تفسير (متى 11: 21) : ويل لك يا كورزين ! ويل لك يا بيت صيدا ! لانه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما ، لتابتا قديماً في المسوح والرماد .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ويذكر " كتاب .. وقرار" وهو بحث دراسى منطقى فى صحة الكتاب المقدس , تأليف : جوش ماكدويل عن هذه المدن الثلاث فيقول فى كتابه : [عرفت كفر ناحوم فى الإنجيل بأنها مدينة سوع لأن يسوع عندما ترك الناصرة أتى وسكن فى كفر ناحوم ولا توضح النبوات كيفيه محددة لخراب هذه المدن ولكنها توضح الخراب الآتى عليها كلها معا تقول دائرة المعارف البريطانية عن كفر ناحوم أنها " مدينة قديمة عى الشاطئ الشمالى الغربى لحر الجليل ويقولون أن موقعها اليوم تل حوم ولم تمنع شهرتها القديمة من إختفاء إسمها ومن الجدل حول موقعها ويقول جورج ديفس / " إن زلزالا دمر كفر ناحوم عام 400 م وهلكت مع كفر ناحوم كوروزين وبيت صيدا فى الوقت ذاته
ويمضى ديفيس ويقول : إن موضع بيت صيدا على بحر الجليل كتن جميلا جدا حتى قرر الملك الوليد الأول عام 700 م أن يبنى قصرا شتوريا على مواقع خرائبها ولكنه مات قبل إكمال بناء القصر ةمرت القرون وإندثر القصر ولا يتبقى هناك إلا بعض أحجار الأساس وبعض البلاط الموزايك فى الأرضيات وقد عطى رجال الآثار البلاط بالرمل حتى لا يسرقه اللصوص ويضيع كل أثر لمكان القصر ويقول ديفس فى وصف كفر ناحوم أن المجمع الموجود فيهات ظل قرونا طويى مدفونا تحت التراب مثل بقية المدينة الخربة وقد حاول أحدهم أن ينقب عن المجمع بين الخرائب فأعاد إقامة جدرانه كما أعاد إقامة بعض أعمدته فى مكانها ولكن ما لم يتوقعه حدث فقد مات مات مهندس المشروع فجأة كما مات من قبله الملك الوليد قبل أن يكمل قصره فى بيت صيدا
ويذكر مرل أنجر فى قاموسه أن الخراب المعلن على كفر ناحوم وكوروزين وبيت صيدا غير المومنين (مت 11: 23) قد تحقق تماما فإن تل ناحوم اليوم عبارة عن خرائب ميلها مثل بيت صيدا وكوروزين وقد وجد بكفر ناحوم مجمع إكتشفوه بعد التنقيب يجع للقرن الثالث الميلادى
ويعلق ديفس على مدينة طبرية فيقول ان المسيح لم يقل كلمة واحدة على مدينة طبرية وقد أخربت عدة مرات ولكن أعيد بناؤها فى كل مرة ويقول / " فى كل مرة زرنا فيها هذه المنطقة إنذهلنا من تحقيق نبوة المسيح لقد أخربت المدن الثلاث وبقيت طبرية قائمة طيلة 19 قرنا ] أ. هـ
وبخ المسيح المدن التي كانت وقتئذٍ في غاية العظمة، لكنها خربت منذ قرون كثيرة. والضربات التي أنبأ المسيح بوقوعها على تلك المدن وقعت على أهلها، وعلامات وقوعها لا تزال ظاهرة على أطلالها.
