Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير انجيل متى الاصحاح الرابع عشر - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل السادس عشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير إنجيل يوحنا
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17) الفصل 1
تفسير  (مت 1: 18) الفصل 3
تفسير (مت 1: 19 - 24) الفصل 3
تفسير (متى 2: 1- 12)  القصل 3
تفسير (مت 2: 13 - 15) الفصل3
تفسير (مت  3: 1-6)  الفصل 4
تفسير (مت 3: 7-12) الفصل 4
تفسير (مت 3: 13-17) الفصل 4
تفسير (متى 4 : 1- 11) الفصل 4
تفسير (متى 4: 12- 17)  الفصل 6
تفسير (متى 4: 18- 25) الفصل 6
تفسير (متى5: 1-  12) الفصل 10
تفسير (مت 5: 13- 26) الفصل10
تفسير  (متى 5: 27- 48) الفصل10
تفسير متى الإصحاح 6
تفسير متى الإسحاح 7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى الإصحاح 9
تفسير متى الإصحاح 10
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى الإصحاح12
تفسير متى الإصحاح13
تفسير إنجيل لوقا
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى الإصحاح15
تفسير متى الفصل 18
تفسير متى الفصل 21
تفسير متى الفصل 22
تفسير متى الفصل23
تفسير متى الفصل24
تفسير متى الفصل25
تفسير متى الفصل26
تفسير متى الفصل27
تفسير متى الفصل28
تفسير متى الفصل 29
تفسير متى
مرقس1
Untitled 8095
Untitled 8096
Untitled 8097
Untitled 8098
Untitled 8099
Untitled 8100
Untitled 8102

فيما يلى تفسير الإنجيل كما رواه متى الإصحاح الرابع عضر 14 - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل السادس عشر

تفسير إنجيل متى تقسيم فقرات الإصحاح الرابع عشر 
1. هيرودس الجائع مقتل يوحنا المعمدان (مت  14: 1-12)
2. المسيح الجذّاب (مت  14: 13)
3. المسيح المُشبع يسوع يطعم الخمسة آلاف (مت  14: 14-21)
بين معجزتيّ إشباع الجموع
لماذا لم يكتفي السيّد بمعجزة واحدة؟
4. المسيح واهب السلام (مت  14: 22-32)
بطرس على المياه يسوع يمشي على الماء
5. المسيح واهب الشفاء (مت  14: 33-36)

تفسير انجيل متى الاصحاح الرابع عشر

مقتل يوحنا المعمدان (متى 14: 1- 14)

مقتل يوحنا المعمدان

انظر الرواية في ( لو ٩ :٧ -٩ )

تفسير (متى 14: 1) : في ذلك الوقت سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع  ،

 

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي انه تغافل ولم يرد ان يسمع قبلاً لنفاقه . لان المنهمكين مثله في الامور الدنيوية يعسر عليهم معرفة الامور الصالحة . ثم ان هيرودس هذا هو غير ذلك الذي قتل الاطفال لان ذاك كان ملكاً مسلطاً من طرف القيصر الروماني على كل اليهودية وهذا هو ابن ذلك . فقد كان له ستة بنين من امرأته مريم ابنه اورقانوس فولد اريسطوبولس واورقانس . ولما قتل امرأته مريم أراد بنوه ان يقتلوه فاصعدهم الى قيصر وقتلا هناك . وولد له أيضاً ارخلاوس وهيرودس وفيلبس ولوسانيا من نساء اخر . ثم بعد موته استولى الرومانيون على كل اليهودية وكان ارخلاوس يوم ذلك ابن تسع سنين . فلما وشي به للرومانيين انه قاصر لصغر سنه قسم الرومانيون ملكه الى اربعة أجزاء وولوا على الاجزاء الثلاثة اخوته الثلاثة هيرودس وفيلبس ولوسانيا وكل واحد منهم كان يدعى ططرخا أي رئيس جزء من الاربعة الاجزاء . ثم بعد ذلك أخذوا قسم ارخلاوس وأضافوه الى قسم فيلبس أخيه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

بالرغم من ما بين (مت ١٤ :١ -٢ ) و (مت ١٤ :١٣ْ ) يخبرنا فيها الإنجيلى متى عن قصة قتل هيرودس أنتيباس ليوحنا المعمدان إلا أن الغرض من ذكرها فيما يبدو ÷و لم يكن موت يوحنا المعمدان بل الخبر بأن هيرودس كان قد ً سمع عن يسوع ظن أنه يوحنا المعمدان وقد عاد إلى الحياة
1) "هِيرُودُس "
ذكر هذا الحاكم فى (متى ١٤ :١ ) ( لو ٣ :١) ( لو ٩ :٧ ) (لو  ١٣ :٣١ ) (لو ٢٣ :٧ ) هو هيرودس أنتيباس ( الذي كان صيغة مختصرة من معروفا أنتيباتر. - وكان أولاد هيرودس يفخرون بإطلاق لقب هيرودس عليهم وكانت هذه العادة منتشرة بين اباطرة روما ) بن هيرودس الكبير من امرأته ملثاسي، وامرأته الأولى بنت الحارث ملك دمشق المذكور في (٢كورنثوس ١١: ٣٢) وبعد ذلك رأى هيروديا زوجة أخيه فيلبس، وهي بنت أخيه أرستوبولس بن هيرودس الكبير فأغراها بترك زوجها وتزوجها، ولأجلها طلق امرأته بنت الحارث. فوبخه يوحنا المعمدان على هذا الزنا، وهو محرم حسب الشريعة اليهودية لسببين: (١) أنها ابنة أخيه، و(٢) أنها زوجة أخ حي. ووبخه أيضاً على ذنوب أخرى (لوقا ٣: ١٩) فسجنه لتجاسره على توبيخه إياه، ولخوفه من تأثير وعظه في الشعب. وبعد قليل من قتل يوحنا حارب الحارث هيرودس وهزمه وشتت جنوده. ثم ذهب إلى روما يبتغي رتبة ملك، فنُفي إلى ليون في غاليا (أي فرنسا). ورافقته هيروديا وذهبا من هناك إلى أسبانيا وماتا فيها. وكان ظالماً (لوقا ٣: ١٩) خادعاً (لوقا ١٣: ٣١، ٣٢). وهو هيرودس الذي أتى المسيح إليه ووقف أمامه بأمر بيلاطس (لوقا ٢٣: ٦ - ١١).عاصر هذا الحاكم خدمة يسوع وقد بشر يسوع فى في اقليم  التى يحكمها الحاكم الأدومي من الجيل الثانى بعد هيرودس الكبير

2) " رَئِيسُ ٱلرُّبْعِ " كانت مملكة هيرودس الكبير قد قسمها الرومان إلى أربعة أقسام بين أولاده ثلاثة منهم تملكوا ثلاثة أقسام (1. أرخيلاوس 2. هيرودس أنتيباس, 3. فيليب). كلمة "رئيس أو قائد الربع" كانت تعني "قائد الجزء الرابع" حكم بعد موت أبيه على الجليل والسامرة وبيرية، التى فى عبر الأردن.(٤ ق.م. – م. ٣٩ .
) قُصد بهذا اللقب أولاً ما يدل عليه ظاهر معناه، ثم صار بمعنى والٍ (أقل من الملك) بغضّ النظر عن مساحة ما يتولاه من البلاد. وكانوا يدعونه أحياناً ملكاً على سبيل الإكرام والتعظيم (مرقس ٦: ١٤).
3) "خَبَرَ يَسُوع " االإقليم  الذى كان يحكمه هيرودس أنتيباس هو الأقليم الذى بشر فيه المسيح بكثرة وصنع فيها غالبيه قواته ومعجزاته فكانت الناصرة موطنه وكانت كفر ناحوم مكان سكنه فى الثلاث سنين الأخيرة وهما فى أقليم الجليل كما بشر يسوع السامرة وبيريه ولا ريب في أن شهرة المسيح بتعليمه ومعجزاته كانت منتشرة في كل تلك البلاد، وانتشر أكثر من ذلك عندما أرسل تلاميذه ينادون به ويصنعون الآيات باسمه، فبلغ خبره هيرودس ورغب في أن يراه (لوقا ٩: ٩).

تفسير (متى 14: 2) :2  فقال لغلمانه : “ هذا يوحنا المعمدان . قد قام من الاموات ! ولذلك تعمل به القوات .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

تأمل بشرف الفضيلة فقد كان يخاف هيرودس من يوحنا حتى بعد موته ومن خوفه تكلم عن قيامته قائلاً ذلك لعبيده فقط ظناً منه ان يسوع هو يوحنا . وذكر لوقا ان هيرودس قال “ ان يوحنا انا قطعت رأسه 9 : 9 “ وليس في روايات الانجيلين تناقض . فاولاً قال انه قام . ولما سمع انه قام لم يصدق وقال انا قطعت رأسه . وربما قال ذلك متعظماً امام الذين قالوا انه يوحنا .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ:" قد تعنى عبيدة أو الجنود الذين تحت إمرته

2) " هٰذَا هُوَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ "الم يوضح العهد القديم موضوع القيامة من الأموات  كما وضح بعدئذٍ في العهد الجديد.وقد إعتقد اليهود كلهم بقيامة الأموات ما عدا الصدوقيينلقيامة والثواب في الجسد ذاهبين إلى النفس تموت مع الجسد (مت 22: 23-33 واع 23: 5).   ،
كان هيرودس يعتنق مذهب الصدوقيين (مرقس ٨: ١٥) فكان قوله إن يوحنا قام من الأموات مناقضاً لاعتقاده أن لا قيامة لميت

3) "وَلِذٰلِكَ تُعْمَلُ بِهِ ٱلْقُوَّات"  يوحنا لم يفعل معجزة (يوحنا ٤٠: ٤١) وصنع المعجزات ليست برهاناً على قيامه. وقول  هيرودس كان غالباً نتيجة توبيخات ضميره لقتله يوحنا المعمدان . لكن مخاوفه لم تقده إلى التوبة. فالضمير المؤنب يجعل الخاطئ يتوقع العقاب دائماً، ويتوهم أن كل أمر غريب هو بدء ذلك. وتعنيف الضمير برهان على الدينونة الآتية وأن الضمير هو الناموس الذى وضعه الرب فى الإنسان  وكثيرون يعتقدون في وقت الصحة والنجاح عقائد باطلة ينكرونها في وقت الخطر والاضطراب.
 

تفسير (متى 14: 3) : فان هيرودس كان قد امسك يوحنا واوثقه وطرحه في سجن من أجل هيروديا امرأة فيلبس اخيه ،

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان يوحنا لما لم يسمح لهيرودس بالتزوج من امرأة أخيه نقم عليه وسجنه بحجة انه يضل الناس بمعموديته وبأعماله وربما كان ذلك لحدوث فتنة بين اليهود . اما متى فلم يكتب قصة يوحنا في محلها . واكتفى في روايته بالاشارة الى قول هيرودس عن يوحنا انه قد قام من بين الاموات . ثم يتساءل البعض في انه لماذا كان يمنع يوحنا هيرودس من أخذه امرأة أخيه اذا مات هذا دون بنين ليقيم زرعاً لاخيه الميت ؟ فنجيب ان ذلك كان مباحاً لهم لعدم اعتقادهم بالقيامة ولاهتمامهم الزائد في أمور هذا العالم الزائل وقد كان لفيلبس ابنة من هيروديا وكانت تسمى هيروديا باسم امها . وقد ذكر يوسيفوس المؤرخ ان هيرودس المنافق كان قد زنى بامرأة أخيه في حياته وعزلها عن بعلها وهجر امرأته الحلال ابنة ارطا ملك الفرتيين . فحاربه حموه لاحتقاره ابنته وزنائه بامرأة أخيه وبسبب هيروديا سقط هيرودس من سلطنته ونفي معها الى بيبيانا وهي مدينة الجليل فيكون منع يوحنا له من التزوج منها هو لانه زنى بها في حياة أخيه لا لانه كان لها ابنة لان الانثى لا تقيم زرعاً والناموس لا يمنع الزواج من امرأة الاخ بعد موته .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَإِنَّ هِيرُودُسَ"  (لوقا ٣: ١٩، ٢٠ اما هيرودس رئيس الربع فاذ توبخ منه لسبب هيروديا امراة فيلبس اخيه ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها 20 زاد هذا ايضا على الجميع انه حبس يوحنا في السجن. هم سيأتى من أحداث وكلام  هو توضيح للعبارة التى قالها هيرودس أنتيباس  «قد قام من الأموات».

عائلة من القتلة : هيرودس الكبير قتل أولاد بيت لحم وهيرودس أنتيباس قتل يوحنا المعمدان؛ هيرودس أغريبا الأول قتل الرسول يعقوب؛ وهيرودس أغريبا الثاني قد استمع إلى استئناف أو مرافعة بولس في سفر أعمال الرسل
2) "  أَمْسَكَ يُوحَنَّا أَمْسَك أي أمسكه العسكر بأمر هيرودس.
3) " أَوْثَقَه" إما بالقيود وإما بسجنه، وذلك نحو سنة ونصف سنة وهو نحو نصف الزمن من بداءة تبشيره إلى وفاته.
4) " طَرَحَهُ فِي سِجْنٍ "
قطع "هيرودس" رأس يوحنا المعمدان ابن زكرياِفي سِجْنٍ قال يوسيفوس كان ذلك السجن في قلعة ماخيروس / مكاور
Machaerus (مت ٤ :١٢) (مت ١١ :٢ . يقع إلى الجنوب الشرقي من البحر الميت على الحدود مع Empire Nabatean . - يقع على جبل مكاور الى الجنوب الغربي من مدينة مادبا في الاردن وعلى بعد 35 كم من قرية" لب", الذي يرتفع عن سطح البحر 730 مترًا, وعن سطح البحر الميت الذي يعتبر اخفض بقعة في العالم 1125 مترًا.وينطلق السائر الى الجبل من الطريق السلطاني مرورا ببلدة "لب" الى مكاور التي كان يقع فيها قصر هيرودس، وهو اشبه ما يكون بقلعة تهدمت منذ عهد بعيد ولم يبقَ منه الا بعض الجدران المطمورة بين الانقاض وبقايا اطلال تشبه الممر. ويسيطر موقع القصر على ما حوله كليا ومنه يستطيع المرء ان يشاهد البناءين الاخرين اللذين اقام "هيرودس" كلا منهما على رأس الجبل "هيروديوم" غير بعيد عن بيت لحم والكساندريوم على قرن سرطبة شمالي اريحا وغربي دامية وفي الايام الصافية يمكن للمرء ان يشاهد ابراج القدس العتيقة.

واسم مكاور عن الساميين الذين اطلقوه على منطقة الجبل المنفرد الذي اقام عليه القائد "اسكندر جانيوس" قلعته الحصينة, ويدل اسم مكاور على استدارة الجبل وقد استخدام هذا الاسم باليونانية لتقارب معناه مع كلمة "مكاريوس" اي السيف نسبة لوعورة الجبل.اثبتت الحفريات القائمة منذ عام 1978 بأن الموقع يرجع الى حقبتين رئيسيتين, العهد المكابي "90-85" قبل الميلادي والعهد الهيرودي "30 قبل الميلاد الى 72 ميلاديا" . ففي سنة "90 قبل الميلاد" بنى اسكندر جانوس المكابي على قمة قلعة حصينة ليقف في وجه الانباط الذين كانوا يسيطرون على الطريق السلطاني وعلى مدينة مادبا. وظهرت من آثار القلعة الابراج على القمة والسفح الشمالي, حيث تكثر آبار المياه التي تغذيها قناة تمتد من التل المقابل, ولقد دمر هذه القلعة الحاكم الروماني "غابينوس "سنة "75 قبل الميلاد" بأمر من القائد الروماني بومبي, وفي سنة "30 قبل الميلاد" اعاد "هيرودس" الكبير بناء القلعة وبنى في داخلها قصرًا
اشتمل على حمامات للضيافة وامامها ساحة تحيط بها الاعمدة والى القرب من الحمامات عدة مرافق "انتباس" التي سجن فيها يوحنا المعمدان , وقطع رأسه بسبب الراقصة "سالومي",  وبقيت القلعة في ايدي ابناء "هيرودس" حتى استولى عليها الرومان سنة 44 قبل الميلاد, وعندما اندلعت الثورة اليهودية فرت الحامية الرومانية من القلعة فدخلها الثوار الا ان القوات الرومانية عادت اليها وحاصرتها, ثم استولت عليها سنة 72 قبل الميلاد, ودمرتها تدميرا كاملا.قلعة مكاور
قامت دائرة الآثار العامة بالتعاون مع معهد الفرنسيسكان للآثار بأعمال التنقيب في قمة جبل "المشنقة "قرب قرية "مكاور" وكشفت الحفريات عن اجزاء من التحصينات التي شيدها الآدوميون في هذه القلعة واستعملها الملك "هيرودس" الملقب بالكبير والذي ينحدر من اصل" آدومي" اكما كشفت الحفريات عن بناء حمام روماني وكمية من الاواني والاوراق والكسر الفخارية والنقود النحاسية.

5) " منْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِهيروديا كانت حفيدة هيرودس الكبير، وابنه أرستوبولس وشقيقة أغريبا الأول. أى أنها كانت ابنة أخ هيرودس أنتيباس، واسمه أرستوبولس الذي قتله أبوه هيرودس الكبير، وزوجها الأول فيلبس عمها. وهو ليس فيلبس رئيس الربع المذكور في (لوقا ٣: ١) الذي سيطر على المنطقة الواقعة في شمال الجليل بل بالأحرى فيليب الأخ الآخر الذي عاش في روما مع زوجته هيروديا وإينته سالومى . وأرستوبولس هو الأخ الشقيق لهيرودس انتيباس . وأثناء زيارة هيرودس أنتيباس إلى روما التقى بهيروديا / هيروديتس وأغوي بها وكان يبحث الترقى فى منصبه من رئيس الربع لموالى او ملك   ولأن فيليب لم يكن ذا منصب. تركته وتزوجت أخاه هيرودس أنتيباس عمها وفى نفس الوقت سلفها، وكان هيرودس أنتيباس  طلق امرأته بنت الحارث  التي كانت أميرة من نيباتيا لأجلها  وهيروديا طلقت زوجها فيليب حتى تتزوج هيرودس أنتيباس نلاحظ أن الزوجة الأولى لهيرودس التى كانت انشقت بنجاح عن والدها، Aretas) (٢كور ١١ :٣٢ ) أن طلبت أن تأتي إلى هذا القصر الصيفي الخاص وبذلك اشتبك في حرب مع حميه أبيها ولم ينجُ من تلك الحرب إلا بواسطة الرومان. فنسب اليهود مصائبه إلى قتله يوحنا المعمدان ظلماً كما ذكر يوسيفوس المؤرخ. كانت هيروديا أيضا هي أخت هيرودس أغريبا الأول (أع١٢ ) بعد حوالي عشر سنين من قطع رأس يوحنا المعمدان، ذهب هيرودس أنتيباس إلى روما بتحريض من زوجته هيروديا لكي يسعى وراء لقب الملك لأن أغريبا الأول أخيها، كان قد تلقى ذلك اللقب. ولكن أغريبا الأول كتب إلى روما واتهم أنتيباس بتأييد البارثينيين، العدو البغيض لروما من منطقة الهلال الخصيب (بلاد الرافدين). من الواضح أن الإمبراطور كان قد صدق أغريبا الأول ولذلك فإنه نفى هيرودس أنتيباس وزوجته هيروديا إلى إسبانيا

تفسير (متى 14: 4)  :  “ لان يوحنا كان يقول له : “ لا يحل ان تكون لك .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

في العهد القديم كان الناموس يأذن بأخذ امرأة الاخ الميت ولان يوحنا كان كاروز العهد الجديد منع هيرودس من أخذ امرأة أخيه الميت . والذي كان يخلف أولاداً ويموت لم يكن مأذوناً ان يتزوج بامرأته الا الغريب وذلك لكي تنمو القرابة وتكثر لانهم لم يكونوا يؤمنون بالقيامة

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ"  هذه العبارة في الزمن الناقص والذي كان يعني عملاً متكرراً حدث في الزمن الماض  وقوله «يوحنا كان يقول له» تعنى هذه العبارة في الأصل اليوناني أنه كان دائماً يقول له ذلك وعبارة كان يقول له تفيد بأن يوحنا كان يكرر ماي قوله بعدم أحقية هيرودس بالزواج من إمراأة أخيه الحى

2) " لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ " حرَّم ذلك العمل الناموسي الطبيعي وناموس الرب الذى أوحى به إلى موسى. وفي عمل هيرودس ثلاث خطايا كاسرا الكلا الناموسيين : أ.  الأرجح لأن كلاً منهما كان قد تطلق بطريقة غير شرعية (تث ٢٤ :١ -٤ ) ّاذا اخذ رجل امراة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته 2 ومتى خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل اخر 3 فان ابغضها الرجل الاخير وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته او اذا مات الرجل الاخير الذي اتخذها له زوجة 4 لا يقدر زوجها الاول الذي طلقها ان يعود ياخذها لتصير له زوجة بعد ان تنجست.لان ذلك رجس لدى الرب.فلا تجلب خطية على الارض التي يعطيك الرب الهك نصيبا ، ب . وزواجه بامرأة أخيه وهو حيٌّ، جـ . هيرودس أنتيباس وهيروديا (ابنة أخيه) إذ كانا على وشك أن يتزوجا (لاويين ١٨: ١٦ )  عورة امراة اخيك لا تكشف.انها عورة اخيك. (لا٢٠: ٢١)  واذا اخذ رجل امراة اخيه فذلك نجاسة.قد كشف عورة اخيه.يكونان عقيمين  .

وأظهر يوحنا المعمدان أمانته وشجاعته بأنه وبخ حاكماً قوياً ظالماً ينتقم من كل من يغيظة ويوبخة على طرقة الشريرة المخالفة لكل ناموس سواء أرضى أم سمائى ، فأثبت أنه ليس «قصبة مرضوضة تحركها الريح» (متّى ١١: ٧) . 

تفسير (متى 14: 5) :وكان يريد قتله فخاف من الجمع لان يوحنا كان يعد عندهم نبياً  .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اذاً لم يقتله تمسكاً بقسمه فكان يريد قتله قبل القسم الا انه كان يخاف من قداسته ومن سجن الشعب . ومن هذا يظهر جلياً ان أرباب القداسة هم مكرمون ومشرفون حتى من أعدائهم . ثم ان يوحنا لم يوبخ هيروديا بل هيرودس لانه كان صاحب الشأن في هذا العمل وصاحب الامر والنهي .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "َلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ خَافَ مِنَ ٱلشَّعْبِ" ما أجمل أن يكون للرأي الرجال الروحيين الأنقياء مثل يوحنا كلمة تزلزل نفوس ملك مثل هيرودس عاصيا خاطئا ، وتحذير يوحنا كان لكى يرى هيرودس ما فععله من خطأ فيبعد عنه. ولكن راى يوحنا في ذاك الحين كان ضعيفاً جداً لأنه واحد ولكنه كان قويا لأنه صوت صارخ فى البرية ينادى بالتوبة لملك منغمس فى الرزيلة ويقول له: هذا لا يجوز. وأمثال يوحنا المعمدان وإيليا النبي قليلون.
2) "  لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّتبين لنا مما قاله مرقس (مرقس ٦: ٢٠)
لان هيرودس كان يهاب يوحنا عالما انه رجل بار وقديس وكان يحفظه. واذ سمعه فعل كثيرا وسمعه بسرور " أن تعليم يوحنا أثر كثيراً في هيرودس في بداية معرفة هيرودس به ، وأن هيرودس اعترف بحسن صفاته ونقاء تعليمه. لكن تأثيراته كانت وقتية لأنه يعيش فى حياة الجنس والشهوة والسلطة والغنى والجاة وزال تأثير يوحنا تحت أرجل وتمايل سالومى إبنة هيروديا أثناء رقصها وإنتعاش الملك وبهجته  له هيروديا (مرقس ٦: ٢١) وبضجره من كثرة توبيخ يوحنا له، فأراد قتله وامتنع خوفاً من الناس لأنهم اعتقدوا أن يوحنا نبي. وكان أهل الجليل يومئذٍ يميلون إلى الهياج دائماً، وكان هيرودس لا يستطيع تهدئتهم إلا بمجهود شديد .

وفيما يلى رأى يسوع عن المعمدان (مت ١١ :٧ -١١ ) وبينما ذهب هذان ابتدا يسوع يقول للجموع عن يوحنا: «ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا؟ اقصبة تحركها الريح؟ 8 لكن ماذا خرجتم لتنظروا؟ اانسانا لابسا ثيابا ناعمة؟ هوذا الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في بيوت الملوك. 9 لكن ماذا خرجتم لتنظروا؟ انبيا؟ نعم اقول لكم وافضل من نبي. 10 فان هذا هو الذي كتب عنه: ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. 11 الحق اقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان ولكن الاصغر في ملكوت السماوات اعظم منه. 
وقد إستغل يسوع راى الشعب اليهودى فى نبوة يوحنا للرد على أسئلة رؤساء الكهنة والكتبة فى الهيكل (متّى 21: 24- 27 )
فاجاب يسوع: «وانا ايضا اسالكم كلمة واحدة فان قلتم لي عنها اقول لكم انا ايضا باي سلطان افعل هذا: 25معمودية يوحنا من اين كانت؟ من السماء ام من الناس؟» ففكروا في انفسهم قائلين: «ان قلنا من السماء يقول لنا: فلماذا لم تؤمنوا به؟ 26 وان قلنا: من الناس نخاف من الشعب لان يوحنا عند الجميع مثل نبي». 27 فاجابوا يسوع: «لا نعلم». فقال لهم هو ايضا: «ولا انا اقول لكم باي سلطان افعل هذا». (لوقا ٢20 : 1- 6)  وفي احد تلك الايام اذ كان يعلم الشعب في الهيكل ويبشر وقف رؤساء الكهنة والكتبة مع الشيوخ 2 وقالوا له: «قل لنا باي سلطان تفعل هذا او من هو الذي اعطاك هذا السلطان؟» 3 فاجاب: «وانا ايضا اسالكم كلمة واحدة فقولوا لي: 4 معمودية يوحنا من السماء كانت ام من الناس؟» 5 فتامروا فيما بينهم قائلين: «ان قلنا من السماء يقول: فلماذا لم تؤمنوا به؟ 6 وان قلنا: من الناس فجميع الشعب يرجموننا لانهم واثقون بان يوحنا نبي». 7 فاجابوا انهم لا يعلمون من اين. 8 فقال لهم يسوع: «ولا انا اقول لكم باي سلطان افعل هذا»

تفسير (متى 14: 6): ثم لما صار مولد هيرودس ، رقصت ابنة هيروديا في الوسط فسرّت هيرودس   .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " لَمَّا صَارَ مَوْلِد " لاحتفال بعيد ميلاد الملوك من العادات القديمة (تكوين ٤٠: ٢٠) فحضر الاحتفال بعيد ميلاد هيرودس رؤساء البلاد (مرقس ٦: ٢١).
2) " رَقَصَتِ ٱبْنَةُ هِيرُودِيَّا " أي ابنتها من فيلبس زوجها الأول، وقال يوسيفوس إن اسمها «سالومي». ولم يكن رقصها كرقص السيدات في بيوتهن بل كرقص المستأجرات في الملاعب بلا حياء، تأباه النساء الشريفات من اليونان والرومان واليهود في المحافل. فخفضت مقامها الملكي وداست شرفها وعفافها لتُسرَّ هيرودس وتنال مرادها. فسُر هيرودس برقصها وبذل جهده في إرضائها وإرضاء مدعويه.
ذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودى اسم ابنة هيروديا، سالومي، من Josephus Flavius في كتابه 4: 5: 18 Jews of Antiquities The .لابد أنها كانت تتراوح بين الثانية عشرة والسابعة عشرة من عمرها في هذه المرحلة وكانت فيما يبدو خاضعة لسيطرة وتلاعب والدتها. تزوجت فيما بعد فيليب قائد / رئيس الربع ولكن سرعان ما ترملت.
3) " فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ"  لقد راى هيرودس وحاشيته الكثير من رقص الراقصات فى الملاعب الخليعات  ، وكانت سالومى إبنة هيروديا أميرة بنت ملك أى عائلة ملكية فكيف ترقص أميرة أمام جماعة من الضيوف السكارى ولابد أنها أدهشت الجميع لأنه في ذلك اليوم وذلك ِ  ، وخاصةً بعمرها الصغير ذلك، لا بد أنه كان أمرا ً مدهشاً. المعنى المتضمن في السياق هو أنها كانت رقصة داعرة حرضتها عليها والدتها لكي تكسب حظوة عند هيرودس

تفسير (متى 14: 7) : ومن ثم وعد بقسم انه مهما طلبت يعطيها .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " مِنْ ثَمَّ وَعَدَ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبَتْ يُعْطِيهَا" يقال أن وعد الملوك لا يرد  تجاوز بهذا الوعد الحد بسبب راقصة وهذا يظهر بجلاء أن الرجب من أجل متعته قد يخسر ملكة وحياته فأظهر هيرودس إنغماسه فى اللذات وحماقتهوإندفتعه بتهور بوعد بعد إبتهاجه  برقص سالومي . ولا يستبعد أنه كان سكرانا من الخمر، فلم يكتفِ بالوعد بل ثبته بقسم.

تفسير (متى 14: 8) :  “فهي إذ كانت قد تلقنت من امها قالت : “ اعطني ههنا رأس يوحنا المعمدان  .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

فقد  جرت العادة عند الملوك والرؤساء انه اذا ولد لهم ابن يؤرخون يوم ولادته وفي كل سنة يقيمون الافراح تذكاراً لذلك اليوم وغير الملوك ايضاً يحتفلون بذكرى مولدهم عندما يبتدئون ان يحلقوا اللحى والشعر . أما أجرة هيروديا الراقصة في ذلك الديوان الذي كان جامعاً أنواع الشراهة والسكر والفجور فكان اراقة دم بريء وقد دعته المعمدان دون خشية ولا حياء

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَهِيَ إِذْ كَانَتْ قَدْ تَلَقَّنَتْ مِنْ أُمِّهَا تَلَقَّنَتْ لقَّنتها أمها وأغرتها. وتعنى كلمة لقنت باللغة العربية ألقت عليها عبارات لكى تعيد ثولها أمام هيرودس ، فهَّمتها إيّاه ، درّبَه وعلّمتها بالتكرار ـ  وسرعة طلبها تدل على شدة بغض هيروديا ليوحنا وقصدها الانتقام في أول فرصة والتخلص منه بقتله لأنها لم تستطع التحمل بوخذ الضمير وهى تسير فى طريق الخطية فزادت بعملها هذا خطية لا تغتفر . ولعلها أوغرت صدر إبنتها سالومي بضد يوحنا لهذه االهدف ذاته ، وإنما رغبت في قتل يوحنا خوفاً من أن يؤثر كلامه في نفس هيرودس فيتوب عن إثمه معها فيلقيها عنه بعيدا ، لأنه أخذها من زوجها الشرعي.

كلمة " تَلَقَّنَتْ " كانت هي الكلمة اليونانية التي تعني "حثتها". يُظهر هذا أن هذه الصبية الصغيرة لم تكن الوحيدة التي تلاعبت بها أمها، بل أيضا ً كانت تتحكم بها حتى تتخلص بخبث ومكر نسائى من يوحنا المعمدان  بإنهاء حياته ببشاعة تدل على الحقد والكراهية الشديدة  (مر.٦ :٢٢ -٢٥ )
2) " قَالَتْ: أَعْطِنِي هٰهُنَا عَلَى طَبَقٍ رَأْسَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ" وهكذا نرى فى عصور متفرقة فى الكتاب المقدس أن يوحنا المعمدان أعظم الأنبياء خليفة إيليا وسابق المسيح قتل بعد مكيدة نسائية وتشفياً لامرأة شريرة زانية، وأن يعطى رأسُه أجرة رقص ابنتها. وطلبت هيروديا أن يقدم لها رأس يوحنا لأمرين: (١) أن تتيقن أنه هو قُتل لا غيره بدلاً منه، و(٢) أن تتشفى من غيظها بمشاهدة وجه عدوها قتيلاً.

