Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل متى الإصحاح العاشر (متى 10: 1- 23) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير متى الإصحاح العاشر - (متى 10: 1- 23)

تفسير / شرح  إنجيل متى - تقسيم فقرات  الإصحاح  العاشر (متى 10: 1- 23)
1. دعوة الاثني عشر تلميذًا (مت 10: 1-4)
2. حدود الكرازة (مت 10: 5-6)
3. موضوع الكرازة (مت 10: 7)
4. إمكانيّات الكرازة (مت 10: 8-10)
5. سلوكهم أثناء الكرازة (مت 10:  11-15)
6. رفض العالم لهم (مت 10: 16-23)
لماذا يرسلنا الله هكذا كغنم وسط ذئاب؟
ما هي حكمة الحيّات؟
ما هي بساطة الحمامة؟

ذكر متّى أنباء خدمة المسيح إجمالاً في ص ٤: ٢٣ حيث يقول «وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب» وبيّن أسلوب تعليمه في ٥، ٦، ٧ وأورد بض الأمثلة من معجزاته في ص ٨، ٩ وأخذ هنا يبين نظام الرسل الاثني عشر وأوامر المسيح لهم.

تفاسير انجيل متى الإصحاح العاشر

الاثنا عشر رسولا (متى 10: 1- 4)

الاثنا عشر رسولا

تفسير (متى 10: 1)  ثم دعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم  سلطاناً على ارواح نجسة حتى يخرجوها ، ويشفوا كل مرض وكل ضعف .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " دَعَا تَلاَمِيذَهُ "  بدأت الكنيسة الأولى بالتبشير أولا ثم ثانيا التلمذة أى التعليم وفقدت الكنيسة القبطية كلاهما حتى جاء حبيب جرجس وأنشأ مدارس الأحد إلا أنها وصل تعليمها حتى سن الشباب والزواج وإختفت التلمذة تماما بعد ذلك .. تبشير المسيح وتعاليمه ومعجزاته كانت إنجيلا معاشا  ثم دعا تلاميذه ليدربهم على التبشير ويعطيهم سلطانا على فعل المعجزات وإخراج الأرواح الشريرة ويكونوا صورة منه وسفراء يحملون طابعة مبعوثين لدى العالم على مثال شبهه  .. وكلمة "تلاميذه" أى المقربين إليه  تعنى "الأثنى عشر" فقط  ..  لأن المسيح كان له تلاميذ غيرهم ..  أن كلمة تلاميذ ذكرت فى الإنجيل ما يقرب من 300 مرة ، واشتهر عصر يسوع بالتلمذة يوحنا المعمدان كان له تلاميذ ، والفريسيين كان لهم تلاميذ ، ويربط  الفريسيين أنفسهم إلى  بموسى وأنهم تلاميذ موسى (يو  9: 28)  " واما نحن فاننا تلاميذ موسى. "  وذكر الإنجيل تلاميذ آخرون غير الأثنى عشر مثل يوسف الذى من الرامة (مت 27: 57) ولما كان المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف - وكان هو ايضا تلميذا ليسوع." وهو الذى دفن جسد يسوع فى قبر كان يملكه ويصفه الإنجيليين لوقا ومرقس أنه "ينتظر ملكوت السموات " ( مر 15: 43) ( لو 23 : 50 - 52) ومن جهة أخرى يتحدثان عنه البشيريين متى ويوحنا عنه صراة كتلميذ ليسوع (مت 27: 57) ( يو 19: 38) وفى الإنجيل بحسب لوقا نقرأ (لو 6: 17) ونزل معهم ووقف في موضع سهل هو وجمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية واورشليم وساحل صور وصيداء الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من امراضهم " (لو 19: 27)  ولما قرب عند منحدر جبل الزيتون ابتدا كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لاجل جميع القوات التي نظروا " ومن الواضح أن الأثنى عشر لم يكن "جمهورا كثيرا" ولا حتى إذا أضفنا الـ 70 رسول فيمكن وصفهم الأثنى عشر والـ 70 بالجمهور ولكن ليس "بالجمهور الكثير" لهذا يمكن القول بما لا يدع مجالا للشك أن يسوع كان له جمهورا كبيرا من التلاميذ غير الأثنى عشر والـ 70 رسولا وعبارة كثيرون وردت أيضا فى (يو 6: 66) من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه الى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه. "

ونقرأ أيضا فى سفر الأعمال (أع 6: 1- 2 وفى العدد 7) وفي تلك الايام اذ تكاثر التلاميذ، حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين ان اراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية. 2 فدعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ وقالوا:«لا يرضي ان نترك نحن كلمة الله ونخدم موائد. 7 وكانت كلمة الله تنمو، وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في اورشليم، وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الايمان.

شروط يسوع للتلمذة : (لو 14: 26) «ان كان احد ياتي الي ولا يبغض اباه وامه وامراته واولاده واخوته واخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا.(لو 14: 27) ومن لا يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا.( لو 14: 33) فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع امواله لا يقدر ان يكون لي تلميذا.( يو 1: 37 ) فسمعه التلميذان يتكلم، فتبعا يسوع."

وكان نساء يتبعن يسوع والتلاميذ يخدمونهم ولكن لم يطلق الإنجيل عليهن تلميذات ولكن نقرأ عن إمرأة دعيت تلميذة إسمها طابيثا  (اع 9: 36) وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا، الذي ترجمته غزالة. هذه كانت ممتلئة اعمالا صالحة واحسانات كانت تعملها" ونقرأ عن أنواع تلاميذ أيضا : (اع 9: 10) وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا، فقال له الرب في رؤيا:«يا حنانيا!». فقال:«هانذا يارب».(اع 9: 26) ولما جاء شاول الى اورشليم حاول ان يلتصق بالتلاميذ، وكان الجميع يخافونه غير مصدقين انه تلميذ..(اع 16: 1) ثم وصل الى دربة ولسترة، واذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس، ابن امراة يهودية مؤمنة ولكن اباه يوناني،" (اع 21: 16) وجاء ايضا معنا من قيصرية اناس من التلاميذ ذاهبين بنا الى مناسون، وهو رجل قبرسي، تلميذ قديم، لننزل عنده."

تذكر الأناجيل، مجموعة أكبر كانت تتبعه، دون أن تحسب على التلاميذ، وكان من ضمن هذه المجموعة الأوسع نساء (لوقا 8: 2-3)، كما عيّن اثنين وسبعين آخرين وأرسلهم اثنين اثنين ليسبقوه إلى كل مدينة أو مكان كان على وشك الذهاب إليه؛ وقد منح المسيح التلاميذ سلطانًا لكي يشفوا الأمراض، ويطردوا الأرواح النجسة؛ ورغم مجاورتهم له، إلا أنه كان يرسلهم أيضًا مبشرين، وزودهم بمجموعة من النصائح (متى 10: 5-42)، فباتوا في أعقاب ذلك يدعون رسل المسيح،وطالبهم بعد قيامته، بنقل تعاليمه لجميع الناس.
2) "ٱلاثْنَيْ عَشَرَ "
. أسس يسوع المسيحية بالتبشير بعهدا جديدا وأعماله وتعالية سميت إنجيلا ومعنى كلمة إنجيل البشارة المفرحة ، الاثني عشر هم التلاميذ الذين إختارهم ليكونوا حلقة مقة مقربة منه  يصاحبوه فى كل مكان ويتعلموا منه وضمن هذه الحلقة هناك حلقة أصغر مكونة من بطرس ويوحنا بن زبدي وأخاه يعقوب. وقد بشروا فى   منطقة الجليل بكثافة ، ودُعي بطرس وأندراوس بينما كان يلقيان الشبكة لصيد السمك في بحيرة طبرية، وكذلك يوحنا ويعقوب (متى 4: 18-22).اثني عشر من تلاميذه ليساعدوه في التبشير وكان قد اختارهم قبلاً (متّى 4: 18)  و (مرقس 3: 14) ليرشدهم ويعلمهم استعداداً لذلك. لكنهم لم يستعدوا كما ينبغي ليكونوا رسلاً مبشرين  إلا بعد يوم الخمسين (لوقا 24: 9)  و (أعمال 1: 41)

إن سبب اختيار اثني عشر تلميذاً فقـط هو أنه الأمة اليهودية نشأت من أولاد يعقوب / إسرائيل الأثنى عشر ومن نسلهم تكونت قبائل / أسباط إسرائيل  ألسباط كونوا أمة واحدة في العهد القديم، كانت تلك الأمة مكوّنة من اثني عشر سبطاً. فلما دعا المسيح اثني عشر رسولاً من هذه الأمة، أوصاهم أن يذهبوا إلى الأمم كلها، أي إلى أمة بني إسرائيل الضالة لهدايتها، وبعد خيانة يهوذا، لم يبْقَ عدد التلاميذ أحد عشر تلميذاً، لأن التلاميذ اجتمعوا واختاروا رسولاً آخر بدل يهوذا هو "متياس". وبذلك أصبح عدد الرسل ثانية اثني عشر. لكن لم يقتصـر عددهم على اثني عشر تلميـذاً، وتزايد عددالتلاميذ وصل عددهم فيما بعد سبعين رسولاً، ثم سبعمئة ثم غيرهم. وبدل من أن يكونوا أمة واحدة تباركت بالمسيح جميع ا/م وقبائل ارض وحمل هؤلاء رسالة المسيح إلى العالم أجمع وهككذا صارت الأمم فى المسيح عهدا جديدا ، وجالوا مبشّرين بالكلمة من أقصى الأرض إلى أقصاها كما أوصاهم الرب يسوع عند صعوده "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (متى 28:19-20).
3) " سُلْطَاناً " معنى كلمة "سلطان فى اللغة العربية : هيبة ، قوّة ونفوذ وسيطرة "بسط سُلطانه- سلطان مُطلق- " أوكل إليهم سلطان محدود ومشروط بالهدف الذي أعطاهم هذا السلطان لأجله. فليس لهم أن يتصرفوا به كما شاءوا.
4) " أَرْوَاحٍ نَجِسَة" حدد يسوع القوة المعطاه لهم يالسلطان على الأروح النجسة فقط وليس على كل الأرواح، والأرواح النجسة هم  الملائكة الساقطين. وسُموا «أرواحاً نجسة» لتأثيرهم النجس والشرير على الناس
5) " حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا الخ "  قيد القوة التى أعطيت لهم من أجل خدمتهم هنا بأن ينادوا بأن المسيح قد أتى، ويشرحوا الأمور المختصة بملكوت السموات  ، ويثبتوا تعاليمهم بمعجزات المسيح. ولكن تلك الخدمة وبعد الوعد بحلول الروح القدس اتسعت بعد يوم الخمسين وأسسوا كنيسة المسيح، وأوضحوا التعاليم المسيحية ونشروها. وتطورت أحوال الرسل مع دعوة المسيح . وجاء في لوقا 6: 12- 19)  أنه اختارهم قبل وعظه على الجبل، وأنه قضى الليلة السابقة لاختيارهم في الصلاة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

    فلم يرد ان يأتوا هم اليه ليبين اتضاعه فارسل تلاميذه ليعدهم للقتال كالطير لفراخه ولاجل شرفهم . وكان يرسل السبعين تلميذاعلى الدوام اما الرسل فارسلهم مرة واحدة للاستعداد وانه رأى الجموع منطرحين وليس فيهم احد يطلب خلاص نفسه الهالكة بالخطيئة فدعاهم ولم يأتوا لاجل ذلك ارسل تلاميذه . ورب قائل كيف كانوا يخرجون الارواح والروح لم يكن قد اعطي ولا المسيح كان قد مجد بعد ؟ فنجيب انهم كانوا يخرجونهم بسلطانه . ثم ان الارواح النجسة يعني الشياطين هم سبب الخطايا والخطايا هي علة الاوجاع والامراض في النفس والجسد . ولاجل ذلك امرهم اولا ان يخرجوا الارواح النجسة لانه متى ما زالت اسباب الخطايا والامراض زالت الخطايا كذلك .

تفسير (متى 10: 2) واما اسماء الاثني عشر رسولاً فهي هذه : الاول سمعان الذي يقال له بطرس ، واندراوس اخوه . يعقوب بن زبدي ، ويوحنا أخوه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

( يوحنا 1 : 42) وكان فيلبس من بيت صيدا، من مدينة اندراوس وبطرس.  و( أعمال 1: 13) ولما دخلوا صعدوا الى العلية التي كانوا يقيمون فيها: بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا اخو يعقوب

لأسماء الرسل أربع قوائم مستقلة، (1) ما ذكره متّى هنا. و  (2) القائمة التى ذكرها مرقس (مرقس 3: 16- 19) و(3 و 4) القائمة التى ذكرهما لوقا  فى (لوقا 6: 14 - 16 )  و( أعمال1: 13) والقوائم فيها اختلاف في بعض الأسماء وفي ترتيبها. لكن من الملاحظ أنها ذُكرت فيها كلها اسم بطرس أولاً، واسم فيلبس خامساً، واسم يعقوب تاسعاً، واسم يهوذا الإسخريوطي أخيراً في ثلاثة منها وتُرك في الرابعة فى سفر الأعمال لأنه خان وأنفصل .
1) " سِمْعَانُ " هو ابن يونا وهو صياد سمك، وُلد في بيت صيدا على شاطئ بحر الجليل، ولما تزوج سكن في كفرناحوم، وكان أولاً من تلاميذ يوحنا المعمدان (يوحنا 1: 40 و 41).

2) " يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ " سّماه المسيح يإسم "كيفا" وهي كلمة أرامية معناها صخرة، واسمه في السريانية صفا أي «صخر» إشارة إلى قوته وجسارته. (1كورنثوس1: 13) (1كو 3: 22)  و (غلاطية 2: 9).  لقَّبه المسيح بطرس في أول معرفته إياه (يوحنا 1: 43 )  والصخرة باليونانية بيتروس ومنها بطرس (يو 1: 42 ومت 16: 18)  غلب إسمه الجديد بطرس لكن القديم بقي، فدُعي بطرس سمعان مراراً (متّى 16: 16) (مت 17: 25)  و ( لوقا 24: 34) و (أعمال 15: 14)  وكانت مهنة بطرس صيد السمك (يو 1: 42 ومت 16: 18) التي كان بواسطتها يحصل على ما يكفي عائلته المقيمة في كفر ناحوم كما يستدل ذلك من شفاء يسوع لحماته من الحمّى. (مت 8: 14 و15 ومر 1: 29-31 ولو 4: 38-40).

وورود اسمه أولاً فى جميع القوائم التى ذكرها الإنجيليين (مت 10: 2 ومر 3: 16 ولو 6: 14 واع 1: 13). لا يدل ذلك على أنه أُعطي الرئاسة على الرسل، ولا أنه أحسن من الآخرين في العقل والذكاء والقدرة أو المكانة .. ألخ ولكن غيرته وشجاعته وحرارته جعلت له التقدم على الآخرين في القول والفعل (راجع متّى 16: 16)  و( مت 17: 27)  و (مرقس 8 : 29)  و  (لوقا 12: 41) و (أعمال 15: 7).وكذلك عند ذكر أسماء التلاميذ الثلاثة المقربين جدًا إلى يسوع كان اسمه يذكر أولًا فمثلًا في التجلي، وعند إقامة ابنه بايرس، وفي بستان جثسيماني وهلم جرا (مت 17: 1 ومر 5: 37 و9: 2 و13: 3 و14: 33 ولو 8: 51 و9: 28)
2) " أَنْدَرَاوُسُ " أَخُو بطرس وهو صياد أيضاً، ولد فى بيت صيدا على شاطئ  بحيرة طبرية ويظهر أن طبعه كان غير طبع أخيه بطرس، لأنه كان يميل إلى الهدوء.إلتقى به يسوع أولًا في بيت عنيا عبر الأردن حيث كان يوحنا يعمّد،
كان أحد تلاميذ يوحنا المعمدان قبلاً (يوحنا 1: 37 - 40) ودعاه المسيح فتبعه وترك يوحنا حين أُشير إلى أنه حمل الله.  .
3) "يَعْقُوبُ... وَيُوحَنَّا " هما ابنا زبدي وسالومي (ومعنى كلمة «زبدي» العبرانية عطية يهوه)  ويعقوب أول من مات من الرسل ويوحنا آخر من مات منهم. ويعقوب أول شهيد بينهم قتله هيرودس (أعمال ١٢: ٢). وسُمي هذان الأخوان بابني الرعد (مرقس3: 17) إشارة إلى قوتهما في الوعظ والإنذار. ولُقب يوحنا بالتلميذ «الذي كان يسوع يحبه». وكتب بشارةً وثلاث رسائل وسفر الرؤيا .