1) " وَيْلٌ " أي مصابٌ عظيم. وهذا يدل على شدة حزن المسيح ليس على خراب المدينة ولكن على هلاك الشعب بها لأنه لم يؤمن بالمسيح بالرغم من تبشيره فيها
2) " كُورَزِين" ُذكرت مدينة كوروزين فى هذه الآية من إنجيل متى وفي (لوقا 10: 13) أحدى المدن الثلاث التى لعنها الرب يسوع بكلمة ويل وتعى هلاك مدينة كوروزين لأنه بشر فيها كثيرا وشاهدت مرات عديدة معجزات السيد المسيح العظيمة وسمعت مواعظه الجليلة (متى 11: 21 ولو 10: 13). وقد قال يوسيبوس في القرن الرابع أنها كانت تبعد ميلين رومانيين عن كفرناحوم ويطلق عليها الآن خرائب كرازة (أو كرازية) شمالي تل حوم وهناك خرب ومن جملتها مجمع بعض حجارته المنحوتة من البسالت وأيضًا حيطان وعواميد وطريق مبلطة تؤدي إلى الدرب الواقع بين أورشليم ودمشق.
3) " بَيْتَ صَيْدَا" يطلق هذا الاسم على مدينتين: كانت قرية صيادين صغيرة في الجانب الشمالي الشرقي من بحر الجليل (بحيرة طبريا).في الجهة الغربية عند مصب نهر الأردن في ذلك البحر كانت تدعى بيت رمثا، بقرب خان منيه.وتسمى ألان"الشبخ على الصيادين" (أو على شيخ الصيادين) وكانت تتبع منطقة بيريا . ويوجد بالقرب منها موقع "عين التبغة" التي يظن كثيرون انها "بيت صيدا الجليل". وتندفع المياه الدافئة من العيون الغزيرة نحو خليج صغير في البحيرة، حيث تتجمع الأسماك بأعداد هائلة، وهو ما ينشده الصيادون. فان كانت كفر ناحوم عند "خان منيا" فمعنى ذلك أنهما كانتا متجاورتين. وكان أهلها يعيشون فى مدينة محصنه على قمة تل أعلى مصب النهر التى توجد فيه قرية بيت صيدا ما زالت توجد خرائبها حتى الآن وهى مبنية على جانبي ذلك النهر وفي العصر الروماني، ضمت إلى مملكة هيرودس أغريبا الثانى الذى أطلق عليها إسم ليفياس، على اسم ليفيا زوجة القيصر أغسطس. وعندما غيّرت هذه الزوجة اسمها إلى جوليا، دعيت البلدة أيضًا جولياس. وفي العهد الجديد دعيت بيت صيدا، كانت مسكن وموطن ميلاد ثلاثة من رسل المسيح: فيلبس وأندراوس وبطرس. ولم يذكر في الإنجيل أن المسيح صنع فيها شيئاً من المعجزات ولكن ذلك لا ينفي معجزاته فيها، لأن متّى ذكر القليل من عجائبه الكثيرة. (يوحنا 44:1). في هذه البلدة شفى يسوع الأعمى (مرقس 22:8). وهي من المدن التي وبّخها السيد المسيح مع كورزين وغيرها عاش فيها فيلبس وأندراوس وبطرس (متى 21:11، لوقا 13:10). مع بداية القرن السابع الميلادي، أصبحت مهجورة كغيرها من المدن التي كانت تحيط ببحر الجليل. موقعها في المكان المدعو "تل" شرقي نهر الأردن، وتبعد عن كفرناحوم حوالي ثلاثة كيلومترات إلى الشرق منها.
4) " صُورَ وَصَيْدَاء" مدينتان قديمتان في فينيقية على شاطئ بحر الروم (البحر البيض المتوسط) دينة فينيقية شهيرة وهي قديمة جدًا (اش 23: 7).
