Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير وشرح إنجيل متى ألإصحاح السابع والعشرون (مت 27: 1- 26)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير / شرح إنجيل متى ألإصحاح السابع والعشرون  (مت 27: 1- 26)

تقسيم فقرات  الإصحاح  السابع والعشرون من إنجيل متى  (مت 27: 1- 26)
1. محاكمته أمام الوالي (مت  27: 1-2)
2. رد الفضّة (مت  27: 3-10)
3. صمتِه أمام الوالي (مت  27: 11-14)
4. إطلاق باراباس (مت  27: 15-26)

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

تسليم يسوع الى بيلاطس (متى 27: 1- 2)

تسليم يسوع الى بيلاطس

 وتمت النبوة  ومسح يسوع المسيح ملكا على جبل صهيون
تمت المحاكمات الدينية الثلاث ليسوع المسيح
الأولى والثانية كانتا ليلا  الأمر الذى ىنهت عنه الشريعة الأولى برآسة حنان والثانية بحضور أعضاء مجلس السنهدرين برآسة قيافا التى  فى بيت قيافا على جبل صهيون حكمت المحكمة على يسوع بانه مستوجب حكم الموت  لأنه ساوى نفسه بالآب وأنه ملك إسرائيل وعلى جبل صهيون "تامر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه " (مز 2: 2) وعلى جبل صهيون رفض أعلى مجلس دينى يهودى (الشعب المختار) أن يكون يسوع المسيح ملكا عليهم وقالوا ليس لنا ملك إلا قيصر ولكن الرب  قال على مسيحه فى نبوة (مز2: 5- 8 ) أنا أقمته ملكا على صهيون جبل قدسه، لأكرز بأمر الرب. الرب قال لي: أنت ابني، وأنا اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراثك، وسلطانك إلى أقطار الأرض.  " أما المحاكمة الثالثة فكانت فى الهيكل المبنى على حبل المريا

 

تفسير (متى 27: 1) : ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "وَلَمَّا كَانَ ٱلصَّبَاحُ" قال لوقا في ذلك «ولما كان النهار» (لوقا ٢٢: ٦٦) والأرجح أنهما أرادا وقت شروق الشمس. حوالى الثالثة صباحا   يوم الفصح فى 14 نيسان ولما كان اليوم اليهودى يبدأ من مساء اليوم السابق فقد بدأ يوم عيد الفصح فى مساء 13 نيسانوفى هذا المساء  أكل يسوع الفصح فى العلية ثم ذهب وتلاميذة إلى  بستان جسثيمانى فى جبل الزيتون ثم قبض عليه الجنود وخدم وعبيد رئيس الكهنة  هناك وقادوه لبيت قيافا على جبل صهيون وهناك حاكمه حنان ثم أجتمع مجلس السنهدرين وحاكموه ليلا المحاكمة الثانية وحكموا عليه بالموت ولكن طبقا للشريعة الموسوية لا يجوز ولا يحق لهم محاكمة أحد ليلا فإنتظروا لصباح يوم عيد الفصح وعقدوا المحكمة الثالثة وأصدروا حكمهم بأنه يستوجب حكم الموت .

2) " تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ ٱلشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ" فى نبوة صريحة وواضحة  وردت على فم داود النبى بمؤامرة رؤساء بنى إسرائيل ضد الرب والمسيح ( مزمور ٢: ٢ ) قام ملوك الارض وتامر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين 3 لنقطع قيودهما ولنطرح عنا ربطهما "

 تَشَاوَرَ : تصاريح يسوع في  أدانته وخاصة تصريحة (مت ٢٦ :٦٤) قال له يسوع: «انت قلت! وايضا اقول لكم: من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء» في أذهانهم بأنه ارتكب التجديف ضد الرب ، والذي كانت عقوبته الرجم، ولكنهم كانوا يريدونه أن يحمل لعنة الصلب (تث ٢١ :٢٣ ) فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلق ملعون من الله.فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا " ولذلك فقد اضطروا لأن يتهموه بتهمة مدنية ويحاسبه عليها الرومان. وهذه هي التهمة التي زعموا فيها أنه قال أنه ملك اليهود والتي استخدمت كتهديد سياسي ضد الحكم الروماني. وصاحوا رافضين ملك المسيح وقالوا "ليس لنا ملك إلا قيصر"  وهم من سبط لاوى 

