Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

تفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الخامس (متى 5: 27- 48)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410

فيما يلى تتفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الخامس  (متى 5: 27- 48)

تقسيم فقرات الإصحاح  الخامس من إنجيل متى (متى 5: 27- 48)
ترك الرداء
6. الزنا  (مت 5: 27-30)
7. التطليق (مت 5: 31-32)
8. القسَم (مت 5 : 33-37)
9. مقاومة الشرّ بالخير (مت 5: 38-41)
ماذا يقصد بالخد الأيمن والآخر؟
الميل الثاني
10. محبّة الأعداء (مت 5 : 42-48)
الكمال

تفسير انجيل متى - الاصحاح الخامس

الموعظة على الجبل - الزنى (متى 5: 27-  30)

الزنى

 تفسير  (متى 5: 27) 27 «قد سمعتم انه قيل للقدماء: لا تزن.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(خر 20: 14)     (تث 5: 18)
بعد أن فسر المسيح الوصية السادسة طلا تقتل" يُفسر المسيح هنا الوصية السابعة  بنفس طريقة تفسيرة  للوصية السادسة، لأن أحيانا يؤدى الزنا إلى القتل

ويحسب شهوتي الجسد والعين كسراً للوصية لأن الزنا الفعلى يبدأ من حاسة العين واللمس والفكر ، ويعتبر مجرد النظر طاعةً للأفكار والأهواء النجسة. والدليل الكتابى هو ذنب داود الذي قاده إلى الزنا والقتل (٢صموئيل ١١). فالرب يسمو بتعليمة عن بتعليم الفريسيين لأنه وصل إلى عمق جذور الخطية التى نتج عنها كسر  الوصية أى إلى نقاء النفس والروح  ، لا بالوصية عينها، الفريسيين علَّموا أنه لا يحسب متعدياً على الوصية إلا من زنى فعلاً. وأما هو فيقول إن معنى الوصية هو أن الطهارة الداخلية مثلها مثل العمل الخارجى ، ويجب أن تحفظ أنفسنا بكل اعتناء، وبإنكار الذات، وبضبط أفكارنا وميولنا.

تفسير  (متى 5: 28) 28 واما انا فاقول لكم: ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "نظر إلى إمرأة " العيون هى نوافذ الجسد التى يستقبل بها الجسد الصور وسرعان ما يخزنها ويكون أفكار عنها وأحيانا يسترك الفكر قبل العين فى تحقيق رغبة شهوانية وهنا يكون النظر متعمداً بقصدٍ شرير طاعةً للعواطف الشهوانية، لا النظر بالصدفة  (2 بط 2: 14)  لهم عيون مملوة فسقا، لا تكف عن الخطية، خادعون النفوس غير الثابتة. لهم قلب متدرب في الطمع. اولاد اللعنة. " وورد فى سفر أيوب ( أى 31: 1) عهدا قطعت لعيني فكيف اتطلع في عذراء. ويوجد فى الغعد القديم مثلا واضحا عن شهوة العين التى سقط فيها صاحب المزامير داود النبى والملك (2صم 11: 2) وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فراى من على السطح امراة تستحم.وكانت المراة جميلة المنظر جدا.

2) " فَقَدْ زَنَى" القانون الإلهى هو الإلتصاق بالمراة والجسد الواحد (تك 2: 24)  "لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكونان جسدا واحدا. " الزنا هو الاتصال الجنسي غير الشرعي، ولم تكن الحضارات الوثنية القديمة تؤثمه وبخاصة بالنسبة للرجل، إلا إذا عاشر زوجة رجل آخر أو مخطوبته. وهو محظور تمامًا، فالوصية السابعة من الوصايا العشر تقول: "لا تزن" (خر 20: 14، تث 5: 18)، وبتحديد أكثر: "لا تجعل مع امرأة صاحبك مضجعك لزرع فتتنجس بها" (لا 18: 20).الزنى (الزنا) خطيئة تلوث حياة الإنسان ونفسه وتنجسه وتستحق عقاب الله الصارم حسب إعلاناته. وهي:
(أ) المعنى الموسوي - كل اتصال جنسي غير شرعي. كأن يضاجع رجل امرأة غيره، أو فتاة مخطوبة لرجل آخر، أو فتاة حرة غير مخطوبة، إلخ.. وكان عقاب هذه الخطيئة الرجم والموت (لا 20: 10 وتث 22: 22-29). وهناك تفاصيل عديدة بخصوص هذه الخطيئة وطريقة إظهارها ومعاقبتها في أسفار موسى (عد 5: 11-31).وقد حذر العهد القديم من المرأة الأجنبية (أم 6: 25)  لا تشتهين جمالها بقلبك ولا تاخذك بهدبها. 
(ب) المعنى المسيحي - كل نجاسة في الفكر والكلام والأعمال. وكل ما يشتم منه شيء من ذلك ولعل هذا المعنى مأخوذ من الوصية السابعة بتفسير المسيح في موعظته على الجبل (خر 20: 14 وتث 5: 18 ومت 5: 27 و28).
(ج) المعنى المجازي - الانحراف عن العبادة للإله الحقيقي إلى الآلهة الوثنية. أو كل عدم أمانة بالنسبة للعهد مع الله (ار 3: 8 و9 وحز 23: 37 و43 هو 2: 2-13). وقد وردت هذه اللفظة في الكتاب المقدس كثيرًا للدلالة على خيانة شعلة على خيانة شعب الله ونكثهم للعهود المقدسة وكأن الله يطلب كل قلوبنا المحبة باعتباره زوجًا ينتظر من عروسه كل قلبها.

3) "فِي قَلْبِه " اعتبر السيد المسيح أن قبول الشهوة الجنسية في داخل القلب هو نوع من أنواع الزنا وكسر للوصية.. لأن القلب مركز الحياة ومحور الميول والعواطف. وزناه يدنس هيكل الروح القدس. فمن صرف نظره وأفكاره عن الخطية حفظ نفسه من التجربة والسقوط في حمأة الإثم والموت الأبدي.وقال السيد المسيح: "سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرًا. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلمًا" (مت6: 22، 23)،

 فإن كانت لمحة من عيوننا وأقل تسليم إلى أهوائنا يوقعنا تحت حكم الزنا في عيني الله، فما أشد احتياجنا إلى دم المسيح وبره للتطهير وغفران الخطايا والتبرير. فما أقدس الشريعة الإلهية وأوسع نطاقها. إنها لا تقتصر على عملنا، بل على خفايا قلوبنا. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 أي ان الذي ينظر بعين شريرة وقلب ملؤه الشهوة الى الاجساد اللطيفة والوجوه الحسنة فانه يزني . فان قال قائل ان الشهوة اللحمية تهيج من طبعها عند النظر الى الاجساد اللطيفة دون ارادة فنجيب ان ذلك ليس بخطيئة الا اذا كان مقرونا بالرضى والتلذذ وهو المقصود من كلام المسيح لان النظر بقصد التلذذ يوجب الخطأ وان لم يتم بالفعل . ثم ان الزنى يكون على انواع اما بالشهوة او بالفكر او بالفعل او بالنظر فالناموس جعل للرجال والنساء على السواء مثال ذلك اذا رأينا في يد طفل سكيناً حاداً وضربناه واخذنا السكين منه قبل ان يصيبه ضرر . وهكذا فان الباري تعالى يحرم علينا النظر لئلا يجذبنا ذلك النظر الى الفعل .

تفسير  (متى 5: 29) 29 فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
القدع أو الفلع .. كلمتان تعنيان فى منطقة الشرق الأوسط "الإنقطاع" عن عمل معين أو الذهاب لمكان معين فيقال المثل العامى : " أنا قطعت رجله من هنا"  لا يعنى بالطبع قطع الرجل بل أنه قام بتهديده أو تشاجر معه فمنعه من أن ياتى إلى مكانه ، تكررت هذه الاية فى (مت 18: 8 و 9)  و (مر 9 : 42- 47)  وان اعثرتك رجلك فاقطعها. خير لك ان تدخل الحياة اعرج من ان تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفا 46 حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفا. وان اعثرتك عينك فاقلعها. خير لك ان تدخل ملكوت الله اعور من ان تكون لك عينان وتطرح في جهنم النار " ويعتقد أن يسوع كان يتكلم مع مجموعة من الناس تفتخر بالخطية فأراد أن يذكر لهم أنهم لن يدخلوا الملكوت ما دامت أ‘ينهم وأرجلهم وأيديهم تعثرهم .. أما نحن فإننا تحت الجهاد ضد الخطية نسقط ونقوم ونتوب لأننا ننشد أن نكون مثل مسيحنا وهذه الآية وهى لا تعنى التنفيذ الحرفى لها وإن كانت نفذت حرفيا فى التاريخ القبطى الذى يروى قصة القديس سمعان الخراز  الذى فقأ عينه عندما إشتهى رجلى سيدة
إن روح الوصية فى هذه الآية  هى أن أن نميت أى نبعد كل شئ معثر عن العضو الذى تأتى منه العثرة أى الخطية سواء أكان يدا أو رجلا أو عينا .. ألخ وفى هذا الموضوع قال بولس الرسول  (رو 8: 13)  لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون.  (1 كور 9: 27)   بل اقمع جسدي واستعبده، حتى بعد ما كرزت للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا. " وهذا الأمر تم على الصليب قعلا   (رو 6: 6) عالمين هذا: ان انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية، كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية. " وما دمنا آمنا بالمصلوب فنحن يجب  أن نجاه بضبط أعضاء جسدنا (1كو 9: 27) وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء. اما اولئك فلكي ياخذوا اكليلا يفنى، واما نحن فاكليلا لا يفنى."
1) " عَيْنُكَ ٱلْيُمْنَى" الخطاب لكل فردٍ من الحاضرين. وذكر العين دون غيرها من الأعضاء لأنها آلة التجربة، ولتعلقها مع النظر العشقي المذكور في ع ٢٨. وخصَّ العين اليمنى لأنها الفضلى عند سامعيه.كتاب الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس - القمص تادرس يعقوب ملطي
56- العثرة | فإن كانت عينك اليُمنى تُعثِرك فاقلعها وأَلقِها عنك. لأنهُ خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يُلقَى جسدك كلهُ في جهنم
وذكر "كتاب الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس - القمص تادرس يعقوب ملطي" [إننا نحتاج إلى شجاعة عظيمة لقطع أحد أعضائنا، لذلك فهو يقصد بالعين شيئًا محبوبًا للغاية فلقد اعتاد الراغب في التعبير عن محبته لآخر أن يقول "إنني أحبه كعيني أو حتى أكثر من عيني". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذلك ربما قصد الرب من العين شدة المحبة.
بالرغم من أن لكلا العينين عملًا متساويًا، إلا أن البشر يخشون فقدان العين اليمنى. وعلى هذا يكون معنى العبارة السابقة أنه إذا أعثرك شيء ما تحبه - كعينك اليمنى - في الطريق اقلعه والقه عنك، لأنه خير لك أن يهلك شيء من الأشياء التي تحبها وتتمسك بها كعضو من أعضائك، ولا يلقى جسدك كله في جهنم.]
2) " تُعْثِرُك " تجذبك للخطية.  لأن الخطية تنموا بما تقدها ها من وسائل التكنولوجيا الحديثة من أفلام الإباحية وبقراءات تقودك للفكر والتخيل هذه الأشياء تبعد الإنسان عن حياة القداسة
3) " فَٱقْلَعْهَا"الإسلام فى شريعته يأمر يقطع يد السارق عن خلاف ويفقع عينه بمسامير محماة بالنار ومع ذلك هذا الدين يأمر فى نفس الوقت  بالسرقة ولكن من الكفار فماذا سيصبح هذا الإنسان بعد قطع يده رجله سيصبح بالطبع متسول وعالة على المجتمع ..  إذا كان يسوع يفتح عينى الأعمى ويشفى المقعدين وغيرهم .. هل أمر فعلا يسوع بقطع الأيدى والأرجل وفقع الأعين؟ وما المقصود بالقطع والقلفع هنا؟  وبالرجوع إلى الآيات السابقة التى أوصى يسوع بالذهاب إلى عمق الوصايا واإستئصال جذورها ، والسادسة "لا تقتل"  بمعالجة الغضب والمصالحة حتى ولو كان الشخص يقدم قربانه يتركه ويصالح أخيه إذا تذكر أى يكون نساها  الوصية السابعة "لا تزنى" بمعالجة النظرة الشهوانية بل أنه إمتد فى عمق الوصية  المرأة الزانية التي أُمسِكَت في ذات الفعل (الزنا) في (إنجيل يوحنا 8: 1-11)، حيث ذهب السيد المسيح إلى الهيكل صباحًا ليعلِّم، "فقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا"، وقالوا له أن موسى أمر برجم الزواني (تث 17: 5، 6)، فماذا يقول هو. "قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ". ونلاحظ أمرًا غريبًا، أننا لم نسمع عن الرجل الزاني مع المرأة، أين هو؟ ولماذا لم يمسكوا به كذلك؟ وهل سُمِحَ له بالهروب لكونه فريسيًّا أو لغرض ما في أنفسهم؟ ويا لهُ من موقف صعب حتى على تلك المرأة الخاطئة، حينما "أَقَامُوهَا فِي الْوَسْطِ"، لكي تقع عليها كل عين، تحكم عليها بنظرات قاسية وسخرية لاذعة لمزيد من الإذلال والإهانة..أما السيد المسيح فقد تجاهلهم وبدأ يكتب على الأرض بإصبعه، وعندما ألحّوا عليه قال لهم: "مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!" (يو 8: 7)، فبكتتهم ضمائرهم وابتدأوا ينسحبون الواحد وراء الآخر، وتبقى الإنسان الوحيد الذي بلا خطيةولنتذكر (رومية 3: 12) الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد." ف لايوجد إنسان لم يخطئ فإذا طبقت هذه الآية حرفيا فلن إنسانا سليما ولكن  إن معنى فقطع اليد أو الرجل قلع العين يعنى أن قطع الصلة والتواصل بين هذه الأعضاء عن الأشياء التى تأتى منها العثرات  (1 بط 2: 11) ايها الاحباء، اطلب اليكم كغرباء ونزلاء، ان تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس،"
ليس حرفياً، لكن بإنكار الذات، لأنه يمكن أن يقلع الإنسان عينه حرفياً وتبقى الشهوة داخله. فيجب أن نقاوم أول الشهوة الرديئة، ولو كلفنا ذلك خسران الأكثر نفعاً ولذة لنا، وأن نحرم ذواتنا مما هو عزيز عندنا وضروري لنا، حينما يحوجنا إلى ذلك خير نفوسنا. «وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ» (كولوسي ٣: ١٥).
4) "فخيرٌ " للإنسان أن يخسر أفضل أعضائه من أن يخسر عفته الأخلاقية. ويعتبر الناس أن الإنسان الذى ليس عنده خبرات فى الخطية ناقصا غير مجربا وغير مثقف  فهذه الآية تقطع أسباب ارتكاب الخطية. وذلك يستلزم إبطال عادات غريزية، إن كانت عثرةً لنا. وهي تحرم علينا تناول المسكرات، والتردد على المراقص ودور اللهو، وقراءة القصص والقصائد العشقية، والنظر إلى الصور التي تهيج الشهوات الردية، والاستماع إلى المحادثات الدنسة والأغاني الغرامية. والخلاصة، أن لا أمان للإنسان إلا بمقاومة التجربة أول ظهورها.
5) "وَأَلْقِهَا عَنْك" كأنها مكروهة لأنها تتجه للخطية. وكما أن الجرّاح لا يمتنع عن بتر أحد أعضاء الجسد ليحفظ الحياة، هكذا نحن يجب أن لا نعبأ بخسارة عالمية مهما كانت عظيمة، لكي نخلص حياتنا الأبدية، لأن كل الخسائر العالمية لا تعادل خسارة رضى الله وخسارة النفس.
6) "لأَنَّهُ خَيْرٌ لَك" إنكار النفس هو عين المحبة الحقيقية لها، لأنه ينتج خيراً روحياً وجسدياً، زمنياً وأبدياً. فخسارة عضو من أعضائنا برضانا إلى وقت ما، خيرٌ من خسارة الجسد كله بالرغم منا إلى الأبد.
************
 

