تفسير (متى 18: 7) : ويل للعالم من العثرات ! فلا بد ان تقع العثرات ، ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تأتي العثرة !
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١كورنثوس ١١: ١٩ ) لانه لا بد ان يكون بينكم بدع ايضا، ليكون المزكون ظاهرين بينكم. و٢تسالونيكي ٢: ٣ - ١٢ ) لا يخدعنكم احد على طريقة ما، لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا، ويستعلن انسان الخطية، ابن الهلاك، 4 المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى الها او معبودا، حتى انه يجلس في هيكل الله كاله، مظهرا نفسه انه اله. 5 اما تذكرون اني وانا بعد عندكم، كنت اقول لكم هذا؟ 6 والان تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته. 7 لان سر الاثم الان يعمل فقط، الى ان يرفع من الوسط الذي يحجز الان، 8 وحينئذ سيستعلن الاثيم، الذي الرب يبيده بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه. 9الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة، وبايات وعجائب كاذبة، 10 وبكل خديعة الاثم، في الهالكين، لانهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. 11 ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب، 12 لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق، بل سروا بالاثم.
(و١تيموثاوس ٤: ١ - ٣ ) ولكن الروح يقول صريحا: انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان، تابعين ارواحا مضلة وتعاليم شياطين، 2 في رياء اقوال كاذبة، موسومة ضمائرهم، 3مانعين عن الزواج، وامرين ان يمتنع عن اطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق.
و٢تيموثاوس ٣: ١ الخ ولكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستاتي ازمنة صعبة، 2 لان الناس يكونون محبين لانفسهم، محبين للمال، متعظمين، مستكبرين، مجدفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، 3 بلا حنو، بلا رضى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير محبين للصلاح، 4 خائنين، مقتحمين، متصلفين، محبين للذات دون محبة لله، 5 لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها. فاعرض عن هؤلاء. 6 فانه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت، ويسبون نسيات محملات خطايا، منساقات بشهوات مختلفة. 7 يتعلمن في كل حين، ولا يستطعن ان يقبلن الى معرفة الحق ابدا. 8 وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى، كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق. اناس فاسدة اذهانهم، ومن جهة الايمان مرفوضون. 9 لكنهم لا يتقدمون اكثر، لان حمقهم سيكون واضحا للجميع، كما كان حمق ذينك ايضا.
و٢تيموثاوس ٤: ٣، ٤ ) لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم، 4 فيصرفون مسامعهم عن الحق، وينحرفون الى الخرافات
ويهوذا 1: 4) لانه دخل خلسة اناس قد كتبوا منذ القديم لهذه الدينونة، فجار، يحولون نعمة الهنا الى الدعارة، وينكرون السيد الوحيد: الله وربنا يسوع المسيح.
ومتّى ١٣: ٤١، ٤٢ ) فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم: 41 يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الاثم
(مت ٢٦: ٢٤ ) ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد».
و٢بطرس ٢: ٣، ٢١) ولكن، كان ايضا في الشعب انبياء كذبة، كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا. 2 وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يجدف على طريق الحق. 3وهم في الطمع يتجرون بكم باقوال مصنعة، الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى، وهلاكهم لا ينعس. 4 لانه ان كان الله لم يشفق على ملائكة قد اخطاوا، بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم، وسلمهم محروسين للقضاء، 5 ولم يشفق على العالم القديم، بل انما حفظ نوحا ثامنا كارزا للبر، اذ جلب طوفانا على عالم الفجار. 6 واذ رمد مدينتي سدوم وعمورة، حكم عليهما بالانقلاب، واضعا عبرة للعتيدين ان يفجروا، 7وانقذ لوطا البار، مغلوبا من سيرة الاردياء في الدعارة. 8 اذ كان البار، بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم، يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالافعال الاثيمة. 9 يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة، ويحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين، 10 ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة، ويستهينون بالسيادة. جسورون، معجبون بانفسهم، لا يرتعبون ان يفتروا على ذوي الامجاد، 11 حيث ملائكة وهم اعظم قوة وقدرة لا يقدمون عليهم لدى الرب حكم افتراء. 