Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

 تفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الخامس (متى 5: 13- 26)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تتفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الخامس (متى 5: 13- 26)

تقسيم فقرات الإصحاح  الخامس من إنجيل متى (متى 5: 13- 26)
3. رسالة المسيحي ملح الأرض ونور العالم   (مت 5 : 13-16)
4. تكميل الناموس (مت  5 17-20)
بين التطويبات وتكميل الناموس
5. االغضب لقتل (مت 5: 21-26)

تفسير / شرح انجيل متى - الاصحاح الخامس

الموعظة على الجبل - إكمال (كمال) الناموس (متى 5: 17-  20)

إكمال  (كمال ) الناموس ( موقف المسيح من الشريعة )

تفسير (متى 5: 17) 17 «لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمل.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

  و و (غلا3: 24)  اذا قد كان الناموس مؤدبنا الى المسيح لكي نتبرر بالايمان ولكن بعد ما جاء الايمان، لسنا بعد تحت مؤدب لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع. 
1) فى هذه الآية يتكلم يسوع عن الأعمال الحسنة التى ذكرها فى ألايات السابقة والتى قال أنتم نور العالم بها فهل هذه الأعمال الحسنة التى تكلم بها الحى عن طريقه لأنه كلمة الرب فى العهد القديم أم هى التى يتفوه بها فى العهد الجديد كأنه يجاوب سؤال سائل: ما هي الأعمال الصالحة التي يتمجد بها الله؟ هل ما أمر به العهد القديم هو ما يأمر به العهد الجديد؟ كلمنا الرب من خلال كلمته المسيح بالوحى فى أنبياؤه العهد القديم  وفى الجديد كلمنا الرب من خلال كلمته ذاتها فى المسيح .. فإذا كان المتكلم واحدا فى القديم والجديد فلا يبطل الجديد القديم بل يكمله فى هذا قال بولس الرسول (رو3: 31)  افنبطل الناموس بالايمان؟ حاشا! بل نثبت الناموس.
2) " لاَ تَظُنُّوا "اعتقد البعض إعتقادا راجحا  أن المسيح يرتب قواعد جديدة للاعتقاد والأعمال ويلغي العتيقة مع إحتمال أن ينقضه ولكن هذا الإعتقاد يحمل الشك لأن الناوس يقود للبر والمسيح يقودنا للبر أيضا  (رو 10: 4) لان غاية الناموس هي: المسيح للبر لكل من يؤمن." فالغاية واحدة فالمسيحية أوصلت شريعة العهد القديم للكمال فخافظت على كل ما فيها من الكمال والصلام ولكنها إمتدت إلى السماء فوسعت الدائرة إلى أعلى

3) " أَنِّي جِئْتُ" أعلن المسيح أنه  جاء لكي يخلص ما قد هلك"(مت 18: 11) وفى إنجيل يوحنا أوضح أنه جاء إلى اليهود خاصته " الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله" (يو 1: 11) وعندما لم يقبوله فتح الإمان به لجميع الأمم

وجاء يسوع معلما (يو 3: 2) "كان انسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيس لليهود هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما " ثم تكررت كلمة "جئت" التى قالها هنا يسوع فى العديد من الآيات للتعليم  (يو 15: 22) لو لم اكن قد جئت وكلمتهم، لم تكن لهم خطية، واما الان فليس لهم عذر في خطيتهم.(مت 11: 19) (مت 10: 35) (مت 26: 50) (لو 12: 49)(لو 12: 51)  (لو 19: 23) (لو 23: 42)(يو 1: 31)  (يو 12: 46) (مت 10: 34)

4) " لأَنْقُض"  وتعنى فى قواميس اللغة العربية أُلغي أو أُبطل ولكن المعنى المتوافق مع الآية هو "نكث به" لأن المسيح هو الذى أعطى الشريعة عهدا فلا يمكن أن ينكث بالعهد القديم عندما يعطى العهد الجديد
5)  ٱلنَّامُوس أي ناموس موسى،وهو الشريعة التي وضعها موسى، بوحي من الله، في الحقول المدنية والاجتماعية والأدبية والطقسية (مت 5: 17 ويو 1: 17 ورو 10: 1-18 واف 2: 15). وسميت شريعة موسى ناموسًا لان فيها صفات الناموس، أي أنها تكون مجموعة قوانين للسلوك تضعها سلطة عليا منفذة وتشرف على تطبيقها ومعاقبة من يخرج عنها. ولما كان من الطبيعي أن تنشأ بعض العادات والتقاليد ضمن المجتمع الواحد وتقوى مع الأيام حتى تصبح من تراث ذلك المجتمع المقدس ويصبح تطبيقها أمرًا ضروريًا والخروج عنها أمرًا مخالفًا لمصالح المجتمع. وضمن ناموس موسى الكثير من العادات التي كانت معروفة من قبل موسى، والتي أعطاها موسى الصيغة الرسمية، وجعلها من ضمن القانون، ومن ضمن الشريعة والناموس، مثل قصاص القاتل (تك 9: 6) والزانية (تك 38: 24) وزواج الأخ من أرملة أخيه (تك 38: 8) والتمييز بين الحيوانات الطاهرة والنجسة (تك 8: 20) وحفظ السبت يومًا للرب (تك 2: 3). وقد جاء الناموس من الله على يد موسى. ومع ان لفظة الناموس، لوحدها، تعني في بعض الأحيان العهد القديم كله (يو 12: 34 و1 كو 14: 21) فانها ترمز إلى ناموس موسى في معظم الأحيان (يش 1: 8 ونح 8: 2 و3 و14). وهي ليست شريعة موسى إلا بالاسم، لأنها من عند الله، ومن وضع الله. إنما سلمت إلى البشر عن طريق موسى في سيناء (خر 20: 19-22 ويش 24: 26 ومت 15: 4 ويو 1: 17 و2 كو 3: 3). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وقد كتبت في كتاب (يش 1: 7 و8). وحوت الشريعة الموجودة في الخروج واللاويين والعدد والتثنية (قابل مر 12: 26 مع خر 3: 6 ومر 7: 22 و23 مع لا 12: 2 و3 ومت 8: 4 مع لا 14: 3 ومت 19: 8 و22: 24: 1 و25: 5)
6) "أَوِ ٱلأَنْبِيَاءَ" «الناموس والأنبياء» أى المكتوب والمقول أى التقاليد وكلمة ألأنبياء هو كل من كتبوا وتنباوا العهد القديم . وهاتان الكلمتان  تتضمنان كل كلام الله المعلن بالوحي للناس مما أعلن لموسى أولاً إلى ما أعلن لآخر الأنبياء أخيراً. لكن حدث أن زادت التقاليد وغطت على الكلمة المثبة فى أسفار العهد القديم مثل قضية (مت 23: 20): فإن من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه!  لقد أبطل الفريسيون الناموس بتقاليدهم، وأبطل الصدوقيون أقوال الأنبياء بإنكارهم ما أوحى إليهم، فلم يعترفوا إلا بالطاعة للناموس لهذا قال المسيح  "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون، وتركتم أثقل الناموس: الحق والرحمة والإيمان. كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك." (متى 23: 23)
7) "مَا جِئْتُ" أي سواء كان سبب مجيئي للتجسد (يوحنا ١٦: ٢٨) أم للتعليم (يوحنا ٣: ٢).
8) " لأَنْقُض" لم أنقض شيئا من ناموس العهد القديم سوى الفهم الخاطئ لقوانين العهد القديم
9) " بَلْ لأُكَمِّل" بالتعاليم والمعجزات بالمحبة وو السلام ، لأنه كانت غاية المسيح أن يتمم الناس الناموس المقصود منه . فلم يكن الناموس ناقصا ، بل إن الناس فشلت فى تطبيقه لأن الذين يفتون فيه من فريسيين وكتبه ومعلمى الناموس كانوا يفسرونه خطأ فداء  جاء ليتمم ما لم يكمل، وذلك بتعليمه ومثاله وطاعته وموته عنا، فقال إن اعتبار الناموس لا يقل في ملكوته، بل يبقى له أعظم الإكرام وأفضل الطاعة. الكتاب المقدس كتاب واحد، . وقد كمل المسيح الناموس بخمسة أمور:
الأول طاعته له (غلاطية ٤: ٤) والثاني تتميمه كل رموزه ونبواته، والثالث فداؤه إيانا من قصاص الناموس الذي خالفناه ومن لعنته، فإنه بذلك أكمل الناموس أفضل تكميل، لأن الناموس يقول إن «اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ» (حزقيال ١٨: ٢٠). فمات المسيح بدل الأثمة. والرابع تفسيره إياه وتوضيحه وإظهار معناه الروحي. والخامس إنه يكتبه على قلوب الناس ويهبهم النعمة ليطيعوه. ولم يأت مقتصراً على تكميل الناموس، بل أزال منه كل ما زيد عليه من التعاليم التي أبطلها.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ظنّ اليهود انه جاء لينقض الناموس مع كونهم ما كانوا يحفظونه لكنه كان مكرماً  عندهم . وكان يصعب عليهم ان ينقص منه او يزاد او يبدّل منه شيء . لان المسيح كان مزمعاً ان يكمل نقصه . قال الناموس لا تقتل اما المسيح فكمّل الناموس بقوله لا تغضب . قال الناموس لا تزن اما المسيح فكمّله بقوله من نظر الى امرأة لكي يشتهيها الخ . وقد زجر الهراطقة القائلين ان العتيقة من الشيطان . فان كان مجيء المسيح لتبطيل العتيقة التي يزعمونها من الشيطان . لماذا لم يبطل الناموس الذي يظنونه من الشيطان فبتكميله اياه صار معلوماً انه مفروض من الله . وبتكرار قوله لم آت لاحلّ الناموس اعلن كيفية تكميله وانه لم يتجاوز ولا واحدة من اوامر الناموس ويثبت ذلك من قوله ليوحنا انه هكذا يجب علينا ان نكمل كل بر . ومن قوله من منكم يوبخني على خطيئة . ومن قوله ان رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء ( يو 14 : 30 ) وقد اكمله بواسطتنا نحن ليكمل فينا بر الناموس . لعلنا مبطلون الناموس حاشا . بل وقوله لا تغضب ليس مبطلاً لقوله لا تقتل لكنه يتمم الناموس وغير ذلك . ثم ان الناموس بواسطة اوامره بطل الشر اما المسيح فاستأصل سبب الشر . فقد كمل كل الانبياء بما انه قد تمم كل نبواتهم فعلاً  . اذ انه حبل به في البطن وولد وتألم . وبقوله اتيت بين انه ليس من هنا بل من عند الآب . وانه مساو له بالطبع ولو انه صار انساناً  بلا تغيير .