تفسير (متى 5: 30)  30 وان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ما قاله المسيح عن العين اليمنى قاله عن اليد اليمنى، وقاله عن الأرجل (مت 18: 8 و 9)  فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها والقها عنك. خير لك ان تدخل الحياة اعرج او اقطع من ان تلقى في النار الابدية ولك يدان او رجلان. 9 وان اعثرتك عينك فاقلعها والقها عنك. خير لك ان تدخل الحياة اعور من ان تلقى في جهنم النار ولك عينان.   فنقطعها إن كنا لا نقدر أن نبقيها بدون أن نخطئ بواسطتها أمام الله. وفي هذا أيضاً ليس المقصود قطعاً حرفياً، بل معناه أن لا نتأخر عن ترك كل شيء يجذبنا إلى الخطية، مهما كان عزيزاً وضرورياً لنا. فاليد التي يجب قطعها هي يد الظلم والانتقام التي تفعل الشر. ويُكنى بها عن عادات ولذات شريرة بذاتها، ولكن تتهيج بها الشهوات التي تؤدي إلى السقوط والتهور في الخطية. فأفضل طريقة لطاعة روح الأمر تشغيل العين واليد بفعل الخير لتكونا آلتين للبر فقط.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اراد بالعين اليمنى ما كان عزيزاً لدينا كالعين والابن . وباليد البنت والاخ . وبالرجل المرأة والمحب . وعليه اذا كانت احدى هذه الاعضاء علة سقوطنا في الخطيئة فانه يأمرنا ان نقطعها ونلقيها عنا وان كان في قطعها صعوبة كبرى . اما اذا كان ممكناً  شفاؤها من غير ان تقطع فلا يجب قطعها . ثم انه اشار بالعين اليمنى عن ذلك الذي يحثنا على الخطأ وباليد والرجل عمن يحاول اسقاطنا في الخطيئة وبقطع الاعضاء اشارة الى وجوب ابتعادنا عن الاصدقاء الاشرار ثم اشار بالعين اليمنى عن الفجور وباليد عن القتل . وبالرجل عن السرقة .

 

تفسير انجيل متى - الاصحاح الخامس

الموعظة على الجبل - الطلاق (متى 5: 31-  32)

الطلاق

تفسير (متى 5: 31) 31 «وقيل: من طلق امراته فليعطها كتاب طلاق

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

أمرت الشريعة الموسوية "اليهود" بإعطاء كتاب الطلاق للمراة عندما يسرحها (يطردها) الرجل من بيته فى (تث 24: 1)   اذا اخذ رجل امراة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته " إلا أن البعض كان "يسرح" المرأة أى يطردها من بيته ولا يعطيها كتاب الطلاق كما خالف الكتبة والفريسيون روح الوصية السابعة أيضاً بشرائعهم من جهة الطلاق، إذ فسروا الآية التى وردت في سفر تثنية السابق ذكرها بإعطاء الرجل الحق فى تطليق امرأته لأقل سبب معتمدين على النص "لم تجد نعمة فى عينية لانه وجد فيها عيب شيء" فأخذوا الجزء الأول "لم تجد نعمة فى عينية" وتركوا الباقى من النص وهو " لانه وجد فيها عيب شيء" والعيب قد يكون زنا أو أنها تعرت أمام رجل آخر ولم يجد شهودا لإثبات زناها هذا هو سبب وشرط أن يعطيها كتاب طلاق. ولكن تجاوز المفسرين من الفريسيين وغيرهم وأفتوا بإعطاء كتاب الطلاق لجزء من السبب وهو " لم تجد نعمة فى عينيه" لقد شاع الطلاق عند اليهود لأسباب تافهة . وقد كانت هناك مدرستان عند اليهود، مدرسة شمعى وهي تسمح بالطلاق في حالة فقدان العفة، أماَ مدرسة هليل فتوسعت في أسباب الطلاق حتى أنها سمحت بالطلاق إن أفسدت الطعام أو خرجت عارية الرأس أو عمومًا إن انجذب الرجل لامرأة أخرى.

وهنا المسيح لا يقارن هنا تعليمه بتعليم موسى، بل بشرح للفريسيين ذلك التعليم. وتظهر عظمة الشرور الناتجة من شرحهم الفاسد مما قيل في (ملا 2: 14- 16)  قلتم لماذا.من اجل ان الرب هو الشاهد بينك وبين امراة شبابك التي انت غدرت بها وهي قرينتك وامراة عهدك. افلم يفعل واحد وله بقية الروح.ولماذا الواحد.طالبا زرع الله.فاحذروا لروحكم ولا يغدر احد بامراة شبابه.لانه يكره الطلاق قال الرب اله اسرائيل وان يغطي احد الظلم بثوبه قال رب الجنود.فاحذروا لروحكم لئلا تغدروا  " 

1) " كتاب الطلاق "  كتاب طلاق= هو شهادة بإنفصال الزوج عن زوجته والتوقف عن معاشرتها أى بمثابة إخلاء طرف : أ) حتى لا ترجم؛ ب) به يمكنها أن تتزوج رجلًا أخر. ولذلك يكون كتاب الطلاق هذا وسيلة لتهدئة مشاعر الزوج ورجوعه عن الطلاق، إذ يشعر الرجل حين يكتب هذا الكتاب إن امرأته ستصير لآخر فيرجع عن نيته بطلاقها.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

قد أمر الله اليهود ان يطلقوا نساءهم ليمنعهم عن القتل . فقد قال الناموس من ابغض امرأته لسبب من الاسباب فليطلقها ويأخذ غيرها دون ان يقتلها . لانهم اذا كانوا لا يشفقون على بنيهم وبناتهم فيضحونهم للشياطين . فكيف يشفقون على نسائهم المبغوضات . فلأنهم كانوا يقتلونهن ليأخذوا غيرهن . فلذلك قال المسيح . ان موسى لاجل قساوة قلوبكم اذن لكم ان تطلقوا نساءكم اما قوله ( فليدفع لها كتاب الطلاق ) يفيد الابتعاد باليونانية اي انها تبتعد من الرجل وتلازم الوحدة والانفراد وقد اذن لهم موسى ان يعطوا كتاب الطلاق . لئلا تعود اليه فيحفظ بذلك نظام الزواج . اذ لو لم يعط كتاب الطلاق . لكان اخرج واحدة وادخل غيرها فتكثر النجاسة وربما كانوا بهذه الطريقة يتزوجون نساء بعضهم فيعم الفجور فلاجل هذا الزمهم بدفع كتاب الطلاق .

تفسير (متى 5: 32)  32 واما انا فاقول لكم: ان من طلق امراته الا لعلة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فانه يزني.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(لو 16: 18) كل من يطلق امراته ويتزوج باخرى يزني وكل من يتزوج بمطلقة من رجل يزني.
ينهى المسيح عن الطلاق مطلقاً إلا عندما ينحل رباط الزواج بزنى أحد الزوجين أو الموت . يَجْعَلُهَا تَزْنِي أي بواسطة هذا الطلاق غير الجائز يجعلها تحت تجربة الزواج ثانية بآخر. وهي لا تزال مرتبطة بالأول بحسب شريعة الله. وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِ لأنه يأخذ امرأة غيره.

فيما يلى ملخص بحث بموقع الدكتور غالى المعروف بـ هولى بايبل Holy_bible_1 بعنوان " هل شريعة المسيح بعدم الطلاق نسخت شريعة الطلاق في التثنية ؟ تثنية 24: 1 متي 5 متي 19"
معني كلمة طلاق فى الكتاب المقدس هو "قطع لحم" ويقال فى الكنيسة القبطية "حرم فلان" بمعنى "قطع فلان"  وكلمه قطع استخدمت فعلا 175 مره بمعني قطع to be cut off  وعدة مرات بمعني تحطيم
خلق الله أولاً رجلاً وامرأة، ورسم أن يدوم اقترانهما حتى موت أحدهما (تك 2: 24) 8 (مر 10 : 8) وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. " فمن طلق زوجته هو كمن مسك بسكين وقطع جزء من جسده جزء حي ولكن ان زنت فهي اصبحت ميته فهو بتطليقها يقطع جزء ميت بالفعل من جسده لكي لا يموت الجسد كله وهي في حكم الميته فلا تصير لرجل اخر ولكن من الممكن ان تعود الي زوجها لو تابت توبه حقيقيه وهو قبل رجوعها ولكن ان صارت لرجل اخر فهي تنجسه بزياده فلا تعود الي زوجها الاول حتي لو تابت ولذلك اوضح مكرهة الرب الطلاق والرب يعتبرها خيانه وغدر وهي من صفات الشيطان ولهذا لا يستجيب لطلبات الشعب لانه غضب عليهم لهذا السبب كما ورد في (ملا 2: 14- 16)  قلتم لماذا.من اجل ان الرب هو الشاهد بينك وبين امراة شبابك التي انت غدرت بها وهي قرينتك وامراة عهدك. افلم يفعل واحد وله بقية الروح.ولماذا الواحد.طالبا زرع الله.فاحذروا لروحكم ولا يغدر احد بامراة شبابه.لانه يكره الطلاق قال الرب اله اسرائيل وان يغطي احد الظلم بثوبه قال رب الجنود.فاحذروا لروحكم لئلا تغدروا  "
 
ومفهوم الانجيل بعهديه القديم والجديد انه لا طلاق الا لعلة الزني واوضح الاية الداله علي ذلك بعهديه
(تث 24: 1- 4)  اذا اخذ رجل امراة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته  ومتى خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل اخر فان ابغضها الرجل الاخير وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته او اذا مات الرجل الاخير الذي اتخذها له زوجة لا يقدر زوجها الاول الذي طلقها ان يعود ياخذها لتصير له زوجة بعد ان تنجست.لان ذلك رجس لدى الرب.فلا تجلب خطية على الارض التي يعطيك الرب الهك نصيبا "
وهنا كلمة عيب شيئ تعني انه وجد فيها امر جنسي غير لائق اي انها نجسه ( وليست دنسه لانها لم تزني مع رجل ) وساثبت ذلك في معاني الكلمات ، فاذا وجد ذلك ولكن لا يوجد شهود انها زنت فهي تفعل امور جنسيه غير لائقه ولكن لايوجد دليل علي الزنا فعليا فيكتب لها كتاب طلاق ويطلقها وهذا اعلان لكي لا يتزوجها اخر
2 وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُل آخَرَ،
وهي تنجست جدا بزواجها مره ثانيه وباستمرارها علي تصرفاتها الجنسيه الغير لائقه فلا يرجع ياخذها زوجها اليهودي مره اخري
ونلاحظ ان معني لم تجد نعمه ويقف معظم المشككين عند هذه النقطه ويقتطعوا بقية العدد ولكن البقيه هامة جدا وهو وجود عيب ما ولكن الترجمه في هذه الكلمه غير دقيقه وساعود اليها تفصيلا بعد قليل ولكن لو تزوجت مره ثانيه من رجل اخر يعتبر نجاسه ورجاسه لدي الرب وهو اجلاب خطيه علي الارض اي انها امر صعب جدا اذا المطلق او المطلقه لا تتزوج ثانيه لكي لا تدنس الارض والطلاق فقط يكون للاتي
معني عيب شئ
الترجمه اليسوعيه
1 إذا اتخذ رجل امرأة وتزوجها، ثم لم تنل حظوة في عينيه، لأمر غير لائق وجده فيها، فليكتب لها كتاب طلاق ويسلمها إياه ولصرفها من بيته.
وترجمة الكاثوليكية
تث-24-1 إِذا اتَخَذَ رَجُلٌ اَمرَأَةً وتَزَوَّجَها، ثُمَّ لم تَنَلْ حُظْوَةً في عَينَيه، لأَمرٍ غَيرِ لائِق وجَدَه فيها، فلْيَكتبْ لَها كِتابَ طَلاقٍ وُيسَلِّمْها إِيّاه ولَصرِفْها مِن بَيته.
والترجمة الانجليزي
وترجموها الي نجسه او امر جنسي فاحش
الفلجاتا
والترجمه العبرية تقول
غير مهذّب Unseemly عيروت اي عري وفحشاء sexually immorality
ومعني عيروت في المعجم العبري انجليزي شئ جنسي غير لائق as udultry
وقاموس سترونج
اي عهاره او عري او عار جنسي او نجاسه
قاموس برون
تعري بمعني تعريض شئ مخزي وتصرف لا اخلاقي
واستخدمت في الانجيل 51 مره وترجمة بكلمة عوره بمعني التعري لغير الزوج وبمعني العوره ورؤية العوره
فيتضح ان الطلاق في العهد القديم هو ايضا لعلة الزني ولذلك ما تكلم به السيد المسيح توضيحا لهذا الامر ولم ينسخ الشريعة
وما استشهد به المشكك في العهد الجديد الذي يقدم نفس الفكر
واولا لم يقل موسي ذلك في العهد القديم
ثانيا ترجمتها انجليزي
والطلاق هنا بمعني يضعها جانبا بمعني ان اليهود الذين يتزوج ثم يضعها جانبا ويعطها كتاب طلاق ويتخذ اخري وموسي لم يقل ذلك
ولماذا قال السيد المسيح قيل اما انا فاقول ؟ لان اليهود تجاهلوا باقي الاية التي تتكلم عن زني الزوجه وفعلها للشر فاقتطعوا نصف الايه وطبقوها ان من يريد ان يطلق يعطي كتاب طلاق بل ضافوا عليها لاي سبب
(مت 19: 2-10) وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له: «هل يحل للرجل ان يطلق امراته لكل سبب؟» فاجاب: «اما قراتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى؟» وقال: «من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكون الاثنان جسدا واحدا. اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان». فسالوه: «فلماذا اوصى موسى ان يعطى كتاب طلاق فتطلق؟» قال لهم: «ان موسى من اجل قساوة قلوبكم اذن لكم ان تطلقوا نساءكم. ولكن من البدء لم يكن هكذا. واقول لكم: ان من طلق امراته الا بسبب الزنا وتزوج باخرى يزني والذي يتزوج بمطلقة يزني»

ويلاحظ هنا انهم قالوا لكل سبب وسفر التثنية وضح انه اذا فعلت امر جنسي غير لائق واكتشفه زوجها والتي تطلق لفعل شرير مثل هذا تعطي كتاب طلاق لكي لا تتزوج مره اخري ولو تزوجت فهي تدنست اكثر ولا تعود لرجلها الاول ولكن ان لم تتزوج مره ثانيه وتابت فهي تستطيع ان تعود الي زوجها بعد الطلاق لو تاكد زوجها من توبتها
فموسي يتكلم عن من اكتشف ان زوجته خائنه واصبحت بالنسبه له مثل الجزء الميت في جسده فيقطعها اما اليهود الذين استغلوا الوصيه خطأ وقالوا كلام لم يقوله موسي فالمسيح وبخهم علي ذلك وحصص المفهوم
(مر 10: 2- 12) فتقدم الفريسيون وسالوه: «هل يحل للرجل ان يطلق امراته؟» ليجربوه. فاجاب: «بماذا اوصاكم موسى؟» فقالوا: «موسى اذن ان يكتب كتاب طلاق فتطلق».  فاجاب يسوع: «من اجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية ولكن من بدء الخليقة ذكرا وانثى خلقهما الله.  من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكون الاثنان جسدا واحدا. اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد.  فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان».  ثم في البيت ساله تلاميذه ايضا عن ذلك فقال لهم: «من طلق امراته وتزوج باخرى يزني عليها.  وان طلقت امراة زوجها وتزوجت باخر تزني».
ولهذااختلف المفسِّرون اليهود قبل مجئ السيد المسيح في تفسيرهم للعبارة: "لأنَّه وجد فيها عيب شيء"
 ففي رأي مدرسة هلليل Hillel
أن الرجل يمكنه أن يطلِّق زوجته لأي سبب يرى أنَّه غير لائق . ففي أيَّام السيِّد المسيح جاءه الفرِّيسيُّون يتساءلون: "هل يحل للرجل أن يطلِّق امرأته لكل سبب" (مت 19: 3).

