 26- 43
تفسير أعمال الرسل (أع 10: 1- 16
تفسير أعمال الرسل (أع 10: 17- 33
تفسير أعمال الرسل )أع 10: 34- 48
تفسير أعمال الرسل (أع 11: 1- 18
تفسير أعمال الرسل (أع 11: 19- 30
تفسير أعمال الرسل (أع 12: 1- 11
تفسير أعنال الرسل (أع 12: 12- 25
تفسير أعمال الرسل (أع 13: 1- 12
تفسير أعمال الرسل (أع 13: 13- 41
تفسير أعمال الرسل (أع 13: 42- 52
تفسير أعمال الرسل (أع 14: 1- 18
تفسير أعمال الرسل (أع 14: 19- 28
تفسير أعمال الرسل (أع 15: 1-  12
تفسير أعمال الرسل (أع 15: 13- 29)
تفسير أعمال الرسل (أع 15: 30- 41
تفسير أعمال الرسل (أع 16: 1- 10
تفسير أعمال الرسل (أع 16: 11- 24
تفسير سفر أعمال الرسل (أع 16: 25- 40
تفسير أعمال الرسل ( أع17:  1- 15
تفسير أعمال الرسل (أع 17: 16- 34
تفسير أعمال الرسل (أع 18: 1- 11
تفسير أعمال الرسل (أع 18: 12- 28
تفسير أعمال الرسل (أع 19: 1- 10
تفسير أعمال الرسل (أع19: 11-20
تفسير أعمال الرسل (أع 19: 21- 42
تفسير أعمال الرسل (أع 20: 1-16
تفسير أعمال الرسل (أع 20: 17- 38
تفسير أعمال الرسل (أع 21: 1- 14
تفسير أعمال الرسل (أ‘ 21: 15- 26
تفسير أعمال الرسل (أع 21: 27- 40
تفسير أعمال الرسل (أع 22: 1- 16
تفسير أعمال الرسل (أع 22: 17- 30
تفسير أعمال الرسل (أع 23: 1- 11
تفسير أعمال الرسل (أع 23: 12- 21
تفسير أعمال الرسل (أع 23: 22- 35
تفسير أعمال الرسل (أع 24: 1- 27
تفسير أعمال الرسل (أع 25: 1- 12
تفسير أعمال الرسل (أع 25: 13- 27
تفسير أعمال الرسل (أع 26: 1- 15
تفسير أعمال الرسل (أع 26: 16- 32
تفسير أعمال الرسل (أع 27: 1- 26
تفسير أعمال الرسل (أع 27: 27- 44
تفسير أعمال الرسل (أع28:  1- 16
تفسير أعمال الرسل (أع 28: 17- 31
رحلات بولس التبشيرية
Untitled 8527
Untitled 8528
تفسير إنجيل لوقا الفصل9
ت

 

تفسير وشرح سفر أعمال الرسل الإصحاح الثالث عشر
برنابا وبولس في الرحلة الأولى
 1. أنطاكية مركز للعمل (أع 13: 1)
2. فرز برنابا وشاول للكرازة  (أع 13: 2 - 3)
3. بدء الرحلة الأولى  (أع 13: 4 - 5)
4. مقاومة باربشوع للكرازة  (أع 13: 6 - 12)
الرحلة التبشيرية الأولى لبولس.
 ملخص رحلات بولس التبشيرية

1. انطلق بولس وبرنابا ويوحنا مرقس من أنطاكية عام 46 م.ثم  يبحرون من ميناء سلوقية إلى ميناء سلاميس فى قبرص المسافة بينهم 125 ميلا (أع 13: 4) ، حيث يبشرون في المعابد اليهودية في سالاميس. (أعمال 13: 1-5)
2. يمشون برا عبر قبرص من مسناء سلاميس ، يكرزون في المجامع اليهودية حتى يصلوا إلى ميناء  بافوس عاصمة قبرص فى ذلك الهصر المسافة بينهم 90 ميلا ، حيث يؤمن الوالي الروماني بالبشارة السارة عن يسوع. (أعمال الرسل 13: 6-12)
3. يبحرون من بافوس إلى برجة على ساحل بامفيليا فى آسيا الصغرى المسافة 175 ميلا، حيث قرر يوحنا مرقص العودة إلى أورشليم  (أعمال ١٣:١٣)
4. من بيرجا ، يتوجه بولس وبرنابا إلى الداخل إلى أنطاكية في بيسيدية (فى آسيا الصغرى) المسافة بينهم 125 ميلا  حيث يكرز بولس بخطبة طويلة حول كونه صالحًا مع الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح. (أعمال 13: 14-52)
5. طرد اليهود المحليون بولس من أنطاكية ، فانتقل هو وبرنابا من أنطاكية بيسيدية إلى إيقونية في غلاطية .  المسافة 110 ميلا (أعمال 14: 1-4) ليقونية، التي تقع في مقاطعة غلاطية الرومانية. إلى الشرق، كانت على بعد 80 ميلا وجنوب شرق أنطاكية بيسيدية ومباشرة شمال ليستر
6. في مواجهة خطر الموت في إيقونية ، ينتقل بولس وبرنابا إلى ليسترا في ليكاونيا ، حيث يشفيان رجلًا مشلولًا ويعتقد الجموع أنهما آلهة يونانية. (أعمال 14: 5-18) لِسْتِرَةَ : مدينة في جنوبي ليكأونية على أمد نحو أربعين ميلاً من أيقونية
7. بعد رجمه وتركه ليموت ، ينتقل بولس إلى دربه ، حيث أصبح الكثير من الأتباع. (أعمال 14: 19-21)
8. يتتبع بولس وبرنابا خطواتهما إلى برجة ، ويقويان المؤمنين الجدد. (أعمال 14: 21-24)
9. أبحروا عائدين إلى أنطاكية في سوريا من أتاليا عام 48 م وأخبروا الكنيسة بكل ما فعله الله. (أعمال 14: 25-28)
ص ٦: ٦
جولان برنابا وشاول الأول للتبشير ووصولهما إلى قبرس ع ٤ إلى ١٢
٤ «فَهٰذَانِ إِذْ أُرْسِلاَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱنْحَدَرَا إِلَى سَلُوكِيَةَ، وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا فِي ٱلْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ».

تفسير / شرح أعمال الرسل الإصحاح الثالث عشر

1. أنطاكية مركز للعمل (أع 13: 1)
     تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 1) 1 وكان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء ومعلمون: برنابا، وسمعان الذي يدعى نيجر، ولوكيوس القيرواني، ومناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع، وشاول.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «وَكَانَ فِي أَنْطَاكِيَةَ فِي ٱلْكَنِيسَةِ هُنَاكَ أَنْبِيَاءُ وَمُعَلِّمُونَ: بَرْنَابَا، وَسِمْعَانُ ٱلَّذِي يُدْعَى نِيجَرَ، وَلُوكِيُوسُ ٱلْقَيْرَوَانِيُّ، وَمَنَايِنُ ٱلَّذِي تَرَبَّى مَعَ هِيرُودُسَ رَئِيسِ ٱلرُّبْعِ، وَشَاوُلُ»."

هذا الأصحاح بداية القسم الثاني من قسمي هذا السفر العظيمين اللذين يصح أن تقسمه إليهما. القسم الأول : معظمة يخبرنا عن أعمال بطرس وخدمته ويشمل القسم الأول على نمو كنيسة المسيح حول أورشليم باعتبار أنها مركز البشارة ومعظم هذا النمو بين اليهود.
 القسم الثاني معظمه يخبرنا فيه عن أعمال بولس. ويشمل القسم الثاني على نمو الكنيسة من أنطاكية وإنتشارها إلى سائر الأمم باعتبار أنها مركز البشارة في سورية وآسيا الصغرى حتى رومية ومعظم هذا النمو بين الأمم.
فى الإصحاحين 13 و 14 رحلة بولس وبرنابا التبشيرية األأولى. بقية أعمال الرسل ستخصص لخدمة بولس الكرازية. - تابعوا المواقع الجغرافية فى الخريطة المبسطة التى أعدتها موسوعة تاريخ أقباط مصر
*** فِي أَنْطَاكِيَةَ هذه المدينة صارت المركز الثانى للإنجيل بعد أورشليم ومنها امتدت الكنيسة في العالم ولا سيما الأمم. وابتدأ منها الجولان للتبشير في البلاد التي هي خارج اليهودية. هذا توسيع دائرة التبشير الذي ابتدأه الاثنا عشر رسولاً والسبعون تلميذاً.[ انظر(أع ١١ :١٩) ]
واشتهرت أنطاكية لأمرين الأول تسمية اتباع يسوع مسيحيين فيها (أع ١١: ٢٦). والثاني ابتداء الجولان للتبشير في البلاد التى يعبد فيها شعوبهم الأوثان والأصنام
فى (أع 11: 27) يوقل " إنحدر أنبياء من أورشليم إلى أنطاكية " فهؤلاء الأنبياء هم زوارا يجولون لخدمة الرب وشعبه وأما هؤىء المذكورون هنا فهم أعضاء محليون ثابتون فى الكنيسة
*** فِي ٱلْكَنِيسَةِ هُنَاكَ : ذكر «الكنيسة» هى إشارة واضحة إلى أنها كانت محكمة النظام والترتيب في عمدتها وخدمها.
*** أَنْبِيَاءُ وَمُعَلِّمُونَ يحتمل أن في هذا إشارة إلى نوعين من المعلمين أحدهما ملهم والثاني غير ملهم والأرجح أن الأنبياء والمعلمين هنا صفتان لجماعة واحدة من خدم الدين تستطيع النبوءة والتعليم. وعلى ذلك يكون كل من برنابا ومن ذُكر بعده هنا نبياً ومعلماً أي ينبئ بأمور المستقبل ويفسر أقوال الوحي.
ھاتان الموھبتان "أنبياء ومعلمون" هبة من الروح القدس توضعان في قائمة في (١ كور ١٢ :٢٨) 28 فوضع الله اناسا في الكنيسة: اولا رسلا، ثانيا انبياء، ثالثا معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء، اعوانا، تدابير، وانواع السنة (أف ٤ :١١) وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا، والبعض انبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين، " .البنية النحوية تظھر أنه ليس مؤكدا ً إذا ما كان الرجال الخمسة الموضوعة أسماؤھم في قائمة كانوا أنبياء ومعلمين أم إذا ما كان الثلاثة األأوائل أنبياء واالأثنان الأخيران معلمين
النبوة فى الهد القديم تختلف فى هدفها عن النبوة فى العهد القديم من حيث عملها وهدفها فالنبوة فى العهد القديم كان هدف من أهدافها كانت تعما لحساب تحديد زمن المسيح
المشكلة مع كلمة "نبوءة" ھي "ما علاقة موھبة النبوءة في العھد الجديد بأنبياء العھدالقديم؟"
في العھد القديم األنبياء ھم كتاب األأسفار المقدسة في العھد الجديد ھذه المھمة
معطاة إلى التلاميذ الأثني عشر األأصليين ومساعديھم الرسل كما تم الإحتفاظ بكلمة "رسول" كعطية مستمرة دائمة (أف ٤ :١١)وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا، والبعض انبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين، " الا أنه تغيرت المھمة بعد موت التلاميذ االأثني عشر، وھكذا أيضا منصب النبي. لقد توقف الوحي؛ ما من أسفار مقدسة ُملھمة أخرى.يعد التى كتبوها المھمة الأساسية عند أنبياء العھد الجديد ھي إعلان اإلإنجيل، ولكن أيضا مھمة مختلفة، ربما كيفية تطبيق حقائق العھد الجديد على األأحوال والحاجات الحالية.(راجع أع ١١ :٢٧) .
 ّموھبة التعليم/ المعلم تذكر في (أع١٣ :١) في ارتباط مع النبوءة، ولكن في (أف ٤ : ١١) نجدھا مرتبطة مع الرعاة. في (٢ تيم ١ :١١) 11 الذي جعلت انا له كارزا ورسولا ومعلما للامم. " يقول بولس أنه كارز، ورسول، ومعلم. ھناً تبدو وكأنھا منفصلة مستقلة، كما الحال في ( رو ١٢ :٧ ).ام خدمة ففي الخدمة، ام المعلم ففي التعليم، " وتناقش أيضا بشكل مستقل منفصل ً في ( يع ٣ :١ ) 1 لا تكونوا معلمين كثيرين يا اخوتي، عالمين اننا ناخذ دينونة اعظم!  " وما تلاھا. على أن ھذه المواھب القيادية يمكن أن تكون مندمجة يدل ھذا ضمنا بطرق مختلفة في مختلف المؤمنين لتسد حاجة الكنيسة في ذلك الوقت أو تلك المنطقة. كل من ھؤالاء القادة الموھوبون (أف ٤ :١١ ) أعلن اإلإنجيل، ولكن بطرق مختلفة (ترتيب وتنظيم، كرازة، تعليم).

