Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير إنجيل متى الإصحاح الخامس والعشرون

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير الإجيل كما رواه متى الإصحاح الخامس  والعشرون
تفسير إنجيل متى الإصحاح االخامس  والعشرون
1. العذارى الحكيمات (مت  25: 1-13)
2. مثال الوزنات (مت  25: 14-30)
المفهوم الرمزي للمثَل
3. مجيء ابن الإنسان (مت  25: 31-46 )

تفسير انجيل متى الاصحاح الخامس والعشرون

مَثل العشر عذارى (متى 25: 1- 13)

مثل العشر عذارى

تفسير (متى 25: 1 ): حينئذٍ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى ، أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

بعد أن تنبأ المسيح عن خراب اورشليم ونهاية العالم ذكر لتلاميذه أمثلة الغرض منها الإستعداد لملاقاة المسيح سواء إذا ماتوا أثناء الحرب التى أدت لخراب أورشليم أو نهاية العالم وهذا المثل كمثل الوكيل في الأصحاح السابق، يُعلم وجوب السهر والاستعداد
1) " حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَات" لقد شبه المسيح فى الأمثلة التى قالها ملكوت السموات بتشبيهات عديدة وفيما يلى التشبيهات والأمثلة التى قالها المسيح عن ملكوت السموات : -

(مت 13: 24 ) قال لهم مثلا اخر: «يشبه ملكوت السماوات انسانا زرع زرعا جيدا في حقله.(مت 13: 31) قال لهم مثلا اخر: «يشبه ملكوت السماوات حبة خردل اخذها انسان وزرعها في حقله (مت 13: 33) قال لهم مثلا اخر: «يشبه ملكوت السماوات خميرة اخذتها امراة وخباتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع».(مت 13: 44) «ايضا يشبه ملكوت السماوات كنزا مخفى في حقل وجده انسان فاخفاه. ومن فرحه مضى وباع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل.(مت 13:  45) ايضا يشبه ملكوت السماوات انسانا تاجرا يطلب لالئ حسنة (مت 13: 47 ) ايضا يشبه ملكوت السماوات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع.(مت 13:  52) فقال لهم: «من اجل ذلك كل كاتب متعلم في ملكوت السماوات يشبه رجلا رب بيت يخرج من كنزه جددا وعتقاء».(مت 18: 23) لذلك يشبه ملكوت السماوات انسانا ملكا اراد ان يحاسب عبيده.(مت 20: 1) «فان ملكوت السماوات يشبه رجلا رب بيت خرج مع الصبح ليستاجر فعلة لكرمه (مت 22: 2) «يشبه ملكوت السماوات انسانا ملكا صنع عرسا لابنه (مت 25: 1) «حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى اخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس.

مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ أي الملكوت الذي أسسه المسيح ، وهو هنا يعني كنيسته المنظورة أى شعبه. ومشابهة الكنيسة للعريس سبق الكلام عنهما(راجع متّى ٢٢: ٢ ) انظر أيضاً (أفسس ٥: ٢٥ - ٣٢ ) ) فانه لم يبغض احد جسده قط، بل يقوته ويربيه، كما الرب ايضا للكنيسة. 30 لاننا اعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه ( رؤيا ١٩: ٧ ) لنفرح ونتهلل ونعطه المجد! لان عرس الخروف قد جاء، وامراته هيات نفسها.  ( رؤ٢١: ٢، ٩)2 وانا يوحنا رايت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها. . 9 ثم جاء الي واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات المملوة من السبع الضربات الاخيرة، وتكلم معي قائلا: «هلم فاريك العروس امراة الخروف».   والمقصود بالعريس المسيح، كما يتضح من مزمور ٤٥ وسفر نشيد الأنشاد. والعروس هي الكنيسة بجملتها القادة والشعب .
2) " عَشَرَ عَذَارَى" تشير عدد" عَشْرِ " الى اصابع اليدين وهو رمز الى العدد الكامل. وهو يدل على الكلية، فالجميع مدعوون للقاء العريس.
عَشَرَ عَذَارَى المقصود بهن أعضاء الكنيسة
أى الشعب بكامله ، حيث لا يظهر للمؤمن إيمانه الحقيقى منهم إلا في النهاية. ووضع الكنيسة عند مجيء المسيح  تشبه حالة العذارى هنا. وليس المقصود أن عددهن عشراً سوى يتوافق مع العادات اليهودية. ويشبه ذلك ما ذكر في سفر راعوث (راعوث ٤: ٢).ثم اخذ عشرة رجال من شيوخ المدينة وقال لهم اجلسوا هنا فجلسوا " والعشرة عدد حسب عادة اليهود أقل عدد يلزم لاجتماع قانوني في الصلاة، أو لاجتماع فرقة أو جماعة لأكل الفصح، أو لإقامة حفل عرس.
 أمَّا
كلمة " عَذارى " فتشير الى الفتيات اللواتي يرمزن الى النفوس الأكثر إيمانا فى الكنيسة  عملهم الخدمة فى الهيكل ، ومن ناحية أخرى الجميع من هم في الكنيسة مدعوون للقاء العريس الرب يسوع كما جاء في تعليم بولس الرسول عن الكنيسة عامة "خَطَبتُكُم لِزَوْجٍ واحِد، خِطبَةَ عَذْراءَ طاهِرَةٍ تُزَفُّ إِلى المسيح " (2كور 11: 2). والقديس أوغسطينوس له رأيا آخر ان كلمة عذارى لا تنطبق فقط على مجموعه كرست نفسها للخدمة و فقط فقال  "ان مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات ينطبق على الكنيسة كلها". الجماعة المسيحية هي عروس الحمل (رؤيا 21: 2).
واستعار
المسيح الذى هو العريس ويتظره الجميع إشارة للكنيسة الإناث دون الذكور للمناسبة، لأن كلمة "كنيسة" مؤنثة، وعادة الأعراس يومئذٍ أن تكون رفيقات العروس إناثاً. فليس للعذارى معنى خاص غير الإناث، ولا يشير المثل إلى أن كونهن عذارى يعد دليلاً على زيادة طهارتهن، لأن خمساً منهن جاهلات. لكن سرد المثل بهذه الطريقة لمناسبة المثل لأن عادة الأعراس في تلك الأيام أن تكون رفيقات العروس عذارى. ويوافق معنى المثل ما ورد في ٢كورنثوس ١١: ٢ (رؤيا ١٤: ٤.)  4 هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النساء لانهم اطهار. هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب. هؤلاء اشتروا من بين الناس باكورة لله وللخروف. "
3) " أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ " مَصَابِيحَهُنَّ كانت عادة اليهود أن يحتفلوا بالعرس ليلاً، فلزم على كل المحتفلين أن يحملوا مصابيح للإضاءة والزينة. والمقصود بها هنا الإقرار بالدين (لوقا ١٢: ٣٥). وعدم التفريق بين المصابيح يدل على أنه لم يظهر فرق بين المؤمنين الحقيقيين والمؤمنين في الظاهر. وأن الجميع أخذوا الروح القدس إشارة إلى الجميع معهم مصابيح ولكن أستعملها البعض فى الإستعداد ولم يستعملها الآخرون أو استعملوها لفترة ولكن لم تكن طول الوقت فإنطفئت المصابيح

 وكلمة " مَصابيحَهُنَّ " λαμπάς، تشير الى أطباق تحتوي على فتيلة من قماش مغموسة في الزيت و، محمولة على حوامل خشبية قصيرة،والمصابيح تدل على الاعتراف المسيحي من حيث انه أداة الإضاءة.  وهي تختلف عن السراج λύχνος تطورت المصابيح  لتصبح إناء له فنحتين واحدة يصب فيها الزيت والأخرى تخرج منها قطعة قماش تشتعل لتضئ الذي هو بمثابة وعاء كان يصنع من فخار او نحاس ويضع فيه سائل زيت، ثم يوضع فيه فتيلة يشعلونها لتنير الظلام (متى 5: 15). " ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة، وكونوا مِثلَ رِجالٍ يَنتَظِرونَ رُجوعَ سَيِّدِهم مِنَ العُرس" (لوقا 35:12)؛ فالمصابيح والمسارج لا تشتعل بدون الزيت حيث انها بدون الزيت تصبح عديمة الفائدة. وهكذا الإنسان المسيحي إذا لم يختبر خلاص الله وحلول الروح القدس في داخله، يكون كالمصباح من دون الزيت. والمصابيح تدلّ على أنَّنا في الليل. والليل يدلُّ على اننا بين مجيء المسيح الاول ومجيئه الثاني. هذا هو زمن الانتظار والسهر. أمَّا عبارة "لقاء العريس" فتشير الى اننا نحن نذهب اليه، وهو يجيء الينا. وأمَّا عبارة "خَرَجنَ لِلِقاءِ العَريس" فهي عادة شرقية حيث تخرج العذارى بعد ان يسود الظلام في عشية يوم العرس، حيث كانت العادة ان العريس يقود العروس الى بيته، مصحوبا بأصدقاء الطرفين، وينضم إليهم في الطريق آخرون يحملون المصابيح تكريما للعريس والعروس. وهذا يتطلب منهن السهر والانتظار والتدبير.

4) " وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ ٱلْعَرِيسِ"  خَرَجْنَ لِلِقَاءِ ٱلْعَرِيسِ أي خرجن من بيوتهن إلى بيت العروس ليرافقنها في ملاقاة العريس عند مجيئه ليأخذها من بيت أبيها إلى بيته حيث الوليمة، ويذهبن معها إلى هناك.
كلمة " العَريس " تشير الى الرب يسوع (رؤيا 21: 2) وانا يوحنا رايت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها." وقد شَبَّهَ يسوع َنفْسَهُ صَرَاحَةً بِعَرِيسٍ بقوله " أَبِوُسعِكُم أَن تُصوِّموا أَهلَ العُرسِ والعَريسُ بَينَهم؟ ولكِن سَتَأْتي أَيَّامٌ فيها يُرفَعُ العَريسُ مِن بَينِهم، فعِندَئذٍ يصومونَ في تِلكَ الأَيَّام " (لوقا 5: 34-35)، ‏ وملكوت السماوات يُشبه العرس. العروس والمدعوون والقائمين على العرس الذين هم القادة الدينيين

والعادات الشرقية القديمة، وكثير منها معمول بها حتى اليوم. تشير إلى الخلفية الثقافية لهذا المثل (والتي ينفرد به متى) يتعلق بأعداد العرس اليهودي في الأراضى المقدسة في القرن الأول (انظر Bible the of Customs and Manners Freeman Jacob ) بعد حوالي سنة من الخطبة الإلزامية، كان العريس يذهب إلى بيت العروس في اليوم المحدد ليجلبها إلى بيته والإحتفال لمدة سبعة أيام. هناك تغاير في المخطوطات اليونانية هنا فيما يتعلق بهذه العادة العبرية. أفضل وأقدم النصوص اليونانية تحوي "خرجن ليقابلن العريس". ) والترجمات اللاتينية والسريانية والقبطية والأرمنية، وأيضاً المخطوطة اليونانية Bezae) D النصوص اليونانية التي استخدمها أوريجنس، إلى الوقت عندما وأثناسيوس، والذهبي الفم، وجيروم وأغسطين تضيف "والعروس". فهذه ستشير إذا كانت العروس تنضم إلى حفلة الزفاف. UBSً 4 يعطي النص الأقصر نسبة أرجحية متوسطة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أراد بملكوت السموات الانجيل المقدس وبالبتولات اصحاب السيرة الصالحة . واراد ” بالعشرة ” الحواس النفسانية والجسدانية . 

تفسير (متى 25: 2 ) : وكان خمس منهن حكيمات ، وخمس جاهلات .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ" حكيمات :  حَكِيمَاتٍ أظهرن حكمتهن ببُغض الشر والكبرياء والاكاذيب واهتممن بأمور حياتهن مع الرب ومستقبل الحياة الأبدية  واستعددن لها .(امثال8: 13) مخافة الرب بغض الشر.الكبرياء والتعظم وطريق الشر وفم الاكاذيب ابغضت".  ؛ وبكلمة أخرى الحكمة هي العمل بوصاياه.وهذا ما يؤكِّده صاحب المزامير "رَأسُ الحِكمَةِ مَخافَةُ الرَّبّ"، (مزمور 111: 10)، والحكمة هي معرفة الرب، (أمثال 2: 5) ، فحينئذ تفهم مخافة الرب وتجد معرفة الله  
و
الحكمة حى حالة أو صفة فى الإنسان يستطيع من خلالها التمييز ما بين المقبول وغير المقبول، بين الخير والشر بين النور والظلام بواسطة ميل للعدل وبصيرة فى العقل ، والحكمة فى ألإنسان تنمو بقدرته على التعلّم والتلفّظ بأقوال حكيمة والتصرف بحكمة وموعظة، وهناك حكمة أكتسبت عن طريق المعرفة بسبب التجارب والخبرات التي مرّ بها،حكمة بأنها مزيج ما بين المعرفة والخبرة والفهم العميق للتسامح والتوازن، بالإضافة إلى الإحتماليّات والشكوك في الحياة، حيث إنّ الحكمة تمتاز بكونها شاملة لكل الخبرات الإنسانيّة التي تم التعرف عليها منذ القدم، لحكمة تستخدم الذكاء والخبرة والمعرفة من أجل تحقيق الخير،  ويمكن التفرقة بين الذكاء والحكمة، في أنّ الذكاء يعبّر عن معرفة الشيء، ولكن الحكمة تعبّر عن القدرة على الحكم ما إذا كان الشيء مقبولاً القيام به أم لا، لا تسبّب الأذى للغير والتعرف على بيئات جديدة والإنخراط بها. الحكمة قد لا تكون مرئيّة للناس ولكن تظهر من خلال تصرفّات الشخص الحكيم وتعاملاته وأفكاره الخاصّة  الشخص الحكيم يتميّز بأن الناس تلجأ إليه فى مشاكلهم، ويمتلك قدر كبير من الهدوء وخاصةً في مواجهة القرارات الصعبة والمصيريّة، وامتلاكه القدرة على رؤية الصورة الكبيرة للأمور، وبالتالي القدرة على تفسير ما يدور حوله، وتأمّل الحياة.
2 ) " وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ " جاهل فى اللغة العربية تعنى :
لاَ يَقْرَأُ وَلاَ يَكْتُبُ : العَامِّيُّ ، الغَبِيُّ ، الأُمِّيُّ ..تشير عبارة " جاهِلات" الى العذارى اللواتي يحتقرن الحكمة ويَنكرن الله ولا يعملن الاعمال الصالحة كما يوضح ذلك صاحب المزامير " قالَ الجاهِلُ في قَلبه: ((لَيسَ إِله)) فَسَدَت أَعْمالُهم وقبحت ولَيسَ مَن يَصنعُ الصالِحات. (مزمور 14: 1) أم معنى جَاهِلاَت أنهن لم ينتبهن بأنهم ينتظرن العريس الذى هو المسيح بالاستعداد بالأعمال اللائقة .؛ الجاهلات إذا هن فتيات موصوفات بعدم وجود نعمة الله الحقيقية فيهنَّ.  والفرق بين الحكيمات والجاهلات كالفرق بين الذي بنى بيته على الصخر والذي بنى بيته على الرمل (متّى ٧: ٢٤ - ٢٧). ويشير المسيح فى هذا المثل أن الكنيسة لا تزال إلى آخر الزمان تشتمل على أعضاء مخلصين وأعضاء مرائين، كما ظهر في مثل الحنطة والزوان (متّى ١٣). ومساواة عدد الحكيمات للجاهلات ليس جوهرياً في المثل، فلا يبمكن تفسير هذا المثل بـ تساوي عدد المرائين والمخلصين فى الكنيسة .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

سمى الخمس جاهلات لان حواس الجسد أضعف من حواس النفس وسمّاهن بتولات لطهارة سيرتهن . وقد اتخذهن في المثل دون الرجال لان في المسيح لا ذكراً ولا انثى . وذكر العدد عشرة لانه عدد كامل حيث لما ينتهي الانسان من عدد العشرة فيبتدي بعد من الواحد وثم لاجل الحواس العشرة كما قلنا .

تفسير (متى 25: 3 ): أما الجاهلات فأخذن مصابيحهن ولم ياخذن معهن زيتاً ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " أَمَّا ٱلْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ " أشار المسيح إلى عظم عدم التدبير عند الجاهلات بالرغم من معرفتهن بإحتياج المصابيح للزيت فبقدر كمية الزيت تضئ المصابيح فلم يتوفق كمية الزيت مع وقت الإنتظار وهم يعرفون أن العريس سيأتى ولكن مختوم عن أعينهم زمن مجيئه فلم يهتممن بملئ المصابيح بالزيت حتى الفوهة وهذا يشير أيضا من ناحية أخرى إلى التظاهر بالتدين أو إتباع التعاليم فترة من الزمن فظهروا أنهن من ضمن العذارى اللائى وهبهن انفسهن للخدمة وتظاهروا بالتدين دون النعمة الباطنة، فهن يشبهن  المزروع في الأرض المحجرة في مثل الزارع (متّى ١٣: ٥، ٢٠، ٢١).
2) " ولَم يَأخُذنَ معَهُنَّ زَيتاً" تشير هذه عبارة الى قلة تبصّر وتَدارك الامور؛ وهم من نزال نراهم  المسيحيين بالاسم لا بالعمل؛ إنهم لا يملكون زيت النعمة ويرفضون عمل الروح القدس وتدبيره فيهم، ولا ينتظرون رجوع سيدهم بالأعمال الصالحة. أمَا عبارة " زَيتاً" في العبرية שָׁמֶן وفي اليونانية ἔλαιον فتشير بحسب الكتاب المقدس إلى زيت الزيتون الذي يحصلون عليه حين يعصرون حب الزيتون في المعصرة. والزيت الذى يخرج من ثمرة الزيتون بالعصر والضغط فى معصرة ترمز إلى التجارب والضيقات والشدائد التى يواجهها المسيحى فى العالم (يو 16: 33)  قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ». يرمز الى الأعمال الصالحة والمقدّسة التى يعرف بها المسيحى ويراها الناس التي تُميّز الإيمان الحيّ من الايمان الميّت كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم. ويرمز الزيت أيضا الى أعمال النور والقوة والمحبة. إن وُجد الزيت كانت حياتنا نوراً في العالم بأعمالنا الصالحة كما قال المسيح: " فَلْيُضِئْ نُورُكُم لِلنَّاس، لِيَرَوْا أَعمالَكُمُ الصَّالحة " (متى 5: 14)، وبدون زيت الاعمال الصالحة فلا يكون فينا نور المسيح الذى قال لنا " أنتم نور العالم. لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل،
" (مت 5: 14)  فـ تكون حياتنا ظلمة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ويراد بالمصابيح السيرة العفيفة والقداسة . ثم لم نجد في كل الترجمات لفظة العروسين الا في السريانية وأما في غيرها فيقال خرجن للقاء العريس فقط . ويراد بالعريس المسيح وبالعروس الكنيسة اعلاماً بان كل انسان سوف يلاقي المسيح في ظهوره وعروسه المنتصرة آتية معه .

تفسير (متى 25: 4 )واما الحكيمات فأخذن زيتاً في آنيتهن مع مصابيحهن .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَأَمَّا ٱلْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتاً فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ ". الحكيمات هن نساء مؤمنات عاملات فى حقل الرب يراهم الناس فيعرفون بأنهن غبهن نعمة من الرب
 والمقصود بالزيت من المسحة الإلهية هنا النعمة التي هي موهبة الروح القدس
( أعمال ١٠: ٣٨). يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس، لان الله كان معه.  (زكريا ٤: ٢، ١٢ )  وقال لي ماذا ترى.فقلت قد نظرت واذا بمنارة كلها ذهب وكوزها على راسها وسبعة سرج عليها وسبع انابيب للسرج التي على راسها.  12 واجبت ثانية وقلت له ما فرعا الزيتون اللذان بجانب الانابيب من ذهب المفرغان من انفسهما الذهبي.  ونحصل على هذه النعمة بالمسحة الميرون المقدسة ثم الحفاظ عليها بالصلاة  والتدرج فى سلم الفضائل والخدمة وغيرها من الوسائط الروحية (٢كورنثوس ١: ٢١ ) 21 ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله 22 الذي ختمنا ايضا واعطى عربون الروح في قلوبنا. (١يوحنا ٢: ٢٠، ٢٧) 20 واما انتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء. 27 واما انتم فالمسحة التي اخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم الى ان يعلمكم احد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء، وهي حق وليست كذبا. كما علمتكم تثبتون فيه. ويمكن للمسيحيين بتلك النعمة أن «يضيئوا كأنوار في العالم» (فيلبي ٢: ١٥ ) 15 لكي تكونوا بلا لوم، وبسطاء، اولادا لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو، تضيئون بينهم كانوار في العالم. (2 بط 1: 19) وعندنا الكلمة النبوية، وهي اثبت، التي تفعلون حسنا ان انتبهتم اليها، كما الى سراج منير في موضع مظلم، الى ان ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم، 

تشير عبارة "الزيت في الآنية " الى نعمة الله في القلب بواسطة الروح القدس أو هو الولادة بالماء والروح وبعدها يدهن المعمد بزيت الميرون مسحة الروح القدس  (يوحنا 6:3).المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح. 7 لا تتعجب اني قلت لك: ينبغي ان تولدوا من فوق.  أمَّا عبارة " آنِية " فتشير الى وعاء كان يصنع من فخار او نحاس ويخزن فيه سائل زيت.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أراد بالحكيمات ذوي السيرة الصالحة الشفوقين على المحتاجين . واما الجاهلات فيراد بهم ذوي الاعمال الصالحة القساة القلوب الذين ليس في عاطفتهم رحمة . أراد بالزيت الرحمة والشفقة وبالآنية الاشخاص .

تفسير (متى 25: 5 ): وفيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " أَبْطَأَ ٱلْعَرِيسُ " تشير عبارة " أَبطَأَ العَريس" الى محور المثل ، وهو فكرة تأخر الرب كما قال الوكيل في نفسه " إِنَّ سيِّدي يُبطِئ "(متى 24: 48). قتأخر عودة يسوع. (متى ٢٤ :١٤ و ٤٣ -٤٤ ) (مت 24: 48) ولكن ان قال ذلك العبد الردي في قلبه: سيدي يبطئ قدومه. (لو 12: 45) لكن ان قال ذلك العبد في قلبه: سيدي يبطئ قدومه فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري وياكل ويشرب ويسكر. وفى مثل العبد الردئ وألإبطاء هنا حتى يعطى الرب الفرصة كاملة لكل إنسان أن يعيش حياة القداسة والعطاء في هذا إشارة إلى طول المدة بين مجيء المسيح الأول ومجيئه الثاني حيث ستتقابل البشرية مع الرب سواء بالموت قبل أو فى نهاية العالم أ. ولا ريب أن الكنيسة الأولى كانت فى حالة إنتظار هذا التأخير أدهش الكنيسة الأولى، ولكن من الواضح فى عبارة أبطأ العريس أنها أطول مما انتظرت الكنيسة حيث لا يعرف أحد وقت مجيئة بالضبط ، أيضاً تدل على تأجيل أو تأخير بين دمار أورشليم والمجيء الثانى فقد مرَّ علي النبوات أكثر من عشرين قرناً ولم يجئ العريس بعد. ومع ذلك فإن الفكرة كانت مفهومة ضمنيا لمسيحى الكنيسة الأولى 
2) " نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ" وبالرغم من الأنجيل أمرنا بالسهر ونتيقظ بالصلوات والتسابيح (١تسالونيكي ٥: ٦) فلا ننم اذا كالباقين، بل لنسهر ونصح.
" ولكن فى هذا المثل  لا لوم عليهن بذلك في المثل ولا على الكنيسة في النوم لإحتياج الجسد بعد إكمال وتميم الإستعداد ، لأن هذا النوم طبيعي لمن يطيلون السهر بعد جهاد فى الصلاة وفى الخدمة فى العالم . والجميع ناموا الحكيمات نمن كالجاهلات ولكن ماذا فعلت الحكيمات ملأن أنيتهن بالزيت أى فعلوا كما أمر الرب فى وصاياه وتعاليمه ، فلا بأس من النوم بعد تكميل الاستعداد لحاجة جسدنا البشرى . ولم تُمنع الجاهلات من دخول الوليمة لسبب نومهن.المثل يعكس قلق المسيحيين الأوَّلين تجاه عودة المسيح الذي ينتظرونه. فهناك لفت الانتباه العذارى الى واجب الاستعداد " لِذلِكَ كونوا أَنتُم أَيضاً مُستَعِدِّين، ففي السَّاعَةِ الَّتي لا تَتَوَقَّعونَها يأَتي ابنُ الإِنسان"(متى 24: 44).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أراد بابطاء العريس زمن الذي بين صعوده ومجيئه الثاني وبالنعاس الامراض وأراد بالنوم الموت وقال آخرون ان النعاس والنوم هو الموت الطبيعي لانه لا يعد موتاً لسبب رجاء القيامة لكنه نوم مدة صغيرة .