تفسير (متى 14: 9) :  فاغتمّ الملك . ولكن من أجل الاقسام والمتكئين معه أمر ان يعطى .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قال قوم ان هيرودس مع اشهاره بالشر والفجور قد حزن لهذا الطلب حزناً حقيقياً وذلك لقداسة يوحنا أما نحن فنقول انه تظاهر بالحزن امام المتكين تخلصاً من اللوم وقال آخرون انه قد علمها سراً ما الذي تطلبه قبل حضورها الى المجلس ولذلك اقسم لها . ثم انها ما طلبت احضاره من السجن خوفاً من ان يوبخها لكنها طلبت رأسه لتشمت به امام الحضور اقتصاصاً منه . فكان واجب على الاثيم ان يختزي من الاثم الذي عمله في حضرة المتكين أزيد من ان يكذب امامهم

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  فَٱغْتَمَّ ٱلْمَلِكُ."  إغتم باللغة العربية تعنى لكرب أَو الحزن حصُل للقلب بسببٍ الوعد والأثاسم التى أعطاها  بسبب سروره من رقص سالومى إبنة هيروديا ولكن لم يكن غم هيرودس شديداً ولم بهتم له وقتاً طويلاً بل كان لحظيا عابرا ، كان مثل تأثره من وعظ يوحنا (مرقس ٦: ٢٠) ومثل توقف بيلاطس وتفكيرة لحظة في الحكم على المسيح. ولذلك لم يمنع الغم هيرودس عن أن يرتكب إثماً آخر فوق آثامه السابقة، فخالف شريعة ضميره الإنسانى والشريعة اليهودية وشهادته أيضاً.
ومن الواضح أن هيروديا كانت تريد من هيرودس قتل يوحنا فكان بريد قتله ولكنه خاف أنه بعد قتل يوحنا يحدث هياج وشغب من الشعب، فلم يمنعه عن قتله قبلاً سوى الخوف من ذلك (متّى ١٤: ٥) فإغتم بسبب خوفة من نتائج قتله . ولعل هذا هو الأرجح.

ولم يكن الغم الذى أصابه  آسفاً لأنه سيرتكب جريمة بحق إنسان بريء، بل لأنه كان من أجل انه أقسم لها (الاستخدام المدني لكلمة "يعترف"،( لو ٢٢ :٦ ) وكان فى شدة الحرج لأنه لا يستطيع أن يخالف تعهده أمام وجهاء القوم وضيوفه السكارى (مر ٦ :٢٦ .)

2) " ٱلْمَلِك"  لم يكن هيرودس فى رتبة ملك مثل ئأبيه هيرودس ولكنه رئيس ربع أى رئيس قسم من الأربعة أقسام التى كان يحكمها ابوه وقد لقبه متّى بالملك على سبيل التعظيم.
3) "مِنْ أَجْلِ ٱلأَقْسَامِ " هناك قواعد تحكم وعود وأقسام (جمع قسم) الملوك وقد كان مضطرا لهذه القواعد أن يجيب طلب  سالومي : (١) إلزام ضميره إياه أن يفي بوعده الذي أثبته بالحلف وهذا الوعد هو أجرة راقصة ، و(٢) هو الرئيس والمتحكم فى رعيته خاف أن يلومه المدعوون ويهزأون به إن لم يفِ . ولم يكن هيرودس حكيمت فى وعده وقسمه لأنه ماذا يكون رده إن طلبت شيئا مستحيلا أو طلبت الحرب مع روما مثلا ولم يكن يجوز له أن يجيب سؤلها لأن ليس له حق أن يزهق روح  يقتل فاضلاً بريئاً. فخير لنا أن نخالف كلامنا وتعهداتنا وأقسامنا من أن نخالف كلام الرب ونصنع خطأ عظيما مثل هذا .
ثأحيانا نعد بدون تبصر بلا تأمل ونظر في عواقب وعدا سيجلب علينا خطيئة، أو وعدا يعرض صاحبه للضرر، أو يضر غيره في الوفاء به، كما كان من أمر يفتاح (قضاة ١١: ٣٠ - ٤٠). فيجب أن ننتبه لما نعد به ولا سيما ما نقسم عليه (جامعة ٥: ٢، ٦)
لا تستعجل فمك ولا يسرع قلبك الى نطق كلام قدام الله.لان الله في السموات وانت على الارض فلذلك لتكن كلماتك قليلة .. لا تدع فمك يجعل جسدك يخطئ.ولا تقل قدام الملاك انه سهو.لماذا يغضب الله على قولك ويفسد عمل يديك.  .
 هيرودس خشي أن يخلف وعده للراقصة، ولكنه لم يبال بارتكاب الزنا والقتل. «يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ» (متّى ٢٣: ٢٤)
4) "  ٱلْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ "   خاف هيرودس من لوم الناس ولم يخاف من حكم الرب خاف من لوم المتكئين معه فإستجاب لطلب راقصته، خشي من سخريتهم أكثر مما خشي من تأنيب ضميره ودينونة الرب  وكثيرون مثله اليوم يهيِّجون عليهم غضب ولوم الملائكة والناس الصالحين خوفاً من استخفاف الناس وضحكهم بهم. صغار السن أكثر تعرضاً لهذه التجربة.
 

تفسير (متى 14: 10)  :  فأرسل وقطع راس يوحنا في السجن .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي رأس ذلك الذي فضح أمر هيروديا في البلاد اليهودية وهو حي وفي موته فضحها في كل الاقطار بواسطة تخليد ذكرها السيء في الكتب

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس


١٠ «فَأَرْسَلَ وَقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا فِي ٱلسِّجْنِ».
1) " فَأَرْسَلَ " أى أن هيرودس أرسل سيافاً (مرقس ٦: ٢٧). ونعلم من قول المؤرخ  اليهودى يوسيفوس أن السجن كان في قلعة ماخيروس شرقي بحر لوط  / البحر الميت فمن الواضح أن احتفال هيرودس بميلاده كان في تلك القلعة لأنه لو كان في طبرية عاصمة الولاية لقضى ذهاب السياف ورجوعه وقتاً أكثر مما يقتضي نبأ الحادثة في قول الصبية «أريد أن تعطيني حالاً» (مرقس ٦: ٢٥) .
2) " قَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا ِفي ٱلسِّجْنِ" سجن يوحنا فى قلعة أو قصر ماخيروس بالأردن الآن وكان يوحنا يكرز ويبشر فى شرق نهر الأردن كما كانت جماعة الأسينيين تعيش فى وادى قمران ولا بد أن يكون يوحنا يذهب إليهم وهى منطقة قريبة من قلعة ماخيروس

وكما كان يوحنا مثل إيليا، كانت هيروديا مثل إيزابل عدو إيليا. فإن كانت هيروديا قد ظنت أنها بقتله تتخلص من التوبيخ على آثامها بقتل يوحنا فقد غلطت، لأن لدم يوحنا صوتاً يشهد عليها كصوت دم هابيل على قايين. وأما يوحنا فقد أكمل عمله وأدى شهادته للمسيح فكان مستعداً للموت، فلم يكن الموت خسارة له بل ربحاً، لأنه انتقل من سجن ماخيروس إلى قصر الملك العظيم السماوي. فكان يوحنا أمينا إلى الموت فحين يطالب الله بدم استفانوس ويعقوب وسائر الرسل والشهداء يطالب بذلك الدم الزكي وفقاً لقوله «لأَنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ لِيُعَاقِبَ إِثْمَ سُكَّانِ الأَرْضِ فِيهِمْ، فَتَكْشِفُ الأَرْضُ دِمَاءَهَا وَلاَ تُغَطِّي قَتْلاَهَا فِي مَا بَعْدُ» (إشعياء ٢٦: ٢١).

 

تفسير (متى 14: 11) :فأحضر رأسه على طبق ودفع الى الصبية ، فجاءت به الى أمها  .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان هيروديا بعد ان أخذت رأس يوحنا الى أمها عادت الى المتكين حتى تجدد الرقص وكانت بركة ماء الى جانب المجلس فنزلت لترقص على الجليد وفي الحال انكسر الجليد وغرقت فابتلعها حوت كبير . ولما لم يقدروا ان ينجوها قطعوا رأسها بالسيف الذي قطع به رأس يوحنا وللوقت قذفتها الحوت وابتلعتها الارض وكان رأس يوحنا لا يزال امام أمها تسخر به قائلةً أين فمك الذي كان يؤلم حياتنا . فوضعوا امامها رأس ابنتها فرجت عيناها لكثرة بكائها وسقطتا على رأس يوحنا ورأس ابنتها . فلما سمع بيلاطوس بما قد جرى ليوحنا أرسل وقتل كل المتكين الذين كانوا في مجلس هيرودس ومن ذلك اليوم وقعت عداوة بينهما ولم يتصالحا الا في أيام آلام السيد المسيح . وهيرودس هذا كان رئيس الربع فانتقم الله منه كانتقامه قبلاً من أبيه فنفي من ملكه وابتلي بمرض الاستسقاء ودود ومات موتاً شنيعاً

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " َأُحْضِرَ رَأْسُهُ عَلَى طَبَقٍ " وضعوا رأس يوحنا المعمدان عَلَى طَبَقٍ أي على ما يؤكل عليه . فهل وضعوه على المائدة أثناء أكلهم فى الوليمة؟ وأى حفل هذه الذى يقطع فيه الرؤوس بعد فاصل من الرقص والطرب والغناء الخليع والسكر فقُدم رأس يوحنا علي طبق وأخذته الصبية كأن أجرة رقصها من الوليمة الملكية وأكثر قبولاً لقلبها القاسي من كل أطايب تلك الوليمة أخذته لأمها لكى تبرد قلبها من نار الكراهية من توبيخ المعمدان فلم يعد بعد قطع رأسه يستطيع أن يقول شيئا ولكنك ألا تدرين أيتها المرأة أنه صوت صارخ فى البرية ألا تعرفين أن صوته يتردد صداه حتى الآن لقد عبر زمنكم وأزمان أخرى وما زال صوته يتردد لا يحل لك . فنتعلم من هذه القصة صارت فضائحكم ورذائلكم مثلا لإجرام الذين يستلزون بالخطية ، ، ومع أنها كانت نهاية محزنة لحياة فاضل تقي لم يبلغ سن الرابعة والثلاثين إلا أنها كانت أنتصارا للكلمة التى لا تقع وتطير فى الهواء من جيل لآخر عبر الزمان تحذر باقى الأجياال من مغبة تملك الشر على الإنسان الذى يبدأ دوما بالسقوط فى الزنا ، وعن طريق الإغراء خبئت هيروديا وإبنتها سالومى هدفهما فى قتل المعمدان وطلبتا فى قصوة غير معهودة ان تنهى الحفل بالدماء تتساقط من طبق عليه رأس يوحنا المقطوع وهذا المنظر كان هبة هيرودس أنتيباس لرقصة سالومى إبنة هيروديا  وإنتهى الحفل بحزن هيرودس بعد سرورة .
2) " َدُفِعَ إِلَى ٱلصَّبِيَّةِ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا" ٱلصَّبِيَّةِ التى كانت تبلغ ما بين 14- 17 سنة هي سالومي وكما فعلت أمها من الزواج بالعم  تزوجت  فيما بعد عمها فيلبس رئيس الربع، وتزوجت بعد موته ابن عمها أرستيبولس الثاني.

لا نعلم ما الذي فعلته الأم بالرأس. هناك تقليد، ذكره جيروم أولاً في القرن الرابع، أنها كانت قد سحبت لسانه وغرست مسمارا ً وسالومي أيضاً الكلمة اليونانية "صبية" استخدمت للإشارة إلى ابنة يائيرس (مر ٥ :٤١ -٤٢ ، ولذلك فعلى الأرجح أنها كانت مراهقة. فيه. حيث يقال أنها كانت في الثانية عشر)

تفسير (متى 14: 12)  :  فتقدم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه . ثم اتوا واخبروا يسوع .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان تلاميذ يوحنا لمزيد محبتهم له دفنوا جسده دون ان يهابوا انتقام هيرودس وأتوا فتبعوا يسوع وأخبروه بما قد جرى لان معلمهم قبل ان يقتل ارسلهم الى يسوع ليسالوه أأنت هو الآتي . ان يوحنا سبق السيد المسيح الى القبر بستة أشهر كما سبقه بالميلاد ستة اشهر وكان يوم قتله في التاسع والعشرين من شهر آب .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ "   وتَلاَمِيذُهُ أي تلاميذ يوحنا (مر 2: 18)  . كان ليوحنا تلاميذ كثيرون لا نعرف عددهم ولكن فيما يبدوا أن تلاميذ معلمى اليهود كانوا مثل عدد أسباط بنى إسرائيل بعضا من تلاميذه أصبحوا من تلاميذ المسيح ـ فيحتمل أنهم ممن سمعوا وعظه وصدقوا تعليمه واعتمدوا منه، لأن كثيرين منهم كانوا في أرض فلسطين فأظهروا اعتبارهم له بدفنهم بدنه، و
2) " وَرَفَعُوا ٱلْجَسَدَ وَدَفَنُوه" أى أنهم حملوا الجسد ولا نعرف هل كان مع الجسد الرأس (مرقس ٦: ٢٩)
ولما سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثته ووضعوها في قبر. "  إكتفى تلاميذه بدفنه ولم يسجلوا اعماله بالتفصيل  ولم يدونوا شيئاً من آثاره تذكاراً له أو تبركاً به. ولا ذكر لإبقاء شيء من آثار نبي أو رسول لذلك من بدء الكتاب إلى آخره.

3) " ثُمَّ أَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ" وبذهاب تلاميذ يوحنا إلى يسوع ليرووا له الخبر المحزن كان إيمانا وإعترافا بما قاله يوحنا عن المسيح بأنه النبى الآتى ، وأخبروه ليشعر معهم بحزنهم ويعزيهم. ويحتمل أنهم قصدوا أن ينبهوه ليحذر الخطر.
فما فعله تلاميذ يوحنا بإخبار يسوع هو مثل يجب علينا أن نخبر المسيح بأحزاننا في كل مصائبنا
ملقين كل همنا عليه كما أخبره تلاميذ يوحنا بأحزانهم، فلا يقدر أحد أن يعيننا ويعزينا مثله.
 هيرودس الكبير قتل أطفال بيت لحم لعله يجد المسيح بينهم والرب انقذ يوحنا من هذه المذبحة ، وإبنه هيرودس أنتيباس قتل يوحنا المعمدان وسخر بيسوع، وهيرودس أغريباس قتل يعقوب الرسول وسجن بطرس. فعائلة الهيروديين اشتهرت بالتعدي على كل الشرائع البشرية والإلهية  ومخالفتها .وزادت عن كل عائلة عُرفت في الأرض بالظلم والرذيلة والقساوة والخداع والغش والمكائد والدسائس وقتل الأبرياء وقتل بعضهم لعضا
 

تفسير (متى 14: 13) : فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة الى موضع خلاء منفرداً . فسمع الجموع وتبعوه مشاة من المدن  .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انه تعالى لم ينتقل من موضعه قبل ان يخبروه بقتل يوحنا وان كان يعلم بما قد جرى ليبين سياسته الحقيقية وكان يفعل كل افعاله انسانياً لانه لم يكن قد حان زمان اظهار لاهوته فلاجل ذلك أوصى تلاميذه بالا يقولوا لاحد انه هو المسيح حتى يقوم من بين الاموات . ولان الجموع لم يخافوا مما جرى ليوحنا ويمتنعوا عن اتباع يسوع لمجرد محبتهم له كافاهم في الحال . ثم نقول ان التلاميذ لم يخبروه بقتل يوحنا لانه كان قد علم بذلك قبلاً . أما خبر يوحنا فوارد على هذا النسق وهو ان هيرودس لما سمع بخبر المسيح وعجائبه ظن ان يوحنا قام من بين الاموات وأراد ان يراه اذا امكنه ذلك فلما قيل ليسوع ان هيرودس يريد ان يراك انتقل الى البرية فينتج مما تقدم انه لم يخبره احد عن قتل يوحنا بل عن رغبة هيرودس في رؤيته اياه

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " لَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ " ذهب تلاميذ يوحنا وأخبروا يسوع قصة مقتل يوحنا وقول هيرودس إنه هو يوحنا قد قام من الأموات.
2) " ٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ " كان يسوع يسكن فى مدينة كفرناحوم على بحر الجليل ، وكانت هذه المدينى إحدى المدن فى ولاية هيرودس أنتيباس فحذروه لئلا يطلبه هيرودس فيسجنه توهماً أنه يوحنا، ولأن ساعته لم تأت بعد. أو لأنه لم يرد أن يكون بين الهائجين على قتل يوحنا لئلا يجتمعوا إليه ويتخذوه رئيساً. أو لأن الطبيعة ألجأته إلى الاعتزال لموت قريبه ذو الصوت الصارخ  ولذلك سبب آخر هو رجوع الاثني عشر الذين أرسلهم إلى القرى يبشرون واحتياجهم إلى الراحة. ذكره (مرقس ٦: ٣٠، ٣١ )
واجتمع الرسل الى يسوع واخبروه بكل شيء كل ما فعلوا وكل ما علموا. 31فقال لهم: «تعالوا انتم منفردين الى موضع خلاء واستريحوا قليلا». لان القادمين والذاهبين كانوا كثيرين ولم تتيسر لهم فرصة للاكل
3) " فِي سَفِينَةٍ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِداً."
مَوْضِعٍ خَلاَء وفي لوقا( لوقا ٩: ١٠ ) 
من الواضح أن يسوع أراد أن يختلي بنفسه لأجل الصلاة. كانت هذه عادته  لو كان يسوع في حاجة إلى الإختلاء لكي يصلي، فكم نحن بالأحرى كمؤمنين علينا أن نفعل ذلك؟ 

ولما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فاخذهم وانصرف منفردا الى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا. 11 فالجموع اذ علموا تبعوه فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله والمحتاجون الى الشفاء شفاهم " أن ذلك كان في أرض ليست بعيدة عن بيت صيدا شرقي بحر طبرية.
4) "   فَسَمِعَ ٱلْجُمُوعُ وَتَبِعُوهُ "  كلمة "الجموع" وعبارة تبعته الجموع وردت حوالى 60 مرة فى الأناجيل الأربعة تَبِعُوهُ كان ذلك في أوج اعتباره أنه النبى الآتى وهو المسيا الذى سيقودهم بعد قتل يوحنناالمعمدان ، واليهود لا يزالون متوقعين أنه يتمم آمالهم بأن يكون ملكاً أرضياً ومنقذاً زمنياً.
5) " مُشَاةً مِنَ ٱلْمُدُنِ"  مُشَاة ذهب يسوع في السفينة وتبعه الناس على شاطئ البحر، فالظاهر أن الريح كانت لينة لم تدفع السفينة بسرعة، فأمكن الناس أن يسبقوه مشاةً إلى حيث رأوا السفينة متوجهة (مرقس ٦: ٣٣).

