تفسير (متى 23: 5 ) : وكل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس : فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهدابه ثيابهم ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ ٱلنَّاسُ" وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ أي الأعمال المظهرية الدينية.
لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ ٱلنَّاسُ فيمدحونهم بالتقوى، غير مكترثين برضى الرب الذي هو االهدف الوحيد الوحيد من كل أمور تعاليم الكتاب المقدس بعهديه (متّى ٦: ١، ٢، ٥، ١٦) «احترزوا من ان تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم والا فليس لكم اجر عند ابيكم الذي في السماوات. 2 فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الازقة لكي يمجدوا من الناس. الحق اقول لكم: انهم قد استوفوا اجرهم! 5 «ومتى صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون ان يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس. الحق اقول لكم: انهم قد استوفوا اجرهم! .. 16 «ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق اقول لكم: انهم قد استوفوا اجرهم
2) " فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ " كان رداء اليهود الخارجي مربعًا وبه فتحة في وسطه ليدخل من الرأس وكانت توضع عليه شُرابات أو شراشيب مثل التي تعلق في الستائر أو في نهاية المسبحة. وعلى هدب الذيل توضع عصابة اسمانجونية فهدب الذيل يصل إلى التراب. ووضع عصابة اسمانجونية عليه يذكرنا بالسماويات حتى إن كنا نعيش بالجسد (الثوب على الأرض) فحين ينظر الإنسان لأسفل يرى اللون الإسمانجونى السماوي فيذكر السماويات ويذكر وصية الله.
والمرأة نازفة الدم أرادت أن تلمس هدب ثوب يسوع، وتُشفى في الحال (كانت الشريعة تقتضي أن توضع أهدابا في أذيال ثياب الصلاة عند اليهود ليتذكر المرء مسئوليته تجاه الله، وكذا سلطانه الديني) (العدد 15: 37-41): "لأنها قالت: «إن مسست ولو ثيابه شفيت». فللوقت جف ينبوع دمها، وعلمت في جسمها أنها قد برئت من الداء" (مرقس 5: 28-29) - "لأنها قالت في نفسها: «إن مسست ثوبه فقط شفيت»" (متى 9: 21) - "جاءت من ورائه ولمست هدب ثوبه. ففي الحال وقف نزف دمها" (لوقا 8: 44) - -
وتسمى الأهداب في (تث 12:22) الجدليم أو الجدائل فهي خيوط مجدولة. أما الفريسيين فكانوا يطيلون أهداب ثيابهم ليظهروا شدة محافظتهم على الوصايا والشريعة كرامة لهم (مت 5:22). وكان عامّة اليهود يعتقدون في قداسة تلك الأهداب لهذا لمست المرأة هدب ثوب السيد المسيح (مت20:9). فإن كان الله يطلب وضع أهداب لنذكر الوصية والالتزام بها ونذكر السماويات فلماذا يعيب البعض على الكنيسة الأرثوذكسية البعض حين تضع صور القديسين ليذكر الشعب أنهم بقداستهم هم الآن في السماء "ينظروا نهاية سيرتهم".. تطوفون وراء قلوبكم = أي تطلبون إدراك ما تشتهيه قلوبكم من المحظورات. الرب يعلم أن طبيعة الإنسان هي النسيان وهذه العصائب للتذكرة.
" فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ " هذه العصائب الجلدية السوداء كانت تحوي على نصوص العهد القديم .لقد كانوا يضعون هذه العصائب على جباههم فوق العينين. قال الله لشعبه بفم موسى في شأن الناموس «فيكون علامة على يدك وعصابة بين عينيك» (خروج ١٣: ١٦) وقال في كلماته «اربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك» (تثنية ٦: ٨ و١١١: ١٨ وأمثال ٣: ١، ٣ و٦: ٢١). فاتخذ اليهود هذا المجاز حقيقة،كانت هذه هي المعاني الحرفية لـ وأخذوا أربع جمل من الشريعة الأولى (من خروج ١٣: ١ - ١٠) والثانية من خروج ١٣: ١١ - ١٦ والثالثة من تثنية ٥: ٤ - ٩ والرابعة من تثنية ١١: ١٣ - ٢١. وكتبوها على رقٍ وجعلوها أحرازاً ربطوها على عضد أيديهم اليسرى ليكون أقرب إلى القلب، وآخر على الجبهة بين العينين بربط من الجلد..هذه النصوص كان يجب أن تكون النور المرشد لحياة المؤمنين، وليس عصائب سوداء على جباههم.