 أمَّا مدرسة شمعي Shammai
فعلى النقيض رأت أنَّه ليس من حق الرجل أن يطلِّق زوجته إلاَّ لعيب قوي فيها مثل ارتكاب خطيَّة الزنا . وإن كان لا يمكن تفسير العيب هنا بارتكاب الزنا، لأن هذه الخطيَّة عقوبتها الرجم لا الطلاق.
وهذا ما قاله ابونا انطونيوس فكري في تفسيره.
والواضح ان الاية لم تقل لائ سبب بل لامر جنسي غير لائق ولكن الفريسيون القاده العميان يفسرون العهد القديم حسب هواهم فلهذا هم لم يدخلوا ولم يدعوا الداخلون يدخلون
D ويتضح منها ان مدرسة شمعي المتشدده تمسكت بالايه الواضحه من سفر تثنية اي الطلاق لعلة الزني اما مدرسة هيليل فتركت الاية وتساهلت جدا في هذا الامر لقسوة قلب اليهود.
والان قد يظهر سؤال اخر وهو اذا كان الطلاق هو فقط لعلة الزني لماذا المطلقة تعطي كتاب طلاق بدل من ان ترجم لان الزانية ترجم ؟
ليس كل امر جنسي غير لائق يرجم بسببه الزاني كما ورد بالعهد القديم
فشرح في ملف الطلاق والزنا في العهد القديم والجديد انواع الزنا وحكم كل منها والرجم في حالة الشهود او دليل مثل عدم العزريه وغيرها اما في حالة عرف الرجل وتاكد ان زوجته تفعل امور جنسيه غير لا ئقه لكن لا يوجد شهود انها تزني لا ترجم
وهنا يتضح من الايات انها ترجم لو استطاع ان يثبت الزني ولكن كما وضحت في اجابة السؤال الاول ان لم يستطع ان يثبت ولم يكن يوجد شهودواوضح ان شريعة عقاب الزاني والزانية ليس واحد بل يوجد عشرين نوع مختلف من الزني وتتعدد انواع العقاب
والشهود هم الذين يبدأوا بالرجم
(تث 17: 7) ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك"
اما لو كان يشير المشكك الي الطلاق والزواج كما يحلوا لهم هذا لم يكن في العهد القديم
(تكوين 2: 24) لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.

(أمثال 5: 18)  لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكًا، وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ،
ملخص
السيد المسيح لم ينسخ كلامه في العهد القديم بل وضح خطا تطبيق اليهود لناموسه الذي قاله علي فم موسي وبخاصه ان معني الطلاق الذي يقصده في العهد القديم هو قطع لحم
الطلاق فقط لعلة الزني ومن يطلق زوجته ليس بدون زني فكانه يقطع جزء من جسده والمطلق الذي ارتكب الزني لا يتزوج مره اخري لانه اصبح مثل الجسد الميت فلا يصلح ان يرتبط بجسد حي والا اصبح الاخر ميت مثله ولكن من الممكن ان يعود لطرفه الاول بعد توبه حقيقيه وندم كثير ويكون في مثل هذه الحاله كالابن الضال الذي كان ميتا فعاش .
الا لو كان الزواج مبني علي خيانه فكانه لم يكن .
ولمن يتحجج بانه ما هو ذنبه ان كان اخطأ الاختيار في زواجه وحياته لا تطاق فاقول له الانسان ليس له ان يختار ابيه وامه ورغم هذا مهما كان ابيه او امه انسان او انسانه شريره جدا او قساة القلب لا يستطيع الانسان ان يتخلص من ابوه او امه ولا يقدر ان يطلقهما بل يظل ابن لهما
وايضا الانسان لا يختار ابنه او ابنته فلو انجب ابن مريض علي سبيل المسال لا يستطيع ان يطلق ابنه او ابنته بحجة المرض
فان كان هؤلاء الذين ليس للانسان المقدره علي اختيارهم لا يستطيع ان يطلقهم فكيف له الحق ان يطلق امراته التي اختارها ويعرف ان علاقته بها مقدسه اقوي من علاقته بابيه وامه واقوي من علاقته بابنه او ابنته وهو معها اصبح جسد واحد والرب يستخدمهما في انجاب خليقه جديده مباركه في اسم الرب .
واختم بان كلام الرب لم يتغير من العهد القديم والعهد الجديد بان الله يريد للانسان زوجه مؤمنة واحده ومحبتها كمحبة النفس ويصيران جسدا واحدا ولا طلاق الا لعلة الزني.
(تث 24: 1)   اذا اخذ رجل امراة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته

(إر 3: 1) قائلا اذا طلق رجل امراته فانطلقت من عنده وصارت لرجل اخر فهل يرجع اليها بعد.الا تتنجس تلك الارض نجاسة.

(مت 19: 3) وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له: «هل يحل للرجل ان يطلق امراته لكل سبب؟» 

(مر 10: 2)   فتقدم الفريسيون وسالوه: «هل يحل للرجل ان يطلق امراته؟» ليجربوه. 3 فاجاب: «بماذا اوصاكم موسى؟» 4 فقالوا: «موسى اذن ان يكتب كتاب طلاق فتطلق».

. ولكن موسى وجد بني إسرائيل صاروا قساة القلوب، وتعوَّدوا الطلاق كثيراً، فاستحسن كحاكم سياسي أن لا يمنع الطلاق مطلقاً بل أن يضع له حدوداً. وأما المسيح فأرجع الشريعة إلى أصلها. وهي لا تزال إلى يومنا هذا شريعة الله الوحيدة التي تصون راحة العائلة والأخلاق العامة والاعتبار الواجب للمرأة والتربية الحسنة للأولاد.
كِتَابَ طَلاَق أمر موسى بذلك كحاكم سياسي ليمنع الطلاق على الفور، وأذن به دفعاً للشر الأعظم (مرقس ١٠: ٥). ولم يكن إعطاء كتاب الطلاق للمرأة اتهاماً لها بعدم الاستقامة، بل ليكون لها شهادة بعفتها، لأن الشريعة أمرت أن الزانية تعاقب بالموت (عد ٥: ٣١)

****

ما هو تفسير "مَن طلَّقَ امرأَتَه، إِلاَّ في حالةِ الفَحْشاء "(متى 5: 32)
تعني الجملة الاستثنائية " إِلاَّ في حالةِ الفَحْشاء " الزنى على جميع انواعه (الزنا، واللواط، السحاق، الجماع مع الحيوانات ... او الجماع الجنسي مع الأقارب (احبار 18:1) او الجماع الجنسي مع رجل مطلق أو امرأة (متى 10/11). أمَّا تفسير الكلمة اليونانية "الفَحْشاء (πορνεία) فهناك اربعة معانٍ رئيسية:
1) "امر غير لائق" أي عيب كما ورد في سفر تثنية الاشتراع " إِذا اتَخَذَ رَجُلٌ اَمرَأَةً وتَزَوَّجَها، ثُمَّ لم تَنَلْ حُظْوَةً في عَينَيه، لأَمرٍ غَيرِ لائِق وجَدَه فيها، فلْيَكتبْ لَها كِتابَ طَلاقٍ وُيسَلِّمْها إِيّاه ولَصرِفْها مِن بَيته. " (تثنية الاشتراع 24: 1) في هذه الحالة يحلل نص التثنية صرف امرأة لأسباب شتّى.
2) الزنى أي خيانة المرأة لزوجها. وبالتالي فهو الفعل الذي ينتهك حرمة تابعية امرأة لرجلها أو خطيبها " وأَيُّ رَجُلٍ زَنى بِآمرَأَةِ رَجُل (الَّذي يَزْني بِآمرَأَةِ قَريبِه)، فلْيُقتَلِ الزَّاني والزَّانِيَة"(أحبار 20: 10). في هذه الحالة يجيز النص نفسه تسريح المرأة الزانية. وترى الكنيسة الارثوذكسية في هذه الآية تسهيلا قدَّمه يسوع للسماح بزواج لمن وقع ضحية الزنى. فالزنى يجعل الزانية جسد واحد مع الرجل الآخر، وبهذا الامر هي قطعت علاقة الجسد الواحد مع زوجها. فالطلاق يقيد تمامًا إلاّ لعلة الزنى. ولا تقبل الكنيسة الكاثوليكية في قوانينها مثل هذا التأويل انما تطلب التعامل بالرحمة مع الطرف الضعيف كما فعل يسوع مع المرأة الزانية (يوحنا 8: 1-11).
3) الزواج المحرَّم: بحسب تشريع من الاهل والاقارب كما ورد في الكتاب المقدس " لا يَقتَرِبْ أَيُّ رَجُلٍ مِن ذاتِ قَرابَتِه لِكَشْفِ عَورَتِها: أَنا الرَّبّ. عَورَةَ أَبيكَ وعَورَةَ أُمِّكَ لا تَكشِفْ. إِنَّها أُمُّكَ، فلا تَكْشِفْ عَورَتَها. 8 وعَورَةَ زَوجَةِ أَبيكَ لا تَكشِفْ، فإِنَّها عَورَةُ أَبيك. وعَورَةَ أُختِكَ، اِبنَةَ أَبيكَ كانَت أَوِ آبنَةَ أُمَِّكَ، مَولودةً في البَيتِ كانت أَو في خارِجِه، لا تَكشِفْ. وعَورَةَ بنْتِ آبنِكَ أَو بِنْتِ آبنَتِكَ لا تَكْشِفْ، فإِنًّها عَورَتُك. وعَورةَ بِنْتِ زَوجَةِ أَبيكَ المَولودةِ مِن أَبيكَ لا تَكشِفْ، إِنَّها أُختُكَ، فلا تَكشِفْ عَورَتَها. وعَورَةَ أُختِ أَبيكَ لا تَكشِفْ، فإِنَّها ذاتُ قَرابةٍ لأَبيكَ. وعَورَةَ أُختِ أُمِّكَ لا تَكشِفْ، فإِنَّها ذاتُ قَرابةٍ لأُمِّكَ. وعَورَةَ عَمِّكَ لا تَكشِفْ وإِلى آمرَأَتِه لا تَقتَرِبْ، فإِنَّها عَمَّتُكَ. وعَورَةَ كَنَّتِكَ لا تَكشِفْ، إِنَّها زوجَةُ آبنِكَ فلا تَكشِفْ عَورَتها. وعَورَةَ زوجَةِ أَخيكَ لا تَكشِفْ، فإِنَّها عَورَةُ أَخيكَ. وعَورَةَ امرَأَةِ أَبيكَ وآبنَتِها لا تَكشِفْ، ولا تَتَّخِذِ اَبنَةَ آبنِها ولا آبنَةَ آبنَتِها لِتَكشِفَ عَورَتَها، فَهُنَّ ذَواتُ قِرابَتِكَ: إِنَّها فاحِشة. وآمرأةً مع أُختِها لا تَتَّخِذْ لِتَكونَ ضَرَّتَها فتَكشِفَ عَورَتَها مَعَها وهي حَيَّة " (احبار 18: 6-18) وهو معنى ورد على الأرجح في اعمال الرسل " فقد حَسُنَ لَدى الرُّوحِ القُدُسِ ولَدَينا أَلاَّ يُلْقى علَيكم مِنَ الأَعباءِ سِوى ما لا بُدَّ مِنُه، وهُوَ اجتِنابُ ذَبائحِ الأَصنامِ والدَّمِ والمَيتَةِ والفَحْشاء. فإِذا احتَرَستُم مِنها تُحسِنونَ عَمَلاً " (15: 28-29). في هذه الحالة يحرّم يسوع كل تسريح امرأة الا في حالات الزواج المحرّم المنصوص عنها كما ورد أعلاه (احبار 18: 6-18).
4) حالة زواج غير شرعي: لمانع ما، عن حُسْن نيّة أو سوء نيّة. يقصد به الأشخاص الذين يتساكنون معا دون زواج شرعي. فمثلُ هذا الزواج يكون باطلاً بالأساس، وهو يضع الزوجين في “حالة زنى” أدركوا ذلك أم لم يدركوه. وعندئذ ينبغي ابطال الزواج، أو تصحيح الزواج إن كان الزوجين مدركين الأمر وعندهما رغبة في ذلك. وتعليم بولس الرسول واضحاً في هذا الصدد " وأَمَّا المُتزَوِّجونَ فأُوصيهم، ولَستُ أَنا المُوصي، بلِ الرَّبّ، بِأَن لا تُفارِقَ المَرأَةُ زَوجَها، وإِن فارَقَتْه فلْتَبقَ غَيرَ مُتَزَوِّجة أَو فلْتُصالِحْ زَوجَها وبِأَلاَّ يَتَخَلَّى الزَّوجُ عنِ امرَأَتِه" (1 كور 7: 10- 11).
ونستنتج مما سبق ان أيَّة كانت قيمة هذه الافتراضات، تقوم أهمية نص انجيل مرقس (10: 2-16) على التذكير بعدم انفساخيه الاتحاد الزوجي، علما بأن التقليد الأرثوذكسي يجد فيه أساس للتحقق في حالة الزنى من وجود طلاق.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي
 

في قوله هذا تنبيه للمطلق والمتزوج بمطلقة معاً فان المطلق اذا ادرك ان تطليقه لامرأته يسهل لها سبيل الفجور يعدل عن تطليقها والمتزوج بمطلقة اذا علم انه يرتكب الفجور اذا تزوج بمطلقة يتخلى عن التزوج بها وهذا التنبيه يشمل النساء والرجال على السواء . وما عدا ذلك فان من طلق امرأته من غير علة زنى يغضب الله لانه يكون قد فرق ما ازوجه الله . وان تزوج باخرى فهو فاجر كما ان المرأة اذا تزوجت بغير رجلها فهي فاجرة . فالشريعة تنتقم من كليهما . لان المرأة اذا زنت فقد تعدت الناموس فواجب والحالة هذه طلاقها . والا فالذي يطلقها يزني لانه يكون قد فعل لاجل شهوة نجسة . فبما انهما قد صارا جسداً واحداً بواسطة الزواج فلا يمكنهما بعد ذلك الافتراق البتة . واذا افترقا وجب ان يلبثها بغير زواج كقول بولس الرسول

تفسير انجيل متى - الاصحاح الخامس

الموعظة على الجبل - القسم (متى 5: 33-  37)

القسم

تفسير (متى 5: 33)  33 «ايضا سمعتم انه قيل للقدماء:لا تحنث بل اوف للرب اقسامك.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

موضوع ألاية كلام المسيح هنا عن الحلفان أو استعمال الأقسام المحرمة.