يسوع، رغم أنه كان متعباً وفي حاجة إلى وقت من الاستراحة والخلوة للصلاة، كان لا يزال يعتبر تعليم الناس هم الأولوية. لقد شفى كل أولئك الذين أحضروهم إليه، رغم أنه ما كان عادةً يخرج لكي يشفي. لم يكن يريد أساسا يعرف كشافي بل إن ًحنانه لرعيته كان يتدفق كلما كان في حضرة البشرية البائسة. الشفاءات التي قام بها يسوع كانت لهدفين: (١ ) لكي يؤ ّكد رسالته و(٢) لكي يظهر طبيعة وحضور الملكوت المسياني. قصص كثيرة تُدّون عن شفاء يسوع للناس في إنجيل متى (مت ٤ :٢٣؛ ٨ :١٦؛ ٩ :٣٥؛ ١٤ :١٤؛ ١٥ :٣٠؛ ١٩ :٢؛ ٢١ :١٤ .

تفسير (متى 14: 14) : فلما خرج يسوع أبصر جمعاً كثيراً فتحنن عليهم وشفى مرضاهم  .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انه تحنن عليهم لحفظهم الامانة نحوه اذ تركوا المدن وذهبوا وراءه ومع انهم كانوا معذبين من الجوع لم يشأوا ان يتركوه فلاجل ذلك شفى مرضاهم

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

كان يسوع يشفى أولا ثم يعلم (متّى ٩: ٣٧ ) كان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. 36 ولما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها. (مرقس ٦: ٣٢ الخ ) ( لوقا ٩: ١٠ الخ ) ( يوحنا ٦: ١ الخ)
1) "فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ " لَمَّا خَرَج من السفينة أو محل انفراده على البر (يوحنا ٦: ٣).فصعد يسوع الى جبل وجلس هناك مع تلاميذه. " حيث كان يريد أن يعرف منهم ماذا فعلوا عندما أرسلهم للتبشير فى مدن إسرائيل 
2) " أَبْصَرَ جَمْعاً كَثِيراً فَتَحَنَّنَ"  جَمْعاً كَثِيرا خرجوا من مدنهم وقراهم فى  الجليل، وربما اجتمع إليهم الغرباء الذين كانوا صاعدين إلى أورشليم ليحضروا عيد الفصح فإنه كان قريباً (يوحنا ٦: ٤) وكان الفصح، عيد اليهود، قريبا. " فمجيئهم منع يسوع عن اأفختلاء بمفرده ليصلى
3) " فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ " معنى تحنن تعطف عليهم ورق قلبه لهم ووردت هذه الكلمة فى  (مت 9: 36) ولما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.(مت 14: 14) فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم.(مر 6: 34)  فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا.
تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ لاحتياجاتهم ولا سيما الروحية منها. قال مرقس «فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا» (مرقس ٦: ٣٤). هذه هى المحبة فلنتبع المسيح حينما نرى جمعاً كثيراً من الناس ينبعى أن نقودهم إلى المسيح بالإيمان، ويجب عليه إذا افتكر في الألوف والربوات الكثيرة من الجهلاء الهالكين في البلاد الوثنية أن يشفق عليهم كما أشفق المسيح على ذلك الجمع.
4) " وَشَفَى مَرْضَاهُم" اعتنى أولاً باحتياجاتهم الجسدية ثم اعتنى بعد ذلك باحتياجاتهم الروحية «فَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيرًا» (مرقس ٦: ٣٤).
 

تفسير انجيل متى الاصحاح الرابع عشر

 يسوع يطعم الخمسة آلاف  (متى 14: 15- 21) 

يسوع يطعم الخمسة آلاف

معجزة إطعام يسوع للآلاف الخمسة هي أيضاً مدونة في (مر ٦ :٣٢ -٤٤ ) (لو٩ :١٠ -١٧) (يو ٦ :١ -١٣ )

حدثت معجزة إشباع الجموع بعد إخبار تلاميذ يوحنا المسيح بقصة قتل هيرودس أنتيباس للمسيح وقد إنتشر الخبر ى كل مدن الجليل وحول بحر طبرية وظاهرة تجمع هذا العدد الكبير حول يسوع هو ظنهم أنه سيثور لمقتل يوحنا الذى تعمد منه وأنه سيقودهم للتحرر من الرومان فالجميع يريد أحدا يقوده ولكن السؤال يبقى دائما فى الذاكرة ..  إلى إين؟ 

لمعجزة المذكورة هنا هي المعجزة الوحيدة التي ذكرها كل البشيرين الأربعة، فيظهر أنهم رأوها أكثر أهمية من غيرها.

 

تفسير (متى 14: 15)  : ولما صار المساء تقدم اليه تلاميذه قائلين : “ الموضع خلاء والوقت قد مضى . اصرف الجموع لكى يمضوا الى القرى ويبتاعوا لهم طعاماً “ .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان ما ذكره يوحنا عن قول فيلبس انه لا يكفي لهذا الشعب خبز بمائتي دينار لا يراد به ثمن الخبز ولكنه يشار به عن كثرة الجمع سيما وان التلاميذ لم يكن مسموحاً لهم ان يقتنوا فضة اذ لم يكن في وسعهم ان يبتاعوا خمسة ارغفة من ذلك الشاب . وعندما سألهم سيدنا لم يكونوا قد اشتروا الخبز لانه لم يكن عندهم ما يشترون به كما كانوا مامورين من المسيح بألا يأخذوا معهم شيئاً للطريق حين تطوافهم في البلاد اليهودية . ولم يطلبوا منه ذلك لا خجلاً منه ولكن لعدم اهتمامهم بالجوع لمزيد محبتهم له كما ان التلاميذ ليس لقلة ايمانهم بالمسيح سألوه ان يصرف الجموع الخ لكن لانهم لم يكونوا يظنون انه سيعمل شيئاً مثل هذا وان كانوا يعرفون قدرته من العجائب الكثيرة التي صنعها

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " لَمَّا صَارَ ٱلْمَسَاءُ " في أيام يسوع كان عند اليهود مساءان:فكان لديهم مساء مبكر ومساء متأخر. المساء المبكر كان ليكون في الساعة ٣ بعد الظهر في موعد تقدمة المساء التي كانت تتم في الهيكل. واللاحق كان بعد غروب الشمس بوقت قصيربداية الأول العصر وهو المذكور هنا،(مت 14: 14)  وبداية الثاني المغرب وهو المذكور في (متّى ١٤: ٢٣ ) وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلي. ولما صار المساء كان هناك وحده (سفر العدد ٩: ٥، ١١).5 فعملوا الفصح في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر بين العشاءين في برية سيناء حسب كل ما امر الرب موسى هكذا فعل بنو اسرائيل .. 11 في الشهر الثاني في اليوم الرابع عشر بين العشاءين يعملونه.على فطير ومرار ياكلونه "

انظر مت ١٤ :٢٣ .إن متى يقدم هذا الإصحاح على أنه جرى في يوم واحد من حياة يسوع (مت ١٤ :٢٣ .)

2) " تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِين"  تَلاَمِيذُهُ الأثنى عشر أي رسله من ارسلهم للتبشير والكرازة  (لوقا ٩: ١٢) وأتوا إليه، إما في أثناء تعليمه /عظته /خطابه  أو بعد أن فرغ منه.
3) " ٱلْمَوْضِعُ خَلاَء "
هذا المصطلح كان يعني أنه لم يكن هناك بلدة أو قرية بالقرب منهم، ولا يعني أن تلك كانت منطقة برية غير مأهولة أى بعيدا عن أى مدينة أو قرية التى بها الأسواق وليؤكد أنه لا توجد وسيلة إللحصول على الطعام.

4) " وَٱلْوَقْتُ قَدْ مَضَى " سارت الجموع لتجتمع مع يسوع حوالى الساعة 3 أو قبلها أى العشاء الأول وظلت مع يسوع حتى بدأ العشاء الثانى أى قبل غروب الشمس بقليل وأراد الرسل بذلك أن الوقت الباقي من النهار لا يكفي أن يصل الناس إلى القرى ليشتروا ما يأكلون قبل أن ينسدل عليهم ظلام الليل. فاهتم التلاميذ بأولئك الناس لكثرتهم، ولأنه ليس لهم ما يأكلون، وخافوا أنهم يخورون جوعاً وأن يسوع ينسى حاجات أجسادهم لكثرة عنايته بحاجات نفوسهم.
5) " اِصْرِفِ ٱلْجُمُوع"
أبطأ المسيح أن يصرف الجمع ليمتحن إيمان تلاميذه وكان قد أعطاهم قوة وسلطانا فقال له التلاميذ أصرف الجموع وذلك يدل على أنه لم يزل يخاطب الجموع .
6) " لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى ٱلْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَاماً" وَيَبْتَاعُوا أى لعلهم يصلون قبل ظلام الليل لقراهم ليشتروا طعاما ويأكلوا
ذكر يوحنا أن المسيح افتتح الكلام في هذا الشأن مع فيلبس ثم أندراوس. والمرجح أن ذلك كان قبل الحديث الذي ذكره متّى، بدليل قول يوحنا «نَظَرَ أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ» (يوحنا ٦: ٥ - ٩) وقول متّى «لَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ» (متّى ١٤: ١٥) وذلك بعد ما ذكر أنه شفى مرضاهم.
 

تفسير (متى 14: 16)  :  “فقال لهم يسوع : “  لا حـاجة لهم ان يمضوا . اعطوهم انتم ليأكلوا  .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي اذا كان قد فاتهم الوقت فلا حاجة الى ذهابهم ولم يقل انا أعطيهم لياكلوا ولكنه قال لتلاميذه اعطوهم انتم اما هم فلم يفهموا كلامه هذا

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا" لا حاجة لهم أى وفروا إحتياجاتهم لم يرد المسيح أن يكلفهم بالذهاب في تلك الساعة وهم جياع ليبتاعوا خبزاً، لأنه يصعب عليهم السير في هذه الحال .

2) " أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا. " هذا أمر إلهى للتلاميذ بإطعام الجماهير كأنه يقول لهم ألم أعطيكم قوة لتصنعوا المعجزات ألم تشفوا مرضى وتخرجوا شياطين أعطوهم أنتم ليأكلوا من القوة التى أخذتموها منى (مر ٦ :٣٧)  فاجاب: «اعطوهم انتم لياكلوا». فقالوا له: «انمضي ونبتاع خبزا بمئتي دينار ونعطيهم لياكلوا؟»   وهي عبارة توكيدية في النص ليوناني. أَعْطُوهُمْ أَنْتُم أى أمرهم المسيح بذلك ليمتحن إيمانهم، وليعرفهم ضعفهم وعدم قدرتهم ، بلا شك أنه إستعمل قوته بما يحتاج إليه الناس في أشد ضيقهم، وليعلّمهم أن يتكلوا عليه في كل ضيق أو شدة. وعلة سؤاله لهم كما ذكر يوحنا هي أن يجعلهم يشعرون ويعترفون بعجزهم ويتوقعون ما سيفعله (يوحنا ٦: ٦)

تفسير (متى 14: 17) :“  فقالوا له : “ ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة وسمكتان .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

 ان هذه الكمية القليلة من المأكول مع كثرة عددهم تدل على ما كانوا عليه من الفقر وعدم اهتمامهم بغير الروحانيات

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالُوا لَهُ: " لا بد أن التلاميذ فكروا فى كيف يعطوا الجموع طعاما وسالوا الجموع من معه طعاما فلم يجدوا إلا صبيا معه طعام أعطته له أمه 

2) " لَيْسَ عِنْدَنَا هٰهُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ"  ذكر يوحنا أن غلاماً معه خمسة أرغفة «من شعير» وهو طعام فقراء الناس.  كان هذا غداء أحد الصبية (يو ٦ :٩) «هنا غلام معه خمسة ارغفة شعير وسمكتان، ولكن ما هذا لمثل هؤلاء؟» ، والبشيرين الأربعة ذكروامقدار ذلك الطعام ليظهروا قوة المعجزة، وليبينوا أنه لم يكن لهم الطعام سوى ذلك القدر القليل. وذلك كله لا يكفي التلاميذ وحدهم بل يكاد لا يكفي غير اثنين لأن معدل ما يأكله الرجل دفعة ثلاثة أرغفة (لوقا ١١: ٥، ٦) ثم قال لهم: «من منكم يكون له صديق ويمضي اليه نصف الليل ويقول له: يا صديق اقرضني ثلاثة ارغفة 6 لان صديقا لي جاءني من سفر وليس لي ما اقدم له. ."

تفسير (متى 14: 18) :“  فقال لهم : “ ائتوني بها الى هنا .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان التلاميذ ما ارادوا ان يحفظوا لهم هذا المأكل القليل بل قدموه للمسيح حسب طلبه منهم ليناوله للجموع

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فَقَالَ: ٱئْتُونِي بِهَا إِلَى هُنَا»." بلا شك أنه عندما قال المسيح أئتونى بالخمس خبزات والسمكتين أن التلاميذ وكثير من الجموع والصبى صاحب الخبز والسمك كانوا واقفين يشاهدون ماذا سيفعل المسيح لقد

 كان الهدف الحقيقي من الكثير من معجزات يسوع هو تلبية إحتياجات الجموع الجسدية والروحية من شفاء أمراض وإخراج شياطين وإقامة موتى .. ألخ  ولكن تميزت تلك المعجزة بأنه ليس فقط لكي يطعم الجمع، بل ليعلم التلاميذ والجموع وليبني إيمانهم.حنان الرب وحنّوه نحو المحتاجين ورغبته في بناء إيمان تلاميذه كانت هي الحوافز التي جعلته يقوم بتلك المعجزات. لأثبات إلوهيته ومسيانيتة هذا هو النبى الذى تنبأ به موسى وكما أعطى الرب شعبه فى زمن موسى المن والسلوى أعطاهم ليأكلوا بركى زيادة وتكثير خمس خبزات وسمكتين . اليهود كانوا يتوقعون من المسيا أن ينجز أعمالاً إطعام الجموع هذا سيكون له مإشارات كتابية مثل موسى. هذا الم ّن الجديد ربما كان مثل هذه الأعمال (يو٦ ) .