تفسير (متى 25: 6)ففي نصف الليل صار صراخ : هوذا العريس مقبل ، فأخرجن للقائه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ" شير عبارة "نصف الليل" الى انتهاء يوم وبدء آخر نِصْفِ ٱللَّيْلِ هو الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى نور المصابيح المعدة للإضاءة، ويصعب فيه الحصول على لوازم المصابيح إذ لم تكن مهيأة فلا يستطيع أحد شراء الزيت لأن الجميع نيام . وبلا شك أن هذا المثل يؤكد أن المسيح يأتي ثانية والناس في غفلة عن مجيئه بعضهم إستعد والبعض لم يستعد .
2) " صَارَ صُرَاخٌ " وأمَا عبارة "علا الصياح" فتُشير الى أصوات الملائكة التي تنادي الابرار بالخلاص، والاشرار بالدينونة يوم المجيء الثاني للمسيح كما أعلن بولس الرسول "لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَه، عِندَ إِعْلانِ الأَمْر والصياح الصوت الذي يوقظ الناس من نومهم في نصف الليل يكون غالباً مفاجئاً لكل العالم ويشير إلى حدث مفاجئ وغير معتاد وهام ، فتسمعه كل أذن ويكون مخيفاً إذا لم يستعدوا له.  ويشير أن الذين سيصرخون هم الملائكة ( متّى ٢٤: ٣١ )31 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها." ويقول بعض المفسسرين أن البعض إعتقد من هذا الكلام أن المسيح يأتي في نصف الليل حقيقة، فجعلوا السهر جزءاً من العبادة الواجبة على المسيحي، ولكن الأرض كروية يأتي المسيح إليها في وقت واحد. فالوقت الذي يكون نصف الليل عند قوم يكون نصف النهار عند آخرين! ولكن نسى المفسرين ان المسيح كان يصلى فى الليل وسهر حتى قبل القبض عليه سهر وصلى بينما كان التلاميذ نياما وقال (مت 26: 41) اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف». وهناك تفسيرا روحيا أن ذلك الصوت الذي ينادى به العالم كله في ذلك اليوم هو الروح القدس والضمير الذى يبكت كل إنسان ويوقظه من حياة الغفلة وينادى به لكل إنسان في نهاية حياته. والبعض يقول ان الصارخ حينئذٍ هو الموت. والاستعداد اللازم لملاقاة العريس هو عينه ضرورى لملاقاة الموت.
3) " هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ" (١تسالونيكي ٤: ١٦)لان الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح سيقومون اولا. "  ساعة لقاء نهائي مع المسيح المنتصر على الموت، وعلى موته وموتنا. يُعلن يسوع بُشرى الفصح والقيامة حتى عودته الثانية"؛
مَا عبارة " هُوذا العَريس! فَاخرُجْنَ لِلِقائِه! " فتشير الى قدوم الساعة الأخيرة تلك التي تُنْبئنا عنها الامراض والكوارث والحروب قبل عودة ربنا يسوع المسيح.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يتضح من هذه الآية ان القيامة تكون في نصف الليل لأن في نصف الليل قام سيدنا من القبر . كما انه في ليلة الاحد خلق الخليقة وهكذا في ليلة الاحد سوف يحيي الموتى . اما صوت البوق الصارخ من الملائكة فقوم يقولون انه سوف يسمع ثلاث مرات . المرة الاولى اعلاماً عن مجيئه الثاني والثانية عن دينونة المسيح الكذاب والثالثة عن قيامة الموتى وتجديد الكل .

تفسير (متى 25: 7 ):فقامت جميع اولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن  .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولَئِكَ ٱلْعَذَارَى"تشير عبارة " فقامَ " الى قول بولس الرسول " تَنبَّهْ أَيُّها النَّائِم وقُم مِن بَينِ الأَمْوات يُضِئْ لَك المسيح" (أفسس 5: 14).  القيام من النوم يحمل عدة معانى منها الروحى اآ الكسل والتهاون فى عمل الرب والآخر القيام من الموت  إذ قال: "لعازر حبيبنا قد نام. لكني أذهب لأوقظه. فقال تلاميذه : يا سيد إن كان قد نام فهو يُشفى. وكان يسوع يقول عن موته. وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم. فقال لهم يسوع حينئذٍ علانية لعازر مات" (يو11: 11-14). والنوم فى هذا المثل ليس مقصور على النيام الأحياء على الأرض حين مجيء المسيح ثانيةً، فهو ينطبق على جميع المؤمنين مسيحيين الذين رقدوا في القبور منذ تأسيس الكنيسة إلى نهايتها. ولكن يعسر إيضاح ذلك في المثل.
2) " أَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ" أعندما سمعن صوت المناداه بإقبال العريس كان عملهن أن ينظرن في أحوال مصابيحهن لإضائتها وليرين أفيها زيتٌ أم لا. هل هن نور العالم فتشير الى إضاءة المصابيح للتأهب والاستعداد للعمل في الليل كما فعل العبرانيون وهم يحتفلون بالفصح "تَكونُ أَحقاوُكم مَشْدودةً ونِعالُكُم في أَرجُلِكُم وعِصِيُّكُم في أَيديكُم، وتأكُلونَه على عَجَلٍ فإِنَّه فِصحٌ لِلرَّبّ" (خروج 12: 11). من الضرورى  إستعداد كل واحد ليوم الموت ويوم مجيء الرب ثانية ولملاقاة الرب أن يمتحن كل واحد نفسه قبل أن الرب يمتحنه أيضاً. وكثيراً ما حدث أن المسيحيين عند موتهم ظهرت فضائلهم الروحية وعدد الناس فضائلهم وأعمالهم ، كأن مصابيحهم أُصلحت جديداً بزيت النعمة. وقد يفاجئ الموت المسيحي بالحق وهو متوقع أن يحيا زماناً أطول في خدمة الرب، فيضطرب في أول الأمر حتى يضعف رجاؤه، فيكون كمصباح يكاد ينطفئ، ثم يرجع إلى نفسه ويرى أساس إيمانه ورجائه فيجدد ثقته، كأن مصباحه أُصلح من مصدر إلهي.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يريد بقيامة العذارى القيامة العامة وبتهيئة المصابيح الرجا العمومي عند جميع المسيحيين لامانتهم بالمسيح .

تفسير (متى 25: 8 ): فقالت الجاهلات للحكيمات : اعطيننا من زيتكن فان مصابيحنا تنطفيء .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالَتِ ٱلْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ " . نلاحظ هنا أن الفرق ليس في أنهن عذارى ولا فى نومهن ولا فى المصباح من جهة شكله أو حجمه، بل: هل فيه زيت أم لا؟! كذلك في أعمالنا التى يرى الناس من خلالها إيماننا ، يجب يكون زيت الروح القدس يعمل كثيرا فينا : ايس بحسب الظاهر فقط فى صورة تقوى ظاهرية فقط، ولكن فى الخفاء أيضا لأن الاب الذى يرى فى الخفاء ما نفعله يجازينا علانية ؟
أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ : عندما أشعلن النار فى فتيل المصابيح لم تجد النار زيتا علة وجدنها كادت تنطفئ من الحاجة إلى الزيت، فظهرت جهالتهن بعدم استعدادهن الإستعداد الضروري وما يكفى من زيت بطول المدة لأن العريس قد أبطأ مثلهن مثل مثل الذى لم يحسب حساب نفقة بناء البرج أو مَثَلِ رَجُلٍ جاهِلٍ بَنى بَيتَه على الرَّمْل" (متى 7: 26)،.

2) " فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ "وهنا إشارة إلى أنه يأتي على كل إنسان وقت يُمتحن فيه  إيمانه : هل هو ظاهرى كما الفريسيين المرائيين ام هو قلبي؟ وقد يظن المرائي أن الزيت فى مصباحه يكفيه مدة الحياة. ولكن متّى اضطُر أن يسير في وادي ظل الموت يظهر ضعف نوره وفراغه من الزيت، فيقع في الحيرة والاضطراب. وهنا طلبت الجاهلات إلى الحكيمات أن يعالجن نقصهن، كذلك سيطلب المسيحيون الدنيويون إلى المسيحيين أن يشاركوهم في فضائلهم، فيكونون كبلعام الذي لم يرد أن يحيا حياة الأبرار مع أنه أحب أن يموت موتهم، وأن تكون آخرته كآخرتهم (عد ٢٣: ١٠). فوالتفسير يشير إلى أنه لا يمكن لأحد أن يستعير زيتًا من آخر لأنه أتى الليل حيث لا مجال للعمل. عند مجيء الرب ينتهي زمن العمل والتوبة والنعمة ويبدأ زمن العدل والدينونة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ليس أجهل من الذين يقتنون اموالاً هنا ويمضون الى هناك عريانين ثم ان الجاهل هو الذي يطلب الحاجة في غير وقتها ويظن انه يحصل عليها وعبثاً يطلب الخطأة وقت الدينونة الاشتراك في أثمار الأبرار .

تفسير (متى 25: 9 ): فأجابت الحكيمات قائلات : لعله لا يكفي لنا ولكن ، بل اذهبن الى الباعة وأبتعن لكن .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَأَجَابَتِ ٱلْحَكِيمَاتُ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ،"  الحكمة تعتمد على التقدير والتمييز والتفاضل أو الإتفاق بين الشئ ونقيضة  طلبت الجاهلات منالحكيمات بعض الزيت لأن مصتبيحهن تنطفش ولا يستطيعن إستقبال العريس والمصابيح مطفئة والسؤال الزيت هو أعمال الإنسان التى تضئ كيف للجاهلات ان تطابن زيتا أى أعمالا عملها آخريين ونسبتها لأنفسهن هنا يشير المثل إلى مسؤولية كل إنسان عن نفسه وعن تنظيم مستقبله مع الرب ، ولا يستطيع الانسان ان يعيش على حساب الآخرين فيفوَّض اموره إليهم. لا نستطيع أن نتّكل على الآخرين في لقائنا الشخصي مع المسيح، فنحن مسؤولون عن نفوسنا.فقالت الحكيمات
لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي الخ أَبت الحكيمات إجابة طلب الجاهلات لأسباب هى : (١) أن كل إنسان يعطي الله حساباً عن نفسه لا عن غيره (مزمور ٤٩: ٧ ) ( رومية ١٤: ١٢ ) ( ١بطرس ٤: ١٨). (٢) أن وقت الموت أو وقت مجيء الرب ليس وقت الحصول على النعمة، بل هو قبلهما. نعم ربما يوجد الزيت للبيع عند نصف الليل، كما فعل اللص اليمين وهو على الصليب ولكن لا أمل أن توجد النعمة بعد الموت أو في يوم في يوم الدين. (٣) أنه ليس لأحد من الناس أكثر مما يحتاج لنفسه من النعمة. فلا يقدر مسيحي أن يعطي غيره شيئاً من نعمته لتُحسَب للمعطى له، إنما كل ما يستطيعه هو أن يدل المحتاجين إلى المصدر الذي أخذ هو منه إن بقي وقت لذلك.
2) "  بَلِ ٱذْهَبْنَ إِلَى ٱلْبَاعَةِ وَٱبْتَعْنَ " كلمة " الباعَةِ" تشير الى الذين عندهم النعمة لأجل المحتاجين إليها وهم أغلب الظن خدام المسيح القادة الدينيين الذين معهم مفاتيح ملكوت السموات ، والذين يمنحونها مجانًا لمن يطلبها في الوقت المقبول كما ورد في سفر اشعيا " أَيُّها العِطاشُ جَميعاً هَلُمُّوا إِلى المِياه، والَّذينَ لا فِضَّةَ لَهم هَلُمُّوا آشتَروا وكُلوا، هَلُمُّوا آشتَروا بِغيرِ فِضَّةٍ ولا ثَمَن خَمْراً ولَبَناً حَليباً (اشعيا 55: 1).
ٱبْتَعْنَ لَكُنَّ الشراء هنا كناية عن الرغبة في تحصيل المطلوب وترك كل شيء لأجله، كما ورد في (إشعياء ٥٥: ١ ) ( متّى ٣: ٤٦ ) ( رؤيا ٣: ١٨) فالنعمة لا تُشترى لأنها هبة الله.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يراد بالباعة اولئك الذين كان يمكن ان يرأفوا بهم فتضيء مصابيحهن .

تفسير (متى 25: 10 ): وفيما هنّ ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه الى العرس ، وأغلق الباب .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ ٱلْعَرِيسُ" كان لهم وقت قصير جدا لشراء الزيت ولكن جَاءَ ٱلْعَرِيسُ فدأة من غير ميعاد لا بدَّ من أن يأتي المسيح فى وقت لا نعلمه وساعة لا ندركها وإن أبطأ قدومه.

تشير كلمة " وَصَلَ أو جاء " باليونانية ἦλθεν الى مَجِيئِهِ، ‏ أَو وُصُولِهِ، ‏ مُسْتَعْمِلًا ٱلْفِعْلَ ٱلْيُونَانِيَّ نَفْسَهُ بِصِيَغٍ مُخْتَلِفَة. وقد أَشَارَ يَسُوعُ فلهذه الفعل فِي نُبُوَّتِهِ في افصحاحين (مت 24-25)  ثَمَانِيَ مَرَّات.
2) " وَٱلْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى ٱلْعُرْسِ" الآن في غيبة العريس تنوح الكنيسة وتصوم (لو 5: 35) لكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام».وتستعد وتزيين نفسها باعمال الخير وتنفيذ الوصايا  (متّى ٩: ١٥) فقال لهم يسوع: «هل يستطيع بنو العرس ان ينوحوا ما دام العريس معهم؟ ولكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون. "  ولكنه سيأتي حتما ويأخذ عروسه لتكون معه فى افراح مجده (يوحنا ١٧: ٢٤) فيفرح بها وتفرح به (إشعياء ٦٢: ٥). لانه كما يتزوج الشاب عذراء يتزوجك بنوك.وكفرح العريس بالعروس يفرح بك الهك " فمهما كان الحزن بطول الانتظار والفراق فإنها ستعوَّض عنه بفرح الدخول إلى العرس. ويكون ذلك الفرح بمشاهدة المسيح والاقتراب منه ونوال القداسة والراحة وكل الخيرات السماوية بواسطته (رؤيا ١٩: ٧ - ٩ ) لنفرح ونتهلل ونعطه المجد! لان عرس الخروف قد جاء، وامراته هيات نفسها. 8 واعطيت ان تلبس بزا نقيا بهيا، لان البز هو تبررات القديسين». 9 وقال لي:«اكتب: طوبى للمدعوين الى عشاء عرس الخروف!». وقال:«هذه هي اقوال الله الصادقة». ( رؤ٢١: ٢).وانا يوحنا رايت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها.
فزيت المستعدات هو زيت البركة والنعمة القلب نتيجة لرضاء الإله ، وهنا الاستعداد الوحيد الضروري لنوال بركة الزيت وعمل الروح القدس ، فهي تشتمل على التوبة والإيمان والمسرة الطاهرة. فلا بد من أن المستعدات بالتوبة (أعمال ٣: ١٩ ) فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم، لكي تاتي اوقات الفرج من وجه الرب " .لملاقاة العريس السماوي واكتسين بثوب بره وتجددن بروحه القدوس فصاروت ثيابهم بيض أكثر من الثلج لأنها غُسلت بدم الحمَل،(مرقس ١٦: ١٦ )  من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن. (يوحنا ٥: ٢٤ )  «الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة.    (٢بطرس ٣: ١١، ١٢ ) 11 فبما ان هذه كلها تنحل، اي اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة وتقوى؟ 12 منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب، الذي به تنحل السماوات ملتهبة، والعناصر محترقة تذوب. (رؤيا ٢٢: ١١)1 من يظلم فليظلم بعد. ومن هو نجس فليتنجس بعد. ومن هو بار فليتبرر بعد. ومن هو مقدس فليتقدس بعد». 12 «وها انا اتي سريعا واجرتي معي لاجازي كل واحد كما يكون عمله.  "
3) " أُغْلِقَ ٱلْبَابُ " (لوقا ١٣: ٢٥)  من بعد ما يكون رب البيت قد قام واغلق الباب وابتداتم تقفون خارجا وتقرعون الباب قائلين: يا رب يا رب افتح لنا يجيبكم: لا اعرفكم من اين انتم! " ذُكِر إغلاق الباب في سفر التكوين أيضاً (تكوين 7: 16)  والداخلات دخلت ذكرا وانثى، من كل ذي جسد، كما امره الله. واغلق الرب عليه. " وفي سفر الرؤيا (رؤيا ٣: ١٢). وهدف إغلاق الرب  باب الفلك هو إعلان عن حماية الرب لهم وكان هذا العمل بهجة لهم وشعورا بقوة الرب الحافظة ولراحتهم ولأمنهم، ومنع دخول غيرهم. وإغلاق باب السماء يمنع أن يدخل إليه شيءٌ من الوجع أو العالم الشرير وإبليس المجرب وكل الشكوك والأهوال والخطايا والموت. ومعنى الباب هنا مدخل الرحمة بالمسيح (يوحنا ١٠: ٧، ٩)  فقال لهم يسوع ايضا:«الحق الحق اقول لكم: اني انا باب الخراف. 8 جميع الذين اتوا قبلي هم سراق ولصوص، ولكن الخراف لم تسمع لهم. 9 انا هو الباب. ان دخل بي احد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى. " بدم المسيح يدخل به الإنسان من بتوبته من الخطية إلى القداسة ومن الموت إلى الحياة ومن الشقاء إلى السعادة ومن العداوة الرب إلى المصالحة معه. ويظل هذا الباب مفتوحاً للعالم بأجمعه إلى أن ينتقل الإنسان بموته أو إلى مجيء المسيح ثانيةً، ولعله يبقى مفتوحاً لكل إنسان إلى ساعة موته. ويستثنى من ذلك من جدَّف على الروح القدس، فإنه يوصد أمامه وهو في الحياة. وأفضل أوقات الدخول في ذلك الباب الساعة الحاضرة بدليل القول الرسولي «هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص» (٢كورنثوس ٦: ٢) ويسمى أيضاً باب الرحمة وباب الرجاء وباب الخلاص. وللمسيح سلطان عليه بدليل قوله «الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ» (رؤيا ٣: ٧) ويغلق دون كل إنسان عند موته ودون العالم يوم الدين (جامعة ٩: ١٠ ) ( جا١١: ٣ ) (متّى ٢٥: ٤٦ ) ( رؤيا ٢٢: ١١).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان زمان التوبة والاعمال المرضية لله هو في هذه الحيوة وكل من لا يسعى لاكتساب رضى الله في هذه الحيوة لا يصادف هناك الا الفشل . وغلق الباب هو افتراق الصالحين وانتهاء وقت الرحمة واتيان وقت الدينونة

تفسير (متى 25: 11 ) : أخيراً جاءت بقية العذارى قائلات : يا سيد ، يا سيد ، افتح لنا !

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " أَخِيراً جَاءَتْ بَقِيَّةُ ٱلْعَذَارَى أَيْضاً "جاءَت آخِرَ الأَمرِ سائرُ العذارى فقُلنَ: جائت بقية العذارى وهن الجاهلات يطلبن الرحمة بعد فوات وقتها وابتداء يوم القضاء . وما قيل في إتيانهن إلى بيت العريس وطلبهن الدخول عبثاً يشير فأى إنسان مصيرة أن يقف أمام باب الديان العادل بعد الموت وهذه الصورة فى هذا المثال يشير إلى ما يحدث لو أمكن المسيحيين المرائين أن يصلوا إلى باب السماء ويلحوا بسؤال الدخول.

2) " قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، ٱفْتَحْ لَنَا" كلمة ياسيد تعنى يارب وهو لقب أرضى وإلهى للسيد المسيح وعبارة ((يا ربّ، يا ربّ، اِفتَحْ لَنا)) تذكرنا الى ما ورد في انجيل لوقا "وإِذا قامَ رَبُّ البَيتِ وأَقَفَلَ الباب، فوَقَفتُم في خارِجِه وأَخَذتُم تَقرَعونَ البابَ وتقولون: يا ربُّ افتَحْ لَنا، فيُجيبُكُم: لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم، حينَئِذٍ تَقولونَ: لَقَد أَكَلْنا وِشَرِبنْا أَمامَكَ، ولقَد عَلَّمتَ في ساحاتِنا. فيَقولُ لَكم: لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم. إِلَيكُم عَنَّي يا فاعِلي السُّوءِ جَميعاً " (لوقا 13: 25-26). وتذكرنا ايضا بما ورد فى متى سابقا (مت 7) تكرار كلمة يا سيد ويلرب كان محاولةً لإظهار قرب العلاقة بين المنادى والمنادى عليه علاقة لها دلاله ورجاء وبلا شك هناك توبيخ ورد فى الإنجيل لهؤلاء الذين ينادونه ولا يعملون بأقواله ورد فى (لو ٦ :٤٦ ) ولماذا تدعونني: يا رب يا رب وانتم لا تفعلون ما اقوله؟ " وكانت هذه العلاقة علاقة ناقصة (متّى ٧: ٢١ - ٢٣) «ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات. 22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ 23 فحينئذ اصرح لهم: اني لم اعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الاثم! "

الجزء الصادم فى أمثلة يسوع أنه أشار إلى المؤمنين فى الكنيسة وخارجها ورد فعلهم على إتباع تعاليمه أو الإيمان به بالنسبة للأمم وفى العذارى  ظهر نوعين من الناس أشار غليهم يسوع بـ الحكيمات الآئى حفظن المانة وساروا فى طريق الرب والجاهلات المرائيات كانوا على ما يبدو ظاهريا من اتباع يسوع (مت ١٣ راجع مثل الترب ومثل الزؤان). أهملوا العطية المجانية ليسوع هم حقاً مفديين (٢ بط٢ :٢٠ -٢٢)  لانه اذا كانوا، بعدما هربوا من نجاسات العالم، بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح، يرتبكون ايضا فيها، فينغلبون، فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل. 21 لانه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من انهم بعدما عرفوا، يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم. 22 قد اصابهم ما في المثل الصادق:«كلب قد عاد الى قيئه»، و«خنزيرة مغتسلة الى مراغة الحماة» ( ١ يو ٢ :١٨ -١٩) ً ايها الاولاد هي الساعة الاخيرة. وكما سمعتم ان ضد المسيح ياتي، قد صار الان اضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم انها الساعة الاخيرة. 19 منا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا، لانهم لو كانوا منا لبقوا معنا. لكن ليظهروا انهم ليسوا جميعهم منا. 
بولس الرسول في ( رو ٩ :٦ )ولكن ليس هكذا حتى ان كلمة الله قد سقطت. لان ليس جميع الذين من اسرائيل هم اسرائيليون، " 
ليس كل من يظهر انه مؤمن ويتبع اسلوبا غير مسيحى فى حياته هو بعيدا تماما عن دخول ملكوت السموات لأنه غير مفديين ووردت فى عبرانيين بعض التحذيرات (عب 2: 1- 4) ( عب 3: 7- 13) ( عب 4: 1- 13) ( عب 5: 11- 6: 12) (عب 10: 26- 39) (عب 12: 14- 17)   (مت 24: 50- 51) ( مت 25: 29- 30) (مت 25: 41- 42)

تفسير (متى 25: 12 ): فاجاب وقال : الحق اقول لكن اني ما أعرفكن .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " «فَأَجَابَ: ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ»."  هذه العبارة إشارة إلى أن أعمال الإنسان التى يفعلها فى حياته هى الشئ الذى سيحاسب عليه لا  ليُدخله السماء بعد الموت، فهو سينال القرار حالاً فى وقت الدينونة إن كان سيبقى مع الرب أم يبقى بدونه إلى الأبد. فلننتبه إذن قبل فوات الأوان. فاى من الطريقيين نسلك ونحب ان نسير فيه طريق يسير الرب فيه معنا ويؤدى لباب السماء المفتوح لنا على مصراعية ويقول فيه الرب ت(مت 25: 34)  ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.  وطريق يودى إلى الدينونة ويقول لنا لارب فيه أنى لا أعرفكم ويؤدى إلى الهلاك (مزمور ٥: ٥ ) لا يقف المفتخرون قدام عينيك.ابغضت كل فاعلي الاثم. (حبقوق ١: ١٣)  عيناك اطهر من ان تنظرا الشر ولا تستطيع النظر الى الجور فلم تنظر الى الناهبين وتصمت حين يبلع الشرير من هو ابر منه.
مَا أَعْرِفُكُنَّ: (يوحنا ٩: ٣١)ونعلم ان الله لا يسمع للخطاة. ولكن ان كان احد يتقي الله ويفعل مشيئته، فلهذا يسمع.  "كما أن الانتماء الى الكنيسة لا يكفي، ولا يكفي ايضا الانتماء الى جماعة المسيحية  بل يجب على الانسان ان يقبل يسوع معروفا من يسوع وذلك بأعماله الصالحة (لوقا 13: 25-27).
أي لا أعرفكن لأني لم أشاهدكن مع العروس لما دخلت ولم تشابهون بنات العرس . ويشير أن المسيح لا يعرف المرائين تلاميذ له. فمعنى المعرفة هنا الإقرار والقبول كمعناها في قوله: «أَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي» (يوحنا ١٠: ١٤). فيجب أن تبدأ معرفة المسيح لنا في هذه الحياة ليعرفنا عند الموت وبعده إلى الأبد. وقول المسيح لأحدٍ من الناس «ما أعرفك» كافٍ لأن يكون أشد عقاب أبدي له وهذه العبارة هى إنقضاع الصلة وبداية العذاب الأبدى فالعذاب هو بعد روحنا عن مصدرها لن الرب هو النافخ فى اجسادنا لكى يصير كل إنسان نفس حية (متّى ٧: ٢٣ ) فحينئذ اصرح لهم: اني لم اعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الاثم! ( ٢تيموثاوس ٢: ١٩).ولكن اساس الله الراسخ قد ثبت، اذ له هذا الختم: «يعلم الرب الذين هم له». و«ليتجنب الاثم كل من يسمي اسم المسيح».  واالمكافاة والمجازاة هي ما ورد في قوله «هُوَذَا عَبِيدِي يَشْرَبُونَ وَأَنْتُمْ تَعْطَشُونَ. هُوَذَا عَبِيدِي يَفْرَحُونَ وَأَنْتُمْ تَخْزَوْنَ. هُوَذَا عَبِيدِي يَتَرَنَّمُونَ مِنْ طِيبَةِ الْقَلْبِ وَأَنْتُمْ تَصْرُخُونَ مِنْ كآبَةِ الْقَلْبِ، وَمِنِ انْكِسَارِ الرُّوحِ تُوَلْوِلُونَ» (إشعياء ٦٥: ١٣، ١٤). فإذا غفل أحد عن الاستعداد ليوم الدين في هذه الحياة فإنه يضطرب في ساعة موته أو في يوم مجيء الرب. وإن اجتهد في تكميل الفضائل فى نفسه ، أو بطلب مساعدة غيره من الناس كان اجتهاده عبثاً لأن استعداد النفس للدينونة عمل حياة الإنسان كلها، فلا يمكن أن يتم في المدة القصيرة بين النزاع الخير وهو مضطرب جداً ومفارقة النفس للجسد، ولا يمكن أن يتم في أهوال يوم نهاية العالم.
الاعمال الصالحة والسعي للحصول على زيت نور النعمة لا يكون إلاَّ في هذه الحياة الدنيا، وقتُ العمل والجَهد والتقوى ومحبَّة الربّ. فمن مات بدون الاعمال الصالحة ومحروماً من زيت النعمة بقي محروماً منه مدى الأبديَّة. لا يفتح للخاطئ باب السماء. فعبثاً قول العذارى "يا رب يا رب افتحْ لنا". فمن أنطفا مصباحه، ونضب زيته وغاب حبه واظلم قلبه فهو غريب على العريس، والعريس لا يعرفه ويطرده من جماعته، ويغلق ابوابه في وجهه الى الابد؛ فهو يشبه الرجل الذي لم يكن عليه لباس العرس فطُرح خارجا في الظلام (متى22: 11). وهذا هو وصف الدينونة.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي لا أعرفكن لاعمالكم الشريرة . 

