تفسير (متى 4: 12) ولما سمع يسوع ان يوحنا أُسْلِم ، انصرف الى الجليل .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
(مر1: 14) ( لو 3: 20و 4: 14 ، 31) (يو 4: 43)
بدأ يوحنا فى الكلام عن دعوة يسوع العلنية وذبك بعد أن ألقى يوجنا فى السجن , فبدأ بذكر ما حدث فى الجليل ، وترك الأعمال التى علها فى اليهودية مع أن ما حدث فى اليهودية أخذ فترة عدة أشهر من الوقت .. وقد ذكرها يوحنا فى بشارته ولم يذكر متى شهادة يوحنا المعمدان )ية 1: 29- 32* وعرس قانا الجليل (يو 2: 12) وحضور يسوع عيد الفصح فى اورشليم وطرده للباعة من الهيكل (يو 2: 13 و 17) وحديثة مع نبقوديموس (يو 3: 1- 12) ومع المرأة السامرية (يو 4: 4- 42) وشفاؤه إبن الرئيس (بو 4: 46- 54) وذهاب يسوع للناصرة وطرد شعب الناصرة له
ويعتقد أن هدف تبشير يسوع فى اليهودية كانت إظهار العلاقة التى تربط خدمته بخدمة يوحنا المعمدان وتوضيح أن النظام الموسوى والمسيحى هو نظام واحد وأن النظام المسيحى مكمل للنوسوى لأنهما نابعان من مصدر واحد وسلطة وغاية واحدة بدون تناقض أو تنافر .. ولما كان يوحنا هو آخر انبياء العهد القديم (الموسوى) وقد رافق يسوع المسيح يوحنا المعمدان مدة من الزمن وقبل شهادة منه وأخذ بعض تلاميذ يوحنا وضمهم إليه ليكونوا معه (يو 1: 37) ولما ألقى يوحنا فى السجن إنقطعت الصلة بينهم فى العمل بتقييد يوحنا المعمدان ذهب يسوع إلى الناصرة أولا حيث تربى فرفضة أهل وطنه ومن تربى فى وسطهم
1) “ ولما سمع يسوع ان يوحنا” إقتصر متى على ذكر سجن يوحنا أما سبب ألقبض عليه والتهمة فذكرها بعد ذلك فى (مت 14: 3- 5) ويظهر من هذه ألآية أن يسوع لم يكن قريبا من المكان الذى ألقى فيه يوحنا فى السجن مع أنه كان فى اليهودية
2) “ أُسْلِم ” أى أمر هيرودس أنتيباس بالقبض عليه وأمر بسجنه وسلمه للسجان (لو 3: 20) ولكن من المرجح أن تكون عناية الرب هى التى أسلمته إلى هيرودس كدلاله هذه الكلمة فى سفر الأعمال (أع 2: 23)
3) “ انصرف” لم ينصرف يسوع خوفا من هيرودس لأنه كان فى داخل منطقة حكمه ولم يهتم من الخطر المحيط به والذى زاد بخوف الناس من هيرودس بعد الإرهاب بسجن يوحنا بل لمقاومة الفريسين (يو 4: 1) ولكون إقليم الجليل بعيدة عن اليهودية حيث يقيم الفريسيين وينشطون هناك كانت ا،سب مكان لبداية خدمته التبشيرية
4) “ الى الجليل ” الجليل اسم عبري معناه "دائرة" أو "مقاطعة" كانت في الأصل في القطر الجبلي لنفتالي (2 ملو 15: 29 و1 أخبار 6: 76) وكانت قاديش إحدى مدنها (يشوع 20: 7 و21: 32) وكانت المدن العشرون غير المهمة الموهوبة من سليمان لحيرام واقعة في أرض الجليل (1 ملو 9: 11) وفي هذا القسم كان يقيم كثيرون من الكنعانيين (قضاة 1: 30-33 و4: 2) وأما عبارة جليل الأمم فتفيد أن هذا القسم كانت تقطنه غالبية من الأمم (مت 4: 15) وامتد اسم الجليل حتى شمل كل منطقة يزرعيل وقد أخذ كثيرون من أهل الجليل إلى اشور أثناء الحروب (2 ملو 15: 29). واليهود القلائل الذين استوطنوا الجليل بعد الرجوع نقوا إلى اليهودية بواسطة سمعان المكابي حوالي عام 164 ق.م. (2 مكا 5: 23) لكن الجليل بعد قليل صارت كلها يهودية فكونت جزءًا من مملكة هيرودس الكبير. وبعد موته صارت إلى هيرودس رئيس الربع وكانت في القسم الشمالي من بين الثلاثة الأقسام التي قسمت إليها فلسطين في زمن المسيح في عصر الدولة الرومانية.