تفسير (متى 5: 18) 18 فاني الحق اقول لكم: الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 الناموس لا يتغير لأنه إعلان إرادة الله المنزَّه عن التغير. فلم يكن قصد المسيح أن ينقض الناموس لأن نقضه محال.
1) "ٱلْحَقَّ"  ومعنى هذه الكلمة في الأصل اليوناني «آمين» وتستعمل دائما في خاتمة الصلاة والبركات واللعنات والنذور وسائر الإعلانات الدينية تثبيتاً لها.
2) "أَقُولُ لَكُم" المسيح هو الكلمة هو ابن الله وابن الإنسان، أقول لكم يا تلاميذي.
3) "إِلَى أَنْ تَزُولَ ٱلسَّمَاءُ الخ" وردت مثل هذه الآية فى (لو 16: 17)  ولكن زوال السماء والارض ايسر من ان تسقط نقطة واحدة من الناموس. " الأرض التى نعيش عليها والسماء قد تزول وزوالهما قد يحدث أضرارا كثيرة فى الكون ولكن زوالهما أيس أن يسقط قانونا واحدة من الناموس الذى هو الشريعة .. وايضا من الآن وحتى تزول الأرض والسماء لن يزول الناموس وهذا الكلام مثل بين اليهود يدل على عدم إمكان التغيير، وليس معناه أن السماء والأرض تزولان في ما بعد، وبزوالهما يزول الناموس أيضاً. والمعنى و يكمن فى الإنسان الذى يطبق هذا الناموس وليس الأرض والسماء .. ما دام يعيش إنسان فالناموس يعيش معه بتطبيق هذا الناموس
4) "حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ " عبارة مستعارة من مصطلحات كتبة الكتاب المقدس تعني أنه لا يبطل من الناموس شيء قبل أن تكمل غايته. والكلمة المترجمة هنا حرفاً هي «يوتا» في اليوناني و «يود» في العبراني و «ياء» في العربية، وهى أصغر حروف اللغة اليونانية والعبرانية.
5) "من الناموس" : أي سيبقى مستعملا ما دام هناك من يؤمنون به ولن يختفى . فلا يمكن أن يزول حرف الناموس بدون أن يكون قد تم بالروح والحق. فإذا نظرنا إلى الناموس الطقسي فى الهيكل اليهودى باعتباره رمزاً وظل اللعهد الجديد ، رأينا أنه زال بالمسيح. وأما جوهره فلأنه جزء من كلام الله يدوم إلى الأبد في السماء فالناموس كلمة الرب الإله وقوانينه والمسيح هو الكلمة (1بط 1: 25) "واما كلمة الرب فتثبت الى الابد». وهذه هي الكلمة التي بشرتم بها. "

6) " حَتَّى يَكُونَ ٱلْكُلّ " حتى يتم فعلاً كل الوعود والعهود والرموز التى وردت به . وليس لحروف الكتابة ونقطها معان ليتم كل منها بمفرده، ولكن الناموس كله سيبقى كنظام كامل حتى يتم المقصود منه كله.
وإن سُئل: كيف تتَّفق هذه الأقوال القوية مع قصد المسيح أنه بمجيئه يبطل رسوم الناموس الطقسي؟ الناموس الطقسى المبنى على الذبائح هو رمز للذبيحة الإلهية التى ستقوم مكان هذه الذبائح ذبيحة سر الشكر التى  أساسها الخبز والخمر والتى ورد الإشارة إليها عندما قابل إبراهيم ملك ساليم أو ملك السلام  فإزالة الجزء الطقسي من الناموس ضروري لإتمام كل الناموس، كما أن إبطال الصك ضروري عند إيفاء الدين المعيّن فيه. والرسول أوضح كيفية تكميل يسوع الناموس الطقسي في عبرانيين أصحاحات 7و 8 و 9 وقصد المسيح فى هذه الآية أن يقينا من الفكر في أن نستنتج من ذلك أن المسيحيين مكلفون بطاعة طقوس الشريعة اليهودية أو جزء منها. وهو تَقْلِيدِ النَّاسِ الذى إنتشر فى الكنيسة الأولى والتى وردت فى (كو 2: - 10) تعنى = أي ما يعلم به المتهودون من ضرورة الإلتزام بحرف الناموس والإرتداد لطقوس الناموس التي كانت رمزا للمسيح، فإذا جاء المرموز إليه يبطل الرمز.وقد فسَّر المسيح في بقية هذا الأصحاح وأصحاحي 6 و 7  ما هو روح هذه الشريعة؟  وكم هي أوسع مما فى فكر الكتبة والفريسيين وباقى الطوائف اليهودية  الناس. وبذلك علَّم أن حياة كل مسيحي يجب أن تُظهر معنى كل حرف ونقطة منها.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

( الحق اقول لكم ) كلمة الحق اى آمين السريانية تقال على اربعة اوجه : اولاً  بمعنى الكيل بالاشبار والاذرع . ثانياً بمعنى الجواب في الصلوات اي فليكن . ثالثاً بمعنى الدوام . رابعاً بمعنى الحق . فهنا معناها الحق .