تفسير (متى 25: 13 ): فاسهروا اذاً لانكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الانسان .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذا تكرار معنى الآية التى وردت فى (متّى ٢٤: ٤٢) وخلاصة كل الأمثال التي وردت بعد إعلان خراب اورشليم وعلامات نهاية العالم هو أن هذه الحداث لا يعرفها أحد وسيتفادأ بها الناس ولهذا يجب الإستعداد  بالسهر والحصول على النعمة الإلهية ، وانتهاز كل فرصة للقيام بالصلاة والعمل الخير. والطريق الوحيدة للاستعداد ليوم مجيء المسيح هي أن نستعد كل يوم.

1) " فَاسهَروا إِذاً،كلمة" َاسهَروا" تشير إلى معنيين أحدهما روحى والآخر حرفى  ألأول يعنى الإحتراس والحذر من الوقوع فى الخطية والآخر الحرفى الذى يعنى الأستيقاظ وعدم النوم وإستغلال الوقت فى الصلاة والتسابيح وقراءة الإنجيل .. ألخ (لوقا ٢١: ٣٦ )  اسهروا اذا وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون وتقفوا قدام ابن الانسان».وقال يسوع كلمة اسهروا بقصد أن نكون مستعدين لتلك الساعة أما موتنا أو نهاية العالم لأن كلاهما غير معروف لنا بالضبط (مرقس ١٣: ٣٥ ) اسهروا اذا لانكم لا تعلمون متى ياتي رب البيت امساء ام نصف الليل ام صياح الديك ام صباحا (متّى ٢٤: ٤٤ ) لذلك كونوا انتم ايضا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون ياتي ابن الانسان.. وقد يكون السهر بقصد مواصلة العمل (أم 6: 15) لاجل ذلك بغتة تفاجئه بليته.في لحظة ينكسر ولا شفاء  " ، أو لتحاشي العدوّ المفاجئ (مزمور 127: 1-2) ترنيمة المصاعد.لسليمان.ان لم يبن الرب البيت فباطلا يتعب البناؤون.ان لم يحفظ الرب المدينة فباطلا يسهر الحارس. 2 باطل هو لكم ان تبكروا الى القيام مؤخرين الجلوس اكلين خبز الاتعاب.لكنه يعطي حبيبه نوما ". فالهدف من السهر هو أن يكون مستعداً للقاء الرب عندما يجيء العريس / المسيح فجأة "فَاسهَروا إِذاً، لأَنَّكُم لا تَعلَمونَ أَيَّ يَومٍ يَأتي ربُّكم"(متى 24: 42)؛ فالوصية إذن هي السهر الدائم " فَاحذَروا واسهَروا، لِأَنَّكم لا تَعلَمونَ متى يَكونُ الوَقْت " (مرقس 13: 33)، والاستعداد الروحي لتلبية نداء "المسيحِ يسوعَ الَّذي سَيدينُ الأَحْياءَ والأَموات" (2 تيمو 4: 1).  وكانت الكنيسة الأولى تعلم بضرورة سهر المؤمنين كما علم بولس فى كورنثوس قائلا (١كورنثوس ١٦: ١٣ ) اسهروا. اثبتوا في الايمان. كونوا رجالا. تقووا. " وعن السهر والنميمة قال لأهل تسالونيكى (١تسالونيكي ٥: ٦ ) فلا ننم اذا كالباقين، بل لنسهر ونصح." وقال بطرس الرسول ايضا  (١بطرس ٥: ٨ ) 8 اصحوا واسهروا. لان ابليس خصمكم كاسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو. 9 فقاوموه، راسخين في الايمان( رؤيا ١٦: ١٥) «ها انا اتي كلص! طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عريانا فيروا عريته»

2) " لأَنَّكم لا تَعلَمونَ اليومَ ولا السَّاعة" "الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ " هذه عبارة تعى أنه لا يعرف أحد هذه الساعة وغير مصرح للبشر أن يعرفوا الوقت ولكن أعطى المسيح بعض العلامات قبل مجيئة الأخير  فالمستقبل عموما أمر مختوم أى غير معروف للبشر فنحن لا نعرف مثلا ماذا سيحدث غدا ونحن لا نختار الساعة، بل الله الذي يختار الساعة متى يشاء، وكيفما يشاء. لذا يحثُّ يسوع التلاميذ على السهر في انتظار عودته المجيدة لأنه يأتي في ساعة لا ينتظروها. فمجيء الرب لا يُعلن عنه مقدما بل انه يأتي في وقت غير متوقع كما جاء تعليمه عن السهر ومثل الوكيل الامين" فكونوا أَنتُم أَيضاَ مُستَعِدِّين، ففي السَّاعَةِ الَّتي لا تتَوقَّعونَها يَأتي ابنُ الإنسان "(لوقا 12: 40). وقال لنا الربّ في موضع آخر "فَأَمَّا ذلكَ اليومُ وتلكَ السَّاعَة، فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُها، لا مَلائكةُ السَّمَواتِ ولا الابنُ" (متى24: 36) وكتب فى الإنجيل بصراحة وبوضوح   "لَيَس لَكم أَن تَعرِفوا الأَزمِنَةَ والأَوقاتَ" (اعمال رسل1: 7). ." فأي محاولة أو اجتهاد عن معرفة الساعة أو تحديد وقت مجيء الرب هي تضيع وقت وبحث بلا طائل، بل بلبلة ولغو كلام باطل ضد مشيئة الرب التي أعلنها لنا في الكتاب المقدس". لا أحد يعلم متى سينقضي الدهر ويضمحلُّ الكون، ويأتي يسوع، وتدقُّ ساعةُ الدينونة. إنَّه سرُّ الربّ الآب وحدَهُ". أمَا تكملة الآية "الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ" فقد أسقطت الآية في اليونانية بمعنى إنها كانت موجودة وسقطت سهوا من ناسخ ". فقد تقرر حذفها من النص اليوناني لإنجيل متي معتمدين في ذلك علي شهادة أقدم المخطوطات (P353rd, 01, A, B, C*, D, L, W ) . إنَّ يسوع الديَّان سيعود إلى العالم، مهما طالت المدَّة لعودته.

دعاء
أيها الآب السماوي، إملائنا من روحك القدوس لنكون أحياء في المسيح، حتى إذا ما جاء وجدنا ساهرين ومستعدين لاستقباله وسُرجنا مضاءة بالأعمال الصالحة وزيتُنا وافر بالإيمان والرجاء والمحبة، فيدعونا لندخل مع العذارى الخمس الحكيمات إلى العرس ونحيا معه الى الابد في الامجاد السماوية. "تَعالَ، أَيُّها الرَّبُّ يَسوع"
ولنردد صلاة الكنيسة: "ها هوذا الختن (العريس) يأتي في نصف الليل، طوبى للعبد الذي يجده مستيقظًا. أمّا الذي يجده متغافلًا، فإنه غير مستحق المُضيّ معه. فانظري يا نفسي لئلاّ تثقلي نومًا فتُلقي خارج الملكوت، بل اسهري واصرخي قائلة: قدّوس، قدّوس، قدّوس، أنت يا الله من أجل والدة الإله ارحمنا".

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

هذا الكلام امر بمنزلة النصيحة ليس للعشر عذارى بل لنا نحن الذين نوعد ان نتوب من وقت الى آخر ونحن غرقى في الخطيئة . وقال انكم لا تعلمون أي لا تنفعكم معرفة يوم خروجكم من هذا العالم .

تفسير انجيل متى الاصحاح الخامس والعشرون

 مثل الوزنات (متى 25: 14- 30)

مَثل الوزنات

مثل الوزنات كمَثل العذارى العشر، يعلِّمنا الاستعداد الدائم لمجيء المسيح والحساب. والعبيد فى هذا المثل كالعذارى هناك، فالمقصود بالفريقين المسيحيون الخدام المكرسيين فى مثل العذارى والمؤمنين بالمسيح علناً. والفرق بين المثلين في أمرين: (١) في مثل العذارى يحاسب الحكيمات عموماً والجاهلات كذلك، وفي مثل الوزنات يحاسب كل شخص بمفرده. (٢) في مثل العذارى لم يعين العمل لهن وهن ينتظرن العريس ولكن أشار المثل إلأى كمية الزيت بالمقارنة بين ما كان عند العذارى الحكيمات بالجاهلات . وفي مثل الوزنات عيَّن العمل للعبيد وأمرهم بالاجتهاد فيه. فخلاصة تعليم الأول وجوب الاستعداد، وخلاصة تعليم الثاني وجوب الاجتهاد.

 

تفسير (متى 25: 14 ): وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وسلمهم أمواله ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "كَأَنَّمَا إِنْسَانٌ " يشير إلى المسيح الذى يعامل الناس في ملكوته واشار أيضا إلى معاملة هذا الشخص لعبيده.
2) " مُسَافِرٌ"  المسافر هو إنسان يذهب من مكانه إلى مكان آخر لمدة ثم يرجع مرة اخرى وهذا إشارة إلى ذهاب المسيح المسافر إلى السماء وقت صعوده وبقائه هناك لا ينظره تلاميذه على الأرض إلى يوم مجيئه الثاني .
ولا يعنى سفره أنه ترك الأمر فى إدارة كنيسته بلا رعاه بل أعد رعاه من تلاميذه وفى الأمثلة أشار إلى مجازاة العاملين الأمناء الأخيار والعقاب للأشرار لمن أسائوا للأمانة التى وضعت عليهم وأهملوا الخدمة  وقوله «مسافر» هنا كقوله «سافر» في (متّى ٢١: ٣٣) اسمعوا مثلا اخر: كان انسان رب بيت غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر "
 (لوقا ١٩: ١٢ الخ) (لو 20: 9) وابتدا يقول للشعب هذا المثل: «انسان غرس كرما وسلمه الى كرامين وسافر زمانا طويلا." فى مثل الكرامين الأشرار (مت 21: 33- 41، مر 12: 1- 9، لو 20: 9- 16) وهناك ثلاثة أمثال أخرى تتعلق بدينونة المسيح للأحياء فيما بعد الضيقة العظيمة، اثنان منها متشابهان وإن لم يكونا متطابقين تمامًا، وهما مثل العشرة الأمناء (لو 19: 11- 27)، ومثل الوزنات المختلفة (مت 25: 14- 30).وسافر أيضضا فى المثل الأخير  (مت 25: 14 - 15) «وكانما انسان مسافر دعا عبيده وسلمهم امواله." وسافر أيضا قى مثل الكرم والكراميين الأردياء ( مر 12: 1) وابتدا يقول لهم بامثال: «انسان غرس كرما واحاطه بسياج وحفر حوض معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر." وفى مثل السيد والبواب كان أيضا مسافر (مرقس 13: 34- 37) كانما انسان مسافر ترك بيته واعطى عبيده السلطان ولكل واحد عمله واوصى البواب ان يسهر."  يحث علي السهر في انتظار عودة المسيح ، فهذا المثل يفسر نفسه

وكذلك سفر اليهودي فى مثل السامري الصالح الذى يشير إلى الموقف من القريب: (لو 10: 25- 37)، فليكن لنا روح الاهتمام الصادق والمحبة للغير، ولنعتبر الآخرين أقرباء لنا، وإن لم يكن لهم علينا أي حق طبيعي. (لو 10: 33) ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن
وفى مثل الأبن الضال (
لو 15: 11-32)  الابن الضال الذى كان مسافر لكورة بعيدة (لو 15: 13) وبعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف.

3) " دَعَا عَبِيدَهُ "  عَبِيدَهُ يعنى أرقاءه ليسو أُجراءه . مثل أليعازر الدمشقي في بيت إبراهيم، ويوسف في بيت فوطيفار. أحيانا كان السادة يوكلون إلى بعض عبيد الأعمال ذات الشأن مثل اليعازر الدمشقى فى بيت إبراهيم ويوسف فى بيت فوطيفار ، وحيانا يأذنون لهم  ما أرادوا من الأعمال التجارية والصناعية، وأعطاهم رأس مال لذلك على شرط أن يعطوه قدراً معيناً من الربح. والظاهر أن العبيد المذكورين هنا ممنهؤلاء العبيد الذين نالوا نعمة فى أعين اسيادهم، وظلوا على تلك الحال مدة سفر سيدهم. والمقصود بهؤلاء العبيد كل رسله والمبشرين والمعترفين باسمه، أي كنيسته على الأرض.
4) " سَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ" ليستعملوها في خدمته كما سلم يهوذا أموال الصندوق . ولكن هناك معنى روحى أيضا غير الحرفى الذى ذكرناه سابقا لأنهدعا هذه الأموال «وزنات» (كان الدينار يقدر بوزنه )  أي البركات الروحية التي أعطاها لكنيسته بجملتها ولأعضائها بمفردهم. وهذه البركات وإن كانت روحية تشتمل على مواهب جسدية يمكن أن تستعمل لغايات روحية، ومنها المناصب، والقدرات العقلية ومواهب الفن والنحت والبناء ، والغنى والعلم والفصاحة وتأثير السيرة، وكنوز النعمة كالكتب الإلهية وغيرها ، والفرص لعمل الخير وتأليف الكتب المفيدة، وأيام الراحة والتبشير وخدمة بيت الله (أفسس ٤: ٨ - ١٢). وهذه الوزنات سلمها الله لكل المسيحيين فصاروا جميعهم وكلاءه يكملون بعضهم بعضا .
وضرب المسيح مثل الوزنات ليعلِّمنا وجوب العمل بكل قوة، وانتهاز كل فرصة في خدمته، ومكافأة الذين يفعلون ذلك، وعقاب المتهاونين. قال الحكيم «كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَافْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَل وَلاَ اخْتِرَاعٍ وَلاَ مَعْرِفَةٍ وَلاَ حِكْمَةٍ فِي الْهَاوِيَةِ الَّتِي أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهَا.» (جامعة ٩: ١٠) وقال الرسول «كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ» (١كورنثوس ١٥: ٥٨).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

هذا المثل قاله سيدنا على كل من يقبل موهبة أية كانت فيعلمهم ان يجدوا بايجاد وسائط ليكسبوا بها انفسهم وأنفس غيرهم . ويقول البعض ان هذا المثل غير مثل الامناء الذي كتبه (لوقا 19: 12 ) الخ لانه واضح ان الامناء هناك ربح عشرة وهنا الخمسة ربحت خمس وزنات والمكافأة ليست واحدة غير ان الانسان والرجل في المثلين واحد والمراد به المسيح الذي تمم تدبيره وصعدد الى السماء . وقوله ” دعا ” أي انه قدمهم اليه وخولهم المواهب والمنح

تفسير (متى 25: 15 ) : فاعطى واحداً خمس وزنات ، وآخر وزنتين ، وآخر وزنة . كل واحد على قدر طاقته . وسافر للوقت .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فَأَعْطَى وَاحِداً خَمْسَ وَزَنَاتٍ،"  خَمْسَ وَزَنَاتٍ (راجع متّى ١٨: ٢٤) إذا كانت الوزنة من الفضة فقيمة تلك الوزنات ١٢٥٠٠ جنيه ذهبي وإن كانت ذهباً فقيمتها ٣٠ ألف جنيهاً ذهبياً.
2) "  وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ" وَزْنَتَيْنِ أي نحو ١٢٠٠ جنيه ذهبي / دينار .
3) " وَآخَرَ وَزْنَةً "  وَزْنَةً
6000 جنيهاً ذهبياً / دينار . والمقصود بتلك الوزنات القوى العقلية والجسدية والمواهب الروحية المختلفة وفرص عمل الخير التي يهبها الرب بسخاء لكل فرد من شعبه. ووفرة النقود التي أعطاها للعبيد إشارة إلى عظمة قيمة أقل المواهب الروحية بالقياس للرقم 5 و 2 و1 وزنة . ومما يستحق ذكره في هذا المثل أن السيد أعطى ذلك المال كله دفعة واحدة، ولم يكرر العطاء. لكن الرب يعطي عبيده مواهبه ووسائل فعل الخير بلا انقطاع والعبد بلا شك يعرف مايريده سيده أن يفعله بهذ المال وهو المكتوب فى الإنجيل .
4) " كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ." .هذا مبدأ كتابيا يعطى الرب عطايا لكل واحد فى شعبه قدرات مختلفة وكذلك ليست متساوية بل بحسب قدرته الشخص وطاقته على إتمام الخدمة والعمل الإلهى فالأرض الجيدة أعطت ثمارا مختلفة (مت 13: 8)  وسقط اخر على الارض الجيدة فاعطى ثمرا بعض مئة واخر ستين واخر ثلاثين. ( 2كو 8: 3 و 11) 3 لانهم اعطوا حسب الطاقة انا اشهد وفوق الطاقة من تلقاء انفسهم .. 11 ولكن الان تمموا العمل ايضا حتى انه كما ان النشاط للارادة كذلك يكون التتميم ايضا حسب مالكم."

بلا شك أن هذه المواهب أو القوات أو القدرات تختلف من واحد إلى آخر أعطاها الرب حسب طاقة كل واحد على إستعمالها  لقد عرف السيد الذى هو الرب  صفات كلٍ من أولئك العبيد فأعطاه من النقود ما يستطيع أن يتصرف به بما له من الحكمة والتدبير.
وأعطاهم تلك الوزنات ديناً لا هبة. كذلك أعطى الله البعض مواهب مختلفة لم يعطها غيرهم، فامتازوا على غيرهم بوسائل عمل الخير (رومية ١٢: ٦ ) .ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا: انبوة فبالنسبة الى الايمان، (١كورنثوس ١٢: ٧، ١١، ٢٩ )  7 ولكنه لكل واحد يعطى اظهار الروح للمنفعة. 8 فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة، ولاخر كلام علم بحسب الروح الواحد، 9 ولاخر ايمان بالروح الواحد، ولاخر مواهب شفاء بالروح الواحد. 10 ولاخر عمل قوات، ولاخر نبوة، ولاخر تمييز الارواح، ولاخر انواع السنة، ولاخر ترجمة السنة. 11 ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه، قاسما لكل واحد بمفرده، كما يشاء.29 العل الجميع رسل؟ العل الجميع انبياء؟ العل الجميع معلمون؟ العل الجميع اصحاب قوات؟  (أفسس ٤: ١١)11 وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا، والبعض انبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين، ( 1كو ١٢: ٤ - ٣١ ) ( أفسس ٤: ٧ - ١٢). وكل عطاياه ديْنٌ لا هبة يسترده عندما يطالبنا به ويحاسبنا عما عملنا بهذه الأموال ، فكل من زاد قدرةً زاد مسئوليةً، فإن «مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ» (لوقا ١٢: ٤٨) والرب لا يضع على أحد مسؤولية فوق طاقته، ولا ينتظر من أحد أكثر مما أعطاه، ولا يترك أحداً من شعبه بلا وزنة ولا مسؤولية. وأقل ما وكله إلى كل إنسان أن يرى نفسه مستعدة للسماء.
5) " وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ" أشار بهذا إلى أن المسيح يراقب الكنيسة وهو غير منظور، وأنه لا يحاسب عبيده في الحال وهناك وقت لهمل العبيد وهناك وقت لمحاسبتهم ، وأن وقت غيبته هي كل المدة بين صعوده ومجيئه الثاني.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي انه جعل الاسقف رئيس كهنة وراعياً ومعلماً ومقدساً للاسرار وخادما . وأعطى الكاهن المعمودية وتقديس الاسرار . وأعطى الشماس الاعتناء بالفقراء ( اع 6: 2 و 3 ) والتطهير والوعظ وقوله سافر أي انه صعد ولا يرجع حتى الى القيامة

تفسير (متى 25: 16 ): فمضى الذي أخذ الخمس الوزنات وتاجر بها ، فربح خمس وزنات أخر .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَمَضَى ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا،" الوزنة كانت تعادل ٦٠٠ دينار وهو مال كثير جدا تشير إلى أن المواهب التى أعطها الرب للمؤمنين به لا تقدر بثمن . الدينار كان أجرة يوم للجنود والعمال. الحاشية في RSV تقول "أكثر من أجرة خمسين سنة للعامل". (راجع مت ١٧ :٢٤ ) وبدأ هذا العبد أن يأخذ يتاجر فور سفر سيده. وبذل كل ما فى مقدرته العقلية والجسدية والروحية فى التجارة بالمواهب المعطاه له
2) " فَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ." كانت نتيجة اجتهاده تضاعُف ماله. أى تضاعف مواهبه وأنتشر افيمان بتجارته بالمواهب المعطاة له فربح 5 وزنات آخر 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي ان الاسقف بواسطة انذاره وتعليمه ربح هداية التائهين والضالين وثبت المؤمنين سواء كان في تعميد البعض ورسامة البعض وتقديس الميرون وتكريس المذابح والكنائس وبتقديس الاسرار غفر واستغفر للمتناولين .

