تفسير متى 8: 22) : فقال له يسوع : “ اتبعني ، ودع الموتى يدفنون موتاهم “ .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
كرر لوقا الإنجيلى محادثة التلميذ مع يسوع فى كفر ناخوم وهم ذاهبين لبحيرة طبرية (لو 9: 59 - 60) وقال لاخر: «اتبعني». فقال: «يا سيد ائذن لي ان امضي اولا وادفن ابي». فقال له يسوع: «دع الموتى يدفنون موتاهم واما انت فاذهب وناد بملكوت الله»
1) " اتبعني" معنى كلمة إتبعنى فى اللغة العربية "سار فى أثرة " وأتبعنى فعل أمر أى أن يسوع أمر تلميذة أن يتبعه وهناك فعل أمر آخر فى الآية التى ذكرها لوقا الإنجيلى ولم يذكرها متى الإنجيلى بعد عبارة «دع الموتى يدفنون موتاهم " وهى "واما انت فاذهب وناد بملكوت الله» أى أن السيد المسيح أعطاه أمرا "أما أنت أذهب" عملا تبشيرا وكرازيا
فكأنه قال له إن هنالك من يهتم بدفن أبيك، فقد دعوتك لتتبعني فلا تلتفت إلى دعوة أخرى. فأراد المسيح بذلك أنه حين يدعو إنساناً، يجب على هذا الإنسان أن لا يتعطل عن الطاعة، لأنها أعظم من كل واجباته نحو الناس كقيام الولد بدفن والده.
رأى بعضهم أن المسيح أراد بذلك أن يمتحن ذلك التلميذ ليرى إن كان مستعداً أن يترك كل شيء من أجله،
لكى نفهم هذه الآية ينبغى لنا أن نفرق بين أنواع من الناس تبعوا يسوع .. الأول العامة: الذين يسيرون ورائه ليسمعوا أقواله ويشاهدوا معجزاته الثانتى : المصابون بأمراض جسدية أو عليهم أرواح نجسة يبتغون الشفاء .. الثانى : التلاميذ وهم إناس كرسوا حياتهم للسير مع يسوع للتبشير والكرازة وهم الذين إختارهم يسوع وقال لكل واحد منهم "أتبعنى" لقد رفض يسوع الكاتب الذى أراد أن يتبعه (متى 8: 19) أما مجنون كورة اجدريين وهو من النوع الثانى الذى أراد أن يتبع يسوع ويخدمة لم يرفضه يسوع أصبحت عنده رغبة في أن يصحب الرب يسوع في تنقلاته. ولكن الرب أعطاه مسؤولية أخرى، "اذهب إلى بيتك وإلى أهلك وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك." (مرقس 19:4) وهو فعل ذلك ليس لأهله فقط بل "ابتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع، فتعجّب الجميع." (مرقس 20:5) وهذا التلميذ قال له يسوع "أتبعنى" وهؤلاء ينطبق عليهم شروط التلمذة وهم يعيشون فى العالم ولكن لا يمتلكهم العالم يتخذون من المسيح مثلا ومثالا يقلدون المسيح فهو فى سن الـ 12 ظل فى الهيكل ولم يرجع مع أبوية لأن مسرته وعمله كان فى الهيكل مع الشيوخ يتحاور معهم - فيما ي شروط التلمذة من موقع الأنبا تكلا الحياة المسيحية هي حياة تلمذة Discipleship.
شروط التلمذة:
في موضوع التلمذة، يجب أن نورد ملاحظتين:
1- إن التلمذة ليست على التعاليم فقط، بل على الحياة.
2- لذلك فللتلمذة شروط لا بُدّ من توافرها في الحياة العملية.
وهكذا يقول السيد الرب لتلاميذه: "إن ثبتم في كلامي، فبالحقيقة تكونون تلاميذي" (يوحنا 31:8). إذن فمجرد سماع الكلام من معم، لا يعني التلمذة له. إنما الثبات في تعليمه. ومعنى هذا تحويل الكلام إلى حياة، وإلى مبادئ راسخة تثبت فيمَن يتعلم. ويعطينا السيد المسيح علامة ومثالًا عمليًا بقوله لتلاميذه: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضًا لبعض" (يوحنا 35:13).
