تفسير (متى 14: 20) :فأكل الجميع وشبعوا . ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة .
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ان المسيح بتدبيره الالهي أمر تلاميذه ان يحملوا الكسر الفاضلة وكان من جملة الحاملين يهوذا الذي اسلمه لكي لا يظن الحاضرون ان الاعجوبة خيالية بل اذا رأوا الفضلات ظنوا انها تكفي يوماً ويومين . والكسر فضلت امام سيدنا وامام الجموع وعلى ايدي التلاميذ ولم يكن فيها رغيف صحيح . والباباويون يقولون ان عندهم من تلك الكسر في رومية حتى هذا اليوم ولا صحة لقولهم لانهم لم يكونوا في ذلك الزمان مسيحيين حتى يحتفظوا بالكسر . ومن كثرة تعجب الجموع أرادوا ان يقيموا يسوع ملكاً عليهم
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا " الألوف تركوا بيوتهم وأعمالهم وهموم العالم وأتوا بلا طعام لكى يسمعوا أقوال المسيح وتعليمة هم يرغبون فى طلب ملكوت الرب وصدقوا قوله فى «اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متّى ٦: ٣٣) من خير الرب الذى أشبعهم فى القديم من المن والسلوى أشبعهم فى هذا اليوم من خمس خبزات وسمكتين
2) " ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ ٱلْكِسَرِ" لم يترك التلاميذ والرسل المكان بلا نظافة ولا ترتيب بل أنهم حمعوا ما تبقى من كسر الخبز وهنا أظهر المسيح قوته في تلك المعجزة بتكثير الطعام، وأظهر حكمته بعدها بأمر تلاميذه بجمع الكسر.
2) " ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً " لأنه لو انصرف التلاميذ والرسل من هنالك وليس لهم إلا ذكر ما شاهدوه لنسوها بعد قليل. ولكن الاثنتي عشرة قفة من الكسر التي جمعوها بأمر المسيح (يوحنا ٦: ١٢) فلما شبعوا، قال لتلاميذه:«اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء». كانت برهاناً قاطعاً على صحة وقوة المعجزة، وأنها ليست خيالاً أو حلماً. فهكذا كما أمر الرب أن يحفظ المن فى قسط المن في التابوت مُذكراً بالمعجزة التي جرت نحو أربعين سنة في البرية.
وأسباب أمر المسيح بجمع الكسر ثلاثة (١) التحذير من الإسراف والتبذير ، أي الإنفاق على قدر الحاجة ولو في الأمور الزهيدة. و(٢) ما حدث أمرا إضطرارياوسؤاله أعطوهم أمنتم ليأكلوا معناه أنه يجب حساب النفقة وتدبير الأمور بالوسائل العادية أولا ، فيجب أن يتوقعوا الحصول على ما يحتاجون إليه بالوسائل العادية، ولذلك يجب أن يحفظوا الكسر ليأكلوا الأايام التالية هم وذويهم وأهل بيتهم . و(٣) كل كسرة يجمعونها من الكسر المتبقة شاهدة ما بقيت بالمعجزة ومذكرة بها، بدليل أن المسيح ذكَّر التلاميذ بعدئذٍ بمقدار الكسر الباقية في تلك المعجزة. وفي معجزة أخرى مثلها كأن مقدار تلك الكسر أمر يستحق الاعتبار والتأمل (متّى 16: 9 و 10) احتى الان لا تفهمون ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الالاف وكم قفة اخذتم 10 ولا سبع خبزات الاربعة الالاف وكم سلا اخذتم؟ " .كان الناس يريدون أن يجعلوه "ملك الخبز" (يو 6: 15) واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف ايضا الى الجبل وحده.
3) "ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ قُفَّة" هي القفف التي كان اليهود يحملون زادهم فيها وقت السفر. والأرجح أن كل رسول كان يجمع الكسر في قفة معه، ولذلك كانت قففهم اثنتي عشرة. فإن قيل هل كانت الكسر التي جمعوها مما كسره المسيح ولم يوزع، أو مما وُزع وفضل عن الآكلين على الأرض؟ قلنا يُحتمل الأمران. أما ما جمعوه فيُحتمل أنه وزع بعضه على المحتاجين في القرى التي دخلوها جرياً على عادة المسيح في اعتنائه بالفقراء (يوحنا ١٣: ٢٩).
*********************
العدد إثنا عشر - THE NUMBER TWELVE
كان العدد ١٢ من الأعداد الرمزية في الترتيب والتنظيم فى الكتاب المقدس بعهدية القديم والجديد .
(أ) خارج الكتاب المقدس:
١ - الرموز الاثني عشر في علم التَّنجيم
٢ - أشهر السنة الاثني عشر
(ب) في العهد القديم (797 + 1040 BDB )
١ -أبناء يعقوب الأثنى عشر (الأسباط / القبائل اليهودية)
٢ - نجد اتكرارا فى العهد القديم لها في
أ. أعمدة المذبح الاثني عشر في (خر ٢٤ :٤ )
ب. الأحجار الكريمة الاثنتي عشر في صدرة هارون ومن بعده كرئيس الكهنة (التي ترمز إلى الأسباط) في (خر ٢٨ :٢١ )
ج. أرغفة الخبز الاثني عشر في المقدس في خيمة الاجتماع التى ذكرت في (لا ٢٤ :٥ )
د. الجواسيس الاثني عشر الذين أرِسلوا إلى كنعان في (عد ١٣) [واحد من كل سبط من الأسباط الأثنى عشر )
هـ . إثنى عشرة عصا (رايات الأسباط للقبائل) التى ذكرت في تمرد قورح في (عد ١٧ :٢ْ)
و . إثنى عشرة حجرا ليشوع بن نون ذكرت في (يش 4: 3 ، 9، 20)
ز . إثنى عشرة و ِكيلاً في إدارة سليمان ذكرت في(1 مل 4: 7)
ي . إثنى عشرة حجرا في مذبح إيليا للرب ( 1مل 18: 31)
(ج) في العهد الجديد
1 - الرسل الاثني عشر المختارين
2 - إثنى عشرة قُفَّةً من الخبز (واحدة لكل رسول) في (مت ١٤ :٢٠ )
3 - إثنى عشرة كرسيا يجلس عليها تلاميذ العهد الجديد (إشارة إلى أسباط إسرائيل الاثني عشر) ذكرت في (مت ١٩ :٢٨ )
4 - إثنى عشرة جيشا من الملائكة ليخلصوا يسوع في (مت ٢٦ :٥٣ َ)
5 - الرمزية في سفر الرؤية:
أ . أربعة وعشرون شيخا يجلسون على أربعة وعشرون عرشا ذكرت فى (رؤ 4: 4)
ب . ١٤٤٠٠٠ (١٢٠٠٠x ١٢) (رؤ 7: 4) (رؤ 14: 1 و 3)
ج . إكليل من أثنى عشر َكْو َكباً على رأس المرأة في(رؤ 12: 1)
د إثنى عشر بابا وأثنى عشر ملاكا تشير للأسباط الأثنى عشر (رؤ 21: 12)