ولكنها أسست أو بلغت أهميتها بعد صيدون (تك 10: 15 واش 23: 12). وقد أخبر كهنة ملقرت هيرودوتس أنها أنشئت قبل قدومه إليها بألفين وثلاثمائة سنة فتكون قد ظهرت في الوجود حول السنة الـ 2750 قبل الميلاد (هيرودوتس 2: 44). وقامت صور وفق الشهادة القديمة على البر ومع تقادم الزمان، وفي سبيل الدفاع، نقلت إلى الجزيرة الصخرية المجاورة فاشتق منها اسمها. وكثيرًا ما ذكر الكتَّاب القدماء أنها قائمة في البحر (حز 26: 17 و27: 32). فعرفت المدينة التي في البر بفاليتيرس-أي صور القديمة. وكانت صور أقرب إلى بني إسرائيل من صيدون وفاقتها في العظمة وقد جعل هذان الأمران في الحديث عن المدينتين رتبة فقيل صور وصيدا. وخضعت صور لمصر في القرن الخامس عشر قبل الميلاد كما يبدو من ألواح تل العمارنة. وكانت محصنة في أيام يشوع (يش 19: 29) فوقعت عند حدود اشير ولكنها لم تكتب لسبط من الأسباط ولم يحتلها بنو إسرائيل في أيامها. وكانت تعتبر حصنًا في أيام داود (2 صم 24: 7) وكان لحيرام مليكها علاقة ودية مع داود وسليمان وقد أرسل لهما بعض المواد للبناء فبنى الأول بيته (2 صم 5: 11 و1 مل 5: 1 و1 أخبار 14: 1) وبنى الثاني الهيكل وغيره (1 مل 9: 10-14 و2 أخبار 2: 3-16). وكان حيرام آخر نحاسًا ابن رجل صوري وامرأة يهودية فأتى به سليمان. فصور العمودين من نحاس وعمل أعمالًا أخرى في الهيكل من النحاس المسبوك (1 مل 7: 13 و14 و40 و45).
وما كان الصوريون يميلون إلى الحرب بل إلى الصناعة والتجارة وصك النقد والسفر بحرًا والاستعمار. وكانوا ينتجون الصبغة الأرجوانية ولأشغال المعدنية والزجاج. وكانوا على تجارة مع الشعوب القصية (1 مل 9: 28) وكان تجارها رؤساء وموقَري الأرض (اش 23: 8) وفي القرن التاسع قبل الميلاد أسست جالية صورية مدينة قرطاجة التي نافست رومية منافسة عظيمة.
وقد انضموا إلى حلف كان فيه آخاب وقاوموا شلمنأسر بن أشور نسربال وخليفته ولكن صور دفعت له فيما بعد الجزية مع غيرها. وحول السنة 724 ق.م. حاصر شلمنأسر الخامس ملك أشر جزيرة صور بعد أن أذعنت لصور القديمة ولكنه مات في السنة الـ 722 ولم يستولي عليها يوسيفوس وربما أشار إلى هذا أيضًا اشعياء ص 23. ولكنها استسلمت إلى خلفه سرجون.
وقد شكا الأنبياء الصوريين أنهم اسلموا بني إسرائيل إلى ادوم (عا 1: 9) وجردوهم من سلعهم وباعوهم عبيدًا لليونانيين (يو 3: 5 و6) ولم يغز صور سنحاريب كما فعل بالمدن المجاورة. ولكن اسرحدون حاصرها واستسلمت شريفة لأشور بني بانيبال في السنة الـ 664 ق.م. وفي القرن اللاحق ازدهرت تجارتها ازدهارًا وأجرت مع كل بلدان العالم المعروف آنئذاك (حز 27) وتنبأ ارميا عن خضوع صور (ار 7: 1-11) وأما النبوة الشهيرة والأكثر توسعًا ضد صور فواردة في حزقيال (حز 26: 1-28: 19 و29: 18-20). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وقد أشارت نبوتا ارميا وحزقيال إلى حصار نبوخذنصر لصور (585-573 ق.م.) الذي دام 13 سنة (يوسيفوس). ولا نعرف أنه أخذ قسمًا من المدينتين أم لم يأخذ (حز 29: 18-20) وإذا كان قد احتل شيئًا فيكون ذلك القسم الساحلي (حز 26: 7-11 وربما 12). ولم يجد العدو فيها مغنمًا يفي بتعبه. ومهما يكن من أمر فإن صور قد فاوضت نبوخذنصر واعترفت بسلطانه عليها.