تفسير (متى 14: 19)  : فأمر الجموع ان يتكئوا على الشعب . ثم أخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ، ورفع نظره الى السماء وبارك وكسر واعطى الارغفة للتلاميذ ، والتلاميذه للجموع .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان المسيح له المجد نظر الى السماء وبارك ليعلمنا بذلك اننا اذا اكلنا فلنشكر الاله واهب القوت . وصلى لئلا يقول عنه الحاضرون انه يعظم لنفسه فيجدفون عليه كما جدف اباؤهم في البرية لما اكلوا المن لاجل ذلك شكر الاب . ثم نقول انه لم يكن محتاجاً الى رفع نظره الى السماء لانه القوة والقدرة وقد فعل اعظم من هذه الاعجوبة دون ان يرفع نظره ويستمد المساعددة وذلك حين تطهيره البرص وشفائه المخلعين وفتحه عيون العميان وزجره البحر واخراجه الشياطين كل هذه بسلطان ذاته فعلها بل واعماله الحقيرة كسؤاله لتلاميذه كم خبزاً عندكم وماذا يقولون الناس عني وقوله للاعميين اتؤمنان اني قادر . وسؤاله لجيون ما اسمك وللمخلع أتريد ان تشفى وغير ذلك فكل هذه ليبين انه من الاب وان ارادتهما واحدة وليس بينهما انقسام . ورب سائل يسال قائلاً لماذا لم يصنع الخبز من لا شيء ؟ فنجيب انه لم يفعل ذلك لكي يكذب اقوال مرقيان وماني الذين يجعلان الخليقة غريبة . وقد فعل اعجوبة ازدياد الخبز والسمك في البرية لاجل اليهود الذين كانوا يتعجبون من نزول المن في القفر . ثم لكيلا يظن الجموع ان الخبز الكثير جيء به من المدن والقرى لاجل ذلك فعل هذه الاعجوبة في القفر . ان المسيح بتسليمه الخبز لتلاميذه بعد كسره كرم تلاميذه حتى لا ينقسموا ويختلفوا ما بينهم وينسوا الاعجوبة . وقال قوم ان الكسر التي كانوا يتناولونها من سيدنا كانت تصير ارغفة قدام الجموع . وهذا القول غير صحيح اذ لو كانت تتحول الكسر الى أرغفة صحيحة لكان يظن انها ليست من الخبز الذي كسر بل من موضع آخر جيء بها ولكن الحقيقة هي انه كسر وناول التلاميذ والخبز كان ينمو ويزداد على ايدي التلاميذ وقدام الجموع . ورب قائل يقول كيف كان ينموا على ايدي التلاميذ وخصوصاً على يدي يهوذا ؟ فنجيب ان ذلك الخبز كان رمزاً عن الخبز السماوي الذي تقتات انفسنا منه وهو منحة الروح القدس التي بها تقتات الحواس الخمس فحواس النفس الخمس هي اشارة عن الخمسة آلاف رجل والرسل والاثنا عشر الحاملون الخبز اشارة الى الاثنتي عشرة قفة

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

١٩ «فَأَمَرَ ٱلْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلْعُشْبِ، ثُمَّ أَخَذَ ٱلأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ وَٱلسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى ٱلأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ، وَٱلتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ».

1) "فَأَمَرَ ٱلْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلْعُشْبِ" يَتَّكِئُوا كعادتهم في بيوتهم، وذلك أكثر موافقة لهم وهم في البرية حيث لا مائدة لهم سوى الأرض.
2) " عَلَى ٱلْعُشْب" كانت الأرض هنالك مرعى ليست للفلاحة والزرع،
وجود هذا العشب الأخضر كان يعني على الأرجح أن وقت حدوث هذه المعجزة كان في الربيع. وسُميت قديماً «سهل البطيحة» وهي شرقي بيت صيدا. وقال مرقس إنهم «اتكأوا صفوفاً صفوفاً مئة مئة وخمسين خمسين» وغايته من ذلك تسهيل التوزيع، والحذر من أن يُترك أحدٌ.
3) " وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ"
هكذا صلى يسوع كما يصلى ا
لوضع الإعتيادي للصلاة عند اليهود كانت بأعين وذراعين مرتفعة إلى السماء. كان من غير المألوف لهم أن يركعوا لأجل الصلاة. ممارستنا الحديثة في إحناء رؤوسنا وإغلاق أعيننا تأتي من مثل الفريسي الذى صلى بكبرياء مقارنا نفسه بالناس  والعشار. إن كنا نريد أن نحني أن نقر رؤوسنا ونغلق أعيننا، لكي نكون كتابيين حقا على صدورنا (لو ١٨ :٩ -١٤) وقال لقوم واثقين بانفسهم انهم ابرار ويحتقرون الاخرين هذا المثل: 10«انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي والاخر عشار. 11 اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا: اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. 12 اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه. 13 واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا: اللهم ارحمني انا الخاطئ. 14 اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع».
ٱلسَّمَاءِ أي الجو الذي يظهر أنه يفصل بيننا وبين السماء العليا التي لا تُرى.
4) " وَبَارَكَ وَكَسَّرَ "
وَبَارَك للمباركة في الإنجيل ثلاثة معان: (١) رضى الله عن عبيده (متّى ٢٥: ٣٤) و(٢) طلب الإنسان رضى الله على غيره (لوقا ٢: ٣٤) و(٣) حمد الإنسان لله لأنه رضى عنه (مزمور ١٠٣: ١، ٢). ومعنى بارك هنا شكر أو حمد. وشكر المسيح الله وسأله الرضى باعتبار أنه إنسان، وهو نفسه وهب ذلك باعتبار أنه إلهٌ. وهذا مثال لنا لنشكر الله على كل ما يهبه لنا من الخيرات ونلتمس رضاه علينا في قبولها (١تيموثاوس ٤: ٤).
5) "وَأَعْطَى ٱلأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ، وَٱلتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ"
هذا هو النظام الرب يعطى مواهب الروح القدس والبركات للتلاميذ والتلاميذ يوزعوها على الشعب  كان توسط التلاميذ في توزيع الطعام مثلا لهذا العدد من الناس ويبدوا أن الرسل السبعين إشتركوا فى هذا التويع لهذا العدد الكبير من الشعب ، ومساعدةً للمسيح، وتعجيلاً للتوزيع، ورمزاً لعملهم في المستقبل في توزيع خبز الحياة التي أخذوه من يد المسيح. وبذلك يكونوا شهودا عن يقين بما شاهدوه عياناً ولمسوه بأيديهم واختبروه عملاً من قلة الأكل في أول الأمر وكثرته في نهايته. وهذا هو التعليم العملى
 

تفسير (متى 14: 20) :فأكل الجميع وشبعوا . ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة  .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان المسيح بتدبيره الالهي أمر تلاميذه ان يحملوا الكسر الفاضلة وكان من جملة الحاملين يهوذا الذي اسلمه لكي لا يظن الحاضرون ان الاعجوبة خيالية بل اذا رأوا الفضلات ظنوا انها تكفي يوماً ويومين . والكسر فضلت امام سيدنا وامام الجموع وعلى ايدي التلاميذ ولم يكن فيها رغيف صحيح . والباباويون يقولون ان عندهم من تلك الكسر في رومية حتى هذا اليوم ولا صحة لقولهم لانهم لم يكونوا في ذلك الزمان مسيحيين حتى يحتفظوا بالكسر . ومن كثرة تعجب الجموع أرادوا ان يقيموا يسوع ملكاً عليهم

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا "   الألوف تركوا بيوتهم وأعمالهم وهموم العالم وأتوا بلا طعام لكى يسمعوا أقوال المسيح وتعليمة هم يرغبون فى طلب ملكوت الرب وصدقوا قوله فى «اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متّى ٦: ٣٣) من خير الرب الذى أشبعهم فى القديم من المن والسلوى أشبعهم فى هذا اليوم من خمس خبزات وسمكتين
2) " ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ ٱلْكِسَرِ" لم يترك التلاميذ والرسل المكان بلا نظافة ولا ترتيب  بل أنهم حمعوا ما تبقى من كسر الخبز وهنا أظهر المسيح قوته في تلك المعجزة بتكثير الطعام، وأظهر حكمته بعدها بأمر تلاميذه بجمع الكسر.
2) " ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً " لأنه لو انصرف التلاميذ والرسل من هنالك وليس لهم إلا ذكر ما شاهدوه لنسوها بعد قليل. ولكن الاثنتي عشرة قفة من الكسر التي جمعوها بأمر المسيح (يوحنا ٦: ١٢) فلما شبعوا، قال لتلاميذه:«اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء».  كانت برهاناً قاطعاً على صحة وقوة المعجزة، وأنها ليست خيالاً أو حلماً. فهكذا كما أمر الرب أن يحفظ المن فى قسط المن في التابوت مُذكراً بالمعجزة التي جرت نحو أربعين سنة في البرية.
وأسباب أمر المسيح بجمع الكسر ثلاثة (١) التحذير من الإسراف والتبذير ، أي الإنفاق على قدر الحاجة ولو في الأمور الزهيدة. و(٢) ما حدث أمرا إضطرارياوسؤاله أعطوهم أمنتم ليأكلوا معناه أنه يجب حساب النفقة وتدبير الأمور بالوسائل العادية أولا ، فيجب أن يتوقعوا الحصول على ما يحتاجون إليه بالوسائل العادية، ولذلك يجب أن يحفظوا الكسر ليأكلوا الأايام التالية هم وذويهم وأهل بيتهم . و(٣) كل كسرة يجمعونها من الكسر المتبقة شاهدة ما بقيت بالمعجزة ومذكرة بها، بدليل أن المسيح ذكَّر التلاميذ بعدئذٍ بمقدار الكسر الباقية في تلك المعجزة. وفي معجزة أخرى مثلها كأن مقدار تلك الكسر أمر يستحق الاعتبار والتأمل (متّى 16: 9 و 10) احتى الان لا تفهمون ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الالاف وكم قفة اخذتم 10 ولا سبع خبزات الاربعة الالاف وكم سلا اخذتم؟ " .كان الناس يريدون أن يجعلوه "ملك الخبز" (يو 6: 15)  واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف ايضا الى الجبل وحده.
3) "ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ قُفَّة"  هي القفف التي كان اليهود يحملون زادهم فيها وقت السفر. والأرجح أن كل رسول كان يجمع الكسر في قفة معه، ولذلك كانت قففهم اثنتي عشرة. فإن قيل هل كانت الكسر التي جمعوها مما كسره المسيح ولم يوزع، أو مما وُزع وفضل عن الآكلين على الأرض؟ قلنا يُحتمل الأمران. أما ما جمعوه فيُحتمل أنه وزع بعضه على المحتاجين في القرى التي دخلوها جرياً على عادة المسيح في اعتنائه بالفقراء (يوحنا ١٣: ٢٩).

*********************

العدد إثنا عشر - THE NUMBER TWELVE

كان العدد ١٢ من الأعداد الرمزية في الترتيب والتنظيم فى الكتاب المقدس بعهدية القديم والجديد .

(أ) خارج الكتاب المقدس:

١ - الرموز الاثني عشر في علم التَّنجيم

٢ - أشهر السنة الاثني عشر

(ب) في العهد القديم (797 + 1040 BDB )

١ -أبناء يعقوب الأثنى عشر (الأسباط / القبائل اليهودية)

٢ - نجد اتكرارا فى العهد القديم لها في

أ. أعمدة المذبح الاثني عشر في (خر ٢٤ :٤ )

ب. الأحجار الكريمة الاثنتي عشر في صدرة هارون ومن بعده كرئيس الكهنة (التي ترمز إلى الأسباط) في (خر ٢٨ :٢١ )

ج. أرغفة الخبز الاثني عشر في المقدس في خيمة الاجتماع التى ذكرت في (لا ٢٤ :٥ )

د. الجواسيس الاثني عشر الذين أرِسلوا إلى كنعان في (عد ١٣) [واحد من كل سبط من الأسباط الأثنى عشر )

هـ . إثنى عشرة عصا (رايات الأسباط للقبائل) التى ذكرت في تمرد قورح في (عد ١٧ :٢ْ)

و . إثنى عشرة حجرا ليشوع بن نون  ذكرت في (يش 4: 3 ، 9، 20)

ز .  إثنى عشرة و ِكيلاً في إدارة سليمان ذكرت في(1 مل 4: 7)

ي .  إثنى عشرة حجرا في مذبح إيليا للرب ( 1مل 18: 31)

(ج) في العهد الجديد

1 - الرسل الاثني عشر المختارين

2 - إثنى عشرة قُفَّةً من الخبز (واحدة لكل رسول) في (مت ١٤ :٢٠ )

3 - إثنى عشرة  كرسيا يجلس عليها تلاميذ العهد الجديد (إشارة إلى أسباط إسرائيل الاثني عشر) ذكرت في (مت ١٩ :٢٨ )

4 -  إثنى عشرة جيشا من الملائكة ليخلصوا يسوع في (مت ٢٦ :٥٣ َ)

5 - الرمزية في سفر الرؤية:

    أ . أربعة وعشرون شيخا يجلسون على أربعة وعشرون عرشا ذكرت فى (رؤ 4: 4)   

   ب .  ١٤٤٠٠٠ (١٢٠٠٠x ١٢)  (رؤ 7: 4) (رؤ 14: 1 و 3)  

   ج .  إكليل من أثنى عشر َكْو َكباً على رأس المرأة في(رؤ 12: 1)

    د إثنى عشر بابا وأثنى عشر ملاكا تشير للأسباط الأثنى عشر (رؤ 21: 12)  

تفسير (متى 14: 21) : والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل ،  عدا النساء والأولاد

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان عدد الجموع الوافر يزيد شأن الاعجوبة ويدل على فضيلة الذين تبعوه

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) «وَٱلآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ، مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلأَوْلاَدَ». عندما أمر يسوع الجموع بالإتكاء  سهل على التلاميذ عد الرجال لأنهم أتكأوا مئة مئة، وخمسين خمسين، ولكنهم لم يحسبوا عدد النساء والأولاد لأنهم كانوا أقل من الرجال لبُعد المسافة.

ولأن هذا المكان منعزل وبعيد عن أقرب مدينة أو قرية فعلى الأرجح لم يكن هناك الكثير من الشعب أتي بهم لكي يُشفوا. إنجيل متى مو ّجه لليهود، فإن هذا ربما كان يتناول العادة الإجتماعية التي تتعلق بأن الرجال يأكلون بشكل منفصل عن النساء

 ولا نعرف ما إذا كان تكثير السمك والخبز كان دفعة واحدة أم كان مثل أمر الرب لإيليا الذى ذهب إلى أرملة صرفة صيدا  لأن الرب امرها أن تعوله وكان عندها ملء كف من الدقيق في الكوار، وقليل من الزيت في الكوز وكاننت تريد أن تخبزهما له ولإبنها ثم يموتا ولكن لأجل كرمها ذهب إليها ايليا وأمرها قائلا (1 مل 17:  14 ) لانه هكذا قال الرب اله اسرائيل ان كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص الى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرا على وجه الارض." الأغلب أن تكثير الطعام لم يحدث دفعة بل تدريجياً مثل الخميرة التى تزيد حجم الخبز ، فالذي شاهده الجموع أن الخبز والسمك كانا بلا انقطاع يقدمان من المسيح إلى الرسل، ومن الرسل إلى المتكئين إلى أن شبع الجميع.
وتشبه هذه المعجزة تشبه ما ذكر في العهد القديم عن معجزات المن في البرية على يد موسى (خروج ١٦: ٣٦) وما ذكر في تاريخ إيليا (١ملوك ١٧: ١٤ - ١٦ ) وأليشع ( ٢ملوك ٤: ١ - ٧ و٤٢ - ٤٤).فقال لها اليشع ماذا اصنع لك.اخبريني ماذا لك في البيت فقالت ليس لجاريتك شيء في البيت الا دهنة زيت. 3 فقال اذهبي استعيري لنفسك اوعية من خارج من عند جميع جيرانك اوعية فارغة.لا تقللي. 4 ثم ادخلي واغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك وصبي في جميع هذه الاوعية وما امتلا انقليه. 5 فذهبت من عنده واغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها.فكانوا هم يقدمون لها الاوعية وهي تصب. 6 ولما امتلات الاوعية قالت لابنها قدم لي ايضا وعاء.فقال لها لا يوجد بعد وعاء.فوقف الزيت.  " .
وهذا هو الفرق بين وليمة هيرودس ووليمة المسيح. كان في الأولى رقص وخلاعة وسكر وأقسام محرمة، وانتهت بالقتل. برأس على طبق يسيل  منه الدم  وكان في الثانية هذه وليمة المحبة وليمة سمائية يجلس الشعب حول المسيح يأكلون طعامهم وآذانهم تسمع ما يقول يشبعون جسديا وروحيا تعاليم إلهية ومعجزة أظهرت الحنو الإلهي وتلاها شفاء المرضى في سهل جنيسارت (عد ٣٦).

