Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح السابع 

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

 فيما يلى تفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح السابع

تفسير إنجيل متى الإصحاح  السابع
1. عدم الإدانة  (مت 7: 1-5)
2. الحفاظ على المقدّسات (مت 7: 6)
3. السؤال المستمر (مت  7: 7-12)
4. الباب الضيّق (مت 7: 13-14)
5. الأنبياء الكذبة (مت 7 : 15-23)
6. خاتمة الدستور (مت 7: 24-27)
7. اندهاش الجماهير (مت  7: 28-29)

تفسير انجيل متى - الاصحاح السابع

1 - لا تدينوا الآخرين ..  2-  الحفاظ على المقدّسات (متى 7: 1- 6)

لا تدينوا ألاخرين

تفسير (متى 7: 1): “ لا تدينوا لكي لا تدانوا ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

مفهوم تحريم الإدانة عند المسيحيين مفهوم واسع وشامل ولكن فية خطأ لأنه يشمل تحريم إدانة الهراطقة مع أنه توجد آيات كتابية صريحة تشجع على إدانة الهراطقة  مقاطعتهم
1) "لاَ تَدِينُوا " هذا لا يعني نهي القضاة والحكام عن الحكم الشرعي (كو 6: 2) الستم تعلمون ان القديسين سيدينون العالم؟ فان كان العالم يدان بكم، افانتم غير مستاهلين للمحاكم الصغرى؟ " (1كو 6: 5)  لتخجيلكم اقول. اهكذا ليس بينكم حكيم، ولا واحد يقدر ان يقضي بين اخوته؟" ولا نهينا عن تقييمنا وحكمنا على الأشخاص خاصة الهراطقة فليس هذا إدانة لأن أعمالهم أى ثمارهم ظاهرة وواضحة (1 يو 4: 1) ايها الاحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الارواح: هل هي من الله؟ لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم." (مت 7: 20) فاذا من ثمارهم تعرفونهم." وكان تعليم بولس يقول لنا (رو 16: 17) "واطلب اليكم ايها الاخوة ان تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات، خلافا للتعليم الذي تعلمتموه، واعرضوا عنهم. " والأعمال بالعدل والحق  ولكنه ينهى عن الحكم الصارم القاسي، وانتقاد عيوب الناس وتعظيمها، (رو 14: 3 و 4 و 10 و 13) لا يزدر من ياكل بمن لا ياكل، ولا يدن من لا ياكل من ياكل، لان الله قبله. 4 من انت الذي تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه يثبت او يسقط. ولكنه سيثبت، لان الله قادر ان يثبته. ... اما انت، فلماذا تدين اخاك؟ او انت ايضا، لماذا تزدري باخيك؟ لاننا جميعا سوف نقف امام كرسي المسيح، .. فلا نحاكم ايضا بعضنا بعضا، بل بالحري احكموا بهذا: ان لا يوضع للاخ مصدمة او معثرة. (لو 6: 37- 38) ولا تدينوا فلا تدانوا. لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم. اغفروا يغفر لكم. اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم. لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم».
والحكم بسرعة بلا تروٍ وبمحاباة، (1تس 5: 21)  "امتحنوا كل شيء. تمسكوا بالحسن"والحكم الذي ليس من واجباتنا، والحكم الذي لا يقترن بالمحبة.(1كو 4: 3ز 5) واما انا فاقل شيء عندي ان يحكم في منكم، او من يوم بشر. بل لست احكم في نفسي ايضا. .. لا تحكموا في شيء قبل الوقت، حتى ياتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويظهر اراء القلوب. وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله. "
كان اليهود يشددون الحكم على غيرهم من الأمم، وكان اليهود يتهمون المعارضين أثناء المناقشات ويدينونهم سريعا لهذا قال لهم يسوع (يو 7: 24)لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكما عادلا» وهذا ما حدث مع يسوع ذاته  عندما حكم مجلس السنهدرين عليه ولمكون من الفريسيون والكهنة والكتبة والشيوخ وسائر قادة الدين اليهودى يفتون بأحكام على غيرهم من أمتهم أو غيرها بلا شفقة ولا محبة ولا عدل، وكانوا عمياناً عن عيوب أنفسهم، (يع 4: 11 و 12) لا يذم بعضكم بعضا ايها الاخوة. الذي يذم اخاه ويدين اخاه يذم الناموس ويدين الناموس. وان كنت تدين الناموس، فلست عاملا بالناموس، بل ديانا له. 12 واحد هو واضع الناموس، القادر ان يخلص ويهلك. فمن انت يا من تدين غيرك؟ فحذَّر المسيح تلاميذه من أن يكونوا مثلهم في ذلك. وهو خطأ نقع فيه كلنا، مع أنه لا حقَّ لنا أن نحكم على غيرنا بما لا يهمنا. وإذا وجب علينا أن نحكم فلا يجب أن نفعل ذلك إلا بعد الفحص والنظر الكافي، وأن لا نعلن حكمنا بدون لزوم. وإذا حكمنا على المذنبين نحكم برحمة بأن ننظر إلى شدة التجربة التي ساقتهم إلى الذنب، ونفترض أن هنالك أحوالاً لو عُرفت لبرَّأتهم. وعلينا أن لا ننسب المقاصد الشريرة إلى من يؤدون أعمالاً صالحة، وأن لا ندين الواحد على ما نغض النظر عنه في الآخر، وأن لا نجسم هفوات الغير وعيوبهم (١كورنثوس ١٣: ٧)، وأن لا نسر بزلات الأفاضل بل نحزن عليها، وأن لا نرفع أصواتنا بذم تلك الزلات بل نسترها لأن «الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا» (١بطرس ٤: ٨)، وأن لا نحكم على غيرنا إلا ونحن نذكر نقائصنا، وأن الدينونة لله لا للإنسان.
2) " لِكَيْ لاَ تُدَانُوا " هذا لا يعني أن الغرض من عدم دينونة غيرنا النجاة من دينونة الله لنا.(رو 2: 1) لذلك انت بلا عذر ايها الانسان، كل من يدين. لانك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك. لانك انت الذي تدين تفعل تلك الامور بعينها!

وكتاب " إدانه الآخرين" سلسلة الحروب  الروحية  الذى كتبه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث  يوضح فى الفصل الثاني : انواع إدانة الآخرين : الإدانة بالفكر ، الإدانة باللسان ، الأغتياب ، النميمة ، الإدانة ، التشهير ، الإدانة بالمطبوعات و التسجيلات الصوتية ، الإدانة بالسماع ، كلام يسهل الإدانة
الفصل الثالث : خطية الإدانة خطية مركبه : إساءة إلي كثيرين ، 1- اساءة إلي الله 2- اساءه إلي الذي يدين 3- خطية ضد المساء إليه الإساءة إلي السامعين 5- اساءة إلي آخرين  والإدانة خطية مركبة 1- عدم المحبة 2- القسوة 3-الظلم 4- الكذب 5- عدم الاتضاع 6- اعثار الآخرين 7- الإهانة و التحقير 8- عدم اللياقة 9- الحكم علي البنات 10- الرياء
أنواع أخري من الإدانة
إدانه الهرطقات والبدع
يقول القديس يوحنا الرسول ، وهو من أشهر الرسل بالمحبة :" إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم ، فلا تقلبوه في البيت ولا تقولوا له سلام . لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة "(2يو10 ، 11) . فهل الذي يرفض المبتدعين ولا يقبلهم ولا يسلم عليهم ، يكون قد وقع في خطية إدانة ؟ محال أن يكون هذا . بل أنه يقع خطية إن كان يسلم عليهم ....والسيد المسيح يقول " لا تعطوا القدس للكلاب ، ولا تلقوا درركم قدام الخنازير ، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم " ( متي 7: 6 ) . فكيف نفعل هكذا ، إن لم نعرف أنهم كذلك . وهذه المعرفه ليست خطية ، لأنه بدونها لا يتم تنفيذ الوصية وبالمثل أيضاً يقول الرب :
" احترزوا من الأنبياء الكذبة ، الذين يأتونكم بثياب الحملان ، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة "( متي 7: 15 ) .
فالاحتراس من الكذبة – وإن كان يحمل إدانه لهم ولكذبهم – إلا أنه ليس خطية إدانه ، لان الإنسان الروحي ينبغي أن يكون حريصاً ، مميزاً للأرواح حسب وصية الرسول (1 يو 4: 1 ) . فالاحتراس من الأشرار ليس خطية . ومعرفة أنهم يأتون بثياب الحملان وهم ذئاب خاطفة ، ليس فيه خطأ ، بل فيه حكمة .
ليست الروحيات أن تسير مغمض العينين ، حتي لا تبصر ولا تدرك حيل الذئاب الخاطفة ؟!
فالكتاب يقول " الحكيم عيناه في رأسه ، والجاهل يسلك في الظلام "( جا 2 : 14 ). فهل السلوك في الظلام فضيلة ؟ كلا . نحن لا نريدك أن تلعن الظلام إنما يكفي أن تميزه ، وتبعد عنه ، وتسلك في النور . وقد وضح السيد المسيح أن التمييز بين النور و الظلمه أمر سهل ، فقال " من ثمارهم تعرفونهم "( متي 7: 16 ) .
نقطة أخري نقولها في" الإدانه غير المخطئة " وهي :
5- النصح و الهداية و التوبيخ
يقول الرسول " أن ضل أحد بينكم عن الحق ، فرده آخر ، فليعلم أن من رد خاطئاً عن ضلال طريقة ، يخلص نفساً من الموت ، ويستر كثرة من الخطايا "( يع 5 : 19 ، 20 ) . فهل معرفتك أن أحد قد ضل عن الحق ، هي إدانه له ؟ كلا طبعاً ، مادامت تريد رده عن ضلاله طريقه ، ولست تقصد التشهير به ...
ونحن لا نهدي الخطاة ، إلا إذا عرفنا أنهم خطاه .
تماماً مثلما يعرف الطبيب نوع المريض ، لكي يصف طريقة علاجه . هكذا إذا درسنا الأخطاء التي يتقاسي منها فرد أو مجموعة ، أو حتي كنيسة بأسرها ، لا نكون قد وقعنا في خطية إدانه ، مادام الهدف هو الإصلاح وليس الإساءة إلي سمعة الغير ...
والآيات الخاصة بالنصح وهداية الآخرين كثيرة جداًًًً ... والنصح و الهداية قد يحملان التوبيخ أحياناً . ولا يحمل هذا التوبيخ خطية إدانة . وفي هذا يقول الكتاب :
" لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة ، بل بالحري وبخوها " ( أف 5: 11 ) . فليست معرفتنا أنها أعمال ظلمه خطية إدانه . بل ان تبكيتنا لهذه الأعمال هو فضيلة لأنه تنفيذ للوصية .
بل ان تبكيتنا لهذه الأعمال هو فضيلة ، لأنه تنفيذ للوصية . علي أننا نرجوا أن نرجع إلي هذه النقطة فيما بعد ، لنعرف الكيفية السليمة لتنفيذ هذه الوصية
وتدخل في مجال هذا التبكيت ، ما يلزم لأعمال الرعاية .
حسبما قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف " وبخ ، انتهر ، عظ ، بكل أناه وتعليم "( 2 تي 4: 2 ) .
وإن كانت الإدانة في أسلوب النصح و التوبيخ ، ينبغي أن يعرف الإنسان كيف تكون :
ومثال ذلك ابيجايل التي وبخت داود النبي ، ومنعته من اتيان الدماء والانتقام لنفسه ، باسلوب كله حكمة ، بدأته بالخضوع و بالمديح ، ثم مسكت المشكلة بطريقة غير جارحة ، لم تخدش بها شعور داود . بل صارحته ولكن في أدب وفي تواضع ... ( 1 صم 25 ) . في كل نصيحتها له ، كانت تقول " ياسيدي " وتقول عن نفسها " أمتك " " جاريتك " ... بدأت لقاءها معه بأن قدمت له ما كان يطلبه من الأطعمة، وسجدت له وأعتزرت عن خطأ زوجها ،وقالت " علي انا يا سيدي هذا الذنب ، ودع أمتك تتكلم في أذنيك ، واسمع كلام أمتك ". والعطايا التي قدمتها له لم تجرحه بها ، بل قالت " والآن هذه البركة التي أتت بها جاريتك إلي سيدي ، فلتعط للغلمان السائرين وراء سيدي ، واصفح عن ذنب أمتك "
وبعد كل هذا المديح واسلوب الإتضاع مست أبيجايل خطأ داود مقدمه له بمديح آخر ، فقالت :
" سيدي يحارب حروب الرب ، ولم يوجد فيك شر كل أيامك " " لتكن نفس سيدي محزومة في حزمة الحياة مع الرب إلهك .." . وهنا دخلت في توبيخه علي نقطة الضعف فقالت " ويكون عندما يصنع الرب لسيدي حسب كل ما تكلم به من الخير من أجلك ، ويقيمك رئيساً علي اسرائيل ، ، أنه لا تكون لك هذه مصدمه ومعثرة قلب لسيدي ، أنك قد سفكت دماً عفواً ، أو أن سيدي قد انتقم لنفسه ". نبهته إلي أنه مقدم علي الأنتقام لنفسه ، وعلي سفك دم بلا سبب يستدعي ذلك ، ونصحته بالابتعاد عن هذا ، حتي لايصبح هذا الأمر معثرة قلب له فيما بعد ....
وهذا النصح المؤدب ، و التوبيخ الضمني ، قبله منها داود وشكرها عليه ...
وقال لها " ... مبارك عقلك ، ومباركة أنت ، لأنك منعتني اليوم عن اتيان الدماء وانتقام يدي لنفسي "( 1 صم 25 : 32 ) . وتقبل منها عطيتها ، وصرفها بسلام ، ورفع وجهها ولم يقم بايذاء زوجها المخطي إليه ، مستمعاً لنصيحتها . حقاً ما أجمل النصح ، إن كان بلياقه وأدب . وهنا يسرنا أن نضع قواعد للنصح وللتبكيت :
1- قد يكون من حقك أو من واجبك أن تنصح أو توبخ . ولكن ليكن هذا النصح بأدب وباتضاع وبمحبة . أن التوبيخ بروح الكبرياء و التعالي أو بأسلوب الاحتقار والاستصغار ، ولا يمكن أن يكون مقبولاً . أما إذا نصحت إنساناً أو وبخته وأنت تقول له :
" أنت تعرف يا( فلان ) مقدار محبتي لك ، ومقدار حرصي علي سمعتك لذلك انا غير مستريح اطلاقاً لتصرفك ( الفلاني ) . وأشعر أنه سيضرك ويسئ إليك ، وربما يتخذه أعداؤك فرصه ليقولوا عنك إنك .. وإنك .. لذلك ابعد عن هذا الأمر وحاول أن تصحح ما فعلته بكذا وكذا ... ". هذا الكلام مقبول . بعكس إنسان آخر يقابل شخصاً فيقول له " كيف تفعل كذا ؟ كيف سمح لك ضميرك ؟ هل هذه تصرفات إنسان عاقل ؟! هل هذه تصرفات إنسان يحترم نفسه ؟ ! إنك كذا و كذا وكذا " ويصب عليه سيلاً من الألفاظ الجارحه تشعره أنه أمام عدو ...!
لذلك إن كلمت إنساناً من أجل خلاص نفسه ، فغضب ولم يقبل منك راجع نفسك : ربما نصيحتك له كانت خاليه من المحبة أو من الأتضاع ومن الجائز أن نفس النصيحة يقدمها له خادم آخر ، ولكن بأسلوب مقبول يستريح له ويشكره عليه . لذلك حسناً قال الكتاب " رايح النفوس حكيم " ( أم 11: 30 ) . لذلك إن قلنا إنه من أبواب الإدانه غير الخاطئة : النصح و الهداية ... إنما نقصد النصح الحكيم ، المملوء حباً واتضاعاً ... ولا نقصد كل نصح مهما كان أسلوبة
فحسب نوعية الأسلوب يصير النصح خطأ أو صواباًً . وحسب نوعية الأسلوب ، يدخل النصح والتوبيخ في نطاق الإدانه غير الخاطئة . إنك تستطيع أن تدرك تماماً أن كان الذي يوبخك هو مشفق عليك ، أم هو يحترقك ويزدريك . روحه في الحديث ، ولهجته ، وألفاظه ومشاعره ، هي التي تترك في نفسك أثراً . ربما أكثر من موضوعيه التوبيخ ...
2- كذلك ينبغي أن يكون التبكيت بحق ، وليس ظلماً :
ولعلنا نذكر مثلاً للتبكيت الظالم ، موقف عالي الكاهن من حنة زوجة القانه . كانت عاقراً لا تنجب . وكان لضرتها فننة أولاد ، فكانت تلك تغيظها . وذهبت حنة إلي هيكل الرب , وسكبت نفسها أمامه . كانت تصلي وهي مرة النفس ، وقد بكت بكاء ، ونذرات نذراً أن إعطاها الرب نسلاً أن تقدمه نذيراً للرب يخدمه كل أيام حياته . كانت تكلم الرب في قلبها ، وصوتها لم يسمع ، وشفتاها فقط تتحركان ، حتي أن عالي الكاهن ظنها سكري ، ووجد من واجبه أن يوبخها !! فقال لها " حتي متي تسكرين ؟ انزعي خمرك عنك "( 1 صم 1: 9: 14 ) .
إنه كاهن ، وله سلطان ، وهو إنسان مسئول ، ومن حقه أن يوبخ وان يدين . ولكنه في هذا الموقف كان مخطئاً .
لم يكن يوبخ عن حق . بل كان ظالماً في إدانته ، ظالماً في حكمه عليها قاسياً وجارحاً في أسلوبه . ومع أن حنه أجابته في أدب شديد يليق باحترام كهنوته . ولكنه مع ذلك كان مخطئاً . ومع أنه دعا لها بالخير إلا أنه لم يعتذر لها عن سابق كلامه ...
لذلك يجب ان يسبق التوبيخ الفحص و التدقيق
ولا يجوز أن يوزع إنسان توبيخاته عفواً بدون أن يتأكد من صحه الخطأ ...! إنما أن وثق تماماً أن ما يزمع أن يبكت عليه هو من " أعمال الظلمة غير المثمرة " حينئذ تنطبق وصية " بل بالحري بكتوها "
3- كذلك لا يجوز التبكيت لنفس مرة معذبة .
لقد وقع في هذه الخطيئة أصحاب أيوب الثلاثة ، وجرحوه أكثر من مرة ، وهو مر النفس ، حتي أثارروه باتهاماتهم وتوبيخاتهم – وكانت ظالماً – فقال لهم أيوب " حتي متي تعذبون نفسي وتسحقوني بالكلام ؟ هذه عشر مرات أخزيتموني . لم تخجلوا أن تحكروني " " تراءفوا تراءفوا أنتم علي يا أصحابي ، لأن يد القدير قد مستني "( أي 19 : 2،3،21 ) .. وقال لهم عبارته المؤثرة " أنا أيضاً استطيع أن أتكلم مثلكم ، لو كانت أنفسكم مكان نفسي . وأن أسرد عليكم أقوالاً "( أي 16: 4 ) .
الإنسان المر النفس يحتاج إلي كلمه تعزية ، وليس إلي كلمه توبيخ ونصائح وإدانه !
فإن وجدت إنساناً مر النفس ، مهما كان مخطئاً ، لا تسمح لنفسك أن توبخه ، لئلا يبدو توبيخك لوناً من الشماته . قل له كلمة طيبة ، كلمة تعزية . فالتوبيخ ليس الآن وقته ، وهو حالياً لا يحتمله . يكفيه ما هو فيه . واسمع قول الحكيم " لكل شئ زمان ، ولكل أمر تحت السماوات وقت " ( جا 3: 1) . وهنا نقول الملاحظة التالية :
4- النصح و التوبيخ لا يصلحان إلا في وقتها المناسب :
وهنا تخطر علي بال قصة طريفه وهي : قيل أن صبياً نزل إلي البحر يستحم وكان المكان خطراً فيه دوامات جذبت الطفل ، فكاد يغرق وصاح يطلب النجدة فمر عليه رجل ورآه في هذه الحال . فقال له " ياولد .. كيف أن تستحم في البحر ، وأنت لا تتقن السباحه ؟ وكيف بلغ بك الجهل أن تستحم في هذه المنطقة الخطر ؟ وكيف ...؟ فقال له الصبي " انقذني يا سيدي الآن . ثم وبخني بعد ذلك ..." حقاً تمر أوقات علي الخطاة ، يحتاجون فيها إلي من ينقذهم ، وليس إلي من يوبخهم ...
إن للتوبيخ وقتاً ، ربما لا يكون الأول في الترتيب . قد تبدأ أولاً بالحب وبالمعونه . وبكل عوالم الانقاذ ، وتؤجل التوبيخ إلي حين آخر . وقد يكون الخاطئ في حالة من الندم الشديد ، وقد بكت نفسه بتبكيت مر شديد ، لا يحتاج فيه إلي مزيد . تأمل الآب الحنون في قصة الابن الضال . إنه لم يبكت هذا الابن بعبارة واحدة بل رآه من بعيد فتحنن وركض ووقع علي عنقه وقبله ، وألبسه الحلة الأولى ، وذبح له العجل المسمن ... ( لو 15 : 17 – 23 ) ... كان ذلك وقت فرح . ولم يكن وقت تبكيت ...
إن النصح و التبكيت قد يدخلان في نطاق الإدانه غير الخاطئة ، ولكن بشروط ...
هي ما ذكرناه .. وبغير ذلك قد يتغير الأمر ، ويتحول التبكيت إلي جرح وإهانة وإدانه ، وربما يأتي بنتائج عكسية . نقطة أخري نقولها في شروط النصح و التبكيت وهي :
5- أحياناً يصلح تبكيت الخاطئ ، إن كان ذلك " فيما بينك وبينه وحدكما "( متي 18 : 15 ) .
حيث لا يتعرض للخجل أمام الناس ، وحيث لا تنكشف أخطاؤه أمام الاخرين . وحيث يستطيع أن يعترف بالخطأ . ويعتذر عنه ، ويقبل التبكيت عليه ، إذ لا يراه أحد ، فلا يراق ماء وجهه امام الآخرين ، ولا ينفضح امام الناس . هذا هو النصح فيما بينك وبينه ، والتبكيت المستور ، و المقبول . أما إن قمت بتبكيته امام الناس ، فقد يضطر ان ينكر ، أو يدافع عن نفسه ، أو يكابر ! حتي لو فعلت ذلك بمحبة واتضاع . ولكن انكشافه امام الآخرين قد يضطره إن يحمي سمعته بالدفاع الباطل ، وربما بالكذب ... وتكون أنت قد أعثرته ودفعته كل ذلك لأنك فضحته علناً ، وخدشت حياءه ، وجرحت كرامته ...
وقد لا يخجل ، بل يتبجح ويقول " نعم قد فعلت " .
ليس في انسحاق قلب ، وإنما في تحد وفي مقاومه . وفي اصرار علي ان لا يبدو ضعيفاً أما الذين قال عنهم الرسل " وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف " ( 1 تي 5: 20 ) فهؤلاء هم الذين خطيتهم معروفه للكل ، وأصبح الأمر يتعلق بسلامه الكنيسة كلها وحفظ قيمها وروحياتها ... وصار الهدف هو
"لكي يكون عن الباقين خوف "... مثال ذلك أناس وقفوا في وسط الكنيسة يحدثون ضوضاء وهياجاً ويتكلمون بما لا يليق بغير مبالاة ، فهولاء يحتاجون إلي توبيخ عام ، وليس فيما بينك وبينهم .
6- النقد
قد يكون عمل الإنسان أنه ناقد في أية صحيفة من الصحف : ناقد روائي ، أو ناقد أدبي ، أو ناقد مسرحي ، أو ناقد رياضي...
فهل يترك عمله كناقد علي اعتبار أنه يوقعه في الإدانه ؟ وما الفرق بين النقد والإدانة ؟
كلا ، لا يترك عمله . إنما يسلك فيه بطريقة سليمة وبأسلوب روحي ، مبنية علي أسس عملية . ولا يكون أسلوبة هو الهدم و التجريح . وهناك فروق بين النقد والإدانة .
الفرق الأساسي بين النقد والإدانة ، هو ان النقد يلتزم الموضوعية . أما الإدانة فكثيراً ما تمس النواحي الشخصية . النقد يتناول الموضوع ويحلله ، ويقوم بعملية تقييم عادلة ، يذكر ما فيه من المحاسن ومن العيوب علي السواء . وقد يذكر أسباب النجاح وأسباب الفشل في كل النواحي . وأن كانت هناك مساوئ ، يقترح الوضع السليم الذي كان يجب اتباعه .
إذن النقد هو عملية تقييم . وكثيراً ما يلزم التقييم في كل حياتنا الاجتماعية و الكنسية ، بل وفي كل أنشطتنا .
والهدف من هذا التقييم هو الوصول إلي الأفضل ، باجتناب العيوب ، وتحسين مستوي النجاح ورفع درجته . ولذلك كثيراً ما يجلس الإنسان لتقييم أعماله ويعرف هذا باسم ( النقد الذاتي ) ، ويعرف في الروحيات باسم ( محاسبة النفس ). و النقد علم ، له قواعده وأصوله وأسلوبة . بل له حدوده أيضاً التي لا يتعداها ، والتي إن خرج عنها لا يكون نقداً ، أو لا يكون نقداً سليماً .
والنقد الذي لا يذكر سوي المساوئ ، هو لون من الهجوم . ولا يكون صاحبه منصفاً .
لذلك هناك أنواع ودرجات من النقد ، منها النقد الهادئ الرزين ذو الأسلوب العف . وهو النقد السليم المقبول . ومنها النقد اللاذع ، والنقد الجارح . وكل ناقد يختلف في أسلوبه عن الآخر ، ويختلف في اختيار الألفاظ التي يستخدمها ... والناقد المنصف يتخير الألفاظ كما بميزان دقيق جداً . فإن كنت ناقداً ، انظر من أي نوع أنت ...؟
كن موضوعياً ومنصفاً ، ولا تكن قاسياً في نقدك .
ربما ناقد أدبي أو علمي ينقد كتاباً ، فيكون نقده تكلمه لازمه لهذا الكتاب تحتاج إليها معلوماته . وربما ناقد ينقد كتاباً ، فيكون نقده مديحاً خالصاً ، أن كان الكتاب يستحق ذلك .
كذلك النقد يحتاج إلي دراسة واعيه .
يحتاج إلي معرفة واسعة جداً بالموضوع الذي ينقذه ، كما يحتاج إلي معرفة بفن النقد وأصوله ليس كل إنسان يرقي إلي مرتبه الناقد ، أو يدعي لنفسه هذه الصفه . وليس كل ناقد يحترمه المجتمع ويثق به كناقد ...
و الناقد المنصف يستفيد من نقده للبنيان ، مقدماً فيه علماً وأدباً وفناً ...
يقول الرب في سفر اشعياء النبي " ويل للقائلين للشر خيراً ، وللخير شراً الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً . الجاعلين المر حلواً ، والحلو مراً " ( أش 5: 20 )
هل إذا طلبت في مجال الشهادة في محكمة : اتراك تستطيع أن تقع في شهادة زور لكي تبرئ مذنباً ؟!
وهل إذا قلت الحق ، اتراك تقع في خطية إدانة ؟! حاشا . بل أنك بتببرئه المذنب تقع في خطية كذب . كذلك في معاملاتك الخاصة . إن لم تستطع أن تقول الحق ، فعلي الأقل اصمت ، فهذا أفضل من تبرئة المذنب ، تبرئة تخدع بها السامعين . لعل من ابراز أنواع الإدانه غير الخاطئة :
7- أدانه النفس
إنها فضيلة ، توصل إلي الاتضاع ، وإلي التوبة و النقاوة ، وإلي امتصاص الرغبة في الإدانه بطريقة سليمة . وقد قال القديس مكاريوس الكبير " احكم يا أخي علي نفسك قبل أن يحكموا عليك ".
قال القديس الأنبا أنطونيوس " إن دنا انفسنا ، رضي الديان عنا " . كذلك إن الذي يدين نفسه ، ويوبخ ذاتها لكي يقومها ، هذا لا يجد دافعاً داخلياً لإدانه غيرة ، لأنه يشعر أنه مخطئ مثل ذاك وربما أكثر .
وإدانه النفس ، تحمي الإنسان من إدانته لغيره .
قال القديس الأنبا موسي عن انشغال الإنسان بخطاياه ، إنشغالاً لايسمح له أن يتفرغ للحديث عن خطايا غيره
من من الناس يكون عنده ميت فلا يبكي عليه ، وغنما يتركه ليبكي علي ميت عند جيرانه ؟!
نحب في موضوع الإدانه أن نورد ملاحظة اخيرة وهي :
من يبرئ المذنب
يحدث عند البعض أحياناً ، أنهم يبرئون كل أحد - مهما كان مخطئاً – حتي لا يقعوا في خطية الإدانة . وأمثال هؤلاء ، عليهم ان يسمعوا قول الكتاب :
" مبرئ المذنب ، ومذنب البريء ، كلاهما مكرهة الرب " ( أم 17 : 15 ) . ذلك لأن كليهما بعيد عن الحق ، ويتكلم بالباطل . ونلاحظ هنا انه وضع عبارة ( مبرئ المذنب ) أولاً ,
فلا تظن انك تكون ذا قلب شفوق إن كنت تبرئ المذنب . فالمذنب هو ذنب . والخطأ هو خطأ . قد تدافع عن المذنب من حيث أنه فعل الذنب عن جهل ، أو عن ضعف ، أو عن خوف ، أو بسبب ظروف ضاغطة فتحفف بهذا من ذنبه . ولكن لا تستطيع ان تبرئه ، أو تدعي أنه لم يخطي ...!
بل يحدث أحياناً أن مبرئ المذنب يثير السامعين .
ويجعلهم يدينونه هو في دفاعه عن الباطل ، ويدينون المذنب بأكثر شده حتي يوازنوا مع ما قيل في تبرئة بعكس المقصود منها .
كما أن تبرئة المذنب تساعد علي الاستهتار .
سواء من جهة هذا المذنب ، الذي لا يشعر بتأنيب الضمير نسبب محاولة تبرئته ، فيستمر في أخطائة أو من جهة استهتار من يقلدونه ، شاعرين أنهم سيجدون من يعمل علي تبرئتهم . وقد سئل القديس باسيليوس الكبير هذا السؤال .
ما هي دينونة الذين يحامون عن الخطي ويدافعون عنه ؟
قال أظن انها دينونة ثقيلة ، أكثر من دينونه الذي يعثر غيره ، كما وردت في الإنجيل ( متي 5: 29، 30 ).
لأن الذي يدافع عن المخطئ ، يمنع المخطئ من أن يتوب .
ويجعله بهذا يستمر في خطيته ، ويعلم غيره شره . وهذا حق ، لأنه إن كان هذا الذي يدافع يقول : ماذا فعل(فلان ) ؟ لا يوجد خطأ في كل ما فعله ... فهو بهذا الكلام يشجع غيره أن يفعل مثله مادام الفعل غير مدان . هنا ويواجهنا سؤال لابد من الإجابة عليه ، وهو :
لماذا إذن ينصحنا القديسون أن ندافع عن المخطئين ؟
للإجابة علي هذا السؤال ينبغي أن نعرف تماماً ما هي نوعيه الدفاع ؟ ليس معني الدفاع أن نقلب الموازين الروحية ، ونقول عن الخطأ إنه صواب . كلا بلا شك . فقد قال الكتاب : ويل لمن يقول عن المر أنه حلو ( أش 5: 20 )
وإنما الدفاع هنا ينصب علي الظروف المحيطة ، وليس علي كنه العمل ذاته .
كأن ندافع بسبب أن الحرب كانت ثقيلة عليهم ، مع ضعف الطبيعه البشرية . كما نقول في أوشية الراقدين " إذ لبسوا جسداً ، وسكنوا في هذا العالم " وإنه " ليس أحد بلا خطية ، وإن كانت حياته يوماً واحداً علي الأرض " أو نعتذر عنهم بمكر الشيطان المحارب وخديعته وكثرة حيلة .
أو ندافع بأنهم فعلوا ذلك جهلاً ...
كما قال السيد المسيح عن صالبيه " لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون "( لو 23 : 34 ) . وقال القديس بولس الرسول " لأنهم لو عرفوا ، لما صلبوا رب المجد ( 1 كو 2 : 8 ) .
أو نقول إنه كان في حالة إثارة ، بحيث لم يستطيع أن يملك نفسه ، أو كان واقعاً تحت إغراء أو ضغوط أو عثرة ...ولكن لا يمكننا أن ننفي الخطأ ، أو ندعي أنه ليس خطأ . بل يتحدث فقط عن الظروف المحيطة . تماماً كالمحامي الذي لا ينفي التهمة ، أو الركن المادي منها ، ويتحدث فقط عن الركن الأدبي أو الحالة النفسية أو العقلية للمتهم . ولا يكون القصد سوي التخفيف من وقع الخطأ بدافع الرحمة ، وليس إنكار وجود الخطأ ، كأن يقول إنسان مثلاً " كلنا تحت الزلل " أو " كلنا معرضون للخطأ " . أو كما دافع بعضهم عن خطأ نسب إلي شخص كبير ة، فقال : هذه هي الطبيعة البشرية . و الكتاب يحكي عن نبي عظيم جداً مثل إيليا فيقول :
" إيليا كان إنساناً تحت الآلام مثلنا " ( يع 5: 17) .
مع أنه صلي صلاة أن لا تمطر السماء ثلاث سنين وسته أشهر فلم تمطر ، ثم صلي بعدها فأعطت السماء مطراً ( يع 5: 17 ، 18) .
ويقع في محاولة تبرئة المذنب من يتملق الكبار ‍‍‍‍!
محاولاً أن يبرئ أخطاءهم مهما كانت جسيمة ، باسلوب بعيد عن الحق . وبسبب هذا التملق ، يسقط كثير من الكبار في أخطاء ويستمرون فيها ، ولا تبكتهم ضمائرهم ، ببل قد يفتخرون بما وقعوا فيه من أخطاء !! ويدفعهم من يبرئهم إلي العزة بالأثم وإلي سياسات خاطئة ، ويشترك معهم في أعمالهم الشريرة .
إن كان الذين يصمتون علي الخطأ ، ولا يخرجون الخبيث من وسطهم ، يدانون كما دان بولس الرسول أهل كورنثوس . فماذا نقول إذن عن الذين يحامون عن الخطأ ويدافعون عنه ويبررونه ؟ لا شك أن هؤلاء دينونتهم أعظم
.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي لا تدينوا ظلماً اذ انتم ساقطون في الذنوب عينها ولا تحكموا على احد بغضاًً وحسداً ولكن وبخوه توبيخاً واصلحوا المذنبين . واذا رأيت اخاً يزني فانصحه ووبخه ولكن لا كالعدو بل بالمحبة واللين.