4) " يَعْقُوبُ."  "أخو الرب" (مت 27: 56 ومر 6: 3). كان رئيس الكنيسة في أورشليم في العصر الرسولي (أع 12: 17 و15: 13 و21: 18 وغل 2: 9 و12). ذكر مرتين في الإنجيل (مت 12: 55 ومر 6: 3). وكان يلقب بـ"البار" بسبب شِدّة غيرتهُ على الشريعة. وكان موقفه من المسيح في حياته على الأرض كموقف أخوته، فلم يؤمن به (مت 12: 46-50 ومر 3: 31-35 ولو 8: 19-21 ويو 7: 3-5). وقد تضاربت الأقوال في حقيقة نسبة هؤلاء الأخوة إليه: فمن قائل أنهم أبناء يوسف من زوجة كانت له قبل مريم، ومن قائل أنهم أولاد أخت لمريم. أو أولاد أخ يوسف، وهؤلاء في عرف اليهود وفي لغتهم يحسبون أخوة. ومن قائل إنهم أخوة يسوع من يوسف ومن مريم، وبعد "ولادة ابنها البكر" استنادًا إلى بعض الأقوال، كالقول: "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر". والقول "ابنها البكر"، إلخ.. وهذه البدعة الأخيرة من ابتداع البروتستانت.
ولسنا نعلم بالضبط متى وكيف تغير يعقوب واهتدى وصار "عبدًا للمسيح" (أع 1: 14 ويع 1: 1). ويعقوب اقتيد إلى الإيمان بظهور خاص ظهره له المسيح بعد قيامته (1 كو 15: 7). وكانت ليعقوب مكانة مرموقة في أورشليم عندما زارها بولس للمرة الأولى بعد اهتدائه سنة 37، فذكره مع بطرس (غل 1: 19). وكان رئيس المجمع الرسولي، وأزال الانشقاق بين المتنصرين من اليهود والأمم (أع ص 15 وغل ص 3). فكان بذلك وسيطًا بين النظام القديم والنظام الجديد. ولازم التقاليد اليهودية وخدمة الهيكل طالما كان له رجاء بإدخال الأمة اليهودية بأسرها إلى المسيحية . ولكن المتطرفين من اليهود حكموا عليه وقتلوه رجمًا. وكان ذلك على ما يرجح حوالي سنة 62 مسيحية.
ويعقوب هذا هو كاتب الرسالة المكتوبة باسمه في العهد الجديد، وحاول أحدهم نسب كتابًا مؤلفًا في القرن الثاني إليه باسم "إنجيل يعقوب"، وهو من الكتب الأبوكريفية المنحولة.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان عددهم اثنا عشر لا غير كالاثني عشر سبطاًًًًً الذي ادخلهم يعقوب في ميراثه اذ يحسب ابني الابن الواحد عوض ابيه يوسف والآخر عوض عمه لاوي لانه ورث قربان الرب وقد ارسلهم المسيح اثنين اثنين لكي يعينوا بعضهم بعضاًًًًً . وقال الذهبي الفم ان متى لم يذكرهم مرتين فان يوحنا مع كونه افضل من جميعهم ومن اخيه فقد ذكره بعد اخيه ولكن مرقس قد رتبهم صيدا . فقد ذكر يوحنا ان سمعان واندراوس من سبط نفتالين من بيت صيدا . اما اوسبيوس فيقول ان سمعان واندراوس كانا من كفرناحوم . 

تفسير (متى 10: 3)  فيلبس ، وبرتلماوس . توما ، ومتى العشار . يعقوب بن حلفى ، وتداوس .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فِيلُبُّس"  وُلد في بيت صيدا كالأربعة بطرس وأندراوس و ، وكان من بيت صيدا على بحيرة طبرية، مدينة أندراوس وبطرس التقى به يسوع أولًا في بيت عنيا عبر الأردن حيث كان يوحنا يعمّد، ودعاه الرب في غد اليوم الذي أتى فيه أندراوس إلى المسيح. وهو غير الشماس الذي ذُكر في أعمال الرسل (أعمال 6: 5)  و (أع 21 : 8).  ووجد فيلبس نثنائيل فجاء به إلى يسوع ثقة منه بأن مقابلة واحدة منه مع السيد تقنعه أنه هو المسيح. وهكذا كان (يو 1: 43- 49). وبعد ذلك بسنة اختاره يسوع ليكون تلميذًا له. وعندما أراد إطعام الخمسة الآلاف امتحن أولًا فيلبس وسأله: "من أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء؟" (يو 6: 5 و6). ويوم دخوله أورشليم منتصرًا جاء بعض اليونانيين يريدون مقابلته، فأوصلهم فيلبس إليه (يو 12: 20- 23). وعندما كلم يسوع تلاميذه مبينًا لهم أنهم قد رأوا الآب لم يفهم فيلبس الكلام على ما يظهر، فقال ليسوع: "أرنا الآب وكفانا" (يو 14: 8- 12). وكان أحد الرسل المجتمعين في العلية بعد القيامة (أع 1: 13). وهذه آخر ملاحظة معتمدة عنه. ويقول يوسيبيوس أن فيلبس قد دفن في هيرابوليس في آسيا الصغرى.

2) " بَرْثُولَمَاوُس " اسم يوناني عن الأرامية ومعناه " ابن تولماي /  ثولماوس "هو ابن والمرجح أنه نثنائيل. ولم يُعرَف باسم نثنائيل بين الرسل بعد ذلك إلا بعد قيامة المسيح (يوحنا 21 : 2) كان يسكن في قانا الجليل مكان أول معجزات المسيح (يوحنا 2: 1 و 4: 46) .وكان شائعاً بين اليهود أن يكون للشخص اسمان أحدهما عبراني والثاني يوناني أو لاتيني. كنية أو لقب لنثنائيل والبرهان على ذلك هو ذكر فيلبس ونثنائيل معًا في إنجيل يوحنا (يو 1: 45-51) وذكر فيلبس وبرثولماوس في الأناجيل الأُخَر (مت 10: 3 ومر 3: 18 ولو 6: 14) وأيضًا عدم ذكر الاسمين آي برثولماوس في جدول يوحنا ونثنائيل في جداول الإنجيلين الآخرين. فلذلك يرّجح أنه كان ذا اسمين كغيره من الرسل. ولم يذكر سوى في الآية المشار إليها وفي (يو 21: 2) عرَّفه فيلبس بالمسيح، وشهد المسيح له يومها شهادة حسنة (يوحنا 1: 48).  ويرّجح أن اسم برثولماوس ورد في الكتاب المقدس مع اسم فيلبس لأن فيلبس هو الذي آتى به إلى المسيح. ويقول التقليد أنه بشر في الشرق وأنه مات شهيدًا بانتزاع جلده.

 3) "تُومَا " اسم أرامي معناه "توأم"(يوحنا 11: 16)  و(يو 20: 24). أحد ألاثني عشر رسولًا (مت 10 : 3) وكان يسمى التوأم والظاهر انه كان ذا مزاج سوداوي وبعد ما ذهب المسيح إلى اليهودية لما هددوه برجمه بالحجارة (يو 11 : 7 و8) فلمحبة توما له قال "للتلاميذ لنذهب لنموت معه" (عدد 16) وعندما قال المسيح "أنا ذاهب لأُعد مكانًا" وعندما قال أيضًا لهم "أنتم تعلمون إلى أين أذهب وتعرفون الطريق" قال توما "نحن لا نعلم إلى أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق ." فأجاب يسوع بكلماته الحلوة المعروفة "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14 : 1 - 6).ولم يكن توما في الاجتماع الأول لما حظي التلاميذ برؤية الرب وبعد قيامته من الأموات فقال توما "إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ" (إنجيل يوحنا 20: 25) وقد أطلق عليه بعد هذه الحادثة توما المتشكك . ويقول اغسطينوس أنه شك على أنه لا يجب أن نشك نحن.وبعد ثمانية أيام أراه المسيح الجروح التي في يده وجنبه فقال "ربي وإلهي" (يو 20 : 29) وكان على بحر الجليل مع ستة آخرين من التلاميذ لما أصلح شباكهم يسوع (يو 21 : 1 - 8) وكان مع البقية في العلية في أورشليم بعد الصعود (أع 1 : 13) ويفيد التقليد أن توما كان بعد ذلك عاملًا في برثيا والفرس, ويظن أن الرسول توما بشر في الهند إلى أن مات شهيدًا . (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ويوجد مكان قرب مدراس يسمّى الآن جبل القديس توما وإلى الآن لا يزال كثيرون في الشرق يدعون أنهم من مسيحي الكنائس التي أسسها هذا الرسول ولا سيما سكان الملبار بالهند, وهم مسيحيون يتبعون طقس الكنيسة السريانية وقد اكتشف في نجع حمادي بصعيد مصر مخطوطات غنوسية مكتوبة باللغة القبطية وجدت سنة 1945 ومن ضمنها نسخة من إنجيل أبوكريفا يدعى "إنجيل توما" والاعتقاد العام عند العلماء أن نسبته إلى الرسول غير صحيحة وأنه من كتابات الغنوسيين, وهذه المخطوطة ترجع إلى القرن الخامس ميلادي.

4) "مَتَّى" من الاسم العبري "مثتيا" الذي معناه "عطية يهوه" وسماه لوقا لاوي (لوقا ٥: ٢٦) وقد سمى هو نفسه «متّى العشار» تواضعاً. ولكن لم يلقِّبه أحد من البشيرين الثلاثة الآخرين بالعشار. وهو أحد الاثني عشر تلميذا وكاتب الإنجيل المنسوب إليه وسمي أيضًا لاوي ابن حلفى (مر 2: 14 ولو 5: 27 و29). وكان في الأصل جابيًا في كفر ناحوم، ودعي من موضع وظيفته. (متّى ٩: ٩)  وكانت وظيفة الجباية محتقرة بين اليهود إلا أنها أفادت متى خبرة بمعرفته الأشغال. ولم يذكر شيء من أتعابه في العهد الجديد إلا أنه كان من جملة الذين اجتمعوا في العلية بعد صعود المسيح (أع 1: 13). وزعم يوسيبيوس أنه بشر اليهود. ويرّجح أن مؤلف هذا الإنجيل هو متى نفسه

5) "يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى" هو:يعقوب الصغير ابن حلفى  ولربما لقب بـ"الصغير" نظرًا لصغر قيمته (مر 15: 40) وأمه مريم كانت إحدى النساء اللواتي رافَقْنَ المسيح. يعقوب اسم عبري معناه "يعقب"، "يمسك العقب"، "يحِل محل" أما حلفى في اليونانية مثل كلوبا في السريانية (يوحنا 19: 25) وكان ساكناً في أورشليم (أعمال 15: 13).وأحد الاثني عشر أيضًا (مت 10: 3 ومر 3: 18 ولو 6: 15 واع 1: 13).  وهو كاتب الرسالة المعروفة برسالة يعقوب  ومن الطبيعي أن يكون يعقوب المذكور في (مت 27: 56 ومر 15: 40 و16: 1 ولو 24: 10).  أخوه يوسي. ولربما كان لاوي، أي متى ابن حلفى المذكور في (مرقس 2: 14) أخًا آخر له. ولكن مما لاشك فيه أن يعقوب هذا كان من عائلة مسيحية معروفة. وهو معروف باسم "يعقوب أخو الرب" ومن الجدير بالذكر أن هذا هو الرسول الوحيد في بداية العصر المسيحي الذي كان أسقفًا لمدينة   حيث كان أسقفًا على أورشليم، وبعد استشهاده حلَّ محله أخيه يهوذا ابن حلفى.
6) "لَبَّاوُسُ ٱلْمُلَقَّبُ تَدَّاوُس" ( لبّاوس | تداوس | يهوذا | ليس الإسخريوطس
) أحد أسماء الرسول يهوذا وكان يلقب أيضًا تداوس (مت 10: 3؛ مرقس 3: 18). اسم عبري ربما كان معناه "شجاع" أو "محبوب" وسُمي بهذا اللقب في (مرقس 3: 18) . والمرجح أنه هو المشار إليه بقول يوحنا «يهوذا ليس الإسخريوطي» (يوحنا ١٤: ٢٢). كما يدعى "يهوذا أخا يعقوب" (لو 6: 16، أع 1: 13)، والأصح أن يقال عنه يهوذا ابن يعقوب. ولم يُسجل عنه سوى سؤاله للرب يسوع في أثناء العشاء الأخير: "يا سيد ماذا حدث حتى إنك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟" (لو 14: 22).ونستنتج من قائمة أسماء الرسل في لوقا أنه هو أخو يعقوب بن حلفى، والأغلب أنه كاتب الرسالة المعروفة برسالة يهوذا. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

 يعقوب بن زبدى ويوحنا أخوه من سبط زابلون . وفيلبس وبرتلماوس من سبط اشير فيلبس من بيت صيدا وبرتلماوس من عيرعير القرية وقيل ان برتلماوس هو ناثانائيل . وآخرون يقولون ان برتلماوس كان يدعى يسوع واجلالا لمعلمهم ابدلوا اسمه باسم ابيه برتلماوس وقيل انه من سبط يساخر . فذكر متى هنا اسمه بعد اسم توما اتضّاعا منه مع ان الانجيليين الثلاثة الأخر قد ذكروا اسمه قبل توما . توما من سبط يهوذا ومتى من سبط يساخر من الناصرة أما يعقوب بن حلفى فهو من سبط منسى تداوس من سبط شمعون وكان لهذا ثلاثة اسماء لاباي وتداوس ويهوذا ابن يعقوب ولقب لاباي وتداوس لحكمته. 

تفسير (متى 10: 4) سمعان القانوي ، ويهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) "سِمْعَانُ ٱلْقَانَوِيُّ "سمعان القانوني (متى 10: 4) وهو سمعان الغيور أحد الرسل الاثني عشر،  إسم عبراني معناه "مستمع" ولقَّبه ألإنجيلى لوقا بالغيور. (لوقا 6: 15)  متى وتوما. يعقوب بن حلفى وسمعان الذي يدعى الغيور. و (أعمال 1: 13) وليس المراد من القانوي أنه منسوب إلى قانا، الكلمة قانوني كلمة أرامية معناها غيور وقد أطلق عله لقب غيور kananaioc للتفريق بينه وبين سمعان بطرس . فإنه كان بين اليهود طائفة صغيرة يسمى أعضاؤها بالغيورين، أخذوا فينحاس بن هارون مثالاً لهم في الغيرة للشريعة الموسوية، وكانت زيادة غيرتهم وسفكهم الدماء علة لسرعة خراب أورشليم. وكان ينتمي إلى حزب الغيورين قبل أن صار تلميذاً للمسيح.

2) "يَهُوذَا ٱلإِسْخَرْيُوطِيّ" ابن سمعان الإسخريوطي (يو 6: 71، 13: 2 و26)  (انظر يوحنا 6: 31) و (يو12: 4)  و (13: 2 و 26)   وأصل لقبه في العبراني «إيش قريوت» أي رجل قريوت، وهي قرية في أرض يهوذا (يشوع 15: 25). أبوه يلقب أيضًا بالإسخريوطي. ووردت أول إشارة كتابية عن يهوذا عند اختياره تلميذًا (مت 10: 4، مر 3: 19، لو 6: 16) ولعله سمع كرازة يوحنا المعمدان في بيت عبرة في عبر الأردن (يو 1: 28). والأرجح أنه قابل يسوع للمرة الأولى عند عودته إلي اليهودية (يو 3: 22) .  فقد كان وطبقًا لما جاء في "إنجيل الاثني عشر رسولًا" (الأبوكريفي) كان يهوذا ضمن أولئك الذين قبلوا الدعوة عند بحر طبرية (مت 4: 18 - 22).

3) " ٱلَّذِي أَسْلَمَه " اختار المسيح هذا الشخص رسولاً وهو يعلم طبيعته يظهر من أغرب الأمور.  فكان يعرف أنه سيخونه (يوحنا 13: 26) اجاب يسوع:«هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة واعطيه!». فغمس اللقمة واعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي. ئط ولكن «جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ» (١كورنثوس ١: ٢٥). ولعل قصده من ذلك أن يعلِّمنا أن واحد من تلاميته الملازمين خانه بالرغم من أخذ قوة شفاء المرضى ةإخراج الأرواح النجسة مثله مثل التلاميذ بل أنه بشر بالمسيح فأخذ أعظم الفرص والوسائط ولكنه سقط ، وأنه يمكن أن يوجد في كل كنيسة خائنون. ويدفع اعتراض من يقول إن الشهادة للمسيح كانت كلها من أصدقائه. فيهوذا كان رفيق المسيح ثم أسلمه، ولو كان له أدنى شيء يشتكي به على المسيح ما عدل عن ذكره ليبرر نفسه في ذلك، لكنه شهد ببر المسيح بقوله «قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً» (متّى 17: 4).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

سمعان القانوي من سبط افرام من قانا الجليل وقال آخرون ان سمعان هو من الكنعانين والحقيقة انه من قانا قريته . ويهوذا الاسخريوطي من سبط جاد من قرية سخريوط وارتأى بعضهم انه من سبط روبيل . ستة منهم يدعون بثلاثة اسماء كل اثنين باسم واحد سمعان بطرس وسمعان القانوي . يعقوب بن زبدى يعقوب بن حلفى . ويهوذا ابن يعقوب الذي هو تداوس ويهوذا الاسخريوطي . اثنان منهم كانا عشارين متى ويعقوب ابن حلفى واربعة منهم صيادين وواحدا خائنا. 