1) " لاَ تَحْنَثْ " هذه الكلمة لا توجد لفظاً بين الوصايا العشر ولا في غيرها من ألفاظ التوراة، ولكن مضمونها في لاويين ١٩: ١٢ وهو قوله «لاَ تَحْلِفُوا بِاسْمِي لِلْكَذِبِ، فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلهِكَ» (لاويين ١٩: ١٢). هذا يتضمن النهي عن الحنث، وهو الخلف في اليمين.
2) " بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ " هذا مأخوذ معنىً من العدد ٢٠: ٢ والتثنية ٢٣: ٢٣. فاليهود فسروا هذه الأوامر بطريقة أضاعت معناها وقوتها، لزعمهم أن نكث القسم أو النذر الذي لم يُذكر فيه اسم الله ليس حراماً.

أنواع القسم / الحلف عند اليهود

أولا : أن كل حلف / القسم بالله جائز إلا الحلف بالكذب الذي يذكر فيه اسم الله .. (لا 19: 12) ولا تحلفوا باسمي للكذب فتدنس اسم الهك.انا الرب" (عد 30: 2)  اذا نذر رجل نذرا للرب او اقسم قسما ان يلزم نفسه بلازم فلا ينقض كلامه.حسب كل ما خرج من فمه يفعل." (تث 23: 23) ما خرج من شفتيك احفظ واعمل كما نذرت للرب الهك تبرعا كما تكلم فمكعِلمًا أنّ كتبة اليهود، أي علماء كتابهم المقدَّس (وهو ‏أيضًا العهد القديم من الكتاب المقدَّس مسيحيًّا) والفقهاء، كانوا يتطلّعون إلى اسم ‏الله بوقار شديد، فلم يخاطروا بذكر اسمه "يهوه" لئلّا يخطئ الشخص في نطقه. ‏وكانوا، خلال حِقب نسخ الأسفار المقدسة، يمارسون طقسًا خاصًا عند كتابة اسم ‏الله؛ مِثالًا: غسل القلم قبل الكتابة به مباشرة. كما سمعت أحد الوُعّاظ المسيحيّين ‏يقول: صَنَعَ كتبةُ اليهود خَتْمًا خاصًّا بالكلمة التي تقابل "الله" في العِبرية، من ‏خشية الله وتعظيمًا لقدره   قَسَم الإنسان شائع فى بلاد الشرق الأوسط منذ زمن المسيح وحتى الآن في سائر البلدان المُعَرَّبة والمؤسلَمة، القسم بالله لأتفه ‏الأسباب.  وينتشر القَسَمَ بالله عبثًا في الشعر العربي وفي النثر، كقول قائل "والله، بالله، ‏تالله" ويسمع القسم في الأغاني العربية.واصبحت كلمة الله والقسم بها ليست ذو أهمية وقداسة وتبجيل يلوكها في أيّ حوار مع ‏الصديق ومع الخصم ويتغنّى بها؟

ثانيا : الحلف / القسم الذى لم يُلفظ فيه اسم الرب . لا تربط الإنسان أى لا يلزم بتنفيذها أى كأن لم تكن وهناك حلفان وقسم تستعمل فى حياتنا اليومية لا يذكر فيها إسم الرب وقد يكون القسم بشئ مقدس مثل : ( والكنيسة هذا حدث .. والكتاب المقدس لم يحدث ..  ألخ أو قسم بشئ غير مقدس مثل "وحياة إبنى هذا حدث ، أو أعدم فلان أننى لم أقول هذا ، عليا النعمة إن .. ألخ

ثالثا: قَسَم الله؛ إذ أقسم الله بذاته في الكتاب المقدّس ولم يقسم بغير ذاته إطلاقًا. ‏فأمامي في سِفر التكوين 22: 15-16 {ونادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثانِيَةً مِنَ ‏السَّمَاءِ وقالَ: بِذاتِي أَقسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ...} الذي استشهد به المزمور 105: 9 ‏والجدير ذِكره هو أنّ الله أقسم بذاته ولم يُقسِم بأيٍّ من مخلوقاته، لأنّ المخلوق ‏قطعًا دون الخالق منزلة. فالله أقسم بذاته لأنه لا شيء أسمى منه.وهناك آيات أخرى الرب يقسم بذاته (عب 6: 13- 17) فانه لما وعد الله ابراهيم، اذ لم يكن له اعظم يقسم به، اقسم بنفسه، 14قائلا:«اني لاباركنك بركة واكثرنك تكثيرا». 15 وهكذا اذ تانى نال الموعد. 16 فان الناس يقسمون بالاعظم، ونهاية كل مشاجرة عندهم لاجل التثبيت هي القسم. 17 فلذلك اذ اراد الله ان يظهر اكثر كثيرا لورثة الموعد عدم تغير قضائه، توسط بقسم (عب 7: 21) لان اولئك بدون قسم قد صاروا كهنة، واما هذا فبقسم من القائل له:«اقسم الرب ولن يندم، انت كاهن الى الابد على رتبة ملكي صادق»

رابعا : الأقسام التالية أُمرت بها الشريعة في (خر 22: 11)  اذا اعطى انسان صاحبه حمارا او ثورا او شاة او بهيمة ما للحفظ فمات او انكسر او نهب وليس ناظر 11 فيمين الرب تكون بينهما هل لم يمد يده الى ملك صاحبه.فيقبل صاحبه.فلا يعوض"  (لا 5: 1) واذا اخطا احد وسمع صوت حلف وهو شاهد يبصر او يعرف فان لم يخبر به حمل ذنبه. " .. تقدمة غيره رجل على إمرأته (عد 5: 19) ويستحلف الكاهن المراة ويقول لها ان كان لم يضطجع معك رجل وان كنت لم تزيغي الى نجاسة من تحت رجلك فكوني بريئة من ماء اللعنة هذا المر. "  (تث 28: 12 و 14) " لكي تدخل في عهد الرب الهك وقسمه الذي يقطعه الرب الهك معك اليوم...  وليس معكم وحدكم اقطع انا هذا العهد وهذا القسم "

  والمسيح لم يأت لينقض الشريعة الموسوية. فمن واجبات المسيحي عندما يؤمر بالقسم شرعاً أن يقسم بكل وقار، لا ليجبر نفسه على الكلام بالصدق بل ليقنع الآخرين أنه يصدق.
وتعليم اليهود فى أولا وثانيا كان مناقضاً لتعليم الله في الوصيتين: الثالثة (خر 20 : 7) لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا.  والوصية التاسعة.لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.
فالمسيح يعلم هنا أن المخالفة لا تقوم بالألفاظ المستعملة في الحلف، ولا يكون غايته إثبات الكذب، بل باستعماله على أي صورة كانت بدون لزوم. وأن كل الأقسام والنذور تقيد الإنسان، سواءٌ لفظ فيها اسم الله أم لا.

العِظة على الجبل وقفة ما بين قَسَم الإنسان وقَسَم الله ‏ ما زلت أقرأ في متّى\ الأصحاح الخامس، حتّى وصلت إلى قول المسيح: {33 ‏أيضًا سمعتم أنه قيل للقدماء:لا تحنث بل أوفِ للرب أقسامك. 34 وأمّا أنا فأقول ‏لكم: لا تحلفوا البتّة... 37 بل ليكُنْ كلامُكم: نعم نعم لا لا. وما زاد على ذلك فهو ‏من الشّرّير} فأوّلًا أشار السيد المسيح في موضوع القَسَم إلى سِفر الخروج 20: ‏‏7 {لا تنطُقْ باٌسم الرب إلهك باطلًا لانّ الرب لا يبرئ من نطق باٌسمه باطلا} ‏المؤكَّد عليه في سِفر اللاويّين 19: 12 وفي التثنية 5: 11 ثمّ أكّد العهد الجديد ‏على قول المسيح في سِفر يعقوب 5: 12‏

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي لا تكذب في قسمك . وتمم ما قد اقسمت به .

تفسير (متى 5: 34)   34 واما انا فاقول لكم: لا تحلفوا البتة لا بالسماء لانها كرسي الله

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ذكر المسيح بعض أمثال ينهى بها عن كل الأقسام غير اللازمة.
1) "لاَ تَحْلِفُوا ٱلْبَتَّة حلف يعنى فى اللغة العربية اليمين أو القسم.. (يع 5: 12) ولكن قبل كل شيء يا اخوتي، لا تحلفوا، لا بالسماء، ولا بالارض، ولا بقسم اخر. بل لتكن نعمكم نعم، ولاكم لا، لئلا تقعوا تحت دينونة. " من الظاهر من هذه الآية أن المسيح يريد أن يمنع اليهود من خطأ إعتادوا أن يفعلوه وهو ان يحلفوا بالسماء والأرض ، مع أن الرب غير محدود ولا جسم له ولا يحتاج إلى عرش وإلى موطئ ، ولكن اليهود كانوا يظنون أن الله له جسم ، ويستدل من العهد القديم أنه لا لا يجوز أن يحلف بالعرش ولا بموطئ قدمه ولا بأورشليم كان سكناه فكيف يجوزون لأنفسهم أن يحلفوا بإسم الرب ، لهذا حظر عليهم القسم بالسماء أو بأى شئ آخر ليمنعم من القسم كليا ، وكانت عبادة الأصنام منتشرة فى شمال إسرائيل وكانوا يظنون أن السماء والأرض والجمال البشرى من طبيعتهما ما لم يستمدان من الخالق وهذه الآية تعلم اليهود أن السماء والأرض هما من صنع الرب وحتى البشر وكل شئ هو مخلوق من الرب لا يجوز القسم بأى منها  وبهذا يقصد المسيح القسم الذى يقوله الناس بمناسبة أو غثر مناسبة فى أمورنا  الشخصية والعامة، فلا تمس هذه الوصية واجباتنا للحكومة، فالمحاكم تضطر لكثرة الحنث بين الناس أن تطلب القسَم الشرعي واسطةً لإظهار الحق قبل ان بناقش الشاهد فى المحكمة .  كالشؤون القضائية في المحاكم وفي بعض ‏المحافل الدولية وفي أداء اليمين الدستورية وفي الحفاظ على شرف المهنة بعد ‏التخرج الأكاديمي.‏ فلا ينهي المسيح عن مثل هذه الأقسام، بل عن المستعملة في المحادثات العادية لغير سبب هام .

والبشر يستعينون بإله أو شئ كبير فى أقسامهم  وفى معظم الأحيان لا يستطيعون الوفاء بأقسامهم أو قد يكذبون وقد يقال أنه إذا طان القسم محظورا فكيف أقسم الرب فقد جاء مكتوبا " قد أقسم الله ولم يكذب " فنجيب أن المراد من هذا القول أن الرب يقسم بذاته وهو صادق وصدق فى قوله (رومية 3: 4) حاشا! بل ليكن الله صادقا وكل إنسان كاذبا"  أما قوله "من الآن إلى ثلاثة أيام تخرب نينوى " فقد أراد بذلك تخويف أهلها لكى يرجعوا إليه تائبين "لا يريد هلاك الخاطئ مثلما يرجع ويحيا (حز23:18). .
ويظهر أنه لم يرد بقوله الأقسام الشرعية مما أتاه هو وأتاه الرسل بعده وأتاه الله نفسه وقد رفض المسيح ذاته وهو فى ضيقة وأثناء الحكم عليه الحلفان (مت 26: 62- 64)  واما يسوع فكان ساكتا. فساله رئيس الكهنة: «استحلفك بالله الحي ان تقول لنا: هل انت المسيح ابن الله؟»  قال له يسوع: «انت قلت! وايضا اقول لكم: من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء» وفيما يلى أمثلة لما يشبه القسم الذى ورد فى رسائل بولس : (رو 1: 9 - 10) فان الله الذي اعبده بروحي، في انجيل ابنه، شاهد لي كيف بلا انقطاع اذكركم، 10 متضرعا دائما في صلواتي عسى الان ان يتيسر لي مرة بمشيئة الله ان اتي اليكم. " (غلا 1: 20) والذي اكتب به اليكم هوذا قدام الله اني لست اكذب فيه. " (1كو 15: 31) اني بافتخاركم الذي لي في يسوع المسيح ربنا، اموت كل يوم

  2) " لاَ بِٱلسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ ٱللّٰه " الحلف بالسماء هو كالحلف بالرب ذاته، لأن السماء مقامه ومحل عرشه، راجع (إش 66: 1) هكذا قال الرب.السموات كرسيي والارض موطئ قدمي.اين البيت الذي تبنون لي واين مكان راحتي." فلذلك يرتبط الإنسان بهذا القسَم كما يرتبط بقسمه باسم الرب يهوه .

تفسير (متى 5: 35) 35 ولا بالارض لانها موطئ قدميه ولا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ " جاء في إشعياء(إش 66: 1) «هكذا قال الرب: السماوات كرسيي والأرض موطئ قدميَّ» الأرض مقدسة لأنه موطش قدم المسيح . فمن يحلف بالأرض فكأنه حلف بالمسيح  لأن علاقتها به تجعل الحلف ذا قيمة. وسُميت موطئ قدميه لأنها له، ولأنها حقيرة بالنسبة إلى عظمته.
2) " وَلاَ بِأُورُشَلِيم" لأنها سميت بمدينة الرب بهوه
(مز 87 : 3)    قد قيل بك امجاد يا مدينة الله. سلاه " 

 كانت عادة اليهود أن يصلّوا متجهين نحو أورشليم فقد كانت قبلتهم (دا 6: 10)  فلما علم دانيال بامضاء الكتابة ذهب الى بيته وكواه مفتوحة في عليته نحو اورشليم فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلى وحمد قدام الهه كما كان يفعل قبل ذلك (ومن هذه العادة أو التقليد كانت عبادة محمد فى بداية دعوته السجود نحو أورشليم حتى أقنعه عمر بن الخطاب بتوجية صلاة المسلمين إلى مكة التى كانت معبدا للأوثان ) وكانت إتجاه مجامع اليهود فى كل انحاء الأرض إلى مدينتهم أورشليم وجائت تسمية الهيكل بإسم "البيت" (1مل 8: 38 و 42 و 44). 38 فكل صلاة وكل تضرع تكون من اي انسان كان من كل شعبك اسرائيل الذين يعرفون كل واحد ضربة قلبه فيبسط يديه نحو هذا البيت .. 42 لانهم يسمعون باسمك العظيم وبيدك القوية وذراعك الممدودة.فمتى جاء وصلى في هذا البيت .. 44 اذا خرج شعبك لمحاربة عدوه في الطريق الذي ترسلهم فيه وصلوا الى الرب نحو المدينة التي اخترتها والبيت الذي بنيته لاسمك

3) " مَدِينَةُ ٱلْمَلِكِ ٱلْعَظِيم"  كانت مركز الهيكل وعاصمة يهوه ملك الشعب المقدس. فنسبتها إليه جعلت للحلف بها معنىً ووقاراً

(مز 46: 4) نهر سواقيه تفرح مدينة الله مقدس مساكن العلي "(مز 48: 2) جميل الارتفاع فرح كل الارض جبل صهيون.فرح اقاصي الشمال مدينة الملك العظيم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

لقد كانت عادة اليهود ان يحلفوا بهذا مع ان الله غير محدود ولا جسم له ولا محتاج الى عرش والى موطىء . لكن اليهود كانوا يظنون ان الله جسماني ويستدل من كلامه انه اذا كان غير جائز للانسان ان يحلف بالعرش وبموطئ قدميه وباورشليم فكيف يجوز ان يحلف باسم الله . وقد حظر عليهم القسم بالسماء وغير ذلك ليمنعهم من القسم كلياً . وبما ان عبادة الاصنام كانت منتشرة جداً فلكيلا يظن اليهود كالحنفاء ان للسماء والارض العظمة والجمال من طبعهما ما لم يستمداهما من الخالق . لذلك افهم اليهود ان عظمة السماء والارض هي التقرب من الله تعالى .