وكان كل يهودي مكلفاً بذلك متّى بلغ سن الثالثة عشرة. وكانوا يأتون ذلك وقت العبادة فقط. وأما الفريسيون فكانوا يلبسونها دائماً في كل مكان حتى في الأسواق، ويعرضونها أكثر من غيرهم للتظاهر بزيادة التقوى والغيرة في الناموس. ولم يأت اليهود ذلك إلا بعد سبي بابل.
أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ كان هناك زخارف زرقاء على شال الصلاة الخاص بهم والذي كان يذ ّكرهم بالتوراة أمر الله اليهود أن يجعلوا على هدب الذيل عصابة أسمانجونية ( عدد ١٥: ٣٨، ٣٩ ) لم بني اسرائيل وقل لهم ان يصنعوا لهم اهدابا في اذيال ثيابهم في اجيالهم ويجعلوا على هدب الذيل عصابة من اسمانجوني. 39 فتكون لكم هدبا فترونها وتذكرون كل وصايا الرب وتعملونها ولا تطوفون وراء قلوبكم واعينكم التي انتم فاسقون وراءها ( تثنية ٦: ٨ ) واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك( تث 22: 11 ) لا تلبس ثوبا مختلطا صوفا وكتانا معا 12 اعمل لنفسك جدائل على اربعة اطراف ثوبك الذي تتغطى به
ليتذكروا وصايا الله عندما ينظرون إليها كالخيط الذي يعقد على الإصبع ليذكر من ربطه سبب ربطه. ونسب اليهود إلى تلك العصابة قداسة خاصة، فلذلك لمست المرأة المصابة بنزف الدم مثلها من ثوب المسيح (متّى ٩: ٢٠ ولوقا ٨: ٤٤ انظر أيضاً متّى ١٤: ٣٦). وأمر الكتبة أن يكون عدد الخيوط الأسمانجونية في الهدب ٦١٣ وفق عدد أوامر الشريعة، على ما ظنوا. وكبر الفريسيون أهداب ثيابهم أكثر من غيرهم دلالة على زيادة اجتهادهم في حفظ دقائق الشريعة.
( أمثال ٣: ٣) لا تدع الرحمة والحق يتركانك.تقلدهما على عنقك.اكتبهما على لوح قلبك
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يصنعون كل اعمالهم . اي الدينية ليمدحهم الناس بالتقوى غير مكترثين برضى الله الذي هو المقصد الوحيد من كل امور الدين ( ص 6: 5 ) . ( فيعرضون عصائبهم ) قال الله لشعبه بفم موسى في شان الناموس ( فيكون علامة على يدك وعصاية بين عينيك ( خر 13 : 16 ) وقال في كلماته ( اربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك تث 6:8 و11: 18 وام 3 :1 و3 و 6: 21 ) فاتخذ اليهود هذا المجاز حقيقة واخذوا يكتبون وصايا الله العشرة على رق وقال آخرون على قطع ذهب ويعلقونها في أعناقهم وقال آخرون انهم يعلقونها في اكتافهم . واما الفريسيون فكانوا يلبسونها دائماً في كل مكان حتى في الاسواق ويعرضونها اكثر من غيرهم للتظاهر بزيادة التقوى والغيرة في الناموس وما كانوا يسجدون على جبينهم اكراماً لتلك المتابة . ( ويعظمون أهدابهم ) أمر الله اليهود ان يحملوا على هدب الزيل عصابة اسمانجونية ( عدد 15 : 37 – 41 وتث 22 : 12 ) وقال البعض انهم كانوا يخيطون اطراف الثياب بخيوط حريرية وعلى صدورهم من فوق ليتذكروا وصايا الله عندما ينظرون اليها كالخيط الذي يعقد على الاصبع لتذكر الحاجة . اما الفريسيون فكبروا اهداب ثيابهم أكثر من غيرهم دلالة على زيادة اجتهادهم في حفظ دقائق الشريعة ولم يلمهم المسيح على تعليق العصابة لكن لانهم كانوا يعرضونها ويطولونها لاكتساب المجد الباطل .