جَمِيعُ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ : الكهنة وخدام الهيكل اليهودى من سبط لاوى وكان ا الكهنة مقسمين إلى فرق حوالى 24 فرقة وكل فرقة لها رئيس الجمع يشير إلى العائلة الكهنوتية لحنانيا وهذه الفرق وكانت عائلة حنان وقيافا من طائفة الصدوقيين وقد اشتروا هذا المنصب من الرومان. لقد كان قد تعاقب العديد من أولاده وصهوره على هذا المنصب.
جَمِيعُ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ ٱلشَّعْبِ نفهم مما قاله مرقس ولوقا أن هذا الاجتماع كان اجتماع مجلس السبعين المعروف بإسم السنهدرين ، وهو غير الاجتماع الذي كان ليلاً (مرقس ١٥: ١ ) وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة واشيوخ والكتبة والمجمع كله فاوثقوا يسوع ومضوا به واسلموه الى بيلاطس. ( لوقا ٢٢: ٦٦)  66 ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب: رؤساء الكهنة والكتبة واصعدوه الى مجمعهم "  ونفهم من قوله «جميع» أكثر أعضاء المجلس، لأن بعض الأعضاء لم يوافقوا الآخرين على حكم الموت على المسيح منهم نيقوديموس ويوسف الرامى (لوقا ٢٣: ٥٠، ٥١) واذا رجل اسمه يوسف وكان مشيرا ورجلا صالحا بارا - 51 هذا لم يكن موافقا لرايهم وعملهم وهو من الرامة مدينة لليهود. وكان هو ايضا ينتظر ملكوت الله.. وويقول بعض المفسرين أنه من الأرجح أن هذا الاجتماع كان في أحد أروقة الهيكل، لأنه مكان الاجتماع القانوني. وقال لوقا إنهم أصعدوه (أي من دار رئيس الكهنة) إلى مجمعهم. والتى يعتقد أنها تمت ما بين الثالثة صباحا والسادسة صباحا الوقت الذى يبدأ بيلاطس فى البت فى القضايا
3) " حَتَّى يَقْتُلُوهُ" لم يذكر متّى وقوف المسيح أمام هذا المجمع وما جرى في المحاكمة، ولكن لوقا ذكر ذلك بالتفصيل (لوقا ٢٢: ٦٦ - ٧١). وهذه وقفة ثالثة وقفها المسيح أمام رؤساء اليهود فالأولى كانت أمام حنان، والثانية أمام قيافا، والثالثة التي ذُكرت هنا. وكانت المؤامرة واضحة قى هاتين المحكمتين وبخطة مدبرة تشمل الناحية الدينية والسياسية خاصة النحكمة التى تمت فى النهار  في هذا الاجتماع غايتان:
الأولى: جعل ما حكموا به ليلاً شرعياً، لأن التلمود يقول إن الحكم بقتل المذنب لا يكون شرعياً ما لم يكن نهاراً، وإنه لا يجوز امتحان ذلك المذنب والحكم عليه في جلسة واحدة.
الثانية: الاتفاق على أي طريق يرفعون بها الدعوى إلى بيلاطس ليحملوه على أن يحكم عليه بالموت.
ويستنتج مما جرى بعد ذلك أنهم اتفقوا على ثلاثة أمور:
الأول: أن يسألوا بيلاطس أن يُجري حكمهم بقتل يسوع بلا سؤال (يوحنا ١٨: ٣٠)
والثاني: فإذا لم يسلم بيلاطس بذلك اشتكوا على يسوع بأنه ادَّعى أنه ملك اليهود، فعصى قيصر، وقاد غيره إلى العصيان، بدليل سؤال الوالي له: «أأنت ملك اليهود؟» (ع ١١) وقولهم لبيلاطس «إِنَّنَا وَجَدْنَا هذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ، وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ، قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ» (لوقا ٢٣: ٢).
والثالث: إن لم ينجحوا في الأمرين الأول والثاني، اشتكوا عليه أنه ادَّعى أنه ابن الله (يوحنا ١٩: ٧) وذلك تجديف ضد فكرهم عن الرب يستحق مرتكبه القتل، بموجب ناموسهم. ولكن النتيجة كانت أن بيلاطس لم يسلم لهم بالأمر الأول، وبرَّأه بعد الفحص من الأمر الثاني (لوقا ٢٣: ٤، ١٤، ١٥، ٢٢) ورأى أن الأمر الثالث ليس جنايةً عند الرومان. فلم يبق لهم إلا أن يرجعوا إلى الأمر الثاني وهو دعواهم أنه خان قيصر، فإضطر بيلاطس للحكم عليه وإلا سيكونخائناا لقيصر والحكم الرومانى الذى يمثله  على غير إرادته أن يحكم عليه بالموت (يوحنا ١٩: ١٢، ١٥) فإذاً المسيح قُتل بدعوى لم يحكم بها مجمع السبعين.
 