12 اما هؤلاء فكحيوانات غير ناطقة، طبيعية، مولودة للصيد والهلاك، يفترون على ما يجهلون، فسيهلكون في فسادهم 13 اخذين اجرة الاثم. الذين يحسبون تنعم يوم لذة. ادناس وعيوب، يتنعمون في غرورهم صانعين ولائم معكم. 14 لهم عيون مملوة فسقا، لا تكف عن الخطية، خادعون النفوس غير الثابتة. لهم قلب متدرب في الطمع. اولاد اللعنة. 15 قد تركوا الطريق المستقيم، فضلوا، تابعين طريق بلعام بن بصور الذي احب اجرة الاثم. 16 ولكنه حصل على توبيخ تعديه، اذ منع حماقة النبي حمار اعجم ناطقا بصوت انسان. 17 هؤلاء هم ابار بلا ماء، غيوم يسوقها النوء. الذين قد حفظ لهم قتام الظلام الى الابد. 18 لانهم اذ ينطقون بعظائم البطل، يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة، من هرب قليلا من الذين يسيرون في الضلال، 19 واعدين اياهم بالحرية، وهم انفسهم عبيد الفساد. لان ما انغلب منه احد، فهو له مستعبد ايضا! 20 لانه اذا كانوا، بعدما هربوا من نجاسات العالم، بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح، يرتبكون ايضا فيها، فينغلبون، فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل. 21 لانه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من انهم بعدما عرفوا، يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم. 22 قد اصابهم ما في المثل الصادق:«كلب قد عاد الى قيئه»، و«خنزيرة مغتسلة الى مراغة الحماة».
1) " وَيْلٌ " كلمة عذاب، وفي الأصل اليوناني كلمة أسفٍ وإنذار. وتعنى باللغة العربية كَلِمَةٌ تَأْتِي لِحُلُولِ الشَّرِّ وَالعَذَابِ -
ويل للعالم .. ويل لذلك الإنسان .. وضعت فى شكل ادبى تميز بها أنبياء العهد القديم بترنيمة جنائزية ترمز لدينونة الرب (مت 11 : 21- 24) «ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لانه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما في المسوح والرماد. 22 ولكن اقول لكم: ان صور وصيداء تكون لهما حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لكما. 23 وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية. لانه لو صنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت الى اليوم. 24 ولكن اقول لكم: ان ارض سدوم تكون لها حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لك».
(مت 18: 7) ( مت 23: 13 و 15 و 16 و 23 و 25 و 27 و 29) ( مت 24: 19) ( مت 26: 24) ( لو 17: 1- 2) ومن يعثر المؤمنين الحديثى الإيمان ينال عقابا أبديا
وتكرر هذا الفعل "ويل" فى إنجيل متى (مت 5: 29 و30) (مت 11: 6) ( مت 13: 21 و 57) ( مت 17: 27) ( مت 18: 6 و 8 و 9) (مت 24: 10) ( مت 26: 31 و 33)
2) " لِلْعَالَمِ" أي للسكان الذين يعيشون فى العالم فى أى زمان وأى مكان .
3) " من العثرات:"
هذا الإسم نفسه (skandalon ,لو ١٧ :١ ) استخدم في للإشارة إلى توبيخ وإنتهار بطرس للمسيح " فالتفت وقال لبطرس: «اذهب عني يا شيطان. انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس»(مت ١٦ :٢٣ ).
"العثرة" إنه يشير حرفيا إلى الفخ الذي يُنصب للحيوانات (السبعينية LXX من (عاموس ٣ :٥ ) هل يسقط عصفور في فخ الارض وليس له شرك.هل يرفع فخ عن الارض وهو لم يمسك شيئا
.(المؤمنون الجدد منيعون على الخداع والإنخداع من قِبل المعلمين الكذبة اليهود الذى كانوا يناقشون المسيح وفيما بعد الكذابين المسيحيين المعلمين الهراطقة ضد المسيح ( 1 تيم 4: 1- 5) (2 تيم 14- 16) (2 تيم 3: 1- 9) ( 2 بط 2) (مت 7: 15- 27)«احترزوا من الانبياء الكذبة الذين ياتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة! 16 من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا؟17 هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية 18لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة. 19كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. 20 فاذا من ثمارهم تعرفونهم. 21 «ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات. 22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ 23 فحينئذ اصرح لهم: اني لم اعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الاثم! 24 «فكل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. 25 فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لانه كان مؤسسا على الصخر. 26 وكل من يسمع اقوالي هذه ولا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل. 27 فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط وكان سقوطه عظيما!».