تفاسير انجيل متى الإصحاح العاشر

يسوع يرسل الرسل (متى 10: 5- 15)

يسوع يرسل الرسل

تفسير (متى 10: 5) هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائلاً : الى طريق امم لا تمضوا ، والى مدينة للسامريين لا تدخلوا .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "أَرْسَلَهُمْ " ذكر مرقس أنه أرسلهم اثنين اثنين (مرقس 6: 7) . ودعا الاثني عشر وابتدا يرسلهم اثنين اثنين واعطاهم سلطانا على الارواح النجسة  " وأما متى فذكر دعوة الرسل للتلمذة وبعدها أرسلهم  مع أنه مضت مدة من الزمن بين الدعوة للتلمذة والإرسال .
2) "إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا " كانت إرسال المسيح للتلاميذ لللتبشير قبل قيامته مخصصة للتعليم والتدريب  ومرسبلة لليهود الذين قال عنهم أنهم "خاصته" خاصة لليهود وباللغة العبرية وقد يكونووا ملكين باللغة اليونانية لأن المدن الواقعة على بحر طبرية كان يسكنها يونانييون حيث يعرفو التلاميذ أقاربهم وعادات بنى جنسهم  ( أع  1: 8) لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض».أرسلهم أولاً إلى أمتهم، لكن ذلك لم يكن إلا إلى حين، فالمسيح بعد قيامته أرسلهم إلى الأمم بقوله «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ الخ» (مرقس 16: 15).
3) "لِلسَّامِرِيِّينَ " وكان السامريون يتوقعون مجيء المسيح (يوحنا 4: 25). لذلك وعظ يسوع بينهم وأعلن لهم أنه هو المسيح (يوحنا 4: 26 و 2 و39 و 42). أمر المسيح الرسل من تبشيرهم انتهى بعد القيامة وحلول الروح القدس (أعمال ١: ٨ و٨: ٥). وكان بين السامريين واليهود عداوة شديدة منعتهم من التعامل معاً (يوحنا 4: 9). المرة الوحيدة التي وردت فيها هذه الكلمة "السامريون" في العهد القديم في (2مل 17: 29) وتعني النسل الباقى من شعب المملكة الشمالية وذكر الإنجيلى أن السامرة إقليم يقع ما بين الجليل شمالا وأورشليم جنوبا  (لوقا 17: 11)  وفي ذهابه الى اورشليم اجتاز في وسط السامرة والجليل"  وعندما غزا سرجون الثانى ملك آشور السامرة عام 722 ق.م. سبي من سكانها 27280 شخصًا. وترك بعض السكان الأصليين, وإذ وجد أنهم متمردون دبّر خطة يقتل بها وطنيتهم الثائرة, فنقل شعبًا من بابل وحماة والعربية إلى السامرة (2 ملوك 17: 24) وصار هؤلاء هم السامريين, وتزاوجوا مع السامرين فإختلطت عبادتهم بالعبادة الوثنية  التي اعتادوها قبل المجيء إلى السامرة.
وكان بسبب الحروب المتواصلة أن قلّ عدد السكان, فكثرت الوحوش البرية في الأرض التي استعملها الله عصا تأديب وقد قتلت بعض تلك الوحوش سكان الأرض الجدد, فاعتقدوا أن "إله الأرض" غاضب عليهم, فأرسلوا يستغيثون بملك آشور, الذي أرسل إليهم أحد الكهنة ليعلمهم فرائض إله الأرض وجاء الكاهن وسكن في بيت إيل. على أن الكاهن لم يقدر أن يجعلهم يتركون عبادات أصنامهم, فظلوا يمارسون عبادة الله كما في أسفار موسى. كما يمارسون عبادة الأصنام (2 ملوك 17: 25 - 33) وظلوا يمارسون هذه العبادة المزدوجة حتى سقوط أورشليم عام 586 ق.م. (2 ملوك 17: 34 - 41) وظل أسرحدون ينفذ الخطة التي نفذها جده سرجون (عزرا 4: 2).
وحدث أن اليهود ثاروا على عبادة الأصنام (2 أخبار 34: 6 و7) فتناقصت تلك العبادة... ثم ضرب يوشيا الملك الوثنية ضربة أخرى. وبعد عشرات السنين كان بعض السامريين يذهبون إلى الهيكل في أورشليم للعبادة أو الزيارة. وعندما عاد المسبيون جاء السامريون وطلبوا من زربابل أن يشتركوا معه في بناء الهيكل قائلين أنن كنا نعبد الر إله إسرائيل منذ أيام أسرحدون (عزرا 4: 2) ولكن زربابل رفض الطلب, فلم يطلب أهل السامرة الاشتراك في البناء مرة أخرى, بل عملوا على محاربة اليهود في البناء, وانضموا إلى أعداء اليهود في تعطيل البناء, كما عملوا بعد ذلك على تعطيل بناء السور (نحميا 4: 1 - 23). وكان قائدهم في هذه الحركة الأخيرة سنبلط الحوروني. وكان منسى الكاهن, وهو واحد من بني يوياداع بن ألياشيب الكاهن العظيم صهرًا لسنبلط, فطرده نحميا من الكهنوت, فاغتاظ سنبلط من ذلك كثيرًا وساعد نسيبه الذي التجأ إليه فبنى هيكلًا في جرزيم وكان بعض اليهود الهاربين من القانون في أورشليم يذهبون إلى هيكل جرزيم للعبادة, فكانوا يقابلونهم بترحيب كبير.
واستمر عداء السامريين لليهود, فعندما نجَس أنطيوخس أبيفانيس هيكل أورشليم بتقديم خنزيرة على مذبحه, أعلن السامريون أنهم لا ينتمون إلى الأصل اليهودي أبدًا, وأعلنوا ولاءهم للطاغية بأن كرسوا هيكلهم على جبل جرزيم هيكلًا للإله زفس حامي الغرباء.
وفي عام 128 استولى يوحنا هيركانوس  على شكيم وجرزيم وأخرب الهيكل هناك بعد بنائه بمئتي سنة, ولكن السامريين ظلّوا يقدّمون قرابينهم على الجبل حيث كان هيكلهم. وكانوا يفعلون هذا حتى جاء المسيح إلى أرضنا (يوحنا 4: 20 و21). وفي عام 6 ق.م. ألقى بعض السامريين عظامًا نجسة في هيكل أورشليم, فصار اليهودي يستنكف من أن ينجس شفتيه بنطق كلمة "سامري", وكان يحسب طعام السامري نجسًا كلحم الخنزير. وهكذا كان العداء مستحكمًا بين اليهود والسامريين, ولم يكن اليهود يسمحون بأي علاقة اجتماعية أو دينية مع السامريين.
وفي زمن المسيح لم تكن عقائدهم اللاهوتية تختلف عن عقائد اليهود وخصوصًا عقائد الصدوقيين منهم, وكانوا مثلهم ينتظرون "المسيا" على أنهم لم يقبلوا من العهد القديم إلا أسفار موسى. وقد قبل السامريون رسالة المسيح بعد أن رأوا الآيات العظيمة على يد فيلبس, كما أن المسيحية اتسعت لقبولهم, بخلاف الديانة اليهودية الضيقة,. لكن إقبالهم كان ضعيفًا. ولا تزال هناك جماعة قليلة من السامريين تقيم في نابلس (شكيم القديمة) وحولها. وهم يصعدون إلى جبلهم جرزيم ثلاث مرات في السنة, وفي عيد الفصح وعيد الأسابيع وعيد المظال, وهم يعيّدون الأعياد الموسويّة, ويذبحون ذبائح دمويّة في عيد الفصح..

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

فقد دعا الشعوب الذين كانوا يعبدون الاصنام امما . فهنا منع الرسل من الذهاب عند الحنفاء والسامريين . وفي موضع آخر بعد قيامته ارسلهم الى كل الامم قائلاً اذهبوا وتلمذوا كل الامم . فقد نهى رسله عن مخالطة الامم والسمرة لان اليهود كانوا ينفرون منهم . فلكي لا يتذمروا عليه قائلين انه يرسل رسله الى من نبغضهم منع رسله عن ذلك . فقال الى طريق الامم لا تتجهوا يعني لا تتركوا بلاد اليهود وتذهبوا الى بلاد الحنفاء الكافرين . اما قوله ًً ومدن السامريين لا تدخلوا ًً ذلك لانها كانت داخل بلاد اليهود فلذلك امرهم الا يدخلوها . واراد بطريق الامم ايضا عوائد الحنفاء وسيرتهم القبيحة ونواميسهم فامرهم ان يحيدوا عنها واراد بمدن السمرة عوائد السامريين التي تحدث في المدينة ومعتقداتهم المضلة فأمرهم ان يردلوها وهي التي اشار اليها سليمان الحكيم في الامثال بقوله يوجد طريق يظن انها مستقيمة مع انها تؤدي الى هاوية الهلاك . 

تفسير (متى 10: 6) بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ ٱلضَّالَّةِ " ولد المسيح فى بيت لحم مدينة يهودية وتعلم ودرس الشريعة منذ طفولته لأنه يهودى  من نسل داود من سبط يهوذا وجاء لأمته اليهودية التى ضلت  (يو 1: 11 و 12) إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله.وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه." خادم الختان اآ اليهود الذين يختتنون عكس الأمم الذين يسمونهم أغلف والتى تعنى أقلف ، غير مختون  (رومية 15: 8 و 9) " واقول: ان يسوع المسيح قد صار خادم الختان، من اجل صدق الله، حتى يثبت مواعيد الاباء.  واما الامم فمجدوا الله من اجل الرحمة، كما هو مكتوب:«من اجل ذلك ساحمدك في الامم وارتل لاسمك»" كان يسوع يمثل العلاقة بينه وبين اليهود كالراعى الذى يرعى غنمه وهذه الغنم ضلت وشردت عن الطريق المسيتقيم والعبادة الروحية فكانوا كغنم بلا راعٍ (متّى ٩: ٣٦) ولما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها. " وعندما تكلم مع بطرس بعد قيامته قال له : " إرعى غنمى" وعرضة للهلاك الأبدي. ومعنى بيت إسرائيل هو نسل يعقوب اآ الشعب اليهودى كله بما فيهم السامريين الذين كانوا يكونون 10 أسباط من الأثنى عشر سبطا  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اراد بالخراف الضالة اولئك الذين زاغوا عن طريق الحق والتعاليم الصحيحة وتمسكوا بمعتقدات الكتبة والفريسيين واضاليلهم . فامر رسله ان ينطلقوا الى هؤلاء الخراف ليرجعوهم الى طريق التوبة والخلاص .  

تفسير (متى 10: 7) وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين : انه قد اقترب ملكوت السماوات 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين " بدأ يوحنا المعمدان كرازته لليهود الذي عاشوا على هذا رجاء مجئ المسيح  الإسخاتولوجي (أي الأُخروي) قائلاً: «توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات» (مت 3: 2). وفي حثِّه على التوبة استعداداً لقبول دخول الملكوت  قـال: «أعدُّوا طـريق الرب» (مت 3: 3)، وأن يخضعوا لمعمودية التوبة التي كان يُجريها للتائبين، فقد كان يُبشِّرهم بأن المسيَّا آتٍ في مجيئه الأول، ليس كمنقذ سياسي من الرومان، بل كمخلِّص من الخطية؛ وفي مجيئه الثاني كديَّان سيحلُّ غضبه على اليهود مثل الأمم، إنْ هم لم يُعدُّوا أنفسهم بالتوبة، وبأن «يصنعوا أثماراً تليق بالتوبة» (لو 3: 8). وقد استجاب الكثيرون لكرازته (مر 1: 5). وإمتد التبشير  بهذه الكلمات عندما سمع يسوع أن يوحنا أستشهد على يد هيرودس فصار هو يكرز  بها (مت 4: 17).من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول : «توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات».  وكان أساس رسالة يوحنا النبوية التركيز على أن يوم الرب قد تحقق  .

2) "  انه قد اقترب " : إن ملكوت الله الذي كرز به الرب يسوع قد بدأ بالفعل في قلوب الذين قَبِلوا كرازته فملَّكوه على قلوبهم («ها ملكوت الله داخلكم»)،«جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول: قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل» (مر 1: 15،14). كما في قول الرب أيضاً: «إن كنتُ أنا بروح الله أُخرج الشياطين فقد أَقْبَلَ عليكم ملكوت الله» (مت 12: 28)، فإن تعبير ”أقبل عليكم“ هو أوضح وأقوى.
 ثم امتدَّ إقتراب الملكوت بواسطة رسل الرب وكنيسته في العالم كله حتى احتوت في داخلها نفوساً لا تُحصَى، فتحت قلوبها للرب فملَّكته عليها. لهذا نطلب فى كل صلاة ربانية «ليأتِ ملكوتك» حتى يكتمل ويصير شاملاً في الحياة الأبدية: «لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه» (1كو 15: 27)، «وأما هذا فبعد ما قدَّم عن الخطايا ذبيحةً واحدة، جلس إلى الأبد عن يمين الله، منتظراً بعد ذلك حتى توضَع أعداؤه موطئاً لقدميه» (عب 10: 13،12)، «مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا: ما هو رجاء دعوته؟
لقد بدأ هذا الملكوت بالفعل لأنه هو الملكوت الذي بدأ ولن ينتهي إلى الأبد. مجيء الرب إلى قلوبنا وتملُّكه عليها لن ينتهي كما قال الملاك للعذراء مريم: «لا يكون لمُلْكه نهاية» (لو 1: 33)، إلاَّ لو ابتعد الإنسان بإرادته لأنه قال: «ها أنا معكم كل الأيام، إلى انقضاء الدهر» (مت 28: 20)، وذلك بالروح القدس الذي قال عنه إنه: «ماكثٌ معكم ويكون فيكم» (يو 14: 17).
وتنبأ المسيح  ليس فقط عن التجلِّي والقيامة وحلول الروح القدس، ولكن  انتشار المسيحية وبدأ بعد يوم الخمسين  في ربوع الإمبراطورية الرومانية. حتى صارت أمة مسيحية  «الحق أقول لكم: إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة» (مر 9: 1)،

 3) "  ملكوت السماوات ". جاء التعبيران: ”ملكوت الله“ و”ملكوت السموات“ بكثرة في الأناجيل التاريخية الثلاثة الأولى ( الآزائية) .وتجسد المسيح هو الذي يُمارس مُلك الله أبيه عملياً على قلوب مؤمنيه ، ولن يكون لمُلْكه نهاية. وإن كان إنجيل يوحنا لم يذكر تعبير ”ملكوت الله“ سوى مرتين فقط في مقابلة نيقوديموس للرب (يو 3: 5،3)، إلاَّ أنه ذكر تعبيراً قوياً للمسيح رد به على بيلاطس هو: «مملكتي ليست من هذا العالم» (يو 18: 36)، ثم جاء في أماكن متفرقة من بقية العهد الجديد. وفي جميع هذه الآيات استُعملت كلمة Basilia باليونانية التي تعني ”مُلْك“ أو ”سيادة“.

كان اليهود دائماً يترجون أن يملك الله على العالم كله، مما ظهر في صلواتهم التي لا يزالون حتى الآن يستعملونها، إذ يقولون: ”ليته يؤسِّس ملكوته أثناء حياتكم، وأثناء أيامكم، وأثناء حياة كل بيت إسرائيل“. وتُلمِّح الأناجيل إلى ذلك، فتقول مثلاً عن يوسف الرامي الذي دفن جسد الرب: «وكان هو أيضاً منتظراً ملكوت الله» (مر 15: 43).