( الى ان تزول السماء والارض ) اي كما ان السماء والارض لا يمكن زوالهما هكذا لا يمكن ان يزول حرف واحد من الناموس . وكما ان السماء والارض لا يزولان كذلك ما ازيده على الناموس هو كماله لا نقضه . وقوله يزولان لا يعني زوالاً  بل تجديداً  كقول لوقا البشير : ” ممكن زوال السماء والارض ولا يزول حرف واحد من الناموس ” . وقول داود النبي : ” انهما يزولان وانت دائم ” . فليس معنى ذلك انهما يزولان لكنهما يجوزان من العتيقة الى الجديدة . وقوله ان شكل هذا العالم يزول ليس معناه ان هذا العالم المركب من السماء والارض والهواء والماء والنار يزول لكن اعماله العتيقة . يعني اليقظة والنوم والتعب والمجد الباطل والزينة والزواج والحبل والميلاد والحصاد والاخذ والعطاء وغير ذلك . وما يثبت ان السماء والارض لا تزولان بل يتجددان بعد ذلك قول لوقا : ” تؤخذ الواحدة وتترك الاخرى ” والسماء لن تزول لأنها مسكن القديسين بعد القيامة . قال القديس ثاولوغوس ان العناصر كذلك لا تزول لكنها ستعتق من خدمتها لنا ولا تعود تفعل فعلها فالارض لا تنبت والنار لا تحمي والماء والهواء لا يبردان . والملائكة والشياطين أيضاً لا يزولون . وبنو البشر كذلك يتجردون دائمين الى الابد اما الحيوان والدبيب والطيور والاشجار فانها تزول وترجع الى العناصر التي منها أخذت وتكونت . كذلك الشمس والقمر والكواكب تنحل ويخبو نورها الى النور الذي قد تكونت منه واجسامها تعود الى ما تكونت منه . وآخرون يقولون ان الشمس والقمر يبقيان في نصف السماء والكواكب تعود الى ما اخذت منه . وقوله حتى يتم الكل يشير بذلك عن الصليب وعن مملكته . اي ان حكم الصليب لا يزول من الارض الى المنتهى . وهذه المملكة تعلوا على كل الممالك البشرية وتدعى مملكة المسيح الروحانية .

تفسير (متى 5: 19) 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات. واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَمَنْ نَقَض" أي ألغى أو أبطل العمل بها  ومعظم الإشارة هنا إلى روح الناموس (يع 2: 10) لان من حفظ كل الناموس، وانما عثر في واحدة، فقد صار مجرما في الكل."   وكلمة عثر تعنى سقط أو زل أو كبا يمعنى تغثر فيها  أى فعل ضد ما تأمر به الوصية .. ولا يشير إلى قصور في حفظ الناموس   الأخلاقي، الذي كسره الجميع، وكانت مخالفتهم للشريعة عمداً بحُجَّة تفسيرهم للوصايا وبصورة أكثر وضوحا فتواهم .

2) " ٱلصُّغْرَى" أى الأقل قيمة في مضمونها بالنسبة للوصايا الأخرى ، أو في اعتبار الناس لها. ولكن لأنها جزء من الناموس أمرت الشرريعة بطاعتها . ومن خالفها عمداً يكون قد أخطأ في الكل (يعقوب ٢: ١٠) وقد قسمَّ اليهود الوصايا إلى كبرى وصغرى، وحسبوا أصغر الكل الوصية المتعلقة بأعشاش الطيور (تثنية ٢٢: ٦، ٧) ولم يشر المسيح هنا إلى وصية كهذه بل أشار إلى هذا التقسيم ووضع الوصايا الإلهية فى صورة درجات بالنسبة للأهمية ، ونشير هنا إلى أن الناموس الأخلاقي وكبح الأفكار والشهوات التي يحسبها الناس خطايا عادية صغيرة بالنسبة إلى الزنى الفعلى  هذه الخطايا ليست صغرى في عيني الله، فلا يصح أن يرتكبها المسيحيون فهم يكسرون وصايا ليست أقل أهمية من غيرها.

3) "وَعَلَّمَ ٱلنَّاسَ هٰكَذَ " بأقواله أو بقدرته ليستخفوا بأى وصية حتى ولو كنت تدعى انه صغيرة ليست لها شأن بالنسبة للوصايا ى الأخرى فأن تكسر النامةس كله

4) " أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ " أي في الملكوت ، لأن الإنسان بتركه أصغر وصية من الناموس ينحط إلى لدرجة أدنى في ذلك الملكوت وطبيعة أنه لا يتساوى من  عمل وعلم ، ويصير موضوع الحزن والشفقة. ولا يطرد الجاني إلى الأبد من الملكوت إذا كان تعديه ليس عمداً، أو إذا تاب عن جنايته. فمُكرِّم الناموس مكرَّمٌ من الإنجيل ومهينهُ مهان.

5)  "مَنْ عَمِلَ وَعَلَّم " نحن هنا فى هذه الاية أمام أثنين من المعلمين معلم لا يعمل بالوصايا وينقضها ومعلم آخر ينفذها عمليا أمام تلاميذه ويقرن المعرفة بالعمل، ولا يكتفي بالتعليم الصحيح. فهذا يعتبر عظيماً عند المسيح. فالعلم والعمل هما الواسطتان العظيمتان اللتان عيَّنهما وهكذا ينطبق القول (يعقوب 2: 18) لكن يقول قائل: «أنت لك إيمان، وأنا لي أعمال» أرني إيمانك بدون أعمالك، وأنا أريك بأعمالي إيماني..

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان الوصايا التي علمها المسيح لا تغضب . فكل من نظر الى امرأة لكي يشتهيها .. ولا تحلفوا البتة .. وغير ذلك من الوصايا يسميها صغاراً تواضعاً منه . وقوله ” من يحل واحدة ” فالظن بان الخطيئة ترتكب بالارادة او بالفكر ليست صحيحاً لكن التي ترتكب بالفعل ويعلم الناس هكذا ” يدعى صغيراً ” أي يستوجب الدينونة في مجيئي الثاني يوم الانبعاث لانه يسمي مجيئه الثاني ملكوت السماء .

( واما الذي يعمل ويعلم الخ ) يعني اذا عمل هو وعلم آخرون يدعى عظيماً  . والذي لا يعمل يدان . والذي يعمل ولا يعلم ينقص أجره . والذي يكمل الاثنين يدعى عظيماً  .

تفسير (متى 5: 20) 20 فاني اقول لكم: انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

شرح هذه الآية هو كل موعظة المسيح على الجبل، فالبر المطلوب من أصحاب النظام الجديد يفوق كثيراً بر الكتبة والفريسيين، وكان الكتبة والفريسيين مثلا لقادة العهد القديم كانوا يسعون لتطبيق الناموس حرفيا وتركا أثقل الناموس لحق والرحمة والإيمان .. وخاصة الإيمان (رو 9: 31 و32)  ولكن اسرائيل، وهو يسعى في اثر ناموس البر، لم يدرك ناموس البر!  لماذا؟ لانه فعل ذلك ليس بالايمان، بل كانه باعمال الناموس. فانهم اصطدموا بحجر الصدمة،   الذين ألزموا الناس بحفظ حرف الناموس ونسوا روحه. وقد صرح بذلك في تسع قضايا أخطأوا فيها بشرحهم ناموس موسى، وهي: القتل، والزنا، والطلاق، والقسَم، والانتقام، والمحبة الخالصة، والصَّدقة، والصلاة، والصوم.

1) " فَإِنِّي أَقُولُ"  أي باعتبار إني كلمة الإله  الذي أعلن إرادة الآب. بدأ بقوله "أنى أقول" ليجعل قوله قوة الناموس فى العهد القديم .

2) "بر"  كلمة بر تعنى فى اللغة العربية خير واتساع في الإحسان ، فَضْل ، صدق ، طاعة ، صلاح ، عطاء ، وهى كلمة جامعة لكلِّ صفات الخير كالتَّقوى والطَّاعة والصِّلة والصِّدق..  