 الوحــي
إن الإيمان " المسلم مرة " يشير إلى الحقائق والعقائد والمفاھيم واألفكار وتعاليم المسيحية ذات ّ
النطاق العالمي (٢ بط ٢ :٢١ .) 21 لانه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من انهم بعدما عرفوا، يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم. " ھذه يتم التشديد عليھا لأنه الأساس الكتابي لتحديد الوحي لاھوتيا وجعله مقتصراعلى كتابات العھد الجديد وعدم السماح لكتابات أخرى لتعتبر من ًالوحي. ھناك عدة نصوص غامضة وغير مؤكدة ورمادية في العھد الجديد، ولكن المؤمنين يتأكدون باإليمان أن كل شيء "يُحتاج إليه" لأجل الإيمان والممارسة مشتمل بوضوح ٍ كاف في العھد الجديد.
ھذا المفھوم يوصف بدقة فيما يسمى "مثلث الوحي"
١ -الرب قد أعلن نفسه في التاريخ على فترة زمنية طويلة (الإعلان)
٢ -ولقد اختار كتابا بشر معينين ليدونوا ويفسروا أعماله (الوحي)
٣ -أعطى روحه القدوس ليفتح أذھان وقلوب البشر ليفھموا ھذه الكتابات، ليس بشكل نھائي،
بل على نحو كاف واف للخلاص والحياة المسيحية الفعالة (الإستنارة)
الفكرة من ھذه ھي أن الوحي مقتصر على كتاب الأسفار المقدسة
. لدينا كل الحق الذي ُ ليس من كتابات أخرى موثوقة/ذات سلطان، أو رؤى أو إعلآنات من الوحي. القانون أغلق نحتاج إليه لنتجاوب بشكل مالئم مع الله بما يرضيه.
ھذه الحقيقة ترى على أفضل وجه في توافق كتاب أسفار الكتاب المقدس إزاء خلاف المؤمنين االأتقياء المخلصين. ما من كاتب معاصر أو متفوه لديه مستوى القيادة الإلھية التي كانت لدى كتاب أسفار الكتاب المقدس

 الإستنارة
"لقد تصرف الرب في الماضي ليعلن نفسه بشكل واضح إلى البشر. في اللاھوت ھذا يدعى الإعلان لقد اختار أناسا .ھذا ً معينين ليدونوا ويفسروا إعلانه الذاتي ھذا في اللاھوت يدعى
الوحي. لقد أرسل روحه القدوس ليساعد ّ القراء على فھم كلمته. في اللاھوت يدعى ھذا الإستنارة. تنشأ المشكلة عندما نؤكد أن الروح القدس مشارك في فھم كلمة الرب - وإذا فلماذا كل ھذه التفاسير العديدة المختلفة لھا؟
جزء من المشكلة يقبع في فھم القارئ المسبق أو خبراته الشخصية. غالبا ما تؤثر الخبرة
الشخصية أو الموقف الشخصي عند استخدام الكتاب المقدس كدليل نصي أو بطريقةً فسيفسائية.
ُغالبا ما تفرض شبكة لاھوتية على الكتاب المقدس ما يسمح له بأن يتكلم فقط في مجالات معينة وبطرق مختارة. الأستنارة ببساطة لا يمكن مساواتھا بالوحي بالرغم أن الروح القدس مشارك في كلتيھما.
أفضل مقاربة ربما تكون محاولة تأكيد الفكرة الرئيسية للفقرة، وليس تفسير كل تفصيل من النص. إن الفكرة الرئيسية التي تلخص الموضوع ھي التي تنقل الحقيقة المركزية لدى الكاتب الأصلي. تحديد الخطوط الرئيسية للسفر أو الوحدة الأدبية يساعد المرء على متابعة قصد الكاتب الأصلي ُ الملهم لا يمكننا أن نعيد إنتاج طريقة كاتب األسفار المقدسة في التفسير. وعلينا أن نحاول أن نفھم ما كانوا يقولونه إلى أبناء عصرھم ثم ننقل تلك الحقيقة إلى أيامنا أنفسنا. ھناك أجزاء من الكتاب المقدس غامضة أو محتجبة (حتى زمن أو فترة معينة).
سيكون ھناك دائما خلافات على بعض النصوص والمواضيع ولكن علينا أن نحدد بوضوح الحقائق الرئيسية وأن نسمح لحرية التفاسير الفردية ضمن حدود قصد الكاتب الأصلي. على ً المفسرين أن يسلكوا في النور الذي لديھم، أن يكونوا دائما منفتحين إلى المزيد من الكتاب المقدس والروح القدس.سيديننا الله استنادا . ً إلى مستوى فھمنا وكيف عشنا ذلك الفھم

*** بَرْنَابَا : هو من أقدم مبشري الكنيسة المسيحية (أع ٤: ٣٦) وأنه رسول كنيسة أنطاكية (أع ١١: ١٢). ولعله كان راعي تلك الكنيسة أو شيخها.
***َ سِمْعَانُ ٱلَّذِي يُدْعَى نِيجَرَ: اسم شائع بين اليهود واسمه الروماني نيجر أي أسود كلمة (niger) ھي كلمة لاتينية تشير إلى القاتم أو األسود.ولكونه كان في كنيسة أنطاكية بعض القيروانيين أى من أفريقيا (أع ١١: ٢٠) ذهب بعضهم إلى أنه سمعان القيرواني الذي حمل صليب المسيح (متّى ٢٧: ٣٢). بعض ُالمفسرين يحاولون أن يربطوا سمعان ھذا ب (مر ١٥ :٢١)
*** لُوكِيُوسُ ٱلْقَيْرَوَانِيُّ : وهذا شخص أخر من أفريقيا لا نعرف من أمره غير ما ذُكر هنا وذهب بعضهم إلى أنه لوقا كاتب هذا السفر ولكن ليس من دليل كافٍ لإثبات رايهم .
ربما كان ھذا أحد اليھود الھلينيين الذين كرزوا إلى الأمميين في أنطاكية (أع١١ :٢٠) وعلى االأرجح أنه لم يكن لوكيوس المذكور في رو ١٦ :٢١ .
*** وَمَنَايِنُ ٱلَّذِي تَرَبَّى مَعَ هِيرُودُسَ رَئِيسِ ٱلرُّبْعِ : لفظ هذا الاسم
*** تَرَبَّى مَعَ هِيرُودُسَ : مناين (Manaen ) ھو الشكل اليوناني من ً الإسم العبري (Manahem ) الذي يعني "المعزي"منحيم في العبراني (٢ملوك ١٥: ١٤).. ھذا الرجل كان إما أخا في الرضاعة أي أمه أرضعت هيرودس معه على ما يفيد الأصل اليوناني(الأدب اليوناني) لھيرودس أنتيباس (راجع االإصحاح ١٢ ) (أع 4: 26- 27) الذى حكم الجليل وبيرية كرئيس ربع فى سنة 4 ق. م حتى سنة 36 م أو أنه ترعرع معه وكان رفيق هيرودس منذ الطفولة.(البردية اليونانية السائدة الشعبية). وهيرودس هذا كثيراً ما ذُكر في البشائر واشتهر بأنه قاتل يوحنا المعمدان وهو هيرودس أنتيباس.على الأرجح أن لوقا حصل على الكثير من معلوماته عن ھيرودس أنتيباس (رئيس الربع) من محادثات مع ھذا الرجل.
ومناحم الكبير هو جد هذا المناحم هاى ما يظن والمعروف أيضا أنه كان من الأسينيين العارفين بالروح وكان قد تنبأ لهيرودس الكبير بأنه سيصير ملكا كما كتب يوسيفوس المؤرخ اليهودى فى تاريخه 15: 10: 5 لذلك كان يوقره هيرودس الكبير  وتعزى معرفة لوقا بهيرودس وكل عائلته كذلك بهذه الجماعة من الأنبياء والمعلمين وأخبار الكنيسة الكنيسة فى أنطاكية إلى مناحم هذا
أما مناحم فى هذه الآية هو نبى أنطاكية قد تربى فى قصر هيرودس الكبير مع إبنه أنتيباس وكان أكبر سنا من بولس وبالرغم من تربية مناحم مع أنتيباس فالأخير قتل المعمدان وهذأ كذلك بالمسيح وألبسه ثوب أورجوان إمهانا فى التحقير من ملوكيته أما مناحم الذى نشأ وتعلم مع أنتيباس إلا أنه ظهر مناحم هنا بانه نبى نقى وتعلم
*** شَاوُلُ حُسب من الأنبياء والمعلمين لكنه ذُكر آخراً لأنه لم يكن قد عُرف بأن الله عيّنه رسولاً.