تفسير (متى 5: 36) 36 ولا تحلف براسك لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) "بِرَأْسِك" يعتقد أن اليهود كانوا معتادين بالقسم بالرأس مثل القول " ورأس أبنى ، وراسى" حيث كان الذبح والقتل مشاعا فى هذه الأيام فلاَ يَقْدِر إنسان أن يحلف برأسه لأنه يدَّعي السلطان عليه، وهو لله وحده. فلا حق لنا أن نحلف بما هو له.
 لا يجوز القسم بالرأس أو أى جزء بالجسم مثل الذى يقول "وحياة عينى " والحلف بالحياة كالحلف بالرأس لأن الله مصدر الحياة. فإذا حلفنا بها كأننا حلفنا به. ولا يقدر إنسان أن يخلق شعرة واحدة أو أن يغير لونها بمجرد قوة الإرادة، لأن هذا عمل الله وحده. وما قيل عن الرأس يقال عن اللحية والذقن والأولاد وغير ذلك، مما اعتادت العامة أن تحلف به. ويقول  الأنبا بيشوي فى "كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) -  69- لا تحلفوا البتة : [ أي أنه يضع عينيه بقسم في مقابل تنفيذ ما قد وعد به أو تأكيد صحة ما يحكيه. وتكون النتيجة أنه لو أراد تنفيذ القسم عليه أن يقلع عينيه إذا لم يفِ بوعده أو إذا ظهر كذبه فيما حكاه. لا أحد يملك عينيه كقول الرسول: "إنكم لستم لأنفسكم، لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1كو6: 19، 20). لقد اشترانا السيد المسيح بدمه وصارت أجسادنا وأرواحنا ملكًا له، كمفتداه بثمن كريم.. ليس من حق الإنسان أن يقسم برأسه ولا بعينيه ولا بشعرة واحدة من رأسه، ولا أن يقسم برحمة والده أو والدته التي لا يملكها، ولا بالسماء التي هي كرسي الله ولا بالأرض التي هي موطئ قدميه.
الله وحده هو الذي يملك ذاته بالكامل، يملك جوهره ويملك طبيعته، ويملك وجوده إذ لم يوجده أحد مثل المخلوقات التي خلقها الله وقيل عنها "للرب الأرض وملؤها، المسكونة وجميع الساكنين فيها" (مز23: 1). لهذا فعندما أوشك إبراهيم على تقديم ابنه إسحق ذبيحة خاطبه الرب وقال: "بذاتي أقسمت يقول الرب.. إني أباركك مباركةً وأكثر نسلك تكثيرًا" (تك22: 16، 17). عن هذه الواقعة الهائلة قال معلمنا بولس الرسول إن الرب "إذ لم يكن له أعظم يقسم به أقسم بنفسه" (عب6: 13). أعظم شيء في الوجود هو الله نفسه -لذلك أقسم الرب بنفسه أن يبارك إبراهيم هو ونسله لكي يتأكد الوعد بالخلاص بقسم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه يمنعنا منعاً باتاً من القسم مع علمه اننا لسنا قادرين ان نجعل في رؤوسنا شعرة واحدة بيضاء او سوداء حتى اذا اضطرنا الامر الى القسم فلا يجب ان نقدم عليه عملاً بامر الله الذي في استطاعته ان يزيل عنا هذه الضرورة . واذا كنا نحتج اننا لا نستطيع التخلص من الضرورة فذلك دليل على ضعف ارادتنا وعدم استطاعتنا في حفظ اوامره تعالى . ورب قائل يقول فاذا كان القسم محظوراً علينا فكيف اقسم الله اذاً . فانه جاء مكتوباً ” قد اقسم الله ولم يكذب ” فنجيب ان المراد من هذا القول هو ان الله قد صدق في قوله . ولكي نزداد اعتقادا بذلك عبر عنه بالقسم واما قوله تعالى من الان الى ثلاثة ايام تخرب نينوى فقد اراد بذلك تخويف اهلها لكي يرجعوا اليه تائبين .

تفسير (متى 5: 37)  37 بل ليكن كلامكم: نعم نعم لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " ليكن كلامكم: نعم نعم لا لا" لم ينهَ المسيح عن الأقسام الباطلة، بل نهى عن إستخدام إسم الرب أو أى شئ مما خلقه فى القسم بغير لزوم.(كو 4 : 6)  ليكن كلامكم كل حين بنعمة، مصلحا بملح، لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد. "  فيجب أن نستعمل كلماتنا البسيطة: نعم أو لا، وعندما ننطقها كأننا ننطق بهما ونحن فى إيمان الرب ذاته هذا هو كلامنا الصادق نعم أو لا  ونعتبرهما كأعظم الأقسام. فقصد المسيح أن يكون كلامنا بلا أقسام. فإن أراد الإنسان أن يزيد على قوله «نعم» لم يجُز له سوى تكرارها.(يع 5: 12)  ولكن قبل كل شيء يا اخوتي، لا تحلفوا، لا بالسماء، ولا بالارض، ولا بقسم اخر. بل لتكن نعمكم نعم، ولاكم لا، لئلا تقعوا تحت دينونة. "  والأقسام في أمور صغيرة خطايا كبيرة. فيجب أن نكون دائماً صادقين حتى يثق بنا الناس بدون قَسَم. وكل إنسان ملزم بأن يصدق بقوله سواء أحلف أم لم يحلف.
2) " وما زاد على ذلك فهو من الشرير:"  إما لأن ذلك مضاد للشريعة الأخلاقية التى من المفروض أن تسود بين البشر ، أو لأن المحرك إليه الشيطان مصدر الشر  رومية 12: 9) المحبة فلتكن بلا رياء. كونوا كارهين الشر، ملتصقين بالخير.(1 تس 5: 22) امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ.  (يوحنا 8: 44) أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له، لأنه كذاب وأبو الكذاب." وعندما شاع الكذب في العالم فإضطر القضاة والمحافل الدولية إلى الأقسام الشرعية التى لا يجوز استعمالها إلا دفعاً للشر الأعظم، كما يجوز القتل محاماةً عن الحياة. والمسيحيون بالحق لا يحتاجون إلى الأقسام أبداً. ونستنتج من قول المسيح هذا أن من يتلفظ بالأقسام باطلاً يدل على شر قلبه. فيجب أن لا نثق بصدق من يخاطبنامن الذين يؤيدون كلامهم  بكثرة الأقسام، لأن الذي يخالف الوصية الثالثة لا يصعب عليه أن يخالف التاسعة. ولا ريب في أن الإنسان كثير الأقسام هو إنسان خاطئ ولا يصدق .

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي في الايجاب ايجاب وفي النفي نفي ” وما زاد ” اراد بذلك ان الزيادة هي كذب من الشرير . فاذا كل من يكذب فهو شريك الشيطان . وقد فسر القديس يوحنا الذهبي الفم ” ما زاد على ذلك ” فقال ان معناها القسم لانه من الشرير . وقد اعترض بعضهم قائلا اذا كان القسم من الشيطان فلماذا امر الناموس ان يحلفوا ؟ فنجيب كما ان الحليب نافع للاطفال دون الرجال فكذلك القسم في الازمنة القديمة كان مفيداً لان الناس كانوا وقتئذ كالاطفال . اما في زمن المسيح فقد عد القسم انه من الشرير لان الطبع البشري قد بلغ حد الكمال . فالكمال مطلوب منا ازيد من الكتبة والفريسيين . وكما ان قتل هابيل حسب شراً . اما ايليا وفينحاس فحسب خيراً . والخمير كذلك في زمن يوخذ جيداً  وفي زمن يوخذ ردياً .

تفسير انجيل متى - الاصحاح الخامس

الموعظة على الجبل - الانتقام (متى 5: 38 - 42)

الانتقام 
تفسير
(متى 5: 38) 38 «سمعتم انه قيل: عين بعين وسن بسن.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٣٨ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ».
هذه ألاية خامس مقارنة يقارن فيها المسيح تعليمه بالتعليم الذى كان ينشره الكتبة والفريسيين ، فكان الكتبةوالفريسيين يفسرون هذه الآية بأنها "إنتقام" أو بقانون "مقابلة الأذى بمثله" وإعتمد القريسيين على الآيات التالية :
(خر 21: 24)  وعينا بعين، وسنا بسن، ويدا بيد، ورجلا برجل، "
(لا 24: 20)  كسر بكسر وعين بعين وسن بسن.كما احدث عيبا في الانسان كذلك يحدث فيه.  "
(تث 19: 21)   لا تشفق عينك.نفس بنفس.عين بعين.سن بسن.يد بيد.رجل برجل "وشريعة الانتقام هذه هي قانون للحاكم لإجراء العدل بين الناس عموماً، وغايتها ردع الشخص عن أن ينتقم لنفسه وهو حق المجتمع وليس حق فرد . كما أنها لا ترخص لجماعة من الناس ذلك، ولكنها تعلن للحاكم الذي تجبره وظيفته أن يعاقب المجرمين.
,افتوا إن الشريعة سمحت لهم أن ينتقموا ممن آذاهم، بشرط ألا يزيدوا على القصاص المعين في الشريعة. واجازوا الإنتقام ،
1) "عين بـ عين وسن بـ سن" ويقول الدكتور غالى الشهير بـ Holy_bible_1 : [كثيرون لا يفهمون التشريع اليهودي واسلوب تطبيقه ولا للخلفية التاريخية له  فباختصار في البداية لم يكن أحد يفقأ عين او ينزع سن او يقطع يد او يكوي جلد او يجرح أو غيره ولكن هو تشريع تعويض مادي بقيمة العضو الذي تسبب له اذية    لفظيا  جملة عين بعين وسنا بسن كلمة ب في العبري هي ليست حرف بيت ولكن هي كلمة مختلفة هي تاخاث תּחת tachath  من كلمة تواخ تواضع وتعني قاع أسفل اقل بدل من تحت مسطح في مقابل مساوي من اجل بدلا من تحت حتى متى في حين مع  أي تعني في مقابل أو مساوي قيمة  ويقول قاموس كلمات الكتاب انها تأتي بمعنى في مقابل او تعويضا عن  It can mean in place of, instead of (Gen_4:25; Exo_21:26). فالكلمة من معانيها تحمل معنى في مقابل وتعويض ندرس سياق الكلام  
سفر الخروج 21
18 وَإِذَا تَخَاصَمَ رَجُلاَنِ فَضَرَبَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ بِحَجَرٍ أَوْ بِلَكْمَةٍ وَلَمْ يُقْتَلْ بَلْ سَقَطَ فِي الْفِرَاشِ،
19 فَإِنْ قَامَ وَتَمَشَّى خَارِجًا عَلَى عُكَّازِهِ يَكُونُ الضَّارِبُ بَرِيئًا. إِلاَّ أَنَّهُ يُعَوِّضُ عُطْلَتَهُ، وَيُنْفِقُ عَلَى شِفَائِهِ.
فالقانون في اصله عن التعويض المادي حسب ما تسبب من خسارة. وهذا يطابق شرائع العصر الحديث. في التعويض بغرامة مادية
22 وَإِذَا تَخَاصَمَ رِجَالٌ وَصَدَمُوا امْرَأَةً حُبْلَى فَسَقَطَ وَلَدُهَا وَلَمْ تَحْصُلْ أَذِيَّةٌ، يُغَرَّمُ كَمَا يَضَعُ عَلَيْهِ زَوْجُ الْمَرْأَةِ، وَيَدْفَعُ عَنْ يَدِ الْقُضَاةِ.
وهذا يؤكد ان العقاب هو ليس بأذية او كما قال المشكك عدالة انتقامية على الاطلاق ولكن بغرامة مادية عادلة ولا يوجد انتقام أصلا لان الحكم لا يصدره الا القاضي الذي يحكم في قاعة القضاء بعدل بعد سماع والتأكد من التفاصيل
والتعويض يكون بقيمة العضو ماديا الذي حدث له اذية
24 وَعَيْنًا بِعَيْنٍ، وَسِنًّا بِسِنٍّ، وَيَدًا بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْل،
25 وَكَيًّا بِكَيٍّ، وَجُرْحًا بِجُرْحٍ، وَرَضًّا بِرَضٍّ.
وهنا نفهم ان يعوض بقيمة العضو فلو انسان في خناقة اتلف عين انسان او كسر له سن او غيره يحضروه للقاضي والقاضي يقرر قيمة هذا العضو فيقدر قيمة العين او السن او غيره ويغرمه بدفعها للذي أصيب كتعويض له عن عينه او سنه الذي فقده حتى لو اضطر ان يبيع كل املاكه ليعوض.
وهذا ليس كلامي بل كلام مفسرين شرقيين وغربيين وأيضا اليهود أنفسهم
فتفسير راشي المفسر اليهودي القديم يشرح لنا كيف كانوا يقدرون ثمن عضو
لو شخص اعمى عين جاره يجب ان يعطيه قيمة عينه وهو كم يكون انخفض سعره لو بيع في السوق بدون عين. وهذا هو معناهم كلهم أي كل الإصابات التي ذكرت في الاعداد ولكن لا يحدث قطع حقيقي لعضو كما شرح لنا الراباوات في فصل بعنوان هاخوبل الذي هو اهين
وكما شرح جيل بأدلة من المفسرين اليهود انه تعويض مادي
وملخص كلامه
يوسيفوس يعرف من هذا المعنى وكل الكتاب اليهود التاليين عامة وكذلك ترجوم يوناثان وضح معناها انها ثمن عين لعين وأيضا جركي في هذا المكان لاحظ انه الجار الذي يفقأ عين جاره لابد ان يفع ثمن عينه كما لسعر عبد يباع في السوق وكذلك للباقي من العقوبات وكذلك بن عزرا ...] أ . هـ

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 أمر الناموس بذلك ليمنعهم من الشر لانه اذا غضب انسان لاي سبب كان واراد ان يضرب رفيقه او يقلع عينه يفكر ان الذي سيصنعه بغيره سيحل به كذلك فيمتننع اذ ذاك عن عمل الشر لرفيقه . فالناموس مع كونه مانعاً للشرور عادلاً فقد ابدله المسيح بما هو اقرب الى الرحمة والشفقة فعلمنا قائلاً ” من لطمك على خدك الخ “.

