تفسير (متى28: 19) : فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
فى هاتين ألايتين (مت 28: 19- 20) انتهت بشارة متّى بأمر ووعد، كلاهما أساس المسيحية . وبعد أن تحقق نصر قيامة المسيح من الموت صار على التلاميذ واجبات خطيرة يجب أن يقوموا بها بكل أمانة بقيادة راعيهم القائم من بين الأموات : ألقى عليهم مسئولية التبشير والكرازة والتعليم بعد أن دربهم المسيح قبل صلبه وقيامته وأرسلهم أثنين أثنين ليبشروا فى قرى ومدن الجليل والسامرة ويهوذا وأن يتلمذوا الناس بالتعليم الصحيح قبل أن يعمدوهم بهذا الإيمان
1) " فَٱذْهَبُوا"(مرقس ١٦: ١٥ ) هذا اسم فاعل ماضي نلقص مبني للمجهول مستخدم كفعل أمر. هذا لا يجب أن يُفسر بالمعنى "طالما أنكم ذاهبون" لأن هذا سيترجم أمر مضارع وليس ماضي ناقص. "اذهبوا" ربما كانت الخيار الأكثر دقة. جميع المسيحيين يُطلب إليهم أن يكونوا شهودا ً من خلال أسلوب حياتهم (١ بط ٣ :١٥) 15 بل قدسوا الرب الاله في قلوبكم، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف " وربما (كول ٤ :٢ -٦ ) 2 واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر، 3 مصلين في ذلك لاجلنا نحن ايضا، ليفتح الرب لنا بابا للكلام، لنتكلم بسر المسيح، الذي من اجله انا موثق ايضا، 4 كي اظهره كما يجب ان اتكلم. 5 اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج، مفتدين الوقت. 6 ليكن كلامكم كل حين بنعمة، مصلحا بملح، لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد. " إنها أولوية. هذه هي المأمورية الكبرى- وليس الخيار الأكبر 15 وقال لهم: «اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. )
لقاء المسيح هنا خو إعادة ترتيب الكنيسة بعد قيامته بتعليم التلاميذ وإرشادهم عن المرحلة التالية وهى تأسيس كنيسة عالمية تحتوى كل الأمم وذلك بعد أن أخذ كل السلطان فى الأرض وفى السماء ، وأوجب عليهم أن يذهبوا غير ملتفتين إلى ضعفهم، متكلين على حضوره معهم وتقويته إياهم. ولم يقصر أمره بالذهاب على رسله ولا على من حضر وقتئذٍ من المؤمنين، بل وجَّهه إلى كل مسيحي منذ ذلك الوقت إلى نهاية الزمان، وهذا ظاهر من وعده في ع ٢٠ «هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». ومن الواضح أنه لا يصح قصر ذلك الوعد على من لا يعيش إلى انقضاء الدهر. ولكنه قصر الأمر المقترن بالوعد على الأحد عشر تلميذاً . وذلك ما فهمته الكنيسة من أمره واتخذته دستوراً لها وقد يقوم المبشر أو الكارز بتعميد المؤمنين فالتبشير أمر لكافة المؤمنين أما التعميد وسائر الممارسات الكنسية فيقوم بها خلفاء تلاميذ المسيح (أعمال ٨: ٤) فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة. (أعمال ٢: ٣٨، ٣٩ 38) فقال لهم بطرس :«توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس. 39 لان الموعد هو لكم ولاولادكم ولكل الذين على بعد، كل من يدعوه الرب الهنا» ( رومية ١٠: ١٨ 18) لكنني اقول: العلهم لم يسمعوا؟ بلى! «الى جميع الارض خرج صوتهم، والى اقاصي المسكونة اقوالهم» (كولوسي ١: ٢٣ ) ان ثبتم على الايمان، متاسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الانجيل، الذي سمعتموه، المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء، الذي صرت انا بولس خادما له.
2) " وَتَلْمِذُوا" هذا أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم. كلمة "تلاميذ" كانت تعني "متعلمين". الكتاب المقدس لا يؤكد على القرارات، بل أسلوب الحياة المتميز بالإيمان. المفتاح إلى الكرازة والتلمذة. ولكن التلمذة يجب أن تبدأ باعتراف إيمان تائب ومستمر على نفس النمط فى الحياة بالمسيح فى طاعٍة لوصاياه ومثابرة.