تفسير انجيل متى الاصحاح الرابع عشر

 يسوع يمشي على الماء  (متى 14: 22- 36) 

يسوع يمشي على الماء

 

تفسير (متى 14: 22) :  وللوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان التلاميذ لما لم يستعظموا اعجوبة الخبز أمرهم ان يركبوا السفينة ويسبقوه ليأدبهم بتهيج البحر عليهم فيذكروا اذ ذاك اعجوبة الخبز سيما وقد كان غرضه الصعود الى الجبل

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " َلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا ٱلسَّفِينَةَ "  بعرق جبينك تأكل خبزك .. ,اكل ت الجموع وشبعت جسديا وروحيا ولكن  هذه المعجزة أقنعت الشعب بقوة يسوع وأنه هو المسيح المسيا المنتظر اقتناعاً لم يشعروا به قبلها، لأنه بذلك تم التشابه بينه وبين موسى وأن النبوة عنه تمت فى زمانهم وعلَّم الكتبة بناءً على النبوة أن «الله يقيم لهم نبياً آخر منهم مثل موسى». ولذلك أرادوا أن يمسكوه ويجعلوه ملكاً على الرغم منه (يوحنا ٦: ١٤، ١٥).  صرف التلاميذ أولاً ثم صرف الجموع حتى لا يحدث هرج وينضم تلاميذه للجموع قى المطالبة برأيهم والإلحاح عليه لكى يصير ملكا ويملكوا معه  فألزمهم أن يدخلوا السفينة ويبتعدوا عن الجمع أما هو فلم يرد سلطاناً زمنياً فاعتزل عنهم إلى الجبل .ألزمهم أى أقنعهم أن يذهبوا على غير إرادتهم. فلا يبعد أنهم شاركوا الجموع في الأمل بأن يعلن نفسه ملكاً بالفعل.كانت هذه تماماً هي تجربة الشرير التي في مت ٤ :١ -٤ فيما يتعلق بتحويل الحجارة إلى خبز. لأجل هذا السبب بالذات احتاج يسوع إلى أن ينصرف، وأن يختلي بنفسه وأن يصلي وأن يتكلم إلى الآب ولا يحتاج الأله أن يكون ملكا أرضيا فهو الذى ينصب الملوك وينزع عنهم سلطتهم وتاجهم
2) " ٱلسَّفِينَة" كانوا ينتقلون من مدينة إلى أخرى بواسطة سفينة وهى السفينة التي أتوا بها.
3) " إِلَى ٱلْعَبْرِ " تعنى كلمة العبر
اِجْتَازَه ، قَطَعَ النهر أى عبر النهر أو البحر مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ أي من البرية الذى حدثت فيه المعجزة إلى بيت صيدا غربي مكان المعجزة وكانت على مصب نهر يصب فى بحر طبرية (مرقس ٦: ٤٥). فالتلاميذ توجهوا إليها أولاً لكنهم جاوزوها وأبحروا إلى مدينة كفرناحوم (يوحنا ٦: ١٧). ولعلهم دخلوا بيت صيدا ثم قصدوا كفرناحوم. وهذا مثال آخر على قدرته فوق الطبيعية وعلى قيادته وتعليم  التلاميذ (مر ٦ :٤٥ -٥١؛) ( يو ٦ :١٥ -٢١ )

تفسير (متى 14: 23): وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفرداً ليصلي . ولما صار المساء كان هناك وحده  .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انه بانفراده في الجبل عن اعين الناس للصلاة يعلمنا ان نبتعد عن المجد الباطل وتعظيم الناس لنا . ويعلم بذلك رعاة الكنيسة الا يخالطوا رعاياهم في كل حين ثم ليعلمنا اننا متى اردنا مناجاة الباري تعالى بالصلوة فيجب ان يكون بالاعتزال عن ضوضاء العالم حتى نستطيع جمع حواسنا وافكارنا وأحسن وقت لذلك هو الليل كما ان البر أوفق محل للاختلاء والانفراد

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

صَرَفَ ٱلْجُمُوعَ ربما اقتضى تعباً كثيراً وأنه شغل وقتاً طويلاً.
1) " صَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ مُنْفَرِداً لِيُصَلِّيَ."  لا تناقض لما ذكره الإنجيلى يوحنا، فهذا سبب آخر لانفراده (يوحنا ٦: ١٥)
واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف ايضا الى الجبل وحده. " أى أنصرف للجبل لسببين لأنه لا يريد أن يصير ملكا ولكى يصلى . وهو أنه انفرد هرباً من أن يصيِّروه ملكاً. لقد كان هذا قصده الأصلي الذي نعرفه من الرجوع إلى مت ١٤ :١٣ .الأناجيل تدّون مراراً وتكراراً، ولعلها صلاة الشكر لأنه عمل عمله الذى تجسد من أجله ووجد نعمة فى أعين الناس الذين يطلبونه ملكا ولعله صلى لكى يفتح الآب عيونهم ويعترفوا به ويؤمنوا أنه المسيا المنتظر
كانت لذة المسيح كإنسان ان يصلى منفردا مع الآب ومخاطبة قائلا يا أبى السماوي. وكان يومئذٍ يشفع في المؤمنين كما يشفع فيهم اليوم وهو عن يمين الرب غافرا خطاياهم . ولعل الذي حمله يومئذٍ على كثرة التوسل من أجلهم هو توقعهم أن يكون ملكاً أرضياً، فسأل الآب أن يهديهم إلى أن يعرفوا أن ملكه الروحي وأن يقبلوه ملكاً روحياً.
2) " ٱلْجَبَلِ " المراد بذلك الأرض المرتفعة المجاورة للبحر ويعتقد أنها قمة من قمم جبال الجولان ألان .
3) " وَلَمَّا صَارَ ٱلْمَسَاءُ " أي المساء الثاني أى العشاء الثانى (انظر تعليقنا على آية ١٥). واصطلح كتبة الأسفار الإلهية على استعمال المساء لوقتين، أحدهما من العصر إلى المغيب، والآخر من المغيب فصاعداً (خروج ١٢: ٦ و٢٩: ٣٩، ٤١ ولاويين ٢٣: ٥ وعدد ٩: ٣، ٥ و٢٨: ٤).

تفسير (متى 14: 24): وأما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج . لان الريح كانت مضادة .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انه أمر الريح والبحر ضدّهم فصاروا في ضيقة عظيمة لانهم كانوا في وسط البحر وهو كان بعيداً عنهم وكان ذلك في الليل . وفي المرة الاولى لما اضطرب البحر لم يشعروا بالضيق كهذه المرة لانه كان قريباً منهم وكان ذلك نهاراً . أما هذه المرة فتركهم يتعذبون ليدربهم على الصبر

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَأَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِي وَسَطِ ٱلْبَحْر"   بينما كان المسيح على الجبل يصلى أبحرت السفينة وعليها التلاميذ (مر ٦ :٤٧ ) ولما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر وهو على البر وحده " ولما صارت فِي وَسَطِ ٱلْبَحْرِ أي بعيدة عن الشاطئ نحو ٢٥ غلوة أو ثلاثين (يوحنا ٥: ١٩) وكان عرض بحر طبرية  نحو ٤٠ أو ٤٥ غلوة.
2) " مُعَذَّبَةً " أي عذاب ركابها ومعاناتهمفى فرد القلوع أو طيها لشدة اضطراب البحر كعادته عند هبوب العواصف، زيادة على سائر أمثالها من البحار.
3) " ٱلرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً " أي كانت الريح تهب  من الغرب فمنعت السفينة من التقدم  والتحرك إلى وجهتها إلى كفر ناحوم، وجعلت الأمواج تلطم السفينة وتتمايل يمينا ويسارا فأخذ الرسل يجذفون ومع ذلك لم يستطيعوا التقدم إلا قليلاً (مرقس ٦: ٤٨ ويوحنا ٦: ١٩). فسمح المسيح لهم أن يتضايقوا ربما لأنه المفروض أن يذهبوا عبر النهر الذى يصب فى بحر طبرية إلى بيت صيدا بينما هم تجاوزوا وذهبوا إلأى كفر ناحوم وكانت هذه التجربة ليعلمهم أنهم بدونه لا يستطيعون شيئاً.
 

تفسير (متى 14: 25) وفي الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشياً على البحر .

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان الليل يقسم الى أربع هجعات وكل هجعة (هزيع) ثلاث ساعات . فأتى في الهجعة الرابعة اليهم ليعلمهم الاحتمال بشجاعة

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  " وَفِي ٱلْهَزِيعِ ٱلرَّابِعِ مِنَ ٱللَّيْلِ "  قسم العبرانيون الليل إلى ثلاثة أقسام / أجزاء سمى كل قسم هزيعًا (قضاة ٧: ١٩) (مرا ٢ :١٩ )  وكان التقسيم بدائيًا وغير محدد رسميًا. أما الهزيع الأول فهو غياب الشمس إلى منتصف الليل (وأحيانًا إلى ما قبل المنتصف بقليل). والهزيع الثاني هو من منتصف الليل (أو ما قبله بقليل). إلى أول صياح الديك، والهزيع الثالث من صياح الديك إلى الفجر وطلوع الشمس. ولكن العبرانيين أقلعوا عن هذا التقسيم بعد عودتهم من السبي، أما بتأثرهم بالحضارة الفلكية في ما بين النهرين وفارس، أو لسبب تأثر فلسطين بالحضارة اليونانية ثم الرومانية. ولكن بعد استيلاء الرومان على الأرض المقدسة بواسطة قائد جيوشهم بمبيوس قسموا الليل إلى أربعة هُزع، وعبروا عنها إما بالعدد أو بالأسماء، وهي: المساء، ونصف الليل، وصياح الديك، والصباح (مرقس ١٣: ٢٥). والهزيع الرابع المذكور هنا هو قبل طلوع الشمس بثلاث ساعات.أى أخذوا يقسمون الليل إلى أربعة أقسام. وهذا ما نجده في العهد الجديد ثم إن العبرانيين أخذوا يقسمون الليل بطوله إلى الساعات الاثنتي عشرة، حسبما ما نفعل نحن اليوم. وقد ورد ذكر الحوادث بأوقات هذه التقسيمات مرات كثيرة في الكتاب المقدس ففي هزيع الصبح أشرف الرب على عسكر المصريين حتى اضطرهم إلى الهرب من بني إسرائيل (خر 14: 24). وفي الهزيع الأوسط هاجم جدعون ورجاله محلة المديانيين (قض 7: 19). وفي الهزيع الأول أيضًا (واسمه سحر الصبح). هاجم شاول العمونيين وضربهم (2 صم 11: 11) وذكر الهزيع الأول أيضًا في مراثي 2: 19. أما في العهد الجديد, فعند الهزيع الرابع, أتى يسوع إلى تلاميذه وهم في البحر يصارعون الأمواج (مر 6: 48 ومت 14: 25). وذكر هذا التقسيم الرباعي في كلام يسوع لتلاميذه وهو خارج من الهيكل (مر 13: 35) وفي كلامه للجمع (لو 12: 38). أما ذكر الساعات واستعمالها ففي (ع 23: 23). كانت هذه كلمة تقنية لتعليم فترة المناوبة الرابعة للجند الرومان في الليل، والتي كانت ٣ قبل الظهر حتى ٦ قبل الظهر لاحظوا أن يسوع كان يصلي معظم الليل.
2) " مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى ٱلْبَحْرِ"  أى سار على مياة بحر طبرية  تاركا اليابسة وآتيا إليهم كأنه يسيرٍ على اليابسة. وهذا من عجائب  لاهوته بدليل قوله «الْبَاسِطُ السَّمَاوَاتِ وَحْدَهُ، وَالْمَاشِي عَلَى أَعَالِي الْبَحْرِ» (أيوب ٩: ٨) فإن كانت مصائبنا كأمواج البحر الهائجة فلا تمنع المسيح من الإتيان إلينا. نحن ننتظرك يارب

تفسير (متى 14: 26): فلما ابصره التلاميذ ماشياً على البحر اضطربوا قائلين : “ انه خيال “ . ومن الخوف صرخوا !

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قال القديس افرام انهم ظنوه شيطاناً يمشي على البحر . ثم انه قد اعتاد له المجد متى رأى احداً محتاجاً بالمخاوف فيزيدها صعوبةً ثم يزيلها عنه كما فعل مع ابراهيم واسحاق ويعقوب وأيوب . ثم ان رؤيته زادتهم خوفاً اكثر من أمواج البحر

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

خافوا من أعظم بركاتهم ونحن مثلهم في أنه عندما يأتينا الله بالمصائب لخيرنا، نخاف منها.
1) " ٱضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ خَيَالٌ." كلمة خيال تعنى فى اللغة العربية "
طَّيف أو ظل  " إحدى قوى العَقل التي يُتَخَيَّل بها الأشياءُ  أى أنهم ظنوا أنهم يتخيلون المسيح وليس حقيقة . وكانت الشعوب فى الأزمنة القديمة يظنون أرواح الموتى تظهر أحياناً للأحياء، وأن ظهورها هذا إعلان لحلول كارثة ستصيبهم.
2) " وَمِنَ ٱلْخَوْفِ صَرَخُوا" 
لخوف: هو شعورٌ قويّ بالرهبة وأحيانا بالرعب تجاه أمرٍ ما نواجهه كمصيبة أو حادثة أأو كارثة ويصيب ألأنسان كفرد أو جماعة ، وقد يكون هذا الشعور واقعاً وحقيقيّاً، وقد يكون عبارةً عن تهيّؤاتٍ أو خيال. ويعيق الخوف التفكير المنطقى لحل المشكلة التى تواجه الإنسان سواء في حياته العامة أو الشخصيّة أو في علاقاته الاجتماعيّ يحدث الخوف علميّاً نتيجة تنبّه منطقة معيّنة في الدماغ تسمّى اللوزة الدماغيّة إلى حالة الخوف، ممّا يؤدّي إلى إفراز الهرمون المحفّز للغدّة الكظرية من قبل الغدة النخاميّة، وهذا بدوره يؤدّي إلى إفراز هرمون الأدرنالين والنورادرينالين اللذان يعملان على تحديد استجابة الجسم للمحفّز هنا وهو الخوف إمّا بالمواجهة أو بالهروب، ويتسبّب الخوف بتسارع في نبضات القلب والدّوار والتعب وفقدان الشهيّة والتوتّر وزيادة التعرّق وخاصّةً في راحة اليدين.
3) " صَرَخُوا " صرخوا بالرغم من أنهم يملكون القوة والسلطان الذى أستلموهم من المسيح والخوف شعور طبيعى إنتهى تماما بعد حلول الروح القدس خاصة فى النواحى الإيمانية  هذا يدل على أن التلاميذ لم يزال إيمانهم بالمسيح فى مرحلة النمو ولم ينضج بعد
كانت الأمواج والريح مرتفعة، وكان على المسيح أن يأتي بالقرب منهم  مع رفع لأمواج للقارب إلى أعلى وأسفل . هنا أظهر يسوع قدرته على الطبيعة نعلم من الأناجيل الأخرى أن يسوع كان يقصد أن يسير متجاوزا  إياهم، بسبب خوفهم، ولكنه اضطر لأن يصعد إلى القارب معهم. وظل الخوف مسيطر عليهم

 في العلية (لو ٢٤ :٣٧) .لقد كانوا خائفين. وكانت كلمات يسوع الأولى لهم كانت " ّكفوا عن الخوف" (أمرمضارع مع أداة نفي). هذه الكمات من التشجيع تتكرر في معظم الأحيان (مت ١٤ :٢٧) (مت ١٧ :٧) ( مت ٢٨ :١٩) ( مر ٦ :٥٠) ( لو ٥ :١٠) (لو١٢ :٣٢) ( يو ٦ :٢٠ ( رؤ١٧ :١ )

تفسير (متى 14: 27): “ فللوقت كلمهم يسوع قائلاً : “ تشجعوا . انا هو . لا تخافوا .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لانهم ما أمكنهم ان يعرفوه من رؤيته اذ كان في الليل فتكلم معهم ليعرفهم بنفسه . وقوله انا هو لا تخافوا أي انا هو يسوع معلمكم سيد البحر وابن الله والاعمال التي عملتها تشهد لي بذلك

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٢٧ .
1) " فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَـهُمْ يَسُوعُ: تَشَجَّعُوا!" 
 حَمَلَهُم عَلَى الشَّجَاعَةِ ، قَوَّى عَزِيمَتَهُ  ، قَوَّى قَلْبَهُم .. أى أن قوتى معكم ما دمتم تؤمنون بى
لم يعرفوا أنه هو المسيح حتى كلمهم لأنه كان ليل وكلمهم حتى يطمأنوا . فاطمأنوا بسماع صوته المعروف لهم وكلماته المشجعة. لا ريب في أن المسيح سمح بإرسال التلاميذ وحدهم في السفينة، كما سمح بهياج البحر وباضطرابهم وخوفهم حتى يريهم أنه الملك السمائى المتحكم فى الطبيعة والأرض  فلا يحتاج لملك أرضى ينصبه الناس بل هو ملك سمائى على القلوب . فلم يتركهم زمناً طويلاً في الخطر بل بادر إلى معونتهم.