تفسير (متى 25: 17 ): وهكذا الذي أخذ الوزنتين ، ربح ايضاً وزنتين أخرين .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وهكذا الذي أخذ الوزنتين ، ربح ايضاً وزنتين أخرين "  وكما فعل الذى أخذ الخمس وزنات تاجر بها وربح فعل العبد الذى أخذ الوزنتين انه بمجرد سفر سيده أنه بدأ فى التجارة والعمل فربح وزنتين آخريين

والعبيد هم المسيحيين  الذين يستعملون مواهبهم فى أعلاء كلمة الرب والتبشير بها وعمل الخير وهذه الوزنات مثل الخميرة تزيد حتى تخمر العجين كله أى تزداد قوة ونفعاً، (1كو 5: 6) ليس افتخاركم حسنا. الستم تعلمون ان خميرة صغيرة تخمر العجين كله؟ (لو 13: 21) يشبه خميرة اخذتها امراة وخباتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع». (مت 13: 33) قال لهم مثلا اخر: «يشبه ملكوت السماوات خميرة اخذتها امراة وخباتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع».وكلما اغتنم الفرص لذلك العمل كثرت له. إن المسيحي الحقيقي يستعمل كل قواه لمجد المسيح وبنيان كنيسته، وذلك مما فرض عليه (رومية 14: 12 )  فاذا كل واحد منا سيعطي عن نفسه حسابا لله (١كورنثوس ١٤: ١٢) 12 هكذا انتم ايضا، اذ انكم غيورون للمواهب الروحية، اطلبوا لاجل بنيان الكنيسة ان تزدادوا. " ويجتهد في أن يتقدم وينمو في معرفة الله والنعمة والتقوى، ويقول مع داود «مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟» (مزمور ١١٦: ١٢) ومع بولس الرسول «يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟» (أعمال ٩: ٦) فيحسب حريته وشرفه وفرحه أن يخدم المسيح وكنيسته على الدوام.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي ان الكاهن بواسطة المعمودية عمد آخرين وبتقديس الاسرار استغفر للشعب

تفسير (متى 25: 18 ):  .وأما الذي أخذ الوزنة فمضى وحفر في الارض وأخفى فضة سيده

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَأَمَّا ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي ٱلأَرْضِ وَأَخْفَى" كان الناس فى العصور القديمة يخفون أموالهم فى قدور من الفخار أو الحجارة ويخفونها فى الأرض لحفظها من اللصوص وحديثا كثيرا ما تكتشف هذه القدور المليئة بالعملات الذهبية القديمةعند حفر الأرض وقد اشار المسيح إلى إلى إخفاء الناس لكنوزهم بدفنها فى الأرض فى مثل الكنز المخفى (متّى ١٣: ٤٤ - ٤٦)..«ايضا يشبه ملكوت السماوات كنزا مخفى في حقل وجده انسان فاخفاه. ومن فرحه مضى وباع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل " ومن المثليين يمكن الخروج بنتيجة عى أن هذا العبد الذى أخفة الوزنة مات ولم يستفيد بها مثل ذلك البخيل الذى يكنز أمواله ثم يموت ويجدها إنسان آخر ويستعملها

ولجأ بعض المفسريين لإحتمالات كثيرة حول تصرف هذا العبد وقالوا أن العبد فعل ذلك غيظاً من سيده، لأنه أعطى رفيقيه أكثر مما أعطاه، أو لفتوره وكسله في خدمة سيده، أو لأنه لم يتوقع رجوع سيده للمحاسبة أو إعتقد أن سيده قاس وخاف ان يفقد الوزنة ففكر أن يحتفظ بها ويرجعها إليه بدون زيادة او نقصان زهنا نشير إلى أنه أهمل نعمة الرب فى العنممل فالإنسان يعمل ولكن الرب ينمى (1كو 3: 6) " أنا غرست وأبلوس سقى، لكن الله كان ينمي. "  ورجا أنه إن رجع يكتفي بأن يأخذ ما سلمه إياه من المال. وعلى كل حال لم يعمل شيئاً مفيداً بوزنته. ويشير هذا العبد إلى الإنسان الذي يهمل استعمال قواه، وعدم انتهاز فرصه التي يمنحها الرب له. ولكن أجمع الكثير من المفسريين أن هذا العبد عبد كسول بطال لا يريد أن يعمل ويفعل الخير أضاغ حياته بلا شيئ نافع للمسيح

 وكثيرون سيكونون مثل هذا العبد ويعتذرون اعتذاره. :
(١) يتصورون إنهم ليسوا في مقام عالٍ ليؤثروا في غيرهم. (٢) إنهم ضعفاء قليلو الفرص، فيعتذرون لأنهم عاجزون عن القيام بالأعمال العظيمة ويتركون كل عمل. (٣) إن الذين يقدرون على العمل المطلوب كثيرون، فلا حاجة لخدمتهم.
والذى دفن مال سيده في المثل هو صاحب الوزنة الواحدة. ولكن كثيريين من أصحاب المواهب الكثيرة العظمى في الكنيسة يدفنونها، بأن يستعملوها لأنفسهم لا للرب فى سرقة المال او فى سرقة محبة الناس للرب وتحويل هذه المحبة لأنفسهم . ولعل ذكر أمر صاحب الوزنة الواحدة بالمقارنة بأصحاب الزنات الخمسة والأثنين دلالة على أن هناك حساب حول عملنا فى الحياة . فإذا كان السيد يسأل عن وزنة واحدة دُفنت، فكم بالحري يسأل عن أعظم منها من المواهب المدفونة من الوزنات الأخرى .
2) " فِضَّةَ سَيِّدِه" هنا يوضح الإنجيل أن هذه الفضة سيده وأنه أخذها عن طيب خاطر ليتاجر بها فكيف لا يتاجر بها ويدفنها فى الأرض وما فعله ليس أمر من سيده فهي ليست فضته ليتصرف بها كما يشاء. ومما زاد خطأه أنه كسل ولم يعمل بينما يرى رفيقاه يجتهدان وفى هذا إشارة إلى الحرية التى أخذها المسيحيين ، فكان يجب أن يحرك نشاطهما غيرته. اهذا العبد كسل في وزنة واحدة واحد، لكن الذين يكسلون وأمتلكوا وزنات كثيرة في الكنيسة كثيرون! منهم من يهمل تلاوة الكتاب المقدس والصلاة الانفرادية، أو يدنس يوم الرب، أو يحب العالم أو المال، فيصدق عليهم قول دانيال لبيلشاصر «أَمَّا اللهُ الَّذِي بِيَدِهِ نَسَمَتُكَ، وَلَهُ كُلُّ طُرُقِكَ فَلَمْ تُمَجِّدْهُ» (دانيال ٥: ٢٣).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي ان الشماس الذي عوضاً عن ان يطهر ويرتب الشعب ذهب وطمر في نفسه الموهبة ولم يستعملها لخير الآخرين ولاجل ملذات هذا العالم هرب من التعب والشقاء والجهاد في سبيل الله ومن المتاجرة بالروحيات . ثم ان كل انسان مسؤول عما أعطاه الله من المواهب سواء كانت كثيرة أم قليلة ونحن دابنا الكسل والتراخي وعددم الامنية فيما سلم لنا وبالحقيقة انه يصح علينا ما قيل عن الكسلان والبطال .

تفسير (متى 25: 19 ): وبعد زمان طويل أتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)" بَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ" حياة كل إنسان كافٍية ليمتحن الرب أمانته واجتهاده. ويوم الدين نهاية غياب (سفر) ذلك السيد عن الكنيسة كلها ورجوعه إليها.. قد يكون يوم وفاة كل إنسان نهاية غياب المسيح عنه. أو مجيئة الثانى المخوف المملوء مجدا
2) " أَتَى سَيِّدُ أُولَئِكَ ٱلْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ"  أَتَى... وَحَاسَبَهُمْ  كان يمكن للكنيسة الأولى أن يستنتجوا من ذلك أن مجيئه الثاني بعيد. وبُعد ذلك المجيء كافٍ ليمتحن أمانة الكنيسة كلها ويحاسب كل واحد كنحو اعماله (رو 2: 6)  الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله. " مهما طالت مدة غياب السيد فلا بد أن يأتي. ويوم مجيئه يوم حساب (رومية ١٤: ١٠ ) واما انت، فلماذا تدين اخاك؟ او انت ايضا، لماذا تزدري باخيك؟ لاننا جميعا سوف نقف امام كرسي المسيح، ( ٢كورنثوس ٥: ١١).
فاذ نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس.واما الله فقد صرنا ظاهرين له وارجو اننا قد صرنا ظاهرين في ضمائركم ايضا. " وهو يوم فرح للعبيد (الخدام) الأمناء ويوم خوف وخزي للكسالى والخائنين. ويظهر من هذا المثل أن والمجازاة للخير والحساب للشر أمر أكيد ، وعمومه وتدقيقه، وأن الرب لم يعط الإنسان شيئاً الآن لمجرد تمتعه به من الصحة أو القوة الجسدية أو المال، فكل شيء ديْنٌ يُحاسب عليه بكل تدقيق (١كورنثوس ١٤: ١٢)هكذا انتم ايضا، اذ انكم غيورون للمواهب الروحية، اطلبوا لاجل بنيان الكنيسة ان تزدادوا.  وعليه أن يستعد لذلك الحساب كل ساعة فإننا نجهل ميعاد الرحيل كما نجهل وقت مجيء السيد

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

البعدية في الزمان الكثير تشير الى انتهاء العالم حينما يأتي المسيح ليحاسب كل واحد على ما أخذ من مواهب فيجازي الامناء على مواهبه ويقضي على من لم يكن أميناً .

تفسير (متى 25: 20 ): فجاء الذي أخذ الخمس الوزنات وقدم خمس وزنات أخر قائلاً : يا سيد ، خمس وزنات سلمتني . هو ذا خمس وزنات أخر ربحتها فوقها .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  فَجَاءَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي."  نلاحظ أن العبد قدم الخمس وزنات والأخريات التى ربحها ربما كان فرحا بعمل الرب معه وبارك مجهوده وأعطاه نعمة فربح خمس وزنات  هكذا كل إنسان يعطي لله حساباً عن نفسه لا عن غيره.
سَلَّمْتَنِي اعترف هذا العبد الأمين بأن كل ما كان له كان من مال سيده وأنه لم يملك شيئا بل ان عبد (لو 17: 10)
كذلك أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا». . فعلى المسيحيين أن يذكروا على الدوام أنهم مهما فعلوا فإن الرب هو الذى يبارك عملهم وينميه
2) " هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا"  رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا أي ربحها لسيده لا لنفسه ربحها فوق اموال سيده لهذا تعتبر اموال سيده وملك سيده وهو عامل عنده . وهذا مثل بشبه ممثل آخر (لوقا 19: 18- 19)
 18 ثم جاء الثاني قائلا: يا سيد مناك عمل خمسة امناء. 19 فقال لهذا ايضا: وكن انت على خمس مدن. " فيجب على المسيحي أن يحسب كل نتائج أتعابه ويتأكد تماما أن الرب معه ما دام يعمل فى حقل الرب لأن الرب هو الذى ينمى ويبارك ويزيد وهو الذى يعطينا النعمة للحصول عليها (يوحنا ١٥: ٥ )انا الكرمة وانتم الاغصان. الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير، لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا." ولنتذكر قول بولس الرسول العظيم بعد جهاده فى العمل من أجل الرب والتبشير به  ( ١كورنثوس ١٥: ١٠) ولكن بنعمة الله انا ما انا، ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة، بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم. ولكن لا انا، بل نعمة الله التي معي" .  والنتائج ببربح النفوس ببركة الرب ونعمته تتبع كل عملٍ عُمل باجتهاد وأمانة (يعقوب ٣: ١٣ ) من هو حكيم وعالم بينكم، فلير اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة. ( رؤيا ١٤: ١٣)  وسمعت صوتا من السماء قائلا لي: «اكتب: طوبى للاموات الذين يموتون في الرب منذ الان». «نعم» يقول الروح: «لكي يستريحوا من اتعابهم، واعمالهم تتبعهم». وهي موضوع حقيقي للفرح (في ٢: ١٦). متمسكين بكلمة الحياة لافتخاري في يوم المسيح، باني لم اسع باطلا ولا تعبت باطلا.
" وهبات الرب الروحية لنا تدفعنا فى  الاجتهاد والرب هو الذى يعمل فينا بدليل قول الرسول «تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ» (فيلبي ٢: ١٢، ١٣).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي ان بالمنح التي سلمتها الي قد ربحت بها نفسي وغيري .

تفسير (متى 25: 21 ): فقال له سيده : نعماً أيها العبد الصالح والأمين ! كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير . ادخل الى فرح سيدك .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

  1) " فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا "نِعِمَّا وهي اختصار «نِعْم ما فعلت». أى خير أو حسنا ما فعلت وهذا المدح لم يكن من فم إنسان بل من فم الرب أفضل من أعظم مديح من الناس وأشرف منه. وهذا مثل قوله في مدح مريم «عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا» أي على قدر استطاعتها (مرقس ١٤: ٨).عملت ما عندها. قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين.
2) " أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ وَٱلأَمِينُ" ٱلصَّالِحُ وَٱلأَمِينُ لم يقل الصالح والمجتهد،  ( عب ١٢: ٢ ) 2 ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم، لتختبروا ما هي ارادة الله: الصالحة المرضية الكاملة." ولا الصالح والناجح، بل الصالح والأمين. فالأمانة لأنه كان أمين على أموال سيده التى تركها معه ولم يصرفها مثل الإبن الضال الذى أخذ اموال ابيه وصرفها على رفقاء السوء بل انه طلب نصيبه منه أما هذا العبد فأعطاه سيده وزنتين ولم يتزمر حينما راى سيدة يعطى العبد الآخر خمس وزنات .. فكان أمينا فى حفظ أموال سيده وكان أمينا فى عمله الذى أمر به سيده وهى التجارة بهذه الوزنات .. الأمانة كانت أكثر اعتباراً من سائر الصفات عند ذلك السيد، وكذلك هي عند الرب لهذا تسمى الكنيسة الإيمان بالعقيدة الأرثوذكسية الأمانة الأرثوذكسية .
3) " كُنْتَ أَمِيناً فِي ٱلْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى ٱلْكَثِير" المجازاة والمكافأة نسبية أى تتزايد بنسبه العمل فى حقل المسيح وخدمة شعبه ( لوقا ١٢: ٤٤ ) بالحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله. "  كان جزاء الأمانة وجائزتها أن السيد سيقيمة على كثيريين فلم يكن جائزته الراحة بل اتساع دائرة عمله لأن راحة العبد فى إرضاء سيده ، وكذلك يثيب الله عبيده الأمناء (رومية ٢: ٦، ٧)  6 الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله. 7 اما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد والكرامة والبقاء، فبالحياة الابدية. " فسعادة السماء لا تقوم بمجرد الراحة بل بسمو الخدمة فالسعادة والفرح هو إتمام مشيئة الرب .هكذا كان يفعل السيد المسيح وقال "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" (يو34:4) فكما فعل هكذا نفعل
 ( إشعياء ٥٣: ١١ ) 11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها." وكل من يخدم سيده يقول له المسيح  ( لو ٢٢: ٢٩، ٣٠ ) 29 وانا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا 30 لتاكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر». هذه الوزنات كانت على سبيل الدين ( عبرانيين ٤: ٣ - ١١ )  لانه ماذا يقول الكتاب؟ «فامن ابراهيم بالله فحسب له برا». 4 اما الذي يعمل فلا تحسب له الاجرة على سبيل نعمة، بل على سبيل دين. 5 واما الذي لا يعمل، ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر، فايمانه يحسب له برا. 6 كما يقول داود ايضا في تطويب الانسان الذي يحسب له الله برا بدون اعمال: 7 «طوبى للذين غفرت اثامهم وسترت خطاياهم. 8 طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية». 9 افهذا التطويب هو على الختان فقط ام على الغرلة ايضا؟ لاننا نقول: انه حسب لابراهيم الايمان برا. 10 فكيف حسب؟ اوهو في الختان ام في الغرلة؟ ليس في الختان، بل في الغرلة! 11 واخذ علامة الختان ختما لبر الايمان الذي كان في الغرلة، ليكون ابا لجميع الذين يؤمنون وهم في الغرلة، كي يحسب لهم ايضا البر.
3) " اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ" وحينما يحين الوقت نملك معه فى ملكوته( ٢تيموثاوس ٢: ١٢ ) 12 ان كنا نصبر فسنملك ايضا معه. ان كنا ننكره فهو ايضا سينكرنا"  بالفرح ونرى الأمجاد السمائية فى فرح لا ينطق به ومجيد
.( ١بطرس ١: ٨ ) 8 الذي وان لم تروه تحبونه. ذلك وان كنتم لا ترونه الان لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد،"

فَرَحِ سَيِّدِكَ أي إلى وليمة فرح تجلس مع سيدك فيها. والعبد الذي لا يقف ليخدم سيدة على المائدة ويجلس مع سيده يكون قد تحرر.  ( رؤيا ٣: ٢١) 21 من يغلب فساعطيه ان يجلس معي في عرشي، كما غلبت انا ايضا وجلست مع ابي في عرشه."  هكذا حررنا المسيح من عبودية إبليس ومن ثقل الخطايا كما حرر المسيح عبيده الأمناء حسب قوله «لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا... لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ» (يوحنا ١٥: ١٥) وقوله «طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ... اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ»

 (لوقا ١٢: ٣٧) (انظر أيضاً ١كورنثوس ١٥: ٥٨ ) ( ٢تيموثاوس ٤: ٨ ) (رؤيا ٢: ١٠ ) ( رؤ٣: ٢٠، ٢١). فالذين يدخلون في فرح السيد السماوي يكونون شركاء له في الفرح الذي ناله لأمانته في عمل الفداء، ويكونون رفقاءه في المجد. وذلك الفرح غير محدود في العظمة والبقاء. ولا شك أن هذا الثواب أعظم مما يستحقه أحدٌ من الناس أو يرجوه أو يتصوره. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ينعت المسيح له المجد المنح التي سلمها للعبد بالقلة . وقوله ” سأقيمك ” أي سأوهلك الى سعادة عظيمة .

تفسير (متى 25: 22 ): ثم جاء الذي أخذ الوزنتين وقال : يا سيد ، وزنتين سلمتني . هوذا وزنتان أخريان ربحتهما فوقهما .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ثُمَّ جَاءَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، وَزْنَتَيْنِ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا. ."
قول السيد لهذا العبد كقوله الذي قبله. والثواب على أمانته لا على قدر ربحه. فالإثابة واحدة بغضّ النظر عن مقدار الربح.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أجاب صاحب الوزنتين كما جاوب صاحب الخمسة لانه أفاد نفسه وغيره بالمنحة التي قبل . 

تفسير (متى 25: 23 ): قال له سيده : نعماً أيها العبد الصالح الامين ! كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير . ادخل الى فرح سيدك .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ ٱلأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي ٱلْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى ٱلْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِك»" الفرح هو الشركة فى أسراره المقدسة

قول السيد لهذا العبد كقوله الذي قبله. والثواب على أمانته لا على قدر ربحه. فالإثابة واحدة بغضّ النظر عن مقدار الربح.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

سماه عبداً لان عبيد الله مخلوقين للعمل الصالح ( اف2 : 10 ) وسماه أميناً لانه لم يخدع احداً ولا غش احداً لكنه أفاد واستفاد .

تفسير (متى 25: 24 ): ثم جاء ايضا الذي اخذ الوزنة الواحدة وقال: يا سيد عرفت انك انسان قاس تحصد حيث لم تزرع وتجمع من حيث لم تبذر.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٢٤، ٢٥ «٢٤ ثُمَّ جَاءَ أَيْضاً ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْوَزْنَةَ ٱلْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ، تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ.
1) " ثُمَّ جَاءَ أَيْضاً ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْوَزْنَةَ ٱلْوَاحِدَةَ " وجاء دور أو ميعاد حساب الذى أخذ من سيده وزنة واحدة مثله مثل الذى أخذ وزنتين والذى أخذ خمس وزنات . فأجاب بحجج واهية ضعيفة فأجاب بحجة من يتخذ قلة مواهبه وقدراته فرصه عذراً لعدم العمل. والقارئ للكتاب المقدس يرى أن الرب  يطلب من الإنسان أن يخدم شعبه هكذا قال لبطرس أرعى غنمى (يو 21: 16- 17) قال له ثالثة:«يا سمعان بن يونا، اتحبني؟» فحزن بطرس لانه قال له ثالثة: اتحبني؟ فقال له: «يارب، انت تعلم كل شيء. انت تعرف اني احبك». قال له يسوع:«ارع غنمي. " ، ولم يشترط الرب القدرة والشجاعة والذكاء وغيرها من المواهب الطبيعية لأن الرب سيكمل هذه المواهب بروحه القدوس لتقوم بالعمل فى حقل الرب وسواء كان ألإنسان قليل المواهب والفرص أم كثيرها. وهذا وفق قول الرسول «ثُمَّ يُسْأَلُ فِي الْوُكَلاَءِ لِكَيْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ أَمِينًا» (١كورنثوس ٤: ٢). وقوله «إِنْ كَانَ النَّشَاطُ مَوْجُودًا فَهُوَ مَقْبُولٌ عَلَى حَسَبِ مَا لِلإِنْسَانِ، لاَ عَلَى حَسَبِ مَا لَيْسَ لَهُ» (٢كورنثوس ٨: ١٢).
2) " وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، عَرَفْتُ" عَرَفْتُ يظن كثيرون أنهم يعرفون الرب سواء أمانوا أتقياء أم ليسوا كذلك أو مسيحيين أو ليسوا كذلك ، عرفه ولكن لم يعرف مقدار محبته فهو يعطينا هذه الوزنات كى ينعم علينا بالنعم والبركات وأخيرا الملكوت والإقامة الدائمة فى الفرح السمائى والحقيفة أنه لا يعرفه أحد ما لم يشعر بأنه محبة، أي أبٌ رحيم جواد.
3) "أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ" ويخطئ بعضهم بأن يحسب الرب قاسياً كما أخطأ اليهود في أيام حزقيال فقالوا: «الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ» وقالوا «لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ مُسْتَوِيَةً» (حزقيال ١٨: ٢، ٢٥). وكذلك يخطئ من يحسبه رب رحمة بلا عدل، كمن قال عليه الله بلسان نبيه «ظَنَنْتَ أَنِّي مِثْلُكَ» (مزمور ٥٠: ٢١).
قَاسٍ : أي طامعٌ بخيلٌ تطلب أكثر مما لك، وظالمٌ لا شفقة في قلبك على العاجزين. وبمثل ذلك يتهم الناس الرب بدعوى أنه يكلفهم ما لا يستطيعونه، مثل عبودية فرعون الذى كان يعترونه إلها فى عصرهم لـ بني إسرائيل أن يصنعوا الطوب المفروض عليهم بدون أن يعطيهم التبن (خروج ٥: ٧، ٨) فطلبوا عذراً لأنفسهم عن كسلهم فادعوا أن الله قاسٍ ظالم. فخطأهم في تصورهم صفات الله يمنعهم عن خدمته بفرح واجتهاد ومحبة."
4) " تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ."  تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ وَتَجْمَعُ الخ هاتان الجملتان بمعنىً واحد، ظن العبد إن السيد يكلفه بالعمل ويأكل الربح . وهو كذب ليخفى به كسله لقد اضاع حياته بلا فائدة وعندما جاء وقت الحساب لم يجد عنده منطق ليجيب به سيده . وكثيرون يقولون ما قاله ذلك العبد فيلومون الله على كسلهم وإستمتاعهم بالخيرات والمواخب التى أعطاها لهم الرب بدون أن يخدموه . فإن صدقناهم حكمنا بأن الله هو سبب خطاياهم، فيشبهون بذلك أباهم آدم في قوله لله «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ» (تكوين ٣: ١٢). ولارب عكس ما قاله ذلك العبد الكسلان، فإنه لا يحصد حيث لم يزرع، بل هو يزرع بركات كثيرة ويحصد قليلاً من الشكر والخدمة. نعم إنه ينتظر الحصاد حيث يزرع (إشعياء ٥: ٢) لا حيث لا يزرع.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

في هذا القول يتهم سيده كأنه كان يطلب منه اتمام أمور تفوق طاقته وهذه عادة الخاطي فانه دائماً يجعل السبب غيره كما عمل آدم يوم أخطأ اذ جعل السبب امرأته ونحن أولاده نعمل نظيره . وقال ” تحصد من حيث لم تزرع ” أي ان أردت ان تجذب للعمل غصباً فانت قادر . ثم نقول ان المسيح قد حصد الخطيئة من حيث لم يزرعها هو لكن الشيطان زرعها . وقد جمع الشعوب من عبادة الاصنام والافعال الخبيثة وهو ليس الذي أبعددها عنه لكن الشيطان .