هنا يقدم شرطًا، بدونه لا يكونون تلاميذًا له، مهما تعلموا منه نظريًا عن الحب. وإن من يجد الناس فيهم هذه المحبة المتبادلة، لا يمكنهم أن يقولوا إن هؤلاء تلاميذ للمسيح..! إنها علامة لازمة. كما كان المسيح يحب الكل، هكذا ينبغي أن يكون تلاميذه. "كما سلك ذاك، يسلكون هم أيضًا" (رسالة يوحنا الأولى 6:2). يذكرني هذا بقول الرب لليهود المفتخرين بأنهم أولاد إبراهيم: "لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم" (يوحنا 39:8). إذن، التلمذة الحقيقة هي تلمذة على حياة، تظهر بأسلوب عملي في حياة الإنسان، ويعلن بها تلمذته على معلم تميز بهذا النوع من الحياة، وبهذا اللون من التعليم..ولهذا يقدم السيد المسيح عينات من الناس لا يمكن أن يكون تلاميذًا له، منها: يقول: "إن كان أحد يأتي إليَّ، ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا"، "ومَنْ لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا"، "فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله، لا قدر أن يكون لي تلميذا" (إنجيل لوقا 33،27،26:14).
وهكذا وضع السيد المسيح قاعدة للتلمذة عليه، وهي التجرد، ومحبة الله فوق محبة الأقرباء. ومن هذا المنطلق قال له تلميذه بطرس: "قد تركنا كل شيء وتبعناك" (متى27:19). فأجابه السيد بنفس تعليمه الروحي: "كل مَن ترك بيوتًا، أو أخوة أو أخوات، أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادًا أو حقولًا، من أجل اسمي، يأخذ مائة ضعف، ويرث الحياة الأبدية" (متى 29:19). إذن هو مبدأ في التلمذة على الرب، أن تترك كل شيء من أجله، أو على الأقل تكون مستعدًا قلبيًا لترك كل شيء. ولا تندم على ذلك. ولهذا أضاف الرب شرطًا آخر وهو: "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح إلى ملكوت الله" (لوقا 62:9). فالتلمذة على الرب تحتاج إلى ثبات في الطريق وعدم رجوع إلى الوراء. وتحتاج إلى أن يحتمل الإنسان من أجل الرب ومن أجل خدمته، ويتعب في سبيل ذلك. ولذلك قال الرب: "مَنْ لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا" (لوقا 27:14).
هناك شروط أخرى للتلمذة منها الالتزام والتنفيذ.
فالذي يريد أن يتتلمذ، عليه أن يلتزم بما يسمعه وينفذه، وهكذا يحول المعلومات إلى حياة. لأنه ما فائدة الكلام إن كنا نسمعه وننساه، أو نحتفظ به في أذهاننا فقط لمجرد المعرفة. ولذلك جميلة تلك العبارة التي كان يقولها مَنْ يزور الآباء: "قل لي كلمة، لكي أحيا بها". فالكلمة هي طعامه الروحي. يأخذها ويغذي بها روحه، فيحيا بها، وينتفع. ليس مجرد المنفعة الفكرية، إنما ينتفع بها في حياته العملية، فتصبح كلمة منفعة..
2) “ ٱلْمَوْتٰى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُم" .ومن فهم من قوله «دَعِ ٱلْمَوْتٰى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ» أن الفريقين موتى بالحقيقة ومن المستحيل للموتى أن يدفنوا موتى وهنا ينطبق التفسير الروحى والمسيحية تفرق بين نوعين من الموت
التفسير الأول : تفسر هذه الآية بالتفسير الحرفى أن والد التلميذ مات موتا جسديا الذى هو عبارة عن إنفصال الروح عن الجسد "الموتى: الميتة جسدياً" (أفسس 1: 20) .وفيما يلى الإحتمالات تفسير هذه الآية حرفيا
(أ) والد التلميذ مات حديثا ويريد أن يذهب ليتمم مراسم الدفن ومن غير المنطقى أن يأمر يسوع بعدم حضور الإبن مراسم دفن أبيه المسيح لم يأمر بعدم دفن الموتى دفن الموتى أو تعليم المسيحيين بعدم دفن موتاهم وخاصة أقرب أقربائهم مثل الأب والأم لأنهم تبعوا المسيح فى الوقت الذى إهتم يسوع بأمه حتى وهو على الصليب وإهتم بطرس بعائلته وحماته أثناء تلمذته وشارك يسوع فى الأفراح والأتراح فى فرح قانا الجليل وفى موت لعازر وذهب لإقامة إبن أرملة نايينن ، وهو عمل رحمة مدح في كتاب توبيت. يأمرنا الربأن نكرم والدينا. فإن إكرام الوالدين مهم جداً في نظر الله حتى أنه ضمنه في الوصايا العشر (خروج 20: 12)، وكرره في العهد الجديد: "أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ لأَنَّ هَذَا حَقٌّ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ، وَتَكُونُوا طِوَالَ الأَعْمَارِ عَلَى الأَرْضِ" (أفسس 6: 1-3). إن إكرام الوالدين هي الوصية الوحيدة في الكتاب المقدس التي لها وعد بطول الحياة كمكافأة. فالذين يكرمون والديهم مباركين (أرميا 35: 18-19). وبالمقابل فإن الذين الذين لهم "ذهن مرفوض" والأشرار في آخر الأيام يتسمون بعصيان الوالدين (رومية 1: 30؛ تيموثاوس الثانية 3: 2).