تفسير (متى 7: 2) : لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون ، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

تكررت هذه الاية فى (مر 4: 24)  وقال لهم: «انظروا ما تسمعون! بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد لكم ايها السامعون. " وتكررت أيضا فى (لو 6: 37- 38) ولا تدينوا فلا تدانوا. لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم. اغفروا يغفر لكم.اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم. لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم».
1) "لأَنَّكُمْ بِٱلدَّيْنُونَةِ الخ " أى بالمعنى البسيط الذى يردده البسطاء بالمثل العامى: " عامل الناس بما تحب ان يعاملوك به .. عامل الناس كما تحب أن يعاملك به الرب وقت الدينونة " كلام يسوع فى هذه الاية لا يعني أنه إذا حكمنا على الغير بلا عدل  أو ظلماً ظلما وجورا وبهتانا
(أش 33: 1) ويل لك ايها المخرب وانت لم تخرب وايها الناهب ولم ينهبوك.حين تنتهي من التخريب تخرب وحين تفرغ من النهب ينهبونك."    إلقاء التهم أو فضح إنسان بغرض النيل من سمعته وأخلاقة وتشوية صورته يحكم الرب علينا.(قض 1: 7) فقال ادوني بازق سبعون ملكا مقطوعة اباهم ايديهم وارجلهم كانوا يلتقطون تحت مائدتي.كما فعلت كذلك جازاني الله.واتوا به الى اورشليم فمات هناك " . بفغذا فعلنا وقسينا فى الحكم على الغير قسى الرب علينا، فالإنسان ينال من الغير ما يعطيه لهم: محبة بمحبة، وإحتراما بإحترام ، ولطفاً بلطف، وكرها بكره ، وصرامة بصرامة، وتقتيراً بتقتير. وعنفا بعنف (تك 6: 12)  وانه يكون انسانا وحشيا، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه، وامام جميع اخوته يسكن». ، وتلك الدينونة إما من الناس  وإما من الله
2) "وَبِالْكَيْلِ " هذا مجاز مشهور في كلام الناس على الجزاء وأحكام الشريعة. (يع 2: 13)
لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة، والرحمة تفتخر على الحكم. " (2 صم 22: 26- 27) مع الرحيم تكون رحيما.مع الرجل الكامل تكون كاملا. 27 مع الطاهر تكون طاهرا ومع الاعوج تكون ملتويا

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي انه الذي تحكمون به على احد يحكم عليكم الله ظلماًً كان او عدلاًً .

تفسير (متى 7: 3) : ولماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك ، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها ؟

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

تكررت هذه الاية فى (لو 6: 41 و 42) لماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك واما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟ 42 او كيف تقدر ان تقول لاخيك: يا اخي دعني اخرج القذى الذي في عينك وانت لا تنظر الخشبة التي في عينك. يا مرائي! اخرج اولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى الذي في عين اخيك."
هنا بدأ يسوع بتكلم بصيغ المفرد أى بصورة شخصية فإنتقل المسيح من الكلام للجمع إلى الأفراد، ربما ليحس كل سامعٍ أن يسوع يقصدة شخصيا . وربما ارأى يسوع  فريسي يدين يقكره أو بكلامه تلاميذ المسيح أو غيرهم 
وى شك أن الجموع التى كانت واقفع تسمع عظة يسوع كانت تردد عبارة ايوب الصديق ” بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني” ( أي 5:42 ).
1) "لِمَاذَا تَنْظُرُ؟ " الاستفهام هنا للتوبيخ، فكأنه يقول لا سبب ولا عذر لك أن تفعل هذا. وهنا أشار المسيح إلى عادة الناس عامة فى غصرة يب قى جميع الغصور أن تتكلم عن سقطات الناس وعيوبهم ويتغاضى عن عيوب نفسه، فكأنه يقول: لماذا تنظر إلى عيوب غيرك وتذمه عليها وى تتذكر عيوبك أعظم منها؟

العين هى نافذة الإنسان للعالم فمن خلالها يتعلم الإنسان ويخزن فى عقله الجيد والردئ مما رأته عيناه  وقد علمنا السيد المسيح أن العين سراج للجسد، خلقها الله لتنير للإنسان طريقه نحو الأبدية السعيدة” سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا”( مت 22:6 )،والعين في الكتاب المقدس لها معان كثيرة، وذكر الرب العين الشريرة ”لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة، زنى فسق قتل سرقة طمع خبث مكر عهارة عين شريرة …”(مر 22،21:7).  … وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما، فإن كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون؟”(مت 23:6)، وفي سفر الأمثال نرى كيف تأتي العين الشريرة بالمصائب على الانسان”ألعين المستهزئة بأبيها والمحتقرة إطاعة أمها تقورها غربان الوادي وتأكلها فراخ النسر”(أم17:30).كما أن العين الشريرة تجعل الانسان غير نقي القلب متكبرا، ومن خلال العين نظهر الرغبة والشعوة “ألعين لاتشبع من النظر”(جا8:1)، ويعطينا سليمان الحكيم خبرته مع العين الشهوانية فيقول”ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما، ثم التفت، فاذا الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس”(جا11،10:2). وأنه لا يخفى علينا أن كل ما نراه بأعيننا في هذا العالم لابد أن ينتهي ويزول”لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم، والعالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد( 1يو 17،16:2 ). ولقد طالبنا الرب أن نتعامل بمنتهى القسوة مع أعيننا الشريرة إذا أعثرتنا” فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك لأنك خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقي جسدك كله في جهنم”( مت29:5 ). يدين الآخرين.ومن خلال العين  تظهر البغضة والحسد التي في القلب،  عين عمياء بالكراهية والحقد، لذلك يقول الكتاب” وأما من يبغض أخاه فهو في الظلمة وفي الظلمة يسلك ولا يعلم أين يمضي لأن الظلمة أعمت عينيه” (1يو11:2)، كما أنها تكشف عن الالتواء والطريق الغير المستقيمة” ألرجل اللئيم الرجل الأثيم يسعى باعوجاج الفم، يغمز بعينيه يقول برجله يشير بأصابعه في قلبه أكاذيب يخترع الشر كل حين يزرع خصومات” ( أم6: 12-14 ).

 أما العين الصالحة، فهي مكشوف لها أسرار السماء، لذلك يطلب داود المرنم إلى الله ويقول”أكشف عن عيني فأرى عجائب من شريعتك”(مز 18:119)، وهي عين شاخصة دائما إلى فوق نحو الله مترجية مراحم الرب بثقة أكيدة أنه يستجيب بحسب غنى صلاحه” إليك رفعت عيني ياساكنا في السموات” ( مز1:123 )، ” أعين الكل إياك تترجى” ( مز15:145 )،” لأن رحمتك أمام عيني” ( مز3:26 )، وصاحب العين المرفوعة إلى السماء، يعلم تماما أنه لابد أن ينجو من فخاخ الشيطان ومن كافة القوى الشريرة الروحية غير المنظورة ” عيناي دائما إلى الرب لأنه هو يخرج رجلي من الشبكة ” ( مز 15:25).

وذكر الكتاب عيون أخرى غير عين الانسان الجسدية، وهناك العين الروحية التي ترى ما لا تراه العين الطبيعية في الجسد، كما أنه توجد أعين للحيوانات والطيور والحشرات والأسماك والمخلوقات المختلفة بأشكال وألوان مختلفة. ونسمع أيضا عن ما يسمى بعين العقل. وكأن العقل يرى وله عين، ونسمع في الكتاب المقدس أيضا عن طغمات الكاروبيم المملؤة أعينا، أي مملؤة معرفة. ثم يكشف لنا الكتاب عن عين الله، أنهما كلهيب نار”هذا يقوله ابن الله الذي له عينان كلهيب نار”(رؤ18:2). وهذه الكلمة لاتعني محدودية الرؤيا بالنسبة لله، ولكنها تقودنا من خلال اللغة القاصرة لكي نستوعب بالروح- بقدر استطاعتنا – ما هو أشمل وأوسع فيما يخص أمور الله، لأنه هكذا يخبرنا الكتاب”من عرف فكر الرب أو من صار له مشيرا؟!”( رو34:11 ).
2) " ٱلْقَذَى" ما يحمله الهواء من الغبار الدقيق والتبن ونحوهما، فيقع في العين. ومعنى القذى فى اللغة العربية ما يتكوّن في العين من وسخ أبيض جامد يتجمّع في مجرى الدمع من العين (العماص) والمقصود به هنا الخطأ الصغير.
3) " أَخِيكَ " أي إنسان مثلك.
4) " ٱلْخَشَبَة " مجازٌ ومبالغة، فيراد بالخشبة الذنب الكبير. والفرق عظيم بين القذى والخشبة، فى العين فالقذى تستطيع العين أن تفصله إلى الجانب ولا تؤثر على الرؤية بينما الخشبة فهى تؤلم العين ما امت موجودة فيها وتحجب النظر وتؤذى الإنسان داخليا هكذا تفعل الخطايا الكبيرة فى الإنسان منماسى ذنوبنا الكبيرة التى مثل الخشبة وهنا لم يحدد يسوع حجم الخشبة أى حجم الذنب ، ونرى ذنب الآخرين كالقذى. ويجب أن نفترض أعذاراً للغير ولا نعذر أنفسنا.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

قال القديس يوحنا الذهبي الفم ان كثيرين اذا رأوا عند الرهبان والمتوحدين ثوباًً زائداً خاطبوهم بالآية القائلة ” لا تقتنوا ثوبين ” وهم يخطفون ثياب غيرهم ظلماًً . كذلك اذا رأوا الراهب يأكل قوته اليومي يلومونه مع انك تراهم يدمنون المسكرات ويستعملون الشراهة في الاكل فانهم بذلك يضرون انفسهم اذ ينظرون النقص الصغير اي القذى في عين غيرهم وهم لا يفطنون للخشبة اي الخطايا الكبرى التي يرتكبونها .

تفسير (متى 7: 4): أم كيف تقول لاخيك : دعني أخرج القذى من عينك ، وها الخشبة في عينك ؟
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ"  معنى كيف فى اللغة العربية : " كيَّف الشّيءَ : أحدث تغييرًا فيه يؤدِّي إلى انسجامه مع شيء أخر لا يتبدّل " ويقصد يسوع أنه كيف تجيز لنفسك أن تفعل ما لا يحسن بك، ولا يقبله العقل السليم؟ فالأشرار لا يستطيعون أن يحكموا بالعدل على غيرهم. ، الأشرار يون كل الناس أشرار حولهم يضخمون أخطاء الناس الصغية حتى يظهرون للجميع أنة لا يوجد أخيارا بين الناس إن امعرفتنا أننا هزمنا من خطية وما زالت آثارها فى قلوبنا هو الذى يجعلنا نضخك أخطاء الآخريين فلا بد من التخلص من أخطاؤنا لكى نساعد ألآخريين ونصلح منهم لنتغلب على ضعفاتنا ونقوى فى افيمان لكى نساعد الآخريين على الإنتصار على اخطائهم .. أم كيف للساقط أن يساعد من هم على وشك السقوط يجب ا، نكون صامدين واقفين حتى لا ندع آخر يسقط .
2) " دَعْنِي " ظاهر هذا الكلام الصداقة وفعل الخير وباطنه إنتقاذ الأخطاء الصغيرة التى يفعلها الآخرون عفويا

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ان الذي يعيب غيره على امر فيه مثله لا يقصد محبته وانما يفعل ذلك بغضاًً واحتقاراًً .

تفسير (متى 7: 5): يامرائي ، اخرج اولاً الخشبة من عينك ، وحينئذ تبصر جيداً ان تخرج القذى من عين اخيك !

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "يَا مُرَائِي" هنا يتكلم يسوع بصورة فردية أى يوجه كلامه لشخص معين موجودا مع الجموع قد يكون قصد  المسيح  أحد الفريسيين بين المستمعين فعل أو قال شيئا على آخر ، وكلمة مرائى تعنى معرفة هذا الإنسان بأخطاؤه ولكنه يصدر أحكامه على الغير ويمثلون اليوم المتدينيين تدين ظاهرى  والمرائي هو الذي يتظاهر بتقوى ليست له، ويدَّعي أنه بارٌ وقاضٍ عادل يوبخ على كل خطية يراها في غيره، وهو يرتكب أفظع منها سواء أكان فى الخفاء أم فى العلانية والمراؤون هم الذبن ذكرهم بولس قائلا  (2 تي 3: 5): لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها فأعرض عن هؤلاء
2) "أَخْرِجْ أَوَّلاً ٱلْخَشَبَةَ " فالمسيح هنا لا يوبخ المرائي على إثمه، بل يبيِّن له الطريق ويأمره قائلا "أخرج" بان يخرج شروره وخطاياه وآثامه من قلبه ويجعل عينية بسيطة نقية حتى يمكنه أن يرى ويكون أهلاً ليصلح غيره، ولكى يكون قاضياً بالحق يجب ان يحيا بالإستقامة أمام الرب والناس ،. وإخراج الخشبة يعني تطهير القلب وإماتة الشهوات والعيش فى مخافة الرب والعمل بوصاياة  فيجب أن نهتم بأمر خطايانا أكثر مما نهتم بخطايا غيرنا، ويجب أن نسلك فى توبة حقيقية قبل ان نجلس على منبر القضاء.
3) " وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً " الخطية في القلب تعمي البصيرة، كثيرون من المسلمين عندما يعرفون الرب يسوع يقولون عبارة الأعمى المشهورة الذى شفاة يسوع "كنت أعمى والآن أبصر" أنهم بلا شك أدركوا كما كانت حياتهم ظلاما يعيشون فى خطايا بدون إدراك ووعى وعندما فتح عيونهم يسوع أدركوا ببصيرتهم بشاعة الخطية وبشاعة حياتهم التى عاشوها ويقولون عنها أنها : "سنينا أكلها الجراد " إن امتحان النفس يجهزنا للنظر في أعمال الغير بأمانة. ولا يسوغ للإنسان أن يسرع للحكم على غيره بصرامة ولو بذل كل جهده في امتحان نفسه.
4) " أَنْ تُخْرِجَ ٱلْقَذَى " وبعد معرفتنا الخطية الرابضة والكامنة والتى تمنعنا عن الرؤية حينئذ تصير بصرتنا نقية فى هذا الوقت يدعونا الرب يسوع للخدمة ولتبشير فلقد جزنا فى بحر ألم الخطية وبشاعتها فإننا بلا شك تستطيع أن تعين الضعفاء الساقطين بقوة الرب التى أعانتا .. أنت ايضا أيها المبصر لنور الإيمان أسعف اخيك الساقط  فينجو الأخ من ذنوبه. لا توبخه وهو ضعيف بل أنر له الطريق . وهذا أمر صعب، لكنه علامة الأخوَّة، وهو عمل مبارك أعده الرب لأحباؤه

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي انه يجب على الانسان ان يبدأ بتوبيخ نفسه وشفائها من العيوب قبل ان يعيب غيره حتى اذا نصح بعد ذلك اخاه يتأكد الناس من انه يقصد له الخير . 