تفسير (متى 27: 2) : فاوثقوه ومضوا به ودفعوه الى بيلاطس البنطي الوالي  .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)   " فَأَوْثَقُوهُ" كان يسوع موثقاً خلال المحاكمات ربما بسبب (١) أنهم كانوا يخشون بأن يقوم بأي عمل سحري ليحرر نفسه؛ (٢ ) كانت طريقة لإذلاله؛ أو (٣ ) كان هذا الإجراء المتبع مع المجرمين.
أَوْثَقُوهُ الظاهر أنهم حلوا وثاقهُ لما أتوا به إلى الهيكل، لأنهم أتوا به موثقاً من البستان (يوحنا ١٨: ١٢) ثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه، " وذهبوا به كذلك من عند حنان إلى قيافا (يوحنا ١٨: ٢٤).وكان حنان قد ارسله موثقا الى قيافا رئيس الكهنة. "
2) "وَمَضَوْا بِهِ " ( لو٢٣: ١) 1 فقام كل جمهورهم وجاءوا به الى بيلاطس ( يوحنا ١٨: ٢٨) 28 ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية، وكان صبح. ولم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا، فياكلون الفصح." (متّى ٢٠: ١٩) 19 ويسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم».هم جمهور كبير وهم يظنون أنه بجندهم المدججين بالأسلحة وجمهورهم أنهم سيلقوا الرعب في قلوب أتباع المسيح، لئلا يخلّصوه منهم، وليوهموا بيلاطس أن الذي جاءوا به إليه ارتكب ذنباً فظيعاً ويستحق الحكم عليه
3) "وَدَفَعُوهُ :"  كان الرومان يعقدون جلسات المحاكم باكراً كل يوم حوالي الساعة ٦ صباحا، وربما بسبب الحرارة. وإزدحام الطرق وأورشليم بالشعب اليهودى أثناء يوم عيد الفصح وأسبوع عيد الفطير وفى هذا الوقت لم يكن زوار أورشليم ما كانوا قد استقيظوا بعد. 

لكي يحكم عليه بالقتل كجانٍ مستوجب الموت، فأرادوا أن يجعلوا الوالي آلة يجري مقاصدهم، لأن الرومان لم يسمحوا لهم بتوقيع عقوبة الموت (يوحنا ١٨: ٣١). (وكما جاء في تاريخ يوسيفوس المؤرخ اليهودي) وتسليمهم بذلك شهادة على صحة مجيء المسيح حقيقة، بدليل قول رئيس الآباء يعقوب: «لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ» (تكوين ٤٩: ١٠). فكان يجب أن ينتبهوا لذلك. وحصلوا بدفع يسوع إلى بيلاطس على شيء من مرماهم، وهو أنه نُقل من أيديهم إلى أيدي الرومان قبل أن يسمع أصحابه بالقبض عليه، فيعجزون عن الدفاع عنه.
3) "  إِلَى بِيلاَطُسَ ٱلْبُنْطِيِّ ٱلْوَالِي"  بِيلاَطُسَ كان أرخيلاوس بن هيرودس الكبير آخر ملك على اليهودية. نُفي من حكمه سنة ٦م، ومن ذك الوقت أخذ قيصر يقيم الولاة على اليهودية. وكان بيلاطس سادس والٍ على اليهودية عيَّنه طيباريوس قيصر، فتولى حكم اليهودية عشر سنين من ٢٧ - ٣٦م. وتولى ٦ سنوات قبل صلب المسيح وأربعاً بعده. وكان قاسياً (لوقا ١٣: ١) ظالماً سريع التقلب، عصيه اليهود مراراً، وسفك دماء كثيرين إخماداً لفتنهم، فأبغضوه أشد البغض وشكوه مراراً لقيصر. على أنه كان بصيراً في بيان الحق والعدل، لكن لم تكن له قوة أدبية ليحامي عن الحق عند المقاومة. فكان يكره اليهود ويبغضهم، لكنه خاف أن يشكوه للإمبراطور. وعُزل من ولايته في نحو الوقت الذي عُزل فيه قيافا من كهنوته. وكان مقام الوالي غالباً في قيصرية على شاطئ بحر الروم (أعمال ٢٣: ٣٣ و٢٥: ١ و٤: ٦، ١٣). ولكنه كان يذهب إلى أورشليم في أيام الأعياد العظيمة ليمنع الشغب والتشويش ويجري الأحكام. وكان منزل الوالي في أورشليم في القصر الذي يُسمى قصر هيرودس الكبير على جبل صهيون.