 تفسير / شرح أعمال الرسل الإصحاح الثالث عشر

2. فرز برنابا وشاول للكرازة  (أع 13: 2 - 3)
   تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 2) 2 وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس:«افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ ٱلرَّبَّ وَيَصُومُونَ قَالَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ: أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ ٱلَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ»."

*** يَخْدِمُونَ ٱلرَّبَّ : في كل ما يتعلق بالعبادة الجمهورية في الكنيسة ولا سيما الصلاة والتعليم.
 الخدمة كلمة اليونانية (leitourgia) (المركبة من كلمتي"عمل" و "عام" ) والتي منھا نحصل على كلمة ليتورجيا. كانت بالأصل تشير إلى الشخص الذي كان يقوم بخدمة عامة على نفقته الخاصة.(كان الأغنياء فى نظام الإدراة اليونوانى يتولون إدارة القرى ومشروعاتها على نفقتهم الخاصة وتور هذا النظام اليوم واصبح مكانه البلدية ) في ھذا السياق تدل على فترة من السعي نحو إرادة الرب خلال الخدمة والعبادة. اثناء ت إتمام سر الإفحارستيا يمكن أن يشير الفعل إلى كل الكنيسة أو فقط إلى الرجال الخمسة المذكورة أسماؤھم في القائمة.
*** وَيَصُومُونَ : إشترط الصوم ويقترن بالصلاة. وتلك الصلاة وذلك الصوم التضرع ليرشدهم فى نشر الإنجيل في العالم ويبيّن لهم ما يجب عليهم في ذلك.
في العھد القديم كان ھناك صوم واحد فقط ليوم واحد في السنة، يوم ?الكفارة، (لا ١٦) .ولكن، خلال القرن الأول، طورت اليھودية الرابية صومين في الإسبوع. رغم أن الصوم ليس مطلوبا من المؤمنين،.(٢٣ :١٤) ولكن في أحيان كثيرة يكون مفيدا في تبين إرادة الربً
 
: الصــوم :
رغم أن الصوم لم يكن مطلوبا ابدا في العھد الجديد، إلا أنه كان مفروضا ً ومتوقعا من تالميذ يسوع في الوقت الملائم الموافق (مت ٦ :١٦ ،١٧ ) ( مت ٩ : ١٥) ( مر٢ : ١٩) ( لو٥ : ٣٥ .) يوصف لصوم الصحيح في (أش 58) وأما يسوع فقام بنفسه ٍ بسابقة تصبح قاعدة .تتبع فقد صام أربيعن يوما (مت 4: 2) وقد صامت الكنيسة الأولى فة مناسبات عديدة وإقترنت أصوامها بصلواتها (أع 13: 2- 3) ( أع 14/ 23) (2كور 6: 5) ( 2كور 11:27) وكان الدافع واسلوب هذه اصوام كانا حاسمين عصيبين؛ التوقيت، والمدة، والتواتر اختياري لا إلزام فيه (أع ١٥ :١٩ - ٢٩ ) ليس الصوم طريق للتشاوف إلظھار روحانية المرء، بل وسيلة ندنو بھا ً روحيا من الرب ونسأله الإرشاد. يمكن أن يكون مفيدا روحيا
ميل الكنيسة األولى نحو الزھد والتقشف ب "الصوم" ورد في عدة مقاطع (انظر مت ١٧ :٢١ ) ( مر٩ : ٢٩؛\) ( أع ١٠ :٣٠) (١ كور ٧ :٥) .

*** قَالَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ : إما بصوت سمعه الجميع وإما بإعلان خاص لاحد الأنبياء ليخبر الجميع به.
ھذا دليل كتابي آخر على شخصانية الروح القدس (انظر اأع ١ :٢ ) ولا نعرف سواء كان ھذا مسموعا أم مدركا بالبديهة (أع ٨ :٢٩؛) ( أعً ١٠ :١٩؛ ١١ ( ك١٢؛ ٢٠ ك٢٣؛ ٢١ :١١ .(من الواضح أن ھذه كانت رسالة واضحة محددة جدا (أع ١٦ :٦ - ٧ ) وعلى الأرجح معطاة من خلال أحد الأنبياء.
*** أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ : أي نحّوهما عن الخدمة هنا والاجتماع معكم ليخدموني خدمة مخصوصة.
برنابا : عجيب أعمال هذا الرجل ففى الوقت الذى غرتاب فيه الجميع من شاول وتحاشوه ووخوفا منه بعد أن آمن وإعتمد نجد أن برنابا يقبله (أع 9: 27) ويقول التقليد أن برنابا كان صديقا لشاول منذ الصبا وأنهما تعلما معا على يدى غمالائيل ولكن ليس هناك دليل يؤكد ذلك وإنما لا بد من يقين برنابا بصدق إيمان شاول وقبول مجاهرته بالرب ثم الدفاع عنه لا ياـى من فراغ فإما أن نؤمن بالتقليد المذكور وإما أن نؤمن بصدق ويقين برنابا الذى إذ كان نبيا أستعلن له فعلا صجق إيمان شاول حينما تحقق الرسل ذلك من ذلك وثقوا به فلم يجدوا أفضل منه ليرسلوه للعمل فى كنيسة أنطاكية عندما سمعوا عن نهضة فيها وإيمان وعماد ونعمة من قبل الأمم (أع 11: 22) (أع 9: 28- 30) (أع 11: 26) (غل 2: 9)
*** أَفْرِزُوا : ھذا فعل ماضي بسيط مبني للمعلوم أمر. الكلمة (aphorizō ) لھا الدلالة ْ َ ? والمعنى نفسھا كما الكلمة " ّقد ْس" (hagiazō ) إنھا تعني فرز وتجھيز من أجل مھمة إلھية معينة .(رو 1: 1) (فل 1: 15)
بعد "افرزوا" في النص اليوناني ھناك األداة (dē ،(التي تشير إلى الكثافة والشدة (لو ٢ : ١٥ ١؛ كور ٦ :٢٠ .(إنھا تعطي جدية إلى دعوة ونداء الروح القدس. ھناك موازاة في قول بولس الوارد في ١٥ :٣٦
*** لِلْعَمَلِ ٱلَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ»." أي للتبشير في البلاد االذين يعبددون الأوثان والأصنام علاوة على التنبوء والتعليم اللذين كانا يأتيانهما مع سائر الأنبياء والمعلمين المذكورين آنفاً. ودعوة ابرنابا وشاول هنا تضمنها أمر المسيح لجميع تلاميذه منذ إحدى عشرة سنة وهو قوله «اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها». ولكن الكنيسة غفلت عن الإسراع إلى ذلك فلزم أن نبهها الروح القدس عليها ودعا بعض أفرادها إلى القيام به. والروح الذي دعاهما إلى ذلك لم يزل يدعو المبشرين الوطنيين للخدمة في الوطن أو في الخارج رعاة أو مرسلين فليس لأحد أن يباشر تلك الخدمة ما لم يدعُهُ الله إليها وليس لمن دعاه الله إليها أن يأباها. وكما كان على كنيسة أنطاكية فضلاً عن أن تجعل نورها يضيء في مكانها أن تمد هذا النور إلى أماكن مختلفة كذلك على كل كنيسة أن تكون مركزاً لنشر نور الإنجيل في العالم فإنه ضروري لحياتها ونموها.
    تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 3) 3 فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الايادي، ثم اطلقوهما.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا ٱلأَيَادِيَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا»."

فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا كما كان عليه أو كُرر ذلك هنا للتقرير. وأتوا ذلك بغية الحصول على بركة الله في مشروعهم الجديد.

هذه اآلآية فيھا ثالثة أسماء فاعل ماضية بسيطة تصف اإلعدادات الروحية إلرسال أول المرسلين من الكنيسة في أنطاكية:
١ -صاموا
٢ -صلوا
٣ -وضعوا عليھم الأيدي
تبدو ھذه على أنھا الأعمال الموحدة لكل الجماعة، وليس فقط لألنبياء والمعلمين الآخرين. الكنيسة كلھا يجب أن تكون مشاركة في فعاليات المأمورية العظمى.
*** وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا ٱلأَيَادِي :َ علامة إفرازهما للخدمة الخاصة وبيان أنه هما اللذان طلبوا حلول النعمة الإلهية عليهما (انظر ص ٦: ٨ و٨: ١٧ و٩: ١٢) وهذا ليس رسماً لهما للعمل القسيسي لأنهما عُرفا أنهما مارسا ذلك العمل مدة ليست بقليلة على أحسن أسلوب وكانا قد عُرفا مبشرين فعُرفا الآن رسولين (ص ١٤: ٤ و١٤) إلا أن بولس صرح بأن رسولتيه من المسيح نفسه لا من إنسان (٢كورنثوس ١٢: ٥ وغلاطية ١: ١٧). على أن بولس لم يكن من الاثني عشر رسولاً بدلاً من يهوذا إذ قيل أن «متياس حُسب مع الاحد عشر رسولاً» (ص ١: ٢١). إنما كان رسولاً للأمم عيّنه المسيح علاوة على الاثني عشر.