تفسير (متى 7: 6): لا تعطوا القدس للكلاب ، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير ، لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "لا تعطوا " فى الموعظة التى تعرف بإسم الموعظة على الجبل يوجه يسوع تلاميذة إلى الجموع تارة وإلى تلاميذة تارة وإلى أشخاص واقفين فى الجمع قد يكونوا من الفريسيين أو الكتبة أو الشيو ... ألخ من قادة اليهود  .. وعندما قال "لا تعطوا" فهو عنى الذين يقمون بالتبشير والتعليم وهم بلا شك التلاميذ الذين أخذوا أمرا بالتبشير من يسوع عندما قال لهم  "إذهبوا وبشروا وتلمذوا "
وجَّه المسيح خطابه هنا إلى تلاميذه، ونصحهم أن لا يُعرِّضوا أنفسهم ودينهم لهزء الجهلاء وغير المؤمنين وإهانتهم لغير سبب. ولا مناقضة بين هذا العدد والعدد الأول، لأنه أشار في الأول إلى الحكم الصارم بغير حق، وأشار في هذا إلى الحكم على الغير بالحق. فليس كل الناس سواء، وليس كلهم يقبلون التعليم. فينبغي أن ننظر النظر الصحيح لنعلم يقيناً من هم المستحقون الصداقة وبذل الجهد في سبيل منفعتهم، ومن ليسوا كذلك. فيجب أن نعتزل صرامة الحكم من جهة، ومن الجهة الأخرى نحترس من رخاوته، فلا يخطئ من اعتبر الكلب كلباً والأثيم أثيماً.
2) " ٱلْمُقَدَّس" هو ما وُقف لخدمة الله أو خُصِّص له، كبعض أجزاء الذبائح المقدمة في الهيكل (لاويين ١٠: ١٤ و٢٢: ٦، ٧).  الأساس العبري لكلمة k d sh التي تترجم عادةً بـ Holy "القدسيّ"، يقوم على فكرة الفصل بين المقدَّس والمدنَّس فيما يتعلق بالإله. أيًا كان التعبير المحدَّد للمقدَّس، فإن هناك تقسيمًا ثقافيًا شاملاً إلى حدٍّ ما يشكل المقدَّس وفقًا له ظاهرةً مميزةً ومبجلةً ومختلفةً عن كل الظواهر الأخرى التي تشكل المدنس أو الدنيوي.
والمقصود هنا: كل ما يتعلق بالدين من الإنذار والتعليم وبيان المواعيد وطريق النجاة وسائر الأمور الروحية.
3) "دُرَرَكُمْ أ" ي لآلئكم. واللؤلؤ يُستخرج من الصدف، وهو من النفائس المشهورة (متّى ١٣: ٤٥ ورؤيا ١٧: ٤). والمقصود بالدرر حقائق الديانة، فإنها في عيني الرب كجواهر ثمينة مُنحت للمؤمن.
4) " الْكِلاَبِ... ٱلْخَنَازِيرِ " حيوانان حسبهما اليهود نجسين مكروهين، لا يجوز أن يُؤكلا ولا أن يُقدما ذبيحة. ويعاقب كل من يلمسهما أو يأكلهما  الحيوان الذي يعد استهلاكه أو تناوله من المحرمات. (التثنية 14: 8) وَالْخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَمِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا." وتعنى عبارة"الحيوانات النجسة"، هى "الحيوانات القذرة" في اليهودية دورًا بارزًا في الكشروت، حيث تحدّد الشريعة اليهودية ماهية الأطعمة المسموح بها (تسمى كوشير ) أو الممنوعة على اليهود. وتعتمد هذه القوانين على كتب سفر اللاويين وسفر التثنية من التوراة وعلى مجموعة واسعة من تعليقات الحاخامات (في التلمود).ويذكر أن مفهوم الحيوانات النجسة قد ورد أيضًا في سفر التكوين ، عندما أوعز النبى نوح إلى جلب كل أنواع "البهائم الطاهرة والضوارى النظيفة والطيور، وكل ما يدب على الأرض إلى السفينة" تتم تسمية بعض الحيوانات في التوراة، بشكل واضح كطاهرة أو نجسة، بينما تصنف الأنواع الأخرى من خلال الخصائص التشريحية أو معايير أخرى. في بعض الحالات، هناك بعض الشك في المعنى الدقيق لإسم الحيوان في الكتاب المقدس. وفقًا لقوانين الطعام اليهودية، حتى تكون "نقية" يجب أن يكون الحيوان خاليًا من بعض العيوب، ويجب ذبحها وتنظيفها وفقا للوائح محددة (وتسمى طريقة شحيطه ). أي منتج من حيوان نجس أو أي ذبح بطريقة غير صحيحة هو أيضًا محرّم طبقًا للشريعة اليهودية. منتج الجيلاتين ، على سبيل المثال، قد تم تجنبه، وعلى الرغم من أن الجيلاتين قد أصبح كوشير مؤخرًا (من الأبقار أو من الأسماك التي أعدت وفقًا للوائح الكوشير) وقد أصبح متاحًا. تمديد الحظر يشمل أيضًا أجزاءً معينة من الحيوانات الطاهرة، مثل الدم، وبعض الأنسجة الدهنية والعصب الوركي. أخيرا، يمنع طهي الحليب أو منتجات الألبان مع اللحوم، أو حتى استخدام نفس أواني المطبخ على حد سواء.
ويقصد بهذه الحيوانات النجسة أى القزرة هم الأشرار الذين تنجسوا بالخطايا والجهلاء عديمى الفهم  أعداء الحق المفترسون، الذين يجهلون الحق ويرفضونه ويقاومونه. وهم أصحاب السيرة الدنسة والشهوات القبيحة والألسنة المجدِّفة (أمثال ١١: ٢٢ وفيلبي ٣: ٢ و٢بطرس ٢: ٢٢).
نهى المسيح هنا تلاميذه عن أن يعرضوا حقائق الإيمان المقدس للمستهزئين المقاومين واشار إليهم بالكلاب ، (أم 9: 5و 5)  من يوبخ مستهزئا يكسب لنفسه هوانا ومن ينذر شريرا يكسب عيبا. لا توبخ مستهزئا لئلا يبغضك.وبخ حكيما فيحبك" إذا تحققوا أنهم يرفضونها ويمقتونها، لئلا تصير عندهم كخروف التقدمة الذي تخطفه الكلاب تنهش لحومها ، والهنزير يمثل الجاهل العديم الفهم المتصلف (أم 23: 9) في اذني جاهل لا تتكلم لانه يحتقر حكمة كلامك " وقال يسوع  كالدرر النفيسة التي تدوسها الخنازير في الأقذار لأنها من جهلها وقذارتها ونجاستها فى الخطية  فما أرهب شقاء الذين سقطوا في مثل تلك الهاوية! هاوية الإثم والرذيلة! حتى أوجب على المسيحيين أن يتركوهم قانطين ويعتزلوا عن وعظهم وإنذارهم (١صموئيل ٢٥: ١٧ وأمثال ٩: ٨ و٢٣: ٩).
5) " وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُم " هنا يتكلم عن الكلاب والخنازير البرية التى يحاول الإنسان إستئناسها بطرح إنسانيته وعقيدته لهذه الحيوانات ولكن يجب ان يبدأ بتفنيد وهدم عقيدتهم الوحشية المخالفة لتعاليم يسوع أولا لتجنب الجانب الوحشى فى هذه النفوس التى تشبه الكلاب والخنازير إن إهانة الحق هي السبب الأول والأعظم لنهي المسيح، وما ذكره هنا سبب ثانوي، وهو أن لا يعرِّض التلاميذ أنفسهم للخطر بغير اضطرار (أع 18: 6)  واذ كانوا يقاومون ويجدفون نفض ثيابه وقال لهم:«دمكم على رؤوسكم! انا بريء. من الان اذهب الى الامم».   ولكن ليس في هذا عذرٌ لمن يخفي الحق لأنه كسول أو جبان، بل يجب عليه أن يكون في وقت الضرورة كدانيال في بابل ورفقائه الثلاثة.
فيجب أن نميِّز صفات مَن نقصد تعليمهم، وأن نجعل تعليمنا موافقاً لأحوالهم. فإن كانوا ممن لا يعقلون البراهين، وممن ضمائرهم بلا شعور، وأخلاقهم شرسة كالوحوش، وجب أن لا نضيع الوقت والتعب عليهم. على أنه ينبغي أن نحزن عليهم ونصلي لأجلهم، ونحذر الغير منهم، ونتوقع الوقت الذي تلين فيه قلوبهم، بالمصائب أو بفعل الروح القدس. وحينئذ يمكننا أن نعلمهم لأنهم يستطيعون أن يستفيدوا من التعليم. قال سليمان «للسكوت وقت وللتكلم وقت» (جامعة ٣: ٨).
****
وقال الأنبا بيشوي المتنيح مطران دمياط فى كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) -  أراد السيد المسيح أن يحذِّر تلاميذه من التفريط في الأشياء والأمور والأسرار المقدسة. هناك من الأمور ما ينبغي أن يحتفظ بها الإنسان ولا يبوح بها للآخرين، لكي لا يساء استخدامها.
ومن أمثلة ذلك إذا أراد شخص ما أن يعمل الخير من أجل بعض المحتاجين، فلا ينبغي أن يكشف ذلك للجشعين والطماعين لئلا يعطلوا هذا العمل ويقاوموه.
كذلك لا ينبغي التفريط في الأسرار المقدسة. أي لا ينبغي السماح بشركة التناول للأشخاص الذين يسلكون في النجاسة أي للمستبيحين الذين يستهترون بقدسية الأسرار الطاهرة ولا يسلكون في التوبة والبعد عن الشر.
و سمحت الكنيسة للمستبيح أن يتناول من الأسرار المقدسة فسوف يستخف بالكنيسة وبكل ما فيها ويكون كأصل مرارة يتنجس به كثيرون. ويتحول هو ومن معه أضدادًا للكنيسة وتقاليدها ومقدساتها ويحاربون من يرغب في السلوك في مخافة الله.
هذا ما حدث في بعض الكنائس في الغرب التي تركت الحبل على الغارب لكل من يريد أن يتقدم إلى الأسرار المقدسة بدون استحقاق. وتطور الأمر حتى صار هناك أناسًا في هذه الكنائس يدافعون عن الأمور المخجلة والقبيحة المخالفة لتعليم الكتاب المقدس كالشذوذ الجنسي ويمدحون من يمارسها ويهاجمون من يقاومها.
فالأمر يبدأ بالتساهل في توزيع الأسرار بدعوى الترفق بالخطاة بما في ذلك غير التائبين، ثم يتطور إلى اعتبار أن ذلك حق مكتسب يمكن المناداة به جهرًا وبلا خجل أو حياء. ثم تتسع المساحة لتشمل الدفاع عن خطايا محرَّمة وتحليل ارتكابها لمن هو في شركة الكنيسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ثم تحدث الكارثة في بعض كنائس الغرب عندما يتباهي الأسقف بسيامة بعض المنحرفين أخلاقيًا في الكهنوت. وللأسف والمحزن أن ينضم إلى هؤلاء من يهاجمون الوصايا التي وردت في الكتاب المقدس وتنهى عن هذه الانحرافات. وكذلك ينضم إليهم الداعين إلى الحركة النسائية في الكنائس Feminist Movement الذين يطالبون بسيامة المرأة في الدرجات الكهنوتية المتعددة، رافضين تعليم الكتاب المقدس بأن الرجل هو رأس المرأة وأنه هو المسئول عن التعليم في الكنيسة بصفة عامة، بمعنى أن المرأة لا تعلِّم ولا تتسلط على الرجل في الكنيسة (انظر 1تى2: 12).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ان هذا التعليم الذي علمتكم والاسرار التي كشفتها لكم لا تقولوها للكفرة والجهلة الذين لا يعرفون الله . لانهم اذا سمعوها يستهزئون بكم ويعذبونكم . بل لا تشركوا الاشرار والمنافقين في الاسرار المقدسة . التي يسميها قدساًً وجواهراًً . ثم انه شبه المنافقين بالكلاب والسائرين سيرة دنسة بالخنازير وشبه تعليمه الانجيلي بالقدس والجواهر . وقوله ” لئلا تدوسها بارجلها وترجع فتمزقكم ” اي ان الكفرة والمنافقين فضلاً عن انهم لا يرجعون من كفرهم وشرورهم ولكنهم يستهزئون بالايمان . ويتحصل مما تقدم انه يجب ان نخرج غير المعتمدين خارج الكنيسة ولا نتركهم يقفوا في القداس . فالمسيح سمى هؤلاء كلاباًً لأنهم يأكلون القداس والخبز من دون تمييز . وسماهم خنازير لان الخنازير تدوس الجواهر والطين على السواء دون معرفة ولا تمييز . بل يسمي كلاباًً وخنازير اولئك الكهنة والفريسيين الذين بعد ما كان يعلمهم الرسل كانوا يرجعون فيعذبونهم . ورب قائل يقول فكيف منع ان يعطوا القدس للكلاب وفي موضع آخر امرهم ان ينادوا بتعليمه على السطوح ؟ والجواب انه يجب ان نعلم الطائعين اما الذين لا يذعنون فهؤلاء شبهوا بالكلاب والخنازير فلذا يجب ان نعلمهم لئلا يستهزئوا بتعليمنا .

تفسير انجيل متى - الاصحاح السابع

3 -  الله يعطي لمن يسأله (متى 7: 7- 12)

الله يعطي لمن يسآله
تفسير (متى 7: 7): “ اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا ، اقرعوا يفتح لكم .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
السؤال والطلب فى الصلاة (لو 18: 1)  وقال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلى كل حين ولا يمل:
 ظن البعض العلاقة بين هذا الكلام وما قبله أن المسيح التزم أن يوجه كلامه إلى بعض الفريسيين الحاضرين الذين أهانوا لتلاميذه، فوبخهم من آية ١ - ٦ من هذا الأصحاح (ثم عاد في آية ٧) إلى سياق الكلام السابق، ففذكر التلاميذ بالوسائل التي يتواصلون بها إلى طلب المعونة الإلهية  من زيادة القلق، وهي الاتكال على الله والثقة به والصلاة إليه.
1) "اِسْأَلُوا "  تعنى فى اللغة العربية سأل المحتاجُ المهان النَّاسَ : تسوّل ؛ طلب منهم الصدقَةَ والعطيّةَ :- إذا سألت فاسأل الله ، - { لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا } . وقد تاتى بمعنى • سأله الشَّيءَ : طلب منه أن يعطيَه إيّاه ، التمسه منه :- نسألُ اللهَ السَّلامةَ ، - { قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا } . وقصد يسوع أن : اسألوا ما تحتاجون إليه فى صلاتكم وتضرعاتكم من  ألاب الوحيد القادر أن يعتني بكم. (يو 16: 23و 24) وفي ذلك اليوم لا تسالونني شيئا. الحق الحق اقول لكم: ان كل ما طلبتم من الاب باسمي يعطيكم. الى الان لم تطلبوا شيئا باسمي. اطلبوا تاخذوا، ليكون فرحكم كاملا. " وهو لا يعين هنا مرات السؤال، ولا المقادير المسؤولة. فلنا أن نسأل ما نشاء وكلما شئنا.(1يو 5: 14 و 15)   وهذه هي الثقة التي لنا عنده: انه ان طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا. وان كنا نعلم انه مهما طلبنا يسمع لنا، نعلم ان لنا الطلبات التي طلبناها منه. "
2) "تُعْطَوْا" هذا الوعد مشروط بأن ما نسأله يكون موافقاً لإرادة الله ومجده. (يو 14: 13)  ومهما سالتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الاب بالابن." ولنا الثقة العظمى بقبول طلبنا إن سألنا أولاً وخاصة البركات الروحية. فلا يستجيب الله لنا في الزمان الذي نستحسنه نحن، (1يو 3: 22)  ومهما سالنا ننال منه، لاننا نحفظ وصاياه، ونعمل الاعمال المرضية امامه." والطريق التي نختارها، فذلك موكول إلى إرادته. فإنه يعلم ما نحتاج إليه أكثر مما نعلم نحن.
3) " اُطْلُبُو " يؤكد المسيح المعنى بتكراره بكلمة أخرى،(مت 21: 22) وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه». (مر 11: 24)   ذلك اقول لكم: كل ما تطلبونه حينما تصلون، فامنوا ان تنالوه، فيكون لكم.  فلا تطلبوا الخيرات الزمنية أولاً كما يفعل الأمم (متّى ٦: ٣٣).
4) "اِقْرَعُوا" كرر المعنى بلفظ آخر، لكن على سبيل الاستعارة، (لو 11: 9 و 10)  وانا اقول لكم: اسالوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. لان كل من يسال ياخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له." فكأن البركات المطلوبة في بيتٍ بابه موصد، علينا أن نقرعه لنحصل على ما وراءه. والأوامر الثلاثة «اسألوا» و «اطلبوا» و «واقرعوا» تدل على أشواق شديدة ومطالب حقيقية، هي استعدادات لقبول الجواب.  (يعقوب 1: 5 و6) وانما ان كان احدكم تعوزه حكمة، فليطلب من ألآب الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير، فسيعطى له ولكن ليطلب بايمان غير مرتاب البتة، لان المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه  وهي شروط بسيطة للحصول على أعظم البركات. (يو 7: 18)  من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه، واما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظل  " فعلى الإنسان أولاً أن يطلب، وعلى ألابالإجابة في النهاية. فمواعيد الله ليست للكسلان الذي يتوقع بلا عمل، لكن للنشيط المجتهد في القيام بشروطها، فلا صلاة حقيقية بلا فائدة.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فالسؤال والطلب والقرع شيء واحد . فان ما يريد الانسان فاياه يسأل وما يسأله فلاجله يقرع ليفتح له . ثم قوله اسألوا . يريد بذلك الامور الروحية وقوله اطلبوا اراد الامور الجسدية وقوله اقرعوا اي اعملوا الفضيلة . فلنسأل قوة الروح التي بها نستطيع ان نحفظ الوصايا ونطلب ونقرع مترجمين ما نحتاج اليه بغير شكوك وبضمير سليم صالح .

تفسير (متى 7: 8): لان كل من يسأل يأخذ ، ومن يطلب يجد ، ومن يقرع يفتح له .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

الوصية تمنعنا من إعطاء القدس للكلاب وطرح الدرر أمام الخنازير،  لأننا نأخذ  مواهب الروح القدس عندما نطلب وندخل إلى القدس عندما تفتح لنا السماء أبوابها  والطريق غلى الحصول على النعم الروحية هو قوة الصلاة والعلاقة بيننا وبين الرب فقط يجب علينا أن نسأل كما قيل لنا  في العدد السابق  فكأنه قال إن قوة الصلاة تكون في المستقبل كما كانت في الماضي. (أم 8: 16- 17) "انا احب الذين يحبونني والذين يبكرون الي يجدونني.عندي الغنى والكرامة.قنية فاخرة وحظ "
1) "كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ " نسأل من معطى بسخاء المعطى بالخيرات الذى يقول (أم 8: 14) " لي المشورة والراي.انا الفهم.لي القدرة. " هذا وعد خاص لكل شخص يؤمن ، ولا يُستثنى أحدٌ ممن يطلبون لعدم استحقاقه. لم يحدد الرب نوع الطلب ولكنه بلا يشك كل من يطلب مقاصد الرب وفى حدود وصاياه  من الخير والسلام والمحية ولنا تفسير فى طلب سليمان من الرب فقد طلب  الحكمة ليقود الشعب  "وعبدك في وسط شعبك الذي اخترته شعب كثير لا يُحصى ولا يُعد من الكثرة. فأعطِ عبدك قلبًا فهيمًا لأحكم على شعبك، وأُميِّز بين الخير والشرّ، لأنَّه من يقدر أن يحكم على شعبك العظيم هذا؟" (1 ملوك 3: 8-9)
2) "يَأْخُذُ...ُ يَجِدُ " لطلب بالإيمان والتسليم إلى إرادة الله. وإن سألنا فنسأل الأشياء التي يليق أن يعطيه إياها ويرى أنها مفيدة له. (أر 29: 12- 13) فتدعونني وتذهبون وتصلون الي فاسمع لكم. وتطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلبكم.  "

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي انه يأخذ ما يجب ويورد على ذلك برهاناًً طبيعياًً .

تفسير (متى 7: 9): ام ايّ انسان منكم اذا سأله ابنه خبزاًً ، يعطيه حجراًً ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
تكررت هذه الآية فى (لو 11: 11- 12) فمن منكم وهو اب يساله ابنه خبزا افيعطيه حجرا؟ او سمكة افيعطيه حية بدل السمكة؟ او اذا ساله بيضة افيعطيه عقربا؟  "
1) "أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ " الاستفهام استنكاري،
2) " سأله ابنه خبزاًً ، يعطيه حجراً "  القصد به أنه لا يوجد في العالم مثل هذا الإنسان.  والملاحظ أنه أعطى مثلا عن العلاقة بين الإنسان وإبنه اى علاقة الأبوة والبنوة أى أنه يشير إلى ان ذات العلاقة ورابطة المحبة  بدون منفعة من الطرفين هى نفسها بين الرب والمؤمنين به فكما أن الأنسان لا يعطى إبنه الجائع حجرا فكم بالحرى سأعطيكم أنا  ما قاله ذكر أن محبة الرب الأبوية للمؤمن أفضل من معاملة الآباء الأشرار لأبنائهم في مثل هذه الأحوال.

تفسير (متى 7: 10): وان سأله سمكة ، يعطيه حية ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

الصلاة بها اضرعات طلبات من الرب ولا تعرف شيئًا اسمه المستحيل "لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله" (لو1: 37)، ولأن "كل شيء مستطاع للمؤمن" (مر9: 23). الصلاة تخرج بالإنسان من إطار التوقع البشرى إلى ما يفوق توقعات البشر. لأن الله يعطينا أكثر مما نطلب أو نفتكر وإذا طلب لإنسان من الرب شيئا سيستجيب كما يجيب الأب إبنه فى الأرض هكذا الآب السماوى إن سأل الإبن سمكة لا يعطية الأب الأرضى حية .. الحجر يرمز إلى الشيطان، أما الخبز فيرمز إلى السيد المسيح. كما أن الحية ترمز إلى الشيطان، أما السمكة فترمز إلى السيد المسيح. الحجر الذي استخدم في صناعة الأصنام. وللأسف سجد البشر لهذه الأصنام الحجرية التي لا تسمع ولا تشعر ولا تحس، وكان الشيطان مخفيًا فيها لكي تقدم له العبادة. ولكن هذه العبادة لم تشبع الإنسان ولم تمنحه الحياة.
أما السيد المسيح فقال عن نفسه: "أنا هو خبز الحياة" (يو6: 35).. "لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم" (يو6: 33). وأعطانا السيد المسيح جسده مأكلًا وقال: "من يأكلني فهو يحيا بي" (يو6: 57) وقال: "والخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو6: 51).
فبكل تأكيد إن سألنا الآب خبزًا سمائيًا فلن يعطينا حجرًا، بل بالعكس كلما طلبنا في الصلاة الربانية "خبزنا الآتي أعطِنَا اليوم" (مت 6: 11) فإنه يمنحنا خبز الحياة الأبدية لنحيا إلى الأبد.. ومن المعروف طبعًا أن إبليس قد لُقِّب بلقب "الحية القديمة" (رؤ12: 9)، وهو الذي استخدم الحية لخداع الإنسان. أما السيد المسيح فلقبه "يسوع المسيح ابن الله المخلّص"، والحروف الأولى لكلمات هذه العبارة باللغة اليونانية هي vIcqujv ومعناها "سمكة". لهذا استخدم المسيحيون الأُول السمكة رمزًا لهم يتعرفون به على بعضهم البعض. وأدخلوه في النقوش الخاصة بهم كرمز للسيد المسيح.(من كتاب كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي هل من انسان يسأله ابنه شيئاًً ينفعه وهو يعطيه ما يضره حاشا فنقول شيئان يلزم السائل ان يسألهما باجتهاد اللائقات والمرجوات .

تفسير (متى 7: 11): فاذا كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة ، فكم بالحري ابوكم الذي في السموات ، يهب خيرات للذين يسألونه !

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ما قيل هنا نتيجة العددين السابقين
1) "وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ " الأشرار هم البشر الذين يفعلون الشر .. والش هو ضد الخير .. ولا يستطيع أحد أن يقول هذا الإنسان شرير أم لا الوحيد الذى له مقدرة هو يسوع المسيح الإنسان الصالح الذى ليس فى فمه غش الذى اعطى له أن يدين العالم   إن كل الناس بالنسبة إلى له فأقدسهم كغيرهم من البشر أشرارٌ ساقطون. لقد عجزت البشرية عن تحقيق مقاصد الرب وتعاليمه ووصاياة وكانت النتيجة هى أن تجسد كلمته ليعطينا عهدا جديدا بدلا من العتيق  (رومية 3: 12) الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد."  وفى العهد القديم (  مز 14: 3) الكل قد زاغوا معا، فسدوا. ليس من يعمل صلاحا، ليس ولا واحد.
2) "تَعْرِفُونَ" وتمارسونه من الغريزة الأبوية وتميلون إليها بدون تفكير أو حساب للنتائج 
3) "عَطَايَا جَيِّدَةً" عطايا بشرية جيدة مثل المال الرعاية السند  أي فوائد زمنية وصفها بالجيدة مقارنة بالعطايا الرديئة التي ذُكرت في عددي ٩، ١٠.
4) "أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ" تمييزاً له عن الآباء الأرضيين، إن محبة الأبوة السمائية أقوى من غريزة الأبوة الأرضية  لأن الرب نفسه هو واضع هذه الغريزة ودهنا نتأمل فى الآية التى تقول   ( إشعياء 49: 15) «هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك."
 إن كانت محبة الناس لأولادهم غريزية ودائمة وفعالة، فكم بالحري محبة الرب الذى هو ينبوع المحبة وأصلها.
5) "خَيْرَات" أي ما يراه موافقاً لهم الرب يميز أولاده فهو يعطى الجميع بسخاء (متى 5: 45) لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين." فهو العطى الجميع خيرات ولكن يميز أولاده بالخيرات والبركات الروحية ، فإن الرب صادق وامين ولا يخيب رجاء أولاده يقهد ويفعل ، ولا يخدع أحدا بإعطائه إياهم ما يضر أو ما لا يفيد كما يفعل الشيطان . كما أ،ه لم يعين مقدار تلك الخيرات ليشجعنا لنطلب القدر الذي نريده.
6) "لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَه " هكذا قال يسوع : " إسألوا تعطوا " هذا الشرط اللازم لنوال الوعد ليوجه أفكارهم إلى أن الصلاة طريق أخذ هذه العطايا .الصلاة  مفيدة وفعالة وكما يسأل الإبن الأرضى أباه بطلب شئ ما يحتاجه فلنسأل أباناا السماوى ولنجرب فيفتح لنا كوى السماء ويملأنها من الخيرات الروحية المفرحة

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فقد سماهم اشراراً لسبب ميلهم الى الشرور وعلمنا ان نواظب على الصلاة ونسير سيرة مقدسة .

تفسير (متى 7: 12): فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوه انتم بهم ، لأن هذا هو الناموس والانبياء .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وهذه الآية سُميت «القاعدة الذهبية» لأنها حقيقة سماوية، ولأن نتائجها صالحة.

تكررت هذه الآية فى (لو 6: 31) وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا

1) "كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ الخ" قال المسيح في متّى ٥: ١٧ إنه لم يأتِ لنقض الناموس أو الأنبياء بل ليكمل، وكان يصحح مفهوم الفريسيين والصدوقيين عن آيات العهد القديم ومنها رجم المرأة والسبت وغيره فأتى بمفهوم تفسيرى جديد وهو أنه لم يكمل العهد القديم بالحرف بل بالروح .
وعلى الأساس الذى وضعه يسوع أكمل تلاميذه تبشير العالم لهذا قال بولس(  2كورنثوس 3: 6) الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد. لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي.) يومن هذا المنطلق جعل يسوع كل من يؤمن به أمه وإخوته أى جعل الجميع أقرباءا له ( لوقا 8: 21) فنحن أخوتهى فماذا نفعل بأخ وأم وأخت يسوع الأقرباء لنا  وعلق بولس على هذه القرابة فقال (غلا 5: 14)  لان كل الناموس في كلمة واحدة يكمل:«تحب قريبك كنفسك». وبمحبة القريب تتلاشى فينا حب الذات المحض والبغض والانتقام والنميمة والغش والاختلاس، وتثبت وحدة البشر ومساواة جميع أفراده، وتوجب أن يطلب كل واحد نفع غيره. ونتعلم من هذا أنه إن جازى إنسان غيره شراً بخير يكون غير مؤمن بالمسيح بل أنه ضد المسيح وضد المسيح هو صانع كل شر  وإن جازى شر غيره بشر يكون وثنياً. وإن جازى الشر بالخير يكون مسيحياً، لأن فعله للغير أفضل من فعل الغير له فعلٌ إلهي. نعم إنها قاعدة وجيزة ولكن السلوك بموجبها ينفي الخصومات والحروب، ويجعل الأرض فردوس النعيم. ووقد أخذت شرائع العالم التى تسمى الإنسانية هذه التعاليم من المسيحية . إنها لا تنفي حب الذات الطبيعي، بل تجعله قياساً لحبنا للغير وفعلنا له. وعلى ذلك يكون حبنا الغريزي منفعة أنفسنا خادماً للعدل والإحسان.
2) " لأَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلنَّامُوس الخ " الجزء الأول من الآية هي خلاصة كل تعاليم الناموس والأنبياء، هو علاقة الإنسان بمن حوله كما ورد فى(رؤ 13: 8- 10) لا تكونوا مديونين لاحد بشيء الا بان يحب بعضكم بعضا، لان من احب غيره فقد اكمل الناموس. 9 لان «لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشته»، وان كانت وصية اخرى، هي مجموعة في هذه الكلمة:«ان تحب قريبك كنفسك». 10المحبة لا تصنع شرا للقريب، فالمحبة هي تكميل الناموس."   وقد وضع يسوع معاملة الإنسان لأخيه الإنسان وصية فى الدرجة الثانية (مت 22: 38- 40) فقال له يسوع: «تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. 38 هذه هي الوصية الاولى والعظمى.  والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك.  بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء» بسبب أن لا تظهر محية الإنسان للرب إلا عن طريق محبة الإنسان لقريبه أى لأخصه الإنسان وجعلهما من الوصايا الغظمى  لأن غايتهما أن يجعلا كل واحد يحب غيره كنفسه وقد أوضخ بولس كيفية تعامل المؤمن مع غيره بصورة واضحة فقال (1تيم 1: 5)  واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر، وضمير صالح، وايمان بلا رياء.  فالذي يفعل ذلك يطيع الناموس  (لا19: 18) لا تنتقم ولا تحقد على ابناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك.انا الرب. وعندما سألوا يسوع من هو قريبى؟ ذكر لهم مثل السامرى الصالح (لو 10: 25- 37)  ومن خلال هذا المثل لم يعد أقربنا بصلة الدم ولا عت طريق التجنس (اللغة والدبن واللون والعرق والطائفةة او القبيلة) بل حتى من نعتبرهم أعداء هم أقرباء لنا فقد كان اليهود لا يحبون السامريين ويطيع الأنبياء (إش 1: 17)  تعلموا فعل الخير اطلبوا الحق انصفوا المظلوم اقضوا لليتيم حاموا عن الارملة. "
 يُحكى أن أحد الأجانب جاء إلى الربوني شمعي يسأله أن يعلِّمه الناموس كله أثناء وقوفه على رجل واحدة، فطرده هذا من حضرته. ولكنه حين ذهب إلى الربوني هليل يسأله السؤال نفسه، أجابه أن الناموس هو أن لا تفعل بالآخرين ما لا تريدهم أن يفعلوه معك. وهذا التصريح بصورة سلبية، أما تعليم المسيح فإيجابي بكامل معناه.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي مثلما تريدون ان يعاملكم الناس بالحسنى كذلك عاملوا غيركم واصنعوا الخير معهم وقوله ” هذا هو الناموس والانبياء ” . اي ان ذلك مفروض عليكم فعله من الناموس والانبياء  اما ما يجب علينا فعله او اجتنابه نحو غيرنا فذلك يرشدنا اليه العقل بواسطة الفضيلة . 

تفسير انجيل متى - الاصحاح السابع

 4 - الباب الضيق /   - الأنبياء الكذبة (متى 7: 13- 14)

الباب الضيق
تفسير (متى 7: 13) : “ ادخلوا من الباب الضيق ، لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه !

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
شبَّه المسيح حياة الإنسان بالطريق،   ألآية المشابهة لها فى إنجيل لوقا لو 13: 24) «اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق فاني اقول لكم: ان كثيرين سيطلبون ان يدخلوا ولا يقدرو "
أكمل السيد المسيح تعليمه على الجبل بالصفات الواجبة أن تكون لأتباعه ، وإختتم فى الآية السابقة بأنه
فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوه انتم بهم وهنا زاد عليهم إتباع طريقه الطريق الضيق ‘لى نهايته بما يعنى " اُدْخُلُوا أي ملكوتي السماوي الذي يبدأ على الأرض ونهايته في السماء" .
وكثيراً ما يمثل الكتاب المقدس حياة البر وحياة الإثم بطريقين يُدخَل إليهما من بابين.
1) "ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ." .. ٱلطَّرِيقَ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاة أشار بذلك إلى بدء الحياة المقدسة ومداومة السير فيها. وتلك الطريق تؤدي من الأرض إلى أورشليم السماوية.  الباب‏ ‏الضيق‏ ‏هو‏ ‏كرب‏ ‏في‏ ‏أوله‏ ‏ونهايته‏ ‏طيبة‏.‏ وكان تبشير التلاميذ يؤكد على  التعليم المؤمنين وتعريفهم بالباب الضيق والطريق المملوء بضيقات (أع14: 22) فبشرا في تلك المدينة وتلمذا كثيرين. ثم رجعا الى لسترة وايقونية وانطاكية يشددان انفس التلاميذ ويعظانهم ان يثبتوا في الايمان، وانه بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله "  وإن ضيقات بولس الشديدة التى ذكرها فى رسائلة حسبها نفاية ةبمعنى خفيفة فى الآية التالية لأن حملها لا يقاس بالمجد العتيد الذى سيستعلن فينا  ‏"أن‏ ‏خفة‏ ‏ضيقتنا‏ ‏الوقتية‏ ‏تنشيء‏ ‏لنا‏ ‏أكثر‏ ‏فأكثر‏ ‏ثقل‏ ‏مجد‏ ‏أبديا‏ ".‏(2كو 4: 17)
والدخول للباب الضيق يمر من بوابة الإيمان بيسوع والمؤمنون لا بد أن ينكروا ذواتهم يسوع  فى طريق التبشير والآلام   ‏(مت 16: 24)  ‏أراد‏ ‏أحد‏ ‏أن‏ ‏يأتي‏ ‏ورائي‏ ‏فلينكر‏ ‏نفسه‏ ‏ويحمل‏ ‏صليبه‏ ‏ويتبعني" وأيضا‏ "من‏ ‏وجد‏ ‏حياته‏ ‏يضيعها‏ ‏ومن‏ ‏أضاع‏ ‏حياته‏ ‏من‏ ‏أجلي‏ ‏الحياة‏ ‏يجدها "(مت 10: 39) .‏
ليس‏ ‏انكار‏ ‏الذات‏ ‏شيئا‏ ‏سهلا‏ ‏ولاحمل‏ ‏الصليب‏ ‏سهلا‏.‏فكل‏ ‏إنسان‏ ‏يحب‏ ‏نفسه‏ ‏ويهمه‏ ‏مركزه‏ ‏وكرامته‏ ‏وحقوقه‏ ‏وإن‏ ‏تنازل‏ ‏عن‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏يظن‏ ‏أنه‏ ‏يضيع‏ ‏حياته‏ ‏بينما‏ ‏يقول‏ ‏له‏ ‏الرب‏ ‏من‏ ‏أضاع‏ ‏حياته‏ ‏من‏ ‏أجلي‏ ‏يجدهاإن‏ ‏أحب‏ ‏أحد‏ ‏الله‏ ‏وأحب‏ ‏الناس(كو 5: 13) "‏المحبة‏ ‏لاتطلب‏ ‏ما‏ ‏لنفسها‏" والمؤمنون يجب أن يعملوا فى حقل الرب ويبشرون مثله لأنه كان"  يطلب ويخلص ما قد هلك " (لو 19: 10)  وهو أولا علمنا تعليما عمليا فى التواضع وانكار الذات من أجل المحبة  "‏أخلي‏ ‏ذاته‏ ‏وأخذ‏ ‏شكل‏ ‏العبد(فى 2: 7) ‏بل‏ ‏بذل‏ ‏ذاته‏ ‏عنا‏ ‏مقدما‏ ‏دمه‏ ‏علي‏ ‏الصليب‏ ‏لكي‏ ‏نخلص‏ ‏نحن‏..‏ وهكذا‏ ‏فعل‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏ ‏في‏ ‏الخدمة‏ ‏واضعا‏ ‏أمامه‏ ‏ذلك‏ ‏المبدأ‏ ‏الروحي‏ ‏الخالد‏ "‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏ذاك‏ ‏يزيد‏ ‏وأني‏ ‏أنا‏ ‏أنقص" (يو 3: 30) يو‏3:30‏وهكذا‏ ‏دخل‏ ‏من‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏الذي‏ ‏يوصل‏ ‏إلي‏ ‏الحياة‏ ‏واستشهد‏ ,‏ودخل‏ ‏في‏ ‏المجد‏.‏
قهر‏ ‏الجسد‏:‏  ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏الذي‏ ‏اختطف‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏الثالثة‏ (2‏كو‏12‏) قال بل‏ ‏أقمع‏ ‏جسدي‏ ‏واستعبده‏ ‏حتي‏ ‏بعدما‏ ‏كرزت‏ ‏لآخرين‏ ‏لا‏ ‏أصير‏ ‏أنا‏ ‏نفسي‏ ‏مرفوضا (‏1‏كو‏9: 27) وقهر‏ ‏الجسد‏ ‏معناه‏ البعد‏ ‏عن شهوة‏ ‏الجسد‏ ‏وشهوة‏ ‏العين‏ ‏وتعظم‏ ‏المعيشة(‏1‏يو‏2: 16) 6‏وأيضا‏ ‏أن‏ ‏تبعد‏ ‏عن‏ ‏شهوة‏ ‏الحواس‏:‏عن‏ ‏العين‏ ‏التي‏ ‏لاتشبع‏ ‏من‏ ‏النظر‏ ‏والأذن‏ ‏التي‏ ‏لاتمتليء‏ ‏من‏ ‏السمع (جا‏1: 8) ‏احترس‏ ‏من‏ ‏زنا‏ ‏الحواس‏.‏ قهر‏ ‏الجسد‏ ‏كذلك‏ ‏يأتي‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الصوم‏ ‏والبعد‏ ‏عن‏ ‏شهوة‏ ‏الطعام‏. ‏ ‏حتي‏ ‏من‏ ‏الطعام‏ ‏النباتي‏ ‏في‏ ‏الصوم‏,‏لاتعط‏ ‏جسدك‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يشتهيه‏ ‏وفي‏ ‏ذلك‏ ‏تذكر‏ ‏قول‏ ‏دانيال‏ ‏النبي كنت‏ ‏نائحا‏ ‏ثلاثة‏ ‏أسابيع‏ ‏أيام‏.‏لم‏ ‏آكل‏ ‏طعاما‏ ‏شهيا‏ ‏ولم‏ ‏يدخل‏ ‏في‏ ‏فمي‏ ‏لحم‏ ‏ولا‏ ‏خمر‏ ‏ولم‏ ‏أدهن‏ ‏حتي‏ ‏تمت‏ ‏ثلاثة‏ ‏أسابيع‏ ‏أيام (دا‏10: 2و 3)  ‏حقا‏ ‏إن‏ ‏كثيرين‏ ‏في‏ ‏الصوم‏ ‏لايقهرون‏ ‏جسدهم‏ ‏إذ‏ ‏يأكلون‏ ‏ما‏ ‏يشتهون‏ ‏ولايستفيدون‏ ‏ضبط‏ ‏النفس‏ ‏أثناء‏ ‏صومهم‏!‏ ونفس‏ ‏الوضع‏ ‏نقوله‏ ‏عمن‏ ‏يدمنون‏ ‏التدخين‏ ‏حتي‏ ‏خلال‏ ‏أيام‏ ‏الصوم‏ ‏هؤلاء‏ ‏لم‏ ‏يقهروا‏ ‏الجسد‏ ‏بعد‏..‏وعلي‏ ‏أية‏ ‏الحالات‏ ‏نشكر‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏المدخنين‏ ‏بيننا‏ ‏قليلون‏ ‏هنا‏ ‏ونقول‏ ‏أيضا‏ ‏إن‏ ‏من‏ ‏صفات‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ :‏ضبط‏ ‏النفس‏.‏
2) " الباب‏ ‏الواسع‏"  ‏الطريق‏ ال‏رحب‏ ‏في‏ ‏أوله‏ ‏ونهايته‏ ‏‏الضياع‏.‏ ‏هو‏ ‏لعبة‏ ‏الشيطان‏ ‏في‏ ‏حروبه‏ ‏وحيله‏.‏ يقول لك: حقا‏ ‏إن‏ ‏الطريق‏ ‏الواسع‏ ‏سهل‏ ‏ويؤدي‏ ‏إلي‏ ‏الغرض‏ ‏فلماذا‏ ‏تصر‏ ‏علي‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏, لماذا‏ ‏تعقد‏ ‏الأمور‏ ‏أمامك؟‏!‏خذ‏ ‏الأمر‏ ‏بسهولة‏ ‏فينفرج‏! ‏وفى التوبة يوقعن بالقول (1 بط 4: 18): وإن كان البار بالجهد يخلص فالفاجر والخاطئ أين يظهران" الباب الواسع هو الغنى والرفاهية بدون الإحساس بالفقراء والمعدمين والبؤساء ويجب التجرد من هذا الغنى بالفقر الإختيارى  ‏ورفض‏ ‏هذه‏ ‏السعة‏ ‏الممزوجة‏ ‏بالخطية‏.‏ وفى‏ ‏قصة‏ ‏إبراهيم‏ ‏ولوط : لوط‏ ‏اختار‏ ‏الأرض‏ ‏المعشبة‏ ‏التي‏ ‏قيل‏ ‏عنها‏ ‏إنها‏ ‏كجنة‏ ‏الله‏,‏كأرض‏ ‏مصر (ك 13: 10) ‏ونقل‏ ‏خيامه‏ ‏إلي‏ ‏سادوم أما‏ ‏أبونا‏ ‏إبراهيم‏ ‏فاختار‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏ولو في‏ ‏أرض‏ ‏أقل‏ ‏خضرة‏ ‏وسقيا‏ ‏وماذا‏ ‏كانت‏ ‏النتيجة؟سبي‏ ‏لوط‏ ‏مع‏ ‏أهل‏ ‏سادوم‏ ‏وأنقذه‏ ‏إبراهيم(تك‏14) ‏ثم‏ ‏حرقت‏ ‏سادوم‏ ‏وفقد‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏غير‏ ‏أنه‏ ‏نجا‏ ‏مع‏ ‏بنتيه‏ ‏بشفاعة‏ ‏إبراهيم‏.‏فقد كان المؤمنين فى الكنيسة االأولى يبيعون أملاكهم ويضعونها تحت أرجل الرسل
‏قال‏ ‏السيد‏ ‏الرب‏ ‏للشاب‏ ‏الغني‏:‏إن‏ ‏أردت‏ ‏أنم‏ ‏تكون‏ ‏كاملا‏ ‏فاذهب‏ ‏وبع‏ ‏كل‏ ‏أملاكك‏,‏وأعط‏ ‏الفقراء‏ ‏فيكون‏ ‏لك‏ ‏كنز‏ ‏في‏ ‏السماء‏ ‏وتعال‏ ‏اتبعني(مت 19: 21)
وظل‏ ‏الشاب‏ ‏الغني فى الطريق الواسع ‏ ولم يريد ‏أن‏ ‏يدخل‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏فمضي‏ ‏حزينا‏ .‏
كذلك‏ ‏الغني‏ ‏الغبي‏ ‏الذي‏ ‏فضل‏ ‏الباب‏ ‏الواسع‏ ‏فقالأهدم‏ ‏مخازني‏ ‏وابني‏ ‏أعظم‏ ‏منها‏ ‏وأجمع‏ ‏هناك‏ ‏جميع‏ ‏غلاتي‏ ‏وخيراتي‏ ‏وأقول‏ ‏لنفسي‏:‏يا‏ ‏نفسي‏ ‏لك‏ ‏خيرات‏ ‏كثيرة‏ ‏موضوعة‏ ‏لسنين‏ ‏عديدة‏ ‏استريحي‏ ‏وكلي‏ ‏واشربي‏ ‏وافرحي‏ (لو 12: 18 و 19) ‏ولم‏ ‏يدرك‏ ‏أنه‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الطريق‏ ‏الرحب‏ ‏قد‏ ‏ضيع‏ ‏نفسه‏!‏
فإن‏ ‏لم‏ ‏يستطع‏ ‏الإنسان‏ ‏أن‏ ‏يصل‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏الكمال‏ ‏في‏ ‏التجرد‏ ‏فعلي‏ ‏الأقل‏ ‏يدفع‏ ‏العشور‏ ‏والبكور‏ ‏ففيها‏ ‏تجرد‏ ‏جزئي‏.‏
فإن‏ ‏قلت‏ ‏إن‏ ‏الذي‏ ‏معي‏ ‏لايكفيني‏ ‏فلا‏ ‏استطيع‏ ‏أن‏ ‏أدفع‏ ‏العشور‏!!‏أقول‏ ‏لك‏ ‏بل‏ ‏أنت‏ ‏لاتستطيع‏ ‏أن‏ ‏تدخل‏ ‏من‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏وتبكتك‏ ‏تلك‏ ‏الأرملة‏ ‏الفقيرة‏ ‏صاحبة الفلسين التي‏ ‏دفعت‏ ‏من‏ ‏أعوازها (لو 21: 3و 4)  فقال: «بالحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة القت اكثر من الجميع 4 لان هؤلاء من فضلتهم القوا في قرابين الله واما هذه فمن اعوازها القت كل المعيشة التي لها». .‏المهم‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مبدأ‏ ‏العطاء‏ ‏في‏ ‏قلبك‏. ‏تبكتك‏ ‏أيضا‏ ..(لو‏24:4.) ‏أرملة‏ ‏صرفة‏ ‏صيدا‏ ‏التي‏ ‏قدمت‏ ‏لإيليا‏ ‏النبي‏ ‏في‏ ‏زمن‏ ‏المجاعة‏ ‏قليل‏ ‏الدقيق‏ ‏والزيت‏ ‏الذي‏ ‏عندها‏ ‏فكافأها‏ ‏الرب‏ ‏بقوله‏ ‏لها إن‏ ‏كوار‏ ‏الدقيق‏ ‏لايفرغ‏ ‏وكوز‏ ‏الزيت‏ ‏لا‏ ‏ينقص‏ ‏إلي‏ ‏اليوم‏ ‏الذي‏ ‏فيه‏ ‏يعطي‏ ‏الرب‏ ‏مطرا‏ ‏علي‏ ‏وجه‏ ‏الأرض(‏1‏مل‏17: 14) .‏  ‏يقول‏ ‏الرب هاتوا‏ ‏العشور‏ ‏وجربوني‏… ‏إن‏ ‏كنت‏ ‏لا‏ ‏افتح‏ ‏لكم‏ ‏كوي‏ ‏السماء‏ ‏وأفيض‏ ‏عليكم‏ ‏بركة‏ ‏حتي‏ ‏لاتوسعملا‏2:10‏فإن‏ ‏كنت‏ ‏حتي‏ ‏العشور‏ ‏لاتدفعها‏ ‏ولا‏ ‏البكور‏ ‏أيضا‏.‏ علي‏ ‏الأقل‏ ‏لاتكن‏ ‏عندك‏ ‏محبة‏ ‏المال‏ ‏والقنية‏ ‏ومحبة‏ ‏النصيب‏ ‏الأكبر‏ ‏والطمع‏ ‏الذي‏ ‏هو‏ ‏عبادة‏ ‏أوثان (كو 3: 5)

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فيسمي وصاياه باباً وطريقاً . لان الباب والطريق بداءة المسير . هكذا الوصايا فانها توصل الانسان الى قمة الكمال وتبلغه الملكوت . فكأنه يقول احفظوا الوصايا التي اعطيتكم وان تكن صعبة الا انها توصل حافظها الى مكوت السماء وقد سمى الباب ضيقاًً ليشجع الداخلين فيه . وسمى الشرور باباًً واسعاًً وطريقاًً رحباًً لان اقتناء الشر اسهل من اقتناء الخير وقد قال ان هذه الطريق تؤدي الى الهلاك . وقوله الداخلون فيه كثيرون . اي ان فاعلي الشر هم اكثر من عاملي الخير .

تفسير (متى 7: 14): ما اضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه !

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ويقول البابا شنودة من‏ ‏مظاهر‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏أيضا‏:‏ ضبط‏ ‏النفس‏: ‏
ويتضمن‏ ‏ذلك‏ ‏إن‏ ‏يضبط‏ ‏الشخص‏ ‏رغباته‏ ‏ويضبط‏ ‏شهواته‏ ‏ويضبط‏ ‏فكره‏ ‏فلا‏ ‏يسرح‏ ‏هنا‏ ‏وهناك‏ ‏في‏ ‏مالا‏ ‏ينفعه‏ ‏وفي‏ ‏مالا‏ ‏لايليق‏ ‏ويسبح‏ ‏في‏ ‏أفكار‏ ‏خاطئة‏ ‏أو‏ ‏يسبح‏ ‏في‏ ‏أحلام‏ ‏اليقظة‏.‏
وضبط‏ ‏النفس‏ ‏يشمل‏ ‏أيضا‏ ‏ضبط‏ ‏اللسان‏.‏
أي‏ ‏أن‏ ‏تقيم‏ ‏ضابط‏ ‏مرور‏ ‏علي‏ ‏فمك‏ ‏يوقف‏ ‏أية‏ ‏كلمة‏ ‏خارجة‏ ‏أو‏ ‏أية‏ ‏كلمة‏ ‏باطلة‏ ‏أو‏ ‏تافهة‏ ‏فلا‏ ‏يلفظها‏ ‏الفم‏.‏
وكما‏ ‏قال‏ ‏المرتل‏ ‏في‏ ‏المزمور‏ ‏ضع‏ ‏يارب‏ ‏حافظا‏ ‏لفمي‏ ‏بابا‏ ‏حصينا‏ ‏لشفتي (مز‏141:3‏وقد‏ ‏حدث‏ ‏أن‏ ‏أحد‏ ‏الآباء‏ ‏رأي‏ ‏شابا‏ ‏يتكلم‏ ‏بغير‏ ‏ضابط‏ ‏لما‏ ‏يتلفظ‏ ‏به‏ ‏فقال‏ ‏له‏ ‏مشيرا‏ ‏إلي‏ ‏فمه‏:‏هذه‏ ‏البوابة‏ ‏ألا‏ ‏يوجد‏ ‏لها‏ ‏بواب؟‏!‏
إذن‏ ‏كن‏ ‏حريصا‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏كلمة‏ ‏تقولها‏ ‏لاتأخذ‏ ‏راحتك‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏تتكلم‏ ‏كما‏ ‏تشاء‏ ‏بلا‏ ‏حساب‏ ‏بل‏ ‏أذكر‏ ‏قول‏ ‏الربإن‏ ‏كل‏ ‏كلمة‏ ‏بطالة‏ ‏يتكلم‏ ‏بها‏ ‏الناس‏ ‏سوف‏ ‏يعطون‏ ‏عنها‏ ‏حسابا‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏الدين‏ ‏لأنه‏ ‏بكلامك‏ ‏تتبرر‏ ‏وبكلامك‏ ‏تدان( مت‏12:36‏وقد‏ ‏فسر‏ ‏الآباء‏ ‏عبارةكل‏ ‏كلمة‏ ‏بطالةبأنها‏ ‏كل‏ ‏كلمة‏ ‏ليست‏ ‏للبنيان‏ ‏أي‏ ‏ليست‏ ‏لمنفعة‏ ‏السامعين‏.‏
عموما‏ ‏في‏ ‏ضبط‏ ‏النفس‏ ‏اضبطها‏ ‏عن‏ ‏المتع‏ ‏الدنيوية‏.‏
أو‏ ‏علي‏ ‏الأقل‏ ‏عن‏ ‏بعض‏ ‏هذه‏ ‏المتع‏ ‏التي‏ ‏جربها‏ ‏سليمان‏ ‏الحكيم‏ ‏فوجد‏ ‏أن‏ ‏الكل‏ ‏باطل‏ ‏وقبض‏ ‏الريحجا‏1‏والمنع‏ ‏عن‏ ‏أمثال‏ ‏هذه‏ ‏المتع‏ ‏قد‏ ‏يدخلك‏ ‏في‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏ولكنمالك‏ ‏نفسه‏ ‏خير‏ ‏ممن‏ ‏يملك‏ ‏مدينةكما‏ ‏يقول‏ ‏الكتاب (أم‏16:32‏فعلي‏ ‏الإنسان‏ ‏أن‏ ‏يضحي‏ ‏ببعض‏ ‏المتع‏ ‏التي‏ ‏تمنعه‏ ‏عن‏ ‏الله‏.‏
يشمل‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏:‏أيضا‏:‏التعب‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الله‏.‏
التعب‏ ‏لأجل‏ ‏الله‏:‏
وقد‏ ‏قال‏ ‏الكتاب‏ ‏في‏ ‏ذلككل‏ ‏واحد‏ ‏سيأخذ‏ ‏أجرته‏ ‏بحسب‏ ‏تعبه(‏1‏كو‏3:8‏المهم‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏التعب‏ ‏لأجل‏ ‏الله‏ ‏لأن‏ ‏الشيطان‏ ‏أيضا‏ ‏يتعب‏ ‏في‏ ‏إهلاك‏ ‏الناس‏ ‏أو‏ ‏في‏ ‏إغرائهم‏ ‏ولكن‏ ‏تعبه‏ ‏باطل‏ ‏وهو‏ ‏يدان‏ ‏عليه‏.‏
أما‏ ‏عن‏ ‏التعب‏ ‏المقدس‏ ‏فيقول‏ ‏عنه‏ ‏المرتل‏ ‏في‏ ‏المزمور‏.‏
الذين‏ ‏يزرعون‏ ‏بالدموع‏ ‏يحصدون‏ ‏بالابتهاج (مز‏126:5‏
وقد‏ ‏كان‏ ‏التعب‏ ‏لأجل‏ ‏الله‏ ‏موضع‏ ‏فخر‏ ‏القديسين‏ ‏سواد‏ ‏كان‏ ‏تعبا‏ ‏في‏ ‏الخدمة‏ ‏كما‏ ‏قال‏ ‏القديس‏ ‏بولس‏ ‏الرسولوأنا‏ ‏تعبت‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏جميعهم‏ ‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏أنا‏ ‏بل‏ ‏نعمة‏ ‏الله‏ ‏العاملة‏ ‏معي(‏1‏كو‏15:10‏أو‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏التعب‏ ‏في‏ ‏سهر‏ ‏الليل‏ ‏في‏ ‏الصلاة‏ ‏كما‏ ‏كان‏ ‏يحدث‏ ‏مع‏ ‏النساك‏ ‏والمتوحدين‏ ‏وكما‏ ‏قال‏ ‏مارإسحق‏ ‏إن‏ ‏حوربت‏ ‏بالتعب‏ ‏حتي‏ ‏لاتصلي‏ ‏صلاة‏ ‏الليل‏ ‏فاصمد‏ ‏وزدها‏ ‏مزامير
وكذلك‏ ‏أيضا‏ ‏التعب‏ ‏في‏ ‏أداء‏ ‏الواجب‏ ‏مثل‏ ‏تعب‏ ‏نحميا‏ ‏ورجاله‏ ‏في‏ ‏بناء‏ ‏سور‏ ‏أورشليم‏ ‏ومثل‏ ‏تعب‏ ‏أي‏ ‏تلميذ‏ ‏لكي‏ ‏ينال‏ ‏النجاح‏ ‏والتفوق‏ ‏وكما‏ ‏قال‏ ‏الشاعر‏:‏
إذا‏ ‏كانت‏ ‏النفوس‏ ‏كبارا‏ ‏تعبت‏ ‏في‏ ‏مرادها‏ ‏الأجساد
الذي‏ ‏يدخل‏ ‏من‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏ويتعب‏ ‏سوف‏ ‏يفرح‏ ‏بلا‏ ‏شك‏ ‏بنتيجة‏ ‏تعبه‏ ‏أما‏ ‏الذي‏ ‏لايتعب‏ ‏فيدركه‏ ‏الندم‏ ‏كقول‏ ‏الشاعر‏:‏
إذا‏ ‏أنت‏ ‏لم‏ ‏تزرع‏ ‏وأبصرت‏ ‏حاصدا
ندمت‏ ‏علي‏ ‏التفريط‏ ‏في‏ ‏زمن‏ ‏البذر‏.‏
التعب‏ ‏في‏ ‏الخدمة‏:‏
التعب‏ ‏في‏ ‏الخدمة‏ ‏هو‏ ‏دخول‏ ‏من‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏كما‏ ‏قال‏ ‏القديس‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏عن‏ ‏نفسه‏ ‏وعن‏ ‏زملائه‏ ‏في‏ ‏الخدمة‏:‏
بل‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏نظهر‏ ‏أنفسنا‏ ‏كخدام‏ ‏لله‏ ‏في‏ ‏صبر‏ ‏كثير‏ ‏في‏ ‏شدائد‏ ‏في‏ ‏ضرورات‏ ‏في‏ ‏ضيقات‏ ‏في‏ ‏ضربات‏ ‏في‏ ‏سجون‏ ‏في‏ ‏اضطرابات‏ ‏في‏ ‏أتعاب‏ ‏في‏ ‏أسهار‏ ‏في‏ ‏أصوام‏…‏بصيت‏ ‏رديء‏ ‏وصيت‏ ‏حسن‏ ‏كمضلين‏ ‏ونحن‏ ‏صادقون‏ ‏كمائتين‏ ‏وها‏ ‏نحن‏ ‏نحيا (‏2‏كو‏6:4-9.‏
وكما‏ ‏قال‏ ‏أيضا‏ ‏حاملين‏ ‏في‏ ‏الجسد‏ ‏كل‏ ‏حين‏ ‏إماتة‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏لكي‏ ‏تظهر‏ ‏حياة‏ ‏يسوع‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏جسدنا‏ ‏لأننا‏ ‏نحن‏ ‏الأحياء‏ ‏نسلم‏ ‏دائما‏ ‏للموت‏ ..‏إذن‏ ‏الموت‏ ‏يعمل‏ ‏فينا (‏2‏كو‏4:10-12.‏
من‏ ‏خواص‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏أيضا‏:‏الاحتمال‏.‏
الاحتمال‏.‏
والاحتمال‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏الروحية‏ ‏يشمل‏ ‏عناصر‏ ‏متعددة‏:‏
منها‏ ‏احتمال‏ ‏الضيقات‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏ذلك‏ ‏بلا‏ ‏تذمر
لأن‏ ‏البعض‏ ‏إن‏ ‏وقع‏ ‏في‏ ‏ضيقة‏ ‏يملأ‏ ‏الدنيا‏ ‏شكوي‏ ‏أو‏ ‏ضجرا‏ ‏أو‏ ‏بكاء‏ ‏ودموعا‏ ‏بينما‏ ‏يقول‏ ‏القديس‏ ‏يعقوب‏ ‏الرسول‏ ‏احسبوه‏ ‏كل‏ ‏فرح‏ ‏يا‏ ‏إخوتي‏ ‏حينما‏ ‏تقعون‏ ‏في‏ ‏تجارب‏ ‏متنوعة يع‏1:2‏
احتمال‏ ‏الضيقة‏ ‏هو‏ ‏دخول‏ ‏من‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏الذي‏ ‏يؤدي‏ ‏إلي‏ ‏فضائل‏ ‏عديدة‏ ‏وإلي‏ ‏فرح‏ ‏بالرب‏ ‏الذي‏ ‏يرسل‏ ‏من‏ ‏عنده‏ ‏حلا‏ ‏لكل‏ ‏ضيقاتنا‏ ‏ويمنحنا‏ ‏مع‏ ‏الضيقة‏ ‏بركة‏ ‏وإكليلا‏.‏
وما‏ ‏أجمل‏ ‏قول‏ ‏القديس‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏ولكن‏ ‏الله‏ ‏أمين‏ ‏الذي‏ ‏لايدعكم‏ ‏تجربون‏ ‏فوق‏ ‏ما‏ ‏تستطيعون‏ ‏بل‏ ‏سيجعل‏ ‏مع‏ ‏التجربة‏ ‏أيضا‏ ‏المنفذ‏ ‏لتستطيعوا‏ ‏أن‏ ‏تحتملوا‏ (1‏كو‏10:13.‏
والذي‏ ‏يحتمل‏ ‏الضيقة‏ ‏لاتكون‏ ‏عنده‏ ‏الرغبة‏ ‏في‏ ‏الانتقام‏.‏
فلا‏ ‏يرد‏ ‏علي‏ ‏كلمة‏ ‏الإساءة‏ ‏بكلمة‏ ‏أو‏ ‏كلمتين‏ ‏ولايهدد‏ ‏ولايتوعد‏ ‏ولا‏ ‏يغلي‏ ‏في‏ ‏داخله‏ ‏ولايقول‏ ‏سأفعل‏ ‏وأفعل‏ ‏لأن‏ ‏الانتقام‏ ‏هو‏ ‏الباب‏ ‏الواسع‏ ‏وفيه‏ ‏يخسر‏ ‏الإنسان‏ ‏روحياته‏ ‏والاحتمال‏ ‏الذي‏ ‏هو‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏يشمل‏ ‏أبوابا‏ ‏متنوعة‏.‏
ففيه‏ ‏يحتمل‏ ‏الشخص‏ ‏الإساءة‏ ‏وأيضا‏ ‏يحتمل‏ ‏التأديب‏ ‏ممن‏ ‏هو‏ ‏أكبر‏ ‏منه‏ ‏ويحتمل‏ ‏النصيحة‏ ‏الشديدة‏ ‏من‏ ‏أصحاب‏ ‏المشورة‏ ‏أو‏ ‏من‏ ‏الأصدقاء‏ ‏ويحتمل‏ ‏أيضا‏ ‏العقوبة‏ ‏فلا‏ ‏يسخط‏ ‏ولايستضجر‏ ‏ولايبرر‏ ‏نفسه‏ ‏ولايصف‏ ‏من‏ ‏يعاقبه‏ ‏بالقسوة‏ ‏أو‏ ‏الظلم‏ ‏وكما‏ ‏قال‏ ‏الرسولإن‏ ‏كنتم‏ ‏تحتملون‏ ‏التأديب‏ ‏يعاملكم‏ ‏الله‏ ‏كالبنين‏ ‏فأي‏ ‏ابن‏ ‏لايؤدبه‏ ‏أبوه؟‏!‏ولكن‏ ‏إن‏ ‏كنتم‏ ‏بلا‏ ‏تأديب‏..‏فأنتم‏ ‏نغول‏ ‏لابنون عب‏12:8,7‏
وهناك‏ ‏لون‏ ‏أعمق‏ ‏في‏ ‏الاحتمال‏ ‏يلوم‏ ‏فيه‏ ‏الإنسان‏ ‏نفسه‏.‏
لوم‏ ‏النفس‏:‏
هو‏ ‏أحد‏ ‏مظاهر‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏فإن‏ ‏أساء‏ ‏إليك‏ ‏إنسان‏ ‏وأخذت‏ ‏تلومه‏ ‏في‏ ‏داخلك‏ ‏أو‏ ‏أمام‏ ‏الناس‏ ‏تكون‏ ‏بلومك‏ ‏إياه‏ ‏قد‏ ‏انتقمت‏ ‏لنفسك‏ ‏بالفكر‏ ‏أو‏ ‏بالقول‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏أنك‏ ‏بلومة‏ ‏قد‏ ‏تقع‏ ‏في‏ ‏إدانته‏ ‏وتزيد‏ ‏الهوة‏ ‏فيما‏ ‏بينك‏ ‏وبينه‏ ‏كما‏ ‏تتعب‏ ‏أنت‏ ‏نفسيا‏ ‏ويدركك‏ ‏الغيظ‏ ‏أو‏ ‏الغضب‏.‏
غير‏ ‏أن‏ ‏أحد‏ ‏الآباء‏ ‏فسر‏ ‏قول‏ ‏الرب‏:‏من‏ ‏لطمك‏ ‏علي‏ ‏خدك‏ ‏فحول‏ ‏له‏ ‏الآخر‏ ‏أيضا مت‏5:39..‏بأن‏ ‏الخد‏ ‏الآخر‏ ‏هو‏ ‏داخل‏ ‏نفسك‏ ‏بحيث‏ ‏تكون‏ ‏إساءته‏ ‏لك‏ ‏من‏ ‏الخارج‏ ‏يقابلها‏ ‏لومك‏ ‏لنفسك‏ ‏من‏ ‏الداخل‏ ‏بلا‏ ‏تناقض‏ ‏بين‏ ‏داخلك‏ ‏وخارجك‏ ‏كأن‏ ‏يقول‏ ‏الإنسان‏ ‏لنفسه‏ ‏لولا‏ ‏أنني‏ ‏أسأت‏ ‏إليه‏ ‏أو‏ ‏أنه‏ ‏فهم‏ ‏بعض‏ ‏تصرفاتي‏ ‏بما‏ ‏أثاره‏ ‏أو‏ ‏لولا‏ ‏أنني‏ ‏قد‏ ‏فقدت‏ ‏محبته‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏يفعل‏ ‏معي‏ ‏هكذا‏.‏
‏ ‏يحكي‏ ‏أن‏ ‏القديس‏ ‏البابا‏ ‏ثاوفيلس‏ ‏زار‏ ‏جبل‏ ‏نترياوهو‏ ‏جبل‏ ‏المتوحدينوسأل‏ ‏أب‏ ‏الجبل‏ ‏قائلاما‏ ‏الذي‏ ‏أتقنتموه‏ ‏أيها‏ ‏الأب‏ ‏من‏ ‏الفضائل‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الزمان‏ ‏كله؟فأجابه‏:‏صدقني‏ ‏يا‏ ‏أبي‏ ‏لايوجد‏ ‏أفضل‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يرجع‏ ‏الإنسان‏ ‏بالملامة‏ ‏علي‏ ‏نفسه‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏شيء‏.‏
ملامة‏ ‏النفس‏ ‏هي‏ ‏دخول‏ ‏من‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏لأن‏ ‏كثيرين‏ ‏يبررون‏ ‏أنفسهم‏ ‏باستمرار‏ ‏ويلومون‏ ‏غيرهم‏ ‏ويصبح‏ ‏من‏ ‏الصعب‏ ‏عليهم‏ ‏أن‏ ‏يلوموا‏ ‏أنفسهم‏ ‏إن‏ ‏الإنسان‏ ‏البار‏ ‏في‏ ‏عيني‏ ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏الصعب‏ ‏عليه‏ ‏جدا‏ ‏أن‏ ‏يلوم‏ ‏نفسه‏ ‏وبالمثل‏ ‏الإنسان‏ ‏الحكيم‏ ‏في‏ ‏عيني‏ ‏نفسه‏.‏
مما‏ ‏يدخل‏ ‏في‏ ‏نطاق‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏:‏الصليب‏.‏
الصليب‏:‏
ولذلك‏ ‏قال‏ ‏السيد‏ ‏الرب‏ ‏من‏ ‏لايأخذ‏ ‏صليبه‏ ‏ويتبعني‏ ‏فلا‏ ‏يستحقني مت‏10:38‏وحمل‏ ‏الصليب‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏من‏ ‏أعداء‏ ‏الإيمان‏ ‏وقد‏ ‏يكون‏ ‏أحيانا‏ ‏من‏ ‏الزملاء‏ ‏في‏ ‏الخدمة‏ ‏أو‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏أفراد‏ ‏الأسرة‏ ‏أحيانا‏ ‏كما‏ ‏قال‏ ‏السيد‏ ‏الرب‏ ‏وأعداء‏ ‏الإنسان‏ ‏أهل‏ ‏بيته مت‏10:36‏حيث‏ ‏يحاول‏ ‏أهله‏ ‏أن‏ ‏يمنعوه‏ ‏عن‏ ‏التكريس‏ ‏أو‏ ‏الخدمة‏ ‏ويتهموه‏ ‏في‏ ‏عبادته‏ ‏بالتطرف‏.‏
وقد‏ ‏يكون‏ ‏الصليب‏ ‏هو‏ ‏التعرض‏ ‏للاستشهاد‏ ‏أو‏ ‏الاضطهاد‏.‏
بسبب‏ ‏الإيمان‏ ‏كما‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏عصور‏ ‏عديدة‏ ‏وكما‏ ‏قال‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏لتلاميذه‏ ‏سيخرجونكم‏ ‏من‏ ‏المجامع‏ ‏بل‏ ‏تأتي‏ ‏ساعة‏ ‏يظن‏ ‏فيها‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏يقتلكم‏ ‏أنه‏ ‏يقدم‏ ‏خدمة‏ ‏لله يو‏16:2.‏
وقد‏ ‏يكون‏ ‏الصليب‏ ‏مرضا‏ ‏أو‏ ‏عوزا‏ ‏يحتمله‏ ‏الشخص‏ ‏بشكر
كما‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏قصة‏ ‏لعازر‏ ‏المسكين لو‏16‏حقا‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يدخل‏ ‏بإرادته‏ ‏فيما‏ ‏لاقاه‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏من‏ ‏مرض‏ ‏وعوز‏ ‏ولكن‏ ‏الصليب‏ ‏بالنسبة‏ ‏إليه‏ ‏كان‏ ‏احتماله‏ ‏لكل‏ ‏ذلك‏ ‏بلا‏ ‏تذمر‏.‏
موضوعات‏ ‏أخري‏:‏
يظهر‏ ‏الباب‏ ‏الضيق‏ ‏في‏ ‏أمور‏ ‏كثيرة‏ :‏مثل‏ ‏الطاعة‏ ‏التي‏ ‏يخضع‏ ‏فيها‏ ‏الإنسان‏ ‏إرادته‏ ‏ومثل‏ ‏الالتزام‏ ‏والتدقيق‏ ‏والجدية‏ ‏وما‏ ‏يبذل‏ ‏فيها‏ ‏من‏ ‏جهد‏ ‏ومثل‏ ‏الأمانة‏ ‏حتي‏ ‏الموت‏,‏والصمود‏ ‏أمام‏ ‏حروب‏ ‏الشياطين‏ ‏ومثل‏ ‏طهارة‏ ‏النفس‏ ‏والجسد‏ ‏والروح‏.‏وفي‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏يعظم‏ ‏انتصارنا‏ ‏بالذي‏ ‏أحبنا رو‏8:37.‏