أي ارشدوا الناس إلى معرفة الإنجيل ليصيروا مسيحيين، لا بالإجبار بل بالتعليم، لتقتنع عقولهم وضمائرهم فيقبلوا المسيح وخلاصه. والتلمذة علاقة تعليمية سلمها المسيح إلى كنيسته فقد كان يطلق عليه لقب "معلم" كنيسته. طوائف اليهود جميعها أطلقت على المسيح لقب معلم مثل الكتبة والفريسيين (مت 12: 38) حينئذ قال قوم من الكتبة والفريسيين: «يا معلم نريد ان نرى منك اية». وطائفة الهيرودسيين (مت 22: 16) فارسلوا اليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين: «يا معلم نعلم انك صادق وتعلم طريق الله بالحق ولا تبالي باحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس" وطائفة الصدوقيين (مت 22: 24) «يا معلم قال موسى: ان مات احد وليس له اولاد يتزوج اخوه بامراته ويقم نسلا لاخيه. " وطائفة الناموسيين (لو 10: 25) واذا ناموسي قام يجربه قائلا: «يا معلم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟» وأيضا تلاميذة (مر 4: 38) وكان هو في المؤخر على وسادة نائما. فايقظوه وقالوا له: «يا معلم اما يهمك اننا نهلك؟» ونيقوديموس ويوسف الرامى من مجلس السنهدرين ( يو 3: 2) هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه».
وجامعى الضرائب (مت 17: 24) ولما جاءوا الى كفرناحوم تقدم الذين ياخذون الدرهمين الى بطرس وقالوا: «اما يوفي معلمكم الدرهمين؟» ورئيس المجمع ( مر 5: 35) وبينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين: «ابنتك ماتت. لماذا تتعب المعلم بعد؟» وهناك الكثير من الايات منها من المرضى الذين يطلبون الشفاء من يسوع والجموع كانوا يطلقون على المسيح لقب معلم .. وقد اشار العهد القديم إلى الرب أنه معلم ( اي 36: 22) هوذا الله يتعالى بقدرته.من مثله معلما." وعلى المسيح قال (نش 5: 10)حبيبي ابيض واحمر.معلم بين ربوة." والكنيسة لم تؤمر لتخضع الأمم بل لتعلمهم. وسيف الروح أي كلمته هو السلاح الوحيد الذي يجب أن يستعمل لامتداد ملكوته.
3) " جَمِيعَ ٱلأُمَم" ( إشعياء ٥٢: ١٠ ) 10 قد شمر الرب عن ذراع قدسه امام عيون كل الامم فترى كل اطراف الارض خلاص الهنا (لوقا ٢٤: ٤٧ ) وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم.
لا بد أن هذا كان تصريحاً أن اليهود لم يعودا الأمة المختارة بين الشعوب بل كل من يؤمن بيسوع هم شعب العهد الجديد وورثة العهد القديم وتحققت دعوة الأمم لدخول فى العهد مع النبوة التى وردت فى دانيال ( دا 7: 14) فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " التي تتكلم عن ملكوت أبدي عالمي كوني (رؤ ٥) هذا عكس للأوامر السابقة ليسوع (مت ١٠ :٥ -٦ ) هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائلا: «الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا. " حيث يبدأ التبشير والكرازة للشعب اليهودى ثم السامرى ثم إلى أقاصى الأرض لاحظوا عدد المرات التي تظهر فيها الكلمة الشمولية "جميع" في هذه الفقرة انظر الموضوع الخاص: مخطط الرب الأبدي الفدائي على (مت ٢٤ :١٤ ) ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم ياتي المنتهى. "
كان إرسال المبشرين بالإنجيل في أول الأمر إلى اليهود فقط ( ص ١٠) لأنها أصل الشجرة ولكن المسيح أطلقه هنا، فأمر بتبشير كل الناس يهوداً وأمماً. لأن الأمم طعمت على الشجرة اليهودية وهذا يناقض أراء اليهود، لأنهم اعتقدوا أن معرفة الدين الحق مقصورة عليهم، حتى أن تلاميذ المسيح توقفوا عن طاعة هذا الأمر لتعصبهم اليهودي (أعمال ١١: ٣ ) قائلين:«انك دخلت الى رجال ذوي غلفة واكلت معهم». 4( أع١٥: ٥) ولكن قام اناس من الذين كانوا قد امنوا من مذهب الفريسيين، وقالوا:«انه ينبغي ان يختنوا، ويوصوا بان يحفظوا ناموس موسى» (غلاطية ٢: ١٢) لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان ياكل مع الامم، ولكن لما اتوا كان يؤخر ويفرز نفسه، خائفا من الذين هم من الختان. فمضت عليهم سنون وهم يتأخرون عن التبشير للأمم مع إحتفاظ المم بهويتهم حتى ألزمهم الاضطهاد في أورشليم أن يذهبوا منها ويبشروا الأمم ولم يُقدِم بطرس على إجراء ذلك إلا برؤيا من السماء. ولم تُقدِم الكنيسة عليه إلا بشهادة بطرس لهم بتلك الرؤيا (أعمال ١٠).وتبين مما ذكر:أن المسيحية حياة وليست دينا نعيش بناموسه وقوانينه سيكون نمط وأسلوب كل أهل الأرض، لا أحد أديانها. أن هذا الدين موافق لاحتياجات جميع الناس (رومية ١: ١٦ اي لنتعزى بينكم بالايمان الذي فينا جميعا، ايمانكم وايماني. ) (رو ١٠: ١٢) لانه لا فرق بين اليهودي واليوناني، لان ربا واحدا للجميع، غنيا لجميع الذين يدعون به." لهذا يجب أن تكون الكنيسة بأسرها جماعة عظيمة لنشر الإنجيل إلى أن يؤمن الناس كلهم بالمسيح.