هذا النبأ لا يلزم منه أن برنابا وشاول لم يكونا عارفين به قبلاً لاحتمال أن الله أعلنه لهما على انفراد وكانا يتوقعان الإعلان جهراً بالتفصيل. وقد وقع ذلك لشاول بدليل قوله في خطابه لشعب أورشليم «فَقَالَ لِي: ٱذْهَبْ، فَإِنِّي سَأُرْسِلُكَ إِلَى ٱلأُمَمِ بَعِيداً» (ص ٢٢: ٢١). وهذا كان قبل إعلان الروح إفرازه وبرنابا في كنيسة أنطاكية. ولعلهما دعوا الكنيسة عند أمر الروح إلى إقامة الصلاة والصوم لطلب إرشاد الله إلى ما يجب أن يعملاه.
. ھذه الآية الكتابية التحديد برهانا تستند إليھا ممارستنا المعاصرة للرسامة.
الطائفية المعاصرة. ھناك عدة أمثلة مادية عن "وضع األيدي" في الكتاب المقدس:
١ -في العھد القديم لأجل ھدف
أ . التطابق القربانى (لا 1: 4) ( لا 3: 2) ( لا 4: 4) ( لا 16: 21)
ب . البركة (تك 48: 13) وما تلاها (مت 13: 16 و 15)
ج - تفويض خلف (عد ٢٧ :٢٣) ( تث ٣٤ :٩ )
٢ - في العھد الجديد الخلفية مساوية مع اختلاف
أ - لأجل الشفاء (لو ٤ :٤٠) ( لو ١٣ :١٣ ) ( أع٩ : ١٧) ( أع ٢٨ :٨)
ب- التكريس أو التفويض لمھمة (أع ٦ :٦) ( أع ١٣ :٣ )
ج- مرتبطة باقتبال الروح القدس أو المواھب الروحية (أع ٨ :١٧) ( أع ١٩ :٦ ) ( ١ تيم 4: 14) ( 2تيم 1: 6)
د- إشارة إلى التعاليم الرئيسية لليھودية أو الكنيسة (عب ٦ :٢)
وضع الأيدي ھذا لم يكن تقليدا أو خبرة تولية. ھؤالء الرجال كانوا قادة مدعوين للتو، ً وموھوبين. ھذه ليست خدمة جديدة مدعوين إليھا، بل امتداد لما كانوا يفعلونه لتوھم.
ً السيامة تميل إلى تشجيع وجود تمايز بين المؤمنين. إنھا تعطي تصديقاعلى التمايز بين اإلكليروس- والعلمانيين. الكلمة اليونانية cleros) يرث بالقرعة) وlaos) الكلمة
ً اليونانية التي تعني الشعب) ، عندما تستخدمان في العھد الجديد، فإنھا دائم اتشير إلى كل
جماعات المؤمنين. كل المؤمنين خدام مدعوون موھوبون، يُطلب إليھم العمل طوال الوقت
لنشر الإنجيل (أف ٤ :١١ - ١٢ ) ليس من دليل كتابي عن فصل المؤمنين إلى جماعات
بشكل تسلسل ھرمي. كل المؤمنين موھوبون لأجل الخدمة لجسد المسيح (١ كور ١٢ :٧، ١١)7 ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع.  11 قد صرت غبيا وانا افتخر.انتم الزمتموني لانه كان ينبغي ان امدح منكم اذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل وان كنت لست شيئا. "

 تفسير / شرح أعمال الرسل الإصحاح الثالث عشر

3. بدء الرحلة الأولى  (أع 13: 4 - 5)
    تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 4) 4 فهذان اذ ارسلا من الروح القدس انحدرا الى سلوكية، ومن هناك سافرا في البحر الى قبرس.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «فَهٰذَانِ إِذْ أُرْسِلاَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱنْحَدَرَا إِلَى سَلُوكِيَةَ، وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا فِي ٱلْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ»."
*** إِذْ أُرْسِلاَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ : قيل في الآية السابقة أن الكنيسة أرسلتهما فدفعاً للخطأ كرّر قوله بياناً أن المرسل لهما هو الروح القدس بواسطة الكنسية.
ھذا السياق لا يؤكد سلطان الكنيسة المحلية، بل سلطان الروح القدس. إنه أحد الثالوث القدوس (انظر أع ٢ :٣٢) الذي يتم التأكيد عليه في أعمال الرسل. إن "الدھر المسياني الجديد" كان يعرف باسم "دھر الروح القدس". إنه يدعو، ويوھب، ويوجه، ّ ويبكت، ويقوي (يو ١٤ :١٦ - ٢٦) ( أع ١٥ :٢٦) 26 رجلين قد بذلا نفسيهما لاجل اسم ربنا يسوع المسيح.  (أع ١٦ :٧ - ١٥) ما من خدمة دائمة أو فعالة يمكن أن تقوم وتستمر بدون حضوره وبركته
*** ٱنْحَدَرَا نزلا من أنطاكية إلى شاطئ البحر.
*** إِلَى سَلُوكِيَةَ هي مدينة اسمها اليوم السويدية بناها سلوكس ونسبها إلى اسمه وهي قرب مصب العاصي كانت يومئذ مينا أنطاكية وهي على أمد ستة عشر ميلاً منها غرباً.
كانت ھذه مدينة ميناء في أنطاكية السورية. لقد كانت على بعد ١٥ ميلاإلى الجنوب الغربي.. وكانت سلوكية القديمة على منحدر جبل كوريفيوس (اسمه الآن جبل موسى). وقد أسسها سلوقس نيكاتور الذي توفي عام 280 ق. م. وقد كانت أثناء حكم الرومان ذات جمال عظيم وتنظيم رائع، كما كانت ميناؤها حسنة ولا زالت كذلك إلى يومنا، ولها رصيفان أحدهما باسم بولس والآخر باسم برنابا. وقد اجتمعت في سلوكية بعض مجامع الكنيسة الأولى، ولكن أهميتها صارت إلى الاضمحلال منذ القرن السادس والسابع الميلاديين. واسمها اليوم السويدية ويوجد بقرب خرائب سلوكية القديمة قرية اسمها القبوصي. وأهميتها ترجع لأنها محور مواصلات بين عدة بلاد فى البحر المتوسط يرجع اسمھا إلى القائد سيلوسيد عن الإسكندر الكبير، الذي حكم ھذه المنطقة بعد موت الإسكندر.
*** ِ إِلَى قُبْرُسَ جزيرة كبيرة كانت يومئذ للرومانيين وكان فيها كثيرون من اليهود وكانت مشهورة بالخصب وغنى السكان وترفههم.وإشتهرت قبرص بتجارة النحاس و من إسم النحاس ابللغة اللاتينية أطلق عليها إسم كوبرس أو قبرص ولا نعلم لماذا اختارا هذه الجزيرة لافتتاح تبشيرهما إلا قربهما من أنطاكية (فإنها لا تبعد أكثر من خمسين ميلاً عن سلوكية) وكونها مولد برنابا (أع ٤: ٣٦)  36 ويوسف الذي دعي من الرسل برنابا، الذي يترجم ابن الوعظ، وهو لاوي قبرسي الجنس،  " وكون بعض مؤمني أنطاكية أصله من قبرس فرغب في أن يبشرا أهله وأقاربه قبلاً.
ھذه الجزيرة كانت موطن برنابا (أع ٤ :٣٦ ) حيث كان ھناك تعداد سكاني كبير من اليھود. .لم تكن ھذه الشھادة المسيحية الأولى على ھذه .الجزيرة (أع 11: 19- 20)
   تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 5) 5 ولما صارا في سلاميس ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود. وكان معهما يوحنا خادما.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَلَمَّا صَارَا فِي سَلاَمِيسَ نَادَيَا بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ فِي مَجَامِعِ ٱلْيَهُودِ. وَكَانَ مَعَهُمَا يُوحَنَّا خَادِماً»"
*** سَلاَمِيسَ : مدينة قديمة في الجنوب الشرقي من قبرس تعلى بعد ثلاثة أميال من فماغسطا الحالية Famagusta على ضفة نهر بديئيوس Pedieos الذي يجري في داخل الجزيرة حتى مدينة نيقوسيا Nicosia العاصمة الحالية وقد كانت ميناء عظيمًا  وكان أهلها خليطًا من اليونانيين والفينقيين الذين كانوا يتاجرون مع أهل صقلية وسوريا. وكانوا يتعبدون لإله زفس Zeus.
وكانت يومئذ من المدن الهامة فى التجارةفى قبرص وكانت ھذه المدينة المرفأ على الشاطئ الشرقي لجزيرة قبرص. لقد كانت المركز التجاري للجزيرة. َ وكانت مركز الحكم لنصفها الشرقى ولكن مدينة بافوس كانت هى عاصمة غرب الجزيرة وكانت مدينة صلاميس بها عدد كبير من اليهود الذين لكثرتهم أنشأوا أثر من مجمع وكانت هذه المجامع مقصد بولس الرسول فى كرازته ورحلاته ولكنه كان يركز بالأكثر على المتهودين حديثا ومقصد المجامع من الأممين وكانوا معروفين " بخائفى الرب" أو " الأتقياء" وكان صيده منهم دائما وفيرا جدا جدا بالمقارنة بصيده من اليهود ولكن كانت تبقى دائما مفاومة باقى اليهود وصدهم وعنادهم عائقا لخدمته
وفي عام 116 ميلادية ثار اليهود هناك وقتلوا مئتين وأربعين ألفًا من اليونان والرومان، فأخمد ثورتهم الإمبراطور هادريان، وهدم جزء من المدينة، ثم آتت الزلازل على الجزء الباقي منها. ولكن الإمبراطور المسيحي قسطنطين الثاني Constantine II بناها، وكان فيها أسقف مسيحي ممتاز ثار ضد الهراطقة واسمه أبيفانيوس. وقد أخربت في عام 647 م. وتوجد اليوم في مكانها عواميد محطمة وصهاريج مشققة وأساسات الأبنية القديمة، واسمها فاماغوستا القديمة.
*** بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ أي ببشارة الفداء بالمسيح.
*** فِي مَجَامِعِ ٱلْيَهُودِ أتيا ذلك طوعاً لأمر المسيح بأن يبشر اليهود أولاً ولتكون لهما فرصة التبشير لجمهور من الناس كانوا يجتمعون هناك لسمع كلام العهد القديم وشرحه. واعتاد شاول أن يدخل المجمع في كل مدينة دخلها ومن ذلك ما أتاه في دمشق (أع ٩: ٢٠) 20 وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح «ان هذا هو ابن الله» وفي انطاكية بيسيدية (أع ١٣: ٤) 5 ولما صارا في سلاميس ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود. وكان معهما يوحنا خادما.  " وفي تسالونيكي (أع ١٧: ١) 1 فاجتازا في امفيبوليس وابولونية، واتيا الى تسالونيكي، حيث كان مجمع اليهود. 2 فدخل بولس اليهم حسب عادته، وكان يحاجهم ثلاثة سبوت من الكتب،" وفي كورنثوس (أع ١٨: ٤).4 وكان يحاج في المجمع كل سبت ويقنع يهودا ويونانيين."
. سبب ذلك واضح:
١ -أن ھؤلاء اليھود كانوا يعرفون لتوھم العھد القديم
٢ -أن اليھود كانوا شعبا مختارا(تك ١٢ :١ - ٣ ) وكانت لديھم أول فرصة للتجاوب (أع 3: 26) ( أع 13: 46) (أع 17: 2) (أع 2: 19) (أع 16: 8) (رو 1: 16)
٣ -في خدمات المجمع كان ھناك أمميون [أ] قد انجذبوا للتو للرب الواحد الحقيقي و[ب]
كانوا يعرفون العھد القديم
صارت ھذه طريقة بولس التبشيرية االعتيادية أينما كان ھناك مجمع.
*** يُوحَنَّا خَادِماً : في الجسديات أو الروحيات أو كليهما استعداداً لعمل إنجيلي أعظم من هذه الخدمة ويوحنا هذا هو مرقس ابن أخت برنابا.
يشير ھذا إلى يوحنا مرقس الذي كان التلاميذ يجتمعون في بيته (أع ١٢ :١٢ ُ) َ 12 ثم جاء وهو منتبه الى بيت مريم ام يوحنا الملقب مرقس، حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون. 13 فلما قرع بطرس باب الدهليز جاءت جارية اسمها رودا لتسمع. " ھو أيضا تقليديا . كاتب إنجيل مرقس، الذي يبدو أنه دون شھادة شاھد عيان الرسول ً بطرس ھو أيضا . سبب الجدال الشديد بين بولس وبرنابا الذي أدى إلى ا نفصال الفريق ً التبشيري (أع ١٥ :٣٦ - ٤١ ) ولكن، فيما بعد يذكر بولس يوحنا مرقس بطريقة إيجابية (كول ٤ :١٠ ٢) ( تيم ٤ :١١ ) وفل الآية ٢٤ )