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فيسمي حياة تلك السعادة الحقيقية المنزهة عن الاكدار وقوله الذي يؤدي الى الحياة . يعني يؤدي الصالحين الى الملكوت . فاذا يسمي الصالحين هنا وهناك احياء كما انه يدعو الاشرار امواتاًً . فاذا كان الجنود والملاحون والابطال يعرضون نفوسهم للمخاطر والمهالك طمعاًً في نيل شرف دنيوي زائل فما اجدرنا بمقاساة المشقات في حفظ الوصايا لنيل الشرف والمجد الغير الزائل . 

تفسير انجيل متى - الاصحاح السابع

5 - من ثمارهم تعرفونهم (متى 7: 15- 20)

من ثمارهم تعرفونهم
تفسير (متى 7: 15) : “ احترزوا من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة !

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 تكررت هذه الاية فى ( متّى 24: 4، 5، 11، 24 ) و(مرقس 13: 21 و22)  حينئذ ان قال لكم احد: هوذا المسيح هنا او هوذا هناك فلا تصدقوا. 22 لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون ايات وعجائب لكي يضلوا - لو امكن - المختارين ايضا. "
 (كولوسي 2: 8) انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل، حسب تقليد الناس، حسب اركان العالم، وليس حسب المسيح
(2بطرس 2: 1- 3 ولكن، كان ايضا في الشعب انبياء كذبة، كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا. 2 وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يجدف على طريق الحق. 3وهم في الطمع يتجرون بكم باقوال مصنعة، الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى، وهلاكهم لا ينعس. "
(1يوحنا 4: 1)  ايها الاحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الارواح: هل هي من الله؟ لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم
(أعمال 20: 29 و30)   لاني اعلم هذا: انه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية. 30 ومنكم انتم سيقوم رجال يتكلمون بامور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم.  "
1) "احترزوا:" بدأ السيد المسيح يحذّر تلاميذه من البدع والهرطقات التي يحاول الشيطان بها تضليل العالم فقال: إحترزوا أي انتبهوا واحترسوا من الأنبياء الكذبة فلا تنقادوا لهم كالعميان، ولا تخالطوهم ولا تصغوا إليهم. ولا نزال في حاجة إلى هذا الاحتراس، لأن الملايين اليوم يتبعون رؤساءهم الدينيين وهم غافلون، ولأن الله لا يقبل خطأ المرشدين المضلِّلين عذراً للمضلَّلين.
2) "ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلْكَذَبَةِ "كان المقصود بالأنبياء فى العهد القديم  «الذين ينبئون بأمور آتية» ثم أُطلقت على الذين يعلنون إرادة الله، ثم على كل معلّمي الأديان.(ميخا 3: 5 )  هكذا قال الرب على الانبياء الذين يضلون شعبي الذين ينهشون باسنانهم وينادون سلام.والذي لا يجعل في افواههم شيئا يفتحون عليه حربا.  ( إرميا 23: 16) هكذا قال رب الجنود لا تسمعوا لكلام الانبياء الذين يتنباون لكم.فانهم يجعلونكم باطلا.يتكلمون برؤيا قلبهم لا عن فم الرب. " حذَّر الكتاب المقدس من الأنبياء الكذبة (تث 18: 20 وار 14: 15 و23:15 وعد ص 22 وحز 13: 17-19)، ويصفهم بأنهم يدعون بأنهم مُرَسلون من عند الله (ار ص 23)، وأنهم مُرسَلون من عند الله فقط لامتحان الشعب (تث 13)، وأنهم مسوقون بالأرواح الشريرة (1 مل 22: 21)..
فَمَنْ يتكلمون “برؤيا قلبهم لا عن فم الرب“ و“مِن تِلقاء ذواتهم.. الذاهبين وراء روحهم، ولم يروا شيئًا“ فهم "أنبياء كذبة" و"الرب لم يرسلهم" (إرميا 23: 16 - 18، حز 13: 2 - 7). فالأنبياء الحقيقيون إنما يتكلمون بما يضعه الله في أفواههم، أو يكشفه لبصائرهم الروحية (ارجع إلى إش 2: 1). وقد تحدث إرميا النبي عن حنانيا النبي الكذاب ( إرميا 28: 1 و12-17).

أنبياء العهد القديم الكذبة : وفي المملكة الشمالية، جاءت الكلمة النبوية الحقة ضد يربعام (1 مل 13، 14) وضد غيره من الملوك، رغم وجود أنبياء كذبة يتنبأون للملوك بما يتفق مع أهوائهم. وكان من الأنبياء الكذبة صدقيا بن كنعنة (ملوك الأول 24،11:22). كان الشيطان قد دخل كروح كذب في أفواه الأنبياء الذين يشيرون على آخاب الملك، لكي يضل الملك. إذ ينصحونه أن يحارب راموت جلعاد لأنه سينتصر، بينما هذه الحرب لهلاكه (الملوك الأول 23،22:22). وتنبأ له صدقيا ابن كنعنة بهذا الانتصار (ملوك الأول 11:22) (نص السفر موجود هنا بموقع القديس تكلا)!! ولما قال ميخا نبي الرب عكس ذلك يقول الكتاب: "فتقدم صدقيا بن كنعنة، وضرب ميخا على الفك وقال: من أين عبر روح الرب من ليكلمك؟! (ملوك الأول 24:22). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). هنا صدقيا بن كنعنة يظن أن روح الرب هو الذي ينطق على فمه، بينما هو مخدوع! والذي ينطق على فمه بالحقيقة هو روح كذب..ونجد صورة لمقاومة الأنبياء الحقيقيين للأنبياء الكذبة، في النبي ميخا بن يملة (1 مل 22). وقد حارب إيليا معركة فاصلة ضد كهنة البعل والسواري، فقد كان نبيًا شجاعًا في إعلان حق الله..فالأنبياء الكذبة يظنون أن روح الرب يحركهم، بينما هم مخدوعون، ولا يحركهم سوى الشيطان!!
 ويقصد بـ الأنبياء الكذبة فى العهد الجديد
 أ)  كلمة "مُسحاء" هي جمع كلمة "مسيح"، وعندما نتحدث عن المُسحاء الكذبة، نتحدث عن الذين ادعوا أنهم المسيح المخلص، أو المسيّا المُنتَظَر - وليس عن الأنبياء الكذبة false prophets! فهناك فارق بين مَنْ يدعي النبوة، أو مَنْ يدعي أنه هو المسيح!الذين يأتون بإسم المسيح ( متّى 24: 4، 5، 24 )  "4  فاجاب يسوع: «انظروا لا يضلكم احد. 5 فان كثيرين سياتون باسمي قائلين: انا هو المسيح ويضلون كثيرين" .. "24 لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون ايات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا. "

لقد تنبأ المسيح بمجيء مسحاء كذبة false Christs (مت 24: 24). وقد ظهر بين اليهود أربعة وعشرون مسيحيًا كاذبًا. وأشهرهم بار كوكبة الذي عاش في أول القرن الثاني وادعى ذلك الدجال بأنه رئيس الأمة اليهودية وملكهم فانحازوا إليه ضد المملكة الرومانية، فمات منهم في الحرب التي نتجت عن ذلك بين 500000 و600000 نسمة. وفي القرن الثاني عشر بعد المسيح ظهر نحو عشرة مسحاء كذبة التصق بهم عدد غفير من اليهود، فمات منهم خلق كثير من جرّاء الاضطهادات الصارمة التي نتجت عن ذلك. ومن آخر المسحاء الكذبة الذين اشتهروا بكثرة تابعيهم: مردخاي Mordecai Mokia رجل ألماني ظهر سنة 1682م. ولما اشتد الاضطهاد هرب بسببه فلم يعثر له على خبر. وقد عاش في القرن التاسع عشر في باريس رجل فرنسي ادعى بأنه المسيح غير أنه لم ينحز إليه إلا أنفار قليلون ولم يضطهد. وفي أمريكا هناك جيم جونز Jim Jones الذي ادعى أنه تناسخ للمسيح (تناسخ أرواح)، إلى أن انتحر هو وجماعته سنة 1978. وحاليًا يوجد خوزيه لويس ميراندا José Luis de Jesús Miranda الذي يدّعي بأنه هو المسيح، ثم أعاد وأضاف أنه هو ضد المسيح كذلك!!
ب) أنبياء كذبة "أى نبى يجئ بعد المسيح هو نبى كذاب ومدعى النبوة مثل محمد رسول الإسلام (مت 24: 11) " 11ويقوم انبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين. " .. 
 جـ)  من هم فى سلطة أو قيادة دينية أو يبشرون ويعلمون ويرشدون ويعظون بغير تعاليم المسيح  وهرطقوا وكلك من معهم أموال ينشئون جماعات دينية لها أفكار فريبة ومن يفسرون الأحلام  "فلا تسمع لكلام ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل انفسكم"(تث 13: 3) . .. ألخ  ) المعلمين الكذبة يستعملون اللطف والنعومة في أقوالهم وأعمالهم، ويتظاهرون بالوداعة والتواضع ليخدعوا قلوب البُسطاء والسُّلماء. فمن جهةٍ تراهم يحملون الكتاب المقدس ويستعملون كلماته وعباراته، ومن جهة أخرى يخلطون الحق بالباطل كما فعل الشيطان قديماً عندما خدع حواء في جنة عدن. صحيح أنّهم يُصلُّون ويقولون: "يا رب يا رب"، ولكن الرب يسوع صرّح قائلاً في متى7: 21: "ليس كل من يقول لي "يا رب يا رب" يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات". فالرب لا يُخدع بالأقوال. ولا يُخدع أيضاً بالأعمال. فبالرغم من كل النشاط الذي يبذله أصحاب البدع، وبالرغم من كل الأموال التي ينفقونها في سبيل نشر الضلال، فإنهم سيُفاجأون في النهاية- في يوم الدين. قال يسوع: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا؟ (لاحظ الفعل "تنبّأنا" ) وباسمك أخرجنا شياطين؟ وباسمك صنعنا قوات كثيرة" (متى7: 22)؟ يقولون هذا بكثير من الطمأنينة ظنّاً منهم أن الرب سيوافق عليهم وعلى أعمالهم. ولكن طمأنينتهم الزائفة لن تجديهم نفعاً، لأن الرب يصرّح لهم قائلاً: "إني لم أعرفكم قط". وهناك ستكون المفاجأة والخيبة الكبرى.
 كذبة يدَّعون أنهم يهدون الناس إلى طريق الحياة الأبدية وهم بالحقيقة يقودونهم إلى طريق الهلاك.أي رؤساء الدين الأثمة الأشرار الخادعين، كما كان بعض الكتبة والفريسيون وقتئذٍ، أو من تطرفوا في ادعاءات لا تمُت إلى حقيقة الدين في شيء. فهؤلاء يهدمون ولا يبنون. وكما هو حال كل المعلمين المضلين في هذه الأيام فإنهم يمنعون الناس من اتباع المسيح في الطريق الضيق، ويغرونهم بمداومة السير في الطريق الواسع.
3) "ٱلَّذِينَ يَأْتُونَكُم"  "يأتونكم" معناه أن هؤلاء المضلّين يأتونكم كمرشدين وكمعلمين. يأتون إلي إلى بيوتكم ومكاتبكم ومتاجركم ويقرعون أبوابكم أو يستوقفونكم في الشوارع والساحات والمطارات والأماكن العامة لكي يعرضوا عليكم سمومهم المقولة والمنقولة. (2تيموثاوس 3: 5) "فانه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت، ويسبون نسيات محملات خطايا، منساقات بشهوات مختلفة. يتعلمن في كل حين، ولا يستطعن ان يقبلن الى معرفة الحق ابدا.  " هذا لا يعني أن كل من كلّمنا في أمر ديني صار منهم، بل يعني أن هؤلاء منتشرون في كل مكان تحت أسماء كثيرة مثل "شهود يهوه" (شهود الزور)، أو كنيسة المورمون (كنيسة آخر زمان) أو "الكنيسة التوحيدية" وسوى ذلك من أتباع الضلالات والبدع والهرطقات والتعاليم الغريبة والعجيبة في الأيام الأخيرة.
 4) "بِثِيَابِ ٱلْحُمْلاَنِ" في ذلك تشبيه المعلمين الكذبة بالذئاب اللابسة جلود الخراف أو فى ملابس أساقفة وبطاركة وكهنة من القيادات الدينية من أصحاب البدع والهرطقات  يتظاهرون بالعفو والتواضع والاستقامة كأنهم من قطيع المسيح الروحي. أما باطنهم فمحبة الذات والخداع «لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها»  وقيل إن الشيطان يتنكر للخداع يقول الرسول بولس في هذا الموضوع، في( 2كورنثوس 11: 13- 15): "لأن مثل هؤلاء هم رسل كذبة، فَعَلة ماكرون، مغيّرون شكلهم (مظهرهم) إلى شبه رسل المسيح". ثم يتابع- وأرجو الانتباه- "ولا عجب، لأن الشيطان نفسه يغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور. فليس عظيماً إن كان خدامه أيضاً يغيّرون شكلهم كخدام للبِّر، الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم". ووجدفوا على اله السماء ( ورؤيا 16: 11). وثوب الحملان الذي لبسه الفريسيون هو صومهم وعبوسة وجوههم (متّى 6: 16) ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق اقول لكم: انهم قد استوفوا اجرهم. وصلواتهم الطويلة العلنية (متّى 6: 5). «ومتى صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون ان يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس. الحق اقول لكم: انهم قد استوفوا اجرهم!
5) "مِنْ دَاخِلٍ " أي في قلوبهم وصفاتهم.
6) "ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ"
أ) الذئاب أعداءٌ طبيعيون للخراف، فاستعارها المسيح للأنبياء الكذبة أعداء قطيعه الروحي.  قال المسيح: "ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة". بكلمة أخرى، تحتَ جلدِ الضأنِ قلبُ الأذْؤُبِ (أي الذئاب). فإن قولهم عسل، وفعلهم أسَل (أي رمح). هؤلاء المتسربلون بثوب المبشّرين يتحولون إلى مكشّرين بين لحظة وأخرى. فلا نظنُّ أنّ كل من يلبس صوفاً صار خروفاً؛ فالثياب لا تغيّر الذئاب. أما الذئاب فتغيّر الثياب وتخلعها بسهولة بعكس الخروف الحقيقي الذي لا يخلع صوفه إطلاقاً.الذئب له معنى آخر هو  المعطى للوحش الثاني في سفر الرؤيا 13: 11. يقول يوحنا هناك: "ثم رأيت وحشاً آخر طالعاً من الأرض وكان له قرنان شبه خروف وكان يتكلم كتنّين". لنلاحظ أن مظهره يشبه الخروف، أمّا جوهره فهو وحش هائل. وهذا الوصف المشترك بين الوحش والأنبياء الكذبة هو دليل انتمائهم إلى مرجع واحد هو الشيطان.
ب)  "ذِخَاطِفَةٌ" وصف الرب هؤلاء الذئاب بأنّهم "ذئاب خاطفة" لأنهم ماهرون في خداعهم الذى تكون نتيجته خطف النفوس وخطف الفلوس .وصفهم بالخطف لقساوتهم وافتراسهم وخداعهم  فبالنسبة إلى خطف النفوس، يقول الرسول بولس في أعمال الرسل20: 29و 30: "بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية. ومنكم أنتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم". ويؤيّد هذا الكلام بطرسُ الرسول في (2بط 2: 1و 2)  فيقول: "... سيكون فيكم أيضاً معلّمون كذبة، الذين يدسّون بدع هلاك... وسيتبع كثيرون تهلكاتهم...".
وعن خطف الفلوس فيقول بطرس في الإصحاح نفسه: "وهم في الطمع يتّجرون بكم بأقوال مصنّعة... آخذين أجرة الإثم.. لهم قلب متدرّب في الطمع" (2بطرس2: 3و 13و 14). ويقول الرسول يهوذا بالمعنى نفسه في العدد 11 من رسالته: "ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين، وانصبّوا إلى ضلالة بلعام لأجل أجرة..." وبلعام هذا كان واحد من الأنبياء الكذبة في العهد القديم. ويقول الرسول بولس في رسالته رومية16: 18: "لأن مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم. وبالكلام الطيّب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء".
(مت 10: 16)«ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام.(لو 10: 3) اذهبوا. ها انا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان المسيح بعدما اتم كلامه على الفضيلة ابتدأ يحذرهم من مخالطة الهراطقة المتخذين اسم المسيحية وهم بعيدون عن الحق وبتعليمهم الغريب يهلكون انفس كثيرين من الناس . قال القديس يوحنا الذهبي الفم ان الانبياء الكذبة هم المؤمنون الاشرار في الباطن ويتظاهرون بالفضيلة . وقوله احذروا . اي انتبهوا على الدوام وكونوا متيقظين . فقد حذرنا قبلاً من الكلاب والخنازير المعروفة . اما هنا فيحذرنا من الذئاب الخاطفة المتسترة التي لا يمكننا ان نعرفها لاول وهلة . فقد سماهم انبياء كذبة مذكراًً اياهم ان في ايام كانوا الانبياء الكذبة .  

