تفسير (متى 25: 36 ): عرياناً فكسوتموني . مريضاً فزرتموني . محبوساً فأتيتم الي .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي." من أمثلة كسوة العريان ما جاء في (لو ٨: ٢، ٣، ٦ ) 2 وبعض النساء كن قد شفين من ارواح شريرة وامراض: مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين 3 ويونا امراة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة واخر كثيرات كن يخدمنه من اموالهن. (لو 8: 18) 18 فانظروا كيف تسمعون! لان من له سيعطى ومن ليس له فالذي يظنه له يؤخذ منه». (يعقوب ٢: ١٥، ١٦ ) إن كان اخ واخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي، 16 فقال لهما احدكم:«امضيا بسلام، استدفئا واشبعا» ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟
2) " مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي." من أمثلة زيارة المريض والإعتناء به ( لو١٠: ٣٠ - ٣٧ ) فاجاب يسوع: «انسان كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت. 31 فعرض ان كاهنا نزل في تلك الطريق فراه وجاز مقابله. 32 وكذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله. 33 ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن 34 فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته واتى به الى فندق واعتنى به. 35 وفي الغد لما مضى اخرج دينارين واعطاهما لصاحب الفندق وقال له: اعتن به ومهما انفقت اكثر فعند رجوعي اوفيك. 36 فاي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص؟» 37 فقال: «الذي صنع معه الرحمة». فقال له يسوع: «اذهب انت ايضا واصنع هكذا».
3) " مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ" ورد النص التالى كأمر للمسيحيين (عبرانيين ١٣: ٣ ) اذكروا المقيدين كانكم مقيدون معهم، والمذلين كانكم انتم ايضا في الجسد. "
ومن أمثلة زيارة المسجونين ما جاء في العهد القديم (إرميا ٣٨: ٧ - ١٣ ) 7 فلما سمع عبد ملك الكوشي رجل خصي وهو في بيت الملك انهم جعلوا ارميا في الجب والملك جالس في باب بنيامين 8 خرج عبد ملك من بيت الملك وكلم الملك قائلا. 9 يا سيدي الملك قد اساء هؤلاء الرجال في كل ما فعلوا بارميا النبي الذي طرحوه في الجب فانه يموت في مكانه بسبب الجوع لانه ليس بعد خبز في المدينة. 10 فامر الملك عبد ملك الكوشي قائلا خذ معك من هنا ثلاثين رجلا واطلع ارميا من الجب قبلما يموت. 11 فاخذ عبد ملك الرجال معه ودخل الى بيت الملك الى اسفل المخزن واخذ من هناك ثيابا رثة وملابس بالية ودلاها الى ارميا الى الجب بحبال. 12 وقال عبد ملك الكوشي لارميا ضع الثياب الرثة والملابس البالية تحت ابطيك تحت الحبال.ففعل ارميا كذلك. 13 فجذبوا ارميا بالحبال واطلعوه من الجب.فاقام ارميا في دار السجن "
وفى العهد الجديد (٢تيموثاوس ١: ١٦، ١٧)16 ليعط الرب رحمة لبيت انيسيفورس، لانه مرارا كثيرة اراحني ولم يخجل بسلسلتي، 17 بل لما كان في رومية، طلبني باوفر اجتهاد فوجدني.
مما يستحق الاعتبار في هذا الكلام ستة أمور:
(١) إن الأعمال التي يثاب عليها المرء ليست أعمالاً عظيمة كإطلاق المسجونين أو شفاء المرضى، بل مجرد زيارتهم. فاعتذار من يهمل الواجبات الصغرى بدعوى أنه لم يتيسر له أن يقوم بالكبرى باطلٌ، لأنه قد ظهر من هذا المثل أن كل شخص يقدر أن يخدم الرب يسوع نفسه.
(٢) المراحم التي ذُكرت هنا جسدية لا روحية، كتعليم الجهال ودعوة الخطاة إلى التوبة والإيمان والطاعة، مع أنها أعظم من الأولى. ولهذا سببان: (أ) أنها حُسبت كأنها فُعلت بالمسيح، فقال «جعت وعطشت» الخ، ولكن لم يصح أن يقول أنا جهلت فعلمتموني. أخطأت فدعوتموني إلى التوبة. ضللت فهديتموني، إلى غير ذلك من المراحم الروحية. و(ب) إن أُثيب على المراحم الصغرى فلا بد يُثاب على الكبرى، وعدم الاعتناء بالصغرى دليل على إهمال الكبرى «لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟» (١يوحنا ٤: ٢٠).
(٣) إن كل الأعمال التي ذُكرت هي من الخدمة الشخصية وإنكار الذات بإنفاق المال والعناية، وتدل على رقة القلب والمحبة الأخوية لأجل المسيح . وهذه كلها تبرهن أن الذين يقومون بها لهم روح السماء، فهم مستعدون لها.
(٤) إن المسيح كان أعظم قدوة للعالم بممارسته مثل تلك الأعمال، فمَن عمل مثلها يظهر أنه شبه المسيح (٢كورنثوس ٨: ٩).
(٥) لا داعي للمسيحي الحقيقي أن يخاف الحساب في يوم الدين، لأن قانون المحاسبة هو أن أفعال الرحمة التي يفعلها بالبشر تُحسب أنها فُعلت بالمسيح، وهذا خير اطمئنان له.
(٦) كما يتنكر الملوك أحياناً ويجولون بين الرعية ليلاحظوا أعمالهم، يجول المسيح بين شعبه وهو غير منظور، إذ يتنكر في فقراء شعبه. فالذين يؤوون الغرباء من أتباع المسيح يمكنهم أن يستضيفوا ملائكة كما قال الرسول (عبرانيين ١٣: ٢) بل يستضيفون الرب يسوع نفسه.
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم يقل كنت مريضاً فشفيتموني بل زرتموني مبيناً بذلك انه لا يطلب من احد شيئاً فوق طاقته . ولم يقل أخرجتموني من السجن بل أتيتم الي مبيناً لنا ان نذكر المقيدين كأننا نحن أيضاً مقيدون معهم ( عب 13: 3 ) .