تفسير (متى 5: 39) 39 واما انا فاقول لكم: لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ " قول المسيح هذا .. حينما تحدث مشكلة وشجار ينتج عنه إصابة جسدية  وبالتالى ينشأ الإنتقام بسبب التعدى الشفوى والجسدى (أم 24: 29)  لا تقل كما فعل بي هكذا افعل به.ارد على الانسان مثل عمله " والمفروض ان يطبق الحاكم الشريعة الموسوية  بالتعويض ، وهذا التعليم الذى أتى به المسيح هو سوء استعمال كحجة للانتقام الشخصي.
2) " لاَ تُقَاوِمُوا ٱلشَّرَّ " تعاليم المسيح تقضى ان نقاوم الشر بالشر . (أم 20: 22)   لا تقل اني اجازي شرا.انتظر الرب فيخلصك.  " والشر هنا ليس شراً أخلاقياً بل شخصياً. فمعنى هذا العدد والعددين التاليين أنه يجب علينا أن نحتمل الأذى والإهانة لنكسب محبة الناس  (رو 12: 17 و 19)  لا تجازوا احدا عن شر بشر. معتنين بامور حسنة قدام جميع الناس. .. لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء، بل اعطوا مكانا للغضب، لانه مكتوب:«لي النقمة انا اجازي يقول الرب "   (1كور 6: 7)   فالان فيكم عيب مطلقا، لان عندكم محاكمات بعضكم مع بعض. لماذا لا تظلمون بالحري؟ لماذا لا تسلبون بالحري؟
3) " لَطَمَك" يوجد تفسير من لطمك على خدك الأيمن والذى يتم فى المواجهة بظهر اليد اليمنى أو يكون من الخلف بخيانة مفاجئة ببطن اليد اليمنى على الخدد الأيمن  ضرب المسيح لنا مثلا عن الأذى الشخصي، فخيرٌ للمسيحى أن تحول الخد الثاني لمَن لطمك ومواحهة الشخص بالحجة كما حدث فى بستان جسيثمانى والتعاليم المسيحية تقضى بعدم الإنتقام ، أو أن ينمو الغضب والانتقام. والحقد فاترك النقمة لله وللحكام. وجاءت نبوة عن المسيح فى أشعيا (إش 50: 6)  بذلت ظهري للضاربين وخذي للناتفين.وجهي لم استر عن العار والبصق
الدفاع عن النفس والأسرة والوطن
فالمسيح ذاته لم يحتمل الشر بل قاومه بلسانه (يوحنا ١٨: ٢٢، ٢٣) وهكذا فعل بولس (أعمال ٢٣: ٢، ٣) وهكذا فعل الرسل (كولوسي ٤: ٩ - ١٣). وخلاصة ما أراده المسيح تنبأ به إشعياء من أمر المسيح نفسه، وهو قوله «بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ» (إشعياء ٥٠: ٦). فاستعمل المسيح كلامه هنا كما استعمله في ع ٢٩، ٣٠ ليجعله مؤثراً في السامعين، لا ليؤخذ بالمعنى الحرفي. لأنه كما أننا لا نقلع العين ولا نقطع اليد حرفياً، لا يترتب من ذلك أنه يجب على الإنسان أن يسلم للآخرين أن يسلبوه ويضربوه ولا يعارضهم. وأبلغ من ذلك أنه يدعو الظالم إلى أن يزيد على ظلمه ظلماً. كيف لا، والشريعة الطبيعية وسائر الشرائع الإلهية والبشرية تسمح للإنسان أن يحامي عن شخصه وعن عائلته عندما تكون حياته أو حياتهم في خطر.
” خروج 22 : 2 ,
(العدد 1 : 2 – 3 ) احصوا كل جماعة بني اسرائيل بعشائرهم وبيوت ابائهم بعدد الاسماء كل ذكر براسه 3 من ابن عشرين سنة فصاعدا كل خارج للحرب في اسرائيل  (لوقا 22 : 36 )  فقال لهم: «لكن الان من له كيس فلياخذه ومزود كذلك. ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا. ,(اعمال الرسل 22 : 1)  «ايها الرجال الاخوة والاباء، اسمعوا احتجاجي الان لديكم». 2 فلما سمعوا انه ينادي لهم باللغة العبرانية اعطوا سكوتا احرى. فقال: 3 «انا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية، ولكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الابوي. وكنت غيورا لله كما انتم جميعكم اليوم. و(اعمال الرسل 25 : 10 – 11) فقال بولس:«انا واقف لدى كرسي ولاية قيصر حيث ينبغي ان احاكم. انا لم اظلم اليهود بشيء، كما تعلم انت ايضا جيدا. 11 لاني ان كنت اثما، او صنعت شيئا يستحق الموت، فلست استعفي من الموت. ولكن ان لم يكن شيء مما يشتكي علي به هؤلاء، فليس احد يستطيع ان يسلمني لهم. الى قيصر انا رافع دعواي!». و( تيمثاوس الثانية 4 : 16)  في احتجاجي الاول لم يحضر احد معي، بل الجميع تركوني. لا يحسب عليهم
 ومع ذلك ممنوع اخذ الثار
بحسب ما جاء في
( رومية 12 : 17 -21) لا تجازوا احدا عن شر بشر. معتنين بامور حسنة قدام جميع الناس. 18 ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس. 19 لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء، بل اعطوا مكانا للغضب، لانه مكتوب:«لي النقمة انا اجازي يقول الرب. 20 فان جاع عدوك فاطعمه. وان عطش فاسقه. لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه». 21 لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير. "
 
او ان يكون فيه مرارة
(افسس 4 : 31 )  ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث.
 
او انتقام
(بطرس الاولي 2 : 23) الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا، واذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل. 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 فقد دعا شريراً ذلك الذي يقلع عين رفيقه انتقاماً منه لانه يكون مغرياً من الشيطان ( ومن لطمك الخ ) اي ان خصمك اذا رأى منك حلماً يندم على الضربة الاولى ولا يعود يضربك ثانية . فالشر لا ينتهي بالشر لكن بالخير . لان مقابلة الشر بالشر تزيد الشر اتساعاً .

 تفسير (متى 5: 40) 40 ومن اراد ان يخاصمك وياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
الثوب هو غطاء الفقير (خر 22: 25 - 27) ان اقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالمرابي.لا تضعوا عليه ربا. ان ارتهنت ثوب صاحبك فالى غروب الشمس ترده له. لانه وحده غطاؤه.هو ثوبه لجلده.في ماذا ينام.فيكون اذا صرخ الي اني اسمع.لاني رؤوف " بلغ جشع بعض اليهود أنهم يأخذون بالربا حتى الثوب الذى يتغطى به الفقير ويتركه عريانا وقد يؤذيه إذا رفض بالمحاكمة لدى أرباب الحكومة، ويجتهدون في أن يسلب من الفقراء كل ما للفقير حتى الثوب الذي عليه. فخير لنا أننا نترك لخصمنا الثوب الذي تحرم الشريعة أخذه لأنه غطاء الفقير في الليل من أن نحاكم ونرمى فى السجون ونربي في قلوبنا الغضب عليه والانتقام منه.(تث 24: 10- 13)  اذا اقرضت صاحبك قرضا ما فلا تدخل بيته لكي ترتهن رهنا منه. في الخارج تقف والرجل الذي تقرضه يخرج اليك الرهن الى الخارج. وان كان رجلا فقيرا فلا تنم في رهنه. رد اليه الرهن عند غروب الشمس لكي ينام في ثوبه ويباركك فيكون لك بر لدى الرب الهك  "  والمسيح ينهى عن مخاصمة الآخرين لدى الحكومة عندما تكون الغاية من ذلك الانتقام لا إظهار الحق (١كورنثوس ٦: ٧). (1كور 6: 7- 8)  فالان فيكم عيب مطلقا، لان عندكم محاكمات بعضكم مع بعض. لماذا لا تظلمون بالحري؟ لماذا لا تسلبون بالحري؟ 8 لكن انتم تظلمون وتسلبون، وذلك للاخوة  المحاكمات هنا خاصمات حول المال لا عن التعاليم الدينية أو الحياة. فيجوز رفع الدعاوى إلى الحكومة عندما يكون الأمر مهماً والوسائط الأخرى لا تجدي نفعاً في الحصول على حقوقنا، بشرط أن نرفعها بغية الإنصاف، وأن نرتضي بالمصالحة على شروط معتدلة. وخيرٌ لنا أن نخسر ما لنا من أن نخسر نفوسنا لعدم محبتنا.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 اي اذا اراد خصمك ان يذهب بك الى القاضي ويحاكمك ويتعبك فاعطه ما قد طلبه منك واكثر تخلصاً منه . ورب قائل يقول كيف اعطي خصمي ما يطلبه مني دون ان يكون له حق علي بذلك ؟ فنجيبه قائلين انك لو كنت امينا نحو اوامر الله لما تعدى احد عليك . بل كان المنافقون والظالمون هم المساعدين لك عند الحاجة .

تفسير (متى 5: 41) 41 ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " سخرك " السخرة تعنى  ما سَخَّرْتَهُ من دابة ، أَو رجل بلا أَجر ولا ثمن ، ومثال لها سمعان القيروانى الذى كان آتيا من حقلة سخره الرومان لحمل صليب المسيح (مر 15: 21)  فسخروا رجلا مجتازا كان اتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه."  والسخرة أنواع (أ) رجال السُّخْرَة : العبيد والأرقّاء ، (ب) نظام السُّخْرة التأجيريّ : نظام يتمّ من خلاله تسخير مدين من قبل مقرضه حتى يتمّ دفع الدين " ويعتقد ان المسيح كان يتكلم عن الفقير المقترض بالربا وهذه الآية مثلاً ثالثاً للأحوال التي يُفضَّل فيها أن يحتمل الإنسان الظلم على المحاماة عن حقه بروح الغضب والانتقام. فعوضاً عن أن نرفض الذهاب مع إنسان ميلاً واحداً بروح الغضب والانتقام، نذهب معه ميلين، محتملين ضعف المشقة. وإذا كان طلب الذهاب من الحكومة وجب التسليم به بالرضى.
2) "مِيلاً " الميل الروماني يساوي ٢١٠٠ ذراعاً، أو مسافة نحو ثلث ساعة مشياً.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي اذا امضيت معه ميلين ليس فقط لم يعد يسخرك مرة اخرى ولكنه لا يعود كذلك يجبر غيرك استحياء من مجاملتك وحلمك . فهذه الوصايا قد فرضها على الرسل خصوصاً  لانهم كانوا مزمعين ان يمضوا الى الشعب والشعوب ويحتملون الضيق والشدائد غير اننا قد تسلمناها نحن من الرسل وتابعون لتعاليمهم .

تفسير (متى 5: 42) 42 من سالك فاعطه ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

تكررت هذه الآية فى (لو 6: 30 و 35) . 30 وكل من سالك فاعطه ومن اخذ الذي لك فلا تطالبه .. 35 بل احبوا اعداءكم واحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما وتكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين والاشرار.

1) "مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ" بعد أن أوضح يسوع فى ألآيات السابقة معاملة المرابيين اليهود  للفقراء من الشعب الذين لا يقدرون على سد الدين فيضربوهم على وجوههم ويطالبوهم حتى بالقوب الذى يستر اجسادهم وإن لم يسدد دينه يأخذه عبدا ويسخره حتى يوفى الدين نخن لسنا مثل هؤلاء المرابيين يقول يسوع من سألك فإعطه  يُشار هنا إلى العطايا المجانية. فمهما أعطى الإنسان بروح المحبة فهو أفضل من الرفض بروح الضيق .
2) " أَنْ يَقْتَرِض" من أراد أحدا أن يقترض منك وأنت ترى أنه ليس محتاجا للقرض أو أنه لن يستطيع أن يسده أو أنه لا يستحق أو لأنك لا تميل إليه أو أسباب أخرى فالمسيح يقول إنه خير لنا أن نقرض من أن نرفض ذلك نتيجة لحساباتنا وأفكارنا . ولنتبع تعاليم المسيح وأسلوبه فى تعامله معنا ووعده الرائع لنا عندما قال فى (يو 14: 14)  «ان سألتم شيئاً باسمي فإني أفعله». ولكن بما أننا لا نعرف ما هو الأفضل لنا، إلا أن صدقاتنا وقروضنا يجب أن تكون متناسبة مع قدراتنا، ومع خير من يسألنا. وأحياناً يكون امتناعنا عن العطاء أفضل معروف للمقترض أو المستعطي. وكثيراً ما نخطئ في الصدقة، فنعطي من هو قادر على العمل، فنشجعه على الكسل (2تس 3: 10)  10 فاننا ايضا حين كنا عندكم، اوصيناكم بهذا: «انه ان كان احد لا يريد ان يشتغل فلا ياكل ايضا»  ولكن من الأفضل أن نعطي غير المستحقين بعض الأحيان من أن نطرد محتاجاً حقيقياً. والعطاء فضيلة حقيقية مسيحية يتميز بها المسيحى  لكن يجب أن ننظر مع ذلك إلى ما علينا لعائلاتنا (1تيمو 5: 7- 8) . 7فاوص بهذا لكي يكن بلا لوم. 8 وان كان احد لا يعتني بخاصته، ولا سيما اهل بيته، فقد انكر الايمان، وهو شر من غير المؤمن  وما علينا للكنيسة.
وحينما نعطى الصدقى يجب أن أن نحس أننا نعطى يسوع وهو فى صورة الأرامل واليتامى والعمي والعرج والمرضى والفقراء (مت 25: 35 و 36) 35 لاني جعت فاطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فاويتموني. 36عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. " ويستطرد يسوع قائلا لهؤلاء الذين لم يعطوا صدقة (مت 25: 45)  44 حينئذ يجيبونه هم ايضا: يارب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك؟ 45 فيجيبهم: الحق اقول لكم: بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا. (عب 13: 2)  2 لا تنسوا اضافة الغرباء، لان بها اضاف اناس ملائكة وهم لا يدرون. وإن احتاج أخ أو صديق لنا وجب أن نقرضه إذا أمكننا ذلك، مع إتمام سائر الواجبات المالية. ومن قواعد الحكمة أن لا يقرض الإنسان أكثر مما يضره وعائلته ويسقط فى قر ويتسبب  فى معاناه أقرب الناس إليك
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

وهذه الوصية مفروضة على العامة لا على الرسل الذين لا يقتنون شيئاً ولم يقل ان نعطي لكل من يسألنا عموما لكن للذين يسألون حاجتهم وقوتهم اليومي فقط . كما قد قيل عن الرسل انهم كانوا يعطون كل واحد ما هو محتاج اليه . الا انه يجب ان نعطي لغير الفقراء على سبيل الافتراض لا بقصد الفائدة والربا حين يطلبون ذلك منا كما اشار السيد المسيح في غير هذا الموضع الى انه يجب ان نعطي دون مقابلة عوض او اجر .

