التجلي
تفسير (متى 17: 1): وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا اخاه وصعد بهم الى جبل عال منفردين .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ" أي بعد 6 أيام من إعلان المسيح للتلاميذ بموته .. متي البشير (مت 17: 1) ومرقس البشير(مرقس ٩: ٢ الخ ) وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم. وتغيرت هيئته قدامهم "
تكلموا عن الفرق الايام فهم احصوا الايام الستة بين يوم وعد المسيح ويوم التجلي فلو اعتبرنا ان المسيح تكلم معهم يوم الاحد فبعد انتهاء هذا اليوم ومرة ستة ايام اي الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة والسبت ثم في اليوم التالي وهو يوم الاحد اخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وحدثت حادثة التجلي
وعبَّر لوقا عن هذه المدة «بنحو ثمانية أيام» فلعله حسب فوق الأيام الستة، يوم الإنباء ويوم التجلي. ( لوقا ٩: ٢٨ الخ ) وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام اخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد الى جبل ليصلي. فما ذكره متّى كان بين هذين اليومين. وقول لوقا «نحو» فاحصي الثمان ايام بما فيهم يوم الوعد والستة ايام ويوم التجلي وهذا واضح من اسلوب لوقا البشير وإستخدم لوقا البشير تعبير لغوي مختلف وقال "يعد هذا الكلام بنحو" يشير أنه لم يقصد التدقيق... مع ملاحظة أن الإنجيليين متى ومرقس يهوديان يميلان لإستعمال النظام اليهودى لحساب اليوم الذى يبدأ من غروب الشمس لغروبها فى اليوم التالى أما لوقا فهو من الأمم يميل لإستخدام النظام الذى نسير عليه اليوم بتقسيم اليوم إلى 24ساعة تبدأ من 1 صباحا
وصرف المسيح تلك الأيام في نواحي قيصرية، أي بانياس.
2) " بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا " هؤلاء الثلاثة هم الحلقة الداخليه الضيقة حول المسيح اختار المسيح هؤلاء الثلاثة ليكونوا معه وقت التجلي، كما اختارهم في إقامة ابنة يايرس من الموت (مرقس ٢٦: ٣٧) (لوقا ٨: ٥١ ) فلما جاء الى البيت لم يدع احدا يدخل الا بطرس ويعقوب ويوحنا وابا الصبية وامها ( مرقس ٥: ٣٧ ) ولم يدع احدا يتبعه الا بطرس ويعقوب ويوحنا اخا يعقوب .
ولأنهم ثلاثة كان كافياً لإثبات الشهادة شرعاً (تثنية ١٧: ٦ ) ( عبرانيين ١٠: ٢٨).
هؤلاء الثلاثة لم يكونوا المفضليين وحدهم عند يسوع ً ربما كانوا أكثر قبولا روحيا ومتجاوبون مع تعاليم المسيح وخدمته (مت ٢ :١٣) (مت ٤ :٥) (مت ١٢ :٤٥ ) يعقوب مات باكراً ولنتذكر دائما ان الرب لا يحابى الوجوه
3) " جَبَلٍ عَالٍ" ظن البعض جبل تابور قرب الناصرة، ولكنه كان قلعة عسكرية رومانية وكان يصلح موقع تابور لاجتماع الجيوش للقتال لكونه على مرج ابن عمير (عامر) وهناك جمع باراق جيشه نحو 10000 رجل لمحاربة سيسرا (قض 4: 6-14) وهناك قتل المديانيون بعض مقاتلي إسرائيل قبل نصرة جدعون (قض 8: 18).
ذكر مع تابور كرمل (ار 46: 18) وعبدوا عليه الأوثان (هو 5: 1) ولم يذكر في العهد الجديد غير أنه في الجيل الثاني للميلاد تشير بعض التقاليد إلى أن هذا الجبل هو جبل التجلي (مر 9: 2-10) وهذا التقليد يفتقر إلى إثبات. ووجدت على قمة هذا الجبل مدينة كان قد حاصرها انطيوخس الكبير سنة 218 قبل الميلاد واستولى عليها ثم حصنها (بولبيوس جزء 5: 7 و6) وظلت قائمة إلى عصر المسيح ثم أن يوسيفوس ضرب سورًا حولها لتحصينها (يوسيفوس 37 وجزء 4: 1، 8).
وساد الاعتقاد أن هذا الجبل هو جيل التجلي أقيمت عليه عدة كنائس منذ القرون الأولى للمسيحية. وقبل نهاية القرن السادس بنيت عليه كنيسة بثلاثة بروج تذكارًا للمظال الثلاث التي طلب بطرس أن تقام هناك. وحديثًا أقيمت كنيسة فخمة للاتين على قمته.
والأرجح أن ذلك الجبل العالى التى حدثت عليه التجلى هو أحد الرؤوس الجنوبية من جبل حرمون، أي جبل الشيخ،(مزمور ٨٩: ١٢) الشمال والجنوب انت خلقتهما.تابور وحرمون باسمك يهتفان. لأن المسيح كان في بعض سفوحه قبل التجلي وبعده (متّى ١٦: ١٣ ) (مرقس ٩: ٣٠، ٣٣). فذهب يسوع إلى ذلك الجبل ليصلي (لوقا ٩: ٢٨).