3)  " يَزِدْ بركم" نحن هنا أمام نوعين من الناس أولا : البر الناتج من تنفيذ وصايا الناموس الذى يراه الناس فيمجدوا الآب السماوى والثانى : البر الذى اشار إليه يسوع  الذى إشتهر به  الكتبة والفريسيين لأنهم يصنعون البر الذى أمر به الناموس وينسبونه لأنفسهم  (رو 10: 3) لانهم اذ كانوا يجهلون بر الله، ويطلبون ان يثبتوا بر انفسهم لم يخضعوا لبر الله.  " أتقى الناس ليس كافياً في عيني الله، فلا يجب أن ننظر إلى أصحاب بر كهذا كنموذج لنا، بل يجب أن تزيد تقوانا على تقواهم. توقع الكثيرون من اليهود أن يسمعوا من المسيح خلاف ذلك، أي أنه يكلفهم في النظام الجديد بأقل مما كلفهم رؤساؤهم سابقاً. وبيان البر المطلوب هو: «الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ» (رومية ٢: ٢٩).
4)  "ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ " هم معلمو الناموس، وحافظوه كل الحفظ، ومرشدو الشعب الروحيون الذين كان يعتبرهم الناس أقدس البشر حتى شاع القول بين اليهود أنه «إذا لم يدخل السماء سوى شخصين فلا بد من أن يكون أحدهما فريسياً». وكان الكتبة في أول أمرهم يكتبون الناموس، وبعد ذلك صاروا مفسريه. وهم من شيعة الفريسيين.إن الكتبة والفريسيين "لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها. فأعرض عن هؤلاء.(2تيمو 3: 5)
لَنْ تَدْخُلُوا يزيد في هذا على قوله «فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هٰذِهِ ٱلْوَصَايَا ٱلصُّغْرَى وَعَلَّمَ ٱلنَّاسَ هٰكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ» (ع ١٩) ولن يدخله أبداً.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فيريد بالبر كل الكمال . ويضيف الناموس بالعمل فقط اضافة الخيرات . فيقول ان الفضيلة تكون بالنفس والارادة والتعب . ثم انه لا يكفي ان يحيد الانسان على الخطيئة بالفعل فقط كمثل الكتبة والفريسيين الذين يقولون لا تقتل لا تزن . لكن يجب ان يجتهد لكيلا يميل الى الشر  كقوله : ” لا تغضب على اخيك . والذي ينظر الى امرأة . وان لم يزد بركم ” . فبين بذلك علاقة العهد القديم بالجديد . ويسمي كتبة وفريسيين لحافظي الناموس لا لمتجاوزيه كقوله ان لم يزد بركم . ذلك لان الذين كانوا حافظين الوصايا في زمن الناموس كانوا يدخلون الملكوت . اما الآن فاذ قد جاز الناموس وجاء المسيح وفرض نواميس جديدة فالذين يحفظون نواميسه ويعتمدون يدخلون الملكوت . وان لم يحفظوا يدانون لانهم ما حفظوا الوصايا لا لانهم لم يؤمنوا . أما اليهود والحنفاء فان عملوا الخيرات وحفظوا النواميس والوصايا مترجين المجازاة في العالم المزمع فجزاء كل واحد منهم لا يضيع . لكنه يدان لعدم ايمانه . اما الذي يؤمن ويحفظ الوصايا يرث الملكوت . فالواحد يدان لانه ما آمن والاخر يدان لانه ما حفظ الوصايا

تفسير انجيل متى - الاصحاح الخامس

الموعظة على الجبل - الغضب (متى 5: 21-  26) 

الغضب

تفسير (متى 5: 21) 21 «قد سمعتم انه قيل للقدماء: لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "قَدْ سَمِعْتُمْ " أي تعودتم على خفظة وسماعه  من معلميكم الكتبة والفريسيين.

2) "لِلْقُدَمَاءِ " أى قيل بواسطة الأنبياء إلى جدود وآباء الأمة الذين قبلوا الناموس على يد موسى. و «قيل للقدماء» أي ما اصطلح عليه الكتبة والفريسيون عند اقتباسهم شيئاً من الشريعة.

3) "لاَ تَقْتُلْ " هذه الوصية السادسة  من ضمن الوصايا العشر  "لا تقتل " (خر 20: 13) وهذه الوصية التى أوحى بها إلى موسى لم تتغيَّر، وأما مفسروا الناموس غيروا من معناها فلا اختلاف بين موسى والمسيح. (تث 16: 19)  لا تحرف القضاء ولا تنظر الى الوجوه ولا تاخذ رشوة لان الرشوة تعمي اعين الحكماء وتعوج كلام الصديقين

4) "وَمَنْ قَتَلَ " هذا شرح الكتبة والفريسيون من تفسيرات حوروا النص وأضافوا إلى الأصل كأنه جزء منه فسلخوا امر الوصية وفرغوها من القصد الإلهى فأصبحت  لا النفى التى تسبق القتل بلا تأثير ، وضيقوا الوصية بأن الذي يقتل فعلاً هو المستوجب الحكم، فضيَّقوا دائرة حكم الوصية.وأصبح الكتبة والفريسيين آلهه وغيروا تنفيذ هذه الوصية   (تث 5: 7) لا يكن لك الهة اخرى امامي.

5)  "مُسْتَوْجِبَ ٱلْحُكْم " يعنى سْتَوْجَبَ العِقابَ على تَصَرُّفِهِ : أى اِسْتَحَقَّهُ أى يحكم بالعقاب لكل من يخالف هذه الوصية، بغضّ النظر عن كونه في هذا العالم أم في الآتي. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أشار في قوله هذا الى الوصايا العشر التي انزلها الله بواسطة موسى . أما وصايا ربنا فهي لا تغضب على اخيك باطلاً . ومن نظر الى امرأة لكي يشتهيها . ولا تحلفوا البتة . ومن ضربك على خدك . ومن سخرك ميلاً  . واحبوا اعداءكم الى غير ذلك . ثم ان الشر يكون اما بالفكر واما بالارادة واما بالفعل . فموسى قد وضع ناموساً  للعمل والفعل ومنع الشر . لان الشعب في ذلك الزمان كان قاسي القلب غير مربوط بالناموس . اما المسيح فوضع الناموس منعاً  للخطيئة بالارادة . لان الناس قد بلغوا حد الكمال . ثم نقول ان موسى قد قطع الثمرة ورماها . اما سيدنا فقد استأصل الشجرة وثمرتها الرديئة . ثم ان موسى قد شجب الذين يعملون الشر فعلاً  . اما ربنا فقد شجب الذين يريدون الخطأ بالارادة ولو لم يكملوه بالفعل . وموسى قد شجب الجسد اما المسيح فيعذب النفس . وقوله ان من قتل وجبت عليه الدينونة يعني القتل .

تفسير  (متى 5: 22)  22 واما انا فاقول لكم: ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ومن قال لاخيه: رقا يكون مستوجب المجمع ومن قال: يا احمق يكون مستوجب نار جهنم.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 قصد  المسيح بقوله هذه الاية ما فى القلب لا مجرد النطق بالفم، فوجه كلامه إلى تفسير وفتاوى الكتبة والفريسيين مثل التى وردت فى (مت 23: 17- 19) ومن توجيه بولس مثل ذلك إلى الملحد (1كور 15: 36) " ياغبي! الذي تزرعه لا يحيا ان لم يمت. " بعد أن ذكر المسيح تعليم الفريسيين في هذه الوصية شرحها شرحاً أوسع من شرحهم، لأنهم حددوا القتل في شرحهم بأنه القتل الفعلي وعمداً. ولكن المسيح لم يقف عند العمل الخارجي والنتيجة التى أدت إلى القتل  بل تطرق أيضاً إلى النوايا الشريرة التي سببت ذلك. ولأن البغض الذي يتربى في القلب يقود إلى القتل، ويدخل تحت هذا الحكم. فعند الرب يتساوى الانفعال الداخليمع العمل الخارجي سواء أنتج عن الإنفعال قتل أم لم ينتج عنه

1) "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ " لا يقص المسيح ككلمة الرب الإله أن يقارن  بين القول الذى سيقوله بقول موسى «لا تقتل» لأنه يسوع المسيح هو الذى اوحى لموسى بهذه الوصية  بل مقارنته بشرح وتفسير وفتاوى افريسيين والكتبة الذي بتضيق معنى الوصية على  من قتل عمداً وفعلاً.