تفسير انجيل متى - الاصحاح الخامس

الموعظة على الجبل - محبة الأعداء (متى 5: 43- 48)

محبة الأعداء   

 ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن السيّد المسيح قد جاء ليرفعنا إلى كمال الحب، الذي في نظره يبلغ الدرجة التاسعة، مقدّمًا لنا هذه الدرجات هكذا:
الدرجة الأولى: ألا يبدأ الإنسان بظلم أخيه.
الدرجة الثانية: إذا أصيب الإنسان بظلم فلا يثأر لنفسه بظلم أشد، وإنما يكتفي بمقابلة العين بالعين والسن بالسن (المستوى الناموسي الموسوي).
الدرجة الثالثة: ألا يقابل الإنسان من يسيء إليه بشر يماثله، إنّما يقابله بروح هادئ.
الدرجة الرابعة: يتخلّى الإنسان عن ذاته، فيكون مستعدًا لاحتمال الألم الذي أصابه ظلمًا وعدوانًا.
الدرجة الخامسة: في هذه المرحلة ليس فقط يحتمل الألم، وإنما يكون مستعدًا في الداخل أن يقبل الآلام أكثر مما يودّ الظالم أن يفعل به، فإن اغتصب ثوبه يترك له الرداء، وإن سخّره ميلًا يسير معه ميلين.
الدرجة السادسة: أنه يحتمل الظلم الأكثر ممّا يودّه الظالم دون أن يحمل في داخله كراهيّة نحو العالم.
الدرجة السابعة: لا يقف الأمر عند عدم الكراهيّة وإنما يمتد إلى الحب... "أحبّوا أعداءكم".
الدرجة الثامنة: يتحوّل الحب للأعداء إلى عمل، وذلك بصنع الخير "أحسنوا إلى مبغضيكم"، فنقابل الشرّ بعمل خير.
الدرجة التاسعة والأخيرة: يصلّي المؤمن من أجل المسيئين إليه وطارديه.
هكذا إذ يبلغ الإنسان إلى هذه الدرجة، ليس فقط يكون مستعدًا لقبول آلام أكثر وتعييرات وإنما يقدّم عوضها حبًا عمليًا ويقف كأب مترفّق بكل البشريّة، يصلّي عن الجميع طالبًا الصفح عن أعدائه والمسيئين إليه وطارديه، يكون متشبِّهًا بالله نفسه أب البشريّة كلها.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن غاية مجيء السيّد إلينا إنّما هو الارتفاع بنا إلى هذا السموّ إذ يقول: [جاء المسيح بهذا الهدف، أن يغرس هذه الأمور في ذهننا حتى يجعلنا نافعين لأعدائنا كما لأصدقائنا.]                                

تفسير (متى 5: 43) 43 «سمعتم انه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 هذه القضية السادسة التي فيها يأمر المسيح فيها بأن يزداد برنا عن  بر الكتبة والفريسيين. وهي مختصر القول «لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ» (لاويين ١٩: ١٨). فكانت الغاية من وضع هذه الوصية أن يحب اليهود بعضهم بعضاً، لقوله «أبناء شعبك». فالفريسيون نظراً لسكوت الوصية عن واجباتهم للأمم استنتجوا وجوب أن يعتبروهم أعداء الله وأعداءهم.

 

علاقة بنى إسرائيل بالأمم

 فى سفر التثنية 23 يحدد الرب صفات ونوعيات الأشخاص الذين يدخلون  فى جماعة الرب  مثل استلام مسئوليات معينة مثل أن يكون الشخص كاهنًا أو قاضيًا أو قائدًا وإلا لاحتقره الشعب واحتقر أحكامه وهم (1) المخصى (تث 23: 1) .. (2) إبن زنى (تث 23: 2) .. (3) عمونى او مؤابى (تث 23: 3) لأنهم لم يساعدوا بنى إسرائيل ويلاقوهم بالخبز والماء وإستأجروا بلعام للعنهم ولهذا قالرب لا ينسى الإساءة لشعبه وكان بنى موآب وبنى عمون كارهين لإسرائيل تمامًا. لهذا قال الرب (تث 23: 6)  " لا تلتمس سلامهم ولا خيرهم كل ايامك إلى الأبد." لا تعمل معهم إتفاقات أو معاهدات سلام لأن معاهدات سلامهم يدخل فيها طقوس عبادة لآلهتهم وبذلك تنجذب للعبادة الوثنية.والله هو الذي يحفظكم. وكان أمر الرب هذا بالنسبة للموآبيين والعمونيين ولكنه قال بالنسبة للأدوميين والمصريين (تث 23: 7) لا تكره ادوميا لانه اخوك لا تكره مصريا لانك كنت نزيلا في ارضه. "  لا ينسى الرب إساءة تُوجه لشعبه ولا ينسى كل إحسان يُقدم لشعبه ولنلاحظ أن الله دعاهم لعداوة الموآبيين والعمونيين لأن هؤلاء سعوا لأن يجعلوهم يُخطئوا، أما المصريين والأدوميين فاضطهدوهم جسديًا. فمن يضطهدنا جسديًا يجعلنا نخسر حياتنا الأرضية ومن يُعثرنا روحيًا يجعلنا نخسر الحياة الأبدية وهي الأهم. والأدوميين باعوا لهم طعام في الطريق والمصريين أكرموهم قبل أن يبدأ الاضطهاد وكما أن الله لا ينسى الخير لهؤلاء علينا أن لا ننسى أي يد امتدت إلينا بالخير ولو مرة.

اليهود والجليليين

 كان يهود اورشليم (القدس) يحتقرون سكان منطقة الجليل الشمالية  لأنهم خليط من الوثنيين واليهود وبقية الامم ، وكانوا غير ملتزمين بواجبات دينية اساسية ، فكان بعدهم عن اورشليم وهيكل سليمان وصعوبة التنقل لعدم توفر وسائل نقل غير الدواب يمنعهم من القيام بالحج في الاعياد الكبرى ، وكان فقرهم لا يساعد على دفع ضريبة العشر فييعتبرون طعامهم نجساً .كان يهود اورشليم (القدس) يحتقرون سكان منطقة الجليل الشمالية
لأنهم خليط من الوثنيين واليهود وبقية الامم ، وكانوا غير ملتزمين بواجبات دينية اساسية ، فكان بعدهم عن اورشليم وهيكل سليمان وصعوبة التنقل لعدم توفر وسائل نقل غير الدواب يمنعهم من القيام بالحج في الاعياد الكبرى ، وكان فقرهم لا يساعد على دفع ضريبة العشر فييعتبرون طعامهم نجساً .

علاقة بنى إسرائيل بالسامريين

كان السامريون يسكنون فى الأقليم الأوسط بين الجليل فى الشمال واليهودية فى الجنوب وكان هناك عداء عنصري قديم بين اليهود والسامريين ربما يرجع للاحتلال الأشوري لأرض إسرائيل (2 مل 17: 21)، وظهور عداء السامريين لليهود (عز 4؛ نح 4)، وبدأ المسيح فى التعامل معهم فى شخص  امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَة زكان هو التعامل الوحيد بينه وبين السامريون، فقد ذكر مَثَل السامري الصالح (لو 10: 33؛ 17: 16، 18)، كما اتُهِمَ بدوره من قِبَل اليهود بأنه هو نفسه سامري وبه شيطان (يو 8: 48)، كما شفى السيد المسيح واحد منهم من البرص، ووبَّخ اثنين من تلاميذه لأنهم رغبوا في القضاء نفر منهم بنزول نار من السماء (لو 9: 55، 56؛ 10: 30-37).

فى عصر المسيح

 وبالنسبة لعصر المسيح كان العالم مكونًا من يهود وأمم العوائد للأمم (ارجع مثلا إلى مرقس 7: 3، يو 5: 1، 19: 40)، فهناك اليهود والأمم (أع 11: 19)، والسامريون (يو 4: 9 و22)، والدخلاء (أع 2: 10). واليهود الذين اعتنقوا المسيحية، كان يطلق عليهم - في البداية- "اليهود" (غل 2: 13)، ولكن بمرور الوقت تأكد الفصل بين اليهود والمسيحيين.  ويقدم لنا الرسول بولس تحليلًا لاهوتيا لمعنى كلمة "يهود" ( رو 2: 17 - 20)،. ولفظة يهود أعم من عبرانيين، لأنها تشمل العبرانيين الأصليين والدخلاء (اليهود الجدد)، وقد أنبئ اليهود بأنهم سيشتتون في كل أنحاء المعمورة إذا تركوا الله وعصوا شريعته (لا 26: 33 و39 وتث 4: 27 و28: 25 و36 و37 و64- 68 واش 6: 12 و11: 11 و12) وتمت فيهم النبوة. "إسرائيليون"، "عبرانيون". وكلمة "يهود" مشتقة من "يهوذا"، الابن الرابع ليعقوب من زوجته ليئة (تك 29: 31 - 35).

1) " قَرِيبَكَ " تعنى كلمة قريب فى اللغة العربية : "الدَّاني في المكان أَو الزَّمان أَو النسب"  ومفهوم القريب فى الفكر اليهودى خاصة والشرق عامة هو  تسمية اولاد العم والخال وحتى الاقرباء البعيدين بكلمة ( أخ ) وهناك الكثير من الامثلة وردت في العهد القديم والجديد .وحسب تعليم الفريسيين هو «أحد اليهود» (لا 19: 18)  لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك، بل تحب قريبك كنفسك. أنا الرب.وحسب تعليم المسيح أي شخص قريب منك. فمحبة القريب وصية الله، وبغض العدو نتيجة استنتجها الفريسيون.
2) "وَتُبْغِضُ عَدُوَّك " هذه فتوى أضافها الفريسيون إلى الشريعة، فهي ليست من الأوامر الإلهية. على أن الفريسيين لم يأمروا ببغض الأمم صريحاً، بل حصروا الوصية في محبة اليهود. فكأنهم أباحوا أن يبغضوا الأمم. ويحتمل أن اليهود استنتجوا ذلك من أمر الله لهم بقتل الكنعانيين، ولكن هذا البغض مخالف لروح العهد القديم (انظر خروج ٢٣: ٤، ٥ وأمثال ٣٤: ١٧، ١٨ و٢٥: ٢١).

 

تفسير (متى 5: 44) 44 واما انا فاقول لكم: احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ " يصحح المسيح الفتاوى الفريسيين ببغضة الأعداء التى لم تنص عليه الشريعة و التي أضافها الفريسيون  . فتعليم المسيح هو أن شريعة المحبة التي حصروها في أمتهم تعم جميع الناس حتى الأعداء.(لو 6: 27 و 35)  27 «لكني اقول لكم ايها السامعون: احبوا اعداءكم احسنوا الى مبغضيكم  ..  35 بل احبوا اعداءكم واحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما وتكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين والاشرار

2) "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم " أحبوا فعل أمر لا نحب القريب  أو الغريب فقط  بل الذين يشتموننا ويضطهدوننا أيضاً، لأن بهذا يزيد برنا على بر الكتبة والفريسيين. والمحبة المطلوبة هنا ليست المحبة لصفات الله والصالحين، ولا محبة عداوة أعدائنا وشتائمهم واضطهادهم، لكنها محبة أشخاصهم التي تحملنا  ولنجاتهم من سيطرة الشر عليهم فنحن نشفق عليهم لجهالتهم، ونكلمهم باللطف، ونكافئ شرهم بالخير، ونعينهم وقت الضيق، ونسعى في خيرهم الزمني والأبدي. وهذاأمر المسيح . لأننا عندما نحب أعداءنا نماثل  المسيح الذى غفر لصالبيه (أع 7: 60) 60 ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم:«يارب، لا تقم لهم هذه الخطية». واذ قال هذا رقد."  أنه بالرغم من أخطاؤنا وتمردنا على الرب ولكنه أحبنا وبذل ذاته لأجلنا
3) "بَارِكُوا " أي لا تقتصروا على تقديم محبتكم لهم ،"لأنه إن إحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم. أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك. وإن سلمتم على اخوتكم فقط فأي فضل تصنعون. أليس العشارون أيضا يفعلون هكذا. فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل " (متى 5: 46).  بل أظهروه قولاً وفعلاً بمباركتهم ( 1كور 4: 12 و 13)  12 ونتعب عاملين بايدينا. نشتم فنبارك. نضطهد فنحتمل. 13 يفترى علينا فنعظ. صرنا كاقذار العالم ووسخ كل شيء الى الان. " والصلاة من أجلهم وكلمات اللطف وأعمال المحبة أفضل سلاح للمسيحي في دفع الظلم. فيجب أن نكلمهم باللطف في حضورهم، ونذكرهم بالحسنى في غيبتهم، فنمدحهم على ما يستحقون المدح به، ونسكت عما يوجب الذم لهم. (1 يط 2: 23) 23 الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا، واذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل."   فلا نسأل كيف عاملنا العدو لنعامله بالمثل، بل كيف يريد الله أن نعامله.
3) "يُسِيئُون " أي الذين يضرونكم أو يؤذونكم قولاً أو فعلاً. (1 بط 3: 9) ، 9غير مجازين عن شر بشر او عن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين، عالمين انكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة.  " حتى ولو وصل الأمر إلى الإضطهاد (رو 12: 14)  14 باركوا على الذين يضطهدونكم. باركوا ولا تلعنوا. ..   والله يقدِّرنا على المغفرة للذين يسيئون إلينا. فلا ننتقم "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانا للغضب. لأنه مكتوب لي النقمة أنا أجازي يقول الربّ. فإن جاع عدوك فأطعمه. وإن عطش فاسقه. لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه. لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير " (رومية 19:12).  والطريق الصحيح إلى ذلك الصوم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فقد امرنا السيد المسيح الا نقتصر على محبة القريب كما يأمر به الناموس القديم ولكن ينبغي لنا فوق ذلك ان نحب اعداءنا ونبارك على من يلعننا ويبغضنا فان السيد له المجد قد علمنا بهذا الاّ نبتدي بالشر ولا نقابل الشر بالشر ولا ننتقم ونتذمر اذا نالنا ضرر من القريب ولا نبغض احداً  . لكن فلنحبه ونعامله بالحسنى والخير مصلين لاجله . وهذه الوصايا من شأنها ان ترقي عقولنا وتجعلنا شبيهين به تعالى اذ قال .

 

تفسير (متى 5: 45) 45 لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.

 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "لِكَيْ تَكُونُوا " هذا برهان النبوة لا سببها.

