تفسير (متى 22: 14 ) : لان كثيرين يدعون وقليلون ينتخبون “ .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
فى هذا المثل واحد فقط هو الذى لم يكن مستحقا ولم يلبس ملابس العرس إلا أننا نفاجأ بتصريح مبالغ فيه وهو :
1) " «لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُون»." وعندما نربط هذه الاية بالآية التى وردت فى ( متّى ٢٠: ١٦) هكذا يكون الاخرون اولين والاولون اخرين لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون».
يتضح أن كثيرون يُدعون ببشرى الإنجيل فرأينا فى المثل موجات من العبيد والمبشريين يدعون الناس على مر الهصور ةفى كل الأجيال ولكن من مليارات البشر قليلون هم من يخلصون لأنهم يستحقون ، وكان رد فعل الناس حول دعوة المسيح الإلهية لا تخرج عن أربع فرق :
(1) بعضهم يستخفون بها لما لها من ضعف لأن مركزها المسيح صلب وقبر وأهين ويفضلون قوة العالم عليها.
(2) بعضهم يبغضون الحق الذى هو المسيح ويقاومونه لأنهم أـباع الشيطان رئيس هذا العالم .
(3) وثالثون يعترفون بالحق ظاهراً ولا يقبلونه في قلوبهم.
(4) قليلون يقبلون الدعوة لخلاص نفوسهم ويثبتون فى المسيح ويراهم الناس فيضطهدونهم ب
ومن جماعة البالغين العبرانيين الذين خرجوا من مصر، نجد أمثال القليليين المختاريين الذين يلبسون ملابس العرس والاثنين اللذين دخلا أرض كنعان (١كورنثوس ١٠: ١ - ١٠ ) (يهوذا ٥). وجيش جدعون فإنه دُعي إلى الحرب وكان ٣٢ ألفاً، فانتخب منه ٣٠٠ فقط ليكونوا أنصاراً لجدعون وشركاء نصره (قضاة ٧)
ودُعي كل اليهود وانتُخب قليلون منهم للحياة لأن أكثرهم فضَّل خطاياه على المخلّص. ودُعي الأمم للخلاص أيضاً (إشعياء ٤٥: ٢٢) فبشروا بالإنجيل أمة بعد أخرى، وإلى الآن لم يقبله إلا القليلون منهم فاثبتوا أنهم انتُخبوا. وهذه الآية خلاصة المثل كله لا خلاصة الجزء الأخير منه. فليس القصد بها أن أكثر أعضاء الكنيسة غير منتخبين وأنهم مراؤون. فالقصد بالمدعوين هنا كل الناس الذين رفض أكثرهم نعمة الله (متّى ٧: ١٣، ١٤).
هذه الآية يصعب تفسيرها على المفسرين. يقول كثيرون منهم أنها تتعلق بـ (مت ٢٢ :٢ -١٠) ولكن ليس (مت ١١ -١٣ ) التي تمتد للجميع (يو ١ :١٢) ( يو ٣ :١٦) ( ١ تيم ٢ :٤(1تيم ٤ :١٠) ( تي ٢ :١١) (٢ بط ٣ :٩ ) ويحتاج الجنس البشري الساقط أن يتجاوب بشكل مع إرادة الرب فى ان الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ، وهذا التجاوب يكمن فى أن البشر يشعرون بخطأهم ويتويوا عنه والإيمان (مر ١ :١٥) ( أع ٣ :١٦ ,١٩) ( أع ٢٠ :٢١ ) وأعطانا قوة هو الروح القدس (يو ٦ :٤٤ ,٦٥ )
هذه الآية قد تكون لها علاقة بإعلان الله لأبناء ابراهيم (أع ٣ :٢٦) ( رو ١ :١٦؛) ( رو ٢ :٩ ) وعندما رفض اليهود العرض المسيح لدخول ملكوته الذى شبهه فى هذا المثل بالعرس والوليمة رفضهم المسيح ورفض ذلك الإنسان الذى دخل بملابس الشريعة القديمة وذمر عبيده بجمع الأمم من مفارق الطرق ، ولذلك أعطي الإنجيل إلى الأمميين الذين اعتنقوه بشوق (رومية ٩ -١١ .) هذا المثل كله يعبر عن حقيقة أن الناتج المتوقع في المسائل الروحية كان يجب أن يعكس (مت ١٩ :٣٠) (مت ٢٠ :١٦ ) .
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اي ان الذين دعوا للملكوت كثيرون . والذين اختيروا له قليلون وهم الذين بثياب مفتخرة أي باعمال صالحة مع إيمان مستقيم يدخلون الملكوت