ولما حاصرها الإسكندر عجز عن اقتحام أسوارها فألقى ممرًا من البر إلى الجزيرة عبر المضيق الضيق فاحتلها في السنة الـ 332 ق.م. بعد حصار دام سبعة أشهر ما لبثت أن استعادت مجدها (اش 23: 15-18) وبعد موت الإسكندر وقعت صور تحت صولة السلوقبين ثم أخذها نهم الرومانيون.
ومرّ الرب يسوع على شواطئ صور وصيدا (مت 15: 21-28 ومر 7: 24-31). وقد اتصل به قوم من تلك المنطقة (مر 3: 8 ولو 6: 17). وقال إن مسؤولية تلك المدن الوثنية كانت دون مسؤولية المدن التي حول بحر الجليل بكثير لأن هذه كانت دومًا نسمع بشارته وترى العجائب (مت 11: 21 و22 ولو 10: 13 و14) ودخلت النصرانية إلى صور منذ بدء العهد الرسولي وكانت فيها كنيسة لما مر بولس ومكث فيها سبعة أيام (أع 21: 3 و4). والمعلم الكبير اوريجانيس المتوفي نحو سنة الـ245 للميلاد دفن في الباسيليكا المسيحية في صور. وقد شيد الأسقف بولونيوس كنيسة أعظم وأفخم. وعند تكريسها في السنة الـ 323 ألقى العظة المؤرخ الكنسي الكبير يوسابيوس، أسقف قيصرية. وفي القرن الرابع وصفها ايرونيموس فقال عنها أنها أشرف مدن فينيقية وأجملها وقال أنها كانت في ذلك الوقت تتجر مع العالم كله. وكانت متميزة عن كل أسقفيات الكرسي الإنطاكي بعد إنطاكية فكان رئيسها يسلهم البطريرك عصا الرعاية أثناء تنصيبه.
5) "لَتَابَتَا قَدِيماً فِي ٱلْمُسُوحِ وَٱلرَّمَادِ" كعلامات التوبة والندامة راجع ماذا فعلت مدينة نينوى عندما تابتا (يونان ٣: ٦، ٧، ٨) امن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم. 6 وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد
********
طقوس الحداد عند اليهود فى عصر المسيح وقبله
كانت طقوس الحداد لا تعبر عن الحزن والأسى على موت شخص محبوب فقط ولكن كانوا يعبرون خلالها عن توبتهم متذكرين موت الشخص المحبوب وعلى جرائمهم الجماعية بطرق هديدة : -
1) يمزقون الرداء الخارجى (تك 27: 29 و 34 و (تك 44 : 13) (قض 11: 35) (2 صم 1: 11 & 3: 31) (1 مل 21: 27) (أى 1: 20)
2) يخلعون أحزيتهم (2 صم 15: 3) (إر 3: 37)
3) يأتزرون بمسح (تك 37: 34) (2صم 15: 20) (أش 20: 2)
4) يضعون أيديهم على رؤوسهم (2صم 13: 9) (إر 3: 37)
5) يضعون الماد على رؤوسهم (يش 7: 6) (1صم 4: 12) (نح 9: 1)
6) يجلسون على الأرض (مرا 2: 10) ( حز 26: 16) [أو يقدون على الأرض .. (2صم 12: 16) أش 47: 1) ]
7) يقرعون على صدورهم (1صم 25: 1) ( 2صم 11: 26) (نح 2: 7)
8) يندبون (1صم 25: 1) (2صم 19: 26)
9) يجرحون أجسادهم (تث 14: 1) (إر 16: 6& 48: 37)
10) يصومون (2صم 12: 23) (1مل 21: 27)
11) ينشدون حن الندب (1صم 1: 17) ( 1صم 3: 31) ( أع 35: 25)
12) الصلع (قلع الشعر أو نتف الشعر أو حلق الشعر) (إر 48: 27)
13) تقصير وقص اللحى (إر 48: 37)
14) يغطون الرأس أ الوجه (2صم 15: 30 & 29: 4)
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اي ان اهل صور وصيدا الين كانوا مشهورين بالوثنية رأوا العجائب التي يراها اهل كورزين وبيت صيدا لكانوا تابوا بالمسوح والرماد عن معاصيهم .