4) " وَعَمِّدُوهُم" هذا اسم فاعل مضارع مبني للمعلوم مستخدم كفعل أمر. هذا يتوازى مع "علموا" (الآية ٢٠) الهدفان من الكنيسة هما الكرازة الذى تتكون من معلمين وتلانيذ هكذا كان المسيح . إنهما وجهان لعملٍة واحدة. لا يمكن أن يكونا منفصلين ولا يجب أن يكونا منفصلين.
هذا هو الجزء الثاني من توكيل المسيح للمؤمنين، وهو أن يعمدوا الناس إذا قبلوا تعليمهم وآمنوا بالمسيح. والتعميد هو استعمال الماء في الروحيات إشارة إلى تطهير القلب وفعل الروح القدس وختم العهد الجديد للمؤمن بالمسيح ربا وإلها ومخلصا . وأعطى الله هذا العهد أولاً لإبراهيم ونسله وكان عهد دم بالختان والذبائح وجدده المسيح بعد قيامته. فهو في العهد الجديد بدل الختان في العهد القديم، ولذلك يسمح بالمعمودية لأطفال المؤمنين كما للبالغين وعندنا أمثلة ليديا بائعة الإرجوان وحارس السجن فقد تعمدا هما وأهل بيتهما كبارا وصغارا (أعمال ١٦: ١٥ و ٣٣).14 فكانت تسمع امراة اسمها ليدية، بياعة ارجوان من مدينة ثياتيرا، متعبدة لله، ففتح الرب قلبها لتصغي الى ما كان يقوله بولس. 15 فلما اعتمدت هي واهل بيتها طلبت قائلة: «ان كنتم قد حكمتم اني مؤمنة بالرب، فادخلوا بيتي وامكثوا». فالزمتنا... حافظ السجن " والفرق أن الأطفال يُعلمون بعد المعمودية والبالغين قبلها. ولا بد من اقتران التعميد بالتعليم عند الإمكان.
5) " ِبٱسْمِ ٱلآبِ وَٱلابْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُس"هذه الوصفة التي تذكر ثلاثة أقانيم قد تعكس أش ٤٢ :١ .لاحظوا "باسم" هي في المفرد. اسم الله هو مثلث (مت 3: 16- 17) ( يو 14: 26) ( أع 2: 32- 33 و 38- 39) ( رو 1: 4- 5) ( رو 1: 4و5) (رو 88: 1- 4) (1كور 12: 4- 6) (2كور 1: 11) (2كور 13: 14) (غل 4: 4- 6) (أف 1: 3- 14و 17) ( أف 2: 18) (أف 3: 14- 17) (أف 4: 4- 6) (1تس 1: 2- 5) (2تس 2: 13) ( تى 3: 4- 6) ( 1بط 1: 2) (يهوذا 20- 21)
اللغة العمادية الدقيقة في (أع ٢، :٣٨ ) " ،باسم يسوع"، لا يمكن أن تكون حصرية لهذا التوبة والإيمان بيسوع فى المعمودية هو الخلاص هو سلسلة أعمال تكون أولية ومستمرة: توبة، وإيمان، وطاعة، ومثابرة. إنها ليست وصفة ليتورجية أو إجراء أسراري. بل هى علاقة شخصية متنامية يومية حميمة مع الرب. كان هذا/ ولا يزال هدف الخلق.