تفسير (متى 25: 25 ): فخفت ومضيت وأخفيت وزنتك في الارض . هوذا الذي لك .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَخِفْتُ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي ٱلأَرْضِ." فَخِفْتُ ادَّعى العبد أنه خاف أن تضيع الوزنة بالاتجار بها فيعرض نفسه للوم سيده القاسي وعقابه وهذا الخوف هو للتغطبة على كسلة وحجة واهية عن صفته بانه عبد بطال كسلان أهمل فى أمر سيدة بالتجارة بالوزنة ولو حدث خسارة فهى تقع على صاحب المال الذى هو السيد لأنه عامل يتحمل مسئولية عمله فقط ولكن بلا شك أن بركة السيد كانت ستجعله يربح إذا هو تاجر بالوزنة ، فخبأ الوزنة حفظاً لها. وتدل وقاحته في الجواب على كذب دعواه، فإنه لم يبال بفقدان أمل سيدِه فيه بإنتظاره بربح عبده  ، وكان العبد يعلم تماما أن السيد ليس قاسياً. فلو خاف حقاً لنفض كسله ونشط واجتهد في التجارة لكي لا يلام.
2) " هُوَذَا ٱلَّذِي لَكَ"  هُوَذَا ٱلَّذِي لَكَ أي هذه الوزنة التي أعطيتني إياها. ولم يعتبر العبد أن هذه الوزنة أصبحت مسئوليته وأصبخت من املاكه والناس تتاجر بأموالها وأملاكها وتتاجر باعمالها أيضا لتربح أجرا أرضيا طيلة سفر سيده حتى رجوعه  فكأن العبد  قال لسيده : هذا كل ما لك حق أن تسألني إياه. ولم يلتفت إلى تعطيل المال كل تلك المدة الطويلة، وخيبة رجاء سيده، وعدم قيامه هو بالخدمة التي على عبدٍ مثله ولم ينظر إلى باقى العبيد وأعمالهم الناجحة ولم يغير منهم ويترك كسلة ليعمل . ويدلنا كلامه على أنه ظن عذره مقبولاً، وأن لا لوم عليه وينطبق عليه قول الحكيم «اَلْكَسْلاَنُ أَوْفَرُ حِكْمَةً فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ مِنَ السَّبْعَةِ الْمُجِيبِينَ بِعَقْل» (أمثال ٢٦: ١٦). نعم أمكن ذلك العبد أن يرد الوزنة إلى سيده كما هي، لكن يستحيل أن يرد الإنسان إلى الله المواهب الروحية التي لم يستعملها بالحكمة، لأنه يكون بذلك قد أتلفها. فالمسيحي الكسلان أشرٌ من العبد الكسلان، لأنه رد مال سيده وأما المسيحي الكسلان فبذَّره.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اذ كان حفظ مواهب الله دون استعمالها لخير الآخرين مضر لذويها فكيف يكون حال من أضاعها بعمله للشر .

تفسير (متى 25: 26 ): فأجاب سيده وقال له : أيها العبد الشرير والكسلان ، عرفت اني احصد حيث لم ازرع ، واجمع من حيث لم أبذر ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " أَجَابَ سَيِّدُهُ: أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ وَٱلْكَسْلاَنُ" الوزنات التى أعطاها السيد لعبيدة ما هى إلا سببا فى عمل الخير والسير فى حياة القداسة وخدمة الشعب والتبشير وكل مسيحى لا يفعل الأعمال التى امر بها يسوع فى الموعظة على الجبل وينفذ وصاياه فهو أما أن يكون شريرا أو كسلانا أو كلاهما  وقد وضعت الكنيسة القبطية تعهد / يعتبر نذرا هو عهد يتليه الكهنة والأاساقفة مع الرب أمام الأسقف والشعب والمذبح والملائكة وهم شهود عليه أنه سنفذ ما جاء فى تعهده فيقول : [ اتعهد أمام الله رب الأرباب وراعي الرعاة ، وأمام ملائكته وقديسيه ، وأمام أبي قداسة البابا .... ( في حالة الرسامة في إبيارشية تابعة لاسقف يقول : أمام أبي صاحب النيافة الأنبا ……. ) وأمام الاكليروس وكل الشعب : – بأن أثبت علي الأيمان الأرثوذكسي إلي النفس الأخير ، وأن أحترم قوانين الكنيسة المقدسة ، وأحافظ علي تقاليدها وطقوسها وتعاليمها . – وأن ابذل كل جهدي في تعليم الشعب الإيمان السليم ، وقيادته في حياة القداسة والبر ، وأكون أنا نفسب قدوة له في كل عمل صالح . – وأتعهد بأن أحب الرعية ، وأعاملها بالرفق والحكمة ، وابذل ذاتي في افتقاد الشعب والاهتمام به من كل ناحية حسب طاقتي ، وأن ابحث عن الضال واسعي لرده ، واجمع خراف الله المتفرقة ، ولا اغفل عن العاجزين والمنطرحين والذين ليس لهم أحد يذكرهم ، وأن أكون طويل الروح واسع الصدر في معاملة الناس ولا تكون لي منهم جماعة مختارة بل أهتم بالكل – واتعهد بأن أضع صالح الكنيسة فوق كل اعتبار ، وأن ابعد عن محبة المال وعن محبة النصيب الأكبر ولا اتعالي علي الشعب ، ولا اهملهم ولا اكلفهم بما لا يطيقون ،ولا آمرهم بما يخالف وصية الرب ، ولا أرفض التائب أذا رجع ولا أقصر في خدمة أحد منهم . – واتعهد بأن أخضع لرئاسة الكهنوت ممثلة في قداسة البابا البطريرك ( وفي الإبيارشية يضاف : وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة أبي الأسقف الأنبا……… راعي هذه الإبيارشية ، مع احترامي وتوقيري لشركائهما في الخدمة الرسولية الأباء المطارنة والأساقفة ) – واطلب من الرب أن يهبني قوة بصلواتكم حتي أقوم بهذه المسؤالية الخطيرة واؤدي بأمانة كافة ما يتطلبه مني عمل الكهنوت الجليل . – صلوا عني يا آبائي وأخوتي القديسين . ها ميطانية لكم جميعاً  “ ]

 السيد المسيح بلا شك يعرف كل شئ عن حياتنا وحتى عن أفكارنا فكان الرسل يصلون عند إختيارهم بديل يهوذا ( اع 1: 24) وصلوا قائلين:«ايها الرب العارف قلوب الجميع، عين انت من هذين الاثنين ايا اخترته،" وشهد الرب العارب بقلوبهم فى (اع 15: 8) الله العارف القلوب، شهد لهم معطيا لهم الروح القدس كما لنا ايضا.وفى سفر الرؤيا عتدما أرسل الرب رسائل إلى الكنائس السبع التى فى آسيا كان يبتدئها بعبارة " انا عارف اعمالك " إلى كنيسة أفسس  ( رؤ 2: 2) انا عارف اعمالك وتعبك وصبرك، وانك لا تقدر ان تحتمل الاشرار، وقد جربت القائلين انهم رسل وليسوا رسلا، فوجدتهم كاذبين." اكتب الى ملاك كنيسة سميرنا: (رؤ 2: 9) انا اعرف اعمالك وضيقتك وفقرك مع انك غني. وتجديف القائلين: انهم يهود وليسوا يهودا، بل هم مجمع الشيطان. " واكتب الى ملاك الكنيسة التي في برغامس  (رؤ 2: 13) انا عارف اعمالك، واين تسكن حيث كرسي الشيطان، وانت متمسك باسمي، ولم تنكر ايماني حتى في الايام التي فيها كان انتيباس شهيدي الامين الذي قتل عندكم حيث الشيطان يسكن."  واكتب الى ملاك الكنيسة التي في ثياتيرا: (رؤ 2: 19) انا عارف اعمالك ومحبتك وخدمتك وايمانك وصبرك، وان اعمالك الاخيرة اكثر من الاولى." اكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس  (رؤ 3: 1) واكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس:«هذا يقوله الذي له سبعة ارواح الله والسبعة الكواكب: انا عارف اعمالك، ان لك اسما انك حي وانت ميت."واكتب الى ملاك الكنيسة التي في فيلادلفيا  (رؤ 3: 8) انا عارف اعمالك. هنذا قد جعلت امامك بابا مفتوحا ولا يستطيع احد ان يغلقه، لان لك قوة يسيرة، وقد حفظت كلمتي ولم تنكر اسمي." واكتب الى ملاك كنيسة اللاودكيين:  (رؤ 3: 15) انا عارف اعمالك، انك لست باردا ولا حارا. ليتك كنت باردا او حارا!

كما عرف سيد ذلك العبد أن عذره باطل وغير صحيح على الإطلاق ، وأنه يقول هذا العذر ليغطى على شرورة وكسله وهو لا يحب طريق سيده لهذا لم يخده فى وزنته .. جميع المؤمنين بلا أستثناء أخذوا وزنات حتى الفقراء خطئ من يظن أن السيد يتساهل ويقبلهم في السماء لأنهم فقراء بدون العمل فى حقل الرب وخدمته ، وهذا غير صحيح البتة.الفقير كالغنى وكل واحد أخذ من الوزنات المقدار الذى يقدر التجارة به كلاهما مخطئ. وعلينا أن نربح أنفسنا لملكوت الله بالجهد والتعب وجلب الثمار التي تليق بالحياة الأبدية. إن أرملة صرفة لم تعتذر بفقرها حتى لا تقدم شيئاً لإيليا النبي (١ملوك ١٧: ١٢ - ١٥). ويوحنا وبطرس لم يمتنعا عن الوعظ لأنهما عديما العلم وعاميان (أعمال ٤: ١٣) ولا يجوز لأحد أن يهمل عمل الخير لقلة وسائله أو مواهبه ولا ننسى المرأة التى أعطت من ا‘وازها وكان عطيتها وتقدمتها فلسين فطوبها المسيح .
ٱلشِّرِّيرُ كان شره كسله، وسوء ظنه في سيده. لقد أعطانا الرب وزنات داخليه وخارجية وهب عديدة كعقولنا وأجسادنا لنستعملها لمجده وخير الناس ، كما وهب لنا وزنات خارجية هى عائلاتنا وأولادنا وأقاربنا وأموالنا فعدم استعمالنا إياها تبذيرٌ وإتلافٌ. فالوزنات التي ننفقها على أنفسنا تُحسب أنها مدفونة، وإهمال القيام بالواجبات شرعاً كالتعدي على الشريعة.
وَٱلْكَسْلاَنُ فى كسله بأن أخفى مال سيده فلم يربح له شيئاً. وهناك مثلا شعبيا يقول (يد البطال نجسة )
2) "  عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ، وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ " عَرَفْتَ وقع ذا الكلام من السيد موقع الشرط المؤكد في جوابه وهنا السيد يرد على منطق العبد حول معرفته بسيده ، أي إن كنت قد عرفت ما قلتَ، كان يجب عليك أن تفعل حسبما عرفت وتضع مالي عند الصيارفة. وهذا يظهر من قول السيد «مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ عَرَفْتَ أَنِّي.. الخ» (لوقا ١٩: ٢٢). وهو مثل قول أليفاز «إِنَّ فَمَكَ يَسْتَذْنِبُكَ، لاَ أَنَا، وَشَفَتَاكَ تَشْهَدَانِ عَلَيْكَ» (أيوب ١٥: ٦). على أن السيد لم يسلِّم بصدق قول العبد إنه قاسٍ وظالم بل انه يرد على قول العبد ويفند حججه ، كما أنه لم ينفِ عن نفسه التهمة لكي يثبت جهل العبد وكذبه بعدم تصرفه بحسب معرفته واعتقاده. فلو خاف حقاً لاجتهد في دفع غيظ سيده بما يحصله من ربح ذلك المال. ومثل عذر هذا الكسلان عذر كل خاطئ منذ بدء الخليقة فآدم ألقى اللوم على الرب وقال (تك 3: 12)  فقال ادم: «المراة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فاكلت» ، فإن بطلان العذر يظهر يوم الدين، وتزيد به دينونته.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

سماه شريراً وكسلان لانه لم يتاجر بالوزنة التي أخذ أي انه ما أفاد قريبه ونفسه وقال المسيح للعبد ” من فمك ادينك ( لو 19 : 22 ) أي ان كنت تعتقد في اني أحصد من حيث لم ازرع فكم بالاوفر كان يجب ان تتأكد باني احصد من حيث أزرع .

تفسير (متى 25: 27 ): فكان ينبغي ان تضع فضتي عند الصيارفة ، فعند مجيئي كنت آخذ الذي لي مع ربا .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

نكررت هذه الآية فى  ( لوقا ١٩: ٢٣) فلماذا لم تضع فضتي على مائدة الصيارفة فكنت متى جئت استوفيها مع ربا؟ 
1) " فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ ٱلصَّيَارِفَةِ،" 
الصيارفة كانوا بتعاملون بالمال فكان جزء من عملهم يتم فى الهيكل حيث كان الصيارفة يجلسون ليغيروا العملات من الدينار الرومانى إلى الشيكل اليهودى لأن الهيكل لا يقبل إلا الشيكل اليهودى وكذلك كانت عمليات شراء الذبائح والطيور وغيرها من التقدمات المختلفة تتم بالشيكل اليهودى (متّى ٢١: ١٢ )  ودخل يسوع الى هيكل الله واخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام"

  وٱلصَّيَارِفَة لهم عمل آخر ايضا وهو أنهم كانوا يأخذون المال برباً قليل ويعطونه سُلفةً للغير بربح أكثر منه. وشاع ذلك كثيراً في أيام الرومان. كان قصد السيد عندما أعطاه الوزنة أن يزيدها بالاتجار بها، ولكنه رأى أن أقل واجبات ذلك العبد أنه إن كسل عن الاتجار يضع فضته عند الصيارفة كما يودع أى شخص اليوم مالا فى بنك ويربح عليه جزءا لأن البنك يتاجر بها . وذلك عمل لا يقتضي نشاطاً أو تعباً، فيربح شيئاً. والربح القليل خير من لا شيء. فمنع الربح عن سيده خطأ يساوي منع رأس المال عنه. وما قيل هنا ليس دليلاً على جواز الربا أو منعه، لأنه إشارة إلى ما اعتاده أصحاب المال يومئذٍ. وقد حرَّمت الشريعة على اليهودي أن يأخذ الربا من ابن ملته، لكن سُمح له أن يأخذه من غيره (خروج ٢٢: ٢٥ ) ( تثنية ٢٣: ١٩، ٢٠). ولما كان العبد يميل إلى معيشته فى العالم ولم يهتم بالوزنة الروحية فدفنها فتكلم الرب معه بحياة العالم واساليبه  لأنه  ينبغي أن نستعمل الروحيات لمنفعة الناس من حولنا ومنفعة أنفسنا حتى نجازى لجهادنا الروحى وأظن أن إيداع الوزنة عند الصيارفة هو إستعمال المواهب الجسدية التى أعطانا إيها الرب مثل المواهب العقلية والقوة الجسدية والفنية فلا نخدم العالم بها فقط بل الكنيسة . وتلك الحكمة والتدبير اللذين يستعملهما الناس في الدنيويات. وبهذا أبطل السيد عذر العبد، وبيَّن فساد حجته. كذلك يبطل ما يأتيه الخطاة من الأعذار والحجج يوم الدين لإهمالهم الواجبات الدينية، لأنهم لم يبذلوا الجهد، ولا استعملوا ما وهبه الله لهم من الوسائل، ولم يطلبوا زيادة ذلك.
هل أخذ الربا مخالف لشريعة موسى؟ أليس أن الربا المعقول للأشخاص المحتاجين هو حافز لهم للعمل، وليس لابتزاز أتعابهم. وعلى هذا الأساس
يتم البناء والتجارة والعمران.

موضوع خاص بــ  الربا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي كان واجب عليك ان تعلم الناس وتنذرهم فان كانوا لا يسمعون فكنت آتي واطلب فضتي أي الكلام الذي قلته لك وعلمتهم اياه ولم يثمر فيهم وقد كان في مكنتك أقله ان تعرف الناس واجباتهم . ثم ان مال السيد نعمة ومواهبه التي يزرعها على تابعيه لكي تأتي بثمر الاعمال الصالحة التي اياها يسمي ربي

تفسير (متى 25: 28 ): فخذوا منه الوزنة واعطوها للذي معه العشر وزنات .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَخُذُوا مِنْهُ ٱلْوَزْنَةَ "  خسر العبد الذى أخذ الوزنة رضاء سيده الذى أطلق عليه سيده لقب "العبد الشرير الكسلان" لأنه خالف أوامر سيده بالتجارة فى الوزنة ولم يتاجر بها مع أنه كان يرى العبيد زملاؤه يتاجرون ويكسبون كما أنه ظن فى سيده السوء وقال له: " يا سيد عرفت انك انسان قاس تحصد حيث لم تزرع وتجمع من حيث لم تبذر" .(متى 25: 24 )

 2) " وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ ٱلْعَشْرُ وَزَنَاتٍ" وعُوقب العبد على شره . وظهرت زيادة خسارته بالمقارنة بزيادة ربح الأمين. ولم يرد المسيح بإعطاء ما للواحد للآخر نقل المواهب من الأول إلى الثاني، بل ما نراه كثيراً في العالم أن الله بعد ما يعطي بعض الناس فُرصاً لعمل الخير لا يستعملونها، يأخذها منهم ويهبها لغيرهم، فيكون للأول الخجل والندامة لأنه خسر ما كان يمكنه أن يحصل عليه من الثواب. وهذا مثل قول صموئيل لشاول الملك «يُمَزِّقُ الرَّبُّ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ عَنْكَ الْيَوْمَ وَيُعْطِيهَا لِصَاحِبِكَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ» (١صموئيل ١٥ ٢٨). ويصح أن يقال بهذا المعنى أن الخيرات التي كانت للغني في الدنيا كانت للعازر المسكين في الآخرة. والغاية من هذا المثل كله إيقاظ ضمائر الغافلين من المعترفين بالمسيح وتأكيد إجراء الحساب الدقيق يوم الدين على كل ما أهملوه من واجباتهم، وعلى كل تعدياتهم، بدليل أن العبد الذي لم يقتُل ولم يلعن ولم يكذب ولم يسرق ولم يبذر مال سيده، حُكم عليه وعُوقب لمجرد كسله وإهماله.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي انزعوا منه الموهبة التي اقتبلها ولم يستعملها . 

تفسير (متى 25: 29 ): لان كل من له يعطى فيزداد ، ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ،"" .يُزاد" ليست في النص ولكنها مفهومة ضمنيا بالتأكيد راجع (مت ١٣ :١٢) ( مر ٤ :٢٥) ( لو ٨ :١٨؛ ١٩ :٢٦)

 الوزنة هى البركة او البركات التى أعطاها لنا الرب (أم 10: 22) بركة الرب هي تغني، ولا يزيد معها تعبا. "  والوزنة التى أعطاها الرب لشاول / بولس الرسول كانت قوة فى التبشير فزادها الرب (اع 9: 22) واما شاول فكان يزداد قوة، ويحير اليهود الساكنين في دمشق محققا «ان هذا هو المسيح».
هذا كلام جارٍ مجرى المثل (متّى ١٣: ١٢ ) فان من له سيعطى ويزاد واما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه.
" ومثله قول الحكيم «يَدُ الْمُجْتَهِدِينَ تَسُودُ، أَمَّا الرَّخْوَةُ فَتَكُونُ تَحْتَ الْجِزْيَةِ» (أمثال ١٢: ٢٤). والمعنى أن الأمين يُجازى بأن يوكل إليه أعظم مما اؤتمن عليه أولاً. وأما الخائن فتؤخذ منه الوسائط التي أُعطيت له ويُعاقب عليها.وإذا كان الرب معنا فلا نحتاج شيئا  ( مرقس 8: 17- 21) فعلم يسوع وقال لهم: «لماذا تفكرون ان ليس عندكم خبز؟ الا تشعرون بعد ولا تفهمون؟ احتى الان قلوبكم غليظة؟ 18 الكم اعين ولا تبصرون ولكم اذان ولا تسمعون ولا تذكرون؟ 19 حين كسرت الارغفة الخمسة للخمسة الالاف كم قفة مملوة كسرا رفعتم؟» قالوا له: «اثنتي عشرة». 20 «وحين السبعة للاربعة الالاف كم سل كسر مملوا رفعتم؟» قالوا: «سبعة». 21 فقال لهم: «كيف لا تفهمون؟»
2) " وَمَنْ لَيْسَ لَهُ "
 وَمَنْ لَيْسَ لَهُ أي من لا شيء له يدل على اجتهاده وأمانته في تصرفه بـ جسده فالجسد أعطاه لنا الرب لنعمل فى حفله وكما يختلف الإنسان عن غيرة فى المواهب الجسدية هكذا تختلف الوزنات الجسدية فبعض البشر اخذ مواهب جسدية كثيرة خمس أو أثنين أو قليل أىوزنة واحدة . فمن كان له وزنة ودفنها لم ينتفع بها ولم ينفع غيره بها، هو كمن ليس له شيءٌ. ولا يُقال إن لأحدٍ شيئاً إلا إن استعمله جاء إلى العالم ولم يستفد أو يفيد أحدا هو نكرة لا يذكر لا فىالأرض ولا فى السماء بل اسائوا إلى البشرية بالقتل والسلب والنهب هؤلاء الناس تستريح الأرض بموتهم
3) " فَٱلَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ"
كل المؤمنين هم أعضاء أى أغصان فى الكنيسة شجرة الرب (يوحنا ١٥: ٢) كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه، وكل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر.  
فَٱلَّذِي عِنْدَهُ أي ما أُعطيه من المواهب والوسائل
والبركات أو القيادة  ( لو١٩: ٢٦ ) لاني اقول لكم: ان كل من له يعطى ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه." ونرى فى كل عصر أمثلةً لما يقوله هذا العدد. فالمال ينتقل من أيدي الكسالى إلى أيدي أهل الاجتهاد. وعضو الجسد الذي لا يُستعمل يضمر ويضعف، ولكن الذي يُستعمل يعظم ويقوى. وكذلك القوى العقلية فإنها تقوى بالاستعمال وتضعف بدونه هذا بالنسبة للمواهب الجسدية التى نستعملها فى العالم لكسب معيشتنا واستمرارنا فى الحياة والسؤال هل إستعملناها لخدمة الرب وكنيسته ؟ وهناك أيضا نعم أخرى يعطيها الرب مثل البركة فى المال والأولاد وغيرها هل حافظنا عليها وتاجرنا بها لكى نقدمها للرب فنحن مطالبين بها أمام الرب

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي من يتأخر بالمنح التي أعطيت له في هذا العالم ففي العالم الجديد سوف يأخذ مئة ضعف . ومن استخف بل رذل الموهبة التي قبل فسوف تؤخذ منه هنالك .

تفسير (متى 25: 30 ): والعبد البطال اطرحوه الى الظلمة الخارجية ، هناك يكون البكاء وصرير الاسنان .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَٱلْعَبْدُ ٱلْبَطَّالُ ٱطْرَحُوهُ إِلَى ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَان"  الذين أخذوا وزنات من الرب يهملونها ولا يعملون بها  وفعلوا الشر فى عين  الرب هم اليهود أهل الموعد سيأتى الأمم ويعملون فى حقل الرب (متّى ٨: ١٢ )  واقول لكم: ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات 12 واما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان».
 تكمن مشكلة العبد البطال أنه لم يدع الله يعمل فيه (في 2: 13) لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة.

قارن بين كلمات السيد إلى ومجازاته للعبد العامل بوزناته وإلى العبد البطال الذى دفن وزناته ، فإنه قال للأول «ادخل» وقال عن الثاني «اطرحوه». فكان الأول في نور وفرح في بيت سيده، وكان الثاني في الظلمة الخارجية والحزن . فكان هذا العبد الشرير الكسلان كالتينة التي بلا ثمر (لوقا ١٣: ٦ - ٩) فقال للكرام: هوذا ثلاث سنين اتي اطلب ثمرا في هذه التينة ولم اجد. اقطعها. لماذا تبطل الارض ايضا؟ 8 فاجاب: يا سيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها واضع زبلا. 9 فان صنعت ثمرا والا ففيما بعد تقطعها».  وعقابه كعقاب الضيف الذي لم يكن عليه لباس العرس (متّى ٢٢: ١٣) حينئذ قال الملك للخدام: اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان. " وكعقاب المرائين (متّى ٢٤: ٥١) فيقطعه ويجعل نصيبه مع المرائين. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان». " فخطيته كخطيتهم. ومعنى هذا المثل الروحي : (١) إن المسيحيين كلهم عبيد سيدٍ غاب عنهم.

(٢) إن الله يهب لعبيده مواهب مختلفة وفرصاً متنوعة للخدمة.

(٣) إنه ينتظر من كل مسيحي أن يستعمل مواهبه وما له من الوسائل على قدر طاقته، لمجده، لأن المسيحي نالها ليستعملها لا ليتزين بها.

(٤) إن من تصرف بالمواهب بالحكمة والاجتهاد كما قصد الرب زادها له كثيراً ونال الثواب والرضى.

(٥) يأتي يوم فيه يُحاسب المسيحي على كل مواهبه ووسائطه وإن ذلك الحساب يكون خاصاً مدققاً بلا محاباة.