وفي الحروب اليهودية عام 70 للميلاد كانت الجليل مقسمة إلى قسمين وهما: الجليل العليا والجليل السفلى:-العليا ويحدها من الشمال صور ومن الجنوب السامرة ومن الغرب فينيقية ومن الشرق الأردن، والسفلى تقع جنوب العليا وتمتد من بحيرة طبرية إلى قرب بطوليماس والتي اسمها الآن عكا على البحر الأبيض المتوسط. وكانت هذه المنطقة خصبة جدًّا وكثيرة السكان. ويذكر يوسيفوس في تاريخه أن سكانها بلغوا في أيامه ثلاثة ملايين نسمة وكان لها جيش قوامه مئة ألف مقاتل وبها 240 مدينة وقرية بين حدود القسمين وأصغر هذه القرى سكانها 15000 نسمة وأكبر المدن سيفوريس (صفورية) كان بها خليط من الأجناس أدى إلى نبرات خاصة في لغتهم كما هو واضح من مرقس 14: 70 ولوقا 22: 59 واعمال 2: 7، سكنها قديمًا أربعة أسباط وهم يساكر، زبولون، نفتالي، واشير.وكان الاعتقاد أن شعب الجليل لا يمكن أن يكون منه نبي (يوحنا 7: 41-52) غير أن معظم رسل المسيح كانوا من الجليل. وكان يسوع يعرف بأنه الجليلي (متى 26: 69) ففيها نشأ وتهذب وخدم في حدودها الشرقية عند بحر الجليل وداخل منطقتها في كورزين وبيت صيدا وكفرناحوم ونايين وقانا والناصرة. وقيل عن بطرس أنه جليلي ولغته تظهره (متى 26: 69 و73 ومرقس 14: 70). طول مقاطعة الجليل 19 ميلًا وعرضها 25 ميلًا، على العموم هي جبلية خصبة تنمو فيها الحبوب وتكثر فيها الجبال مثل الكرمل وجلبوع وتابور ويبلغ ارتفاع بعضها إلى 4000 قدمٍ
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي
ان الانجيليين الثلاثة ذكروا ان مضي المسيح الى الجليل كان بعد التجارب الا متى فقد روى ان الانتقال الاول الى الجليل كان بعد ان اسلم يوحنا الى السجن . ثم ان ثلاثة من الانجيليين رووا ان انطراح يوحنا في السجن كان بعد التجارب والصيام وما عمله قبل السجن تركوه ليوحنا الانجيلي ان يخبر عنه . مثل الاعجوبة التي جرت في عرس قانا الجليل اذ حوّل المسيح الماء الى خمر . اما متى فقد سرد اعمال المسيح بالترتيب فابتدأ بذكره عماده فتجربته وكرازته وما قد اوصى الرسل بعمله . ثم ان المسيح اراد بانتقاله الى الجليل بعد ان اسلم يوحنا للسجن ان يعلمنا الا نلقي بانفسنا في التجارب اختياراً ولكن لنهرب منها اذ لا لوم على من يفر من التجارب وهو لا يستطيع احتمالها . ثم انتقل ليهدىء حسد اليهود له .