حدث قبلاً مثل هذا الاضطراب (متّى ٨: ٢٤) فعلمهم به وجوب الاتكال عليه وإن كان نائماً وظهر أنه غير منتبه لمصائبهم. وعلَّمهم بهذا الاضطراب وجوب الاتكال عليه وإن كان غائباً في الجسد باعتقادهم أنه يراقبهم دائماً، وأنه مستعدٌ كذلك لإعانتهم.
2) " أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا" فى عبارات المسيح لتلاميذة وقت الضيقة توبيخ لطيف وتعزية كاملة، وهو يقول لا تخافوا من خطر ما دمت معكم. ونحن خاصة المسيح نطمئن عندما تصيبنا  المخاطر والكوارث والضيقات والإضطهادات وفي وادي ظل الموت، لأنه يراقبنا وحينما نلتجئ إليه صارخين من الخوف  وينادينا قائلا : «أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا».

**********

تكلم يسوع إلى تلاميذه وهم مغذبين من أمواج بحر طبرية ورياحه طالباً منهم أمرين.(مت 14: 27) : تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا»

1) "تشجعوا, "NASB -١ NKJV" ,ابتهجوا" NRSV" ,تشددوا" "تشجعوا, "TEV, NJB

هذا أمر مضارع مبني للمعلوم. تكلم يسوع بهذه الكلمات في معظم الأحيان إلى
أ- إلى مفلوج، (مت ٩ :٢)
ب- إلى المرأة النازفة الدم، (مت ٩ :٢٢)
ج- إلى التلاميذ في السفينة، (مت ١٤ :٢٧) ( مر ٦ :٥٠)
د- إلى الأعمى، (مر ١٠ :٤٩)
ه- إلى التلاميذ في العلية، (يو ١٦ :٣٣)
و- إلى بولس، (أع ٢٣ :١١)
2) -لا تخافوا"- هذا أمر مضارع متوسط/ مبني للمجهول. يسوع تكلم هذه الكلمات إلى:
أ- التلاميذ في القارب، (مت ١٤ :٢٧) ( مر ٦ :٥٠) ( يو ٦ :٢٠)
ب- بطرس بعد اصطياده للسمك الكثير، (لو ٥ :١٠)
ج- التلاميذ بينما كان يعلمهم، (لو ١٢ :٣٢)
د- في التجلي، (مت ١٧ :٧)
ه- النساء عند القبر، (مت ٢٨ :١٠)
و- بولس في كورنثوس، (أع ١٨ :٩)
ل- بولس في البحر، (أع ٢٧ :٢٤)
ز- يوحنا في جزيرة بطمس، (رؤ ١ :١٧)


هذه الكلمات نفسها نطقت بها الملائكة إلى:
 1 . زكريا. ( لو1: 13)
 2 . مريم. ( لو 1: 30)
 3 . , رعاة. (لو2: 10)
4. .النساء عند القبر, (مت ٢٨ :٥ )

تفسير (متى 14: 28) :“ فاجابه بطرس وقال : “ يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان آتي اليك على المياه  .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انه لما كانت محبة بطرس لمعلمه اكثر من محبة رفاقه لم يقل لمعلمه ائذن لي ان امشي على المياه لكن ان آتي اليك اذ كان يعتقد ان ليس المسيح وحده يقدر يمشي على المياه لكن هو ايضاً يقدر على ذلك اذا امره المخلص . وهكذا بعد قيامة معلمه من الاموات لم ينتظر حتى يأتي مع رفاقه التلاميذ الى القبر لكنه سبقهم ودخل القبر

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الحادثة مدونة هنا فقط في إنجيل متى،
أ ولعله فعل ذلك ليستر ما ظهر من خوفه قبلاً. ويحتمل أن في ما قاله شيئاً من الطمع في أن يفعل ما لا يستطيع أن يفعله غيره من التلاميذ، فيظهر به إيماناً أكثر من إيمانهم.
1) " فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ" فى هذا الموقف ومواقف عديدة أظهر بطرس  شجاعة  الخاصة أحيانا يندفع ويتهور بدون تريث فى ألأمر كما تميز بغيرته المشهورة وإسراعه في الأمور وميله إلى سبق غيره ومحبته الشديدة ليسوع وأحيانا كان يسقط فى الخوف والشك . إِنْ كُنْتَ أَنْتَ «إن» هنا للقطع لا للشك، فيكون المعنى لأنك أنت الخ.
2) " فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى ٱلْمَاءِ"  لا نعرف لماذا طلب بطرس هذا الطلب ؟ هل هو ليتأكد أنه المسيح السائر على الماء أم أن يجرب السير على الماء أم !!!  ولكن من الواضح أن بطرس كان يحب المسيح وينجذب إليه وهذا ما حدث بعد القيامة عندما ظهر المسيح بعد قيامته للتلاميذ ومعهم بطرس عندما يصطادون السمك فى سفينه فى بحر طبرية بالجليل  فقال يوحنا لبطرس هذا هو المسيح فنزل بطرس الماء وسبح للبر لكى يرى يسوع بالقرب ويتكلم معه لقد كنعت الأمواج من ذهاب بطرس لليسوع فقال له أؤمرنى أن آتى إليك ولكن فى المرة الثانية نزل من السفينه للماء وذهب إليه سباحة
فَمُرْنِي يتعنى أنه لا يستطيع الذهاب غلأيه والسير على الماء إلا بأمر المسيح وهذه ثقة فى الإيمان وتوقع أمر المسيح قبل أن يذهب إليه على سطح الماء. فبطلب الأمر له وحده دون سائر التلاميذ أظهر نفس الميل الذي أظهره يوم قال للمسيح «وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا» (متّى ٣٦: ٣٣).

تفسير (متى 14: 29) :فقال : “ تعال “ . فنزل بطرس من السفينة ومشى على المياه ليأتي الى يسوع   .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لانه رأى البحر هادياً فمشى بلا خوف . ولكن لما كان الريح شديداً خاف وشك واوشك ان يغرق . ولما راى البحر سمعان ثابتاً حمله ولما رآه خائفاً مرتاباً هاج عليه . فقوي على البحر الهائج وخاف من الريح الضعيفة وهكذا هو الطبع البشري فانه مراراً كثيرة يتغلب على أعظم الامور ويندحر مغلوباً في الامور الصغاير كما اتفق ذلك لايليا حين هددته ايزابل الشقيئة . ولموسى عندما هدده ذلك المصري .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فَقَالَ: تَعَالَ. " فعل أمر هذه جملة شرطية فئة أولى، ما يفترض أنها حقيقية من موضوع الكاتب أو لأجل أغراضه الأدبية.
2) " فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ ٱلسَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى ٱلْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ" بطرس تأكد أنه كان يسوع. وكون المسيح يسير على الماء وهذه معجزة لم تحدث على الإطلاق . وأمره لبطرس أن يفعل كذلك معجزة أخرى. وسماحه لبطرس بالسير على الماء ليعلمه قوة الإيمان ما دمنا متكلين على المسيح ناظرين إليه ، فكان يمشي على الماء بأمنٍ ما دام ينظر إلى المسيح ويثق به.

تفسير (متى 14: 30): “ ولكن لما راى الريح شديدة خاف . واذ ابتدأ يغرق ، صرخ قائلاً : “يا رب ، نجني ! .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

والتلاميذ أيضاً خافوا من صوته ظانين انه غرق .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَلٰكِنْ لَمَّا رَأَى ٱلرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ"  من قمة الشجاعة إلى أسفل الخوف صَرَخَ قصد بطرس أن يظهر عظمة إيمانه وشجاعته فأظهر شدة خوفه وزال عنه كل جرأته وثقته. فسرعة تحوله من الشجاعة إلى الخوف جاءت متناسبة مع طبيعته الإنسانية المتأرجحة من أقصى اليمين لأقصى الشمال عندما نزل بطرس وسار على الماء كان ناظرا للرب يسوع متجها إليه ولكن حوَّل بطرس نظره من المسيح إلى الموج والرياح والزوابع خاف من وتأمل في ما سيصيبه من  خطر الرياح ونسي التأمل في قوة المسيح ومساندته وتعضيده وقوته وسلطانه فإبتدأ يغرق. فظهر أن إيمانه أضعف مما ظن وغلب خوفه شجاعته وإيمانه ، فانهزم إيمانه أمام  رؤية عينيه ، وتكررت ردة فعله عندما ظهرت شجاعته أمام جنود الهيكل الذين يريدون القبض على يسوع فى بستان جسثيمانى وقطع أذن ملخس خادم رئيس الكهنة ثم إنكاره للمسيح بعد قليل فى بيت قيافا رئيس الكهنة وكان ذلك الخوف من جارية. ومن هذا التردد بين النقيضين بين الشجاعة والثبات فى الإيمان والخوف وصار صخراً بعد ذلك بإنسكاب نعمة الروح القدس أى نعمة لا بالطبيعة.
2) " وَإِذِ ٱبْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: يَا رَبُّ نَجِّنِي "
هذا مثال جيد عن كلمة   "نجنى / خلصنى"  التى وردت في العهد القديم بمعنى "التحرير الجسدي" (مز 107: 20) ارسل كلمته فشفاهم ونجاهم من تهلكاتهم.(جا 9: 15) (دا 6: 27) هو ينجي وينقذ ويعمل الايات والعجائب في السموات وفي الارض.هو الذي نجى دانيال من يد الاسود (دا 12: 1) وتكررت فى العهد الجديد (مت 6: 13) ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير. لان لك الملك والقوة والمجد الى الابد. امين.(مت 8: 25) فتقدم تلاميذه وايقظوه قائلين: «يا سيد نجنا فاننا نهلك!»( لو 11: 4) واغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من يذنب الينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير». (يع ٥ :١٥
)

 يَا رَبُّ نَجِّنِي كان بطرس يحسن السباحة (يوحنا ٢١: ٧) لكنه يئس من النجاة بقوته من رؤيته اضطراب البحر لقد رأى وشعر بقوة الريح والأمواج وأنه لن يستطيع بقوته البشرية وخبرته فى السباحة أن ينقذ نفسه  من الموت غرقا وبدأ يفقد إيمانه. يومئذٍ، فطلب مساعدة المسيح. وكانت صلاته وجيزة لا تزيد على كلمتين "يارب نجنى" ، لكنها كانت كافية لنوال لإنقاذه . وفيها إظهار الاحتياج والإيمان والغيرة، وهذه الصلاة القصيرة تدعى الصلاة السهمية عبارة عن كلمة او إثنين أو جملة تردد بإستمرار (مثل يارب إرحنى ، يارب نجنى ، يارب إنقذنى ، .. ألخ إلى إلى يسوع توجه وهو الوسيط بين الناس والآب بدمه . نعم إن إيمان بطرس كان ضعيفاً حتى أنه أخذ يغرق، لكنه كان كافياً لأن يصرخ إلى المسيح وينجو. المسيحي المؤمن يجب أن ينتظر من الله النجاة مما يصيبه، ولكن لا يعرض نفسه للخطر لكي ينقذه الرب منه. 

تفسير (متى 14: 31) ففي الحال مدّ يسوع يده وأمسك به وقال له : “ يا قليل الايمان لماذا شككت ؟ “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَفِي ٱلْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ "
لا يطلب أحد معونة المسيح عبثاً، فكان اختبار بطرس كاختبار داود الذي حمله على أن يقول «أَرْسَلَ مِنَ الْعُلَى فَأَخَذَنِي. نَشَلَنِي مِنْ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ» (مزمور ١٨: ١٦) وأن يقول «إِذْ قُلْتُ: قَدْ زَلَّتْ قَدَمِي فَرَحْمَتُكَ يَا رَبُّ تَعْضُدُنِي» (مزمور ٩٤: ١٨). فالمسيح وإن كان غير منظور اليوم ينشل كل مؤمن به ويعضده سريعاً، بدليل قوله في شأن رعيته «وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي» (يوحنا ١٠: ٢٨).
2) "أَمْسَكَ بِهِ " لم يُمسك بطرس بمخلصه ونجا، بل أمسك المخلص به ونجاه. فإمساكنا بالمسيح لا يخلصنا بل إمساكه بنا هو واسطة الخلاص وهذا نتيجة لطلبنا منه أن ينجينا ويقوينا ويرحمنا ويخلصنا ويغفر لنا خطايانا . ألأخ وجعلها الرب يسوع طلباتنا وسؤالنا مفتوحا فقال : " ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن." (يوحنا 14: 13)  .
 نجاه المسيح أولاً ثم وبخه.
3) " وَقَالَ لَهُ: يَا قَلِيلَ ٱلإِيمَانِ، " عبارة "قليل ألإيمان" تكررت  في إنجيل متى (مت ٦ :٣٠)  فان كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا افليس بالحري جدا يلبسكم انتم يا قليلي الايمان؟ (مت ٨ :٢٦) فقال لهم: «ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان؟» ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم (مت ١٦ :٨ ) علم يسوع وقال لهم: «لماذا تفكرون في انفسكم يا قليلي الايمان انكم لم تاخذوا خبزا؟  .الكثير من معجزات يسوع كانت هدف يسوع منهتا لزيادة إيمان التلاميذ ودذب الشعب للإيمان . االرب يعمل مع أولئك الذين لديهم إيمان قليل ضعيف والبسطاء والعاميين . آمين ا
4) يَا قَلِيلَ ٱلإِيمَان كان قليل الإيمان بأن فكر فى ان قوة الطبيعة أقوى من قوة المسيح
5) " لِمَاذَا شَكَكْتَ ؟"
لشك في اللغة العربية هو مصدر مشتق من الفعل الثلاثي المضعف شكّ أي ارتاب ولم يتيقن من شيء ما، والمضارع منه يشك، والفاعل شاك، والمفعول مشكوك به، أما اصطلاحاً فالشك حالة نفسية تصيب الانسان باصطراب بين التصديق والتكذيب، والتأمين والتخوين، وهو أمر منطقي حتمي طالما ظل في حدوده الطبيعية، دون أن يتحول إلى مرض حقيقي يشبه الوسواس القهري بحيث يترتب عليه عواقب لا تحمد عقباها. لم يلومه لطلبه أن يذهب ليسوع ولم يقل له: لماذا أتيت إليَّ؟ فلم يخطئ بأنه تعرض لأمر فوق طاقته بل بقلة إيمانه بأن المسيح يقدره عليه.
لا شيء يضعف الحياة فى المجتمع وكذلك الروحية ويبدد جهودها مثل الشك، إيبدأ الشك عندما نشك فى إمكانية تحقيقها أولاً فلا نطلب العون الإلهى بالرغم من إحتياجاتنا وهذا لقلة ثقتنا فى المسيح أو لضعف إيماننيا ، ثم نشك في نوال هذا العون لا سيما إذا أبطأ علينا ولم ننل ما نريده فيستسلل اليأس إلينا تدريجيا حتى يملك علينا يفنفقد الرجاء فى نجاتنا من المصائب والشدائد . أما يسوع فحاضر دائماً، يمد يده إلينا لينجينا. فهل مددنا إليه يداً وقلنا له: يا سيد أعنا وهو وحده المعين .. يارب نجنا وهو القادر على إنقاذنا .
   