(٦) يظن الخطاة أن الرب قاسٍ ظالم بما يكلفهم به، ويمنعهم سوء ظنهم من إتيانهم إليه وخدمتهم له.

(٧) يعتبر الرب إهمال الواجبات تعدياً على شريعته، ويعاقب المهمل كما يعاقب المعتدي (عبرانيين ٢: ٣ و٦: ٧، ٨)

(٨) يظهر يوم الدين بطلان كل ما يقدمه الخونة من الأعذار على عدم أمانتهم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لاحظ انه لم ينسب للعبد البطال القتل او اللصوصية مثلاً بل التراخي والاهمال موضحاً ان البطالين والكسالى سيعذبون . وقد سماه بطالاً لانه لم يتاجر بالمال الذي أخذ فما قدمناه الى هنا من التفسير فهو حسب رأي موسى ابن الحجر . وقال غيره ان الذي أخذ الخمس وزنات هو الذي نال مواهب مختلفة من الله . والذي نال موهبتين هو الذي اقتبل مواهب أقل من الذي قبله . والذي أخذ الوزنة الواحدة هو الذي نال أقل من الاثنين السابقين . ثم نقول ان هذا المثل لا يقصد به الاساقفة والكهنة والشمامسة فقط لان ليس جميع المسيحيين يصيرون كهنة لكي يتاجروا هنا ويكافوا هناك لكن يقصد به جميع المسيحين لان كل المواهب المعطاة من الله لبني البشر هي وزنات والشاهد لقولنا قول بولس الرسول ” فيعطى واحد بالروح كلام الحكمة وآخر كلام العلم بذلك الروح عينه ز وآخر الإيمان … وآخر مواهب الشفاء … وآخر صنع القوات وآخر النبوة الخ ( ا كو 12: 8 – 10 )  فقد أعطانا الله هذه المواهب كل واحد على قدر طاقته ليجعلنا خادمين وليظهر المجتهد من الكسلان وكما ان الوزنات كانت ثلث درجات أي خمس وزنات ووزنتين ووزنة كذلك ما تنتجه أيضاً هو ثلث درجات أي ثلاثين وستين ومئة أعلى واوسط وأدنى . ويظن البعض ان المثلين في متى ( 25: 14 – 30 ) وفي ( لوقا 19: 12 – 27 ) واحد . ولا يبعدد ان المسيح نطق به مرتين وغير فيه بعض الالفاظ كقوله في متى خمس وزنات وفي لوقا عشرة أمناء ولم يخصصه المسيح لخدام الكنيسة كالاساقفة مثلاً لان الاسقف لم يعط عشر مواهب . والرجل الذي سافر يراد به المسيح والعبيد بني البشر والوزنات المواهب والمحاسبة لنوال المجازاة تكون حسب الاعمال فالذين نالوا هبة التعليم والكهنوت والقوات ولم يفيدوا اخوتهم بارادتهم فقد وضعوا السراج تحت اناء وسنالون جزاءهم العذاب في جهنم .

تفسير انجيل متى الاصحاح الخامس والعشرون

 المسيح يدين العالم أجمع  (متى 25: 31- 46)

المسيح يدين العالم أجمع

تفسير (متى 25: 31 ): ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة والقديسين معه ، فحينئذٍ يجلس على كرسي مجده .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

من هذا العدد إلى آخر الأصحاح بقية جواب المسيح على سؤال الرسل «مَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟» (متّى ٢٤: ٣) وفيه بتنبأ عما سيحدث يوم الدين والمجئ الثانى  ويوضح الأعمال التى يجب على تلاميذه اأن يفعلوها ليُظهروا محبتهم له مدة غيبته. لقد علَّمهم في مثل العذارى العشر وشرح لهم ضرورة السهر الروحى والإهتمام بزيت المصابيح حتى ينيروا للعالم ، وفي مثل الوزنات وجوب الاجتهاد فى تنفيذ الوصايا ، وعلمهم هنا العمل الذي يرضاه، وهو إظهار الرحمة للمساكين والمصابين من شعبه، لأنه يحسب الإحسان إليهم إحساناً إليه. وكلام المسيح هنا ليس مثلاً، مع أنه شبَّه في ع ٣٢ ،٣٣ عمله بعمل الراعي الذي يفصل الخراف عن الجداء. لكنه يصوِّر أموراً مستقبلة لتظهر كأنها حدثت أمامنا.

1) " وَمَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ " كانت عبارة "إبن آدم / إبن ألإنسان" تستخدم في العهد القديم ببساطة للإشارة إلى الكائن البشري، كما في (مز ٨ :٤ ) فمن هو الانسان حتى تذكره وابن ادم حتى تفتقده.  ( حز ٢ :١ ). فقال لي يا ابن ادم قم على قدميك فاتكلم معك. " ولكن في سفر دانيال هناك كائن بشري، يدعى "ابن الإنسان" يأتي راكباً على سحاب السماء- وسيلة تنقل الله- ويُعطى مملكة ابدية ( دا 7: 13)  كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه. "

لقب "ابن الإنسان" لم يُستخدم في اليهودية الّرابية.أى لم يستخدمة قادة ورؤساء الدين اليهودى من الفريسيين والكتبة والكهنة وغيرهم على الإطلاق  يسوع استخدم هذه الكلمة كدلالة ذاتية على نفسه تشتمل وتجمع بين أفكار البشرية والناسوت واللاهوت ولم يكن لها أي دلالة ضيقة يهودية قومية أو عسكرية. كما كان ابن الإنسان راكبا (دا  ٧ :١٣) فهو الآن يأتي مع الملائكة القديسين ليدين الجنس البشري ً على سحب السماء في .(مت 25: 31) ( 1تس 4: 13- 18)

السيد المسيح استخدم لقب ابن الإنسان Son of Man. ولكن كان يقول أيضًا إنه ابن الله...قال هذا عن نفسه في حديثه مع المولود أعمى، فآمن به وسجد له (إنجيل يوحنا 9: 35- 38). وكان يلقب نفسه أحيانًا [الابن] بأسلوب يدل على لاهوته كقوله "لكي يكرم الجميع الابن، كما يكرمون الآب" (يو5: 21- 23). وقوله أيضًا "ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب. ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له" (لو10: 22). وقوله أيضًا عن نفسه "إن حرركم الابن فبالحقيقة أنتم أحرار" (يو8: 36).
وقد قبل المسيح أن يدُعى ابن الله، وجعل هذا أساسًا للإيمان وطوّب بطرس على هذا الاعتراف.
قبل هذا الاعتراف من نثنائيل (يو1: 49)، ومن مرثا (يو11: 27)، ومن الذين رأوه "ماشيًا على الماء" (أنجيل متى 14: 33). وطوّب بطرس لما قال له "أنت هو المسيح ابن الله". وقال "طوباك يا سمعان بن يونا. إن لحمًا ودمًا لم يعلن لك، لكن أبى الذي في السموات" (مت16: 16، 17). وفي الإنجيل شهادات كثيرة عن أن المسيح ابن الله.
إنجيل مرقس يبدأ بعبارة "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (مرقس 1: 1). وكانت هذه هي بشارة الملاك للعذراء بقوله "فلذلك القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" (لو1: 35). بل هذه كانت شهادة الآب وقت العماد (مت3: 17)، وعلى جبل التجلي (مر9: 7)، (رسالة بطرس الثانية 1: 17، 18). وقول الآب في قصة الكرامين الأردياء "أرسل ابني الحبيب" (لو20: 13). وقوله أيضًا "من مصر دعوت ابني" (متى 2: 15). وكانت هذه هي كرازة بولس الرسول (سفر الأعمال 9: 20)، ويوحنا الرسول (رسالة يوحنا الأولى 4: 15)، وباقي الرسل.
ومجيء المسيح الثاني للدينونة في نهاية العالم (متّى ١٣: ٤٠ ) فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم: 41 يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الاثم   ( مت٢٤: ٣٠ )  وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. ( أعمال ١٦: ٣١ )فقالا:«امن بالرب يسوع المسيح فتخلص انت واهل بيتك».   ( رومية ٢: ١٦ ) في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع المسيح ( ١كورنثوس ٤: ٥) اذا لا تحكموا في شيء قبل الوقت، حتى ياتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويظهر اراء القلوب. وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله. " وهذا ما أشار إليه بمجيء العريس (متّى ٢٥: ٦) ورجوع صاحب الوزنات من السفر (ع ١٩). ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ كما سمى ابن الله نفسه بذلك بياناً لاتحاد لاهوته بالناسوت، وورد هذا اللقب نحو خمسين مرة في هذا الإنجيل. والمراد بذكره هنا أن المسيح حين يأتي ليدين العالم لا يأتي بمجرد لاهوته بل بطبيعتيه (يوحنا ٥: ٢٢).

(زكريا ١٤: ٥ ) وتهربون في جواء جبالي لان جواء الجبال يصل الى اصل وتهربون كما هربتم من الزلزلة في ايام عزيا ملك يهوذا وياتي الرب الهي وجميع القديسين معك  ( متّى ١٦: ٢٧ ) فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.(مت ١٩: ٢٨ ) فقال لهم يسوع: «الحق اقول لكم: انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر( مرقس ٨: ٣٨ )  لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين». (أعمال ١: ١١ )  وقالا:«ايها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء؟ ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء».
2) " فِي مَجْدِهِ " أي في بهائه باعتباره ابن الله (يوحنا ١٧: ٥) والان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم.
" وشرفه الذي ألاب جزاء اتضاعه بتجسده وموته فادياً ( فيلبي ٢: ٩، ١٠ ) وهذا اصليه: ان تزداد محبتكم ايضا اكثر فاكثر في المعرفة وفي كل فهم، 10 حتى تميزوا الامور المتخالفة، لكي تكونوا مخلصين وبلا عثرة الى يوم المسيح،  ( مزمور ٩: ٧). اما الرب فالى الدهر يجلس.ثبت للقضاء كرسيه 
"  وهذا تتميم لنبوة (دانيال ٧: ١٣، ١٤.)  كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه. 14 فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض "
3) " وَجَمِيعُ ٱلْمَلاَئِكَةِ ٱلْقِدِّيسِينَ مَعَهُ،" الملائكة سيقومون بعمل الجمع والتقسيم. غالباً ما كانوا يرتبطون بمجيء المسيح (مت ١٦ :٢٧
) فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.  ( مر ٨ :٣٨)لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين». (١تسالونيكي ٤: ١٦) لان الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح سيقومون اولا  (٢تسالونيكي ١: ٧ ) واياكم الذين تتضايقون راحة معنا، عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته، ( يهوذا ١٤ ) .وتنبا عن هؤلاء ايضا اخنوخ السابع من ادم قائلا:«هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ( رؤيا ١: ٧) هوذا ياتي مع السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الارض. نعم امين و دا ٧ :١٠
ٱلْمَلاَئِكَةِ ٱلْقِدِّيسِينَ وصف الملائكة بالقديسين لطهارتهم ولتمييزهم عن الملائكة الساقطين. وقد خدم الملائكة القديسون المسيح في عمل الفداء واهتموا بذلك العمل (متّى ١٣: ٤٠ ) ( مت ٢٤: ٣١ ) ( لوقا ٢: ٩ - ١٤ ) ( عبرانيين ١: ١٤).
4) " فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ»." سوف يتخذ مجلسه على عرش الله (مز ١١٠ :١
) لداود.مزمور.قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. " وليس فقط كرب وملك، بل أيضاً كديّان (مت ١٩ :٢٨ )فقال لهم يسوع: «الحق اقول لكم: انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر رفض يسوع له جانب مؤقت (يو ٣ :١٨)الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. وجانب فى الدينونة في الزمان ستتحقق في الأبدية.
يَجْلِسُ ديّاناً وملكاً (يوحنا ٥: ٢٢)  لان الاب لا يدين احدا، بل قد اعطى كل الدينونة للابن،
" وظافراً بعد محاربته.
عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ أي كرسيه المجيد (إشعياء ٦: ١ ) في سنة وفاة عزيا الملك رايت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع واذياله تملا الهيكل.  (دانيال ٧: ٩ ) كنت ارى انه وضعت عروش وجلس القديم الايام.لباسه ابيض كالثلج وشعر راسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة. ( رؤيا ١٢: ١٣ ) ولما راى التنين انه طرح الى الارض، اضطهد المراة التي ولدت الابن الذكر، ( رؤ٢٠: ١١)ثم رايت عرشا عظيما ابيض، والجالس عليه، الذي من وجهه هربت الارض والسماء، ولم يوجد لهما موضع!
"  فما أعظم الفرق بين مكانة المسيح فى الرض والسماء ، مكانته عندما كان طفلاً في مذود بيت لحم، ومكانته عندما كان يجول وليس له محل يسند فيه رأسه، ومكانته حين تركه تلاميذه وأحاط به أعداؤه يستهزئون به، ومكانته حين وقف كمذنب أمام بيلاطس، وحين جُرح جَلداً ولبس الشوك، وحين صلب بين لصين.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يشير الى مجيئه الثاني الذي يكون بالمجد . ان من الملائكة الذين في السماء من يخدم الشكينة وهم الكاروبيم والجلاس والسارافيم الذين يدعون عرائس لانهم مثل العرائس المحيطين للعريس ومنهم تحت الرقيع وهم الذين يخدمون بني البشر . وقال آخرون ان جميع الملائكة موجودون تحت الرقيع لانهم مسترسلون كقول بولس الرسول ” اليسوا جميعهم ارواحاً خادمة ترسل للخدمة من أجل الذين سيرثون الخلاص ( عب 1 : 14 ) ولان زمن الصلب الذي كان يظن انه عار وعيب عظيم كان قريباً ذكر الجلوس على العرش بالمجد ليرفع ضمائر السامعين الى ما هو أسمى وأشرف  

تفسير (متى 25: 32 ): ويجتمع أمامه جميع الشعوب ، فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ ٱلشُّعُوبِ،" (مت 16: 27) فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله." ويجمع جَمِيعُ ٱلشُّعُوبِ اليهود والأمم وسيكون هناك فئتين الآولى الذين آمنوا به   (متّى ٢٨: ١٩ )  فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. ( لوقا ٢٤: ٤٧) وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم. " وهم جميع الأحياء والذين قاموا من الموت من أول خلق الإنسان إلى يوم القيامة (يوحنا ٥: ٢٨، ٢٩ ) (٢كورنثوس ٥: ١٠ )لانه لا بد اننا جميعا نظهر امام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان ام شرا ( رؤيا ٢٠: ١٣).13 وسلم البحر الاموات الذين فيه، وسلم الموت والهاوية الاموات الذين فيهما. ودينوا كل واحد بحسب اعماله." والفئة الثانية : سيدين المسيح كذلك غير المؤمنين (رؤيا ٢٠: ١٢ ) ورايت الاموات صغارا وكبارا واقفين امام الله، وانفتحت اسفار، وانفتح سفر اخر هو سفر الحياة، ودين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم. " ( رومية ١٤: ١٠ )  واما انت، فلماذا تدين اخاك؟ او انت ايضا، لماذا تزدري باخيك؟ لاننا جميعا سوف نقف امام كرسي المسيح،  

 فما أعظم ذلك الجموع البشرية من كل زمان مع الملائكة. وما أهم ذلك الاجتماع لنا، وهناك يكون فرح تلاقى النفس البشرية مع المسيح الذى أحبته وعملت فى حقله فى الأرض ونفوز بكأس الجعاله والإنتصار  ونكون بين أهل الفوز والمسرة، وبلا شك سيكون هناك أيضا البكاءوصرير الأسنان بين أهل الخزي والعار والحزن.
2) " فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ " فَيُمَيِّزُ يميِّز ملائكته (متّى ١٣: ٤١ ) يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الاثم ( ويأمر الرب ملائكته فصل المتمردين على الرب   عن شعبه (حزقيال ٢٠: ٣٨ ) واعزل منكم المتمردين والعصاة علي.اخرجهم من ارض غربتهم ولا يدخلون ارض اسرائيل فتعلمون اني انا الرب "
  ( مرقس ٨: ٣)  لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين». " بين الأخيار والأشرار الذين يجتمعون في هذا العالم، ولكنهم ينفصلون يوم الدين إلى الأبد.  ( متّى ١٣: ٤٩)  49 هكذا يكون في انقضاء العالم: يخرج الملائكة ويفرزون الاشرار من بين الابرار وفي الدنيا يتميز بعض الناس على بعض بالغنى والشرف والعلم والتمدن، ولكن كل ذلك التمييز الأرضى لا يعتد به ولا يهتم به الرب فى الملكوت  فيومها الذي سيُعتبر صفاتهم بأعمالهم فى الخير . ومن المعلوم أن تلك الصفات تختلف بمقتضى إيمانهم بالمسيح أو عدم إيمانهم به.
3) " كَمَا يُمَيِّزُ ٱلرَّاعِي ٱلْخِرَافَ مِنَ ٱلْجِدَاءِ»."  كَمَا يُمَيِّزُ ٱلرَّاعِي الخ يميز بسهولة وصواب بل أنه يعرف صفات كل خروف من خرافة . وهذا التشبية دليل على معرفة المسيح غير المحدودة لكل البشر ، لأنه ميز بها بين عدد لا يحصى من البشر بالسهولة والإصابة اللتين يميز بهما كل يوم بين أفراد قطيعه الصغير من الغنم والمعزى. وهذا مثل قول حزقيال النبي «وَأَنْتُمْ يَا غَنَمِي، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَحْكُمُ بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ، بَيْنَ كِبَاشٍ وَتُيُوسٍ» (حزقيال ٣٤: ١٧). وهو دليل واضح على أن العالم ينقسم في اليوم الأخير إلى قسمين فقط، كما قال المسيح في مثل الحنطة والزوان (متّى ١٣: ٣٠) ومثل السمك الجيد والرديء (متّى ١٣: ٤٨).فلما امتلات اصعدوها على الشاطئ وجلسوا وجمعوا الجياد الى اوعية واما الاردياء فطرحوها خارجا. "  وبين المؤمنين وغير المؤمنين (مرقس ١٦: ١٦)  من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن. " ولا قسم ثالث بين الذين قاوموا الإنجيل والذين اهتموا به.

لخراف بيضاء تشير للبر (رؤ14:7+ أش18:1+ مز7:51). أمّا الجداء فلونها أسود وهذا اللون يشير للخطية (أر23:13). ونحن كلنا خطاة تميزنا خطيتنا باللون الأسود ولكن من تطهر بدم المسيح يبيض فيصير على يمين المسيح وهذه تأتي بالمعمودية والتوبة المستمرة والثبات في المسيح وتناول جسده ودمه. الجداء= من سبق وأسماهم عذارى جاهلات. الخراف= العذارى الحكيمات.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

” كل الامم ” اي جميع بني البشر . ولانهم مختلطين مثل الحنطة والتبن في البيدر لذلك يميزهم بواسطة ملائكته ( 13: 41 ) كما يميز الراعي الخراف من الجداء . وشبه الصالحين بالخراف لان الخراف وديعة لا تؤذي وتفيد بصوفها ولبنها وتوليدها وشبه الطالحين بالجداء لان الجداء بعكس الخراف وأقل نفعاً والفة وطاعة مثل الاشرار عدديمي الرحمة والامن والسلام .

تفسير (متى 25: 33 ) : فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَيُقِيمُ ٱلْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ ِ ". كثير من التشبيهات فى العهدين تشير إلى رعاية الرب لنا وورد فى مزمور لداود النبى والملك . (مز 23: 1) الرب راعي فلا يعوزني شيء " وقال المسيح (يو 7: 14) اما انا فاني الراعي الصالح، واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني، " وتشتهر الأراضى المقدسة بالرعاة الذين يرعون قطعان من الخراف والجداء يقودوهم إلى المراعى الخضراء على الجبال والتلال التى تشتهر بها إسرائيل
ٱلْخِرَافَ أراد بالخراف الصالحين، لأن الخراف وديعة لا تؤذي، ولأنها تحب راعيها وتخضع له، وتشعر باحتياجها إليه فهو يبحث عن الضال منها (متّى ١٨: ١٢ ) ماذا تظنون؟ ان كان لانسان مئة خروف وضل واحد منها افلا يترك التسعة والتسعين على الجبال ويذهب يطلب الضال؟  (يوحنا ١٠: ٧، ١٤ - ١٧ )  فقال لهم يسوع ايضا:«الحق الحق اقول لكم: اني انا باب الخراف. 8( مزمور ١٠٠: ٣). اعلموا ان الرب هو الله.هو صنعنا وله نحن شعبه وغنم مرعاه. " فكل الذين آمنوا بالمسيح وأظهروا إيمانهم بأعمالهم يُحسبون صالحين أو خراف رعيته.
2) " عَنْ يَمِينِهِ " اليمين فى مجالس الملوك يعنى محل الشرف. وكما أن ألإنسان يستعمل يده اليمنى فى العمل لهذا فيجب أن يكون مكانته فى ناحية اليمين  والدعوة إلي هذه المكانة علامة رضى الملك، فالذين في ذلك المكان يقيمون في رضى الملك وحمايته. وراجع (متّى ٣٢: ٤٤) انظر أيضاً ١صموئيل ٢٠: ٢٥ ) فجلس الملك في موضعه حسب كل مرة على مجلس عند الحائط وقام يوناثان وجلس ابنير الى جانب شاول وخلا موضع داود. (١ملوك ٢: ١٩ ) فدخلت بثشبع الى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا.فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه ووضع كرسيا لام الملك فجلست عن يمينه. ( أعمال ٢: ٢٥، ٣٣ ) 25لان داود يقول فيه: كنت ارى الرب امامي في كل حين، انه عن يميني، لكي لا اتزعزع.33 واذ ارتفع بيمين الله، واخذ موعد الروح القدس من الاب، سكب هذا الذي انتم الان تبصرونه وتسمعونه.  ( أفسس ١: ٢٠ ) الذي عمله في المسيح، اذ اقامه من الاموات، واجلسه عن يمينه في السماويات،  (عبرانيين ١: ٣).الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الاعالي،
3) " وَٱلْجِدَاءَ عَنِ ٱلْيَسَار" ٱلْجِدَاءَ المقصود بها الأشرار لأنها أقل من الخراف قيمة ونفعاً وألفة وطاعة. عَنِ ٱلْيَسَارِ هو محل الإهانة، فالذين في هذا المكان يحكم عليهم الملك ويرفضهم.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اليمين هو مكان الشرف وكذلك اليمين في الحيوان أقوى أكرم منها في الشمال لذلك يقيم الصالحين في المحل الامنع والاكرم والاشرار في الجانب الاضعف وغير المعتبر .

تفسير (متى 25: 34 ): ثم يقول الملك للذين عن يمينه : تعالوا يا مباركي أبي ،  الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ثُمَّ يَقُولُ ٱلْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ:" للمسيح أسماء كثيرة وفى هذا الإصحاح (الفصل) سُمي المسيح نفسه «ابن الإنسان» و «الراعي» و «الديان» كما سمى نفسه بالملك قبل منتهى اتضاعه بأقل من ثلاثة أيام. ولكن هذه أول مرة سمى نفسه ملكاً بضيف معنى جديدا ‘لى هذه الكلمة عندما تُستخدم مع يسوع (تث ١٠ :١٧) ( ١ تيم ٦ :١٥ ).

ولكنه فى الايات التالية دعى ملك الملوك لأنه إختارنا لكى نكون ملوكا وكهنة (رؤ 1: 6) وجعلنا ملوكا وكهنة لله ابيه، له المجد والسلطان الى ابد الابدين. امين.(رؤ 5: 10) وجعلتنا لالهنا ملوكا وكهنة، فسنملك على الارض».كثيراً ما تكلم المسيح قبل ذلك في شأن ملكوته، وما هو الملكوت إلا أنه مكان يجتمع فيه الملك المسيح مع شعبه ومحبية الذين أحبوه حتى المنتهى (رؤيا ١٧: ١٤ ).هؤلاء سيحاربون الخروف، والخروف يغلبهم، لانه رب الارباب وملك الملوك، والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون».  (رؤيا ١٩: ١٦ ) وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب:«ملك الملوك ورب الارباب». فالمسيح يجلس في يوم الدين ملكاً ودياناً ليمتحن ويحكم بالثواب والعقاب، ويُجري قضاءه. فالذي أتى أولاً بصورة عبد (فيلبي ٢: ٧) يأتي ثانياً ملكاً مجيداً. ولا يكون ملك اليهود فقط كما كُتب على الصليب، ولا ملك المختارين وحدهم، بل ملك العالمين، ملك الملوك ورب الأرباب.( رومية ١٤: ٩ ).لانه لهذا مات المسيح وقام وعاش، لكي يسود على الاحياء والاموات. 
2) " تَعَالَوْا" اليوم يقول للناس «تعالوا إليَّ» للخلاص فالذين يسمعونه ويأتون إليه يقول لهم «تعالوا» للمجد (يوحنا ١٤: ٣ و١٧: ٢٤) فهذا اعتراف المسيح بهم أمام وجه أبيه والملائكة الصالحين.
3) " يَا مُبَارَكِي أَبِي"
هذا اسم فاعل تام مبني للمجهول. لقد تباركوا في الماضي ويستمرون في نيل البركة.