لهذا سأل الفرِّيسيون المسيح قائلين: «متى يأتي ملكوت الله؟ أجابهم وقال: لا يأتي ملكوت الله بمراقبة، ولا يقولون هوذا ههنا أو هوذا هناك، لأن ها ملكوت الله داخلكم» (لو 7: 20). وبهذا أعطى مفهوماً جديداً لملكوت الله، أأنه يبدأ بالإيمان أى با، يملك المسيح على قلبه : «إن أحبني أحدٌ يحفظ كلامي، ويحبُّه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً (أي مسكناً)» (يو 14: 13) يمكننا فهم الملكوت من تعاليم المسيح فى النقاط التالية :

1. فكرة مُلك الله الأبدي.
2. فكرة سيادة الله العُليا كحقيقة في الحاضر يتعرَّف عليها الإنسان بخضوعه المُطيع لمشيئة الله.
3. إن الملكوت، في كمال استعلانه، هو موضوع الرجاء في الدهر الآتي.
كما أن تعاليم الرب توحي بأن ملكوته في نهاية الدهور قد بدأ فعلاً في شخصه هو:
وهكذا كانت كلمات المسيح في العشاء السرِّي: «الحق أقول لكم: إني لا أشرب بعد من نتاج الكرمة إلى ذلك اليوم حينما أشربه جديداً في ملكوت الله» (مر 14: 25؛ لو 22: 18). كما وعد الرب تلاميذه في كل جيل قائلاً: «وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتاً لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي» (لو 22: 30،29). وإذ قال الرب هذا الكلام وهو مُقبلٌ على موت الصليب، فهو يوحي بأن موته كان خطوة ضرورية نحو تحقيق وتكميل ملكوته لنا بصفة نهائية.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اراد بالملكوت ذلك التنعم الابدي الذي نرجو الحصول عليه بعد ان تنكسر شوكة الموت والخطيئة . وقوله ” قد اقترب ” اي من الذين ينالون سر المعمودية . 

تفسير (متى 10: 8) اشفوا مرضى . طهّروا برصاً .  اقيموا موتى . اخرجوا شياطين . مجاناً اخذتم ، مجاناً اعطوا

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  شفوا مرضى . طهّروا برصاً  " (لوقا 9: 2) وارسلهم ليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرضى  أخذ التلاميذ سلطان على الجسد بعمل معجزات وعلى الروح  بغفران الخطايا وإخراج الشياطين  ، ذكر في هذا العدد براهين صحة إرساليتهم. والمعجزات التي منحهم سلطاناً عليها كانت كمعجزاته، ومنحها لهم كان محدود ولهدف معينة. وكانوا يستعملون ذلك السلطان بإرشاد الروح . فإنه بدون تلك اللمعجزان ما كان يصدقهم أحد، .
2) "أَقِيمُوا مَوْتَى " أخذوا هذا السلطان بمقتضى هذهة الآية ولكن لم يذكر أن الرسل أقاموا ميتاً قبل صعود المسيح.
3) " مَجَّاناً أَعْطُوا" فى جميع العصور كان الأطباء يأخذون أجرا للعلاج  وقد شبه يسوع تلاميذة وعمله بعمل الطبيب للمريض ( مرقس 2: 17)  »قال لهم يسوع: لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة«. وورد كذلك في متى 9: 13»لأني لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاةً إلى التوبة« ولكن يسوع كبير الأطباء لم يأخذ أجرا بل أعطى غفرانا للخطايا وملكوتا أبديا وأمر تلاميذه ألأطباء الجدد  أن لا  يتقاضوا أجراً مقابل شفاء الأمراض، فخدمتهم ليست تجارة يربحون بها. فكان كل ما استعملوه من قوتهم نفعاً لغيرهم لا لأنفسهم. لكن المسيح لم يمنعهم من أخذ ضروريات حياتهم (لوقا 10: 7) و(1كورنثوس 9: 8- 14) و(1تيموثاوس 5: 18) فمجانية خدمتهم رمز إلى مجانية بركات الإنجيل التي هي أعظم. وينبغى لنا أن نحترس من الهرطقة السيمونية وهى شراء وبيع مواهب الروح القدس بالمال بدراهم لأنه كما تقول الآية مجانا أخذتم مجانا تعطوا (أع 8: 18- 20)  ولما راى سيمون انه بوضع ايدي الرسل يعطى الروح القدس قدم لهما دراهم 19 قائلا:«اعطياني انا ايضا هذا السلطان، حتى اي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس». 20 فقال له بطرس:«لتكن فضتك معك للهلاك، لانك ظننت ان تقتني موهبة الله بدراهم!

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

 انه نهاهم عن اخذ اجرة مقابل اعجوبة يصنعونها او مرض يشفونه او هبة يمنحونها . واوصاهم ان يفعلوا كل ذلك مجاناًًًًًكما فعل هو وعلمنا ان تكون اعمالنا صادرة عن قلب نقي ونيّة طاهرة لا غش فيها . اما نهيه الرسل عن اخذ اجرة فذلك ليبعد قلوبهم عن محبة الفضة ولكي لا يظنوا انه بقوتهم يعملون العجائب فيتكبرون متشبهين بكهنة اليهود الذين يعملون بالاجرة والانبياء الذين يتنبؤون بالفضة .

تفسير (متى 10: 9) لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً في مناطقكم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "ذهباً.. فضة نحاساً:"  هذه المعادن الثلاثة كانت يصنع منها النقود فى الإمبراطوريات  والممالك القديمة في تلك الأيام، كما هي اليوم. وكانت عادة الناس أن يحملوا النقود في مناطقهم كعادة بعض الناس اليوم .
2) "  لاَ تَقْتَنُوا ذَهَباً " لأنهم في غنى عن النقود، فهم لا يحتاجون إلى استئجار مأوى أو شراء طعام، لأن الناس كانوا مسؤولين بإطعامهم وإيوائهم، بعد أن ينالوا خدمتهم.

3) " مناطقكم" لمنطقة هى حزام حزل الوسط قد يكون من الجلد يلبسة الجنود أو من القماش أو الحبال يلبسة أفراد الشعب وفى حالة القماش فيكون عريضا وبه ثنايا يمكن أن يحتفظ فيه النقود (الصورة الجانبية لتشبية بولس الرسول لملابس الجندى على أنها ملابس إيمانية )

(لو 10: 3.. ألخ)  اذهبوا. ها انا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب. 4 لا تحملوا كيسا ولا مزودا ولا احذية ولا تسلموا على احد في الطريق. 5 واي بيت دخلتموه فقولوا اولا: سلام لهذا البيت. 6 فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه والا فيرجع اليكم. 7 واقيموا في ذلك البيت اكلين وشاربين مما عندهم لان الفاعل مستحق اجرته. لا تنتقلوا من بيت الى بيت. 8 واية مدينة دخلتموها وقبلوكم فكلوا مما يقدم لكم 9 واشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم: قد اقترب منكم ملكوت الله 10 واية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا الى شوارعها وقولوا: 11 حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم. ولكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله. 12 واقول لكم انه يكون لسدوم في ذلك اليوم حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

فقد استأصل منهم هذا الداء العضال وابعدهم عن الظن الشرير ليتفرغوا للتبشير . لان من كان مثلهم يطهر البرص ويخرج الشياطين لا يحتاج الى الفضة . ( نحاسا) اي النقود التي تتداولها ايدي الناس في البيع والشراء 

تفسير (متى 10: 10) ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصاً ، لان الفاعل مستحق طعامه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "وَلاَ مِزْوَداً "  مفعول مِنْ زَوَّدَ ، مُزَوَّدٌ :: مُجَهَّزٌ ، مُزَوِّدُ الْمُسَا فِرِينَ : مَنْ يَمُدُّهُمْ بِالزَّادِ .. أي وعاء لطعام السفر. يسميها  الفلاحين فى مصر "زاد أو زواد " أى يزود الشخص بالطعام
2) " وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصاً " ليس المقصود منعهم من أخذ حذاء أو عصا، بل منعهم من أخذ أكثر من حذاء وعصا ، وذلك ظاهر من بشارة مرقس 6: 7- 11) ودعا الاثني عشر وابتدا يرسلهم اثنين اثنين واعطاهم سلطانا على الارواح النجسة 8 واوصاهم ان لا يحملوا شيئا للطريق غير عصا فقط لا مزودا ولا خبزا ولا نحاسا في المنطقة. 9 بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين. 10" فلا تناقض بين متّى ومرقس، لأن متّى قال أن لا يأخذوا أثواباً غير التي عليهم ولا يحملوا أحذية غير ما في أرجلهم ولا عصياً غير ما في أيديهم. وبفسر الدكتور غالى  ما يعتبرة  البعض تناقض فيقول : "  والصعوبة التي تظهر عند مقابلة هذين الفصلين هي أن المسيح حسب ما جاء في متى منع التلاميذ من أخذ عصا، بينما الوارد في مرقس يفيد أنه أذن لهم بأخذ العصا. ويقول متى إنه أوصاهم أن لا يأخذوا أحذية، بينما في مرقس سمح لهم أن يلبسوا أحذية. على أن التوفيق بين هاتين العبارتين يأتي من مقابلة النهيين المستعملين فيهما. فالنهي الوارد في متى هو قوله »لا تقتنوا« أما النهي الوارد في مرقس فهو أن »لا يحملوا« مما يعني أن المسيح في إنجيل متى ينهاهم عن شراء أشياء جديدة، أما في مرقس فيريهم ما يجب أن يأخذوه معهم في سفرهم. فكأنه بحسب الوارد في مرقس يقول لهم: »اذهبوا كما أنتم بما معكم الآن. إن كانت معكم عصا فخذوها«. ولكنه لم يسمح لهم بشراء عصا أخرى. وكانوا أيضاً لابسين أحذية فأمرهم أن يكتفوا بها ولا يشتروا غيرها. من هنا نرى أن الفصلين لا يتناقضان، بل يوضح أحدهما الآخر و للرد على كلام منيس عبد النور نقول يعتمد تبرير القس منيس على كلمة تقتنوا التي وردت في انجيل متى و هو يقول ان الفارق بين تقتنوا و تحملوا هو كمثل الفارق بين عبارة تشتري حذاء جديد و تحمل معك حذاء جديد بمعنى ان يسوع نهاهم عن شراء أشياء جديده في متى لكن لم يمنعهم من اخذ و حمل الحذاء معهم و العصا .. ونرى عدم وضوح اللغة العربية في كلمة عصا ولكن لو رجعنا الي اللغة الاصلية او حتى التراجم الانجليزية سنعرف ونتاكد انه لا يوجد هناك اي شبهة لان انجيل مرقس جاءت الكلمة فيه بالمفرد اي ياخذ الواحد عصا واحدة فقط وهي التي معه اما انجيل متى ولوقا فالكلمة بالجمع اي لا ياخذوا معها عصا احتياطي اخرى اضافية  " أ. هـ

ولا يعني هذا أن التقشف فضيلة وأن الفقر الاختياري تقوى. إنما قصد المسيح بمنعهم عما ذكر أن يكونوا بلا إعداد أو أهتمام بهذه الأشياء لأن الرب سيكفلها لهم في جولانهم ليتمموا ذلك بالسرعة. . ولعل المقصود بذلك أن يذهب الرسل بما هو عليهم، فالذي له عصاً فليأخذه (كما ذُكر في مرقس). ومن ليس له فليذهب بلا عصاً كما هو ظاهر في كلام متّى... وهو نوع من أنواع التجرد والإتكال الكامل على الرب ( 1كورنثوس 6: 7)  لاننا لم ندخل العالم بشيء، وواضح اننا لا نقدر ان نخرج منه بشيء.  " 

أما العصا فهى تستعمل للإستناد عليها فى وعوره الطريق كما تستعمل للحماية من الحيوانات ووحوش الأرض  العصا تشير للحماية من عدو. ومعنى وجود نص يقول أحمل عصا ونص يقول لا تحمل عصا فهذا إشارة لإنه أن وجدت حماية إستعملوها (كما حدث مع نحميا "نح 9:2") وإن لم توجد فلا تحملوا هماً فأنا أحميكم (عز 21:8-23) فعزرا لم يطلب حماية ثقة فى إلهه لكن نحميا إذ عرض عليه الملك جيشاً ليحميه لم يرفض.

التبشير خدمة يقوم بها التلاميذ لخدة شعب الرب وتذكرنا هذه الأوامر بأمر الرب بنى إسرائيل ليخرجوا من أرض مصر فخرجوا بسرعة وكان العجين لم يختمر  خرجوا ليذهبوا غلأى أرض الميعاد
3) " ٱلْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَه " هذه العبارة مقتبسة من ( 1تيموثاوس 5: 18)  لان الكتاب يقول:«لا تكم ثورا دارسا»، و«الفاعل مستحق اجرته».ولثقته فى عادات اليهود فى إكرام الضيف وإطعامه وأن الذين يذهبون إليهم لمحبتهم لرسالته سيقدمون لهم ما يحتاجون إليه لأن الفاعل مستحق أجرته  و ( لوقا 22: 35)  ثم قال لهم: «حين ارسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا احذية هل اعوزكم شيء؟» فقالوا: «لا».هذا مثلٌ أراد به المسيح أن خدمتهم توجب لهم أن يثابوا بأن يُعطوا ما يحتاجون إليه. فلا بد من أن يحصلوا على ذلك. وإعطاء رجال الرب لم يذكر فقط فى الإنجيل بل فى كانت عادة اليهودد فى العهد القديم أيضا وظلت متوارثة فيهم فنقرأ فى (1 صموئيل 9: 7)  فقال شاول للغلام هوذا نذهب فماذا نقدم للرجل.لان الخبز قد نفذ من اوعيتنا وليس من هدية نقدمها لرجل الله.ماذا معنا. و (و ( لوقا 22: 35)  ثم قال لهم: «حين ارسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا احذية هل اعوزكم شيء؟» فقالوا: «لا».

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان من يقتني مزوداً فهو عديم اليقين بقوله فيحمل كيسا معه . ( ولا ثوبين ) اي لا تتخذوا الصلاح والطلاح ( ولا حذاء ) لان الدبابات لا يمكنها ان تقترب منكم ولكي يتجردوا وقد دعاه مرقس خفا بقوله لا تلبسوا خفا في ارجلكم والملاك قال لبطرس البس خفيك . ومنعهم عن أخذ عصا بايديهم لانها تمسك احتراسا من شر الناس او الحيوانات المؤذية وأفهمهم ان القوة الالهية القادرة على كل شيء ترافقهم في مسيرتهم فلا حاجة الى أخذ عصا أوغيرها . وقوله ( لا تقتنوا ذهبا ) اي لا تتشبهوا بيهوذا وعاكار وجحزي ” ولا نحاسا ” لانه يصدأ عاجلا . وقوله هذا رمز عن صدأ النفس بالخطيئة فيأمرنا ان نبتعد عن الخطيئة الممثلة بالنحاس ( ولا مزودا ) علامة السذاجة والتواضع ( ولا عصاً ) لانهم لم يخرجوا ليرعوا القطعان الضالة على مثال موسى . ورب قائل يقول فلا بدع اذا حسب التجرد عن الذهب والفضة فضيلة . ولكن اي فضيلة في التجرد عن المزود والثوبين والعصاء ؟ فنجيب ان المسيح أمر رسله بذلك ليعلمهم كمال التجرد عن مقتنيات هذا العالم وهو القائل لا تهتموا بشأن الغد . ولما ارسلهم في المرة الاولى للتعليم نهاهم عن ان يأخذوا شيئاً معهم لأنهم كانوا مرسلين لليهودية . غير انه لما ارسلهم بعد قيامته للمرة الثانية للتبشير في العالم كله لم ينههم عن أخذ شيء لانهم كانوا مزمعين ان يبشروا الكفرة وهؤلاء يأبون مخالطة المؤمنين فضلاً عن القيام بما يحتاجون اليه من القوت والكسوة ولذا فان الرسل أخذوا معهم ما يلزمهم فان بطرس قد اخذ نعلين وبولس قد اخذ رداء وكتبا ونفقة من اهل فيلبي شاكرا فضلهم متعجبا من سخائهم وكذا التلامذة فقد اقتنوا ما هو ضروري لهم من غير ان يتعدوا وصايا المسيح . واتضح مما تقدم ان المسيح كان يأمرهم تارة وينهيهم اخرى عن مقتنى شيء بحسب الامكنة التي كانوا مزمعين ان يتوجهوا اليها كمثل موسى لما ارسل الى مصر ولما اخرجهم عالهم في القفر بلا زاد بما انهم لم يقتنوا شيئا ذ علموا ان الله مهتم بأمرهم . ولما كان الرسل يمضون عند المؤمنين كانوا يتزودون منهم ماهم محتاجين اليه كما فعل بولس وغيره من الرسل ولكنهم لم يكونوا يطلبون شيئاً من الكفرة والغير المؤمنين كما نهاهم السيد المسيح اذ قال لهم ” لا تقتنوا شيئا” . وبقوله ” الفاعل مستحق طعامه ” سمى الرسل فعلة لانهم اصلحوا الارض واستأصلوا منها أشواك الخطيئة . فقال طعامه ولا اجرته لان اجرهم يأخذونه في يوم الحكم والدين .