2) "عَلَى أَخِيهِ " حدد المسيح مفهوم الأخ أو الأخت فى المسيحية فقال " "مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي" (إنجيل متى 12: 50؛ إنجيل مرقس 3: 35)   " مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ"(1 يو 2: 10).واشارت  آيات أطلق عليها آيات "المحبة الأخوية" فى العهد الجديد إلى التعامل مع الأخوة اى الذين يؤمنون بالمسيح  وأعلن المسيح عن  وصية جديدة " وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. (يو 13: 34- 35) وكانت الكنيسة الأولى تعيش هذه المحبة الأخوية بدون تعليم من التلاميذ والرسل " وَأَمَّا الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ أَنْفُسَكُمْ مُتَعَلِّمُونَ مِنَ اللهِ أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. (1 تس 4: 6) وتكررت عبارة "المحب الأخوية" أيضا فى (1 بط 1: 22)   ونموذج نعامل الإنسان المسيحى مع من حوله ورد فى (كول 3: 12- 13) فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، ١٣ مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا."
3) " بَاطِلاً " يُدان الناس على القتل عمداً وفعلاً، ولكن يبدأ القتل بالفكر والنوايا الشريرة التي تقودهم الترصد ثم إلى القتل.

4) " يغضب" إذا كانت الوصية القديمة أشارت إلى نتيجة الوصية القتل الفعلى أما المسيح فقد  اشار إلى سبب الفعل وذكر الإنجيل عن سبب كسر الوصية «كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ» (1يو 3: 15). والا ينهانا لكتاب المقدس عن الغضب فهناك غضب يظهر عندما يشاهد عملاً شريراً  بشرط أن يكون بلا خطأ(أفسس 4: 26) اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم، "ويجب أن يكون الغضب من الحدث أكثر مما على قاعله

5) " مستوجب الحكم " الكلمة المترجمة هنا «بالحكم» تشير إلى أصغر محاكم اليهود وهى مؤلفة من سبعة أعضاء (تث 16: 18) قضاة وعرفاء تجعل لك في جميع ابوابك التي يعطيك الرب الهك حسب اسباطك فيقضون للشعب قضاء عادلا. 

6) " رَقَا " ذكر المسيح أولاً الحكم على انفعال البغض، وذكر هنا الحكم على كلام البغض. فمعنى «رقا» قد تعنى عبدا أو ضعيفا أو فارغ، وهي كلمة كان يستعملها اليهود وتعتبر شتيمة والتعيير، فهي علامة الغضب والاحتقار. بها عيَّرت ميكال داود حين رقص أمام التابوت (2 صم 6: 20) ورجع داود ليبارك بيته فخرجت ميكال بنت شاول لاستقبال داود وقالت ما كان اكرم ملك اسرائيل اليوم حيث تكشف اليوم في اعين اماء عبيده كما يتكشف احد السفهاء.(انظر الأصل العبراني واليوناني). إثم الإنسان يتنوع بحسب حالة قلبه. وعلى هذا القياس يستوجب القصاص هنا وفي المستقبل. وهذه الثلاثة «الغضب على الأخ» واستعمال كلمتي «رقا وأحمق» ليست كناية عن ثلاثة أنواع من الخطية تستوجب ثلاثة أنوع من القصاص «الحكم» «والمجمع» «ونار جهنم»، بل هي إشارة إلى انفعالات النفس المختلفة في قوتها، التي جميعها في عيني الله تستوجب الموت. فلا تمييز هنا بين خطايا عرضية وخطايا مميتة كما يزعم البعض، لأن كل الخطايا مميتة في عيني الله.
7) " ٱلْمَجْمَعِ " يُستعمل غالباً للإشارة إلى مجمع السنهدرن أو السنهدريم السبعيني الذي هو أكبر هيئة دينية عند اليهود. فهذا الذنب الذي يستخف به الفريسيون يحسبه المسيح مستوجباً حكم هذا المجلس الكبير. فنتعلم من ذلك أن كل كلمة بطالة وشتيمة سندان عليها (مت 12: 36) ".ولكن اقول لكم: ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين "

8) " يَا أَحْمَقُ " هذه الكلمة تستعمل للاحتقار والغضب لأنها تضع الآخرين فى موضع أدنى شخصيا وفكريا ، وباستعمالها مُنع موسى وهارون من دخول أرض الميعاد (عد 20: 10) وجمع موسى وهرون الجمهور امام الصخرة فقال لهم اسمعوا ايها المردة.امن هذه الصخرة نخرج لكم ماء.  (انظر الأصل العبراني واليوناني).
9) "نَارِ جَهَنَّمَ " هو المكان الذى أعده الرب للعقاب ويشار به كثيرا بـ  وادي هنوم قرب أورشليم وعلى الجنوب الغربي منها حيث جرت العادة أن تحرق جثث المذنبين وبقايا ذبائح الهيكل (يش 18: 16) (أر 7: 31)  وبنو مرتفعات توفة التي في وادي ابن هنوم ليحرقوا بنيهم وبناتهم بالنار الذي لم امر به ولا صعد على قلبي " وكانت النيران مضطرمة دائماً، فكانت رمزاً للعذاب الأبدي. وفي هذا الوادي قدمت الذبائح إلى الإله «مولوك» وقيل عن ملك احاز بن يوثام ملك يهوذا أنه (2مل 16: 3) سار في طريق ملوك اسرائيل حتى انه عبر ابنه في النار حسب ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل أى أنه عبد الإله مولوك  مولوك Molech the God
-(أع 7: 43) ويسمى ملكوم أي ملككم (1 مل 11: 5 وصف 1: 5) هو إله للعمونيين وكانوا يذبحون له ذبائح بشرية ولا سيما الأطفال. يقول الربيون أن ضمنه كان من نحاس جالسًا على عرش من نحاس وكان له رأس عجل عليه إكليل وكان العرش والصنم مجوفين وكانوا يشعلون في التجويف نارًا حامية جدًا حتى إذا بلغت حرارة الذراعين إلى الحمرة وضعوا عليها الذبيحة فاحترقت عاجلًا. وفي أثناء ذلك كانوا يدقون الطبول لمنع سماع صراخها. ومع أن الأنبياء نددوا تنديدًا شديدًا بهذه العادة الشنيعة سقط اليهود مرارًا في عبادة هذا الصنم ومارسوا عبادته هذه في توفة في وادي بني هنوم (2 مل 23: 10) وفي أماكن أخرى (خر 20: 26) وربما كانت لفظة الملك (اش 30: 33) مولوك (أع 7: 43) ويسمى ملكوم أي ملككم (1 مل 11: 5 وصف 1: 5) هو إله للعمونيين وكانوا يذبحون له ذبائح بشرية ولا سيما الأطفال. يقول الربيون أن ضمنه كان من نحاس جالسًا على عرش من نحاس وكان له رأس عجل عليه إكليل وكان العرش والصنم مجوفين وكانوا يشعلون في التجويف نارًا حامية جدًا حتى إذا بلغت حرارة الذراعين إلى الحمرة وضعوا عليها الذبيحة فاحترقت عاجلًا. وفي أثناء ذلك كانوا يدقون الطبول لمنع سماع صراخها. ومع أن الأنبياء نددوا تنديدًا شديدًا بهذه العادة الشنيعة سقط اليهود مرارًا في عبادة هذا الصنم ومارسوا عبادته هذه في توفة في وادي بني هنوم (2 مل 23: 10) وفي أماكن أخرى (خر 20: 26) وربما كانت لفظة الملك (اش 30: 33) وكعادة اليهود  جعلوه  مكان إلقاء كل أقذار المدينة. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي أقول لكم ما لم يقله لكم الانبياء ولا غيرهم . وبقوله انا اقول لكم اعلن سلطانه وبما انه يضع النواميس فهو اله .