كان هؤلاء محتقري العالم (متّى ١: ٢٢) فعلم الله أنهم له (٢تيموثاوس ٢: ١٩) فكانوا مباركيه وهم أحياء على الأرض. لكنهم لم يعلموا عظمة بركتهم حتى بلغوا السماء، وعلامات كونهم مباركي الآب أربع وهي: (١) أنهم منتخبون للخلاص (٢تسالونيكي ٢: ١٣ و١بطرس ١: ٢). (٢) أنهم عطية الآب للمسيح (يوحنا ١٧: ٦). (٣) إن الله قدرَّهم على صالح الأعمال بواسطة روحه القدوس. (٤) إن الله أحبهم ومجدهم في السماء.
4) " رِثُوا"
هذا أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم. دينونة المؤمنين الذين يجاهدون الجهاد الحسن  (٢ كور ٥ :١٠ ) لأن خطايانا يغفرها الرب بدمه  (تي ٢ :١٤) ( ١ يو ١ :٧ ) بل على استخدامنا لمواهبنا الروحية وتوافرنا Ϳ (١كور ٣ :١٠ -١٥ .(انظر الموضوع الخاص: ميراث المؤمنين على مت ١٩ :٢٩

يرثون لأنهم أبناء الله بالولادة الجديدة، هكذا قال لنا المسيح أن ندعو الرب فى صلاتنا قائلين أبانا وإذا كان الرب أبانا فنحن ورثة أيضا  (رومية ٨: ١٧ )  17 فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا، ورثة الله ووارثون مع المسيح. ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه.(1بطرس 1: 4 , 8)  لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ في السماوات لاجلكم، 8 الذي وان لم تروه تحبونه. ذلك وان كنتم لا ترونه الان لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد،   ( 1بط ٣: ٩ )  غير مجازين عن شر بشر او عن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين، عالمين انكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة.( رؤيا ٢١: ٧ ) من يغلب يرث كل شيء، واكون له الها وهو يكون لي ابنا.  ( متّى ٢٠: ٢٣ ) فقال لهما: «اما كاسي فتشربانها وبالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان. واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعد لهم من ابي»

  ولأن المسيح اشترى لهم ذلك الميراث (رومية ٨: ١٤ - ١٧ ) (غلاطية ٣: ٢٩ ) ( غلا ٤: ٦، ٧ * ) (تيطس ٣: ٧ ) (عبرانيين ١: ١٤ ) ( يعقوب ٢: ٥).
5) " ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ»." هذا اسم فاعل تام مبني للمجهول. الإنجيل استخدم هذه العبارة عدة مرات ليصف أشياء فعلها الرب للمؤمنين بهحتى قبل الخلق (يو ١٧ :٢٤) ( أف ١ :٤ ,١١) ( ١ بط ١ :١٩ -٢٠) ( رؤ ١٣ :٨) الثالوث القدوس كان فعالاً فى الفداء قبل (تك 1: 1)

 ٱلْمَلَكُوتَ : يعنى فى اللغة العربية [ بفتح الميم وضم الكاف . والتاء للمبالغة ، ملك الله تعالى العظيم بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ] وقد تكون جمع ملك أى جمع ملائكة وفى الملكوت تجتمع كل الحقوق والبركات والنعم المختصة فيه ، ورأسه المسيح. وقال الرسول موضحا الحياة فى الملكوت    «لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ» (رومية ١٤: ١٧).
يتكلم عن الميراث العظيم ٱلْمُعَدَّ لنا منذ تأسيس العالم   (يلاحظ طول المدة التي صُرفت في إعداده ، ووفرة كنوز حكمة الله وغناه التي أُنفقت عليه.) ومما يزيد قيمته أن الميراث جهزة الرب لنا وينتظرنا لكى نملكه
لَكُمْ أي أُعدَّ لكل فرد منكم على قدر حاجته،
.( مرقس ١٠: ٤٠ ) واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعد لهم».  (١كورنثوس ٢: ٩ ) بل كما هو مكتوب:«ما لم تر عين، ولم تسمع اذن، ولم يخطر على بال انسان: ما اعده الله للذين يحبونه»  ( عبرانيين ١١: ١٦)فلم يعد للبشر عموماً، ولا للكنيسة كلها، بل لكل نفس من المؤمنين.
مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ أي منذ الأزل، لا من بدء الخليقة، وذلك في قصد الثالوث الأقدس وقضائه. ومع أن الإعداد كان قبل إنشاء العالم إلا أنه لم يتم إلا بعد موت المسيح، لأن موته كان الجزء الأعظم من ذلك الإعداد. والمسيح صعد إلى السماء ليكمله بدليل قوله «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا» (يوحنا ١٤: ٢) وإعداد ذلك الملكوت للمؤمنين منذ الأزل يؤكد ثبوته لهم وكماله في ذاته (أفسس ١: ٣ - ٥) وإنه هبة من إنعامه لا أجرة، لأنه أُعد قبل أن يُخلق المؤمنون (رومية ٦: ٢٣
)
لان اجرة الخطية هي موت، واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا.  ( رو ٨: ٢٩، ٣٠ )لان الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه، ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين.  ( أفسس ١: ١١ ) ( ٢تسالونيكي ٢: ١٣ )  واما نحن فينبغي لنا ان نشكر الله كل حين لاجلكم ايها الاخوة المحبوبون من الرب، ان الله اختاركم من البدء للخلاص، بتقديس الروح وتصديق الحق. ( ١بطرس ١: ٢). واما نحن فينبغي لنا ان نشكر الله كل حين لاجلكم ايها الاخوة المحبوبون من الرب، ان الله اختاركم من البدء للخلاص، بتقديس الروح وتصديق الحق.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

بقوله هذا عرفهم عن اكرام الله اياهم . وقال ” رثوا ” لا خذوا لانهم ابناء الله بالولادة الجديدة وانهم سيرثون الملكوت كما يرث الابناء ميراث أييهم . وبقوله المعدد لكم ” يعلمنا انه كان أعدده لنا قبل ان يخلق العالم وكأنه يقول اني كنت عالماً بانكم ستكونون صالحين لاجل ذلك أعدددته له . وكون عملهم للصلاح فهو باختيارهم وسلطتهم الذاتية . ونقول لانه رآهم يريدون الصالحات فمد يده وساعددهم على تكميل ما اختاروه

تفسير (متى 25: 35 ): .لاني جعت فاطعمتموني . عطشت فسقيتموني . وكنت غريباً فآويتموني

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

فى الأعداد التالية تعليم المسيح حول أعمالنا التى يجب أن تكون الصالحة ومحبتنا لكل من حولنا من المحتاجين لمعونتنا والذين فى شدائد والطالبين رحمة من عند الرب فنرحمهم ونقف معهم ونكون لهم سندا فتنطبق علينا المقولة "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون" في أسلوب حياتنا وهذه الأعمال الصالحة تظهر إيماننا الأولي بيسوع المسيح (أف ٢ :٨ -٩ ,١٠) ( ٢ تيم ٢ :٢١؛ ٣ :17) ( تي ٣ :١) (عب ١٣ :٢١ ) الإيمان بدون أعمال ميت (يع ٢ :١٤ -٢٦ )هذه الأعمال الصالحة للآخرين تتعلق بالأعمال الصالحة ليسوع نفسه (أش ٥٨ :٦ -٧ )  المؤمنون يواصلون خدمته (تي ٢ :١٤ )  الذي بذل نفسه لاجلنا، لكي يفدينا من كل اثم، ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة
وفى هذا العدد يتكلم عن الثلاثة أعمال الأولى التى هى " الجوعان .. العطش .. والغريب " وقد وردت هذه ألأعمال فى  (أش ٥٨ :٦ -٧ )  6 اليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر.فك عقد النير واطلاق المسحوقين احرارا وقطع كل نير. 7 اليس ان تكسر للجائع خبزك وان تدخل المساكين التائهين الى بيتك.اذا رايت عريانا ان تكسوه وان لا تتغاضى عن لحمك " (حزقيال ١٨: ٧ ) ولم يظلم انسانا بل رد للمديون رهنه ولم يغتصب اغتصابا بل بذل خبزه للجوعان وكسا العريان ثوبا 
لأَنِّي لا بد أن يُظهر المؤمنون بأعمالهم استعدادهم لذلك الملكوت المعد لهم، أي بكونهم معدين له كما هو معد لهم. ويظهر مما يأتي أن كل الناس يدانون في يوم القضاء حسب أعمالهم. ولا تناقض بين هذا وكون الخلاص بالإيمان، لأنه لا سبيل لإظهار صحة الإيمان إلا بالأعمال. وغاية الدينونة العلنية إظهار عدل الله في مجازاة الأخيار والأشرار، وهو يُعلن للمخلوقات بإظهار أعمالهم التي بُني الحكم عليها.
فى عددين من إصحاح متى (مت 25: 35 و 36) بدا يسوع كلامه عن الأعمال التى يجب أن يفعلها المؤمنين به مع غيرهم ولأهمية هذه الأفعال بدأها بقوله "لأنى كنت جغت .. ألخ " معتبرا أن الأفعال التى نفعلها من الخير والإحسان له شخصيا وأننا نتعامل مع المحتاجين والذين فى شدائد والمرضى وغيرهم نتعامل مع المسيح  وهذه الأفعال ستة هى : " جُعْتُ... عَطِشْتُ... كُنْتُ غَرِيباً .. عريانا .. مريضا .. محبوسا "  يجب أن يفعلها المسيحيين وأظهروا بها إيمانهم وشفقتهم ورقتهم وعدم الاعتناء بذواتهم وألا يكونوا أنانيين فى البذل والعطاء واستعدادهم لإنفاق أوقاتهم وأموالهم وقواهم وراحتهم على نفع إخوة المسيح لأجل المسيح.
1) " لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي."
ومن أمثلة إطعام الجياع ما جاء في العهد القديم (١ملوك ١٧: ١٠ - ١٥ ) فقام وذهب الى صرفة.وجاء الى باب المدينة واذا بامراة ارملة هناك تقش عيدانا فناداها وقال هاتي لي قليل ماء في اناء فاشرب. 11 وفيما هي ذاهبة لتاتي به ناداها وقال هاتي لي كسرة خبز في يدك. 12 فقالت حي هو الرب الهك انه ليست عندي كعكة ولكن ملء كف من الدقيق في الكوار وقليل من الزيت في الكوز وهانذا اقش عودين لاتي واعمله لي ولابني لناكله ثم نموت. 13 فقال لها ايليا لا تخافي ادخلي واعملي كقولك ولكن اعملي لي منها كعكة صغيرة اولا واخرجي بها الي ثم اعملي لك ولابنك اخيرا. 14 لانه هكذا قال الرب اله اسرائيل ان كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص الى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرا على وجه الارض. 15 فذهبت وفعلت حسب قول ايليا واكلت هي وهو وبيتها اياما. ( راعوث ٢: ١٤ - ١٧ ) 14 فقال لها بوعز عند وقت الاكل تقدمي الى ههنا وكلي من الخبز واغمسي لقمتك في الخل.فجلست بجانب الحصادين فناولها فريكا فاكلت وشبعت وفضل عنها. 15 ثم قامت لتلتقط.فامر بوعز غلمانه قائلا دعوها تلتقط بين الحزم ايضا ولا تؤذوها 16 وانسلوا ايضا لها من الشمائل ودعوها تلتقط ولا تنتهروها 17 فالتقطت في الحقل الى المساء وخبطت ما التقطته فكان نحو ايفة شعير. " 

وفى العهد الجديد (يعقوب ١: ٢٧ ) الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هي هذه: افتقاد اليتامى والارامل في ضيقتهم، وحفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم.  

2) " عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي" من أمثلة سقى العطاش ما جاء في (متّى ١٠: ٤٠ - ٤٢ ) من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني. 41 من يقبل نبيا باسم نبي فاجر نبي ياخذ ومن يقبل بارا باسم بار فاجر بار ياخذ 42 ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره».

3) " كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي " من أمثلة إضافتهم للغرباء ما جاء في (تكوين ١٨: ٢ - ٥ ) 2 فرفع عينيه ونظر واذا ثلاثة رجال واقفون لديه. فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد الى الارض، 3 وقال: «يا سيد، ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك. 4 ليؤخذ قليل ماء واغسلوا ارجلكم واتكئوا تحت الشجرة، 5 فاخذ كسرة خبز، فتسندون قلوبكم ثم تجتازون، لانكم قد مررتم على عبدكم». فقالوا: «هكذا تفعل كما تكلمت». ( تك١٩: ١ - ٣ ) 1 فجاء الملاكان الى سدوم مساء، وكان لوط جالسا في باب سدوم. فلما راهما لوط قام لاستقبالهما، وسجد بوجهه الى الارض. 2 وقال: «يا سيدي، ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما، ثم تبكران وتذهبان في طريقكما». فقالا: «لا، بل في الساحة نبيت». 3 فالح عليهما جدا، فمالا اليه ودخلا بيته، فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا فاكلا.  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي بواسطة اشباعكم المساكين أكلت أنا وشبعت . فلنتأمل جيداً ان المسيح يطلب منا خبزاً فقط لا أكثر . ثم كأنه يقول جعت لخلاصكم فاشبعتموني أي سمعتم مني من كل قلبكم ورجعتم عن الخطيئة . اذاً جوع الرب هو خلاصنا . وبقوله كنت غريباً فآويتموني يدين الذين يطردون الغرباء لانهم يطردون المسيح نفسه .

تفسير (متى 25: 36 ): عرياناً فكسوتموني . مريضاً فزرتموني . محبوساً فأتيتم الي .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي." من أمثلة كسوة العريان ما جاء في (لو ٨: ٢، ٣، ٦ ) 2 وبعض النساء كن قد شفين من ارواح شريرة وامراض: مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين 3 ويونا امراة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة واخر كثيرات كن يخدمنه من اموالهن. (لو 8: 18) 18 فانظروا كيف تسمعون! لان من له سيعطى ومن ليس له فالذي يظنه له يؤخذ منه». (يعقوب ٢: ١٥، ١٦ ) إن كان اخ واخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي، 16 فقال لهما احدكم:«امضيا بسلام، استدفئا واشبعا» ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟ 

2) "  مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي." من أمثلة زيارة المريض والإعتناء به ( لو١٠: ٣٠ - ٣٧ ) فاجاب يسوع: «انسان كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت. 31 فعرض ان كاهنا نزل في تلك الطريق فراه وجاز مقابله. 32 وكذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله. 33 ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن 34 فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته واتى به الى فندق واعتنى به. 35 وفي الغد لما مضى اخرج دينارين واعطاهما لصاحب الفندق وقال له: اعتن به ومهما انفقت اكثر فعند رجوعي اوفيك. 36 فاي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص؟» 37 فقال: «الذي صنع معه الرحمة». فقال له يسوع: «اذهب انت ايضا واصنع هكذا».

3) " مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ" ورد النص التالى كأمر للمسيحيين (عبرانيين ١٣: ٣ ) اذكروا المقيدين كانكم مقيدون معهم، والمذلين كانكم انتم ايضا في الجسد. "

ومن أمثلة زيارة المسجونين ما جاء في العهد القديم (إرميا ٣٨: ٧ - ١٣ ) 7 فلما سمع عبد ملك الكوشي رجل خصي وهو في بيت الملك انهم جعلوا ارميا في الجب والملك جالس في باب بنيامين 8 خرج عبد ملك من بيت الملك وكلم الملك قائلا. 9 يا سيدي الملك قد اساء هؤلاء الرجال في كل ما فعلوا بارميا النبي الذي طرحوه في الجب فانه يموت في مكانه بسبب الجوع لانه ليس بعد خبز في المدينة. 10 فامر الملك عبد ملك الكوشي قائلا خذ معك من هنا ثلاثين رجلا واطلع ارميا من الجب قبلما يموت. 11 فاخذ عبد ملك الرجال معه ودخل الى بيت الملك الى اسفل المخزن واخذ من هناك ثيابا رثة وملابس بالية ودلاها الى ارميا الى الجب بحبال. 12 وقال عبد ملك الكوشي لارميا ضع الثياب الرثة والملابس البالية تحت ابطيك تحت الحبال.ففعل ارميا كذلك. 13 فجذبوا ارميا بالحبال واطلعوه من الجب.فاقام ارميا في دار السجن "

وفى العهد الجديد (٢تيموثاوس ١: ١٦، ١٧)16 ليعط الرب رحمة لبيت انيسيفورس، لانه مرارا كثيرة اراحني ولم يخجل بسلسلتي، 17 بل لما كان في رومية، طلبني باوفر اجتهاد فوجدني.

مما يستحق الاعتبار في هذا الكلام ستة أمور:

(١) إن الأعمال التي يثاب عليها المرء ليست أعمالاً عظيمة كإطلاق المسجونين أو شفاء المرضى، بل مجرد زيارتهم. فاعتذار من يهمل الواجبات الصغرى بدعوى أنه لم يتيسر له أن يقوم بالكبرى باطلٌ، لأنه قد ظهر من هذا المثل أن كل شخص يقدر أن يخدم الرب يسوع نفسه.

(٢) المراحم التي ذُكرت هنا جسدية لا روحية، كتعليم الجهال ودعوة الخطاة إلى التوبة والإيمان والطاعة، مع أنها أعظم من الأولى. ولهذا سببان: (أ) أنها حُسبت كأنها فُعلت بالمسيح، فقال «جعت وعطشت» الخ، ولكن لم يصح أن يقول أنا جهلت فعلمتموني. أخطأت فدعوتموني إلى التوبة. ضللت فهديتموني، إلى غير ذلك من المراحم الروحية. و(ب) إن أُثيب على المراحم الصغرى فلا بد يُثاب على الكبرى، وعدم الاعتناء بالصغرى دليل على إهمال الكبرى «لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟» (١يوحنا ٤: ٢٠).

(٣) إن كل الأعمال التي ذُكرت هي من الخدمة الشخصية وإنكار الذات بإنفاق المال والعناية، وتدل على رقة القلب والمحبة الأخوية لأجل المسيح . وهذه كلها تبرهن أن الذين يقومون بها لهم روح السماء، فهم مستعدون لها.

(٤) إن المسيح كان أعظم قدوة للعالم بممارسته مثل تلك الأعمال، فمَن عمل مثلها يظهر أنه شبه المسيح (٢كورنثوس ٨: ٩).

(٥) لا داعي للمسيحي الحقيقي أن يخاف الحساب في يوم الدين، لأن قانون المحاسبة هو أن أفعال الرحمة التي يفعلها بالبشر تُحسب أنها فُعلت بالمسيح، وهذا خير اطمئنان له.

(٦) كما يتنكر الملوك أحياناً ويجولون بين الرعية ليلاحظوا أعمالهم، يجول المسيح بين شعبه وهو غير منظور، إذ يتنكر في فقراء شعبه. فالذين يؤوون الغرباء من أتباع المسيح يمكنهم أن يستضيفوا ملائكة كما قال الرسول (عبرانيين ١٣: ٢) بل يستضيفون الرب يسوع نفسه.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لم يقل كنت مريضاً فشفيتموني بل زرتموني مبيناً بذلك انه لا يطلب من احد شيئاً فوق طاقته . ولم يقل أخرجتموني من السجن بل أتيتم الي مبيناً لنا ان نذكر المقيدين كأننا نحن أيضاً مقيدون معهم ( عب 13: 3 ) .

تفسير (متى 25: 37 ): فيجيبه الابرار حينئذٍ قائلين : يا رب ، متى رأيناك جائعاً فاطعمناك ؟ أو عطشاناً فسقيناك ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
فى هذا العدد الأبرار يقولون للمسيح "يارب" وأنهم يرون المسيح فى صورة الجائع والعطشان .. ألخ 
1) " فَيُجِيبُهُ ٱلأَبْرَارُ حِينَئِذٍ: يَارَبُّ" يارب : أو يا سيد أسمين يطلقان على الإله وكما تطلق كلمة رب على الإله تطلق على مالك الشيئ أو سيد العبيد
أولا : الرَّبُّ فِي اللغةِ صِفةٌ مشبهَةٌ للموصوف بالرُّبُوبِيَّةِ، فعْله ربَّ يربُّ ربوبية،
أ . رب فى العهد القديم تعنى الإله (تث 19: 17) «يَقِفُ ٱلرَّجُلاَنِ ٱللَّذَانِ بَيْنَهُمَا ٱلْخُصُومَةُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، أَمَامَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْقُضَاةِ ٱلَّذِينَ يَكُونُونَ فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ». (حر 4: 24) وحدث في الطريق في المنزل أن الرب التقاه (إلتقى موسى) وطلب أن يقتله. " والسبب أن موسى لم يختن إبنه الثانى أليعازر فأدركت صفوره زوجته مباشره ان هذا هو عقاب رفضها ان يختن موسي ابنه الصغير  والختان كان عهدا بين الرب وشعبه
ثانيا : كلمة رب تعنى المسيح فى العهد الجديد .. عندما راى توما يسوع فى العلية صاح قائلا "ربى وإلهى " بياء الملكية  (يو 20: 28)  أجاب توما وقال له: «ربي وإلهي!»  وعندما كان الشيكان يجرب المسيح قال له (مت 4: 7) قال له يسوع: «مكتوب ايضا: لا تجرب الرب الهك». ودعى يسوع نفسه الرب فى المعجزات (مر 5: 19) فلم يدعه يسوع بل قال له: «اذهب الى بيتك والى اهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك». ذكر الإنجيل صعود المسيح الرب إلى السماء بعد قيامته (مر 16: 19) ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله.
 2) أو ربَّى يربِّي تربية. والربُّ هو الذي يُربي غيرَه ويُنشئه شيئًا فشيئًا. ويُطْلَقُ على المالِك والسَّيِّد والمدَّبِّرِ والمُرَبِّي والقيِّم والمُنْعِم.   "
وكما ذكر الإنجيل ان المسيح رب أى إله أكد الإنجيل ايضا على معنى كلمة رب بأنها مربى أو معلم ودعى المسيح بانه معلم  (يو 1: 38) فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان، فقال لهما: «ماذا تطلبان؟» فقالا: «ربي، الذي تفسيره: يا معلم، أين تمكث؟» (يو 20: 16)   قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي!» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. " 
جواب الأبرار هنا أظهر تواضعهم، لأنهم شعروا أنهم لا يستحقوا المدح والثواب ونفذوا أمر المسيح (لو 10: 17)  كذلك أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا». . فالذين يتواضعون على الأرض يبقون متواضعين في السماء. وأظهر أيضاً تعجبهم فقد جهلوا أنهم عندما فعلوا الخير بإخوتهم فعلوه بالمسيح، لأنهم لم يخدموه شخصياً. ونرى من أقوالهم أنهم لم يحسبوا نوال ذلك الثواب أجرة استحقوها بأعمالهم الصالحة، فلا توجد ضرورة للحكم بأن الأبرار نطقوا بنفس تلك الأجوبة، لكنها هي خلاصة أفكار قلوب المسيحيين  وقد عرفها فاحص القلوب وأعلنها.. وهذه الأيات يمكن إعتبارها مثلا أو قد تكون حقيقة حدثت فعلا لأنه من الإنسانية فعل الرحمة مع البشر المحيطين حولنا بغض النظر عن اللةن والجنسية والدين

تفسير (متى 25: 38 ): ومتى رأيناك غريباً فآويناك ؟ أو عرياناً فكسوناك ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٣٨ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟

تفسير (متى 25: 39 ): ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا اليك ؟

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

سماهم قبلاً خرافاً واما هنا فدعاهم صديقين لاجل أعمالهم الصالحة ..

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٣٩ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟».

تفسير (متى 25: 40 ): فيجيب الملك ويقول لهم : الحق أقول لكم : بما انكم كلما فعلتموه باحد أخوتي هؤلاء الاصاغر ، فبي فعلتم

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " َيُجِيبُ ٱلْمَلِكُ:" يسوع غالباً ما كان يُشار إليه على أنه الملك الآتي لأن مملكته ليست من هذا العالم (رؤ ١٧ :١٤)14 هؤلاء سيحاربون الخروف، والخروف يغلبهم، لانه رب الارباب وملك الملوك، والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون».