(ب) مراحل الدفن عند اليهود تتم مرتين الأولى: مراسم الدفن الأولى : عندما يموت المتوفى كانوا يدفنون موتاهم فى كهوف منقورة فى صخر الجبل القبور تُحفر في الصخر مداخلها ضيقة بالاجمال، وفي داخلها كوى غير نافذة، اي فجوات على شكل رفوف، أو مصاطب توضع عليها الجثة وتوضع فيها أو عليها جثامين افراد العائلة. ويجتمع ذوو المتوفي وأصدقاؤه، بحكم التقاليد اليهودية المتعارف عليها، في بيت العزاء التقاليد المتبعة بعد طقوس الدفن ومنها إقامة مأدبة خاصة تُدعى "مأدبة الشفاء" حيث يقدم أصدقاء الميت وجيرانه ومعارفه لأبناء عائلته بعض أصناف الطعام تعبيراً عن مشاركتهم حزنهم. ومن الأطباق المعتاد تناولها في هذه المناسبة بعض الأطعمة ذات الشكل الدائري مثل البيض والعدس والكعك التي توحي باكتمال دوران الحياة. خلال الأسبوع الأول التالي للموت حيث تُعرف هذه الفترة بـ"الشفعاه" (الأيام السبعة). ويُحظر القيام بأي عمل خلال الأيام الثلاثة الأولى المخصصة حصراً للبكاء والنواح. ويجتمع 10 رجال خلال كل يوم من الأيام السبعة المذكورة لأداء صلاة الجماعة على روح الفقيد. ويعود أبناء عائلة الميت وأصدقاؤه ومعارفه بعد مرور 30 يوماً على رحيله ليجتمعوا عند قبره. وصار من المعتاد إقامة مراسم تدشين شاهد القبر في هذه المناسبة. ويُسمح لأبناء العائلة خلال فترة الـ30 يوماً (عدا عن فترة الأيام السبعة الأولى كما تقدَّم) بممارسة العمل والخروج من المنزل
و ثانيا : مراسيم الدفن الثانية هى دفن العظام وبعد انحلال الجثث، حيث جرت العادة ايام يسوع ان تُجمع العظام اليابسة في صندوق حجري إفساحا في المجال لدفن جثث اضافية. ويطلق على هذه التقاليد عام الحداد الأول (مرور 12 شهراً على موعد الوفاة) وتظلّ المحظورات التى تشير إلى الحزن سارية وفق ما هو معتاد، طيلة الأشهر الـ12 التالية لموعد رحيل فقيدهم، ما يعني عدم مشاركتهم في الحفلات والاجتماعات الحاشدة وعدم السهر واللهو وعدم ارتداء الملابس الأخرى. ويتجنب البعض قص الشعر واللحية لفترة تزيد على 30 يوماً. وعند انقضاء فترة العام الأول للوفاة (أو لموعد الدفن في بعض الحالات النادرة) حسب التقويم العبري، يقوم أبناء العائلة بزيارة القبر حيث تجري هناك طقوس دينية قصيرة وتُلقى الكلمات التأبينية.