ويبين المسيح أن تلاميذة وشعبه المؤمنين به سيعانون من نوعين من العثرات
أولا : العثرات الخارجية .. وهى
أ. العهد القديم .. اليهود ( المعلمين والفريسيين والكتبة والصدوقيين والهيرودسيين .. ألخ والكهنة ورؤساء الكهنة )
ب. العهد الجديد فى المسيحية ( المعلمين الكذبة والأنبياء الكذبة والهراطقة )
ثانيا : العثرات الداخلية ..
اتخذ المسيح ذكر خطية إعثار أحدٍ من تلاميذه وسيلة إلى ذكر كثرة تجارب الإثم التي حدثت في الأرض وستحدث. وهي سبب ضيقات المؤمنين بالمسيح والإهانة له. لأن عدم إستصغار النفس وجعلها مثل الأولاد أوقدت نار الخصام بين الإخوة، والبدع في الكنيسة، والحروب بين الممالك، وأسالت دموع الحزن والشقاء في الدنيا، وكانت سبب هلاك النفوس في الأخرى. كانت أول المعاثر العظمى التي حدثت في بداية خلق البشر فى العالم وأعظمها سقوط آدم، فبعثرته سقط كل الجنس البشري في الخطية والشقاء منذ آدم إلى الآن. ومنها ما أتاه بلعام العراف الآرامي (عدد ٣١: ١٦ ورؤيا ٢: ١٤) وما فعله يربعام ملك إسرائيل. وذُكر في الكتاب نحو ثلاثين مرة أنه «جعل إسرائيل يخطئ» ومنها ما أجراه بعض القياصرة الرومان من اضطهاد الكنيسة في القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد. ومنها ما ارتكبه ديوان التفتيش في القرون المتوسطة، فإنه سفك دماء القديسين وأجراها على الأرض كالماء. ومن أصحاب المعاثر من أنشأوا الهرطقات في الكنيسة كأريوس وبيلاجيوس وسوسنيوس وغيرهم ممن كانوا داخل الكنيسة. ومن أصحاب المعاثر الكفرة، وهم خارج الكنيسة، فإنهم اجتهدوا أن يبطلوا إيمان، المؤمنين ومنهم فولتير وروسو وهيوم وأمثالهم. ومن أرباب العثرات الذين لحب الدراسة أوقدوا نيران الحروب في الأرض، فأتلفوا أموال الناس وحياتهم ونفوسهم. ومن المعاثر العظمى المسكرات فإنها أهلكت أكثر ممن أهلكتهم الحروب كلها، ومنها الكتب الضارة ومعاشرة الأشرار، ومنها سوء تربية الوالدين لأولادهم، وسوء سيرة المدعين أنهم مسيحيون، ومنها الخصومات بين الإخوة والنميمة فإنها تنزع سلام الكنيسة وفائدتها للغير.
4) " فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ ٱلْعَثَرَاتُ"
فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ قال ذلك تأكيداً لحدوثها وللوقوع فيها أحيانا ، لا ليبيِّن أن تلك العثرات تحدث إجباراً أو صدفةً، ولا أنه من الجائز حدوثها. وأن حدوثها ناتجٌ عن أن هذا العالم هو عالم التجربة والخطية، وأن الشيطان يجرب دائماً، وأن من جنوده الأشرار وهم كثيرون. وأفضل الناس ضعفاء وجهلاء مائلون إلى الإثم لشهوات الجسد الباقية فيهم. ولهذه الأسباب كلها كان لا بد من إتيان العثرات التي يستحيل الهرب منها تماماً، فيسمح الله بوقوعها لامتحان الصالحين (دانيال ١١: ٣٥ ) وبعض الفاهمين يعثرون امتحانا لهم للتطهير وللتبييض الى وقت النهاية.لانه بعد الى الميعاد " ( و١كورنثوس ١١: ١٩).لانه لا بد ان يكون بينكم بدع ايضا، ليكون المزكون ظاهرين بينكم. "
5) " َلٰكِنْ وَيْلٌ لِذٰلِكَ ٱلإِنْسَانِ ٱلَّذِي بِهِ تَأْتِي ٱلْعَثْرَةُ"
وَيْلٌ لِذٰلِكَ ٱلإِنْسَانِ الخ هذا يبين أن ذلك الإنسان الذى يضغ العثرات أمام المؤمنين ، فهو يضع الإثمٌ لهم إما بتجميلة كالهراطقة أو من هم غير المؤمنين الذين يضطهدون المسيحيين حتى يفعلوا الإثم أو ينكروا الإيمان . هم ناس مسهم الفكر الشيطانى ولذلك يحاسب الله كل مجرِّب، وليس لمجرِّب عذرٌ في القضاء الإلهى لأن الرب لا ينزع اختيار الإنسان أو حريته، وهو لا يُجبر أحداً على أن يخطئ أو أن يضع عثرة أمام غيره. فإن لم يتب عوقب كما يستحق. ولا يفارق العقاب الأثيم كما لا يفارقه ظله وهو يسير في ضوء الشمس!