 

تفسير (متى 10: 11) واية مدينة أو قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحق ، وأقيموا هناك حتى تخرجوا .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "واية مدينة أو قرية دخلتموها " أي بقصد التبشير  فيها نشر تعاليم المسيح بين الشعب
2) "
فافحصوا من فيها مستحق " أي مستعدٌ لقبول رسل المسيح وتلاميذه ضيوفاً. والاستعداد يعنى أن البعض يحبون إضافة الغرباء وخاصة الغرباء الذين يتكلمون بكلمة الرب فكان التلاميذ يحولون البيت لمكان للوعظ والإرشاد والصلاة فكانت هذه البيوت نواة الكنيسة الأولى تكون علامة الاستحقاق فيجب أن يفحصوا عن ذلك قبل دخولهم لئلا يهانوا. ولا يتنقلون من بيت إلى بيت حتى لا تتحول خدمة الكلمة إلى خدمة المجاملات،
3) " أ
وأقيموا هناك حتى تخرجوا " أي امكثوا في البيت الذي تدخلونه تبشرون أهله وتبشرون اصدقائهم ومعارفهم وباقى جمهور المدينة إلى أن تكملوا تبشيركم. فعليهم أن يبينوا بسلوكهم أن عملهم ذو شأن عظيم، بحيث لا يكلفوا الناس تعباً زائداً في خدمتهم، وأن لا يظهروا أنهم غير راضين بما قُدم لهم، ولا أنهم يهتمون بالرفاهية.
وهذه الأوامر كانت مؤقتة، أي إلى حين، وكانت لمقتضى أحوال خاصة بذلك الزمان ، فهي تختلف باختلاف الأحوال لهذا يجب تطويرة . ولا بد من بقاء روح هذا التعليم على خدام الإنجيل في كل حال لأنه يعتمد على التلمذة
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان المسيح لم يعط رسله ان يعرفوا من يستحق ذهابهم اليه او من لا يستحق ذلك لئلا يهربوا من مدن كثيرة ومن كثيرين غير مستحقين فيكون لدى الآخرين حجة انه لم يأت اليهم رسول ليبشرهم ولا سمعوا باسم المسيح لكنه اوصى رسله ان يحترزوا من ان يدخلوا بيوت الاشرار والكفرة الذين لا يريدون الرجوع عن كفرهم . ورب قائل يقول اذاً  كيف دخل هو بيت زكى العشار ؟ فنجيب لانه ادرك بسابق علمه انه سيرجع عن ظلمه وخطفه أموال الناس. ثم قال ” وكونوا هناك حتى تخرجوا ” لكي لا يكثروا التنقل من بيت الى آخر فيحزن الذين قبلوهم ظناً منهم انهم محبون لبطونهم ومراءون وكذلك الا يبغضوا من لا يكرمهم كما يجب 

تفسير (متى 10: 12)  وحين تدخلون البيت سلموا عليه ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

معنى هذه الآية وجوب أن يكون الرسل لطفاء، وأن يظهروا البشاشة ليكتسبوا اصدقاء ، وأن يستعملوا التحيات المألوفة بين الأصحاب، وأن يظهروا الاهتمام بالناس، وأن يحسبوا الإضافة من حقوقهم.
1) " ٱلْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْه" لنتذكر أن فى القداس يقول الكاهن "السلام لجميعكم / إيرينى باسى " حوالى 25 مرة  وأمر يسوع أن يسلموا على أهل البيت أي الساكنين فيه . السلام هى عادة يهودية، بل هى عادة فى كل العالم. ولكن المقصود هنا  هو سلام المسيح (  يوحنا 14: 27) «سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب." ومنح البركة لهذا المكان والساكنين فيه . وإن كان أهل البيت مستحقين لهذه البركة ستكون لهم،

وفى طقس الصلاة تبدأ كنيستنا صلواتها، بأن يطلب الكاهن البركة والسلام للشعب بقوله " إيرينى باسى أى السلام لجميعكم " وهذا ليس مثل السلام العادى بين الأشخاص العاديين وإلاّ ما معنى قول السيد يرجع سلامكم إليكم، إذاً هو بركة إلهية تمنح .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية ف

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

 أراد بقوله هذا ان يباديء رسله الناس بالسلام اولا لان سلامهم ليس عادياًًًًًولكنه مقرون بالبركات . 

تفسير (متى 10: 13) فان كان البيت مستحقاً فليأت سلامكم عليه ، ولكن ان لم يكن مستحقاً فليرجع سلامكم اليكم .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فان كان البيت مستحقاً  " علامة استحقاق أهل البيت أن يردوا تحيتكم التى أخذتموها من المسيح ويقبلوكم ضيوفاً.
2) " فَيَأْتِي سَلاَمُكُمْ... فَلْيَرْجِعْ سَلاَمُكُم " يعني إن لم يريد أهل البيت قبول بركة سلام المسيح  وإذا لم يكونوا مستحقين ترجع هذه البركة وهذا السلام لكم= فليرجع سلامكم إليكم  وتلك التحيات لا تعنى ألفاظاً بلا معنى كما هو غالب العادة، بل هي دعاء قلبي يستجيبه الرب وبركة ونعمة ينقلها التلاميذ والرسل إلى البيوت والمدن التى يبشرون فيها .(مزمور 35: 13) اما انا ففي مرضهم كان لباسي مسحا.اذللت بالصوم نفسي.وصلاتي الى حضني ترجع. "

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي انه مع حلول السلام على البيت الذي يدخلونه تحل البركة ايضا. وقوله ” ان كان غير مستحق ” معناه ان الغضب الذي حل على البيت الذي أبى قبولهم حرمه البركة عدى  الدينونة التي حفظت له . ولعل سائلاًًًًًيسأل قائلاًًًًًكيف قال قبلا اسألوا عمن يستحقكم والان يقول ان كان غير مستحق ؟ فنجيب انه لما أمر ان يسألوا وبعد ذلك يدخلون زاد على ذلك قائلاًًًًًان لم يستحقوا . لانه قد يتفق ان الذين يسألون منهم لا يعرفون او ربما مدحوا مواطنيهم أمام الرسل بداعي المحبة الجنسية .

تفسير (متى 10: 14) ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجاً من ذلك البيت او من تلك المدينة ، وانفضوا غبار أرجلكم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَع" أي من لا  يقبل سلام المسيح الذى تحملوة للمسكونة ولا يقبلكم ضيوفاً، ولا يسمع كلام البشارة المفرحة  بروح المحبة والطاعة، بل يكره رسالتهم.مثل اليهود المعاندين لأن البشارة فى البداية كانت لخاصة المسيح والأمة المختارة أولا
2) " وَٱنْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُم " كانت هذه عادة شائعة بين اليهود تقول إن النافض يعتبر الذين تركهم نجسون غير مستحقين إقامة علاقة معه ولصداقته والكلام معه ، ولا حتى مشاركتهم في شيء، حتى في غبار أرضهم اللاصق برجله. وكان اليهود يعتقدون أن أرض إسرائيل مقدسة، لدرجة أنهم إذا كانوا يأتون من مملكة وثنية يقفون عند حدود بلادهم من الخارج وينفضون أو يمسحون الغبار على أرجلهم، حتى لا تتنجس أرضهم بالغبار الذى من أرض وثنية. وهنا مثل حى لأولئك اليهود الذين يرفضون رسالة الإنجيل، فهم لا يعتبرون مقدسين بل يصلون إلى مستوى الوثنيين وعبدة الأصنام (نح 13:5 + أع 51:13). وقد فعل بعض الرسل ذلك، في أنطاكية بيسيدية، وفي مجمع اليهود في كورنثوس عندما دخل بولس انطاكية بيسيدية، فقاوموه اليهود ورفضوا رسالة مسيح السلام  فقدموا سلام المسيج للأمم (أعمال 13: 51) اما هما فنفضا غبار ارجلهما عليهم، واتيا الى ايقونية.  ولما قاوم اليهود بولس فى كورنثوس  (أع 18: 6) واذ كانوا يقاومون ويجدفون نفض ثيابه وقال لهم:«دمكم على رؤوسكم! انا بريء. من الان اذهب الى الامم». 

. ولم يُبنَ هذا على تركهم كأشخاص ، بل على رفض أنهم رُسل المسيح الذين يحملون سلامه وكلام بشارته المفرحة . وكله رمزٌ إلى رفض الله اليهود لرفضهم المسيح.(نحميا 5: 13)  ثم نفضت حجري وقلت هكذا ينفض الله كل انسان لا يقيم هذا الكلام من بيته ومن تعبه وهكذا يكون منفوضا وفارغا.فقال كل الجماعة امين وسبحوا الرب.وعمل الشعب حسب هذا الكلام "

وهناك ويلات أطلقها  يسوع على المدن التى رأت معجزات كثيرة ولم تؤمن به فقال(مت 11: 21)  : "  ويل لك يا كورزين ويل لك يا بيت صيدا لأنه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما، لتابتا قديما في المسوح والرماد

سدوم وعمورستكون حالتهم أكثر إحتمالاً من هؤلاء الرافضين إذ أن سدوم وعمورة لم ترى المعجزات التى رآها هؤلاء. هنا نرى أن العذاب درجات. والمجد أيضاً درجات " فنجم يمتاز عن نجم " (1كو 41:15). 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي ان الطريق التي يسلكونها بمشقة ليبشروهم بانجيل المسيح يتركونها لهم شهادة . لانهم رفضوا قبول البشارة منهم ولذا فانهم سوف ينالون دينونة عن ذلك . ونفض الغبار دليل على العناء الذي قاسوه في الطريق وانهم مع تبشيرهم باسم المسيح صاحب البشارة كانوا يعلنون عنه انه الله وابن الله وباسمه كانوا يعمدون المؤمنين الذين كانوا قد اعتمدوا بمعمودية يوحنا لغفرن الخطايا لان الرسل لم يعيدوا تعميدهم قبل آلام المسيح ولكن بعد القيامة لكي يقبلوا الروح القدس . أما المسيح فلم يعمد أحداً قط . 

تفسير (متى 10: 15)  الحق اقول لكم ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة أكثر احتمالاً مما لتلك المدينة .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "سدوم وعمورة "هما من مدن السهل الخمسة التي أحرقتها النار التي نزلت من السماء بسبب خطيئة أهلها العظيمة  فى العهد القديم (تكوين 19: 24)  فامطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء. "  وقد لعن المسيح ثلاث مدن أخرى وقال ان فى يوم الدين ستكون حالتا سدوم وعمورة أكثر إحتمالا من هذه الثلاث مدن التى لم تؤمن بالمسيح  (متّى 11: 22- 24) ولكن اقول لكم: ان صور وصيداء تكون لهما حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لكما. وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية. لانه لو صنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت الى اليوم. ولكن اقول لكم: ان ارض سدوم تكون لها حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لك». عقاب الذين يرفضون الإيمان بالمسيح أشد من عقاب أهل سدوم وعمورة،فاتخذهما الكتاب مثلاً لمن عظُم شرهم واشتد عقابهم، عبرة لغيرهم. فقال المسيح بهذا المثل إن من يرفضونه (برفضهم رسله) أشرٌ ممن ارتكبوا أفظع الآثام في سدوم وعمورة، لأنهم كانوا جهلة. أما سامعو المسيح ورسله فيعرفون ويرفضون.

2) "سدوم" وقد ورد ذكر سدوم للمرة الأولى في التوراة في الحديث عن حدود أرض كنعان (تكوين 10: 19)  وكانت تخوم الكنعاني من صيدون، حينما تجيء نحو جرار الى غزة، وحينما تجيء نحو سدوم وعمورة وادمة وصبوييم الى لاشع "  ثم اختارها لوط مدينة للسكن بعد انفصاله عن إبراهيم لمعرفته بخصب أرضها وسهولة الري فيها (تكوين 13: 10).
وهاجم كدرلعومر وحلفاؤه وهزمها فأسرع إبراهيم ورجاله وردّوا الغنيمة المسلوبة (تكوين 14) ولكن لوط عاد وسكن في سدوم، وعاودت سدوم سيرتها الأولى في الشر والبعد عن الله، فأرسل الله نارًا من السماء فأحرقتها (تكوين 19). ولم ينجِ منها سوى لوط وابنتيه.
وقد صارت خطيئة سدوم مضرب الأمثال، وكذلك صار مصيرها (طالع متى 10: 15 ويهوذا 7 ورؤيا 11: 8) كما أن خطيئة "السدومية" أو الشذوذ الجنسي أخذت اسمها من سدوم (تكوين 19: 5).
 3) " عَمورة " اسم كنعاني معناه "غرق" بلدة في غور الأردن (تك 10: 19 و13: 10) تحالف ملكها مع ملوك سدوم Sodom وبالع وأدمة وصبوييم ضد كدر لعومر ملك عيلام، إلا أن ملك عيلام تغلب عليهم وقد دمرت عمورة (تك 14: 9ـ 11) ثم تدمرت نهائيًا بنزول نار من السماء عليها لفساد سكانها وجعل الأنبياء من تلك الحادثة برهانًا على غضب الله وأداة لتحذير بني إسرائيل من الفساد. (تك 18: 20 و19: 24ـ 28 وتث 21: 23 وعا 4: 11 وار 23: 14 و49: 18 وصف 2: 9 ومت 10: 15 ومر 6: 11 ورو 9: 29 و2 بط 2: 6 ويه 7).

4) " يَوْمَ ٱلدِّين " أي اليوم الأخير الذي يُدان فيه جميع الناس حسب أعمالهم و (يوم الرب |هو وقت الدينونة | يوم المسيح الديان  | يوم الدين) 

(يؤ 1: 15 واع 17: 31 و1 تس 5: 2). ويشار به إلى الأزمنة الأخيرة. وهو اليوم الذي يعلن فيه يهوه ذاته ويدين الشر ويكمل عمل الفداء. وهو اليوم الذي سينتصر فيه يهوه على جميع أعدائه ويخلص شعبه من كل ضيق. وقد ظن الشعب أن هذا الخلاص يقوم بالعبادة الشكلية وبممارسة الفروض وإقامة الشعائر، فأضفى عليه عاموس معنى جديدًا وقال أن يوم الرب سيكون يوم دينونة على إسرائيل (عا 5: 8-20 و9: 1-10 ثم الإصحاحات 2 و3 و4: 12). وتبنى الأنبياء بعد عصر عاموس فكرته عن الدينونة. ويم الرب وإن كان في الأصل دينونة على إسرائيل فقط، إلا أنه سيشمل جميع الأمم (قابل حز 30: 1 وعو 15-17). ويستخدم الأنبياء فكرة يوم الرب تارة لوصف حالة خاصة وتارة أخرى تشبهًا لشيء ما. فأشعياء (اش 2: 12-21)، يطبقها على الكبرياء والقوة، ويوئيل يرى هؤلاء من خلال ضربة الجراد (قابل أيضًا اش ص 2 و3 و13 و24 و34 وهو 2: 18: 4: 3 و10: 8 ويؤ ص 1-3 ومي ص 3 و4 وصف ص 1-3 وزك ص 14 ومل ص 3 و4). ويوم الرب هو يوم الدينونة الأخير العام. وسيكون ذعرًا على الأشرار، وبردًا وسلامًا على الأبرار، إذ به يأخذ الله الملك بيده (قابل مز 97: 1 و98: 9).
وفي العهد الجديد هو يوم المسيح، يوم مجيئه بمجد الآب. هو يوم الغضب (رو 2: 5). يوم الدين أو الدينونة (مت 10: 15 ورو 2: 16)، اليوم العظيم (يه 6). ويدعى أيضًا "ذلك اليوم" (مت 7: 22 واتس 5: 4)، أو "اليوم" (1 كو 3: 13)، و"يوم ربنا يسوع المسيح" (في 1: 6 و10).
ويتكلم بولس الرسول في رسالته عن استعلان مجد يسوع المسيح وفي (1 كو 15: 23، إلخ.) يذكر بالترتيب الأحداث العظيمة التي ستجري يوم مجيء المسيح كقيامة الأموات. وإبطال كل رياسة رياضية، ودحر العدو الأخير، أي الموت، وإخضاع كل شيء للآب الذي أخضع كل شيء لمسيحه.
وسيحل اليوم الرب عند مجيء يسوع المسيح للدينونة (مت 24: 30). وسيكون ذلك بصورة فجائية مباغتة، وبغير انتظار، ولا يعرف الوقت إلا الآب في السماء (مت 24: 36 ولو 21: 34 واع 1: 7). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وفي ذلك اليوم ستنحل العناصر جميعها وتذوب (2 بط 3: 10). ويقوم الأموات أما لقيامة الحياة أو لقيامة الدينونة (يو 5: 28 و29). والراقدون في المسيح سوف يسبقون الجميع (1 تس 4: 16). وستتغير الأرض قبل كل شيء (رو 21: 1-4). وسيقدم جميع الناس حسابًا عن أعمالهم. ولولا هذا الحساب لما عرف الناس معنى المسؤولية في هذا العالم (مت 25: 31 إلخ.).