( ان من غضب على أخيه ) يعني من حسدٍ او حقدٍ او بغضة . فالذي يغضب باطلاً يدان باطلاً . فحيث يجب الغضب نغضب فلا ندان كمثل بولس اذ غضب على الغلاطين والقورنشيين فشفاهم وهداهم الى الصواب . فنحن كذلك يجب علينا ان نغضب على الاشرار لكي يصطلحوا . وايضاً  يجب ان نغضب على الشيطان لانه يزرع فينا زرعاً شريراً  . فكأنه يقول ان الناموس يمنع القتل وانا امنع الغضب الذي يولّد القتل . فذاك قطع الاغصان وانا اقلع اصل الشر . فيسمي عموم الناس أخوته . ثم ان الذين يرزلون العتيقة يقولون ان كان الله صالحاً فلماذا قال العين بالعين . فنجيبهم انه تعالى قد وضع الوصية والجود والرحمة حتى اذا خفنا لئلا نجازي نمتنع عن اخراج عين غيرنا . ولولا هذا الناموس لحدثت شرور كثيرة . ثم ان كان احدا يظن ان قتل القاتل هو شر فكم بالاحرى يظن امر ربنا بقوله ان من غضب على اخيه باطلاً يقتل . فاذاً لا الاوليات صعاب ولا الاخريات والله فارض الاثنين . ويثبت ذلك من قوله اني اعطيكم عهداً جديداً لا كالعهد الذي اعطيت لابائكم

فالسريانيون يفسرون راقا بمعنى حقير أي مرذول واليونانيون يفسرونها بمعنى انت يا فلان . ومضمونها الافتخار فقائلها اذاً يجب عليه الحكم وفي يوم الانتقام يكون محكوماً عليه ويخزى امام جمهور الملائكة وبني البشر . ( ومن قال يا احمق ) يعني غير عارف وبلا عقل ولا تمييز فقد وجبت عليه نار جهنم لانه اخرج اخاه من رتبة الناطقين وجعله في عدد   غير الناطقين . فالقول يا جاهل يقال عن الجسد والقول يا احمق عن النفس التي هي صورة الله . لاجل ذلك جعل دينونتها أعظم من القول ياجاهل .

تفسير (متى 5: 23) 23 فان قدمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 لم يكن يسوع ضد الشريعة الموسوية وكان يأمر من يؤمن به أو من يفعل معجز معه أن يتمم هذه الشريعة (مت 8: 4)  فقال له يسوع: «انظر ان لا تقول لاحد. بل اذهب ار نفسك للكاهن وقدم القربان الذي امر به موسى شهادة لهم». وكان يصحح مفهوم الفريسيين والكتبة عنها وكان يناقشهم حول فتواهم وتفسيراتهم ففى مرة قال لهم (مت 23: 19) ايها الجهال والعميان ايما اعظم: القربان ام المذبح الذي يقدس القربان؟ "  وأوضح أن هذه الوصية تراعي عواطف الإنسان الداخلية وشعوره ، وإنتقل من ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب، ليجعل كلامه أشد تأثيراً في السامعين. فيجب أن يتصالح المتخاصمون حالاً في كل الاختلافات السعيرة والكبيرة  ويجب أن تسبق المصالحة قبل تقديم الذبائح  الدينية  ، لأن الصلح شرط لازم لقبول هذه. وهذه الآية تبين خطورة الغضب على الآخرين،.. زتبين هذه ألاية إلى
1) " فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ " أى إذا جهزت قربانك وأخته وإبتدأت تقدمه للمذبح  كان القربان جزءًا هامًا من عبادة العبرانيين بل رافق عبادتهم منذ أول نشأتها. وأول عبادة ذكرت في التوراة هي عبادة قايين وهابيل وكانت بالقرابين (تك 4: 3) ثم عبادة نوح الذي خرج من الفلك وبنى مذبحًا للرب وأصعد عليه محرقات من كل البهائم ومن كل الطيور الطاهرة (تك 8: 20). وكان رب العائلة يقوم بتقديم الذبيحة والمحرقة عنه وعن عائلته مثل إبراهيم وأيوب الذي كان يصعد محرقات على عدد أولاده (اي 1: 5). ولكن لما قام موسى وضع نظامًا دقيقًا ومفصلًا للقرابين وحصر تقديم الذبائح في الكهنة يعاونهم اللاويون في بعض الأمور. وكانوا يعبّرون بالقرابين ع التوبة والاعتراف والكفارة والتكريس والشكر على السلامة أو النجاح وغير ذلك.
2) "ٱلْمَذْبَح " .وردت في العهد القديم أكثر من أربعمائة إشارة إلى المذابح، إلا أن أول إشارة جاءت عند خروج نوح من الفلك تك 8: 20 مع أن الذبائح كانت معروفة قبل الطوفان.وكانت المذابح تبنى تذكارًا للحوادث العظيمة مثل انهزام عماليق (خر 17: 15) وقطع العهد مع إسرائيل (خر 24: 4 إلخ.). وفي البداية كانت المذابح تُصنع بدون شكل أو رسم معين , ولم تكن متقنة البناء إلا عند بعض الوثنيين الذين كانوا ينحتون وجوه آلهتهم في صخرة المذبح. أما سائر المذابح فقد كانت عبارة عن كومة مربعة من الحجارة أو تل من التراب, يصنعه الإنسان أمام خيمته حيثما حل, للعبادة أو تذكارًا لمقابلة مع الله, وعلى هذا الأساس صنع يعقوب مذبحه في بيت إيل (تك35 :1و7) من الحجر الذي توسده ليلة هروبه من عيسو ومقابلته مع الله (تك 28: 18و 35: 14) وأمثلة هذا المذبح نجدها في (عدد 23:1 - 30 و1 صم 14: 35 إلخ.). هذا هو المذبح الذي أطلق عليه بعض الباحثين اسم المذبح العامي أو الشعبي, الذي كان يجوز لكل واحد أن يقدم عليه ذبائحه ,وبدأ الله معاملاته مع شعبه بهذا المذبح حالًا بعد الوصايا العشر (خر 20: 24) ويتدرج الله مع شعبه فيحدثهم عن المذبح الذي من حجر أو من حجارة غير منحوتة صحيحة بدون حفر أو نقش لئلا يعتبر بمنزلة الصور أو التماثيل الوثنية , فلم يسمح لهم باستعمال الحديد في بنائه لئلا يتدنس (خر 20: 25 وتث 27: 5و6 ويش 8: 31), كما طلب أن يكون بدون درج لنفس السبب (خر 20: 26).
و المذابح اليهودية المعروفة هي:
أولا:  مذابح المحرقات أو المذبح النحاسي:
ونجده وقت عبادة بني إسرائيل في البرية في صدر المدخل الرئيسي لخيمة الشهادة. وكان مصنوع من خشب السنط طوله خمسة اذرع وعرضه خمسة اذرع , وارتفاعه ثلاثة اذرع , وهو مجوف ومغشي بصفائح من نحاس وله قرون على زواياه الأربع مصنوعة من الخشب ومغشاة بالنحاس أيضًا. وكانت معلقة به شبكة من النحاس لوضع النار عليها أو لوضع موقدة من التراب كما صنعت جميع آنية الهيكل كالقدور و الرفوش والمراكن والمناشل والمجامر من النحاس. وثبتت في كل زاوية من زواياه الأربع حلقة من النحاس يدخل في كل اثنتين منها عصا من خشب السنط مغشاة بنحاس تسهيلا لحمله (خر 27: 1 -8 و38: 1-7). أما نار هذا المذبح فقد أشعلها الله في البداية بطريقه عجيبة (لا 9: 24) واستمرت مشتعلة لا تنطفئ.لأن الذبائح كانت تقدم بدون انقطاع فيسكب دمها على النار دائما ويتصاعد دخانها إلى السماء بصورة متواصلة.
وعندما بنى سليمان الهيكل الأول بنى هذا المذبح على نموذجه المعروف في خيمة الشهادة سابقا , لكنه بناه متسع الحجم طوله ثلاثين قدما وعرضه كذلك , وارتفاعه خمسة عشر قدمًا. وقد وضعه في المدخل الرئيسي للهيكل. ولعل مثاله كان قد أعلن لداود بصورة ما, ثم سلمه لسليمان (1 أخ 28: 11و12و19). وكان يُصعد إليه بثلاث درجات كما يزعم البعض , بل بواسطة سطح مائل ويُستدل من رؤيا حزقيال أن الدرجات كانت إلى الجهة الشرقية من المذبح (حز 43: 17) وأما في الهيكل الثالث المعروف باسم هيكل هيرودس والذي بنى بعد هيكل زربابل في أبهة وعظمة ليكون لائقًا للعبادة, فقد جعل مذبح المحرقة في مكانه الأول لكنه كان أكبر بكثير على حد تعبير يوسيفوس وكتابات التلمود (انظر "هيكل")
ثانيا : مذبح البخور أو المذبح الذهبي:
وكان مكانه أمام الحجاب الداخلى (خر 30: 1-6) وكان هذا مصنوعا من خشب السنط كالمذبح النحاسي وطوله ذراع وعرضه ذراع و ارتفاعه ذراعان , وسطحه وحيطانه حواليه وقرونه مغشاة بذهب نقى وله حواليه إكليل من ذهب تحت الإكليل أربع حلقات من الذهب في كل زاوية من جوانبه الأربعة حلقة , والعصوان لحمله كانتا أيضا من خشب السنط وقد غشيتا بالذهب. وكانت هيئة مذبح البخور في الهيكل الأول والثاني متشابهة جدا. ولا نعلم ماذا أصاب المذبح الذي كان في الهيكل الثاني الذي رممه يهوذا المكابي فإن صورته لا تشاهد بين صور الأسلاب التي أخذت من الهيكل والمرسومة على قوس تيطس في روما. وكان البخور يوقد على هذا المذبح مساءً وصباحًا, وكان بخورًا دائما (خر30: 8) ولم يسُمح بتقديم المحرقات والقرابين والسكائب على هذا المذبح ولا أن يلطخ بالدم إلا مرة في السنة وذلك عندما يكفر عنه الكاهن (لا 16: 18و19).
وكانت المذابح ملجأ للمجرمين عند اليهود كما عند باقي الأمم فان من كان خائفًا من القتل كان يسرع ويتمسك بقرون المذبح (1مل 1: 50).
3) "وَهُنَاكَ تَذَكَّرْت" إذا كنت ناسيا أى لم يخطر على بالك قبلاً. وتذكرت فجأة  فيجب أن تهيئ قلبك  لتقديم عبادة مقبولة حتى يكون قربانك مقبولا أمام الرب .
4) "أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْك "لا يُقال فيه إن كان لك شيء على أخيك، وجاء الكلام في هذا الشأن في بشارة (مر 11: 25- 26)ومتى وقفتم تصلون، فاغفروا ان كان لكم على احد شيء، لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم. 26 وان لم تغفروا انتم لا يغفر ابوكم الذي في السماوات ايضا زلاتكم."   وكلمة «أخيك» هنا بمعنى صاحبك أو أخيك حقاً أيا كان من أسأت إليه من بنى شعبك  فإذا شهد علينا ضميرنا أننا أسأنا إلى أخينا بشيء، يجب ألا نتأخر حتى يأتي هو ويعاتبنا، بل يجب أن نفعل كل ما يأمرنا به الضمير. فإن كانت دعوى أخينا علينا باطلة ومبنيَّة على الظن، يجب أن نجتهد في إزالة سوء الظن هذا، ونصطلح معه، ولا نبقي بغضة قلبية له.