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يريد بالعالم الناس الاشرار والخطأة الذين يجلبون الشكوك كما قال القديس ساويرس . ويريد بالشكوك القتال الخصومة الضربات القتل الزنى السرقة وغير ذلك . وقد جرت عادة الكتاب ان يسمي الناس الاشرار عالماً كقوله ” لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته ( يو 15: 19 ) لان العالم كله قد وضع في الشرير ( ايو 5: 20 ) وكقوله لينقذنا من العالم الحاضر الشرير ( غلا 1: 4 ) وقد تنبأ له المجد بوقوع الشكوك وأعطاهم الويل ليحذرهم من غائلتها ويجعلهم مستيقظين ونبه التلاميذ أيضاً لانه يرسلهم الى القتال داخلاً وخارجاً . ثم ان الانسان متروك لحريته وارادته الذاتية فاذا وقعت منه المعاثر والشكوك وقع تحت طائلة اللوم والمسؤولية . وبقوله ” لابد ان تقع الشكوك ” لم يسلب منهم حريتهم لكنه لما كان قد سبق فرأى بواسع علمه استحكام ذلك الداء الوبيل ليس له شفاء في قلوب أهل العالم تنبأ بوقوع الشكوك . فمثلهم معهم مثل الطبيب الذي يهتم بالمريض ويصف له العلاج الناجع فاذا عمل بأمره شفي والا رزح تحت أثقال مرضه وحينئذٍ يحق للطبيب ان يقول الويل لفلان من مرضه . ورب معترضٍ يقول اذا كان لا بدّ من وقوع الشكوك فكيف يمكن الخلاص منها ؟ فنجيب ان الشكوك لا بدّ ان تقع ولكن الهلاك غير محتم وباب الخلاص غير موصد فاذا قال الطبيب ان فلاناً لا بدّ من معاناته تباريح المرض لم يستلزم ذلك موته ضرورة لان سبيل الخلاص لا يزال مرجواً فمن لم يهتد اليه حق عليه الموت والهلاك فالناس بحسب حريتهم فريقان مهتد وضال والشكوك لا بدّ من وقوعها فمن اعترته اسقامها وغفل وتهاون حل به الهلاك ومن استمسك بعرى النجاة وسهر على مقاومة التجارب بقوة الروح نجا من الداء ونال الشفاء . ويقول البعض ان قوله لا بدّ ان تقع الشكوك يطلق عن آلام سيدنا وموته لان هذه الحوادث كان وقوعها محتماً ويستدلون على ذلك من قوله عن حبة الحنطة ان لم تمت لم تأت بثمر . ومن قول بولس الرسول ” لكي بموته يبطل الذي بيده عز الموت وهو ابليس ( عب 2 : 14 22 ) وكما ان موته كان عن ضرورة وابطاله الموت كان أيضاً عن ضرورة فتجديد جنسنا أيضاً عن ضرورة . ولكن لا يلزم عن ذلك ان فاعلي الاثم يفعلونه عن ضرورة لان لهم حرية الاختيار ولذلك أعطى الويل لذلك الذي على يده تقع الشكوك أما زعم البعض ان خيانة يهوذا كانت عن ضرورة فباطل لأنه لو صح هذا الوهم لما كان قد شق بطنه وخنق نفسه . وقوله ” عن يديه تقع الشكوك ” يعني منه لان قد جرت عادة الكتاب ان يقول بيديه او بواسطته عوضاً عن منه كقوله ” صادق الذي هو بيده دعيتم ” يعني منه . والويل المذكور هنا هو موجه للمضلين الذين يلقون العثرات في طريق السذج فيضلون السبيل ويتزعزع إيمانهم .