جميع معلومات هذا العدد من قاموس الكتاب المقدس من موقع الأنبا تكلا  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان سكان سادوم وعمورة ستكون حالتهم يوم الدينونة أخف من اولئك الذين يرفضون تعاليمه لان اهل سدوم وعمورة نالوا جزءاًًًًًمن العذاب في هذا العالم ولذلك فسيكون عذابهم في العالم الأخير أخف مما يستحقونه . 

تفاسير انجيل متى الإصحاح العاشر

الاضطهاد المنتظر للتلاميذ (متى 10: 16- 23)

الاضطهاد المنتظر للتلاميذ (متى 10: 16- 23)

ما قاله المسيح (من الآية ٧ - ١٦) نصائح للرسل في بدء إرساليتهم، وتعليم لهم كيف يتصرفون في أثناء أحوالهم الحاضرة. وما بقي من الآية ١٦ - ٤٢ كلام يعم كل أعمالهم المستقبلة طول الحياة، وفيه إشارة إلى أحوالهم زمن الاضطهاد الذي لم يثُر عليهم إلا بعد نهاية خدمة المسيح على الأرض. ولم يذكر مرقس ولوقا من هذا الخطاب سوى أوله.

 تكررت هذه ألاية فى  أنجيل (مرقس 13: 13- 11) فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا بل مهما اعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس. 12 وسيسلم الاخ اخاه الى الموت والاب ولده ويقوم الاولاد على والديهم ويقتلونهم. 13 وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.   و (لوقا 12: 11) ومتى قدموكم الى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف او بما تحتجون او بما تقولون 12 لان الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه».  (أعمال 4: 8)  حينئذ امتلا بطرس من الروح القدس وقال لهم:«يا رؤساء الشعب وشيوخ اسرائيل، "

 

تفسير (متى 10: 16)ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب . فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام .

 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " أَنَا أُرْسِلُكُم " لا يذهبون من تلقاء أنفسهم، بل هو أرسلهم برسالة هى التبشير بالبشارة المفرحة .وقد أراد الرب أن يُعلِّم تلاميذه أنهم بصدد مجال جديد للنضال، وأن أسلوب استعدادهم لهذا المجال ليس مألوفاً لديهم. فها هو يرسلهم مجرَّدين وبلا ثوب (إضافي) ولا أحذية ولا عصا ولا كيساً ولا مذوداً، ويأمرهم أن يقبلوا أن يُعالوا مِمَّن يقبلهم. قال الرب هكذا لبولس: «تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمَل» (2كو 12: 9)، ليس بالمال او السلطان أو الخوف بل بالكلمة والشعف المسنود بالنعمة وبالحب والسلام تنمو المسيحية
2)  " كَغَنَمٍ فِي وَسَطِ ذِئَابٍ " المسيح شبه نفسه بالراعى يخبر غنمه بأول نبوءة لهم أن العالم سيكون عدواً لهم  حتى  يعرفوا أن الطريق الذاهبين إليه ليس فيه مفاجأت من سيقابلون سيقابلون "ذئاب"  بالطبع، فإن العداوة بين الذئاب والغنم طبيعية. فالغنم ضعيفة والذئاب قاسية. متوحشة مدربة على خطف وقتل الغنم وأكلها وبتشبيهه تلاميذه بالغنم أعلن ضعفهم وحينما تمضون هكذا، أَظهِروا وداعة الحملان رغم أنكم ذاهبون إلى ذئاب، ليس فقط ذاهبون إلى الذئاب بل أيضاً ستعيشون وسطهم. و وقد شبه أهل العالم بالذئاب لأنهم يكونون أعداءً لهم أقوياء وقساة. فإرساله الغنم بين الذئاب أمر غير طبيعي، 

إذ تكون عرضة للافتراس والهلاك. وعليه فنمو المسيحية بالرم من وحشية الذئاب هو إنتصار للقيامة ومن أعظم البراهين على إقوة الروح القدس وعمله فينا  وهذه العداوة تقتضي أن تكون لهم صفات خاصة للنجاة. وفى هذا المثل ذكر أربعة تشبيهات: واحداً  فقط لأعدائهم إذ شبههم بالذئاب؛ وثلاثة لرسله:

أولا : الذئاب:  كأعداء  الفرق بين أبناء العالم وأبناء الله هو الفرق بين الشر والخير العدوة والمحبة والشراسة والوداعة

 أ . شبههم بـ "الغنم، " : وكما شبه المسيح الرسل بالغنم شبه إشعياء المسيح نفسه بذلك ويعتبر المسيح مثلا لنا لأنه قائد لقطيعه (إشعياء 53 : 7 ).ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه.  المسيح وأتباعة قطيع فى وسط الذئاب وبالرغم من أنهم ييعانون منها آلاف النهشات والذئاب تستعد أن تلتهمهم؛ نرى العكس فإن الحملان بالكلمة هي التي ستترك تأثيرها عليها .. وحينئذ ترى عجائب هى أم خؤلاء الذئاب يتحولون إلى حملان

 ب . "  حُكَمَاءَ كَٱلْحَيَّات الخ"  أفادهم بواجباتهم ليتجنبوا الخطر المحيط بهم. فعليهم أن يُظهروا الحكمة والوداعة والطهارة. وذكر الحكمة كالحيات. وحكمة الحيات مشهورة بشدة احتراسها من الخطر. فوجب على التلاميذ أن يماثلوها بذلك الاحتراس، لا بالخبث يل بالحيلة (تكوين 3: 1).وكانت الحية احيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله، "  وإذا كانت حيلة الحية القديمة قد تسببت فى خروج  الإنسان من طاعة الرب ورعايته فحكمة الروح القدس وتدبيرة سيكون سببا فى رجوع بنى آدم إلى أحضان الإلهية مرة أخرى ( أفسس 5: 15)  فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء رومية 16: 16- 19) واطلب اليكم ايها الاخوة ان تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات، خلافا للتعليم الذي تعلمتموه، واعرضوا عنهم. لان مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم. وبالكلام الطيب والاقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء. لان طاعتكم ذاعت الى الجميع، فافرح انا بكم، واريد ان تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر" . و (1 كورنثوس 14: 20)  ايها الاخوة، لا تكونوا اولادا في اذهانكم، بل كونوا اولادا في الشر، واما في الاذهان فكونوا كاملين.  و

جـ . "بسطاء كالحمام" . وأمر تلاميذه بأن يشبهوا الحمام لأنه مشهور بالوداعة وعدم الإيذاء. وظهر الروح القدس وقت معمودية المسيح بهيئة الحمام (متّى ٣: ١٦). وقد أظهر المسيح حكمة الحيات في جوابه للكتبة والفريسيين والصدوقيين (متّى 22: 15- 46) وأظهر وداعة الحمام وقت محاكمته أمام محاكمة مجس السنهدرين المكون من رؤساء الكهنة ورؤساء وشيوخ الشعب  (متّى 26 :  57- 67) 

وليت لا يظن أي واحد أن هذه الوصايا غير عملية، لأن الرب يعرف طبيعة الأمور أكثر من جميع الآخرين. إنه يعرف أن العنف لا يخمده العنف بل الكياسة. وإن كنتَ تريد أن ترى هذه النتيجة مُنفَّذة فعلاً في أعمال الناس أيضاً، فاقرأ سفر أعمال الرسل وسوف ترى كيف أنه كثيراً ما ثار اليهود ضد هؤلاء الرسل وصرُّوا بأسنانهم عليهم؛ أما هم فإذ كانوا يتشبَّهون بالحمامة فيُجيبون بوداعة لائقة أَذْهَبَتْ عن الغاضبين غضبهم، وأخمدت جنونهم، وكسرت حدَّة اندفاعهم. كما حينما قالوا لهم: «أَمَا أوصيناكم وصية أن لا تُعلِّموا بهذا الاسم» (أع 5: 28). ورغم أنهم كانوا قادرين على أن يجروا المزيد من المعجزات إلاَّ أنهم لم يقولوا ولم يفعلوا أي شيء بعنف؛ بل أجابوا عن أنفسهم بكل وداعة قائلين: «إن كان حقاً أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله فاحكموا» (أع 4: 19).
فهلاَّ رأيتَ وداعة الحمامة؟ انظر جيداً إلى حكمة الحيَّة: «لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلَّم بما رأينا وسمعنا» (أع 4: 20). أَلاَ ترى كيف يجب أن نكون نحن كاملين في جميع الأمور حتى لا نصغر أمام الخطر فنثور من قبيل الغضب!

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

شبه الرسل والمسيحيين بالخراف والحنفاء واليهود بالذئاب فكما ان الخراف تجهل شر الذئاب فتخطفها هذه وتمزقها فهكذا اوصى رسله ان يكونوا ودعاء فقد اشار بالذئاب عن قحة الاعداء وخبثهم .

    ان في الحية اربع صفات منها انها تسلم جسدها للضرب مدافعة عن رأسها فيريد بذلك ان نقتدي بالحية محافظين على ايماننا الذي بمنزلة الراس وان اسلمنا اجسادنا للعذاب والشدائد . وأيضا اذا شاخت الحية ثقل جلدها وعميت عيناها فتصوم اربعين يوماًًًًًحتى يضعف جسدها ثم تدخل في ثقب ضيق فتزحم من ضيقة الموضع الذي جازت فيه فتنزع عنها جلدها الشائخ فيتجدد شبابها وتتقوى وتنفتح عيناها . فيعلمنا ربنا مما تقدم ان ندخل الباب الضيق المكنى به عن التجارب وننزع عنا الثياب العتيقة المشبهة بالخطيئة ونلبس الجديدة متجددين شبه خالقنا كما قد قيل أدخلوا من الباب الضيق . ثم ان الحية اذا ارادت ان تشرب ماء تخفي سمها فكذلك الذين يكرزون بالبشلرة لا يجب ان يحقدوا على من يضطهدونهم لان الذين يتوقون الى الشرب من ماء الحياة اي من التعاليم الالهية ينبغي ان يتنقوا من الشهوات الجسدية المشبهة بالسم . ثم ان الحية اذا رأت انساناً عرياناً خافت وهربت منه واذا رأته لابسا هجمت عليه . فيفهم من ذلك انه مادمنا في الافكار النجسة سهل على الشيطان اقتناصنا وتجربتنا واذا تعرينا عنها صعب عليه التغلب علينا فيولي هارباًًًًًمنا . وقوله ” وودعاء كالحمام ” هو ان الحمام اذا قتلت فراخه لا يغضب ولا يترك مكانه . فيريد المسيح ان نتشبه به مبتعددين عن ايقاع الضرر بمبغضينا والحقد على من يضطهدنا وبذلك نقوى على جذبهم الى الايمان والصلاح . 

تفسير (متى 10: 17) ولكن احذروا من الناس ، لأنهم سيسلمونكم الى مجالس ، وفي مجامعهم يجلدونكم .
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " ٱحْذَرُوا مِنَ ٱلنَّاس " أطلق يسوع على اليهود المقاومين له لقب "الناس" بدل لقب "ابناء" لأنهم سلموه وسوف يقاومون رسله فقد كان الرسل يقابلون بين الجمع فى المدن المختلفة بيهود وأممين فكان بعض اليهود يقاومونهم إنهم ناس يشبهون الذئاب يقاومونهم ويمسكوهم ويسلموهم للحكام ( أو من ناس ذئاب فى داخل الكنيسة  فى ثياب حملان) ، إحذروا أن تقعوا في أيديهم بغير ضرورة قبل أن تكملوا تبشيركم بى
2) "سَيُسَلِّمُونَكُم " لتُحاكموا وتدانوا لإيمانكم بي. (متّى 24: 9) حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي.   و (مرقس13: 9) فانظروا الى نفوسكم. لانهم سيسلمونكم الى مجالس وتجلدون في مجامع وتوقفون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم.  و (لو 21: 12) وقبل هذا كله يلقون ايديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم الى مجامع وسجون وتساقون امام ملوك وولاة لاجل اسمي
3) " إِلَى مَجَالِس " طبقا للنظام اليونانى فى الحكم وبعده الرومانى كان تحكم كل القرى والمدن المجالس الصغرى من الشيوخ الأغنياء مسئول عن حل الخلافات والمشاكل وتدبير مشروعات التى تهم المكان ما يشبه البلدية فى أيامنا هذه ، وكانت يومئذ في كل قرية ومدينة في البلاد، وتخضع كلها للمجلس الأكبر في أورشليم (السنهدرين) المؤلف من سبعين عضواً. وقد تمت هذه النبوئة على الرسل فعلاً  فلم يتفاجأوا (انظر أعمال 4: 5- 22)  (أع 5: 40) فانقادوا اليه. ودعوا الرسل وجلدوهم، واوصوهم ان لا يتكلموا باسم يسوع، ثم اطلقوهم.
4) " فِي مَجَامِعِهِم " كان أعضاء المجالس يجتمعون أحياناً في المجامع للمحاكمة خاصة فى الشكاوى والمخالفات الدينية وتطبيق الشريعة  ، وكان في كل مجمع ثلاثة قضاة، لهم سلطان أن يوقعوا بعض القصاص، ومنه الجَلد (أع 22: 19) فقلت: يارب، هم يعلمون اني كنت احبس واضرب في كل مجمع الذين يؤمنون بك. (أع 26: 11)   وفي كل المجامع كنت اعاقبهم مرارا كثيرة، واضطرهم الى التجديف. واذ افرط حنقي عليهم كنت اطردهم الى المدن التي في الخارج.
5) " يَجْلِدُونَكُمْ " ذُكر الجلد في شريعة موسى (تث 25: 2) فان كان المذنب مستوجب الضرب يطرحه القاضي ويجلدونه امامه على قدر ذنبه بالعدد.وكان القانون أن لا تزيد الجلدات على أربعين، (تث 25: 3) اربعين يجلده لا يزد لئلا اذا زاد في جلده على هذه ضربات كثيرة يحتقر اخوك في عينيك.  وجعلها اليهود بعد ذلك ٣٩ خوفاً من الخطأ لهذا كانت خشبة السوط  ثلاث أسواط جلد وتسمى "بالمقرعة" (أداة الجلد الرومانية) ، وعدد الضربات بها ١٣. وعلى ذلك جُلد بولس خمس مرات فيكون العدد 39 وكان الجلد "بالمقرعة" (أداة الجلد الرومانية) جائزا عند اليهود، ومارسوه فعلا (مت 10: 17، 23: 34، أع 22: 19، 26: 11). مع مراعاة العدد الذي تحدده الشريعة من الضربات، ويقول الرسول بولس: "من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة"، ويفرق بين هذه الجلدات، والضرب بالعصي التي ضرب بها ثلاث مرات (2 كو 11: 24 و25). أما الشريعة الرومانية فلم تعين عدد الضربات.  وكان حكام سورية السلوقيين أول من ادخلوا "المقارع" لجلد اليهود، وذلك عندما حاول رجال انطيوكس ابيفانوس إجبارهم على أكل لحم الخنزير (2 مك 6: 3، 7: 1).

تفسير (متى 10: 18) وتساقون امام ولاة وملوك من أجلي شهادة لهم وللأمم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

من أعظم واجبات المؤمن الحقيقي أن يشهد للمسيح بسيرته قبل أقواله، لا سيما وقت الاضطهاد وبين أعداء مجدفين.
1) " وُلاَة " كان الإمبراطور يقسم أراضى الإمبراطورية الرومانية إلى عدة أقسام أى ولايات ويرسل إلي كل ولاية والى يحكمها  فمثلا يذكر الكتاب المقدس  عددا من هؤلاء الولاة: بيلاطس البنطي والي اليهودية (مت 28: 14 ولو 3ك 1) وفيلكس والي فلسطين كلها الذي كان مقره في قيصرية (أع 23: 24 إلخ.) وفستوس والي فلسطين كلها (أع 24: 27) وكبرينيوس وكيل الإمبراطور الروماني في سورية (لو 2: 2).