 تفسير (متى 7: 16) : من ثمارهم تعرفونهم.هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
وردت هذه الآية فى إنجيل لوقا (لو 6: 43 و 43)   لانه ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا رديا ولا شجرة ردية تثمر ثمرا جيدا. لان كل شجرة تعرف من ثمرها. فانهم لا يجتنون من الشوك تينا ولا يقطفون من العليق عنبا. "
1) " مِنْ ثِمَارِهِمْ " كأن أحداً سأل: بماذا نعرف الأنبياء الكذبة من الأنبياء الصادقين؟ فقال: من ثمارهم. فالمعلمون يُعرفون من ثمر جهدهم فى التعليم أى نتائج تعليمهم كما تظهر في حياتهم وحياة تابعيهم. فهدف المعليم  هو الذي يعلم الناس أن يعيشوا بالتقوى وأن يحبوا من حولهم ويساعدوهم ويموتوا على رجاء القيامة والتمتع بالوجود الإلهى فى الملكوت . فالمقياس الذي وصفه المسيح يجب أن يقاس عليه كل تعليم ديني (1 تس 5: 1) واما الازمنة والاوقات فلا حاجة لكم ايها الاخوة ان اكتب اليكم عنها، (1 يو 4: 1) ايها الاحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الارواح: هل هي من الله؟ لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم ونذكر ان يسوع لعن شجرة التين الغير مثمرة (مر 11 : 13 ،14). . فالناس لا يستدلون على حسن الشجرة بورقها أو قشرها أو زهرها، بل بثمرها. وكذلك يُعرف كل من يدَّعي التقوى بأعماله لهذا يجب أن يتبع الإيمان الأعمال . والكتاب المقدس هو المقياس الذي نميز به جيد الثمار من رديئها.ليس من الممكن أن يكون للشخص ايمان ان لم يظهر ذلك من خلال أعماله (يعقوب 17:2 – 18). ويركز يعقوب علي أن الايمان بالمسيح يغير حياة المؤمن ويأتي بثمرا واضحا للعيان (يعقوب 20:2 -26). فهو لا يقول ان التبرير يأتي بالايمان والأعمال، بل أن كنتيجة للايمان تتغير أعمال الانسان لتعكس ايمانه. والعكس صحيح، اي انه ان كان الشخص مؤمنا ولا ينعكس ذلك علي أعماله ففي الغالب هذا يبين لنا عدم حقيقة ايمانه بالمسيح (يعقوب 14:2 و 17 و 20 و 26). ويقول بولس نفس الشيء من خلال ما كتبه عن ثمر الايمان في غلاطية 22:5 – 23. وبعد أن يقول لنا بولس أننا مخلصون بالايمان وليس الأعمال (أفسس 8:2-9) يخبرنا أننا خلقنا لنقوم بأعمال حسنة (أفسس 10:2).
2) " من ثمارهم تعرفونهم. " كرر يسوع هذه العبارة فى (مت 7: 20) فاذا من ثمارهم تعرفونهم " (غلا 22:5-23 ) "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ". ثمر الروح هو نتيجة وجود الروح القدس في حياة المؤمن. ويوضح الكتاب المقدس أن كل شخص يقبل الروح القدس في لحظة إيمانه بالرب يسوع المسيح (رومية 9:8؛ كورنثوس الأولى 13:12؛ أفسس 13:1-14). وأحد الأسباب الرئيسية لوجود الروح القدس في حياة المؤمن هو تغيير حياته. فمهمة الروح القدس هي أن يغيرنا إلى صورة المسيح ويجعلنا أكثر شبهاً به. يتعارض ثمر الروح القدس بصورة مباشرة مع أعمال طبيعتنا الخاطئة في رسالة غلاطية 19:5-21 "وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ". يصف هذا المقطع جميع البشر، بدرجة أو أخرى، في عدم معرفتهم للمسيح وبالتالي لا يكونوا تحت تأثير الروح القدس. فطبيعتنا الخاطئة تنتج ثمر معين يعكس هذه الطبيعة، أما الروح القدس فينتج ثمر يعكس طبيعته.
3) هَلْ يَجْتَنُونَ الخ كما أن لكل شجرة ثمراً خاصاً كذلك يظهر الإنسان من أعماله فإذا كانت مظلمة يفعل الخطية  فيظهر بلا ثمر الروح
نتائج خاصة وللقداسة نتائج خاصة بها. فمن الحماقة أن نتوقع من الأشرار أعمالاً صالحة، ومن الجهل أن نتوقع الأثمار الجيدة من الأشجار الرديئة. فشرائع النعمة توافق الشرائع الطبيعية، لأن الذي وضع الواحدة وضع الأخرى.
4) " الشوك عنبا او من الحسك تينا "
سأل يسوع : "هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك (أي العوسج) تيناً؟" فالشوك لا يثمر إلاّ شوكاً، والحسك لا ينتج إلاّ حسكاً. وكلاهما لا يؤكل. وفوق ذلك فإن الشوك والحسك يُؤلمان ويُدميان كل من يمسّهما، بالإضافة إلى كونهما من عمل الشيطان ومن نتائج الخطية. ففي العهد القديم قال الله لمّا لعن الأرض على أثر سقوط الإنسان: "شوكاً وحسكاً تنبت لك" (تكوين3: 18). وفي العهد الجديد قال الرسول بولس لمّا لطمه الشيطان في جسده: "أُعطيت شوكة في الجسد" (2كورنثوس12: 7).
5) "الحسك " ينمو الحسك / العوسج  في جنوب الأراضى المقدسة صحراء النقب ووادي الأردن وسيناء . تنبت في الأرض الجافة لأنه لا يحتاج إلى نسبة قليلة من الرطوبة والمياه، وهي عبارة عن نبات شوكي يعمر لفترات طويلة يصل ارتفاع الشجرة الواحدة منه إلى مترين، للنبتة ساق خشبي يتفرع إلى العديد من الفروع المتعرجة وغير المستوية، والتي تتداخل مع أوراق صغيرة وبسيطة جداً لها لون أخضر مائل إلى الصفرة، يتواجد بجانب الأوراق أشواك حادة وهي تعتبر من الأشواك السامة، كما وأن الأزهار  من النوع الأحادي يتم خروجها من الجهة المقابلة للأوراق وهي جرسية في شكلها ولونها أبيض مائل إلى الزراق، وثمرة هذه النبتة لبية وعنبية، يميل لونها إلى اللون الأخضر، وعند نضوجها يتغير لونها إلى اللون الوردي المائل إلى الأحمر،
 لا غرابة إن أطلق المسيح  على ألأنبياء المعلمين الكذبة (الأساقفة الهراطقة) "فاعلي الإثم" وشبّههم بالشوك والحسك والأشجار البرية. ولأن الحسك ينمو فى البرية والأرض الجافة المقفرة فإنه يشير إلى خطأ الشعب او المعلمين الكذبة والهراطقة فى ألآيتين التاليتين (اش 32: 13 ) على ارض شعبي يطلع شوك وحسك حتى في كل بيوت الفرح من المدينة المبتهجة" .(هو 10: 8 ) وتخرب شوامخ اون خطية اسرائيل. يطلع الشوك والحسك على مذابحهم ويقولون للجبال غطينا وللتلال اسقطي علينا

تفسير (متى 7: 17): هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة. واما الشجرة الرديّة فتصنع أثماراًً رديّة ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وردت هذه الاية فى إنجيل متى بشكل آخر (مت 12: 33) اجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدا او اجعلوا الشجرة ردية وثمرها رديا لان من الثمر تعرف الشجرة" "
(أر 11: 19) وانا كخروف داجن يساق الى الذبح ولم اعلم انهم فكروا علي افكارا قائلين لنهلك الشجرة بثمرها ونقطعه من ارض الاحياء فلا يذكر بعد اسمه. "
هٰكَذَا أي بموجب المبدأ الطبيعي أن النتيجة كالسبب.
1) "كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً " الشجر الجيد هو الإنسان المسيحى فى مركز قيادة قد يكون معلما أو أبا يقود أسرة أو مديرا أو أى وظيفة أخرى قيادية فى المجتمع الشجرة الجيدة جيدة التغذية (أى التعاليم) تأخذ الجيد من الأرض وأشعة الشمش من السماء تعطى ثمر جيد دوماً بالطبعع وهم الذين يتلقون التعاليم الصالحة وينفذنها  فإن كان أولئك المعلمون هم كما يدَّعون، لزم أن ينتج منهم ومن أتباعهم إثمار الروح (غلاطية ٥: ٢٢) لأن تلك الأثمار لا تنتج من قلب فاسد.
2) "وَأَمَّا ٱلشَّجَرَةُ ٱلرَّدِيَّةُ " أي المعلمون الكاذبون أو المسحيين الذين فى مركز قيادة  الذين لا يطبقون ولا يعلمون بتعاليم المسيح من الذين يدَّعون التقوى، فيجب أن يحسبوا أتقياء إذا كانت أعمالهم تغاير تعليمهم، لأن شهادة أعمالهم أصدق من شهادة ألسنتهم.

شبّه الرب الأنبياء الكذبة والمسيحيون الذين لا يطبقون تعاليم يسوع  الذين فى منصب قيادى بالشجرة البريّة التي وإن أثمرت فإن ثمرها لا نفع منه يُرتجى، فقال: "كل شجرة جيّدة تصنع أثماراً جيدة؛ أما الشجرة الرديّة فتصنع أثماراً ردية". فإذا شئت أن تعرف المعلّمين الكذبة فاسألهم قبل أن تستقبلهم في بيتك، عن عقيدتهم في الثالوث الأقدس (الآب والابن والروح القدس) وعن موقفهم من الكتاب المقدس والصليب والقيامة ولاهوت المسيح. فإن قالوا لك إنّ هناك مراجع أخرى أو كتباً أخرى موحى بها (غير الكتاب المقدس) فاعلم أنهم معلّمون كذبة. وإن أنكروا الصليب أو لاهوت المسيح فاعلم أنهم خدّاعون دجّالون. قال المسيح: "لا تقدر شجرة ردية أن تصنع أثماراً جيّدة".
يضاف إلى هذا كله السمعة الملوّثة عند مؤسسي الضلالات وحياتهم الأخلاقية، ومعاملاتهم التجارية، وعلاقاتهم الاجتماعية، ونهايتهم الزريّة (أي الذميمة). فإن كان النور الذي فيهم ظلاماً، فالظلام كم يكون؟
نأتي أخيراً إلى ما تقوله كلمة الله عن مصيرهم. قال المسيح في متى7: 19: "كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تُقطع وتُلقى في النار". (إذاً مصيرهم البُوار والنار).

استعار الكتاب المقدس ثلاثة أنواع من الأثمار لثلاثة أنواع من الأعمال. (١) الثمر الجيد من شجرة جيدة إشارة للعمل الصالح من القلب الصالح. و(٢) الثمر الصناعي إذا عُلق على شجرة ميتة إشارة للعمل الديني الطقسي الذي لم ينتج من قلب صالح. و(٣) الثمر الرديء من الشجرة الرديئة إشارة للعمل الشرير من قلب شرير.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فشبه هنا الانسان الصالح بالشجرة الصالحة والرديء بالشجرة الفاسدة والاعمال الصالحة بالثمرة الجيدة والاعمال الرديئة بالثمرة الرديئة .

تفسير (متى 7: 18) : لا تقدرشجرة جيدة ، ان تصنع أثماراًً رديّة ، ولا شجرة رديّة ان تصنع أثماراًً جيدة .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

من كتاب الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس - القمص تادرس يعقوب ملطي
لنحذر جدًا في تفسيرنا لهذه العبارة، لئلا نظن وجود طبيعتين مختلفتين للشجر، أحداهما تنتمي إلى الله والأخرى لا تنتمي إليه، هذا خطأ في التفسير سبق لي أن عالجته في كتبي الأخرى وبخاصة عند الرد على أتباع ماني. وإنني سأوضح كيف أن هاتين الشجرتين لا تؤيدان معتقدهم:

أولًا: من الواضح أن رب المجد يتحدث عن البشر لا عن الطبيعة البشرية...
ثانيًا: إن الهراطقة يهتمون بالقول "لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارًا رديئة ولا شجرة رديئة أن تصنع أثمارًا جيدة" وبهذا يظنون أنه لا يمكن لإنسان شرير أن يصير صالحًا ولا الصالح أن يصير شريرًا، مع أن المسيح لم يقل "لا تقدر شجرة جيدة أن تصير رديئة ولا رديئة أن تصير جيدة" بل قال "لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارًا رديئة ولا شجرة رديئة أن تصنع أثمارًا جيدة". فالشجرة هي روح الإنسان وثمارها هي أعماله. وبذلك لا يستطيع إنسان شرير أن يصنع أعمالًا صالحة ولا الصالح أعمالًا شريرة. فإن أراد الشرير أن يصنع أعمالًا صالحة فيصير أولًا صالحًا. وهذا ما يقوله رب المجد نفسه في عبارة أخرى بأكثر وضوح "اجعلوا الشجرة جيدة أو اجعلوها رديئة" (مت33:12، 34) فلو قصد رب المجد وجود طبيعتين بشريتين أحداهما شريرة والأخرى صالحة لما قال "اجعلوا" لأنه مَن مِن البشر يستطيع أن يخلق طبيعة بشرية؟! كذلك نجده أضاف قائلًا "يا مرائين كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرارًا!!" فطالما كان الإنسان شريرًا لا يستطيع صنع الأعمال الصالحة وإلا لما كان شريرًا. لذلك قيل بحق إن الثلج لا يمكن أن يسخن وأما إذا سخن فلا يعود بعد ثلجًا بل ماء. هكذا يمكن للشرير أن يتحول عن كونه شريرًا ولكنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصنع شيئًا صالحًا طالما هو شرير.
غير أن الشرير أحيانًا يكون نافعًا، ولكن نفعه هذا ليس من ذاته. مثال ذلك قيل عن الفريسيين "كل ما قالوا لكم أن تحفظوهُ فاحفظوهُ وافعلوه. ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا" (مت3:23). فهم يتكلمون بأشياء صالحة، فكل من يصغى إلى كلماتهم ويعمل بها يستفيد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن هذه الفائدة ليست نابعة منهم بل كما يقول "على كرسي موسى جلس". فهم يعلمون بالعناية الإلهية تعليم الشريعة، ويستطيعون أن يفيدوا من يصغون إليهم رغم عدم استفادتهم هم شخصيًا وقد تحدث النبي عن هذا الأمر قائلًا "زرعوا حنطة وحصدوا شوكا" (إر13:12). لأنهم يعلمون الصلاح ويصنعون الشرور. فمن ينصت ويصنع بقولهم لا يجتني عنبًا من الشوك وإنما يجتني عنبًا من الكرمة بواسطة الشوك. وذلك كمن يقطف عنبًا خلال السياج أو كمن يجتني العنب من كرمة التفت حول الشوك. فالثمرة ليست من الشوك بل هي ثمرة الكرمة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي لا يمكن ان يصدر من الانسان المصر على الشر الا الاعمال الشريرة لانه اذا كانت شروره صادرة عن غير ارادة عنه فلا يعد شريراًً وبالنتيجة لا يستحق العقاب عليها . ويسأل البعض قائلين الا يقدر الانسان ان يرجع من الشر الى الخير ؟ فنجيب انه ممكن ان يصير الطالح صالحاًً والصالح طالحا اما المقصود من كلام المسيح فذلك الشرير الذي يستمر  في شروره فهذا لا يمكنه ان يصير صالحاًً . 

تفسير (متى 7: 19): كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداًً تقطع وتلقى في النار .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
وردت هذه ألاية فى
 وأيضا فى (لوقا 3: 9) والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار». وأيضا فى (يو 15: 2 و 6)   2كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه، وكل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر. .. ان كان احد لا يثبت في يطرح خارجا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار، فيحترق "
1) " تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي ٱلنَّار " هذه عادة الناس في الأزمنة القديمة والقرى الآن فى أنهم يقطعون الأشجار العقيمة  والتى لا تثمر المسنة ويستعملونها فى التدفئة أو االأعمال المنزلية مثل طبخ الطعام أو خبز العيش وغيرها ، فاستعار المسيح ما يفعله الناس فى حياتهم اليومية ليبين لهم  القصاص الهائل الذي يجازي الله به المعلمين المرائين وهراطقة الكنيسة اليوم الذين يقودون الناس إلى الهلاك. وقد استعمل يوحنا المعمدان مثل هذا الكلام (متّى ٣: ١٠).  (مت 3: 10) والان قد وضعت الفاس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار" وأولئك المعلمون يهلكون أنفسهم وأنفس الذين يتبعونهم.

تفسير (متى 7: 20): فاذاً من ثمارهم تعرفونهم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

بعد مظهرهم وجوهرهم، تحدّث يسوع عن ، ثالثاً، عن ثمرهم، وقال في متى7: 16- 20: "من ثمارهم تعرفونهم"
فَإِذاً أي أن خلاصة الكلام أن كل شيء يُعرف بإثماره. يُعرف المعلمون الصادقون بصلاح تعليمهم وسيرتهم الطاهرة لا بملابسهم ولا بقِدَم رتبتهم ولا بكثرة تابعيهم ولا بغناهم ولا بعلمهم ولا بسلطانهم ولا بعظمة ادعائهم شرف نسبتهم ولا شدة اعتنائهم بالطقوس ورونق احتفالهم بها (1 يو 4: 1- 5)1 ايها الاحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الارواح: هل هي من الله؟ لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم. 2 بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله،  وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد، فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه ياتي، والان هو في العالم. انتم من الله ايها الاولاد، وقد غلبتموهم لان الذي فيكم اعظم من الذي في العالم. هم من العالم. من اجل ذلك يتكلمون من العالم، والعالم يسمع لهم. "  فعامة المسيحيين لا يخشون أنن يمتحنون الرعاة  ذلك الامتحان الذي خلاصه عنوانه «الشجرة تعرف بثمرها»  هناك بطاركة هرطقوا نسطور  وأساقفة هرطقوا وكهنة هرطقوا ومنهم آريوس وهذا ينافي زعم البعض أن الشرير يمكن أن يكون معلماً مفيداً في الدين بل أنه فى بعض الأحيان يدخلون فى سلك الكهنوت عن طريق الهرطقة السيمونية فقد نرى خلال حقبات مختلفة من التاريخ الماضى أو المعاصر أن بابا أو بطريركا أو أسقفا أو كاهنا فى زى الكهنة ولكنه شريرا آثما لهذا قال الرب يسوع له المجد من ثمارهم تعرفونهم .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ان كل واحد يعرف من اعماله اذا كان يستحق العقاب او الثواب . وقد كان كلامه موجهاًً بعضه للصالحين وبعضه للكاملين وبعضه للتلاميذ وبعضه للعامة فحذرهم الا يشتركوا مع الهراطقة . 

تفسير انجيل متى - الاصحاح السابع

6. ليس بالكلام  بل بالعمل (متى 7: 21- 23)

خاتمة الدستور  (مت 7: 24-27)

نفسير (مت 7: 21)  : «ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ذكر المسيح المعلمين الكذبة وسوء عاقبتهم. ولما كان تلاميذه معرَّضون لمثل ذلك حذرهم من الرياء وخداع أنفسهم الناتج عن الشعور الوقتي لئلا تكون عاقبتهم كعاقبة أولئك (يوحنا ٦: ٦٤، ٧٠).
1) " لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي" المسيحية  ليست كالإسلام الذى يهتم فقط نطق الشهادتين المسيحية إيمان وأعمال  لا يخلُص كل من يعترف أن المسيح رب وأنه تلميذ له بالاعتراف بمجرد اللسان ليس الاعتراف الذي يطلبه الإيمان فهو يطلب الاعتراف قولا ا (1كو 12: 3) ( لذلك اعرفكم ان ليس احد وهو يتكلم بروح الله يقول: «يسوع اناثيما». وليس احد يقدر ان يقول:«يسوع رب» الا بالروح القدس. " (رؤ 2: 13)  انا عارف اعمالك وتعبك وصبرك، وانك لا تقدر ان تحتمل الاشرار، وقد جربت القائلين انهم رسل وليسوا رسلا، فوجدتهم كاذبين. والقول بالإعتراف بان المسيح ربا وإلها يتبعه أفعال مثل المحبة مثلا كقول بولس  ( 1كو 13: 1)  ان كنت اتكلم بالسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن. "
2) "يَا رَبُّ يَا رَبُّ" يكرر اللفظ لزيادة التظاهر في الإيمان والتقوى الظاهرية . ولعل بعض الحاضرين ممن عرف المسيح أنهم مراؤون كانوا يكررون هذا اللفظ بعينه. فالمسيح لا يلومهم على هذا الاعتراف لأنه حسنٌ في ذاته،(هو 8: 2)  الي يصرخون يا الهي نعرفك نحن اسرائيل  ولكن يوبخهم على أنه ليس مقترناً بالعمل الموافق له.(لو 6: 46 )  ولماذا تدعونني: يا رب يا رب وانتم لا تفعلون ما اقوله؟
3) "يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَات"  أي يشترك في مجده نتيجة لإيمانة فقط . وهذا كان واضحا فى مثل العذارى الجاهلات اللائى لم يستطيعن الدخول لأن أعمالهن كانت ناقصة ( مت 25: 11 و 12) اخيرا جاءت بقية العذارى ايضا قائلات: يا سيد يا سيد افتح لنا. فاجاب: الحق اقول لكن: اني ما اعرفكن. 13 فاسهروا اذا لانكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي ياتي فيها ابن الانسان. "  ( لو 13: 25)  من بعد ما يكون رب البيت قد قام واغلق الباب وابتداتم تقفون خارجا وتقرعون الباب قائلين: يا رب يا رب افتح لنا يجيبكم: لا اعرفكم من اين انتم!  "
4) " بَلِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ" قارن فى هذه الآية من «يفعل» بـ من «يقول» وأراد بذلك أن أفعال وأعمال التلميذ تبرهن صحة تلمذته وبالتالى تعليمه . القول لا يُعد شيئاً ما لم يقترن بالعمل، والوعد بالوفاء، وإلا فلا يكون وفاءً. إذن الإيمان بالمسيح ربا وبتنفيذ وحفظ وصاياه وتعليمه المقترن بالأفعال أى بتنفيذ تعاليمه ووصاياه وكثيرا من الغير مؤمنين بالمسيح قد يفعلون ويعملون أعمالا صالحة ولكن لا تقر هذه الآية بأن أن أعمالنا الصالحة تخلصنا، لأنها ليست إلا برهاناً على صحة إيماننا. وإرادة الآب تتضمن الإيمان والتوبة، كما أنها تتضمن الطاعة، لأن الله يريد أن الخاطئ يطلب خلاصه بالمسيح. وأشار بقوله «أبي» إلى وحدة طبيعتهما واتفاق إرادتهما.
5) "إِرَادَةَ أَبِي"  إرادة الآب تكمن فى عمل الروح القدس (يع 1: 22)  ولكن كونوا عاملين بالكلمة، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم " هناك فرق بين أ) الضمير والطبيعة الإنسانية  والذى أشار يسوع إلي عمله الضمير والطبيعة الإنسانية وقال"إذا كنتم أنتم الأشرار تحسنون العطاء لأبنائكم فما أولى أباكم السماوي بأن يمنح سائليه الروح القدس" (لو 11/ 13). 
وبين  ب) عطية وعمل الروح القدس .. يعمل الروح القدس في حياة المؤمنين والكنيسة كما يتبين من الكتاب المقدس الذي يذكر الكثير من أعماله المباركة ومنها أنه: (1) يعلِّم ويذكّر المؤمنين بتعاليم المسيح: (إنجيل يوحنّا 14: 26). .. (2) يُمجِّد المسيح: (إنجيل يوحنّا 16: 14). .. (3) يجدِّد: يجدِّد حياة الإنسان روحيّاً (الولادة الجديدة في المسيح)، (إنجيل يوحنّا 3: 6 - 8). .. (4) يمنح التبنّي: (رسالة رومية 8: 15)... (5) يُقدِّس: (رسالة رومية 15: 16)... (6) يُرشِد: (إنجيل يوحنّا 15: 12). .. (7) يمنح المواهب الروحية للمؤمنين بالمسيح: (رسالة كورنثوس الأولى 12: )...(أع 19: 13)  فشرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين ان يسموا على الذين بهم الارواح الشريرة باسم الرب يسوع، قائلين:«نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس!»  (8) يشهد عن المؤمنين بالمسيح أنهم أولاد الله: (رسالة رومية 8: 16)... (9) يُبكِّت، أي يُوبِّخ على الخطية: (إنجيل يوحنّا 16: 8)... (10) يمكث مع المؤمنين: (إنجيل يوحنّا 14: 15)... (11) يمنح المؤمنين قوة وشجاعة للشهادة: (أعمال الرّسل 1: 8)... (12) يُعزّي: (أعمال الرّسل 9: 31)... (13) يقوي المؤمن: (رسالة روميية  15: 13)... (14) يسكن في المؤمنين: (رسالة تيموثاوس الثانية 1: 14).... (15) القدرة على إقامة الموتى (رسالة رومية 8: 11).
6) "ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَات"ِ قال ذلك دفعاً للأبوة التناسلية الجسدية

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

بقوله يا رب يا رب اعلن عياناًً انه رب المخلوقات وان ارادته وارادة ابيه واحدة . فمعنى بقوله هذا اليهود الذين كانوا يظنون ان الفضيلة قائمة بالايمان فقط دون حاجة الى الاعمال .

نفسير (مت 7: 22) : كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ" عبارة فى ذلك اليوم عبارة هامة جدا فى الكتاب المقدس  تأتى قبل حدث ما فى مثل ذلك اليوم  نفجرت كل ينابيع الغمر العظيم، وانفتحت طاقات السماء... وايضا دخل نوح وواعئلته الفلك (تك 7: 13) و (ك 15: 18في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا و(.تك 17: 23) فاخذ ابراهيم اسماعيل ابنه، وجميع ولدان بيته، وجميع المبتاعين بفضته، كل ذكر من اهل بيت ابراهيم، وختن لحم غرلتهم في ذلك اليوم عينه كما كلمه الله. و (تك 17: 26) في ذلك اليوم عينه ختن ابراهيم واسماعيل ابنه.(تك 26: 32) ويمكنك يا أخى القارئ إستخراج الآيات الهامة بعد عبارة "فى ذلك اليوم" وهنا قصد من هذه العبارة أي اليوم الذي يأتي فيه المسيح ملكاً ودياناً (متّى ١٦: ٢٧، ٢٨ و٢٥: ٣١). ذلك اليوم هو يوم الدين الذى يأتى  فيه المسيح حيث ينكر في ذلك اليوم كثيرين مما سموا مسيحيين على الأرض. فهو يوم به تتمزق ستائر المرائين وتظهر ضمائرهم ويتبرر المخلصون.
2) "يَا رَبُّ يَا رَبُّ " تكرار قولهم «يا رب» يدل على اجتهادهم ولجاجتهم وتجديد اعترافهم القديم. يبدأ الإنسان صلاته ومناجاته وكلامه مع الرب بكلمة يارب ولكن عندما يكررها فهذا يشير أن الطالب او المصلى يشدد على طلب ما ويصر عليه ويحاول إقناع الرب بأنه فعل شيئا لخدمته وهويريد المقابل .. مع أن السيد المسيح قال مهما فعلتم فنحن عبيد بطالون هذا ما ينطقون به يومئذ وفى ذلك اليوم يقع الإنسان فى تعجب  والخيبة واليأس لأنه مرفوض  والعقاب في ذلك اليوم لكثيرين من المعروفين اليوم بأنهم مسيحيون ولنأخذ حقيقة حدثت فى مع بطرس لنرى الفرق بين هؤلاء الناس الذين تنباوا وأخرجوا شياطين وفعلوا معجزات ولكنهم لم يعطوا مجدا للرب ونسوا قول الرب "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا" (يو 15: 5) .. القديس بطرس الرسول، الذي التف الناس حوله، وحول القديس يوحنا، بعد شفاء الرجل الأعرج المستعطي عند باب الهيكل.. حينئذ قال القديس بطرس للناس: ما بلكم تتعجبون من هذا؟ ولماذا تشخصون إلينا، كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي (يو 3: 12). وبدأ يوجه أنظارهم إلي الرب قائلًا "وبالإيمان باسمه، شدد اسمه هذا الذي تنظرونه". وهكذا بدلًا من إعجابهم بالرسول وبالمعجزة، تحول الأمر إلي قيادتهم للإيمان ..
3) " أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ" أي ألم يُطلق اسمك علينا؟ ألم ندعى مسيحيين ( أع 11: 26، 26: 28، 1بط 4: 16) ؟  ألم نستعمل اسمك حقيقة حين فعلنا المعجزات؟ (مت 10: 41)  من يقبل نبيا باسم نبي فاجر نبي ياخذ ومن يقبل بارا باسم بار فاجر بار ياخذ  (مت 18: 5 و 20 )  ومن قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلني. 20لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم». (مت 21: 9)  والجموع الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون: «اوصنا لابن داود! مبارك الاتي باسم الرب! اوصنا في الاعالي!». (مر 9 : 38) وقال يوحنا: «يا معلم راينا واحدا يخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا فمنعناه لانه ليس يتبعنا»
4) " تَنَبَّأْنَا" كان البعض يتنبأ (أع 11: 28)وقام واحد منهم اسمه اغابوس، واشار بالروح ان جوعا عظيما كان عتيدا ان يصير على جميع المسكونة، الذي صار ايضا في ايام كلوديوس قيصر. (أع 21: 8 و 9)  8فدخلنا بيت فيلبس المبشر، اذ كان واحدا من السبعة واقمنا عنده. 9 وكان لهذا اربع بنات عذارى كن يتنبان 
5) " شَيَاطِينَ" هم أرواح شريرة كانوا ملائكة أطهاراً أُذن لهم بعد السقوط أن يسكنوا بعض الناس ويتسلطوا عليهم نفساً وجسداً، وكان إخراجهم من أقوى البراهين على قوة المسيح وصحة دعواه بأنه نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية (تك 3: 15) ووهب المسيح هذه القوة لتلاميذه (مت 10: 8) اشفوا مرضى. طهروا برصا. اقيموا موتى. اخرجوا شياطين. مجانا اخذتم مجانا اعطوا.
6) " قُوَّاتٍ "أي معجزات. لا داعي لأن نشك في صحة قولهم هذا، وأن تلك القوة لا توهب للأشرار، فالكتاب يعلمنا أن بلعام كان يتنبأ (عدد ٢٣: ٢٠ - ٢٦ و٢٤: ١٣) ولعل يهوذا الإسخريوطي كان يفعل معجزات كسائر الرسل. ومما يدل على ذلك قول بولس الرسول (1كو 13: 1- 3) ان كنت اتكلم بالسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن. 2 وان كانت لي نبوة، واعلم جميع الاسرار وكل علم، وان كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال، ولكن ليس لي محبة، فلست شيئا. " وقصد بولس بالمحبة الوضية الأولى التى هى أساس الناموس والأنبياء لهذا إن لم يكن هناك محبة الرب والقريب كالنفس فإن التنبؤ وإخراج الشياطين وفعل المعجزات والتبشير وشرح حقائق الدين المسيحي والنجاح في إرشاد الناس إلى المسيح ليسا برهاناً في ذاتهما على أن صاحبهما مسيحي.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

يشير عن الذين لهم ايمان وهم خلو من الاعمال الصالحة فلا يقرنون الايمان بالاعمال كيهوذا الذي كان يخرج الشياطين . وكذا قل عن المطارنة والقسان والشمامسة الرديئي الافعال فانهم من هذا النمط وبالنتيجة فقد علمنا ان الايمان بغير اعمال لا يفيدنا شيئاًً ولو عملنا العجائب .