تتضمن المعمودية باسم الثالوث الأقدس خمسة أمور:
1- أن الله جوهر واحد في ثلاثة أقانيم. 2- أن المعمودية بأمره وسلطانه. 3- تعهد المعتمد بخدمة الله ووقفه نفسه لتلك الخدمة. 4- الاعتراف بدين المسيح علانية. 5- الفوز بالفوائد المقترنة بالتعهد لله.
ٱلآبِ وَٱلابْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ الاعتماد باسم الآب إقرار بكونه خالقاً معتنياً متسلطاً دياناً محسناً تمجيده غاية الإنسان العظمى. والاعتماد باسم الابن إقرار بكونه إلهاً ونبياً وكاهناً وملكاً ووسيطاً بطاعته وموته. والاعتماد باسم الروح القدس إقرارٌ بأنه إله، وأنه يقدس وينير ويرشد ويعزي. ويقول بعض المفسرين أن الأمم محتاجين إلى أن يعتمدوا باسم الثلاثة الأقانيم الإلهية لأنهم لم يعترفوا بواحد منها في أديانهم الوثنية، ولكن اليهود الذين تنصروا في عهد المسيح لم يحتاجوا إلا أن يعتمدوا باسم المسيح، والروح القدس لأنهم بختانهم أقروا بالآب (أعمال ٢: ٣٨ فقال لهم بطرس :«توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس. " (أع ٩: ٤٨ و١٩: ٥ ) (رومية ٦: ٣ ) 3 ام تجهلون اننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، وغلاطية ٣: ٢٧) 27 لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح: "
وهذه الآية من البراهين التي تثبت عقيدة الثالوث، أي أن الله واحد في ثلاثة أقانيم متساوين في الجوهر والمجد والكرامة والقدرة. وتدل على وحدانيته، بدليل القول «باسم» لا «بأسماء».
وخلاصة ما قيل في المعمودية أربعة أمور:
أنها إشارة: وهي تقوم باستعمال الماء بالتغطيس فى الماء ثلاث مرات. مثال دفن المسيح ودفنا معه بالمعمودية (رو 6: 4) ،فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة؟" وليس بالرش أو بالسكب . والمشار إليه بذلك هو فعل الروح القدس في تطهير القلب.
الإقرار بالإيمان: فإن المعتمد يقر بإيمانه أن الله واحد مثلث الأقانيم وجحد الشيطان وكل اعماله الشريرة ، وبوظائف كل من هذه الأقانيم كما هي معلنة في الكتاب المقدس.
علامة عهد وختم له: وذلك بين الرب والإنسان. أما الرب فيتعهد بأنه يكون إلهاً للمعتمد المؤمن ولنسله. وأما الإنسان فيتعهد بالخضوع للرب إلى الأبد. رسم للدخول في كنيسة المسيح المنظورة.
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
( كل الامم ) اي لست ارسلكم الى شعب واحد بل الى الامم جميعها وليس بعد زمان كثير لكن بعدد عشرة ايام أصعد الى ابي فارسل لكم روح القدس وهنا يوصيهم باجراء المعمودية للذين يؤمنون عن يدهم . ان مخافة الله نوعان ايمان واعمال وربنا قد اوصى بالاثنين فهنا تكلم اولاً على الامانة لانه كان مزمع ان يصعد الى السماء فاراد ان يعلمهم انه اله واحد لكن الاقانيم ثلاثة الآب والابن والروح القدس والد ومولود ومنبثق الواحد علة والاثنان معلولان كالكلمة والعقل من النفس وكالشعاع والحرارة من الشمس فكما ان الكلمة والشعاع مولودان ولادة طيعية مستمرة من النفس والشمس هكذا المسيح مولود ولادة طبيعية الهية ز اما عن العقل والحرارة فيقال عنهما انبثاق بلا انقطاع وبلا زمان ثم ان المسيح لم يأمر ان يعمدوهم باسم الله او باسم الرب لان هذه اسماء مركبة ومأخوذة من تكوين الله للخليقة . فكون الله يدين وينظر ويسرع ويحرق سمي الله . اما اسم الرب فمن الربوبية لانه رب الكل . اذاً هذه الاسماء زمنية . فالاسماء الحقيقية هما اثنان واحد في العتيقة يه يه اشرهيه خر 3 : 14 معناه واجب الوجود والثاني في الجديدة الآب والابن والروح القدس . واسم الآب والابن اشرف من والد ومولود لانه يطلق على المتنفسين . وواو العطف المعطوف على كل واحد من الاقانيم برهان على انهم متساوون في الجوهر ومميزون في الاقنومية .