تفسير / شرح أعمال الرسل الإصحاح الثالث عشر

4. مقاومة باربشوع للكرازة  (أع 13: 6 - 12)
    تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 6) 6 ولما اجتازا الجزيرة الى بافوس، وجدا رجلا ساحرا نبيا كذابا يهوديا اسمه باريشوع،

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «وَلَمَّا ٱجْتَازَا ٱلْجَزِيرَةَ إِلَى بَافُوسَ وَجَدَا رَجُلاً سَاحِراً نَبِيّاً كَذَّاباً يَهُودِيّاً ٱسْمُهُ بَارْيَشُوعُ»"
*** ٱجْتَازَا ٱلْجَزِيرَةَ أى ذهبا عو طريق البر من سلاميس غرباً إلى بافوس شرقاً والمسافة بينهما نحو مئة ميل وطول الجزيرة كله ١٥٠ ميلاً. والمرجح أنهما بشرا في المدن الصغيرة على طريقهما كعادة المبشرين (انظر أع ٨: ٢٥ و٤٠ ) ( أع ٩: ٣٢).
على الأرجح أن ھذه تعني أنھما توقفا وكرزا في كل مجمع َ في الجزيرة.
*** بَافُوسَ مدينة على شاطئ الجزيرة الغربي فيها دار الولاية الرومانية اشتهرت قديماً بعبادة الزهرة وكان لها هيكل عظيم قرب تلك المدينة. واعتبروا بافوس مولد تلك الإلاهة وأنها نشأت من زبد البحر هنالك.
تشير ھذه إلى بافوس الجديدة، في تمييز بالتضاد عن المدينة الفينقية القديمة َ ُ التي تبعد ٧ أميال.ھاتان المدينتان كلتاھما أطلق عليھما الإسم نسبة إلى اإلالھة الفينيقية Paphian .وھذه كانت إالھة الحب التي تعرف أيضا (باسماء (Aphrodite، Astarte) ً ، Venus ،الخ.). ھذه المدينة كانت ھي العاصمة السياسية الرسمية لقبرص.
*** سَاحِراً (انظر شرح ص ٨: ٩).
*** نَبِيّاً كَذَّاباً يَهُودِيّاً أي يهودي الأصل ادعى الإلهام ومعرفة ما في الغيب كذباً من أن شريعته حرمت السحر (لاويين ١٩: ٣١ ) 31 لا تلتفتوا الى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم.انا الرب الهكم. ( لا٢٠: ٦ ) 6 والنفس التي تلتفت الى الجان والى التوابع لتزني وراءهم اجعل وجهي ضد تلك النفس واقطعها من شعبها. ( تثنية ١٨: ٩ - ١٢). 9 متى دخلت الارض التي يعطيك الرب الهك لا تتعلم ان تفعل مثل رجس اولئك الامم. 10 لا يوجد فيك من يجيز ابنه او ابنته في النار ولا من يعرف عرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر 11 ولا من يرقي رقية ولا من يسال جانا او تابعة ولا من يستشير الموتى 12 لان كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب.وبسبب هذه الارجاس الرب الهك طاردهم من امامك. " وكثر مثل هذا في تلك الأيام ومنهم سيمون الساحر (أع ٨: ٩) 9 وكان قبلا في المدينة رجل اسمه سيمون، يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة، قائلا انه شيء عظيم!. " وجارية فيلبي ة في (أع 16: 16-24)، وذلك بعد معمودية ليدية بياعة الأرجوان في فيلبي. ففي خروج بولس وسيلا للذهاب للصلاة، كانت تخرج وراءهم كل يوم "جَارِيَةً بِهَا رُوحُ عِرَافَةٍ" وتشير عليهم وهي تصرخ: "هؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ الْخَلاَصِ". وكانت تلك الجارية لها موالي masters ينتفعون من ورائها، حيث كانت "تُكْسِبُ مَوَالِيَهَا مَكْسَبًا كَثِيرًا بِعِرَافَتِهَا". وكانت صراختها المستمرة التي من وراء الشيطان ليست بالطبع بهدف الشهادة الحق، ولكن بهدف التهكم والسخرية من الشهادة الرسولية للمسيح،... وبنو سكاوا (أع ٩: ١٣) وأرباب كتب السحر في أفسس (أع ١٩: ١٩).19 وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها امام الجميع. وحسبوا اثمانها فوجدوها خمسين الفا من الفضة. " وكانت غايتهم الربح والشهرة والسلطة كما عُلم من أمر سيمون وسندوا دعواهم الباطلة إلى معرفتهم كتبهم الدينية وكتب رقىً وعزائم نسبوها إلى سليمان الحكيم زوراً.
*** ٱسْمُهُ بَارْيَشُوعُ أي ابن يشوع.
ھذا الرجل كان نبيا كذابا يهوديا اسمه يعني "ابن يشوع". نعلم من اآلآية (أع 13: 8) أنه ُعرف باسم عليم الساحر.وكلمة عليم فهو على الأرجح يهودى عربى يحتفظ بصفته عليم الغيب كإسم له أما الكلمة "ساحر" تعكس المرادف اليوناني للجذر الأرامي الذي يعني صناعة الغش والتلفيق ةليس صناعة السحر وقد يكون معناها "المشعوذ" أى التظاهر بأنه ساحر (الأية أع 13: 10) .(انظر أع ٨ :٩ )
    تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 7)  7 كان مع الوالي سرجيوس بولس، وهو رجل فهيم. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس ان يسمع كلمة الله.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «كَانَ مَعَ ٱلْوَالِي سَرْجِيُوسَ بُولُسَ، وَهُوَ رَجُلٌ فَهِيمٌ. فَهٰذَا دَعَا بَرْنَابَا وَشَاوُلَ وَٱلْتَمَسَ أَنْ يَسْمَعَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ»."