_ وباسمك اخرجنا الشياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة .

اي كمثل سيمون ومانندروس وبلعام وقيافا وبني سقوا الذين كانوا يعملون القوات باسم يسوع . فيعلمنا الا نظل وراءهم بسبب القوات والعجائب لكن يجب علينا ان نختبر صحة كلامهم من افعالهم .

نفسير (مت 7: 23) : فحينئذ اصرح لهم: اني لم اعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الاثم!

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
أ1) "ُصَرِّحُ " أي أقول علناً وبالتأكيد. وهذا التصريح أو القول يُحتمل أن  يقوله المسيح للمرائين في يوم الدين جواباً على دعواهم الباطلة وقد أكده يسوع عندما أجاب  على سؤال من يهودى  «يا سيد اقليل هم الذين يخلصون؟»(لو 13: 24 - 27)  فقال لهم:  «اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق فاني اقول لكم: ان كثيرين سيطلبون ان يدخلوا ولا يقدرون 25 من بعد ما يكون رب البيت قد قام واغلق الباب وابتداتم تقفون خارجا وتقرعون الباب قائلين: يا رب يا رب افتح لنا يجيبكم: لا اعرفكم من اين انتم! 26 حينئذ تبتدئون تقولون: اكلنا قدامك وشربنا وعلمت في شوارعنا. فيقول: اقول لكم لا اعرفكم من اين انتم! تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم."
2) "لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! " يسوع يعرف رعيته (يو 10: 14) اما انا فاني الراعي الصالح، واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني، " (2 تيمو 3: 19)  ولكن اساس الله الراسخ قد ثبت، اذ له هذا الختم: «يعلم الرب الذين هم له». و«ليتجنب الاثم كل من يسمي اسم المسيح». لا يعرف الرب من  ليس عليهم علامة ختم الروح القدس ( 1 كو 12: 13)  وليس احد يقدر ان يقول:«يسوع رب» الا بالروح القدس." (2تيم 2: 19)  ولكن اساس الله الراسخ قد ثبت، اذ له هذا الختم: «يعلم الرب الذين هم له». و«ليتجنب الاثم كل من يسمي اسم المسيح». فعلوا الإثم  فبغضهم الرب ( مز5" 5 )  لا يقف المفتخرون قدام عينيك.ابغضت كل فاعلي الاثم " وايضا ظلموا  (لو 13: 27)  فيقول: اقول لكم لا اعرفكم من اين انتم! تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم. "  
"يترك الرب الإنسان يختار ما بين الطريق الضيق والطريق الواسع  كأشخاص، ويراهم يتظاهرون فى كنيسته سواء من كافة رتب الإكليروس أو الشعب ، لكنه بالطبع يعرف خاصته  فالذين يهلكون من المسيحيين بالاسم لم تتجدد قلوبهم حقيقة. ولكنهم خدعوا أنفسهم وغيرهم من الناس. لهذا فال للخمس عذارى الجاهلات  (مت 25: 12)   فاجاب: الحق اقول لكن: اني ما اعرفكن. " لكنهم لم يخدعوا الله. فالمسيحي بالحق من كان مسيحياً من أول أمره إلى الأبد. قال المسيح عن خرافه «أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي» (يوحنا 1: 29) وقال رسوله «مِنَّا خَرَجُوا، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا» (1يوحنا 2: 19).
3) "ٱذْهَبُوا عَنِّي" بالرياء والخداع  إقتربوا من المسيح فى حياتهم هو خلاصة أفراح السماء، والبعد عن الرب معناه إنفصال النفخة والرح عن الرب  هو أشد عقاب جهنم. فقوله «اذهبوا عني»وليس ما ذكر هنا للأشخاص فرادى فقط ولكن للكنائس (الكرم) ايضا (اش 5: 5) فالان اعرفكم ماذا اصنع بكرمي.انزع سياجه فيصير للرعي.اهدم جدرانه فيصير للدوس." يتضمن علاوة على ذلك أمره بانفصالهم عن تلاميذه بالحق وانضمامهم إلى أعدائه، لأنهم منهم.
4) "يَا فَاعِلِي ٱلإِثْمِ " فأعمالهم الأثيمة هي علة طردهم ودينونتهم، لأن عصيانهم إثمٌ فعلي. فمهما كان اعترافهم فإن أعمالهم كانت مخالفة لإرادة  الرب وتعاليمه "الحق والرحمة والإيمان". وهذا تحذير إلهى من أن يخدع الإنسان نفسه، ويبين أن الحصول على أحسن الوسائط لا يكفل خلاص الإنسان. فالمعمودية والاعتراف العلني بالمسيح والمعرفة العقلية وممارسة التعليم حتى فعل المعجزات ليست شيئاً بدون التوبة الحقيقية والإيمان القلبي والطاعة الكاملة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي انكم عندما كنتم تعملون المعجزات لم تكونوا ذوي اعمال صالحة فلا اشاء ان تدخلوا الملكوت . وعندنا مثل البتولات الجاهلات . وقوله لهم اذهبوا عني . يعني المؤمنين الذين كانوا ذوي اعمال صالحة فعادوا بعد ذلك الى عمل النفاق . لاجل ذلك يحكم عليهم حسب عملهم الاخير . اما ما يبعدنا عن حضرة السيد المسيح فهو الخطيئة الداعية الى عذاب لا نهاية له .

تفسير انجيل متى - الاصحاح السابع

7 - خاتمة الموعظة على الجبل دستور المسيحية وشريعتها  (مت 7: 24-27)

نفسير (مت 7: 24) «فكل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ختم المسيح موعظته على الجبل التى كانت موجهة إلى تلاميذخ وإلى قادة الدي ن اليهودى وإلى الشعب  بأن يسمعوا كلامه ويعملوا بالتعاليم التى تضمنها كلامه ولا يكتفوا بأن يذكروا عظمة هذا الكلام وعمة التعاليم التى وردت فيه  اوأن لا يكتفوا بما سمعوه من تعليمه دون العمل بما يقتضيه، فبيَّن بذلك أن معرفة الناس واجباتهم بدون القيام بتلك الواجبات تزيد دينونتهم بشدة. ولا بد أن الحادثة التي ضرب بها المسيح المثل كانوا قد اختبروا مثلها وألفوه.
1) "أَقْوَالِي هٰذِهِ " أي كل ما ذكرته في هذا الوعظ وفي تعليمي إجمالاً. فنستنتج من ذلك أن ما سبق كان موعظة واحدة متصلة لا مواعظ كثيرة جمعها متّى وأظهرها واحدةً وقد أكد الرب على السماع لكلامه والعمل به فى عدة مواضع منها  (ام 30: 5) كل كلمة من الله نقية.ترس هو للمحتمين به" وبكلامه وأعمالنا نحيا فى الرب .(مت 4: 4) فاجاب: «مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله».(لو 4: 4) فاجابه يسوع: «مكتوب ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله»
2) " بِرَجُلٍ عَاقِل" أي حكيم ينظر في عاقبة الأمور ويلتفت إلى المستقبل كلمة "رجل" أى وصل لمرحلة البلوغى وعبارة كامل السن تعنى أنه يحاسب على تطبيق الشريعة والتعاليم وطبقا للنظام اليهودى يعامل الفتى كرجل بعد بلوغه سن الـ 13 والفتاة بعد سن 11 سنة  وهذا ما قاله أبوى الأعمى الذى أبصر لقادة اليهود عندما سألوهم (يو 9: 21) واما كيف يبصر الان فلا نعلم. او من فتح عينيه فلا نعلم. هو كامل السن. اسالوه فهو يتكلم عن نفسه».(يو 9: 23) لذلك قال ابواه:«انه كامل السن، اسالوه».
3) " عَلَى ٱلصَّخْر" أي مبنى على أساس صلب  متين لا يتأثر بما حوله من رياح وأعاصير أو فيضان أو سيول أوغيرها ، وعادة يتم الحفر للوصول للعمق للوصول غلأى الصخر بما يقتضي تعباً كثيراً ونفقة .. وهذا الدخول للعمق أشار إليه يسوع فى معجزة صيد السمك الكثير فقال أدخلوا ‘إلى العمق"
ويقصد المسيح ببناء البيت على الصخر أن أقواله هى الأساس الذى يجب على الإنسان بناء حياته عليه لهذا قال  مشيراً إلى نفسه «الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ » (متّى 21: 41) وبناءً عليه قال بولس «إِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ» (1كورنثوس3: 11).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فقد شبه هنا تعليمه الصحيح ووصاياه بالصخرة . كما شبه الشدائد والاضطهادات وسائر تجارب هذا العالم بالامطار والانهار

نفسير (مت 7: 25)  فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لانه كان مؤسسا على الصخر.


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
الموعظة على الجبل‏ وردت في انجيلَي متى ولوقا.‏ (‏متى ٥:‏١–‏٧:‏٢٩؛‏ لوقا ٦:‏​٢٠-‏٤٩‏)‏  قراءتها كلها تستغرق مجرد عشرين دقيقة،‏ إلا انها تحتوي على اكثر من ٢٠ اقتباسا من الاسفار العبرانية وأكثر من ٥٠ صورة بيانية،‏ وترجع أهمية  صورة البيتين المبنيين على الصخر والرمل لأن يسوع ختم بها موعظته.‏ فإذا فهمت مغزى هذا المثل الختامي،‏ فسيساعدك ذلك ان تعرف كيف تبقى ثابتا كواحد من أتباع المسيح مهما كانت امتحانات الايمان التي تتعرض لها.
1) "فَنَزَلَ ٱلْمَطَرُ" الخ أشار بذلك إلى ما يحدث غالباً في فصل الشتاء، وأراد به تأسيس حياة الإنسان على تعاليم صحيحة فإن واجه مشاكل ومتاعب وضيقات أثناء مسيرة حياته فإنه بلا شك لن يتزعزع . .
2) "فَلَمْ يَسْقُط" أى لن ينحرف عن طريق ييسوع بسبب قوة الأساس المتين وفائدته، لأنه سيقي بيت خيمة الإنسان من خطر السقوط فى الخطية والإنجراف بسبب سيول العالم وملاهيه وملذاته التى يغرق الكثيريين فيه إن اضطراب عناصر الطبيعة تشبه الحروب الشيطانية
3) "مُؤَسَّساً عَلَى ٱلصَّخْر"هدف يسوع من هذا المثل الختامى فى آخر موعظته على الجبل هو : "هذه هى تعاليم سردتها فى موعظتى على الجبل وأمامك إختياريين إما أن تطبقها فتكون كالرجل العاقل الفطين الذكى الذى بنى بيته على صخر كلماتى وإذا لم تطبيقها فستكون مثل الجاهل الذى بنى بيته على الرمل

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ان كل من يحفظ الوصايا لن يسقط لان اساسه موضوع على صخرة الوصايا الغير المتزعزعة وقوله لن يسقط يشير بذلك الى تعمقه في الفضيلة

تفسير (متى 7: 26): وكل من يسمع اقوالي هذه ولا يعمل بها ، يشبه برجل جاهل ، بنى بيته على الرمل .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

فقد سماه جاهلاًً لانه احتمل تعب البناء وعدم اثمار الراحة . وقد سمى من لا يحفظ وصاياه رملاًً لانه سريع الهبوط كالرمل . وقد كنى بالامطار عن الشدائد . وبالانهار عن الاضطهادات . وبالرياح عن التجارب . فهذه اذا هبت وضربت الضعفاء والغير المنحذرين سقطوا في الخطيئة لا محالة .

نفسير (مت 7: 27)   وكل من يسمع اقوالي هذه ولا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل.


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
لوقا ٦: ٤٧ - ٤٩
ذكر في هذا المثل نوعين من الأشخاص أحدهم العاقل والآخر الجاهل ولم يتبع وصية الرب فى تعلمه وصاياه التى تعطيه حكمة وفهما الجاهل هو من يسمع أقواله ولا يعمل بها.(مز 19: 7)ناموس الرب كامل يرد النفس.شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيما." وكلمة جاهل  وردت  فى 60 آية  فى العهدين وأولها ( اي 2: 10) فقال لها تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات.االخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل.في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه
 1) "بِرَجُلٍ جَاهِل"  تعنى كلمة جهل  التتصرَّف معه بحمق بدون إدراك العواقب  - أو جَهِلْت هَذَا الأَمْرَ عدم المعرفة أو أنه جهل الحقَّ : أى عرفه أضاعه 
 قد يستمر الإنسان فى حياته ويقول أمامى العمر طويلا أو بسبب غناه وقوة سلطانة يسلك فى طريق الجاهل ( جا 7: 17) لا تكن شريرا كثيرا ولا تكن جاهلا.لماذا تموت في غير وقتك." من لا ينظر في عاقبة الأمر ولا يلتفت إلى تدبير الإيمان فى حياته والعمل بتعاليم يسوع  فى الموعظة على الجبل  كمن يبني بيته في الصيف ويحسب أحواله على ضوء سائر الفصول، ولا يحسب للشتاء حساباً من سقوط الأمطار وجري السيول التي لا بد منها وكمن يبنى بيته على الرمل فينزلق البيت لأنه بدون أساس عندما تهب عواصف الحياة والإضطهاد فلا يستطيع دخول العرس ويكون خارجا منضما إل العذارى الجاهلات  (مت 25: 3) اما الجاهلات فاخذن مصابيحهن ولم ياخذن معهن زيتا"
2) "عَلَى ٱلرَّمْل" أي على وجه الأرض لعدم العلم والمعرفة واقتصاداً وتوفيرا ، ربما الكسل وسرعة إقامة وتشييد البناء ورغبة في الراحة السريعة المؤقتة. والبناء على الرمل هو شكل تدين ارجى "منظرة" ولكنه يتبع العالم والعالم وضع فى يد الشرير . فكل من يبني على أساس غير المسيح يبني على الرمل (مز 53: 1) لامام المغنين على العود.قصيدة لداود قال الجاهل في قلبه ليس اله.فسدوا ورجسوا رجاسة.ليس من يعمل صلاحا." وسرعان ما يصيبه من آلام مثل ما أصاب الإبن الضال أو المفقود فى العالم الذى ترك بيت أبيه المبنى على الصخر . فمهما كانت مقاصد الإنسان قوية من جهة قداسة حياته فإنها إن كانت غير مقترنة بالإيمان بالمسيح والاتكال عليه فهي كالرمل في تقلباته.
3) " وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيما"ً سقط ولا معبن له فالريح شديدة والسيول قوية ولا يوجد وقت فالوقت إنتهى  ولا يمكن تجديده، لأن المياه تجرف مواده. وحكم المسيح بأن هذا السقوط عظيم لأنه قصد به هلاك النفس. فالمراد بالبيت حياة الإنسان  وكيفية تصرف الإنسان فىيها: الذي يسمع ويعمل، والذي يسمع ولا يعمل، والعاقل " الحكيم و الجاهل " يتفقان في ثلاثة أمور ويختلفان في ثلاثة: وجوه الاتفاق: (١) أن كلاً منهما بنى بيتاً. والمعنى أن كليهما متدينان يشعران بحاجة النفس إلى ملجأ، وبذلا عنايتهما لأجل سد هذه الحاجة. و(٢) أن كليهما تمم عمله كما اختار. و(٣) أن كليهما جازا بالامتحانات التي لا بد من وقوعها.
وجوه الاختلاف: (١) أن أحدهما بنى بيته على أساس متين، والآخر على أساس واهن، أو على غير أساس. (٢) أنه عند الامتحان ثبت بيت الواحد وسقط بيت الآخر. (٣) أن الواحد فرح فرحاً عظيماً بعمله، والآخر حزن حزناً أبدياً.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ليس اعظم من سقوط من يسقط من الملكوت الى جهنم .

تفسير انجيل متى - الاصحاح السابع

8. اندهاش الجماهير (مت  7: 28-29)

نفسير (مت 7: 28)  28 فلما اكمل يسوع هذه الاقوال بهتت الجموع من تعليمه


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
فى بداية الموعظة على الجبل " ولما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه. "
(مت 5: 1) ثم ذكر البشير في هذين العددين تأثير موعظة المسيح بعد أن أُكملت. ويظهر من قوله أنها موعظة واحدة لا مجموعة مواعظ ولكن هذه الكلمة قيلت فى أيات بأماكن أخرى لهذا ذكر بعض المفسريين أن الموعظة على الجبل ليست موعظة قيلت فى مكان وزمن واحد بل أنها مجموعة من العظات جمعت فى واحدة لأنه غنية بالتعاليم السامية وصعب على العقل البشرى إستيعابها فى مرة واحدة إلا إذا كانت هناك قوة إلهية فى كلماتها تساعد على ذلك
1) " بُهِتَت" أى إنبهرتأي تعجبت الجموع من هذا التعليم الجديد وأسلوب بيانه   بهتت الجموع من قوة كلماته وحكمته بهتت من أن كلامه فيه قوة لأنه هو كلمة الحياة (يو 7: 46)   اجاب الخدام:«لم يتكلم قط انسان هكذا مثل هذا الانسان!» لأنه الكلمة (يوحنا 1: 4) فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس،وهذا النور أضاء فى الظلمة فالفطرة هى الظلمة لهذا لا تدركه الفطرة أى الظلمة
 ولا زال الناس إلى الآن يعجبون من حسن هذا التعليم السماوي. والحق أن تلك الموعظة أبلغ وأفيد من كل مواعظ العالم. فعلى من ينكر لاهوت المسيح أن يبين من أين تعلم نجار الناصرة هذا التعليم.
وعن حكمة يسوع وعلمه بالشريعة اليهودية يسوع تظهر فى طفولته وقد سرد لوقا الإنجيلى ما حدث عن عائلة يسوع أنهم عندما وصل يسوع إلى سن الرجولة ذهبوا إلى الهيكل فى اورشليم  وعندما رجعوا وهم فى الطريق لم يجدوه بين من هم فى سنة  فرجعوا إلى الهيكل فيذكر لوقا أن (لو 2: 46 و 47) وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسالهم. وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته. "
(مت 13: 54)  ولما جاء الى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا وقالوا: «من اين لهذا هذه الحكمة والقوات؟

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي انهم بهتوا من شرف تعليمه .

تفسير (مت 7: 29) لانه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة.


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
(1) " كَمَنْ لَهُ سُلْطَان" مر 1: 22)   فبهتوا من تعليمه لانه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة. "  (لو 4: 32)  فبهتوا من تعليمه لان كلامه كان بسلطان "
سلطان يسوع  فى تعاليمة تعاليمه لأن كلمته حية وفعالة فكان يحث النشعب على التوبة والسلوك تبعا لشريعة الرب وطرقة  ويكرز بالملكوت  يقترن مع قوته فى فعل المعزات من شفاء المرضى (مت 24: 25) وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب "
ليس مثل الفريسيين  مفسر الشريعة والكتبه وسائر قيادات طوائف اليهود يفسر العهد القدين وشرائعه بل يفسرها لأنه واضعها يعرف خباياها ولماذا قيلت ، أي المشترع الأصلي. وأظهر سلطانه في قوة كلامه على إقناع العقول وإيقاظ الضمائر ليثبت صدق أقواله. فأسند تعليمه على شريعة الله المكتوبة على قلوبهم، وقد رافق الروح القدس ذلك التعليم فجعله ذا سلطان (مر 6: 2)   ولما كان السبت ابتدا يعلم في المجمع. وكثيرون اذ سمعوا بهتوا قائلين: «من اين لهذا هذه؟ وما هذه الحكمة التي اعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه؟ 
وَلَيْسَ كَٱلْكَتَبَةِ أي معلميهم الدينيين، وهم خلفاء عزرا الكاتب (عزرا ٨: ٦) وحفظة الكتب المقدسة ومفسروها (انظر متّى ٢٣: ٢ - ٤ ومرقس ١٢: ٣٥ ولوقا ١١: ٥٢). وكانوا في ذلك الوقت يلتفتون إلى الوصايا الصغرى ويغفلون عن الكبرى (متّى ٢٣: ١٨ - ٢٢) وأسندوا أقوالهم إلى تقاليد الشيوخ (متّى ١٥: ٩). أما المسيح فأسند تعاليمه إلى السلطان الذي قبله من الله بقوله «الحق الحق أقول لكم». وكان تعليمه يخالف تعاليمهم في أنه كان في مبادئ الدين الجوهرية. وقد تكلم كنبي وكملك ورئيس الملكوت الجديد.
******
الوهية المسيح الواضحه من سلطانه ومعجزاته
وسلطان المسيح والمعجزات لم يحتاج فيها ان ياخذ سلطان من احد بل هو الذي كان يعطي السلطان لتلاميذه ان يصنعوا قوات ومعجزات ولم يحتاج ان يصلي الا المرات التي اراد ان يجعل تلاميذه يؤمنوا به كما في معجزة اليعازر
اولا بسلطانه علي الطبيعه

فللسيد المسيح سلطان على الطبيعة من كل ناحية: سلطان على البحر وعلى الرياح والأمواج، وسلطان على النبات والحيوان، وسلطان على النور، وعلى الأرض والصخور، وسلطان على الأبواب المغلقة، وسلطان على قوانين الطبيعة. وكان يأمر فيطاع، كصاحب سلطان، يدل على لاهوته.
1- سلطانه علي البحر والريح
(مر 4: 37- 41 ) فحدث نوء ريح عظيم فكانت الامواج تضرب الى السفينة حتى صارت تمتلئ  وكان هو في المؤخر على وسادة نائما.فايقظوه وقالوا له يا معلم اما يهمك اننا نهلك فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت.ابكم.فسكنت الريح وصار هدوء عظيم  وقال لهم ما بالكم خائفين هكذا.كيف لا ايمان لكم  فخافوا خوفا عظيما وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا.فان الريح ايضا والبحر يطيعانه"  وكرر الإنجيلى متى نفس المعجزة فى (مت 8: 23 - 27) وكذلك الإنجيلى لوقا فى (لو 8: 22 - 25) 
وهذه ليسة معجزه سهله فهي تدل علي سلطانه بوضوح لان الرب قال (إرميا 31: 35) « هكَذَا قَالَ الرَّبُّ الْجَاعِلُ الشَّمْسَ لِلإِضَاءَةِ نَهَارًا، وَفَرَائِضَ الْقَمَرِ وَالنُّجُومِ لِلإِضَاءَةِ لَيْلاً، الزَّاجِرُ الْبَحْرَ حِينَ تَعِجُّ أَمْوَاجُهُ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ:" وكذلك (المزامير 89 : 8- 9)  يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ، مَنْ مِثْلُكَ ؟ قَوِيٌّ، رَبٌّ، وَحَقُّكَ مِنْ حَوْلِكَ.  أَنْتَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى كِبْرِيَاءِ الْبَحْرِ. عِنْدَ ارْتِفَاعِ لُجَجِهِ أَنْتَ تُسَكِّنُهَا.)
فهو فقط وليس غيره رب الجنود واله الجنود القادر علي انتهار البحر لانه هو الوحيد وليس غيره المتسلط علي البحر والريح لانه خالقها
2 - معجزة السير علي المياه
(مت 14 : 24 - 33)  واما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج.لان الريح كانت مضادة  وفي الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر  فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال.ومن الخوف صرخوا فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا.انا هو.لا تخافوا فاجابه بطرس وقال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء فقال تعال.فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء لياتي الى يسوع  ولكن لما راى الريح شديدة خاف واذ ابتدا يغرق صرخ قائلا يا رب نجني  ففي الحال مد يسوع يده وامسك به وقال له يا قليل الايمان لماذا شككت ولما دخلا السفينة سكنت الريح  والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله"
وكرر الإنجيلى مرقس نفس المعجزة فى  (مر 6: 47 - 51) )  وكذلك الإنجيلى يوحنا فى (يو 6: 17- 21)
فهو له سلطان علي الطبيعه وقوانين الجازبيه ويقدر ان يسير فوق المياه وليس ذلك فقط بل يعطي القدره لبطرس ان يسير علي المياه
وهو له سلطان ايضا علي الريح والبحر والامواج
وهو ايضا له سلطان علي الابعاد والمسافات لان بمجرد دخوله السفينه صارت السفينه عند المكان الذي يريدنه علي البر

3 - سلطان علي العناصر وتحويل المواد الي مواد اخري ومعجزة تحويل الماء الي خمر
(يو 2: 3- 11)  ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لي ولك يا امراة.لم تات ساعتي بعد.5 قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه  وكانت ستة اجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين او ثلاثة  قال لهم يسوع املاوا الاجران ماء.فملاوها الى فوق ثم قال لهم استقوا الان وقدموا الى رئيس المتكا.فقدموا فلما ذاق رئيس المتكا الماء المتحول خمرا ولم يكن يعلم من اين هي.لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا.دعا رئيس المتكا العريس وقال له.كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا ومتى سكروا فحينئذ الدون.اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الان هذه بداية الايات فعلها يسوع في قانا الجليل واظهر مجده فامن به تلاميذه"
وهو بهذا غير الماء وذراته من اكسوجين وهيدروجين والروابط الهيدروجينيه فيه الي خمر بما فيه من كحل يحتوي علي ذرات كربون ومواد اخري كثيره من مكونات الخمر
فهو اوجد عناصر ومواد من العدم وحول الماء الي مواد اخري

4 - وايضا السلطان علي الماده باكثار الماده ومعجزة اشباع الجموع
(مر 6: 38- 44)  فقال لهم كم رغيفا عندكم.اذهبوا وانظروا.ولما علموا قالوا خمسة وسمكتان  فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة وخمسين خمسين  فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الارغفة واعطى تلاميذه ليقدموا اليهم.وقسم السمكتين للجميع فاكل الجميع وشبعوا .ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة ومن السمك وكان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل"  وكرر الإنجيلى متى  نفس المعجزة فى (مت 14: 17- 21)  وكذلك الإنجيلى لوقا فى (لو 9: 13- 17) وكذلك الإنجيلى يوحنا فى  (يو 6: 9- 15)

وتكررت مره ثانيه في معجزة اطعام اربع الاف شخص عدان النساء والاولاد
(مت 15: 32 - 38)  واما يسوع فدعا تلاميذه وقال اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معيوليس لهم ما ياكلون.ولست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق .فقال له تلاميذه من اين لنا في البرية خبز بهذا المقدار حتى يشبع جمعا هذا عدده .فقال لهم يسوع كم عندكم من الخبز.فقالوا سبعة وقليل من صغار السمك . فامر الجموع ان يتكئوا على الارض .واخذ السبع خبزات والسمك وشكر وكسر واعطى تلاميذه والتلاميذ اعطوا الجمع اكل الجميع وشبعوا.ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة .والاكلون كانوا اربعة الاف رجل ما عدا النساء والاولاد."
 وكرر الإنجيلى مرقس  نفس المعجزة فى  (مر 8: 2- 9)
فهو ببركته جعل الطعام والماده تكثر وتتضاعف اكثر من الف مره