وكان يتم الحديث عنه أيضاً كرب، وتُستخدم كلمة يارب مع يسوع  ( رؤ ١٩ :١٦ .) 16 وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب:«ملك الملوك ورب الارباب». والرب فى العهد القديم هو إله إسرائيل(تث ١٠ :١٧) لان الرب الهكم هو اله الالهة ورب الارباب الاله العظيم الجبار المهيب الذي لا ياخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة  (١ تيم ٦ :١٥ ) ان تحفظ الوصية بلا دنس ولا لوم الى ظهور ربنا يسوع المسيح، 15 الذي سيبينه في اوقاته المبارك العزيز الوحيد: ملك الملوك ورب الارباب، " هذه النقلة للقب كانت تقنية شائعة عند كتّاب العهد الجديد ًى إضافيا ليؤكدوا على الألوهية الكاملة ليسوع الناصري.

ويحتوى جواب المسيح :

(أ) إن المسيح عندما يجازي الأبرار لا يقتصر على اعتبار أعمالهم البارة ، بل يلاحظ هدفهم من تلك الأعمال .  (أمثال ١٤: ٣١ ) ظالم الفقير يعير خالقه ويمجده راحم المسكين. ( أم ١٩: ١٧ ) من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه. ( متّى ١٠: ٤٢ ) ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره» ( مرقس ٩: ٤١ ) لان من سقاكم كاس ماء باسمي لانكم للمسيح فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره. (عبرانيين ٦: ١٠)  لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه، اذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم.

(ب) إن الفضيلة المسيحية التي جُعلت هنا علامة عمل الإيمان الصحيح بالمسيح هي المحبة، لأنها أعظم الفضائل، بدليل القول الرسولي «أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ» (١كورنثوس ١٣: ١٣) ولأنها إكليل صفات الله فإنه محبة (١يوحنا ٤: ٨، ١٦). فإذا وُجدت المحبة في الإنسان وُجدت فيه سائر الفضائل، وإن فقدها فقد الكل. لقد جعل المسيح التواضع علامة الإيمان به في متّى ١٨: ٣، لأنه أساس تُبنى عليه سائر الفضائل في أول الأمر. لكن المحبة رأس ذلك البناء عند كماله «فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ» (رومية ١٣: ١٠) وهي رباط الكمال (كولوسي ٣: ١٤).

(ج) يحسب المسيح ما صُنع من المعروف لتلاميذه إكراماً له وأنه صُنع له، بحسب قوله «مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي. وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ» (متّى ١٠: ٤٠، ٤٢). وقوله لشاول وهو يضطهد الكنيسة «لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» (أعمال ٩: ٤) وهذا دليل على شدة الاتحاد والشركة في الشعور بين المسيح وشعبه حتى أنه يحضر معهم حيث كانوا، ويشاركهم في فقرهم وضيقهم، ويحسب المساعدة لهم عين المساعدة له، واضطهادهم هو عين اضطهاده. ويظهر ذلك الاتحاد أيضاً من آيات كثيرة مثل (يوحنا ١٥: ٤ - ٦ ) (١كورنثوس ٦: ١٥ ) ( أفسس ٥: ٢٣ - ٣٢).
2) "  أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هٰؤُلاَءِ ٱلأَصَاغِرِ" إِخْوَتِي أي تلاميذي (يوحنا ٢٠: ١٧) قال لها يسوع:«لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي. ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم:اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم». وشركائي في ضيقتي (عبرانيين ٢: ١٠، ١١). لانه لاق بذاك الذي من اجله الكل وبه الكل، وهو ات بابناء كثيرين الى المجد، ان يكمل رئيس خلاصهم بالالام. 11 لان المقدس والمقدسين جميعهم من واحد، فلهذا السبب لا يستحي ان يدعوهم اخوة، 12 قائلا:«اخبر باسمك اخوتي، وفي وسط الكنيسة اسبحك».  والمسيح وهو ملك الملوك ورب الأرباب ملك على عرش المجد وهو لا يزال يحسب المسيحين به من البشر إخوته.
3) " هٰؤُلاَءِ ٱلأَصَاغِرِ" أي الذين هم أقل اعتباراً واشتهاراً عند المؤمنين من غيرهم، والمحتقرون عند سائر أهل العالم. لأننا نفعل الخير للمسيح ذاته فقد قال "فبى فعلتم " ومدح المسيح على صنع المعروف لإخوته لا يعني أننا لا نفعل الخير لغيرهم (متّى ٥: ٤٤). لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.
"

4) " فَبِي فَعَلْتُمْ " إذا كنا نؤمن، بأن الإنسان مخلوق على صورة الله، فعندها يجب أن يكون لدينا المحبة لهؤلاء على صورة الرب الإله ، ونبدأ من المحبة للقريب ثم البعيد ثم الغريب ، لأنه عندما لا يوجد إيمان لا يوجد محبة الدينونة التي سندان عليها هي دينونة المحبة الأخوية ، فلنتعلّم أن نحب بالعطاء، لا بالكلام ،فعندها نسمع من الرب أنتم الذين أطعمتموني وسقيتموني وزرتموني وآمنتم بي تعالوا لترثوا ملكوت السموات
– نتأمل في ارتباط إلهي مع الإنسان المؤمن ، فالإنسان المؤمن والمتواضع المرتبط بكنيسة المسيح  فعليك أن تتذكر كلمة يسوع ” بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. ” ( متى 25 )
هنا يسوع يعلمنا المعاملات الأخوية : ” فكل كلمة بطالة ينطق بها الناس يعطون عنها حساب يوم الدينونة ” ( متى 12/ 36) يقدم المسيح الحلول لمشكلة التحكم في اللسان، جهادنا ألا ننطق بكلمة شريرة أو رديئة أو قبيحة، فاللسان لو ضبطناه نضبط الحياة كلها (يع 1:3-12)
ونتذكركلمة يسوع ” بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. ” ( متى 25 )
وهنا نتأمل ، وحدتنا مع المسيح ، حين قال الرب يسوع لتلاميذه : إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم، وإن كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم ( يوحنا 15 / 20 )، وأيضا ” من سمع منكم سمع مني ومن سمع مني سمع من الذي ارسلني “، ارتباط جميل ومشجع بين الرب والإنسان المؤمن التقي
أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. ( يوحنا 17/23)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

تأمل أيها القاري بصلاح سيد الكل فانه يسمي المزدري بهم وغير المعروفين عند اهل العالم اخوته ( عب 2: 11 ) . ونحن مع كوننا من جبلة واحدة نستحي ان نسميهم اخوتنا وقد دعاهم صغاراً لانهم متواضعون ومساكين في العالميات .

تفسير (متى 25: 41 ) : ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار : اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ ٱلْيَسَارِ:" فى يوم الدينونة يقسم الرب البشر حسب اعمالهم كمثل تمييز الخراف عن الجداء ويضع الخراف عن اليمين والجداء على اليسار وكلمة اليسار تعنى مكان أو فى مجموعة الأشرار لأنهم عملوا أ‘مالا شريرة فى حياتهم وأتبعوا الشيطان فى شره إن أسوأ جانب فى جهنم هو الإنفصال عن الشركة مع الرب لأن روح الإنسان نسمة منه (متّى ٧: ٢٣ ) القائلين لله ابعد عنا.وماذا يفعل القدير لهم " فحينئذ اصرح لهم: اني لم اعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الاثم!  ( لوقا ١٣: ٢٧ ) فيقول: اقول لكم لا اعرفكم من اين انتم! تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم." الرب لا يرسل البشر إلى جهنم ؛ هم يرسلون أنفسهم بخيارات أسلوب حياتهم التى لا تشبه حياة المسيح ووصاياه لقد أعلن خيره وبره وتعليمه فى إنجيلة

2) " ٱذْهَبُوا عَنِّي " محبة المسيح وطول ا،اته وإمهالة للأتسات ينتهى بموه والدينونة الامة فى نهاية العالم والإنسان فى حياته يضيع الفرص الواحدة تلو الأخرى والمسيح يقرع على بابه ولكنه لا يريد أن يفتح المسيح نفسه الذي قال للبعض أولاً «تعالوا إليَّ» قال للأشرار الذين أتبعوا ضد المسيح ً «اذهبوا عني». فالذين قالوا للرب يسوع في حياتهم الدنيا «ابعد عنا» (أيوب ٢٢: ١٧) سيسمعونه يقول لهم ابعدوا عني. وهذا بدء عذاب جهنم لأن «أمام الله شِبَعُ سُرُورٍ» (مرقس ١٦: ١١) والبعد عنه الموت الثاني. وحتى الأبرار والأنبياء فى حياتهم يجب أن يبتعدوا عن فاعلى الأثم كما قال داود (مزمور ٦: ٨ ) ابعدوا عني يا جميع فاعلي الاثم.لان الرب قد سمع صوت بكائي"
3) " يَا مَلاَعِينُ " هذا اسم فاعل تام مبني للمجهول. هذه البنية النحوية استخدمت عدة مرات في هذا السياق. إنها تدل على ما حدث في الماضي والنتائج التي لا تزال مستمرة في الحاضر. الفعل انتهى من قبل فاعل خارجي. لقد أنتشر الإنجيل اليوم وأصبح متاحا لكل واحد فى العالم ولكن هؤلاء اللاعيين أستحقوا اللعنة التى أسابت أبليس لأهم ساروا وراؤه فى حياتهم وكانت لهم عيون ولا يرون وآذان ولا يسمعون ( 2بطرس2: 4 ) لانه ان كان الله لم يشفق على ملائكة قد اخطاوا، بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم، وسلمهم محروسين للقضاء، " هذا عكس ما قيل للأبرار، فإنه قال لهم «يا مباركي أبي». والملاعين هم المحرومون من كل خيرٍ ومسرة والمُعاقبون بالآلام والأحزان. ولم يقل لهم «يا ملاعين أبي» كما قال للأبرار «يا مباركي أبي» لأن من الله الخلاص، وأما الهلاك فيأتي على الناس من أعمالهم، فهم لعنةٌ على أنفسهم (إشعياء ٥٠: ١).هوذا من اجل اثامكم قد بعتم ".

رفض هؤلاء الناس الرب ومسيحه في الماضي قد أدى إلى عمى دائم ورفض. هذا الرفض كان يكشف نفسه في نقص المحبة نحو البشر الآخرين وكما رفضوا الرب ومسيحه فى حياتهم رفضهم الرب بعد مماتهم لأنهم لم يفعلوا مشيئته فى حياتهم  (مت ٢٥ :٤٢ -٤٣ )

4) " إِلَى ٱلنَّارِ ٱلأَبَدِيَّةِ " .( مت١٣: ٤٠، ٤٢ )  فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم: 41 يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الاثم 42 ويطرحونهم في اتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان.   (يهوذا ٦) والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم، بل تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود ابدية تحت الظلام.  جهنم لم يخلق للبشر، بل للكائنات الملائكية المتمردة. إبليس لديه ملائكة تخدمه، ربما هم الذين يُلمح إليهم في (دا ٨ :١٠ )وتعظم حتى الى جند السموات وطرح بعضا من الجند والنجوم الى الارض وداسهم.  ( رؤ ١٢ :٤ ) وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض. والتنين وقف امام المراة العتيدة ان تلد، حتى يبتلع ولدها متى ولدت ".متى ٢٥ يمزج استعارات عن ظلمته في (مت ٢٥ :٣٠)  ،وناره في (مت ٢٥ :٤١ ).الفظائع والعذابات التي في الجحيم هي فوق قدرة البشر على الوصف والأفكار المحددة التي استخدمها الكتاب المقدس بأكثر صور مجازية حيوية ويخبرنا الاباء الآوائل أن بعد الروح الإنسانية عن روح الرب هو العذاب ذاته ويقاس بالعذابات التى ذكرها الإنجيل ويصورةا بصورة بشرية . معظم الإستعارات تأتي من مكب النفايات خارج أورشليم في وادي أبناء هنّوم الي يدعى "Gehenna

القيامة سيتخذ كل أنسان جسدا وهذه النار ليست للتطهير بل للعذاب، وهي علامة غضب الرب على الخطاة لأنه بالنسبة إليهم «نَارٌ آكِلَةٌ» (عبرانيين ١٢: ٢٩) فعلى ذلك يكون عقابهم مؤكداً شديداً دائماً
5) " ٱلْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ" سبق أن الملكوت أي السماء معدٌ للأبرار، ولكنه لم يقل إن جهنم معدَّة للأشرار، بل للشياطين (رؤيا ١٩: ٢٠ ) ( رؤ٢٠: ١٨) والشياطين هم الملائكة الساقطون (يهوذا ٦ ورؤيا ١٢: ٨، ٩) وقد أُعدَّ لهم محل العذاب الذي استحقوه. فأشرار الناس اقتدوا بهم وشاركوهم في الإثم فأعدوا أنفسهم لمرافقتهم، فذهبوا إلى أماكنهم كما ذهب يهوذا الإسخريوطي إلى مكانه (أعمال ١: ٢٥) فإذاً دينونتهم عادلة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

كما انه مدح الصالحين امام كل الناس كذلك يذم الطالحين امام الخليقة . ويسمي قوات ابليس وجنوده وملائكته . 

تفسير (متى 25: 42 ) : لأني جعت فلم تطعموني . عطشت فلم تسقوني .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 في هذه الأعداد سبعة أمور:

 (١) الأشرار الذى فرزهم الرب ووضعهم على اليسار ولعنهم دينوا ووضعهم فى النار الأبدية فى العدد السابق (مت 25: 41) والملاحظ أنه سرد سبب عقابهم وهو ليس لأنهم تعدوا الوصايا، بل لمجرد إهمالهم الواجبات، فلهم لم يُظهروا المعروف لتلاميذ المسيح ولا للمؤمنين ولا لمسيحهم بواسطتهم، فأظهروا عدم مشابهتهم للمسيح، وعدم استعدادهم لملكوته لأنهم لم يقدموا مساعدة ماليا ومعنويا بالفقراء والمحتاجين والغرباء والمسجونين. فإذا دين هؤلاء الذين لم يقدموا الخير فما بالك بالذين بدينونة  مرتكبو الفظائع، ويعاقب مُهملو النعمة والمجدفون والمضطهدون ولهذا ستكون الدينونة لثلاث أسباب . أ. عدم فعل الخير ( أمثال ١٤: ٣١ ) ظالم الفقير يعير خالقه ويمجده راحم المسكين. (أم ١٧: ٥ )المستهزئ بالفقير يعير خالقه.الفرحان ببلية لا يتبرا.  ( زكريا ٢: ٨ )  . ب. الذين أرتكبوا الفظائع والشرور والخطايا . جـ. الهراطقة وأصحاب البدع 

(٢) إن الأعمال التي دينوا على إهمالها يستطيع أن يعملها كل إنسان يريد أن يقوم بها بل أنها واجب يؤديه الفرد نحو المجتمع لإستمرار التواصل بين أفراد المجتمع  .

(٣) أدينوا لأن إثمهم هو الأنانبة وعاشوا لأنفسهم وعدم الإهتمام بالاخر وهذا هو أساس الإنسانية ، فأنفقوا عليها القوات والمواهب التي وهبها الرب لهم لنفع غيرهم من البشر في تخفيف أحزانهم وتكثير أفراحهم. ولا يلزم من ذلك أن الأشرار يدانون يوم القضاء على مجرد ما أخطأوا به إلى إخوتهم بغضّ النظر عما ارتكبوه ضد الرب ، إذ الهدف هنا هو إظهار عدل الله في عقاب الأشرار بأمثلة تدركها أذهان البشر.

(٤) الجهل بعدم معرفة فعل الخير يعتبر خطية وتقود للدينونة بالإضافة إلى شر الأشرار عظمة خطيتهم فظنوا أن الحكم عليهم سيكون على إهمالهم تنفيذ وصايا المسيح وما يجب عليهم لغيرهم من الناس، ولم يفطنوا أنهم أهملوا بذلك ما يجب عليهم للمسيح. وخطايا الناس أفظع مما يظنون، ونتائجها تمتد دائماً إلى الحياة الأبدية بعد الموت .

(٥) ادَّعوا أن المسيح لو أتى بنفسه لكانوا خدموه وأنهم لن يهينوه مثلما فعل اليهود ، ووهنا المسيح أعطانا فرصة أن نعامله ونخدمه بالإحسان إلى تلاميذه والفراء والمعوذين والعطاشى والمغتربين وغيرهم . وكذلك الناس اليوم يخدعون أنفسهم بتركهم الواجبات الصغرى الحاضرة مدَّعين أنه لو فُتحت لهم الأبواب إلى الواجبات الكبيرة والثقيلة لقاموا بها خير قيام.

(٦) جوابهم لاٌ يدل على التواضع أو التوبة، بل خلاصته تبرير أنفسهم، فصفاتهم في الآخرة تبقى كصفاتهم في الدنيا. ويمكن الناس أن يقوموا بأعمال تذيع صيتهم بين أهل الأرض، كما فعل الفلاسفة والأبطال والمكتشفون والمخترعون. ولكن ليس لمثل هؤلاء اعتبار في يوم الدين إن قال لهم المسيح «فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا». ( أعمال ٩: ٥) فقال:«من انت يا سيد؟» فقال الرب:«انا يسوع الذي انت تضطهده. صعب عليك ان ترفس مناخس».

(٧) إن قوله «بي» أساس يُبنى عليه ما يستحق العقاب والثواب من الأعمال.

تفسير (متى 25: 43 ) : كنت غريباً فلم تأووني . عريانا فلم تكسوني . مريضاً ومحبوساً فلم تزوروني .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤٣ كُنْتُ غَرِيباً فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَاناً فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضاً وَمَحْبُوساً فَلَمْ تَزُورُونِي.

تفسير (متى 25: 44 ): حينئذٍ يجيبونه هم أيضاً قائلين : يا رب ، متى رأيناك جائعاً أو عطشاناً أو غريباً أو عرياناً أو مريضاً او محبوساً ولم نخدمك ؟

 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٤٤ حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضاً: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً أَوْ عَطْشَاناً أَوْ غَرِيباً أَوْ عُرْيَاناً أَوْ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انه تعالى لا يعذبهم بالنار الا بعد ان يحاكمهم ويلومهم بخصوص الجوع والعطش والغربة والعري والحبس والمرض .

تفسير (متى 25: 45 ): فيجيبهم قالاً : الحق اقول لكم انكم بما أنكم لم تفعلوه ذلك باحد هؤلاء الاصاغر ، فبي لم تفعلوه .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:" هذه حرفياً "آمين" "amen ،"وهذه كانت كلمة عبرية تعني "ليكن مؤكداً". لقد استخدمها كتّاب الأسفار المقدسة ليؤكدوا على حقيقة وواقعية وموثوقية وتعنى نؤمن ونصدق  يسوع استخدمها بشكٍل فريد عندما كان يبدأ الجمل.

2) " بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هٰؤُلاَءِ ٱلأَصَاغِرِ فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا»."

تفسير (متى 25: 46 ): فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حيوة ابدية “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَيَمْضِي هٰؤُلاَءِ " وهذا ما سيحدث يوم القيامة العظيم (دانيال ١٢: ٢ ) وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي. ( يوحنا ٥: ٢٨، ٢٩ )لا تتعجبوا من هذا، فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته،  ( رومية ٢: ٧ الخ ) اما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد والكرامة والبقاء، فبالحياة الابدية. 8 واما الذين هم من اهل التحزب، ولا يطاوعون للحق بل يطاوعون للاثم، فسخط وغضب، 9 شدة وضيق، على كل نفس انسان يفعل الشر: اليهودي اولا ثم اليوناني. 10 ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح: اليهودي اولا ثم اليوناني. 11 لان ليس عند الله محاباة. ( رؤيا ٢١: ١ - ٨) ثم رايت سماء جديدة وارضا جديدة، لان السماء الاولى والارض الاولى مضتا، والبحر لا يوجد في ما بعد. 2 وانا يوحنا رايت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها. 3 وسمعت صوتا عظيما من السماء قائلا:«هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكونون له شعبا، والله نفسه يكون معهم الها لهم. 4 وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد، لان الامور الاولى قد مضت». 5 وقال الجالس على العرش:«ها انا اصنع كل شيء جديدا!». وقال لي: «اكتب: فان هذه الاقوال صادقة وامينة». 6 ثم قال لي:«قد تم! انا هو الالف والياء، البداية والنهاية. انا اعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا. 7 من يغلب يرث كل شيء، واكون له الها وهو يكون لي ابنا. 8 واما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الاوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني».

2) " إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَٱلأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ"  عَذَابٍ أَبَدِيٍّ... حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ هما مكانين أو حالتين أولهما لا يوجد فيه الرب يسوع . وثانيهما في أقرب قربٍ إليه حيث يوجد مصدر الروح الإنسانية . والأول أجرة الخطية، والثاني هبة الرب للمؤمنين به ، ولا يوجد مكان أو حالة ثالثة .
لقد وُصف كلاهما بما وُصف به الآخر. فإذاً يدوم شقاء الأشرار
فى حياة لا نهاية لها كما تدوم سعادة الأبرار. وورد هذا الوصف ٦٦ مرة في الإنجيل، في ٥١ منها بياناً لدوام سعادة الأبرار، ومرتين بياناً لسرمدية الرب، وست مرات بياناً لدوام عقاب الأشرار. فعقاب الأشرار يبقى ما بقيت سعادة الأبرار ووجود الرب وملكوت المسيح فإنتهاء الجسد بالموت  تبقى الروح وسعادتها فى وجودها مع مصدرها الإلهى فهى نفخة حياة من القددوس . ومن الشواهد على أبدية العقاب بعد الموت ما يأتي من الآيات (مزمور ٩: ١٧ ) ( إشعياء ٣٣: ١٤ ) ( مرقس ١٦: ١٦ ) ( لوقا ١٦: ٢٦ ويوحنا ٣: ٣٦) (٢تسالونيكي ١: ٧ - ٩).
لقد أوضح السيد له المجد قيمة الديانة
الإنسانية بمعاملة من حولنا من البشر المختاجين لمساعدتنا الجائع والعطشان والمحبوس والغريب .. ألخ   المثمرة بإطعام الجائع وكسوة العريان ونفقة الخير والرحمة للفقير والمسكين. أي أن الإيمان يجب أن يعمل بالمحبة لأجل خدمة الآخرين، فإننا نكنز لنا كنوزا فى السماء مترجين نعمته ورحمته.
3) "  حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ" تتضمن الحياة الأبدية خلود الروح ، وتعمل عمل الملائكة فى التسبيح وتمجيد الرب ، وتنال أسمى السعادة والبركات ، بعد نوال النفس فى الحياة الأرضية نعمة الغفران  وأنها تعاين الرب وتكون مثله في القداسة حسب أمره "كونوا قيسيين" . والمسيح هو الذي اشترى لها كل ذلك (٢تيموثاوس ١: ١٠). وكما أن الحياة الأبدية كناية عن كمال السعادة والقداسة، كذلك العذاب الأبدي كناية عن تمام الشقاء والإثم.
ومما يحقق لنا دوام العذاب في جهنم أنه لا يمكن أن يُغفر للخاطئ بلا توبة،
لأنه أنتهت حياته الأرضية . فكيف يستطيع ذلك في جهنم حيث لا تأثير للروح ولا لوسائط النعمة؟ فليس في الجحيم سوى كل ما يثبته في الإثم! وقد أخبرنا الرب يسوع مرارا وبتحذيرات متكررة بان بالأثم والخطية تبرد محبة الرب فينا وتتلاشى هو يريدنا أن نهرب من الموت الأبدي وننال الحياة الأبدية. فإن صعب علينا ما ذكره عن عذاب الأشرار أ، فكم يصعب ويؤلم احتماله هذا الشر والخطية فى يوم الدين.
وسيقفجميع الناس يوم الدين الأخيار والأبرارعن يمين الديان والأشرار والخطاة عن يساره. فلنا الآن أن نختار اليوم المكان الذي الذى نريد أن نكون فيه ، إذ لا اختيار لنا في ذلك اليوم. ولا بد من أن جميعهم يسمعون إما قوله «تعالوا إليَّ» أو قوله «اذهبوا عني». ولنا الآن أن نختار سماع الصوت الذي سينادينا به الرب . ولا بد من أن جميعهم ينالون إما الحياة الأبدية أو العذاب الأبدي، فحياتنا الزمنية ووسائط النعمة وُهبت من الله لكي نتمسك بالحياة الأبدية. فإهمالنا الحياة يعرِّض نفوسنا للموت والهلاك!
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

الابدي هنا هو ما لا نهاية له . وتستعمل لفظة الابد بثلاثة معان . الاول ما لا بداية له ولا نهاية كقوله الى الابد انت هو يا رب . والثاني ماله بداية ولا نهاية وهو المعنى المراد هنا كقوله العذاب الابدي . وكبداية الانسان وخلوده . والثالث ما له بداية ونهاية كوجود الحيوان ونهايته .

 

 

 


 

 

This site was last updated 01/17/21