 وأحيانًا كان يُعزل الولاة في الأقاليم الصغيرة ويعيّن مكانهم ولاة للولايات الكبيرة كما فعل أوغسطس قيصر باوخيلاوس في السنة 6 ق.م. فجعل من اليهودية والسامرة وادوميا جزءًا من إقليم سورية ودعي ولاية اليهودية (راجع تاريخ يوسيفوس 17: 11 و4 و13 و5 وأخبار تاسيتوس 13: 33)، ومرقس وكان حكامها كالآتي: كابونيوس، ومرقس ابيفرس، وانيوس روفوس الذين في عهدهما مات اوغسطس قيصر، وفليريوس غراتوس، الذي بقي واليًا مدة 11 سنة (تاريخ يوسيفوس 17: 2 و3) وبيلاطس البنطي الذي عينه طيباريوس قيصر، وعزل من منصبه بعد عشر سنوات ووصل روما بعد وفاة طيباريوس، التي كانت في آذار سنة 37 م. (تاريخ يوسيفوس 18: 2 و2 و4 و2 و6 و5 وأخبار تاسيتوس (15: 44 ولو 3: 1)، ومارسلوس، ومارلوس الذي عينه الإمبراطور كايوس (تاريخ يوسيفوس 18: 6 و11) بعد مدة انتهت بعد مدة انتهت بهيرودس اغريباس، الذي حكم اليهودية ثلاث سنوات (أع 12: 1- 23) وكسبيوس فادوس الذي عينه الإمبراطور كلوديوس، وطيباريوس الكسندروس (تاريخ يوسيفوس 19: 9 و20: 1 و5 و2) وكومانوس، الذي عين بعد موت هيرودس (تارخ يوسيفوس 20: 5 و2 و6 و2 و3). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). أما الوالي فيلكس فقد عينه الإمبراطور كلوديوس (تاريخ يوسيفوس 20: 7 و1 وتاريخ تاسيتوس 5: 9)، وأما بروسيوس فستوس فقد أرسله الإمبراطور نيرون (تاريخ يوسيفوس 20 و8 و9)، وأخيرًا غاسيوس فلوروس الذي استلم منصبه قبيل السنة الثانية عشرة من حكم نيرون (تاريخ يوسيفوس 20 و11 و1).
ويلاحظ من هذه الروايات وعلاقتها بعضها ببعض أن هؤلاء الولاة كانوا خاضعين لوالي سورية. غير أن ولاة اليهودية كانوا ذوي سلطة مطلقة. وكانت لهم سلطة على الحياة والموت. وكان الجند ينفذون الأحكام التي يصدرونها. وقد اتخذوا قيصرية عند البحر مقرًا لهم في الأغلب. ولكن كانوا يذهبون إلى أورشليم في المواسم والاحتفالات. وأحيانًا كانوا يمضون الشتاء فيها (تاريخ يوسيفوس 18 و3 و1) ويحلون في قصر هيرودس، أو يزورون المستعمرات الرومانية حسب مقتضى الحال.
2) " مُلُوكٍ" وهذا تم بوقوف بولس أمام هيرودس أغريباس (أعمال 26) وأمام نيرون (أعمال 25: 12). تطلق على حكام الناس أراضيهم متسعة كرؤساء أدوم فإنهم سموا ملوكًا (تك 36: 31) وهكذا رؤساء مديان (عد 31: 8) وموآب (عد 13: 7) وهكذا حاكم المدينة الواحدة كملكي صادق ملك ساليم (تك 14: 18) كما تطلق على إمبراطور رومية (1 بط 2: 13) وغيره من عظام الحكام. هذا وقد سمي هيرودوس رئيس الربع ملكًا (مت 14: 9) لأنه حكم عدة ولايات

والولاة والملوك مسؤولين عن كل الأحكام السياسية. وكثيراً ما علت القوة السياسية على القوة الدينية فى اليهودية ومنعتها من تنفيذ حكم الإعدام ما تنص الشريعة ولكن كان شيوخ اليهود وكهنتهم يستغلون الإتهامات السياسية ليحققوا رغبتهم فى الإنتقام مثل ما حدث مع يسوع وعلى تلاميذ المسيح. وتحقق هذه النبوة برهان على أن المسيح عالم بالمستقبل، فمن المحال أن يقف صيادو الجليل أمام الملوك.
3) " شَهَادَةً لَهُمْ " أى يشهد بالمسيح لهم ، تكون تلك الشهادة لهم إذا قبلوها كما قبلها سرجيوس الذى آمن بعد أن قاوم بولس عليم الساحر  (أعمال 13: 7).كان مع الوالي سرجيوس بولس، وهو رجل فهيم. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس ان يسمع كلمة الله. "  ولكن هذه الشهادة تكون عليهم إن لم يقبلوا كما كانت على فيلكس (أعمال 25: 25).ثم بعد ايام جاء فيلكس مع دروسلا امراته، وهي يهودية. فاستحضر بولس وسمع منه عن الايمان بالمسيح. 25 وبينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة ان تكون، ارتعب فيلكس، واجاب:«اما الان فاذهب، ومتى حصلت على وقت استدعيك».  وهذه الشهادة بالمسيح. ووسع الاضطهاد دائرتها، فحتى وصل الأمر إلى  موت الشهداء فكان شهادة قوية للحق.
4) " وَلِلأُمَم " وذكر الأمم بعد ذكر ولاتها وملوكها لعموم تلك الشهادة .كرر المسيح هذه النبوة بقوله: «ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم، ثم يأتي المنتهى» (متّى 24: 13). وتظهر قوة هذه الشهادة مما ورد في( فيلبي 1: 12- 18)  ثم اريد ان تعلموا ايها الاخوة ان اموري قد الت اكثر الى تقدم الانجيل، 13حتى ان وثقي صارت ظاهرة في المسيح في كل دار الولاية وفي باقي الاماكن اجمع.14 واكثر الاخوة، وهم واثقون في الرب بوثقي، يجترئون اكثر على التكلم بالكلمة بلا خوف. 15 اما قوم فعن حسد وخصام يكرزون بالمسيح، واما قوم فعن مسرة. 16فهؤلاء عن تحزب ينادون بالمسيح لا عن اخلاص، ظانين انهم يضيفون الى وثقي ضيقا. 17 واولئك عن محبة، عالمين اني موضوع لحماية الانجيل. 18 فماذا؟ غير انه على كل وجه سواء كان بعلة ام بحق ينادى بالمسيح، وبهذا انا افرح. بل سافرح ايضا "
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

فقد حذر هنا رسله من ان يسلموا ذواتهم للشدائد منبئا اياهم عما سيلاقونه من الشدائد وانواع العذابات وغيرهم من اليهود بسبب تبشيرهم بتعاليمه وأوصاهم ان يحتملوا ذلك كله بالصبر .

تفسير (متى 10: 19) فمتى اسلموكم فلا تهتموا كيف او بما تتكلمون ، لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس  
 1) "  فمتى اسلموكم " بعد أن أنبأهم بخطورة ما سيقابلونه ويحيط بهم أثناء تبشيرهم  ، أراد أن يشجعهم بالروح المعزى والمعين ، وعد بإلهام خاص يعمل من داخلهم   حين يُساقون إلى المحاكمة سيتكلم على لسانهم سيجاعلهم يجاوبوا عن أنفسهم وعن المسيح . وإدراكهم هذا الوعد سيحفظهم من اليأس، (لو 21: 14- 15) فضعوا في قلوبكم ان لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا  لاني انا اعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم ان يقاوموها او يناقضوها.  ولم يكن هذا الوعد جديدا فكثيرا ما حققه الرب فى العهد القديم عمل الروح مع داود النبى (2صموئيل 23: 1 و 2)  فهذه هي كلمات داود الاخيرة.وحي داود بن يسى ووحي الرجل القائم في العلا مسيح اله يعقوب ومرنم اسرائيل الحلو. روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني " أرميا النبى دعاه الرب للقيام بالعمل النبوي في رؤية رآها وهو بعد حدث، فأحس بأنه لم يكتمل النضوج بعد، وبأنه قليل الخبرة وغير كفوء للقيام بهذا العمل العظيم ومخاطبة الرجال الذين يكبرونه سنًا وخبرة ومركزًا فمدّ الرب يده ولمس فمه وقال له "ها أنذا قد جعلت كلامي في فمك. انظر! قد أقمتك اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم، وتهلك وتنقض، وتبني وتغرس". وقال (أر 1: 7)  فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب وتتكلم بكل ما امرك به.  "   وفى العهد الجديد قال بولس ( رومية 8: 31) ماذا نقول لهذا؟ إن كان الله معنا، فمن علينا؟"  وفوجئ الرسل بتحقق نبوة يسوع حول أن أحدا لن يقدروا على مقاومتهم (أع 6: 10)  ولم يقدروا ان يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به. " وحتى عندما ترك بولس الجميع نراه يقول (2تيموثاوس 4: 17)   ولكن الرب وقف معي وقواني، لكي تتم بي الكرازة، ويسمع جميع الامم، فانقذت من فم الاسد "
كما نتذكر إضطهاد فرعون لشعب الرب الإسرائيليين فى أرض مصر وأن الرب مع أولاده والمؤمنين به ( خروج 4: 12) ولكن بحسبما اذلوهم هكذا نموا وامتدوا.فاختشوا من بني اسرائيل "
2) " فَلاَ تَهْتَمُّوا" يعنى الهم الزائد بالتفكير فى الغد وفى المأكل والملبس والإحتياجات الأخرى وبالأكثر عدم الإهتمام الزائد بالعمل ى التبشير بالرب  الرب أيضا ، وهذا مثل ما سبق في ( متّى 6: 25- 27)  لذلك اقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون ولا لاجسادكم بما تلبسون. اليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس؟ 26 انظروا الى طيور السماء: انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن وابوكم السماوي يقوتها. الستم انتم بالحري افضل منها؟27 ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة؟ 
3) "كَيْفَ أَوْ بِمَا " أي لا تهتموا بأسلوب الإجابة ولا بحقيقة الأجوبة، فالروح القدس سوف يقودكم سوف تكونون آلات وهو يتكلم من فمكم ويستطيع أن يجعلكم التكلم بأسلوبهم بألسنتهم. يخطئ البعض بفهم ان الروح القدس سيملي كل كلمه بطريقه حرفية عندما ندافع او نتكلم امام محكمة او نشهد لان هذا الفكر يحمل معه الغاء دور الانسان والله لا يلغي دور الانسان ولكن يكمله ويرشده مع ملاحظة أ،ه حسب طلب الانسان وحسب تمسكه بالرب يعطي له فبعض الاشخاص يكون عنده حساسية لسماع صوت الرب فيسير بارشاد الروح القدس بقوه والبعض يكون بعيد عن الرب فلا يسمع لصوت الرب بسهوله لانشغاله ببعض امور العالم
3) " رُوحُ أَبِيكُمُ "  الروح القدس أطلق عليه يسوع «روح أبيهم» لأنه روح الآب الذى كان يرف على وجه المياة ، وهذه الروح ليست غريبة عنكم أ‘طيتم إياها لأنكم  بنى الله تدعون (انظر متّى 5: 16) فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات. " ووعد المسيح بالروح القدس بأكثر إيضاح في ( يوحنا 15: 26- 27) «ومتى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب، روح الحق، الذي من عند الاب ينبثق، فهو يشهد لي. 27 وتشهدون انتم ايضا لانكم معي من الابتداء. " . وظهر عمل الروح القدس بوضوح فى التلاميذ الصيادين في بطرس ويوحنا أمام مجلس السبعين (أعمال 4: 13) فلما راوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا انهما انسانان عديما العلم وعاميان، تعجبوا. فعرفوهما انهما كانا مع يسوع "  فإنهما تكلما بشجاعة وحكمة. ولم يحجب الروح شيئاً من الحق بسبب جهل الرسل أو عدم فصاحتهم، فجاءت كل أجوبة الرسل في سفر الأعمال ليست من عندهم بل مؤيدة بكلمات العهد القديم وأحداثة مؤيدة بالروح القدس العامل بنشاط (إمتلاء ) فى التلانيذ . فلم بخطئ  بولس في جوابه لرئيس الكهنة بالغضب منه فى كلامة بل يمكن فى نبرة صوته (أعمال 23: 3) حينئذ قال له بولس :«سيضربك الله ايها الحائط المبيض! افانت جالس تحكم علي حسب الناموس، وانت تامر بضربي مخالفا للناموس؟» 4 فقال الواقفون: «اتشتم رئيس كهنة الله؟» 5 فقال بولس:«لم اكن اعرف ايها الاخوة انه رئيس كهنة، لانه مكتوب: رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا».  كما لا يمكن أن ننسب إليه الحكمة االإنساية في وشع الخلاف بين الفريسيين والصدوقيين من جهة القيامة (أعمال 23: 6) ولما علم بولس ان قسما منهم صدوقيون والاخر فريسيون، صرخ في المجمع:«ايها الرجال الاخوة، انا فريسي ابن فريسي. على رجاء قيامة الاموات انا احاكم».  . لقد ألهم الروح القدس الرسل بالكلام في المحافكم وأمام الولاة والملوك والأباطرة ، ألهمهم بما كتبوه شهادة لكل بشر في كل زمن. وأخيرا نقول أن الروح القدس تعمل فى كل زمان ومكان ونمتلئ بها ولكن يجب أن نحترس من أن نطفئ روح الرب الملتهبة فينا

تفسير (متى 10: 20) لان لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " روح ابيكم " هو الروح القدس / روح الوهيم الله - ظهرت الأقانيم  فى العهد القديم فى آيات من ضمن سياق الأحداث فنقرأ أن  الروح ظهر عندما كانت الأرض خربة وخاليه ومظلمة "وروح الله يرف على وجه المياه" (ك1: 2). ثم ظهر أقنوم الكلمة بــ (القول) ثم "قال الله لنفض المياه زحافًا ذات نفس حية، وليطير طير فوق الأرض..." ( تك1: 20). وهكذا فإن روح الله الذي كان يرف على وجه المياه، اخرج منها هذه الكائنات الحية. وهذه الكائنات الحية، يحفظ روح الله وجودها، فيجدده على الأرض. ويقول عنها المرتل في المزمور " كلها إياك تترجى، لترزقها قوتها في حينه... تنوع أرواحها فتموت، وإلى ترابها تعود. ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مز104: 27-30)

والروح القدس لم يهب الحياة لنا فقط،"جبل الرب الإله آدم ترابًا من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسًا حية" (تك2: 7).  بل لكل الكائنات الحية أيضًا.

.ثم ظهرت اقانيم الرب فى  العهد الجديد  ةتميز كل منها بالعمل المتخصص مع الإنسان  ظهر أقنوم الآب وأقنوم الأبن وأقنوم الروح وهم ثلاثة فى واحد 

الروح القدس هو دائم العطاء، منذ بدء الخليقة... ولا تزال يعطى باستمرار. ونلمس عطاءه في الكنيسة كل يوم. ولكي نتبع هذا العطاء، نذكر النقاط الآتية:
أ - الروح القدس هو أقنوم الحياة في الثالوث القدوس. فطبيعي إذن أنه يعطينا الحياة. لأنه منحنا الحياة.  ب - روح الله يعمل أيضًا في القيامة، فيعيد الحياة للبشر. حسب قول الرب للعظام في سفر حزقيال "هاأنذا داخل فيكم روحًا فتحيون... واجعل روحي فيكم فتحيون" (حز37: 5، 14)... تقال هذه عن القيامة الجسدية، وعن القيامة الروحية أيضًا. جـ - الروح القدس يعمل إذن في التوبة.
يقول الرب في ذلك "أعطيكم قلبًا جديدًا، واجعل روحًا جديدة في داخلكم... واجعل روحي في داخلكم، وأجعلكم تسلكون في فرائضي، وتحفظون أحكامي وتعلمون بها " (حز36: 26، 27). الروح القدس هو الذي يبكينا على خطية (يو16: 8). وتبكيت الروح القدس أقوى جدًا من

 تبكيت الضمير البشرى العادي. ولا يقتصر عطاء الروح على تبكيتنا، وإنما يقودنا في الحياة الروحية. وقد قال الرسول في ذلك "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله" (رو8: 14).

