| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس مقدمة تفسير مجمل الأناجيل الأربعة |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
مقدمة تفسير مجمل الأناجيل الأربعة فى هذا الفصل جمعنا نسب السيد المسيح من جهة الجسد الذى ورد فى إنجيل متى وإنجيل لوقا - ولاهوته من جهة كلمة الإله من إنجيل يوحنا أولا : إنجيل متى
********** فكرى فهمى قد يتصور البعض أن الأحداث والمعجزات والتعاليم والعظات تأتي في الأناجيل بطريقة عشوائية، فلا ترابط بين حدث وما قبله وما بعده. وهذا خطأ. فالأحداث مترابطة، وكل حدث يشرح ما قبله ويمهد لما يأتي بعده. والإنجيل بل الأناجيل كلها ليست تأريخ لحياة المسيح بقدر ما هي عرض لفكرة معينة يريدها الإنجيلي أن تصل إلينا. فنجد إنجيل متى يبدأ بقوله " كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم .... " وداود هو الملك الأشهر في تاريخ إسرائيل وقيل عن ابنه " هو يبنى بيتًا لإسمى وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد" (2صم 13:7). وقيل عنه أيضًا " أقسم الرب لداود بالحق لا يرجع عنه. من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك.." (مز 11:132، 12). وحيث أن كرسي هذا الابن الموعود به يستمر للأبد فهذا يشير للمسيح ابن داود (رؤ 16:22) وإبراهيم هو الذي بدأت به قصة الخلاص حينما اختاره الله وأمره بالذهاب إلى أرض الميعاد ومنه خرج شعب أتى منه المسيح المخلص فتحقق قول الله لإبراهيم "يتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تك 18:22) وقصة تقديم ابراهيم ابنه ذبيحة هي رمز واضح للفداء. إذاً ما أراد متى أن يقوله بأن المسيح هو إبن داود إبن إبراهيم.. هو أن المسيح أتى ليخلص ويؤسس مملكة هي "ملكوت السموات". وإنجيل القديس متى كله يشرح ما هو الخلاص، وما هي هذه المملكة، وكيف يؤسسها المسيح في أحداث مترابطة. ويقول الملاك ليوسف أن هذا المولود اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا. فيسوع المسيح هو الله ظهر في الجسد. والله حياة والله قدوس فحينما اتحد بجسد بشريتنا صارت لنا حياة أبدية. وصار لنا أن يحل الروح القدس فينا ويملأنا محبة (رو 5:5) فنمتلئ فرحًا (غل 22:5-23) وننتصر على الخطية " عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد" (1تى 16:3) وصار الشيطان تحت أقدامنا (لو 19:10) ولذلك يطلب السيد المسيح منا أن نثبت فيه فيكون لنا كل هذا (يو 4:15). وكل من يثبت في المسيح ينضم لمملكته أي لملكوت السموات الذي أتى المسيح ليؤسسه بأن نهب بيت الشيطان القوى ونهب أمتعته بعد أن ربطه (مت 29:12) وأمتعته كانت نحن ولكن المسيح حررنا منه فصرنا للمسيح. ******* الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي كتابُ ميلادِ يسوعَ المسيحِ ابنِ داودَ ابنِ إِبراهم : لم يقل متّى ، كقول الانبياء ، قال لي الرب . ولم يقل ، كقول الأنبياء الكذبة لليهود التابعين لهم ، قد رأيت رؤيا . فمتّى كان يكتب للمؤمنين فلم يتشبه بالأنبياء ولم يكتب اسمه في الكتاب لانه كان يكتب اخباراً للمقريبن منه . اما بولس ، بداعي كتابته للبعيدين ، كان يعنّون كل رسالة بإسمه . قال متى ( كتاب ميلاد ) لان ابتداء جميع الصالحات هو الميلاد ، وذلك جرياً على ما فعله موسى النبي اذ سمّى كتابه ” كتاب الخليقة ” لانه ضمّنه الأمور التي حدثت في العالم مدة ألفين ومئتين وستة عشر سنة . كما أنه دعا كتاباً آخر ” سفر الخروج ” لانه ضمّنه رواية خروج الشعب من مصر . وهكذا سمّى متّى كتابه كتاب ميلاد لأنه ضمّنه خبر ولادة الله بالجسد وتدبيره وسياسته وحكمته في خلاص العالم . وقد جرت العادة ان يتّّصف الشئ بأشرف أجزائه ، لذلك وصف كتابه باسم ( كتاب ميلاد ) لا كتاب عماد أو صلب أو قيامة ، حالة كون العماد هو بدء الانجيل . لكن الانجيلي فضّل تقديم ذكر الميلاد ، ليعلّم العبرانيين ان هذا هو المسيح الذي وعد الله ابراهيم وداود بظهوره بالجسد من زرعهما وهو واهب الانجيل الشريف . ويقال الميلاد بانواع شتى : اولاً ، الميلاد من المرأة . ثانياً ، الميلاد من المعمودية كقوله : ” إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله ” ( يوحنا 3 : 5 ) . ثالثاً، الميلاد من القبر كقوله : ” من سمع مثل هذا ؟ من رأى مثل هذه ؟ هل تمْخَضُ بلاد في يوم واحد أو تولد أمة دفعة واحدة فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها ” ( 1شعيا 66 : 8 ) . رابعاً ، يطلق الميلاد على قبول الكرازة والإيمان كقول بولس الرسول : ” لأني انا ولدتكم في المسيح يسوع بالانجيل ” ( 1 كورنثوس 4 : 15 ) . وقوله : ” وهو قد شاء أن يلدنا بكلمة الحق ” وكقول سليمان الحكيم : ” لا تفتخر بالغد لانك لا تعرف ماذا يلده يوم ” ( امثال 27 : 1 ) ، وقول النبي : ” ان الاثيم قد تمخض وحبل زوراً وولد افكاً ” . خامساً ، كمثل الشعاع والاشراق الذي يتولد من الشمس والنار . والميلاد الازلي كميلاد الابن من الآب ازلياً ، أما هنا فلا يقصد متى ولادة الابن الازلية من الآب بل الولادة الزمنية التي من البتول . على ان الكتاب ذكر ولادة أبرار كثيرين ولكنه لم يعنّون سفراً واحداً بولادة احدهم ما عدا المسيح فقط ، كي يعلم بهذا انه ليس انساناً عادياً لكنه إله قد تأنّس ، وانه لم يولد من أب وأم كعادة الناس بل وُلد بخلاف الطبيعة ولد من الروح القدس ومن العذراء . وقد ابتدأ متى أيضا من المواليد ليبيّن ان المسيح هو ابن يوسف ابن داود ، وإن ظنّ به اليهود انه من يوسف غير عارفين ببنوته الازلية ، لان داود هو ابو يوسف بدليل جدول تلك النسبة وقد سمّى اليونان سفر الخليقة باسم سفر التكوين لأن التكوين يقال على تسعة أنواع : اولاً ، كون الشيء من لا شيء كتكوين السماء والارض من لا شئ . ثانياً ، من شيء تكوّن كالرقيع والاشجار التي تكوّنت من مادة تقدمت وجودها . ثالثاً ، بمطلق القول كقوله تعالى : ” هو ذا الانسان قد صار كواحد منّا عارفاً الخير والشر ” ( تكوين 3 : 22 ) . رابعاً ، بالانقلاب والتغيير مثل امرأة لوط التي صارت عمود ملح . خامساً ، غير مشير الى شخص ما نحو : ” وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً ” ( تكوين 1 : 13 ) . سادساً ، على سبيل المعونة نحو قوله : ” وكان الرب مع يوسف فكان رجلاً صالحاً ” ( تكوين 39 : 2 ) . سابعاً ، كالكون في زمان كقوله : ” وكنت كإنسان لا يسمع ” . ثامناً ، بالانعام على عبيده كقوله : ” وكان موسى الهاً لفرعون ” . تاسعاً ، بلا تغيير في ذاتيات الكون كما قيل : ” كان هابيل راعي غنم وداود ملكاً ونبياً وهارون كاهناً ولم يتغير احدهم عما كان انساناً بطبعه ” . فبهذا النوع نقول ان الله الكلمة صار انساناً اذ لم يتغير عما هو إله بطبعه. المراجع موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
|
This site was last updated 01/17/21