تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 4: 10) 10 فليكن معلوما عند جميعكم وجميع شعب اسرائيل، انه باسم يسوع المسيح الناصري، الذي صلبتموه انتم، الذي اقامه الله من الاموات، بذاك وقف هذا امامكم صحيحا.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ"
ھذا أمر تام مبني للمعلوم
الروح القدس شجع بطرس. لم يرتعب أو يخاف من هيئة المحكمة. ھؤلاء القادة لم يستطيعوا أن يقضوا على المسيح بصلبة وموته ودفنه في القبر حتى صمت صمت القبور وتنتهى تعاليمه ولكنه قام وبقوة أصبح يؤمن به مئات المسيحيين يحملون إسمه ويعلنون تعاليمه هذه البذرة التى دفنت ونمت وحملت مئات الثمار وما كانوا ليستطيعون أن ينكروا أن الرجل الأعرج الذي شفي قد وقف أمامھم
2) " أَنَّهُ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلنَّاصِرِيِّ،"
يرد بطرس على تساؤالتھم ويجيب بشكل خاص كيف حدثت المعجزة. كان اليهود لا ينطقون إسم الإله "يهوه " واشاروا إليه بلقب "إسم" فقط فسالوا بطرس (أع 4: 7) ولما اقاموهما في الوسط، جعلوا يسالونهما:«باية قوة وباي اسم صنعتما انتما هذا؟» أى بأى إسم إله وقوة صنعتم شفاء أعرج
*** بِٱسْمِ : أي بقوة وسلطان كما في (أع ٣: ٦).6 فقال بطرس:«ليس لي فضة ولا ذهب، ولكن الذي لي فاياه اعطيك: باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش!».
*** يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ : قرن بطرس أحد هذين الاسمين بالآخر ومن المعروف أن من أعظم ما يكرهه مجلس السنهدرين المكون من طوائف اليهود مثل الفريسيين والكتبة والناموسيين والصدوقيين والهيرودسيين ووبعض العلمانيين وغيرهم لأنهم لا يعترفون أن يسوع هو المسيح و "يسوع" أى" يشوع"، باللغة الآرامية وهو اسم مركب من كلمتين "يهوه شوع" ومعناه الحرفي "يهوه يخلص" أى الرب يخلص ولا يعترف مجلس السنهدرين اليهودى بأن يسوع هو المسيح / المسيا أى الماشيح المنتظر وما قاله بطرس أمام مجلس السنهدرين يدل على شجاعة عظيمة جداً.
*** ٱلنَّاصِرِيِّ كما كُتب في عنوان صليبه. ونعته بذلك للتقرير ولدفع كل التباس فأوضح أن الذي حصل الشفاء باسمه هو الناصري المهان الذى إعتقدتم أنه مات على الصليب وفنى وفنيت كرازته
3) " ٱلَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ، "
جاء الوقت لتحقيق نبوة المسيح بإدانة أسباط إسرائيل (مت 19: 28) "فقال لهم يسوع: «الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني، في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر."
هنا يظهر عمل (توبيخ) الروح القدس فى غير المؤمنين وهم هذا المجلس الذى حكم بالموت على يسوع الرجل البار وهذا الحكم هو جريمة قتل وهو خطأ وخطية فجاء دور بطرس الذى يتكلم الروح القدس منن خلاله بكت العالم على الخطية (يوحنا 16: 8)8 ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة: 9 اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي. "
إن كلمة يبكت هي ترجمة للكلمة اليونانية elencho التي تعني "إقناع شخص بالحق؛ توبيخ أو تفنيد أو إستجواب شاهد". يقوم الروح القدس بدور محامي الإدعاء الذي يكشف الشر ويوبخ فاعلي الشر ويقنع الناس أنهم بحاجة إلى مخلص
عندما يبكت الروح القدس الناس على خطيتهم فإنه يمثل دينونة بر الله (عبرانيين 4: 12). ولا يوجد طعن على هذه الدينونة. إن الروح القدس لا يبكت الناس على الخطية فقط، بل يأتي بهم إلى التوبة أيضاً (أعمال الرسل 17: 30؛ لوقا 13: 5). ويظهر علاقتنا مع الله في النور. فتفتح قوة تبكيت الروح القدس أعيننا على خطايانا وتفتح قلوبنا لقبول نعمة الله (أفسس 2: 8).
لقد كانت ھذه ھي الحقيقة الواضحة. لقد حرضوا على موته. الحظوا "ضمير الجمع المخاطب" في اآلية ١١ ،والذي يؤكد أيضا على ذنبهم
*** ٱلَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ : لأنكم أنتم حاكمتموه وأصدرتم حكمكم عليه بالموت أيها الرؤساء أعضاء هذا المجلس واسلمتموه لبلاطس ليصلبه . كان بطرس قد نسب صلبه إلى الشعب فى عظته السابقة (أع ٢: ٢٣ و٣: ١٤ و١٥) ونسبته إلى المجلس أولى لأنه هو الذي حكم عليه بالموت أولاً ثم هيّج الشعب على طلبه من الحاكم الروماني. ولما حكم عليه أرباب ذلك المجلس لم يتوقعوا أن يسمعوا بعد قليل سبب ذنبهم بذلك.
4) " لَّذِي أَقَامَهُ ٱللّٰهُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ"
االله تشمل الأقانيم الثلاثة . فإذا أعلن بطرس ثلاثة أمور هي على غاية الكراهة عندهم الأول أن يسوع هو المسيح والثاني أنهم قتلة المسيح والثالث أن الله أقامه.
يؤكد العھد الجديد على أن كل أقانيم الثالوث القدوس كانت مشاركة وفعالة في قيامة يسوع:
١ -الروح القدس، (رو ٨ :١١)
٢ - يسوع ( يو 2: 19- 22) (يو 10: 17- 18)
٣ - الآب (أع 2: 24 - 32) (أع 3: 15 و 26) (أع 4: 10) ( أع 5: 30) (أع 10: 40) ( أع 17: 31) ( رو 4: 6 و 9)
كان ھذا تأكيد لحقيقة حياة يسوع وتعاليمه حول الرب وأيضا قبول الرب الكامل لموت يسوع البدلي.
كان ھذا جانبا رئيسيا من العظة الكرازية (Kerygma) أي العظات في أعمال ً الرسل،
5) " بِذَاكَ وَقَفَ هٰذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحاً»"
ھنا تلاعب على كلمة "يقف". الرجل الأعرج ينھض ويقف أمامھم.(أع ٤ :١١) هٰذَا يتضح من هذا أن الذي شُفي كان في الحضرة شاهداً أو مشاهداً.
*** بِذَاكَ:أي المسيح.
*** وَقَفَ هٰذَا أَمَامَكُمْ : وهذا دليل ثان على أن الذي شُفي كان في الحضرة منظوراً لأنه أشار إليه وأبان أنه واقف أمامهم. صَحِيحاً أعلن بهذا أن إسم يسوع الذ صلبتموه ومات حتى ينتهى تعليمه فضلاً عن أنه قام حاضر يفعل المعجزات ويشفي كما كان يفعل وهو على الأرض في الجسد.