2) "  يتكلم فيكم  " الله يعطينا روحه القدوس ليسكن فينا. وروح الله يعطينا كل شيء.. لقد أعطى الروح القدس للتلاميذ في يوم الخمسين (أع2: 2، 3). والتلاميذ أعطوا الروح للناس أولًا بوضع اليد (أع8: 17، 18) ثم بالمسحة المقدسة ( 1يو2: 20، 27). ويعطين

ا الله روحه حاليًا بسر المسحة، سر الميرون المقدس. وكما يقول الرسول "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1كو6 : 19). والله يعطينا روحه بسخاء، كما قال المعمدان: "لأنه ليس بكيل يعطى الله، الروح" (يو3: 34). أي أن عمل روح الله فينا، يكون بوفرة كبيرة. والروح يعطينا كل شيء، لأن "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازله من عند أبى الأنوار" (يع1: 17) .  5 * الروح القدس هو مصدر جميع المواهب ومعطيها: جميع المعجزات والمواهب الفائقة للطبيعة، وجميع العجائب والقوات، كلها بعمل الروح القدس في الإنسان، وليس بقوة بشرية خاصة. وقد شرح القديس بولس ذلك في إصحاح كامل من رسالته إلى كورنثوس (1كو12) فقال في ذلك: "أنواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد... ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة، فإنه لواحد بالروح يعطى بالروح كلام حكمة. ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولآخر إيمان بالروح الواحد. ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات. ولآخر نبوة ولآخر تمييز أرواح. ولآخر أنواع السنة ولآخر ترجمة ألسنة ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه، قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو 12: 4-11).وغرض هذه المواهب هو المنفعة الروحية. حسب قول الرسول "يعطى إظهار الروح للمنفعة" (1كو12: 7)، وحسب قوله لتبنى الكنيسة" (1كو14: 4). وكما قال أيضًا "لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمة ، لبنيان جسد المسيح، إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله" (أف4: 12، 13). فالمواهب التي يعطيها الروح القدس، ليست للافتخار والمجد الباطل، إنما لبنيان الكنيسة. وأعظم العصور التي مرت على الكنيسة، هي العصور التي كان يعمل فيها الروح القدس بهذه المواهب.
فنمو الكنيسة وانتشار الإيمان، لم يكن نتيجة للنشاط البشرى أو الجهاد الفردي أو يكرز، والراعي يرعى. ولكن الروح القدس هو الذي كان ينخس القلوب، وبغيرها ويجددها ويعطيها حرارة... فالرسل كانوا يبشرون "شاهدًا الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة، ومواهب الروح القدس حسب إرادته" (عب2: 4)
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

فاوصى رسله الا يخافوا اذا احضروا لدى الولاة والمحاكم ولا يهتموا بما يقولونه دفاعاًًًًًعن تعاليمهم لان المتكلم فيهم هو الروح القدس الذي سيوحي اليهم بما ينطقونه تزكية لنفوسهم 

تفسير (متى 10: 21) وسيسلم الاخ اخاه الى المـوت ، والاب ولده ، ويقوم الاولاد على والديهم ويقتلونهم ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس  
 وتبدو هذه النبوة  فى هذه الآية غريبة جداً لأنها بخلاف بل أنه ضد طبيعة  علاقة المحية الفطرية بين الأبوة والبنوة والعلاقات بين الأقارب الذين يعيشون فى بيت واحد ، لكنها تحققت ويمكن للقارئ أن يطلع على الملايين من هذه الحالات فى التاريخ
كان هذا الاضطهاد سيقع عليهم مستقبلاً بعد صعوده وغيابه عنهم بالجسد فسبق وأخبرهم به لكي لا يعثروا حينما يقع عليهم. فإنهم وليتذكرون تحذير سيدهم ويثبتون.
مع أن المسيح وعدهم بالتعزية، ولكنه أكد لهم فى ذات الوقت أن إختبار إيمانهم سيكون شديداً ومؤلما  حتى ينفصل بعض الأقربين عن بعض.
1) " سَيُسْلِم "لا تسليم خيانة، بل إعتقادا بأنهم خرجوا عن دينهم وعقيدتهم وبأنهمم يقدمون خدمة لله وقد ورد فى (ميخا 7: 6 - 36) لان الابن مستهين بالاب والبنت قائمة على امها والكنة على حماتها واعداء الانسان اهل بيته "  وقد يكون التسليم إجبارا وخوفا من رجال الحكومة والقضاة  من إتهامهم بالإشتراك معهم فى عقيدتهم ولنتذكر قصة إنكار بطرس .
2) " وَٱلأَبُ وَلَدَه" وأورد الإنجيلى لوقا نفس هذا المعنى فى  ( لوقا 21: 16 -  19)  وسوف تسلمون من الوالدين والاخوة والاقرباء والاصدقاء ويقتلون منكم.  وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك.  بصبركم اقتنوا انفسكم. " 
3) " يَقُومُ ٱلأَوْلاَدُ " أي يعصى الأولاد والديهم ويقاومونهم أشد مقاومة.
4) " يَقْتُلُونَهُمْ"  وتكون نتيجة التسليم لرجال الحكومة والقضاة الحكم بالقتل هذا إذا لم يقتل المسيحى على الفور وهو مساق فى قيود .. وقد رأينا التعصب الديني اليهودى فى الكنيسة الأولى والإسلامى منذ القرن السادس وحتى اليوم للمسيحيين هذا الغضب ضد المسيحية يزيل المحبة الطبيعية بين االأقارب ، فيجعل النساء والرجال الاباء والأبناء الذين يقاومون المسيحية أشد شراسة من الوحوش فهذا هو من عمل الشرير الذى يمتلك العالم .

ولما أشرق النور الساطع من يوم الخمسين وبدأ فجر المسيحية  إ(أعمال الرسل 6، 7).وكانت كلمة الله تنمو، وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في اورشليم، وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الايمان "  فبدأ الشرير يعمل فى الإتجاة المضاد كان الأخ يسلم أخاه إلى «سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله» (يوحنا 2:16).

عجيب هو الإنسان لا يطيق مخالفته في عقائده الدينية ويفترض أنه بعقيدته يملك الحق المطلق ولا يؤمن بالإختلاف وأن الله خلقنا مختلفين فى كل شئ بل أنه ن المستحيل تجد أثنين متشابهين فى كل شئ حتى ولو كانوا توئمان . يريد أن يجبر الآخرين بأن يعتقدوا مثله. وكلما كانت عقائده خالية من الحق، كلما قوى غيظه من الذين يرفضونها. وأن أمكنه أن يضطهدهم، فأنه لا يتوانى عن ذلك. حتى وإن كان عندنا الحق، فأننا لا نسلم من هذا الميل الشيطاني، إن لم تفعل فينا نعمة الله الغنية وتجعلنا متواضعين. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

 اي انه بسبب كرازتهم بتعاليمي سينالكم كل عذاب واضطهاد حتى من أخوتكم . 

تفسير (متى 10: 22) وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي ، ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

من هذا القول يظهر أن المسيحية ستلقى المقاومة من كل الناس في كل الأرض، لا من شعب واحد في عصر واحد. وسبب ذلك أن هذا الدين يعمل على إصلاح فساد الطبيعة البشرية  والغرائز الشريرة . وتمت هذه النبوة في القرن الأول وما بعده إلى الآن، وصدقت على المسيحيين في كل عصر كما صدقت على الرسل الاثني عشر. ولا بد من أن تبقى العداوة بين نسل الحية ونسل المرأة إلى نهاية الزمن.
1) " مُبْغَضِينَ مِنَ ٱلْجَمِيعِ " تكررت هذه ألاية فى الأناجيل الآتية (مت 24: 9) حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي.(مر 13: 13) وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص (.لو 1: 71) خلاص من اعدائنا ومن ايدي جميع مبغضينا.(لو 21: 17) وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي."
 أن الايمان باسم المسيح يهيج الشر في قلوب الذين يرفضونه أكثر من كل ما عداه، كما يقول «وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني» (يوحنا 3:16).

البغض والكره والحقد الذي ينتج عنه الأذى .ونقرأ فى إنجيل يوحنا عن بغض قادة اليهود الدينيين للمسيح أكثر مما يوضحه سواه من الأناجيل. فأنهم أخذوا أولاً يقاومون بالكلام (يوحنا5: 16- 18).ولهذا كان اليهود يطردون يسوع، ويطلبون ان يقتلوه، لانه عمل هذا في سبت. 17 فاجابهم يسوع:«ابي يعمل حتى الان وانا اعمل». 18 فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه، لانه لم ينقض السبت فقط، بل قال ايضا ان الله ابوه، معادلا نفسه بالله." وأرادوا أن يختطفوه (يو 6: 15) واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف ايضا الى الجبل وحده. "   ثم هددوا من يعترف به بالقطع / الحرم من المجمع المحلى والسنهدرين (يوحنا 9: 22).قال ابواه هذا لانهما كانا يخافان من اليهود، لان اليهود كانوا قد تعاهدوا انه ان اعترف احد بانه المسيح يخرج من المجمع " وحاولوا مرارًا بدون جدوى أن يرجموه (يوحنا 10: 39) .  فطلبوا ايضا ان يمسكوه فخرج من ايديهم،(يو 11: 8)  قال له التلاميذ:«يا معلم، الان كان اليهود يطلبون ان يرجموك، وتذهب ايضا الى هناك».  ولما أقام لعازر تشاوروا عليه لكي يقتلوه (يو 11: 53) فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه. " بل وأرادوا أن يقتلوا لعازر أيضًا لكي يبطلوا هذه الشهادة القوية للمسيح (يوحنا 12: 10- 11) فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر ايضا، 11لان كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون ويؤمنون بيسوع  . فكان كلما ازداد النور لهم اشتد بغضهم له (يوحنا إصحاح 12).  ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور».
2) " مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي " لأنكم آمنتم بى وأسمى أطلق عليكم ، ولأنكم تبشرون وتكرزون بي وتشهدون بأني إلهكم والوسيط الوحيد والكاهن والملك (يوحنا 15: 18- 19) «ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لانكم لستم من العالم، بل انا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم.  "
3) " ٱلَّذِي يَصْبِرُ " نستنتج من ذلك أن افضطهاد لم يشمل قتل كل المسيحيين ، وأن نهايته النجاة فإذا كان موتا فهو ربح وإن كان مجى من الموت إستشهادا فلنا حياة فممع المسيح . والصبر هنا لإحتمال الاضطهاد وقسوة المبغضين ، لأننا متمسكين بالإيمان قلبياً، والاعتراف العلني بالمسيح هو الذي يكون سبب الاضطهاد.
4) "ٱلْمُنْتَهَى " أي نهاية الاضطهاد قبل خراب أورشليم (كما في العدد الآتي)، أو نهاية الحياة، أو مجيء المسيح ثانيةً.
5) " يَخْلُصُ" أي ينجو من الموت مثلما حدث بهروب المسيحيين في خراب أورشليم (متّى 24: 15- 18).«فمتى نظرتم «رجسة الخراب» التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس - ليفهم القارئ -  فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال والذي على السطح فلا ينزل لياخذ من بيته شيئا  والذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه لياخذ ثيابه.  وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام!  "  أو أنه ينال الحياة  الأبدية إن مات قتلاً من أجل المسيح.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

يما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انه ان انذرهم بما سينالونه من الشدائد وبغض الناس جميعا لهم لاجل اسمه أخذ يعزيهم ويشجعهم على احتمال ذلك بصبر ليستحقوا المجازاة وهي التمتع بالنعيم الابدي . ثم بعد ان تكلم عن التجارب المزمعين ان يقاسوها من الشعوب بعد قيامته اتبع كلامه قائلا 

تفسير (متى 10: 23) ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا الى الأخرى . فاني الحق اقول لكم : لا تكملون مدن اسرائيل حتى ياتي ابن الانسان .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  فاهربوا الى الأخرى "  فالهرب من الاضطهاد فى المسيحية ليس لراحة الجسد جُبنٌ وإثم، لكن المحافظة على الحياة لخدمة الإيمان المسيحى وهو من الواجبات المسيحية. - وهناك آيات وأحداث حول الهروب وردت فى العهد الجديد نسردها لكم بدون تعليق (متّى 2: 13)وبعدما انصرفوا اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا: «قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر وكن هناك حتى اقول لك. لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه»   و ( مت 12: 14- 15)  و (أعمال 9: 25) فعلم شاول بمكيدتهم. وكانوا يراقبون الابواب ايضا نهارا وليلا ليقتلوه. فاخذه التلاميذ ليلا وانزلوه من السور مدلين اياه في سل. " و(أع 14: 5- 7) فلما حصل من الامم واليهود مع رؤسائهم هجوم ليبغوا عليهما ويرجموهما، شعرا به، فهربا الى مدينتي ليكاونية: لسترة ودربة، والى الكورة المحيطة. 7 وكانا هناك يبشران."
أمر المسيح تلاميذه هنا بأن يستعملوا حكمة الحيات ومنها الهروب من الخطر ومن الضيقات والإضطهاد لأماكن أخرى ليس هروب خوفا ولكن هروب للتبشير فى أماكن أخرى وإنتشار الإيمان ، بأن يحذروا الخطر مثلما حدث فى هروب المسيحييين من أورشليم التى كانت الجيوش الرومانية تحيط بها إلى الأردن ، فلا يعرضون أنفسهم للخطر  لغير اضطرار، وأن لا يمكثوا حيث الموت بلا فائدة وبلا نتيجة ، بل أن يحافظوا على حياتهم  لييستمروا  فى خدمة الكلمة في المستقبل. وأباح المسيح بذلك لتلاميذه في كل عصر أن يستعملوا الحكمة في إنقاذ حياتهم من الخطر كلما قدروا بلا ضرر للحق.
وقد كان المسيح يهرب من أيدى اليهود والفريسيين والكتبة فى بداية تبشيره ، فى الناصرة  (لوقا4: 27- 30)فامتلا غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا 29 فقاموا واخرجوه خارج المدينة وجاءوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه الى اسفل. 30اما هو فجاز في وسطهم ومضى. .  وفى الهيكل (يوحنا 8: 59) فرفعوا حجارة ليرجموه. اما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا.  و فى الإحتفال بعيد تجديد الهيكل السنوى فى الهيكل بأورشليم وكان يسوع هناك وكان اليهود يريدون رجمه  (يوحنا 10: 39)  فطلبوا ايضا ان يمسكوه فخرج من ايديهم،  وبيَّن الرسل ما فهموه منه بفعلهم أيضاً (أعمال ٨: ١، ٤ و١١: ١٩).

2) " لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ " وهذه أيضا نبوءة أنكم لن تكملوا التبشير فى جميع مدن بنى إسرائيل ، وتعانون ما فيها من الاضطهاد. ولن تفرغون من تعليمهم فيها حتى يُرفع الخطر .
3) " يَأْتِيَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ " رأى بعض المفسرين أن هذا إشارة عامة إلى نهاية تبشيرهم  وإتمام خدمتهم فى اليهودية  ، ورأي البعض الآخر أنها إشارة إلى مجيء المسيح فى نهاية العالم بإهلاك أورشليم وإزالة الطقوس الموسوية. والرأى الأول هو الأرجخ الذى تم فعلا  فى سنة 70 م حينما هدم القائد الرومانى تيطس أورشليم والهيكل وتنبأ الأنبياء علاوة على مجيئه متواضعاً بمجيء آخر بالقوة والمجد (دا 7: 13) كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه. فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " فكان فى مجيئة الأول نبوة يسع المسيح عن خراب أورشليم هو أيضا رمزاً ومثلا ومثالا في بعض الأمور إلى مجسئة العظيم فى نهاية العالم . " وقد تلاشت الاضطهادات اليهودية بخراب أورشليم وتشتيت اليهود بين الأمم على أننا نفهم من النبوات أنهم سيرجعون ثانية إلى أرضهم في المستقبل (حزقيال 24:36). وستكون الحالة حينذاك أي بعد اختطاف الكنيسة كما كانت قبل خراب أورشليم. إذ سيكون أُناس منهم بمنزلة تلاميذ ليسوع المسيح (انظر رؤيا 9:6-11؛ 17:12؛ 4:20). ويكون عليهم اضطهاد شديد من أخوتهم (اليهود) يتطلب منهم الصبر والثبات إلى أن يظهر المسيح من السماء لخلاصهم (إشعياء 5:66).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يريد بقوله ” اذا اضطهدوكم اليهود ” . الا انه لا يشير الى الاضطهادات التي سيقاسونها بعد الصليب ولكن الى التي قبل الآلام لاجل ذلك قال اهربوا . ثم قال ” انكم لا تتمون مدن اسرائيل ” ليزيل عنهم الخوف من انهم حيث ذهبوا يطردون . ثم ان المسيح ارسل رسله الاثني عشر دفعتين ففي الاولى الى اليهود وفي الثانيه الى باقي الشعوب قائلاًًًًًامضوا وتلمذوا على الاطلاق فقد قال حتى يأتي ابن البشر . ليعزيهم ويفهمهم ان قبل ان يجولوا جميع مدن اسرائيل وتصادفهم الضيق والشدائد فانه يأتي وينجيهم كما سبق وعد الآب لاسرائيل قائلاًًًًًنك حيثما تذكر اسمي فالى هناك آتي وأباركك . فقد اتضح ان المراد من المجيء هو المعونة والمساعددة . ثم حذرهم من ان يضعف صبرهم ورجاؤهم لانه هو ايضاًًًًًقبل الاهانة .

 

This site was last updated 01/14/21