تفسير  (متى 5: 24) 24 فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولا اصطلح مع اخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فاترك هناك"  بما يعنى أترك كل شئ حتى قربانك الأهم هو مرضاة الرب لأنه بمقدورك أن تقدمه فى وقت آخر وهذا القربان الذى تركته سيكون شاعدا علىى محبتك لأخيك ومصالحته  وأما إذا أخَّرت المصالحة فربما لا يكون لك فرصة لإجرائها بعد ذلك.

2) "قُرْبَانَك" هو كل ما كان يُقدم على المذبح، سواء كان ذبيحة للكفارة أم تقدمة للشكر.

3) "قُدَّامَ ٱلْمَذْبَحِ" ويعني أيضاً قدام الرب . وهذه الآيات لا تقتصر على ان تكون المصالحة أمام المذبح وفى حضرة الرب، بل هذه إشارة لنا بأنه يريدنا أن تتم المصالحة مع إخوتنا فى أسرع وقت ولو في أصعب الأحوال.
ولابد أن يعلمنا هذا وجوب أن يصطلح المسيحي مع أخيه قبلما يأتي إلى مائدة الرب (العشاء الرباني) أو إلى كل العبادات الدينية، لأن العبادة المتقدمة بالغضب مرفوضة(1 تيم 2: 8) فاريد ان يصلي الرجال في كل مكان، رافعين ايادي طاهرة، بدون غضب ولا جدال. "

4) "ٱذْهَب "  فعل أمر ليس بقصد ترك العبادة، لإجراء المصالحة. وقوله «اذهب» يتضمن أأن تبدأ انت بالمصالحة وليس أن تنتظر مجيء أخيك إليك بل أن تبدأ ذلك أنت.

5) "ٱصْطَلِح" فعل أمر  إما بطلب المسامحة أو بمنحها، وابذل كل ما في طاقتك لإزالة سبب الاختلاف والخلاف. فإن كنت قد اختلست حقه فرُدَّه له، وإن كنت مديناً له بشيء أوفِه، وإن كنت قد شتمته اعترِف بذنبك واطلب الغفران. وإن كان متوهماً فاجتهد في إزالة الوهم، لأن الصلاة لا تُقبل ما لم يزُل كدر القلب بالمصالحة. فيجب إجراء هذه أولاً ثم الصلاة.
لا يُقبل عند الله قربان المسيء إلى أخيه، ولا يرضى بالعبادة الخارجية إنما بالقلب الصافى ما لم تقدم بروح الوداعة والمحبة. فالحسد والبغض يفسدان أفضل قرابيننا، فكيف يقبل الرب عبادتنا ونحن فى خصومة مع إخوتنا  كان الفريسيون يدققون فى القربان وصفاته  فقط، وأما الله فينظر إلى قلب من يقدمه.

6) " أَخِيك"  أيُ شخصٍ فى خصومة معك وعدد السيد المسيح محبة الرب ثم أرفقها بمحبة القريب (مر 12: 33) ومحبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي افضل من جميع المحرقات والذبائح».

7) " وَحِينَئِذٍ تَعَال " هكذا يطلب الرب منا ان نتصالح مع بعضنا البعض ومعه فى الذبيحة "نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2 كو 5: 20).ولنتذكر أن القربان المقدم فى كنائسنا هو جسد ودم كريم  قام به المسيح لصالح الأرضيين مع السمائيين لقد كان دم السيد المسيح، هو ثمن هذا الصلح. وفي ذلك يقول الرسول: "عاملًا الصلح بدم صليبه" (2 كو 1: 20).  فأنظر ما أغلي ثمن مصالحتك، وما أغلي نفسك عند الله. فإننا "نحن قد صولحنا مع الله بموت ابنه" (رو 5: 10). "أي أن الله في المسيح كان مصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم" (2 كو 5: 19).إذا كان ما نفدمه على المذبح هو ذبيحة مصالحة فكيف لا نصالح بعضنا البعض  ويُستنتج من هذا أنه بعد المصالحة يقبل الله قربان العابد لأن الله راضٍ عنه. وخلاصة تعليم الآية كلها أن عبادتنا لله ليست مقبولة أصلاً إن تركنا للغضب مكانا فى قلوبنا وإمتد الخصام لسنوات وعشنا معهم بالخصام.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

يعني ان كان أخوك واجداً عليك حقداً بحق أو بغير حق فامض الى المذنب وصالحه . والا فقربانك غير مقبول . فالله يهمل قربانه وكرامته لكي نصير نحن محبين بعضنا بعضاً  . فكأنه يقول لتبطل خدمتي ولتدم محبتك . لاجل ذلك ما قال اذا كملت حذمتي امض او قبل القربان لكن اترك القربان والذبيحة ليبين كثرة اشتياقه لاتفاقنا . فالذبيحة غير مقبولة اذاً بلا محبة ولكي يغصب الصلح قال اترك القربان بدون تكميل وامض وصالح اخاك الذي هو واجد عليك حقداً .