والأرجح أن المسيح تجلى ليلاً، فقد اعتاد أن ينفرد للصلاة ليلاً (متّى ١٤: ٢٣، ٢٤ ) ( لوقا ٦: ١٢ (لو ٢١: ٣٧ ) (لو ٢٢: ٣٩) بدليل أن التلاميذ كانوا وقت التجلي مثقلين بالنوم (لوقا ٩: ٣٢). ولم ينزلوا من الجبل إلا في اليوم التالي (لوقا ٩: ٣٧).
هذه هى المقابلة الثانية بين الرب وبين موسى على جبل أولى في خر ١٩ :٢٤؛ ٢٤ :١ والثانية هنا ليسوع :
1 -المقابلتين كانا على جبل
2 - الله تكلم من السحاب في كلتا الحادثتين (خر ٢٤ :١٦)
3 - وجه موسى أشرق، (خر ٣٤ :٢٩ ) وجسد يسوع كله أشرق
4 - أولئك الذين حول موسى كانوا خائفين، كما حال أولئك الذين كانوا في صحبة يسوع.
5 _ ومما يستحق الملاحظة أن كلاً من المسيح وموسى وإيليا صام أربعين يوماً وأربعين ليلة (متّى ١: ١٣ ) ( خروج ٢٤: ١٨ ) (١ملوك ١٩: ٨).
الموقع التقليدي للتجلى هو جبل طابور ولكن قمته كان قلعة روماينة فى زمن المسيح ، وهذا الجبل بعيدٌ جدا عن قيصرية فيليبي ومن المرجح التجلى حدث على جبل حرمون، وهو مكون من ثلاث قمم وسبب ترجيحه أنه يقع ضمن أرض الموعد إنه أيضاً يقع على الطريق من قيصرية فيلبي إلى كفرناحوم. وحدد بطرس إسم الجبل ودعاه بـ الجبل المقدس والوحيد بهذا الأسم هو جبل حرمون
على الأرجح أنه كان جبل ميرون، أعلى جبل في المنطقة المحددة
قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية " جبل حَرْمون | جبل الشيخ" اسم عبري معناه "جبل مقدّس" جبل دعاه الصيدونيون سريون أي "المتلالئ" والأموريون سنير أو شنير (تثنية 3: 8 و9 ونشيد 4: 8). وكان اسم آخر عند العبرانيين وهو سيئون (تثنية 4: 48). وكان هو الحد الشمالي الشرقي لغزوات العبرانيين بقيادة موسى ويشوع (تثنية 3: 8 و9 ويشوع 11: 3 و17 و12: 1 و13: 5 و11 و1 أخبار 5: 23).
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لوقا البشير يقول بعد ثمانية أيام . ولا يعد هذا خلافاً بين المشيرين لان متى ترك اليوم الذي قيلت فيه تلك الكلمة واليوم الذي صعدوا فيه الى الجبل . أما لوقا فأدخل اليومين في الحساب . وقد انتقى اولئك الثلاثة من بين التلاميذ ليشهدوا مجده لانهم كانوا اشرفهم واكثرهم غيرة وايماناً . فأخذ بطرس لانه كان اشدهم غيرة واكثرهم اقداماً . ويوحنا لانه كان احبهم اليه . ويعقوب لانه قال نستطيع ان نشرب الكأس وذلك مما يدل على قسوته على اليهود حتى أراد هيرودس مرة ان يقتله تزلفاً الى اليهود . فما احسن اخلاص متى فانه لم يغفل ذكر الذين اكرموا من دونه لانه كان لا يعرف الحسد . وقد اكتفى المسيح باولئك الثلاثة لانه مكتوب على فم شاهدين او ثلاثة تثبت كل كلمة . ثم ان المسيح أظهر نفسه على الجبل مثلما هو مزمع ان يظهر في مجيئه الثاني . ولم يظهر مجده في بقعة او بيت معلماً كما قال القديس تاولوغوس ان كل الذين يستحقون القرب من الله يجب عليهم ان يتطهروا فيبلغوا الى علو الفضيلة لكي يكونوا اهلاً لمنادمة الله . ولم يظهر نفسه في بداية البشارة على الصورة التي هي مزمع ان يأتي بها في مجيئه الثاني لكي لا يخامرهم الشك في الوهيته اذا رأوه يتألم لاجل ذلك أظهر مجده قبل ان يتألم بأيام قليلة . قال القديس ساويرس انه تعالى لم يتغير شكل جسده بل لونه تغير فصار نيراً بالمجد الباهر حتى ان التلاميذ انبهروا فلم يستطيعوا النظر اليه فسقطوا على وجوههم . وقوله تغير معناه انه شاء ان يظهر بهاء مجده فسطعت انواره واشرقت فبهر بريقها اعين الرسل . فالتغير وقع على الهيئة النظورة لا على رسم جوهره ويختلف هذا التغير عن تغير موسى فان موسى قد لحق التغير وجه فأنار واما المسيح فكله نور على نور .