*** كَانَ مَعَ ٱلْوَالِي رفيقاً ومشيراً. ذهب بعضهم إلى أن علة استخدام الوالي الروماني الوثني لهذا اليهودي الساحر أن كثيرين من عقلاء الرومانيين وحكمائهم كانوا في ريب شديد من دينهم الوثني. وقد أنبأهم اليهود بمجيء معلم عظيم ومنقذ قدير من اليهود فأثر فيهم ذلك البنأ فجعلهم عرضة لخداع مثل هذا الساحر اليهودي.
كان ھناك جدال كثير حول تاريخية روايات لوقا. ھنا مثال جيد عن دقة لوقا المؤرخ. إنه يدعو ھذا الرجل "واليا ما يعني أن قبرص مقاطعة كانت لھا علاقة بمجلس الشيوخ الروماني. في العھد القديم كانت قبرص تعرف باسم Kittim (تك 10: 4) وضمت إلى روما سنة 57 ق. م وفى ينة 55 ق. م أضيفت لمقاطعة كيليكية بآسيا الصغرى يحكمها حاكم من قبل الإمبراطور الرومانى أوغسطس قيصر وفى سنة 22 م سلمها اوغسطس ليد مجلس الشيوخ Senate لإدارتها وهكذا من ذلك الزمان ومثل بقية المقاطعات والأقاليم التى يحكمها مجلس الشيوخ صار يديرها بروقنصل (وال) كما ذكر فى أعمال الرسل وذكر غسمه صحيحا وهو (أع 13: 7) "سرجيوس بولس" نعلم أن ھذا حدث عام ٢٢ م. بمرسوم من ً أوغسطس.ونعلم أيضا من كتابة محفورة باللاتينية في سولوا أن سرجيوس بولس كان قد بدأ ولايته عام ٥٣ م. كلما زادت المعلومات التي يكتشفھا علم اآلثار عن عالم البحر األبيض المتوسط في القرن الأول كلما زادت وثبتت دقة تاريخية لوقا.
وقد فحص العلماء هذا الإسم فى سجلات الشيوخ بروما الذين تقلدوا وظائف فوجدوه مذكورا فى وظيفة أحد الأمناء بإسم " حارس التيبر"( والتيبر نهر فى إيطاليا ) وبالتدقيق فى حصر زمان ولايته جاء مطابقا لزمان ولاية قبرص فى زمن الأمبراطور كلوديوس ومن ذلك إستنتجوا أنه بعد قضاء ولايته فى التيبر نقل إلى ولاية قبرص كما إستنتجوا أنه رومانى الأصل
*** رَجُلٌ فَهِيمٌ أى أنه كان متعلما يبحث فى الأفكار والمعانى والحقائق شأنه شأن فلاسفة العصور القديمة فى روما لأن شيوخ روما كانوا يختارون من بين العلماء والفلاسفة ولما أصبح واليا على قبرس التى يكثر فيها عدد اليهود فقد كان أغنيائهم يتقربون منه فكانوا يتناقشون ويتباحثون معه عن الدين اليهودى ومعرفة الرب ومن هذا المنلق تصادق مع "عليم الساحر" وأدهشة باعماله فى السحر والشعوذة ولما كان هذا الوالى ذو بصيرة ونظر يحب معرفة الخفيات التي ادعى بار يشوع إعلانها ومما يثبت فهمه دعوته الرسولين والتسليم بصحة تعليمهما.
*** فهيم : ھذه الكلمة تستخدم بدلالات متنوعة واسعة. في ھذا السياق تعني أنه كان ? قادرا على أن يحكم بشكل ّفعال وأيضا صفه بھذه الطريقة يظھر بأن اإلنجيل لم يكن قد أثر ًفقط في الفقراء وغير المتعلمين، بل أيضا ين ( Manaen ً 1: 13) أثر في األغنياء والمثقفين المتعلم ً (من الممكن أيضا لأن أحد مقاصد لوقا من كتابة أعمال الرسل كان يظھر أن الإنجيل لمم يكن يشكل تھديدا . ً للحكم الروماني
*** دَعَا بَرْنَابَا وَشَاوُلَ المرجح أنهما كانا قد ناديا بالإنجيل في المدينة وسمع الوالي نبأهما ويتوقع من مثله أن يستحضر ذينك المعلمين المشهورين اللذين أتيا من سورية بتعليم جديد.
*** أَنْ يَسْمَعَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ أي التعليم الجديد الذي أعلن برنابا وشاول بمناداتهما أنهما أخذاه عن الرب والأرجح أنه طلب سمعهما كفيلسوف يبغي معرفة المحدثات لا لأنه كان مهتماً وقتئذ بخلاص نفسه أو مقتنعاً أن تعليمهما من الرب.
     تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 8) 8 فقاومهما عليم الساحر، لان هكذا يترجم اسمه، طالبا ان يفسد الوالي عن الايمان.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَاوَمَهُمَا عَلِيمٌ ٱلسَّاحِرُ، لأَنْ هٰكَذَا يُتَرْجَمُ ٱسْمُهُ، طَالِباً أَنْ يُفْسِدَ ٱلْوَالِيَ عَنِ ٱلإِيمَانِ»."

*** فَقَاوَمَهُمَا عَلِيمٌ عليم كلمة آرامية كالعربية لفظاً ومعنىً وهي اسم ثان يرتبط بجنسيته العربية أو قد يكون إسم شهرة لـ لبار يشوع بُني على ما ادعاه من علم الغيب ومعرفة المستقبل . وكانت مقاومته الرسولين بالجدال والاستهزاء وحمل كلامهما على غير المعنى الذي أراداه. ولا ريب في أنه اتخذ الصداقة القديمة التي بينه وبين الوالي وسيلة إلى تلك المقاومة. وكانت غايته منها منع الوالي من أن يتأثر من تعليمهما فيفقد هو أرباحه منه وسلطته عليه.
يبدو أن ھذا االإسم اليوناني ھو نقل بالحروف من لغة إلى لغة أخرى وفيما يلى ما وصل إليه بعض الفسرين لـهذا الإسم :
١ -كلمة عبرية تعني رجل حكيم (حكيم، ّعراف، من يستطيع أن يتنبأ بالمستقبل ويسيطر على المستقبل من خلال تأثير على القوى غير المنظورة في العالم غير المنظور، AB ، المجلد ص٢ . ،٤٨٧
٢ -كلمة آرامية تدل على من يفسر الأحلام
ويسجل الكتاب المقدس مقاومة السحرة والمشعوذين لإنتشار كلمة الرب ( خروج ٧: ١١ ) 11 فدعا فرعون ايضا الحكماء والسحرة.ففعل عرافو مصر ايضا بسحرهم كذلك.  ( ٢تيموثاوس ٣: ٨) 8 وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى، كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق. اناس فاسدة اذهانهم، ومن جهة الايمان مرفوضون. 9 لكنهم لا يتقدمون اكثر، لان حمقهم سيكون واضحا للجميع، كما كان حمق ذينك ايضا.
*** ٱلسَّاحِر : ھذه الكلمة مرتبطة بكلمة "مجوسي" والتي تعني الحكماء الكلدانيين- المديانيين وكلمة ساحر تترجم من "ماجوسى" ولكن يجب الإنتباه إلى أن هذه الكلمة لا تختص إلى مهنة "المجوس " لأنه مهنة المجوس هى العلم فى الكواكب والنجوم أى أنهم علماء بالفلك وتأص\ثيره على الناس ولهم دراسات وعبادة ولهم كهنة أما هذا المشعوذ "عليم" يكفى أن يقال أنه يحاول أن يفسد قلب الوالى عن قبول الإيمان بالمسيح الذى جاء المجوس الحقيقيون ليسجدوا له وسجدوا فعلا وقدموا هداياهم وفى نفس الوقت وبالرغم من شعوذته يدعى كذبا أن له علاقة بإله اليهود يهوه
مثل دانيال (دا ٢ :٢ )  2 فامر الملك بان يستدعى المجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا الملك باحلامه فاتوا ووقفوا امام الملك.  ( دا ٤؛ : ٩ )9 يا بلطشاصر كبير المجوس من حيث اني اعلم ان فيك روح الالهة القدوسين ولا يعسر عليك سر فاخبرني برؤى حلمي الذي رايته وبتعبيره. ( مت٢ : ١ ) 1 ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم " ولكن، في أيام بولس، كانت تستخدم لإلشارة إلى السحرة المتجولين الذين كانوا يتجولون في العالم الإغريقي- الروماني. (انظرأع ٨ :٩) 9 وكان قبلا في المدينة رجل اسمه سيمون، يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة، قائلا انه شيء عظيم!.
*** يُفْسِدَ ٱلْوَالِيَ عَنِ ٱلإِيمَانِ أي يمنعه عن الإيمان بالمسيح التي ناديا بها بكل ما استطاع من الوسائل أو عن التسليم بفداء المسيح وصحة إنجيله تسليماً قلبياً.
كلمة الإيمان تستخدم بثلاث طرق محددة في العھد الجديد:
١ -الإيمان الشخصي بيسوع المسيح كمخلص
٢ -الحياة التقية المليئة بالإيمان
٣ -المحتوى اللاھوتي للإنجيل أي عقيدة ( يه ٣ ،٢٠)
الغموض نفسه نراه في (أع ٦ :٧ ).يبدو أنه ھنا يشير إلى البند ٣ بسبب أداة التعريف والسياق. (انظرأع ٣ :١٦ و أع٦ :٥ )
   تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 9) 9 واما شاول، الذي هو بولس ايضا، فامتلا من الروح القدس وشخص اليه

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَأَمَّا شَاوُلُ، ٱلَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضاً، فَٱمْتَلأَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ»."