تفسير  (متى 5: 25)  25 كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضي ويسلمك القاضي الى الشرطي فتلقى في السجن.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ذكر المسيح أن الاختلاف مع الأخ وتصل إإلى مراحل متعددة برفع الشكايةت وتسجيل محاضر فى الشرطة  أو الإستعانة بالشرطة بطرق ملتوية ورفع قضايا وتوكيل محاميين  فى المحاكم  لهذا يقول سفر الحكمة (أم 25: 8)   لا تبرز عاجلا الى الخصام لئلا تفعل شيئا في الاخر حين يخزيك قريبك. "  وعلى الإنسان أن يحكم عقله ويفضل إيجاد طريقة للاتفاق مع خصمه على انتظار نتيجة المحاكمة المجهولة. وغاية هذه النصيحة كغاية التي قبلها، منع الخصومة والعداوة المخالفة لوصية الله. فكأنه قال: إن كان بينك وبين أخيك دعوى فاتفق معه ولو بترك بعض حقوقك، فهذا خيرٌ لك من بقائك تحت خطر خسارة الدعوى وخسارة المال بذهابك إلى القضاء ووقوع القضاء عليك أخيراً بالسجن. وكل هذا مع ما لا بد منه من هياج الغضب في قلبك وقلب خصمك.
وليس المقصود أن الرب هو الخصم كما توهم البعض ، إذا كانت هناك خصومة بين إثنين من المؤمنين فلا يجب تقديم قربان قبل الصلح وإذا لم يتم الصلح فسيكون هناك حكم القضاء فى الخصومة وإذا لم ترفع قضية فى القضاء الأرضى سيكون هناك حسابا بين الأثنين فى السماء لأنهم لم يطبقوا الوصية أحبوا بعضكم بعضا  لهذا يجب أن يتفق الإنسان مع خصمه قبل خروج الحكم الذي ربما أوقعه في عذاب السجن الطويل. فى الأرض ودينونة فى السماء فكذلك من الحكمة أن نصالح أخانا الذي له دعوى علينا لئلا يشتكي ظلمنا إلى الديان العظيم فيلقينا في السجن الأبدي!
1) " كُنْ مُرَاضِياً لِخَصْمِكَ"   " كن فعل امر بإرضاء الخصم  ، والخصمومة هى  التى تمنع الإنسان من تقديم الذبيحة  خاصة أن ذبيحة العهد الجديد هى ذبيحة صلح والخصم قد يكون هو الأخ الذي نخطئ في حقه، وقد يكون الخصم هو ضمير الإنسان الذى يختصم الإنسان حينما يخطئ، ويشعر أن قلبه يضربه، وأفكاره تخاصمه، بمعنى أن ضميره يوبخه حينما يخطئ بأية صورة: سواء في حق الله أو في حق القريب حتى ولو كان هذا القريب لا يعرف بخطئه إليه  بأى طريقة قد يكون نهب حقه او ماله أو خانه .. ألخ والدليل فى قصة إيمان زكا العشار تذكر أن لأخيه شيئًا عليه، لأن قربانه وعلاقته مع الله بصفة عامة لا يمكن أن تكون مقبولة إلا إذا أصلح ما أخطأ به أولًا مثلما فعل زكا الذي كان رئيسًا للعشارين، وحينما دخل السيد المسيح بيته وقلبه وحياته، وقف وقال: "ها أنا يا رب أعطى نصف أموالى للمساكين، وإن كنت قد وشيت بأحدٍ أرد أربعة أضعاف" (لو19: 8). وهنا قال السيد المسيح: "اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضًا ابن إبراهيم" (لو19: 9). أي أن علاقة زكا بالسيد المسيح قد ارتبطت بإصلاحه لما أخطأ به في حق الآخرين ورد ما لهم عنده في صورة أربعة أضعاف ما ظلمهم فيه من قبل.
2) "فِي ٱلطَّرِيق" أي الطريق إلى مكان المحاكمة. وقد يكون الطريق إشارة إلى الحياة فالرب يعطينا فرصة قبل لحظة الموت  للاتفاق والمصالحة قبل المحاكمة. ونعيش فى سلام ومحبة مع أقرباؤنا ومع ضم وبالتالى مع ضميرنا ويذكر المسيح نتائج عدم الاتفاق بألفاظ مأخوذة من اصطلاحات المحاكم. فإن أبى الإنسان المصالحة فالنتيجة خطرٌ عليه، سواء أكانت في محكمة أرضية أم سماوية.
3) "يُسَلِّمَكَ ٱلْخَصْمُ" إما بالشكوى أو بطلب إصدار الحكم.
4) " وَيُسَلِّمَكَ ٱلْقَاضِي" بإصدار الحكم، وأمر الشرطي بإجرائه القاضي هو الله ديان الجميع، والشرطي هو أحد الملائكة أجناد العلى،
5) "فَتُلْقَى فِي ٱلسِّجْن "عند أمر القاضي بذلك. وهو كلام عن معاملتنا بني جنسنا ومعاملتهم إيانا. والسجن لا للتطهير هنا بل للقصاص.السجن هو موضع الدينونة للأشرار وطالما أن الإنسان لم يصطلح مع الله قبل الدينونة بالتوبة فلن يستطيع أن يوفى الدين الذي عليه. وسيقع في دينونة أبدية كما قال السيد المسيح عن الذين عن اليسار "اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته.. فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى، والأبرار إلى حياة أبدية" (مت25: 41، 46). إن دم المسيح هو الذي يفى ديون الإنسان الروحية. وبدون التوبة والاغتسال بدم المسيح فإنه لن يوفى الفلس الأخير، بل يقع في دينونة أبدية، كقول السيد المسيح: "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3).

تفسير (متى 5: 26)  26 الحق اقول لك: لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الاخير!

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

فى هذه ألاية أظهر يسوع النتائج الجسيمة من الإبطاء في فض الدعاوى. إن طريق الحكمة في الأمور الدينية المشار إليها هنا هي طريق الحكمة في الأمور الروحية. فإذا كان الاتفاق في هذه الحياة مع الأخ الذي أسأنا إليه ضرورياً، فبالأولى أن يكون ضرورياً قبل أن نقف أمام القاضي العظيم في السماء والحكم علينا بالعقاب الأبدي.
1) "حَتَّى تُوفِيَ ٱلْفَلْسَ ٱلأَخِير" أي حتى توفي الدَين كلَّه. سواء أكان غرامة في الديون المالية أم سجن فى حالات التعدى ، أما عن الخطايا الأخرى فإنه يتعذر على الإنسان أن يوفي عن خطاياه، فلا يقدر أن يوفي مثل هذا الدَين إلا فادي الخطاة حمل الله رافع خطايا العالم.الكاثوليك إثبات عقيدة المطهر من قول السيد المسيح في العظة على الجبل في موضوع الصلح: "كن سريعًا في مراضاة خصمك، مادمت معه في الطريق، لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي. ويسلمك القاضي إلى الشرطي، فتلقى في السجن. الحق أقول لك لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخير" (متى5: 25، 26). فيقولون إن السجن هو المطهر، يلقى إن السجن هو المطهر، يلقى فيه الإنسان، ولا يخرج منه حتى يوفى كل ما عليه من عقوبات...وليس في هذه الآية ما يثبت أبدية العذاب الجهنمي أو يناقضه، لأن المقصود هو أن الوقت الحاضر هو الوقت المناسب للاتفاق والمصالحة. وأما بعد ذلك فيجري العدل حقّهُ بكل شدة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 يقول الذهبي فمه ان الخصم هو ذاك الذي لك عنده . والقاضي هو حاكم هذا الزمان . والسجن هو الذي هنا . كن متفقاً يعني اقضوا الحكم بينكما واقبله عليك افضل من ان يسلمك الى الحاكم والحاكم يسلمك الى المنتقم فينتقم منك بالعدل . نوع آخر ، الخصم هو الشيطان والطريق هو العالم . والديان هو الله . والسجن هو العذاب في العالم المزمع والفلس اشارة عن الذنب الصغير . ومعنى قوله كمثل انسان له عليك شيء ويريد ان يسلمك الى القاضي فبادر الى موافقته ما دمت معه في الطريق هو ان تسعى جهدك في ارضاء خصمك قبل الوصول الى الحاكم وبذلك تنجو مما عساه ان ينالك من المجازاة . ويراد بالخصم الضمير والذمة . والطريق العالم والقاضي الله . والسجن العذاب . والفلس عن الذنب الصغير . والشرطي الملاك . اي ان كنت في حال الخطيئة فاسرع وتب عنها توبة حقيقية فتتبرر هنا في هذا العالم.

 

 

This site was last updated 01/16/21