تفسير (متى 14: 32):ولما دخلا السفينة سكنت الريح  .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يتساءل البعض قائلين لما لم يأمر المسيح الريح ان يسكت بل مسك بطرس بيده ؟ فنجيب ليفهمه انه ليس الريح هي التي اوشكت ان تغرقه ولكن قلة ايمانه . ولولا يضعف ايمانه لقاوم الريح وانتصر عليها لاجل ذلك بعدما مد يسوع يده ومسكه ترك الرياح تهب عاصفة مفهماً اياه ان الرياح لا تستطيع ان تضر من هو ثابت في الايمان

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَلَمَّا دَخَلاَ ٱلسَّفِينَةَ سَكَنَتِ ٱلرِّيحُ " لم يذكر البشير أن المسيح أمر الريح بالسكون، ولكن القرينة تدل على ذلك، فقد تعجب الذين كانوا في السفينة كما يقول العدد التالي. وقال يوحنا إنهم قبلوه في السفينة وللوقت بلغت الشاطئ (يوحنا ٦: ٢١).

تفسير (متى 14: 33):“  والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين : “ بالحقيقة انت ابن الله ! .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قبلاً كانوا يتساءلون من عسى ان يكون هذا الذي تطيعه الرياح والبحر . اما الآن فأقروا انه بالحقيقة ابن الله . فقد قاد المسيح رسله رويداً رويداً الى المعرفة الحقيقية وذلك اذ رأوه ماشياً على البحر وحين أذن لسمعان ان يمشي على البحر فمشى ونجاه من الغرق وسكنت الرياح حال دخوله للسفينة . ولم يزجرهم عند اقرارهم به انه ابن الله لكنه ثبت قولهم لانه شفى المرضى في بلد جناسر

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس




1) " ٱلَّذِينَ فِي ٱلسَّفِينَةِ"  أي التلاميذ والملاحون ومن معهم. بعد أن تعجبوا من القوة التي أظهرها يسوع أتاهم سائرا على المياة وسط الأمواج والزوابع والرياح الشديدة وأنقذهم من الغرق وجعل بطرس يسير على المياة وعندما شارف على الغرق لخوفة من الزوابع أنقذه وعندما ركب المسيح السسفينة سكنت الرياح وآخر معجزة وجدوا السفينة على شاطئ كفر ناحوم على الريح مما يختص بالله وحده حسب قول المرنم «فِي الْبَحْرِ طَرِيقُكَ، وَسُبُلُكَ فِي الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ، وَآثارُكَ لَمْ تُعْرَفْ» (مزمور ٧٧: ١٩) فذهلوا إذ رأوا إنساناً مثلهم في المنظر متسربلاً بتلك القوة الإلهية العجيبة طبقا لمار رأوه من أعاجيب كثيرة فى هذه المعجزة .
2) " جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ " وذكر مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث فى كتابه لاهوت المسيح - عن قبول المسيح المسيح السجود 21- قبوله العبادة والسجود
السيد المسيح قبل السجود من الناس. وكان سجود عبادة، وليس مجرد سجود احترام. وكان ذلك في مناسبة إيمان أو معجزة.
1- ففي منح البصر للمولود أعمي. لما دعاه للإيمان به كابن الله قال " أؤمن يا سيد " وسجد له (يو9: 38). وقيل منه المسيح هذا السجود في مناسبة إيمانه.
2- ولما مشي على الماء، وجعل تلميذه بطرس يمشي معه، حدث أن " الذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: " بالحقيقة أنت ابن الله" (متى14: 33). وقبل ذلك منهم.
3- وقد سجد له القديس بطرس، بعد معجزة صيد السمك الكثير قائلًا له " اخرج يا رب من سفينتي لأني رجل خاطئ" (لو5: 8). وقبل منه السيد المسيح هذا السجود وعبارة يا رب. ودعاه أن يكون صيادًا للناس.
4- وسجدت له نازفة الدم بعد شفائها (مر5: 33).
5- وسجد له يا يرس قائلًا " إن ابنتي الآن ماتت. ولكن تعال وضع يدك عليها فتحيا" (مر5: 18). إذن فهو سجود مصحوب بإيمان أن المسيح قادر على إقامة الميت بمجرد وضع يده... وقد أقام له السيد المسيح ابنته (مر5: 25، 26).
6- والسيد المسيح سجدت له المريمتان بعد القيامة (متى28: 9).
7- وسجد له الأحد عشر رسولًا لما رأوه بعد القيامة (متى28: 17) وقيامته من الموت كانت معجزة من أعظم المعجزات، وكان لها تأثيرها في الرسل وفي المريمتين هو السجود له.
8- يضاف إلى هذا أن المجوس سجدوا له طفولته (متى2: 11).
9- ونذكر مع هذا قول القديس بولس الرسول"... تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء وما على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل إنسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (في2: 10، 11).
إذن هو تقبل السجود من الناس، في مناسبات معجزات خارقة، وفي مناسبات إيمان به كابن لله، وسجدت له الملائكة وكل الكائنات في السماء وعلى الأرض. وسجد له رسله. وكل هذا يدل على لاهوته.
وكما قبل من الناس السجود، قبل منهم أيضًا الصلاة.
10- أن يقال له " يا رب يا رب" (متى7: 22).
11- وحتى الصلاة الموجهة إلى الآب، قال أن تكون باسمه، فستجاب وهكذا قال لتلاميذه " الحق الحق أقول لكم إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملًا" (يو16: 23، 24).
12- بل قال أيضًا " مهما سألتم باسمي فذلك أفعله، ليتمجد الآب بالابن، عن سألتم شيئًا باسمي فإني أفعله" (يو14: 13، 14). وعبارة " إني أفعله " التي ذكرها هنا مرتين، تعني أنه يستجيب بنفسه. وليست مثل عبارة " مهما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم " هنا المسيح نفسه يعطي، لكي يتمجد الآب بالابن.
أَنْتَ ٱبْنُ ٱللّٰه هذا الاسم استعمله اليهود كثيراً للمسيح الذي توقعوه. وأظهر الذين في السفينة بذلك زيادة إيمانهم باختبارهم رحمة الله وسلطان المسيح إذ رأوا الرياح والأمواج تطيعه.
3) " قَائِلِينَ: بِٱلْحَقِيقَةِ أَنْتَ ٱبْنُ ٱللّٰه"

من الواضح أن هأفيمان ببنوة يسوع للآب هو محور المسيحية ( مرقس ٢: ٧ ) «لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده؟» (متّى ١٦: ١٦ ) فاجاب سمعان بطرس: «انت هو المسيح ابن الله الحي». ( مت٢٦: ٦٣ )واما يسوع فكان ساكتا. فساله رئيس الكهنة: «استحلفك بالله الحي ان تقول لنا: هل انت المسيح ابن الله؟»  ( مرقس ١: ١ ) بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله: (لوقا ٤: ٤١ )  وكانت شياطين ايضا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول: «انت المسيح ابن الله!» فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لانهم عرفوه انه المسيح. ( يوحنا ١: ٤٩ )  اجاب نثنائيل وقال له:«يا معلم، انت ابن الله! انت ملك اسرائيل!»  (يو ٦: ٦٩ ) ونحن قد امنا وعرفنا انك انت المسيح ابن الله الحي» وقالت مرثا للمسيح ( يو١١: ٢٧ )  قالت له:«نعم يا سيد. انا قد امنت انك انت المسيح ابن الله، الاتي الى العالم». ( أعمال ٨: ٣٧ ) فقال فيلبس (للخصى الحبشى) :«ان كنت تؤمن من كل قلبك يجوز». فاجاب وقال:«انا اومن ان يسوع المسيح هو ابن الله» (رومية ١: ٤) وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة، بالقيامة من الاموات: يسوع المسيح ربنا.

وكان يسوع  يؤسس اعتراف لاهوتي كامل نجده في (مت ١٦ :١٦) .إنجيل متى لا يعرض "السر المسياني" بنفس المقدار كما يفعل إنجيل مرقس (مر ٦ : ٥٢ ) كلمة ابن الله كانت تستخدم في معظم الأحيان في إنجيل متى (مت ٤ :٣ ,٦) ( مت ١٦ :١٦) (مت ٢٦ :٦٣ ) ( مت ٢٧ :٤٠ ,٤٣ ,٥٤ )ليس هناك أداة تعريف مع الكلمة هنا كما في (لو ٢٧ :٥٤ ) .افترض مفسرون كثيرون أن هذا يعني أنهم لم يفهموا المعنى المتضمن اللاهوتي الكامل من الكلمة، والذي كان يعني الألوهية . ولكن من الخطر أن نبني لاهوتاً كثيراً على حضور أو غياب أداة التعريف . فهمهم كان متدرجاً ولم يكن فورياً الكاملة. قد يكون هذا صحيحا  اليونانية.

تفسير (متى 14: 34) : فلما عبروا جاءوا الى أرض جنيسارت  ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَلَمَّا عَبَرُوا " هناك غموض في الكلمات "عبروا". في مر ٦ :٤٥ كان هناك مكان يدعى بيت صيدا والذي كان يعني "بيت السمك". وكان هناك مدينتان باسم بيت صيدا واحدة محصنة فوق الجبل والثانية على الشاطئ حيث يصب نهر فى بحيرة طبرية وإلا يكون هناك تشوش ما في جغرافيا الروايات المختلفة للأناجيل الإزائية (متى ومرقس ولوقا).  يسوع كان يمكث في منطقة قائد الربع فيليب ولم يرجع إلى مقاطعة قائد الربع هيرودس. جينسارت كانت أساسا هي ً منطقة أممية. ربما كانت هذه طريقته في تجنّب الجمع اليهودي كما سيفعل لاحقا فيلبي
2) "" أرْض جَنِيّسَارَت " تدعى بحيرة طبرية أو بحيرة الجليل أو بحيرة جينسارت وتعنى والأرض التى تقع على الشاطئ الغربى من البخيرة تسمى أرض جنيسارت ومعناها حديقة الرئيس، قيثارة وهى قطعة من الأرض هلالية الشكل غرب بحر الجليل ذكرت في الكتاب المقدس مرتين فقط (مت 14: 23 ومر 6: 53 قابل لو 5: 1) ويزعم البعض أنها السهل المعروف بالغوير. وهي تمتد نحو ثلاثة أميال إلى أربعة طولًا بجانب البحيرة وأكثر من ميل عرضًا من شاطئها.، ولذلك أضيف إليه البحر أحياناً (لوقا ٥: ١). ويحدها غربًا هضاب الجليل شمال مجدلة حيث تسقي أراضيها عدة مجاري مياه، والقسم الشمالي الممتد إلى خان منية ليس فيه مياه البتة ويظن أن أراضيه كانت تسقى بأقنية تأتيه من نبع كفرناحوم ويرجح أنها عين الطابغة.
 قال يوسيفوس إن ذلك السهل خصيب كجنة وبهيج جداً وكثير السكان. وكانت كفرناحوم على طرفه الشمالي الشرقي، ولذلك قال يوحنا في الكلام عن هذه الحادثة إن المسيح وتلاميذه جاءوا إلى كفرناحوم (يوحنا ٦: ١٧) ولا بد أنهم مروا ببيت صيدا قبلاً لأنها كانت على طريقهم (مرقس ٦: ٤٥). ولما بلغوا كفرناحوم وأرض جنيسارت دار الحديث بين المسيح والذين شاهدوا معجزة الأرغفة في معناها الروحي (يوحنا ٦: ٢٢ - ٦٥).
أرض جنيسارت كانت تسمى فى العهد القديم كنارة ( تثنية ٣: ١٧ ) والعربة والاردن تخما من كنارة الى بحر العربة بحر الملح تحت سفوح الفسجة نحو الشرق ( ١ملوك ١٥: ٢٠ ) فسمع بنهدد للملك اسا وارسل رؤساء الجيوش التي له على مدن اسرائيل وضرب عيون ودان وابل بيت معكة وكل كنروت مع كل ارض نفتالي ( متّى ٤: ١٨ ) واذ كان يسوع ماشيا عند بحر الجليل ابصر اخوين: سمعان الذي يقال له بطرس واندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر فانهما كانا صيادين. (مرقس ٦: ٥٣ ) فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت وارسوا ( لوقا ٥: ١ ) واذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله كان واقفا عند بحيرة جنيسارت  ( يوحنا ٢١: ١) بعد هذا اظهر ايضا يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية. ظهر هكذا

تفسير (متى 14: 35) : ،فعرفه رجال ذلك المكان . فأرسلوا الى جميع تلك الكورة المحيطة وأحضروا اليه جميع المرض

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

فقد كان ابتعد عن أهل جنيسارت منذ زمن ومع ذلك فان ايمانهم لم ينقص بابتعاده عنهم لكنه ازداد حين شفى مرضاهم

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَعَرَفَهُ رِجَالُ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ" ذكرنا ان السفينة غادرت بيت صيدا وحدثت معجزات كثيرة فى إبحارها قاصدة الشاطئ الغربى لبحيرة طبرية وهى أرض جنيسارت والتى تمتلئ بالمدن والقرى ولما رست السفينة فى مكان على الشاطئ عرفه أهل تلك البلاد لأنه صرف مدة طويلة بينهم.
2) "  فَأَرْسَلُوا إِلَى جَمِيعِ تِلْكَ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ وَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ ٱلْمَرْضَى" فكانت فرصة لهم فاخبروا أقاربهم ومعارفهم وأصدقائهم فى المدن والقرى المجاورة أن يسوع الشافى صاحب المعجزات بالقرب منهم  فأتوا زرافات وأفواجا وقد حدث الأمر نفسه في (مت ١٤ :١٣)
فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة الى موضع خلاء منفردا. فسمع الجموع وتبعوه مشاة من المدن. فكانت شخصية يسوع ومعجزاته وأعماله وتعاليمة تجذب الجموع  ومن جديد يمارس يسوع عمله فى التكريز والتبشير لكي يخدم الناس المحتاجين. لقد كان لديهم نفس النوع من الإيمان مثل إيمان المرأة النازفة الدم في (مت ٩ :٢٠ ) لقد كانوا يريدون أن يلمسوا هدب الشال . حنّوه يمكن أن نراه بشكل واضح حتى مع أولئك الناس صلاته (مت ١٤ :٣٦ ) لقد قبل يسوع هؤلاء الناس وعمل معهم حتى وإن كان إيمانهم ضعيفاً .

تفسير (متى 14: 36): وطلبوا اليه ان يلمسوا هدب ثوبه فقط . فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء 

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قد تعلم الناس ان يلمسوا طرف ثوبه من تلك المرأة فاعتقدت لشدة ايمانها انها تبرأ اذا لمست طرف ثوبه وتم ذلك فعلاً . فهكذا يجب علينا ان ندنو من جسد المسيح بإيمان ونشرب دمه لننال الشفاء . فمتى رأيت الكاهن يعمّد ويناول الجسد فاعلم اذ ذاك ان يمين السيد المسيح مبسوطة اليك

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه المعجزات ليست تكراراً للمعجزات التى ذكرها البشير في ( متّى ٨: ١٦) ولما صار المساء قدموا اليه مجانين كثيرين فاخرج الارواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم " لأن هذه حادثة غير تلك، وقصد متّى بذكرها أن يبين أن المسيح كان يصنع معجزات الشفاء في كل زمن خدمته الأرضية وهذه المعجزات كانت أحيانا جماعية لم يذكر الإنجيليون سوى قليل منها.
1) " َطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا هُدْبَ ثَوْبِهِ فَقَطْ. فَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا ٱلشِّفَاءَ" شفوا بلمسهم إياه لأنهم لمسوه بإيمان، ولعل معجزة شفاء المرأة نازفة الدم كان قد شاع خبرها هناك (متّى ٩: ٢٠ - ٢٢). 
واذا امراة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة قد جاءت من ورائه ومست هدب ثوبه  ( مرقس ٣: ١٠ ) ( لوقا ٦: ١٩ ) لانه كان قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء. ( أعمال ١٩: ١٢) حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرضى، فتزول عنهم الامراض، وتخرج الارواح الشريرة منهم. وكان في سلطان المسيح أن يشفيهم بكلمة على البُعد ، لكنه سُر بأن يصاحب الشفاء شيء من عملهم سر لأنه رأى إيمانهم ، كمدِّ أيديهم إليه علامة الإيمان به ونالوا الشفاء عن طريق لمس هدب ثوبه . فيا ليت كل مرضى الخطية الآن يرغبون في المسيح رغبة الإيمان أن يلمسوا هدب ثوبه بالأيمان ، لأن الناس في كل أرض وليس في أرض جنيسارت وحدها وفى أزمان وحقبات مختلفة يستطيعون أن يلمسوا هدب ثوبه بالإيمان، فيجدوا شفاءً لا موت بعده إلى الأبد.
 

 

 


This site was last updated 07/14/19