وهنا التلميذ يريد أن يحضر دفن عظام أبيه أى نقل العظام إلى صندوق حجرى صغير يوضع مع صناديق المتوفيين من العائلة ولكن يسوع أراد منه عملا فى الكرازة (لو 9: 59 - 60) وقال : «اتبعني» «دع الموتى يدفنون موتاهم واما انت فاذهب وناد بملكوت الله» فالفترة بين ادفن الجثة ودفن العظام عبارة عن سنة كاملة الصندوق الجانبى لعظام قيافا رئيس الكهنة الذى حكم على يسوع
التفسير الثانى : تفسر هذه الآية بالتفسير المجازى الرمزى موت الروح الروح هو نفخة من الرب والموت هو الإنفصال بالخطية عن الرب الموتى روحياً (أف 2: 1- 5) أي اترك موتى الروح يدفنون موتى الأجساد. وأراد بموتى النفوس أصحاب الميت وأصدقاءه غير المؤمنين. فإن للموت في الكتاب المقدس معنيان: حقيقي ومجازي (يوحنا ١١: ٢٥، ٢٦) غير المسيحيين موتى ينوعين من الخطية الموروثة التى ورثوها من خطية آدم وعصيانه (تك 3: 6) والخطية الغير موروثة التى يفعلها الإنسان فى حياته بالنسبة للمسيحية هما موتى روحيين بالرغم من أنهم ما زالوا "أحياء" جسدياً قبل الخلاص. تكرر رسالة (كو 2: 13) هذا الحق: "وَإِذْ كُنْتُمْ امْوَاتاً فِي الْخَطَايَا ... احْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحاً لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا". بما أننا أموات في الخطايا، فنحن لا نقدر تماماُ أن نثق في الله أو في كلمته. يقول الرب يسوع تكراراً أننا ضعفاء بدونه (يوحنا15: 5) (جـ) ربما إشتكى التلميذ من المشاكل التى يحدثونها الأقارب بسبب الدفن ولما كان أقارب التلميذ لا يؤمنون بالمسيح قفقال له يسوع دع الموتى يدفنون موتاهم أى بالطريقة التى يريدونها أو مكانن الدفن .. ألخ سواء أمات أبوه حديثا أو بعد سنة
وظن البعض أن أقرباءه يمنعونه إن ذهب إليهم عن الرجوع إلى المسيح، أو إن انفعالاته تمنعه عن ذلك الرجوع. ولا ريب في أن هنالك سبباً كافياً لمنع المسيح له من أنه كان في قلبه شيءٌ من عدم عقد النية على البقاء مع المسيح.
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي
ان المسيح بجوابه له قائلاًً ” دع الموتى يدفنون موتاهم ” لا يراد به الاستخفاف بآبائنا وعدم احترامنا لهم لكنه يعلمنا انه واجب علينا ان نحب الله اكثر من الآباء لانه اخرجنا من العدم الى الوجود ومنحناً نعما عزيزة فبعد ان نكرم الله يجب علينا ان نكرم الآباء الجسديين . وقال آخرون لان اباه ما كان مات بعد فلذلك لم يأذن له بالذهب . وقوله ” ائذن لي ان امضي ادفن ” معناه لامضي اخدمه ما دام حياًً وبعدما يموت فادفنه وآتي . فممكن ان قال هذا لمن هو معذب في المرض والشيخوخة . ثم ان الموت انواع شتى . اما طبيعي وهو افتراق النفس من الجسد . واما بالخطيئة وهو فقدان الانسان للنعمة الالهية . لان النفس بدون نعمة ميتة . والموت بالمسيح كقول بولس اني اموت كل يوم . ثم الموت لاجل مقتنيات العالم وهوتعلق القلب بمجد العالم وماله وجاهه . اما قوله ” دع الموتى يدفنون موتاهم ” فيشير بذلك الى الموتى بالخطيئة . فكأنه يقول دع الموتى بالخطيئة يدفنون الموتى بالطبيعة . ومن قائل ان ابا الكاتب كان غير مؤمن بالمسيح فلاجل ذلك لم يأذن لابنه بدفنه . وثلاثة هم الذين طلبوا من المسيح ان يمضوا ورآه تابعين اياه . الكاتب واثنان آخران ذكرا في متى . وعن الثالث يتكلم لوقا هكذا
( لو ص 9 : 62 ) فقال له يسوع ليس احد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يكون اهلاًً لملكوت الله .
ان الذي يضع يده على المحراث وينظر الى ورائه لا يستقيم خطه ولا ينجح عمله وكذا من يتلمذ للملكوت يجب ان يكون نظره موجهاًً اليه دائماًً دون ان يلتفت الى ورائه . بل كما ان الفلاح المداوم على العمل ثكثر غلاته . كذلك تابع المسيح فاذا كان متمسكاًً بالفضيلة أتى بثمار جيدة . والذي يقصد ان يعمل الاعمال الروحية ثم يرجع الى اعماله الجسدية فهذا لا يصلح للملكوت فيكون اشبه بالذين دعوا الى العرس واحتج كل منهم بحجة تخلصاًً من الذهاب اليه . وهذا القول ينطبق على هؤلاء الرهبان والمتوحدين الذين يكرسون انفسهم لعمل البر ثم يرجعون الى الجسديات اي انهم ينزعون الاسكيم والثياب الرهبانية فيرجعون الى العالم .