2) "أَبْنَاءَ أَبِيكُم " مفهوم البنوة للرب : ظهرت هذه البنوة حينما خلق لرب آدم ووضعه في جنة عدن، كان يتعامل معه كأنه إبن له، وهذا ما قاله معلمنا لوقا البشير (لو3: 37) "آدم ابن الله" ولكن عندما أخطأ آدم وعصى الرب الإله، وأكل من الشجرة المنهي عنها، فَقَدَ كل امتيازاته، فقد الفردوس، وفَقَدَ البنوة لله.  وأعد الرب كلمته لفداء البشرية ويعيدهم ثانية للبنوة وأعاد لها كل الامتيازات التي فقدتها بسقوط آدم، فأعاد الله للبشر امتياز البنوية إذ قال: "أنا أكون لكم أبا وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الله القادر على كل شيء" (2كو6: 18). وحصل على هذا الإمتياز كل من يؤمن المسيح في حياته. ويتمتع بدالة الحب كإبن مع أبيه. تاركا ذل العبودية للشيطان حينئذ نسمع صوته "لا أعود أسميكم عبيدا لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو15: 15)  إنها عملية البحث عن الإبن الضال المفقود القاسى وإرجاعه عن طريق فتح الباب له بالمسيح تبني كما يقول الكتاب: (غل4: 4و5) "لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني" أما عن مقومات بنوة حب البشر مع الرب 1ـ عدم الخوف: (رو8: 15) "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا آبا الآب" 2ـ دالة حبية: (غل4: 6) "ثم يما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا يا أبا الآب" 3ـ حرية لا عبودية: (رو8: 21) "لأن الخليقة نفسها أيضا ستعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله" 2ـ ميراث سماوي: (رو8: 17) "فإن كنا أولادا فإننا ورثة أيضا ورثة الله ووارثون مع المسيح" *(غل4: 7) "إذن لست بعد عبدا بل ابنا، وإن كنت ابنا فوارث لله بالمسيح" *(1بط1: 3و4) "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع من الأموات، لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات من أجلكم"
 كيف يصير الإنسان ابنا للرب؟:1ـ بقبول المسيح: "أما كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بإسمه" (يو1: 12) 2ـ التبني بالفداء: (غل4: 4و5) "لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني" 3ـ بكلمة الحق:(يع1: 18) شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" 4ـ بالولادة من الله: (يو1: 13) "الذين ولدوا ليسوا من مشيئة رجل بل من الله" 5ـ الولادة من الماء والروح: (يو3: 5) "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله"
إتخذ يسوع كلمة الرب إبن الرب الوحيد جسدا وشابهنا فى كل شئ ما عدا الخطية لكى يرينا كيف ننتصر على الخطية والشر والشرير ولهذا يجب ان نتمثل به كأبن لأب نظهر أننا أبناؤه والمفروض أن نتمثل به في الرأفة وعمل الخير لجميع الناس، لأن الابن يقتدي طبعاً بأبيه. فنثبت بنوَّتنا أن تمثلنا به في نفع الجميع، بغضّ النظر عن أهليتنا، لأننا لا نقدر أن نشابهه في القوة ولا في الحكمة، ولا فى الألوهية فذلك أمر عندما حاول الإنسان الحصول عليه سقط من طهارته (تكوين ٣: ٥) ولكن عندما نجتهد في أن نكون مثله في المحبة نقرب منه (أفسس ٥: ١).
3) "فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ" شبة المسيح عطاياه ونوه وخيره بشروق الشمس أنه كما منح الشمس للعالم للأشرار والأبرار هكذا عطاياه منحع من الغنى والثروة والأولاد والبنات والأمهات وألاباء ةالسلام والبركة لكل الناس وغيرها من العطايا التى لا يلتفت لها الإنسان  .( أى 25: 3) 3 هل من عدد لجنوده وعلى من لا يشرق نوره." ولذلك لا يجوز أن نقصر محبتنا على الذين يستحقونها، بل يجب أن نحب الجميع.
اختار المسيح ضوء الشمس والمطر في بيان جود أبيه ومحبته، لأنهما على كل أسباب الحياة والنعمة في هذه الدنيا، ولأن نفعهما ظاهر للجميع. فمعاملة الرب لأعدائه في مسامحتهم وطلب خيرهم يجب أن يكون نموذجاً لشعورنا وعملنا ومعاملتنا لأعدائنا، لأنه ليس لله إلا عدو واحد يبغضه وهو الخطية والشر والشرير . ولا يجوز أن يكون لنا عدو غيرها. ولو سار الناس بموجب قاعدة المسيح لتجنبوا العداوات والخصومات وويلات الحروب وكوارث المجاعات  .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

قال هذا ليرفع ضمائرهم عن الارضيات ويجعل الفرق ما بين الاب السماوي والاب الارضي .

تفسير (متى 5: 46) 46 لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم؟ اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك؟

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

فى هذه الآية سؤالين مضمون السؤالين هو أن الذين يحبون محبيهم فقط ليس لهم أجر عند المسيح، وحتى العشارين الفئة المكروهة والمرذولة من اليهود يفعلون هذا فمن يحب من يحبه فقط لن يتميز عن العشارين. وتكلم عليهم كذلك جرياً على عادة الناس في أمرهم. إن مكافآت المحبة عدلٌ بشري. والمحبة للذين يبغضوننا هي محبة إلهية. وأما بُغض الذين يحبوننا فهو عملٌ شيطاني.

1) "لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ" الآية السابقة تصور معاملة الآب السماوي للبشر ومحبته للجميع بشروق شمسه على الأبرار والأشرار ، وفى هذه الآية يوجه المسيح أنظارنا حول معاملة الناس بعضهم لبعض. فالعشارون الذين يكرههم اليهود جميعا  بعطون محبة شديدة لمن يحبونهم إفتقادهم هذا الشعور فى التعامل اليومى بسبب وظيفتهم  لهذا فهم يشعرون بالمحبة لأصدقائهم وأنسبائهم ويعاملونهم بمقتضاها. فكم بالحري يجب أن تكون محبة المسيحي أعظم اتساعاً حتى تعم أعداءه كما أوصانا المسيح!

2) "فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ " وهذا الاستفهام استنكاري، أعني أي حق لكم في المدح والثواب على ذلك من الرب؟  أي لا حق لكم! لأن الذي ليس له إلا فضائل الوثني والعشار لا حقَّ له أن ينتظر إلا ثوابهما.

3) "ٱلْعَشَّارُون "هم جباة الضرائب، لا ترد كلمة عشَّار في الكتاب المقدس إلا في الأناجيل الثلاثة الأولى، فقد وردت تسع مرات في إنجيل متى، وثلاث مرات في إنجيل مرقس، وإحدى عشرة مرة في إنجيل لوقا وكانت الدولة الرومانية تعطي حق جمع الضرائب والمكوس في مقاطعة ما لأحد الملتزمين من الأثرياء ليؤدي المبالغ المحددة للخزانة العامة، وكانوا عادة من أثرياء الرومان، وإن كان يبدو أن زكا رئيس العشارين في أريحا (لو 19: 2) كان ملتزمًا، إذ يوصف بأنه كان رئيسًا للعشارين وكان هؤلاء الملتزمون يمنحُون حق جمع الضرائب والمكوس في مدينة معينة لأحد اليهود ليقوم بتحصيل الضرائب والمكوس لحسابهم. كانت فئة العشارين مكروهة عند اليهود،ولأنهم كانوا يأخذون من الناس أكثر مما عليهم. فبذلك كانوا مختلسين. ولم يكن يقبل هذه الوظيفة إلا أدنى الناس حتى حُسبت شريرة بذاتها. وعُدَّ العشارون والخطاة أشقى الناس وهو أمر منطقي لأنهم كانوا يمثلون سيادة روما، كما كانوا يقومون بالبحث والتحري عن كل مورد من موارد الضرائب والمكوس، وكثيرًا ما كانوا يغالون في تقدير الضرائب ليضعوا الفائض في جيوبهم. وكان معلمو اليهود يضعون العشارين واللصوص في صف واحد، وفي الأناجيل الثلاثة الأولى يذكر العشارون مع الخطاة (مت 9: 10 و11، 11: 19، مرقس 2: 15، لو 5: 30، 7: 34)، وهو ما يبين موقف الشعب اليهودي منهم، فقد كانوا يعتبرون خونة يبيعون خدماتهم للدولة الأجنبية المستعمرة لكي يجمعوا لأنفسهم ثروات على حساب قومهم. وقد لاحظ الرب يسوع هذا الموقف، لذلك قال: "إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضًا يفعلون هكذا؟" (مت 5: 46). وفي نفس الوقت وبخ الفريسيين لادعائهم البر الذاتي، فقال لهم: "إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله" (مت 21: 31).
وفي قوله هذا لم يكن يبدي رضاه عن أي من الفئتين، بل كان يؤكد أن باب الغفران مفتوح أمام أشر الخطاة إذا تاب، أما رفض التوبة بدافع البر الذاتي، فكان أكبر خطايا الفريسيين، كما صور ذلك الرب يسوع في مثل الفريسي والعشار (لو 18: 9 - 14).

تفسير (متى5: 47) 47 وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون؟ اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا؟

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "إن سلمتم " : معنى هذه الآية كالآية السابقة، فلا تخالفها إلا بتغيير ألفاظها. فذكر فيها لفظ «سلمتم» بدلاً من «أحببتم». والسلام إحدى طرق بداية الجوار والصداقة وإظهار الاعتبار والمحبة. وقد كرر المسيح ذلك المعنى بهذا اللفظ لأن اليهود كانوا لا يسلمون على الأمم ولا على الخطاة والعشارين لئلا يتنجسوا ، كما أنهم لو سلَّموا عليهم لاعتبروهم من إخوتهم.

2) "إِنْ سَلَّمْتُمْ" إن سلمتم على أخوتكم أي اليهود، بني جنسكم.

3) " أَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟"  أي ماذا تصنعون أكثر مما يفعله سائر الناس الذين لم يؤمنوا ؟ فهل يجوز أن يكتفي المسيحيين بأن يتمثلوا بهؤلاء؟ لا! لأن تعاليم المسيح  إمتدت بهم لدرجة الكمال بهذه التعاليم يظهر المسيحيين مميزين عن غيرهم ، فقد فعل لأجلهم أكثر مما فعل لغيرهم، ولأن لهم من النور والمعرفة أعظم مما للغير.

4) " أَلَيْسَ ٱلْعَشَّارُونَ أَيْضاً؟"  كان العشارين لهم مجموعة من الناس تستفيد منهم من جهة الضرائب فهؤلاء كانوا بتملقونهم ويسلمون عليهم ويصادقونهم والعشارين يردون السلام والصداقة بمثلها وأكثر منها وهذه تسمى تبادل منفعة يجب أن تكون محبة تلاميذ المسيح لغيرهم أشدَّ من محبة جماعة حُسبت شر الناس عند العامة والخاصة. لا بل ينتظر منا أن نحب أعداءنا كما يحب العشارون أحباءهم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي انه لا اجر لنا ولا فضل اذا احببنا من احبنا اقتداء بالعشارين وان كان الناموس العادل يقضي بذلك . 

الكمال :

الكمال هو بلوغ مرحلة الكمال الذى لا يوجد به نقصان فى أجزاؤه  أو عيب فى صفاته أو تشوه فى شكله والكامل هو الرب وحده

تفسير (متى 5: 48) 48 فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فكونوا" كونوا فعل أمر أى أمرنا يسوع  أن نكون كاملين ونحن أبناء الإله وأحباؤه والإبن يتخذ من والده الكامل قدوة  والرب بلا شك كامل ليس فيه نقصان

2) " كَامِلِين" يوجد ثلاث درجات يمر بها الإنسان حتى يصل إلى الكمال  الأولى : هى التوبة والبعد عن الخطية وهى ناحية سلبية ، الثانية : إيجابية وهى أن الإنسان يحيا فى حياة البر ، الثالثة أن ينموا فى حياة البر حتى يصل إلى الكمال ، ومن المعروف ان الكمال المطلق هو للرب وحده والمطلوب من البشر هوالكمال النسبى بالنسبة لطاقات كل إنسان وطبيعة كل إنسان وظروف كل إنسان ومقدار النعمة والمعونة الإلهية التى أعطيت له وهذا ما يسمى بالكمال النسبى وليست الكمال وصية أعطيت فى العهد الجديد ولكنها أعطيت فى القديم أيضا فقيل عن نوح " كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله. وسار نوح مع الله.( تك 6: 9) وكمال نوح بالنسبة لأيامه وقال الرب إبراهيم: «انا الله القدير. سر امامي وكن كاملا،  (تك 17: 1) أغطى وصية الكمال لأبرآم أبو إسحق وجد يعقوب ، وقيل عن يعقوب ( تك 25: 27) "يعقوب انسانا كاملا يسكن الخيام." ولما تكلم الرب عن أيوب فقال عنه (اي 2: 3)  ليس مثله في الارض.رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر." وإذا وجد كمال فى العهد القديم فهو بحسب إحتمال العهد القديم وروحياته وكمال العهد الجديد حسب إمكانيات ه وفعل الروح القدس وإمكانياته أكثروقال بولس الرسول :" لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين، ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر، ولا من عظماء هذا الدهر، الذين يبطلون.(1 كو 2: 6) وبيقول أن وظيفتنا هى (كو 1: 28)  " نحضر كل انسان كاملا في المسيح يسوع " ويوجد كمال فى تواحى الإيمان فمثلا فى الزهد والتجرد  وللشاب الغنى قال له يسوع: «ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء».(مت 19: 21) وبهذا نجد وصايا صغرى أنك تدفع العشور وأخرى أكبر منها أن كل من سألك فإعطه ولكن إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء وهذه هى الدرجة العظمى الكتاب وضع درجات وكل واحد يسير حسب مستواه ولكن من المفروض أن كل واحد يسعى للكمال المسيح تكلم عن الكمال فى فضيلة التجرد أما القديس يعقوب قال الكمال فى التجارب فى الإحتمال (يع 1: 4) واما الصبر فليكن له عمل تام، لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء. " ويوجد كمال فى فضيلة أخرى ذكرها معلمنا يعقوب (يع 3: 2) لاننا في اشياء كثيرة نعثر جميعنا. ان كان احد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل، قادر ان يلجم كل الجسد ايضا." وهكما يوجد كمال عام أو شامل أى يصلوا للكمال فى كل شئ (.2 تي 3: 17) لكي يكون انسان الله كاملا، متاهبا لكل عمل صالح." ويوجد أيضا كمال فى فضيلة معينة فالغنى يصل للكمال فى فضيلة التجرد ويوزع كل مالع للفقراء وآخر يصل للكمال فى الصبر والإحتمال ووثالث يصل للكمال من جهة اللسان ويقدر ان يضبط لسانه امهم ان ربنا أمرنا بفعل الكمال ، ولكن الكمال يجب أن تصحبه فضيلة التواضع ( لوقا 17: 10) كذلك أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا».وعبارة عبيد بطالون هى درجة كبيرة قليليين يستطيعون الوصول إليها لأنه قال متى فعلتم ما امرتم به ،

(١بطرس ١: ١٦) يجب أن تكون مبادئ حياتنا وكل غايتنا كمبادئ الله وغاياته، أي نكون نظيره في الطهارة الداخلية والمحبة والقداسة. ويسوع المسيح وحده المعلم العظيم يقدر أن يعلمنا أن نكون كاملين لأنه تجسد لكي يشخِّص كمال الله أمام الناس في حياته وموته.

3) "اباكم الذي في السماوات هو كامل. " ربطت هذه الآية كمال الإنسان المسيحى بكمال الرب أى بالكمال النسبة وقياسه بالكمال المطلق قال بولس «لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضًا الْمَسِيحُ يَسُوعُ» (فيلبي ٣: ١٢). ويظهر هذا فى كلمات بولس الرسول (أف 5: 1)  فكونوا متمثلين بالله كاولاد احباء،

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فقد دعا محبة الاعداء كمالاً . لانها تحوي كل انواع الفضيلة . اما قوله كما ان اباكم . فلا يراد ( بكما ) اننا نتشبه كل التشبه بالله ولكننا نكتسب شيئاً  من التشبه به . وقد قال العلماء والفلاسفة ان الشرائع هي ثلاث : الاولى ، الشريعة القديمة التي تأمر المتمسكين بها كالعشارين وغيرهم ان يحبوا من يحبهم ويبغضوا من يبغضهم وتدعى الشريعة العادلة . والثانية ، هي شريعة الظلم التي تقضي ببغض من يحبنا ولعن من يباركنا . والثالثة ، شريعة المسيح وهي ان نحب من يبغضنا ونبارك على من يلعننا وتدعى شريعة الكمال . ويثبت ذلك من قوله ” ان لم يزد بركم على الكتبة ” ثم ان المسيح بعد ان تكلم عن القتل والشهوة ومحبة الفضة اخذ يتكلم عن المجد الباطل فقال .

 

 
 

 

This site was last updated 04/03/24