*** وَأَمَّا شَاوُلُ، ٱلَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضاً،: ھذا ھو أول استخدام للقب أسرته الروماني في سفر أعمال الرسل. فة ذلك العصر كان عندما يولد إنسان فى العالم الرومانى يطلق عليه ثلاثة أسماء يتكون منها الإسم الكامل للإنسان .. الإسم الأول ويسمى Praenomen .. الإسم الثانى Nomen .. ثم الإسم الثالث ويسمى Cognomen .. وبالإنجليزية أو الفرنسية Surnam وهو الإسم الذى يميز الشخص distinguishing name ويسمى Nickname وباللغة العربية "اللقب" أو "الكنية" فالوالى سرجيوس إسمه بالكامل :لو سيوس سرجيوس بولس "
بولس ُھو من كلمة يونانية تعني "صغير/ ضئيل". يعتقد البعض أنھا تشير إلى حجم بولس الجسدي، وآخرون يقولن أنھا تدل على تقييمه الشخصي لنفسه على أنه الأدنى بين الرسل" ألنه كان ِ. قد اضطھد الكنيسة. على الأرجح أنه كان االإسم الثاني المعطى له من قبل والديه عند والدته
*** أما قوله : " شَاوُلُ، ٱلَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضاً " فـ "ايضا " هنا هو إصطلاح يونانى جاء ترجمته للحرف ".. Ka " الأصلى فى الإسم تعبيرا عن الإسم المضاف للإسم فقال "أيضا" وهى تفيد المعنى الإنجليزى "البديل" alternative أى الإسم البديل فهذا إسم " شاول " أصلى والبديل هو "بولس" وقد قال : " "ذهبى الفم " أن إسم بولس أعطى له بوضع اليد ومن ذلك الوقت دعى "بولس" ولكن فى الحقيقة أنه بعد أن أخذ وضع اليد نودى يشاول وليس بولس وفى الرسامة لم يذكر أنهم يعطونهم إسما آخر
وينبغى لنا الا نغفل أنه فى منطقة الشرق الأوسط إعتاد الناس فيها أن يطلقوا على البعض اسمماء المكان الذى سكن فيه أو ولد فيه فمثلا أطلق على يسوع الذى من الناصرة وأطلق على بولس إسم شاول الطرسوسى لأنه ولد بولس الرسول في طرسوس في ولاية كيليكية من أعمال الإمبراطورية، الرومانية حيثما صرف مدة طفوليته. ومن حصوله على الرعوية الرومانية (أع 22: 25-29) نستنتج أنه كان من عائلة شريفة وعلى الأقل ليست فقيرة، وصاحبة نفوذ فإنه في (رو 16: 7، 11) نجده يرسل التحية إلى ثلاثة أنسباء له ويظهر أن الأولين اعتنقا المسيحية قبله. ومن (أع 23: 16) نعلم أن ابن أخته نقل إليه خبر المؤامرة ضده. ويحتمل أنه كان موظفًا أو ذا نفوذ يجعله يعرف مثل هذه الأسرار. ويدلّ على شرف محتده ما نال من شرف ونفوذ في السنهدريم وبين القادة اليهود (أع 9: 1، 2؛ 22: 5؛ في 3: 4-7). وكان أبوه فريسيًا من سبط بنيامين وقد ربّي على الناموس الضيِّق (أع 23: 6؛ في 3: 4-7) ولكنه ولد وهو يتمتع بالرعوية الرومانية.
نرى في نبإ سفر الرسولين هنا تغيّرين نشأ عند زيارة بولس لوالي قبرس فليس لنا إلا أن نحكم بتعلقهما بتلك الزيارة.
الأول: تغيّر اسم رسول الأمم فإنه كان يسمى قبل الزيارة شاول وسُمي بعدها بولس. وهو سمى نفسه بولس في كل ما كتبه من الرسائل. وبهذا سماه مجمع أورشليم في رقيمه إلى كنائس الأمم. وبه سماه بطرس بعد سنين (٢بطرس ٣: ١٥).15 واحسبوا اناة ربنا خلاصا، كما كتب اليكم اخونا الحبيب بولس ايضا بحسب الحكمة المعطاة له، " وكان من عادة اليهود يومئذ أن يكون للواحد منهم اسمان اسم عبراني واسم يوناني أو لاتيني كما جاء في (أع١: ٢٣ ) ( أع ٥: ١ ) ( أع ٩: ٣٦ ) ( أع ١٢: ١٢). فالمرجح أن شاول قبل أن تنصر دُعي أوقاتاً باسم لاتيني هو بولس باعتبار كونه يهودياً مولوداً خارج اليهودية له ما للرومانيين الأصليين من الحقوق (ص ٢٢: ٢٧ و٢٨) ولكنه عُرف غالباً واشتهر قبل هذه الزيارة باسمه العبراني وهو شاول إلا أنه من وقتها استحسن أن يدعى باسمه الروماني ولعل ذلك لأمرين الأول تذكار لتنصيره سرجيوس بولس وآية الصداقة المبنية على ذلك. والثاني إتيان الزمان المعيّن من الله لإظهار أنه عينه رسولاً للأمم إذ أجرى المعجزة الأولى على يده. ولكون معظم عمله منذ ذلك اليوم بين الأمم ناسب أن يدعى بالاسم المأنوس عند الأمم السهل اللفظ على ألسنتهم.
والتغير الثاني: تقديم لوقا إيّاه على برنابا بعد أن كان يقدم برنابا عليه.
*** فَٱمْتَلأَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أي ألهمه الروح القدس حديثاً بقوة خاصة ليكشف خداع عليم الساحر وأن يصرّح بتوبيخه إيّاه ويعلن ما قضى الله به عليه من العقاب.
قوة الروح القدس التي قادت الكنيسة الأولى توصف بكلمة "الإمتلاء" (أع ٢ :٤ )  4 وامتلا الجميع من الروح القدس، وابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا. ( أع ٤ : ٨ ،٣١ ) 8 حينئذ امتلا بطرس من الروح القدس وقال لهم:«يا رؤساء الشعب وشيوخ اسرائيل، 31 ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه، وامتلا الجميع من الروح القدس، وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة (أع ٦ : ٣ ) 3 فانتخبوا ايها الاخوة سبعة رجال منكم، مشهودا لهم ومملوين من الروح القدس وحكمة، فنقيمهم على هذه الحاجة. ( أع ٩ : ١٧)17 فمضى حنانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال: «ايها الاخ شاول، قد ارسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه، لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس». (الإمتلاء اليومي المستمر الدائم بالروح القدس ھو الحالة الطبيعية المألوفة لجميع المؤمنين (أف ٥ :١٨ ) 18 ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح،  "
في سفر أعمال الرسل يكون الإمتلاء مرتبطا . ً عادة بجرأة إعلان الإنجيل
*** وَشَخَصَ إِلَيْهِ لينتبه له هو وكل من حضر.(راجع أع 1: 10)
     تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 10) 10 وقال:«ايها الممتلئ كل غش وكل خبث! يا ابن ابليس! ياعدو كل بر! الا تزال تفسد سبل الله المستقيمة؟

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «وَقَالَ: أَيُّهَا ٱلْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ٱبْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ ٱللّٰهِ ٱلْمُسْتَقِيمَةَ؟»."

.يصف بولس ھذا النبي اليھود الكذاب بعدة كلمات:
١ْ " - ٱلْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ : ما يعني أنه يخدع باإلغراء (ھذا ھو االستخدام الوحيد لھذه الكلمة في كتابات لوقا)
٢ْ " - ٱلْمُمْتَلِئُ كُلَّ خُبْثٍ : ھذه من الكلمة اليوناني التي تعني أن يفعل شيئا بلا مبالاة يعبث، ولكن صار لھا دالالت الشر (أع ١٨ :١٤) 14 واذ كان بولس مزمعا ان يفتح فاه قال غاليون لليهود:«لو كان ظلما او خبثا رديا ايها اليهود، لكنت بالحق قد احتملتكم. " ھذه الكلمة نجدھا فقط في (أع ١٤ :١٨ ) ( أع ١٠ :١٣)
٣ْ " - يَا ٱبْنَ إِبْلِيسَ! ھذا مصطلح سامي (أع ٣ :٢٥ ) 25 انتم ابناء الانبياء، والعهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم: وبنسلك تتبارك جميع قبائل الارض. ( أع ٤ : ٣٦) . 36 ويوسف الذي دعي من الرسل برنابا، الذي يترجم ابن الوعظ، وهو لاوي قبرسي الجنس،" إلشارة إلى من يوصف
بأعمال الشيطان (مت ١٣ :٣٨ )  39 والعدو الذي زرعه هو ابليس. والحصاد هو انقضاء العالم. والحصادون هم الملائكة.  ( يو٨ : ٣٨ ،٤١ ،٤٤) 38 انا اتكلم بما رايت عند ابي، وانتم تعملون ما رايتم عند ابيكم». 41 انتم تعملون اعمال ابيكم». فقالوا له:«اننا لم نولد من زنا. لنا اب واحد وهو الله».44 انتم من اب هو ابليس، وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب. (١يوحنا ٣: ٨) 8 من يفعل الخطية فهو من ابليس، لان ابليس من البدء يخطئ. لاجل هذا اظهر ابن الله لكي ينقض اعمال ابليس. ( انظر أع ٥ :٣ )
٤َ " - يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! : تستخدم ھذه الكلمة عدة مرات في كتابات لوقا مشتملة اقتباسات من العھد القديم (لو ١ :٧١ ،٧٤) 71 خلاص من اعدائنا ومن ايدي جميع مبغضينا. 74 ان يعطينا اننا بلا خوف منقذين من ايدي اعدائنا نعبده ( أع ٢٠ :٤٣)43 حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك ( أع ٢: ٣٥ ) كل ما كان يشبه الرب كان ھذا الرجل ضده (انظر ا"البر أع ٣: ١٤.)
٥ -يستخدم بولس الكلمة الشاملة "كل" ثلاث مرات ليظھر شر ھذا الإنسان الإختياري
الكامل.
*** ٱلْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ : أي الذي شغل الخداع كل قواه العقلية حتى لم يبق فيها محل لشيء من الحق وبنى بولس هذا الوصف على ما اشتهر من أمره باعتبار كونه ساحراً ونبياً كذاباً وعلى ما بدا منه في مقاومته له ولبرنابا.
*** وَكُلَّ خُبْثٍ هذا يدل على أنه أتى الخداع بدناءة وأنه قصد إضرار من خدعهم.
*** ٱبْنَ إِبْلِيسَ يسمى الاباء أبنائهم اسماء صفات أو اشخاص ياملون أن يتصف بها أبنائهم الإسم الذى أعطى لهذا الساحر بار يشوع ويعنى إبن يشوع ويشوع قائد محارب مشهور فى العهد القديم فلم تتطابق بار يشوع على اعماله وصفاته فأعطاه بولس الرسول إسما يتفق مع ما يفعله وهو إبن إبليس فى مقابل أسمه الذى يطلق عليه بار يشوع أى إبن يشوع ولفظ إبليس معنى الإتراء ةالووشاية وتقابل لفظة الشيطان بالعبرى التى تعنى خصم أو عدو أو مقاوم أي مثل إبليس في صفاته وأعماله لأن إبليس كذاب وأبو الكذاب (يوحنا ٨: ٤٤)44 انتم من اب هو ابليس، وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب." وصدق عليه ذلك لما سلف من أقواله وأعماله.
*** عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ دعاه بهذا لأنه قاوم المبشرين بالبر واجتهد في أن يمنع الوالي من السير في سنن البر فضلاً عن أنه خال من كل بر. فكل من يربح من الشر عدو للخير وكل من يعيش بالغش عدو للحق. وقام إبن غبليس بإخفاء النور فإستحق أن يطلق علية هذا السم لأن إبليس يدعى امير الظلام
*** أَلاَ تَزَالُ هذا الاستفهام للتوبيخ وهو أشد من التوبيخ الصريح فكأنه قال له أنت لا تكف عن الشر أبداً.
*** تُفْسِدُ سُبُلَ ٱللّٰهِ ٱلْمُسْتَقِيمَةَ؟». كان ذلك يحمله كلام الرسولين على غير ما قصداه وبقدحه فيهما بمثل أنهما يهوديان مرتدان عن دينهما ومبتدعان. وأتى كل ذلك ليحمل الوالي على أن ينفر منهما ومن تعليمهما. ومعنى «سبل الله» هنا الموصلات إلى الخلاص أو ما قضى الله به من وسائل رحمته. وهذه السبل مستقيمة أي موافقة لعدل الله ورحمته واضحة لكل قاصد. أما عليم فاجتهد في أن يُري الوالي أنها معوجة فصدق عليه قول إشعياء «وَيْلٌ لِلْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْراً وَلِلْخَيْرِ شَرّاً، ٱلْجَاعِلِينَ ٱلظَّلاَمَ نُوراً وَٱلنُّورَ ظَلاَماً» (إشعياء ٥: ٢٠).
ھذا السؤال يتوقع جوابا بالإيجاب. الكلمة "مستقيم" أو"قويم" في العھد الجديد تعكس مفھوم العھد القديم عن البر، ما يعني معيار أو قصبة قياس. كلمات العھد الجديد "أفسد" أو " ّحرف" تعكس كلمات العھد القديم التي تشير إلى الخطيئة، ً
والتي كانت انحرافا عن المعيار،والذي ھو الله نفسه. ھذا الرجل جعل كل شيء فاسدا (عكس ً البر واالستقامة).(انظر ا"البر أع ٣: ١٤.)
    تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 11) 11 فالان هوذا يد الرب عليك، فتكون اعمى لا تبصر الشمس الى حين». ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة، فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «فَٱلآنَ هُوَذَا يَدُ ٱلرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ ٱلشَّمْسَ إِلَى حِينٍ. فَفِي ٱلْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ، فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِساً مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ»."