5 - سلطانه علي الكائنات البحرية ومعجزة اكثار السمك
(لو 5: 4 - 8) ولما فرغ من الكلام قال لسمعان ابعد الى العمق والقوا شباككم للصيد. . فاجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم ناخذ شيئا ولكن على كلمتك القي الشبكة .ولما فعلوا ذلك امسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتهم تتخرق  فاشاروا الى شركائهم الذين في السفينة الاخرى ان ياتوا ويساعدوهم.فاتوا وملاوا السفينتين حتى اخذتا في الغرق  فلما راى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلا اخرج من سفينتي يا رب لاني رجل خاطئ.
ومره اخري بعد قيامته
(يو 21: 6 - 11)  ولما كان الصبح، وقف يسوع على الشاطئ. ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع. 5 فقال لهم يسوع:«يا غلمان العل عندكم اداما؟». اجابوه:«لا!» 6فقال لهم: «القوا الشبكة الى جانب السفينة الايمن فتجدوا». فالقوا، ولم يعودوا يقدرون ان يجذبوها من كثرة السمك. 7 فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس:«هو الرب!». فلما سمع سمعان بطرس انه الرب، اتزر بثوبه، لانه كان عريانا، والقى نفسه في البحر. 8 واما التلاميذ الاخرون فجاءوا بالسفينة، لانهم لم يكونوا بعيدين عن الارض الا نحو مئتي ذراع، وهم يجرون شبكة السمك.
فهو له سلطان ان يامر السمك ان يجتمع في داخل الشبكه

6 - سلطانه علي النبات ومعجزة لعن شجرة التين
(مت 21 : 18 - 18 - 20)  وفي الصبح اذ كان راجعا الى المدينة جاع . فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط.فقال لها لا يكون منك ثمر بعد الى الابد.فيبست التينة في الحال فلما راى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال" وكرر الإنجيلى مرقس نفس المعجزة فى (مر 11: 12 - 14)
فهو قادر ان ييبس النبات في الحال بكلمة منه

7 - سلطانه علي معرفة ما يوجد في داخل جوف السمك وايضا معرفة المستقبل وهذا في معجزة الاستار في فم السمكة
(مت 17 : 24 - 27)  ولما جاءوا الى كفر ناحوم تقدم الذين ياخذون الدرهمين الى بطرس وقالوا اما يوفي معلمكم الدرهمين .قال بلى.فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا ماذا تظن يا سمعان.ممن ياخذ ملوك الارض الجباية او الجزية امن بنيهم ام من الاجانب .قال له بطرس من الاجانب.قال له يسوع فاذا البنون احرار . ولكن لئلا نعثرهم اذهب الى البحر والق صنارة والسمكة التي تطلع اولا خذها ومتى فتحت فاها تجد استارا فخذه واعطهم عني وعنك

8 - ومن سلطانه علي الماده هو عبوره من الماده فهو بعد قيامته كان يدخل والابواب مغلقة
(يو 20 : 19 - 29)  19 ولما كانت عشية ذلك اليوم، وهو اول الاسبوع، وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط، وقال لهم:«سلام لكم!» 20 ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ اذ راوا الرب. 21فقال لهم يسوع ايضا:«سلام لكم! كما ارسلني الاب ارسلكم انا». 22 ولما قال هذا نفخ وقال لهم:«اقبلوا الروح القدس. 23 من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن امسكتم خطاياه امسكت». 24 اما توما، احد الاثني عشر، الذي يقال له التوام، فلم يكن معهم حين جاء يسوع. 25 فقال له التلاميذ الاخرون:«قد راينا الرب!». فقال لهم:«ان لم ابصر في يديه اثر المسامير، واضع اصبعي في اثر المسامير، واضع يدي في جنبه، لا اومن». 26 وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والابواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال:«سلام لكم!». 27 ثم قال لتوما:«هات اصبعك الى هنا وابصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا». 28 اجاب توما وقال له:«ربي والهي!». 29 قال له يسوع:«لانك رايتني يا توما امنت! طوبى للذين امنوا ولم يروا».

9 - وما يثبت سلطانه علي الطبيعه ان الطبيعه نفسها لم تتحمل يوم صلبه
(مت 27 : 51 - 54) واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل. والارض تزلزلت والصخور تشققت 52 والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين 53وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين. 54 واما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما راوا الزلزلة وما كان خافوا جدا وقالوا: «حقا كان هذا ابن الله». 
وظلمة
(مت 27 ك 45)  وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. (مر 15: 33)  وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ، كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ.

ثانيا سلطانه علي الموت

1 - اقامة اخرين مثل ابنة يايرس بعد موتها بقليل
(مت 9 : 18 - 26)  18 وفيما هو يكلمهم بهذا اذا رئيس قد جاء فسجد له قائلا ان ابنتي الان ماتت.لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا .19 فقام يسوع وتبعه هو وتلاميذه .23 ولما جاء يسوع الى بيت الرئيس ونظر المزمرين والجمع يضجون 24 قال لهم تنحوا.فان الصبية لم تمت لكنها نائمة.فضحكوا عليه .25 فلما اخرج الجمع دخل وامسك بيدها.فقامت الصبية .26 فخرج ذلك الخبر الى تلك الارض كلها"  وكرر الإنجيلى مرقس هذه المعجزة فى (مر 5: 21 - 24)  (مر 5 : 35 - 42)  وكذلك الإنجيلى لوقا (لو 8: 40 - 42)  (لو 8 : 49 - 56)

2 - معجزة اقامة ابن ارملة نايين بعد ان كان خرج في نعش اي مات منذ عدة ساعات
(لو 7 : 11 - 17)   وفي اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع  كثير .12 فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه وهي ارملة ومعها جمع كثير من المدينة .13 فلما راها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي .14 ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون.فقال ايها الشاب لك اقول قم .15 فجلس الميت وابتدا يتكلم فدفعه الى امه . 16 فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه . 17 وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة

3 - معجزة اقامة اليعازر بعد ان مات باربع ايام وانتن
(يو 11 : 17 - 44 ) فلما اتى يسوع وجد انه قد صار له اربعة ايام في القبر. 18 وكانت بيت عنيا قريبة من اورشليم نحو خمس عشرة غلوة. 19 وكان كثيرون من اليهود قد جاءوا الى مرثا ومريم ليعزوهما عن اخيهما. 20 فلما سمعت مرثا ان يسوع ات لاقته، واما مريم فاستمرت جالسة في البيت. 21 فقالت مرثا ليسوع:«يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت اخي! 22 لكني الان ايضا اعلم ان كل ما تطلب من الله يعطيك الله اياه». 23 قال لها يسوع:«سيقوم اخوك». 24 قالت له مرثا:«انا اعلم انه سيقوم في القيامة، في اليوم الاخير». 25 قال لها يسوع:«انا هو القيامة والحياة. من امن بي ولو مات فسيحيا، 26 وكل من كان حيا وامن بي فلن يموت الى الابد. اتؤمنين بهذا؟» 27 قالت له:«نعم يا سيد. انا قد امنت انك انت المسيح ابن الله، الاتي الى العالم».
28 ولما قالت هذا مضت ودعت مريم اختها سرا، قائلة:«المعلم قد حضر، وهو يدعوك». 29 اما تلك فلما سمعت قامت سريعا وجاءت اليه. 30 ولم يكن يسوع قد جاء الى القرية، بل كان في المكان الذي لاقته فيه مرثا. 31 ثم ان اليهود الذين كانوا معها في البيت يعزونها، لما راوا مريم قامت عاجلا وخرجت، تبعوها قائلين: «انها تذهب الى القبر لتبكي هناك». 32 فمريم لما اتت الى حيث كان يسوع وراته، خرت عند رجليه قائلة له:«يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت اخي!». 33 فلما راها يسوع تبكي، واليهود الذين جاءوا معها يبكون، انزعج بالروح واضطرب، 34 وقال:«اين وضعتموه؟» قالوا له:«يا سيد، تعال وانظر». 35 بكى يسوع. 36 فقال اليهود:«انظروا كيف كان يحبه!». 37 وقال بعض منهم:«الم يقدر هذا الذي فتح عيني الاعمى ان يجعل هذا ايضا لا يموت؟».
38 فانزعج يسوع ايضا في نفسه وجاء الى القبر، وكان مغارة وقد وضع عليه حجر. 39 قال يسوع:«ارفعوا الحجر!». قالت له مرثا، اخت الميت:«ياسيد، قد انتن لان له اربعة ايام». 40 قال لها يسوع:«الم اقل لك: ان امنت ترين مجد الله؟». 41 فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا، ورفع يسوع عينيه الى فوق، وقال:«ايها الاب، اشكرك لانك سمعت لي، 42 وانا علمت انك في كل حين تسمع لي. ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت، ليؤمنوا انك ارسلتني». 43 ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم:«لعازر، هلم خارجا!» 44 فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع:«حلوه ودعوه يذهب».
وهذا يوضح سلطان الرب يسوع المسيح علي الموت
وهو اعلن ذلك بوضوح فهو القيامة والحياة

انجيل يوحنا 5
5: 21 لانه كما ان الاب يقيم الاموات و يحيي كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء
نجيل يوحنا 11: 25
قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،
إنجيل يوحنا 14: 6
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.
إنجيل يوحنا 6: 54

4 - وليس هذا فقط ولكن بالطبع سلطانه علي الموت فهو قام بنفسه من الموت
إنجيل يوحنا 10
17 لِهذَا يُحِبُّنِي الآبُ، لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضًا.
18 لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا. هذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي».

ثالثا سلطانه علي الارواح الشريره والشيطان
1 - الشياطين تخضع له
(مت 8 : 28 - 32)  28 ولما جاء الى العبر الى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جدا حتى لم يكن احد يقدر ان يجتاز من تلك الطريق .29 واذا هما قد صرخا قائلين ما لنا ولك يا يسوع ابن الله.اجئت الى هنا قبل الوقت لتعذبنا .30 وكان بعيدا منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى
.31 فالشياطين طلبوا اليه قائلين ان كنت تخرجنا فاذن لنا ان نذهب الى قطيع الخنازير .32 فقال لهم امضوا.فخرجوا ومضوا الى قطيع الخنازير.واذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف الى البحر ومات في المياه." وكرر الإنجيلى مرقس هذه المعجزة فى (مر 5: 1 - 13) وكذلك الإنجيلى لوقا فى   (لو 6: 26 - 33)

 2- فالشياطين تخضع لسلطانه
معجزة اخراج الشيطان من الاخرس المجنون
(مت 9: 32 - 33)  32 وفيما هما خارجان اذا انسان اخرس مجنون قدموه اليه 33 فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس.فتعجب الجموع قائلين لم يظهر قط مثل هذا في اسرائيل.

3 - اخراج الروح الشرير من الطفل
(مت 17 : 14 - 18 ) 14 ولما جاءوا الى الجمع تقدم اليه رجل جاثيا له 15 وقائلا يا سيد ارحم ابني فانه يصرع ويتالم شديدا.ويقع كثيرا في النار وكثيرا في الماء .16 واحضرته الى تلاميذك فلم يقدروا ان يشفوه .17 فاجاب يسوع وقال ايها الجيل غير المؤمن الملتوي.الى متى اكون معكم.الى متى احتملكم.قدموه الي ههنا 18 فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشفي الغلام من تلك الساعة." كرر الإنجيلى مرقس هذه المعجزة فى (مر 9: 17- 27) 
وكذلك الإنجيلى لوقا فى (لو 9: 38 - 42)

4 - اخراج الروح النجس من رجل فى المجمع
(مر 1 : 23 - 28) وكان في مجمعهم رجل به روح نجس.فصرخ.24 قائلا اه ما لنا ولك يا يسوع الناصري.اتيت لتهلكنا.انا اعرفك من انت قدوس الله .25 فانتهره يسوع قائلا اخرس واخرج منه .26 فصرعه الروح النجس وصاح بصوت عظيم وخرج منه .27 فتحيروا كلهم حتى سال بعضهم بعضا قائلين ما هذا.ما هو هذا التعليم الجديد.لانه بسلطان يامر حتى الارواح النجسة فتطيعه .28 فخرج خبره للوقت في كل الكورة المحيطة بالجليل" وكرر الإنجيلى لوقا هذه المعجزة فى (لو 4: 33 - 37)

5 - معجزة اخراج الشيطان من اخرس واعمي
(مت 12: 22 - 23)  22 حينئذ احضر اليه مجنون اعمى واخرس.فشفاه حتى ان الاعمى الاخرس تكلم وابصر .23 فبهت كل الجموع وقالوا العل هذا هو ابن داود." وكرر الإنجيلى لوقا هذه المعجزة فى (لو 11 : 14)  وكان يخرج شيطانا وكان ذلك اخرس.فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس.فتعجب الجموع. 14

6 - بل اعطي سلطان للتلاميذ ان تخرج الشياطين باسمه
(لو 10 : 17)  فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!».

7 - وهو يعطي لم يؤمن به ان يخرج الشياطين
(مر 16 : 17) وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ.

وهذا هو الفرق بين الرب والبشر في إخراج الشياطين: هو يخرجهم بأمره، وهم لا يخرجون بأمرهم، إنما بسلطانه هو.

رابعا معجزاته الكثيره جدا بسلطانه

1 - معجزات تطهير وشفاء الابرص
(مت 8 : 1 - 4) ولما نزل من الجبل تبعته جموع كثيرة 1 .2 واذا ابرص قد جاء وسجد له قائلا يا سيد ان اردت تقدر ان تطهرني .3 فمد يسوع يده ولمسه قائلا اريد فاطهر.وللوقت طهر برصه .4 فقال له يسوع انظر ان لا تقول لاحد.بل اذهب ار نفسك للكاهن وقدم القربان الذي امر به موسى شهادة لهم " وايضا انجيل مرقس 1: 40-45 وايضا انجيل لوقا 5: 12-16

2 - شفاء خادم قائد المئة
(مت 8 :  - 13 )  5 ولما دخل يسوع كفرناحوم جاء اليه قائد مئة يطلب اليه6 ويقول يا سيد غلامي مطروح في البيت مفلوجا متعذبا جدا .7 فقال له يسوع انا اتي واشفيه .8 فاجاب قائد المئة وقال يا سيد لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي.لكن قل كلمة فقط فيبرا غلامي .9 لاني انا ايضا انسان تحت سلطان.لي جند تحت يدي.اقول لهذا اذهب فيذهب ولاخر ائت فياتي ولعبدي افعل هذا فيفعل .10 فلما سمع يسوع تعجب وقال للذين يتبعون.الحق اقول لكم لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا .11 واقول لكم ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات .12 واما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية.هناك يكون البكاء وصرير الاسنان .13 ثم قال يسوع لقائد المئة اذهب وكما امنت ليكن لك.فبرا غلامه في تلك الساعة " وايضا لوقا 7: 1-17

3 - شفاء حماة بطرس
(مت 8 : 14 - 15) 14 ولما جاء يسوع الى بيت بطرس راى حماته مطروحة ومحمومة .15 فلمس يدها فتركتها الحمى.فقامت وخدمتهم " وايضا مرقس 1: 30-31 وايضا لوقا 4: 38-39
 
4 - شفاء المرضي والمجانين الكثيرين
(مت 8 : 16 - 17 ) .16 ولما صار المساء قدموا اليه مجانين كثيرين.فاخرج الارواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم .17 لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل هو اخذ اسقامنا وحمل امراضنا " وايضا مرقس 1: 32-34 وايضا لوقا 4: 40-41

5 - شفاء المفلوج
(مت 9 : 2 - 8 ) .2 واذا مفلوج يقدمونه اليه مطروحا على فراش.فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج ثق يا بني.مغفورة لك خطاياك .3 واذا قوم من الكتبة قد قالوا في انفسهم هذا يجدف .4 فعلم يسوع افكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم .5 ايما ايسر ان يقال مغفورة لك خطاياك.ام ان يقال قم وامش .6 ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا.حينئذ قال للمفلوج.قم احمل فراشك واذهب الى بيتك .7 فقام ومضى الى بيته .8 فلما راى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي اعطى الناس سلطانا مثل هذا " وايضا مرقس 2: 3-12 وايضا لوقا 5: 18-26

6 - شفاء نازفة الدم
( مت 9 : 20 - 22)  .20 واذا امراة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة قد جاءت من ورائه ومست هدب ثوبه .21 لانها قالت في نفسها ان مسست ثوبه فقط شفيت . 22 فالتفت يسوع وابصرها فقال ثقي يا ابنة.ايمانك قد شفاك فشفيت المراة من تلك الساعة. ) وايضا مرقس 5: 25-34 وايضا لوقا 8: 43-48

7 - شفاء الاعميين
(مت 9 : 27 - 31 ) 27 وفيما يسوع مجتاز من هناك تبعه اعميان يصرخان ويقولان ارحمنا يا ابن داود .28 ولما جاء الى البيت تقدم اليه الاعميان.فقال لهما يسوع اتؤمنان اني اقدر ان افعل هذا.قالا له نعم يا سيد .29 حينئذ لمس اعينهما قائلا بحسب ايمانكما ليكن لكما .30 فانفتحت اعينهما.فانتهرهما يسوع قائلا انظرا لا يعلم احد .31 ولكنهما خرجا واشاعاه في تلك الارض كلها

8 - شفاء انسان يده يابسة
(مت 12 : 9 - 13 ) 9 ثم انصرف من هناك وجاء الى مجمعهم .10 واذا انسان يده يابسة.فسالوه قائلين هل يحل الابراء في السبوت.لكي يشتكوا عليه
.11 فقال لهم اي انسان منكم يكون له خروف واحد فان سقط هذا في السبت في حفرة افما يمسكه ويقيمه .12 فالانسان كم هو افضل من الخروف.اذا يحل فعل الخير في السبوت .13 ثم قال للانسان مد يدك.فمدها.فعادت صحيحة كالاخرى" وايضا مرقس 3: 1-6 يضا لوقا 6: 6-11

9 - شفاء ابنة المراه الكنعانية
(كمت 15 : 21 - 28) 21 ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا .22 واذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا .23 فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا .24 فاجاب وقال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة .25 فاتت وسجدت له قائلة يا سيد اعني .26 فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب .27 فقالت نعم يا سيد.والكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها .28 حينئذ اجاب يسوع وقال لها يا امراة عظيم ايمانك.ليكن لك كما تريدين.فشفيت ابنتها من تلك الساعة " وايضا مرقس 7: 24-30

10-  شفاء الكثيرين من الجليل
(مت 16 : 29 - 31 ) 29 ثم انتقل يسوع من هناك وجاء الى جانب بحر الجليل.وصعد الى الجبل وجلس هناك .30 فجاء اليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل واخرون كثيرون.وطرحوهم عند قدمي يسوع.فشفاهم 31 حتى تعجب الجموع اذ راوا الخرس يتكلمون والشل يصحون والعرج يمشون والعمي يبصرون.ومجدوا اله اسرائيل

11 - شفاء أعميان
(مت 20 : 29 : 34 )  29 وفيما هم خارجون من اريحا تبعه جمع كثير .30 واذا اعميان جالسان على الطريق.فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود .31 فانتهرهما الجمع ليسكتا فكانا يصرخان اكثر قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود .32 فوقف يسوع وناداهما وقال ماذا تريدان ان افعل بكما .33 قالا له يا سيد ان تنفتح اعيننا .34 فتحنن يسوع ولمس اعينهما فللوقت ابصرت اعينهما فتبعاه"  وانجيل مرقس 10: 46-52
وانجيل لوقا 18: 35-43

12 - شفاء اصم واخرس
(مر 7 : 31 - 37 ) 31 ثم خرج ايضا من تخوم صور وصيدا وجاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر .32 وجاءوا اليه باصم اعقد وطلبوا اليه ان يضع يده عليه .33 فاخذه من بين الجمع على ناحية ووضع اصابعه في اذنيه وتفل ولمس لسانه .34 ورفع نظره نحو السماء وان وقال له افثا.اي انفتح .35 وللوقت انفتحت اذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيما .36 فاوصاهم ان لا يقولوا لاحد.ولكن على قدر ما اوصاهم كانوا ينادون اكثر كثيرا .37 وبهتوا الى الغاية قائلين انه عمل كل شيء حسنا.جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون

13 - شفاء اعمي بيت صيدا
(مر 8 : 22 - 26) 22 وجاء الى بيت صيدا.فقدموا اليه اعمى وطلبوا اليه ان يلمسه .23 فاخذ بيد الاعمى واخرجه الى خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه وساله هل ابصر شيئا .24 فتطلع وقال ابصر الناس كاشجار يمشون .25 ثم وضع يديه ايضا على عينيه وجعله يتطلع فعاد صحيحا وابصر كل انسان جليا .26 فارسله الى بيته قائلا لا تدخل القرية ولا تقل لاحد في القرية

14 - شفاء المرأة التي بها روح ضعف
(لو 13 : 10 - 13)  وكان يعلم في احد المجامع في السبت .11 واذا امراة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة وكانت منحنية ولم تقدر ان تنتصب البتة .12 فلما راها يسوع دعاها وقال لها يا امراة انك محلولة من ضعفك .13 ووضع عليها يديه ففي الحال استقامت ومجدت الله.

15 - شفاء المستسق
(لو 14 : 1 - 4)  1 واذ جاء الى بيت احد رؤساء الفريسيين في السبت لياكل خبزا كانوا يراقبونه .2 واذا انسان مستسق كان قدامه .3 فاجاب يسوع وكلم الناموسيين والفريسيين قائلا هل يحل الابراء في السبت .4 فسكتوا.فامسكه وابراه واطلقه.

16 - شفاء عشر رجال برص
(لو 17 : 11 19 ) 11 وفي ذهابه الى اورشليم اجتاز في وسط السامرة والجليل .12 وفيما هو داخل الى قرية استقبله عشرة رجال برص فوقفوا من بعيد .13 ورفعوا صوتا قائلين يا يسوع يا معلم ارحمنا .14 فنظر وقال لهم اذهبوا واروا انفسكم للكهنة.وفيما هم منطلقون طهروا .15 فواحد منهم لما راى انه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم .16 وخر على وجهه عند رجليه شاكرا له.وكان سامريا .17 فاجاب يسوع وقال اليس العشرة قد طهروا.فاين التسعة .18 الم يوجد من يرجع ليعطي مجدا لله غير هذا الغريب الجنس .19 ثم قال له قم وامض.ايمانك خلصك

17 - - شفاء عبد رئيس الكهنة
(لو 22: 49 - 51) 49 فلما راى الذين حوله ما يكون قالوا يا رب انضرب بالسيف .50 وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى  .51 فاجاب يسوع وقال دعوا الى هذا.ولمس اذنه وابراها

18 - شفاء ابن خادم الملك
(يو 4 : 46 - 53) .46 فجاء يسوع ايضا الى قانا الجليل حيث صنع الماء خمرا.وكان خادم للملك ابنه مريض في كفرناحوم.47 هذا اذ سمع ان يسوع قد جاء من اليهودية الى الجليل انطلق اليه وساله ان ينزل ويشفي ابنه لانه كان مشرفا على الموت .48 فقال له يسوع لا تؤمنون ان لم تروا ايات وعجائب .49 قال له خادم الملك يا سيد انزل قبل ان يموت ابني .50 قال له يسوع اذهب.ابنك حي.فامن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع وذهب .51 وفيما هو نازل استقبله عبيده واخبروه قائلين ان ابنك حي .52 فاستخبرهم عن الساعة التي فيها اخذ يتعافى فقالوا له امس في الساعة السابعة تركته الحمى .53 ففهم الاب انه في تلك الساعة التي قال له فيها يسوع ان ابنك حي.فامن هو وبيته كله.

19 - شفاء مفلوج بيت حسدا
(يو 5 : 1 - 9)  1 وبعد هذا كان عيد لليهود فصعد يسوع الى اورشليم .2 وفي اورشليم عند باب الضان بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا لها خمسة اروقة .3 في هذه كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم يتوقعون تحريك الماء .4 لان ملاكا كان ينزل احيانا في البركة ويحرك الماء.فمن نزل اولا بعد تحريك الماء كان يبرا من اي مرض اعتراه .5 وكان هناك انسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة .6 هذا راه يسوع مضطجعا وعلم ان له زمانا كثيرا فقال له اتريد ان تبرا .7 اجابه المريض يا سيد ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء.بل بينما انا ات ينزل قدامي اخر .8 قال له يسوع قم.احمل سريرك وامش .9 فحالا برئ الانسان وحمل سريره ومشى.وكان في ذلك اليوم سبت

20 - شفاء اعمي منذ ولادته
(يو 9 : 1 - 11 ) 1 وفيما هو مجتاز راى انسانا اعمى منذ ولادته .2 فساله تلاميذه قائلين يا معلم من اخطا هذا ام ابواه حتى ولد اعمى .3 اجاب يسوع لا هذا اخطا ولا ابواه لكن لتظهر اعمال الله فيه .4 ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار.ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل .5 ما دمت في العالم فانا نور العالم 6 قال هذا وتفل على الارض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الاعمى .7 وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام.الذي تفسيره مرسل.فمضى واغتسل واتى بصيرا 8 فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا انه كان اعمى قالوا اليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي .9 اخرون قالوا هذا هو.واخرون انه يشبهه.واما هو فقال اني انا هو .10 فقالوا له كيف انفتحت عيناك .11 اجاب ذاك وقال.انسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني وقال لي اذهب الى بركة سلوام واغتسل.فمضيت واغتسلت فابصرت.

وهو لم يكن يشفي مرضي فقط بل اعطي سلطان لتلاميذه ان يصنعوا هذا
(لو 9 : 1 و 2)  وَدَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ، وَأَعْطَاهُمْ قُوَّةً وَسُلْطَانًا عَلَى جَمِيعِ الشَّيَاطِينِ وَشِفَاءِ أَمْرَاضٍ، 2 وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ اللهِ وَيَشْفُوا الْمَرْضَى.
وأعطى السلطان لسبعين رسولا
(لو 10 : 1) وَبَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضًا، وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعًا أَنْ يَأْتِيَ
(لو 10 : 17 ) فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!».

فهو صاحب سلطان وايضع يعطي الرسل والانبياء السلطان وهذا السلطان والقدره والصفات تثبت لاهوت المسيح بطريقه قاطعه وهي قدرات الله وحده وحتي لو حاول البعض التشكيك في هذا الامر بادعاء ان البعض من انبياء العهد القديم شفوا مرضي واقاموا موتي وصنعوا بعض المعجزات فهم صنعوها بسلطان من الرب بعد صلاه ولجاجه طويله ولكن الرب بكلمته صنع هذه المعجزات ولا يوجد نبي واحد اعطي سلطان لتلاميذه ان يخرجوا شياطين ويصنعوا معجزات باسمه ولكن المسيح اعطي سلطان هذا وكما عرضت بعض المعجزات والقوات لم يصنع مثلها بشر ووضح العهد القديم انه شيئ مميز لرب الجنود نفسه ومن يرفض فليرفض ولكنه يرفض الحياه الابديه

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

    اي كمثل سيد له سلطان ان يضع الناموس من ذات نفسه . فان موسى والانبياء كانوا يعلمون قائلين كذا يقول الرب لا تقتل . وهكذا الكتبة كانوا يعلمون ما هو مكتوب في الناموس والانبياء . اما المسيح فكسيد ومشترع كان يعلم تعليمه بنفسه اذ قال انا اقول لكم وبهذا عرف انه اله حقاًً وليس انساناًً ساذجاًً .

 
 

 

 

This site was last updated 01/16/21