*** يَدُ ٱلرَّبِّ عَلَيْكَ معنى «اليد» هنا القدرة ( خروج ٩: ٣ ) 3 فها يد الرب تكون على مواشيك التي في الحقل على الخيل والحمير والجمال والبقر والغنم وبا ثقيلا جدا.( ١صموئيل ٥: ٦)6 فثقلت يد الرب على الاشدوديين واخربهم وضربهم بالبواسير في اشدود وتخومها." والمراد بالعبارة أن الرب يُظهر قوته بعقابه على شره. قال الرسول ذلك لئلا يُنسب ما يصيبه إلى الاتفاق أو إلى بولس نفسه ولكي ينسبه إلى الرب وحده. والكلام هنا خبر لا إنشاء أي لا دعاء على عليم وهو يفيد أن الرب قد رفع يده ليضربه وأن المصاب قريب.
ھذه عبارة سامية تجسيمية تشير إلى قوة وحضور الرب (لو ١ :٦٦؛) 66 فاودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين: «اترى ماذا يكون هذا الصبي؟» وكانت يد الرب معه. ( أع ١١ :١٣) 13 فاخبرنا كيف راى الملاك في بيته قائما وقائلا له: ارسل الى يافا رجالا، واستدع سمعان الملقب بطرس، " غالبا ما تشير في العھد القديم إلى دينونات الرب (خر ٩ :٣ ) ( ١صم ٥ :٦) ( أي ً 19: 21) 21 تراءفوا تراءفوا انتم علي يا اصحابي لان يد الله قد مستني. ( مز 32: 4) 4 لان يدك ثقلت علي نهارا وليلا.تحولت رطوبتي الى يبوسة القيظ‏.سلاه.(مز 38: 2) 2 لان سهامك قد انتشبت في ونزلت علي يدك. " كما ھو الحال معھا ھنا
*** فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الجزء الأخير من هذه العبارة توكيد للجزء الأول. وغاية الرب من هذه المعجزة إعلان أن ذلك الرجل خادع وأن كل ما أتاه من اتهامه الرسولين وقدحه في تعليمهما حق خالص وأن يعاقب ذلك الكاذب المقاوم.
ھذه الكلمات الوصفية القوية للشر والتمرد التي يصف بھا بولس ھذا الرجل وشكل عقابه اإللھي المؤقت قد يعكس حياة بولس السابقة نفسه. إنه ينظر إلى الوراء الأن ويرى نفسه في ھذا المعلم اليھودي الكذاب وتلاعبه (أع ٩ :٨ .)  8 فنهض شاول عن الارض، وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر احدا. فاقتادوه بيده وادخلوه الى دمشق. 
 العمى يستخدم غالبا بمعنى مجازي كبرهان ليدل على نقص الإنفتاح الروحي (يو ٩ :أع ٩) (تث 28: 28- 29) 28 يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب. 29 فتتلمس في الظهر كما يتلمس الاعمى في الظلام ولا تنجح في طرقك بل لا تكون الا مظلوما مغصوبا كل الايام وليس مخلص"
*** إِلَى حِينٍ أي إلى ما شاء الله. كان بولس قد عمي ثلاثة أيام فأُنير قلبه بنور من السماء ثم أبصر كعادته. فلعله أشار بقوله «إلى حين» إلى أن عمى عليم لا يدوم بالضرورة ما لم يبق مزاولاً الخداع والمقاومة للحق. وأظهر الله بضربة عليم أنه ساخط عليه لسيرته وأنه أعطاه فرصة ليتأمل في إثمه ويتوب. وما لمح به بولس هنا بقوله لعليم صرح به بطرس بقوله لسيمون الساحر «تُبْ مِنْ شَرِّكَ هٰذَا، وَٱطْلُبْ إِلَى ٱللّٰهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ» (ص ٨: ٢٢).
** * فَفِي ٱلْحَالِ أي لم يفرغ بولس من كلامه إلا قد وقع القضاء على عليم على وفق قوله له «يد الرب عليك».
*** ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ أي ضعف بصره أولاً ثم عمي. طلب عليم عمى قلب الوالي وغيره من الناس فصُرب هو بعمى عينيه.
*** مُلْتَمِساً مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ لم يستطع المشي كالعميان المختبرين لأنه كان في أول عماه الفجائي. وأبان الكاتب هذه الحال ليُظهر أنه عمي عمىً كاملاً.
*** ندرت معجزات العقاب في كتاب الله ولا سيما العهد الجديد وأشهرها اثنتان ما أصاب حنانيا وسفيرة وما وقع على عليم. وعقابهم لم يكن على خطايا عادية لأن العقاب الأول كان للرياء في الدين والكذب على الروح القدس. والعقاب الثاني كان لمقاومة الرسولين التي ليست إلا المقاومة لعمل ذلك الروح. ولا نعلم شيئاً مما كان بعد من أمر سرجيوس بولس ولا من أمر عليم الساحر.
*** إلى حين : إقتصر عقاب الرب بواسطة بولس أن تكون إلى حين حتى يعطي فرصة لبار يشوع أن يرجع عن أفعاله فى مقاومة إنتشار الكلمة ويطلب النور الحقيقى وإذا وجب عليه ان يعاقب فهو ملتزم أن يعطى العقاب مساويا تماما للتعدى ثم يكون قابلا للرفع إن هو ندم وطلب الرفع لأن العقوبة فى المسيحية هى للربح وليست للخسارة هى للتعليم وليست للتعتيم هى لمجد الرب أولا وأخيرا مع قياس الرحمة والترفق بالجعال ولأجل هذا سمع الرب لبولس فى دعائه ونزل عللى بار يشوع ضباب فلم يرى الشمس وهى ساطعة تماما لأنه قاوم نور المسيح
     تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 13: 12) 12 فالوالي حينئذ لما راى ما جرى، امن مندهشا من تعليم الرب.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «فَٱلْوَالِي حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى مَا جَرَى، آمَنَ مُنْدَهِشاً مِنْ تَعْلِيمِ ٱلرَّبِّ» "

*** رَأَى مَا جَرَى، آمَن : ھذه ھي نفس الكلمة اليونانية (pisteuō ) الإسم يمكن يترجم يؤمن، إيمان، أو يثق/ثقة) المستخدمة في كل العھد الجديد للداللة على الإيمان حرفيا)؛ ً ُ الحقيقي. ھذا الحاكم تجاوب مع رسالة الإنجيل. أعين رجل أغلقت استعاريا).أعين إنسان آخر فتحت إستعاريا ھذا ھو سر الإيمان وعدم الإيمان (يو ٩ ) أنظر الإيمان (افسم ، الصفة ، الفعل ) (أع 3: 16) و(أع 6: 5)
*** فَٱلْوَالِي... آمَنَ : لأنه شاهد المعجزة وهي عمى عليم على أثر أنباء بولس به وكان إيمانه إما بالمسيح الذي بشر به بولس أو بصحة الدين المسيحي. وأورد العلماء المدققون جدا غذ أستخردوا من السجلات التاريخية ما يؤكد أن الوالى سرجيوس بولس إعتمد وصارت عائلته مسيحية ايضا وفى الجيل التالى أبنته وإبنها أى حفيد الوالى كان يدعى كاايوس كاريتانيوس وكان عضور فى عائلة ذات شهرة ومجد كانت تقم فى أنطاية بيسيدية
*** مُنْدَهِشاً ذُكر اندهاشه هنا من علل إيمانه ونُسب مثل هذا التأثير إلى معجزات المسيح وتعاليمه (متّى ٧: ٢٨ )28 فلما اكمل يسوع هذه الاقوال بهتت الجموع من تعليمه  ( مت ٢٢: ٣٣ ) 33 فلما سمع الجموع بهتوا من تعليمه. ( مرقس ١: ٢٢ ) 22 فبهتوا من تعليمه لانه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة.( مر١١: ١٨ )  18 وسمع الكتبة ورؤساء الكهنة فطلبوا كيف يهلكونه، لانهم خافوه، اذ بهت الجمع كله من تعليمه. ( لوقا ٤: ٣٢).32 فبهتوا من تعليمه لان كلامه كان بسلطان. 
*** مِنْ تَعْلِيمِ ٱلرَّبِّ أي من كيفية تعليم الرب إيّاه قولاً وفعلاً بواسطة بولس. ولم يذكر الكاتب هنا أن الوالي اعتمد لأنه غني عن البيان إذ كلمة الإيمان في الإنجيل يلزم عنها غالباً الثقة في الباطن والاعتراف في الظاهر بدخول الكنيسة بواسطة المعمودية. ومن أمثال ذلك ما جاء في (أع ٤: ٤) 4 وكثيرون من الذين سمعوا الكلمة امنوا، وصار عدد الرجال نحو خمسة الاف. " ( أع ١١: ٢١). وما جاء هنا يوافق قول الرسول «لأَنَّنَا رَائِحَةُ ٱلْمَسِيحِ ٱلذَّكِيَّةِ لِلّٰهِ، فِي ٱلَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي ٱلَّذِينَ يَهْلِكُونَ. لِهٰؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولٰئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ» (٢كورنثوس ٢: ١٥ و١٦).15 لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون. 16 لهؤلاء رائحة موت لموت ولاولئك رائحة حياة لحياة.ومن هو كفؤ لهذه الامور." فلكل إنسان يسمع أن يختار أن يكون كسرجيوس بولس الذي سمع الحق وخلص به أو أن يكون كعليم الذي سمعه وقاومه فعوقب على مقاومته.

 

 

This site was last updated 01/02/23