يقول معظم المفسرين أنه من الأرجح أن بيلاطس الوالى حاكم يسوع   حدث في القلعة الرومانية لأنطونيا والتي كانت قد بنيت بجانب الهيكل وأعلى من الهيكل لتشرف عليه وتراقب ما يجرى فيه ، ويقول قلة من المفسرين أن محاكمة بيلاطس للمسيح تمت فى يكون قصر هيرودس ويؤيد هذا الرأى العماء افسرائيليين خاصة أن زوجة بيلاطس كلمته عن يسوع، والذي كان متاحا الضباط والموظفين الرومان عندما كانوا يتواجدون في أورشليم. كان الرومان قد جلبوا المزيد من الجنود من قيصرية على البحر في أورشليم خلال أيام العيد اليهودية تحسبا  ًمن الشغب (مت٢٧ :٢٤) بيلاطس كان قد ُعيّن حاكماً من ٢٦ -٣٦ .التاريخ يصّوره  على أنه كان رجٌلقا سب لا رحمة.
إى أن كل هذه الأحداث فى تسليم يسوع لبيلاطس الذى يمثل الأمم
١ -لكي تتحقق نبوءة يسوع عن أن الأمم سيقتلونه
٢ -لكي يصلبه الرومان إذ في هذا اليوم ما كان للسنهدرين سلطة في فرض عقوبة الإعدام
ولكن، إذا اتُّهم يسوع بالتجديف، فقد كان يجب أن يُرجم. هذا الأمر نفسه فعله اليهود لإستفانوس في أع ٧ كما أنهم أرادوا رجم الزانية التى غفر يسوع لها خطاياها ولم يطلبوا إذناًمن الرومان. أعتقد أن رؤساء اليهود هؤلاء أرادوا أن يُصلب يسوع لكي تنزل اللعنة الإلهية التي في تث ٢١ :٢٣ عليه. كانوا يريدون لهذا الشخص الذي ادّعى أنه المسيا أن يلعنه يهوه لقد احتمل يسوع "اللعنة" (غل ٣ :١٣) 13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لاجلنا، لانه مكتوب: «ملعون كل من علق على خشبة». ( كول ٢ :١٤)  اذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضدا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب، " من أجلنا.
هناك تغاير في المخطوطات اليونانية هنا. في عدد من المخطوطات القديمة الجيدة الإسم الأول لبيلاطس هو بنطي، موجود في (المخطوطات W, C, A والفولغاتا). ويظهر أيضاً في (لو ٣ :١) 1 وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر اذ كان بيلاطس البنطي واليا على اليهودية وهيرودس رئيس ربع على الجليل وفيلبس اخوه رئيس ربع على ايطورية وكورة تراخونيتس وليسانيوس رئيس ربع على الابلية   ( أع ٤ :٢٧ )  لانه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع، الذي مسحته، هيرودس وبيلاطس البنطي مع امم وشعوب اسرائيل، ( ١ تيم ٦ :١٣) 13 اوصيك امام الله الذي يحيي الكل، والمسيح يسوع الذي شهد لدى بيلاطس البنطي بالاعتراف الحسن: " الإسمان هما المألوفان في الأدب الكنسي المبكر. ولكن الإسم غائب هو بيلاطس

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

تشاور رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على قتل يسوع خيفة ان يحدث سجس في الشعب كما جرى في أزمنة أخرى . ولم يعلموا ان المسيح بارادته أسلم نفسه اليهم . وأوثقوا يديه الى خلفه واخذوه الى بيلاطس لان حكمهم كان قد بطل ثم ليبينوا انهم لا يقتلونه بموجب حكمهم ولا بسبب ضجيج الشعب وهيجانه بل بموجب الناموس الموسوي او بالحري كعاص على قيصر ومفتن. 

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

انتحار يهوذا (متى 27: 3- 10)

انتحار يهوذا

تفسير (متى 27: 3)  : حينئذٍ لما رأى يهوذا الذي أسلمه انه قد دين ، ندم ورد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس


1) " حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا ٱلَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ" هذه العبارة تحوي على ضمير عائد غامض، هو. ترجمات Williams وPhillips للعهد الجديد تفترض أنها تشير إلى أن يهوذا قد دين ، ولكن كل الترجمات الحديثة الأخرى تشير إلى أن هذا الضمير يعود إلى يسوع. لاحظوا الحرف الكبير الذي يكتب به الضمير "He "في JB, TEV, NIV. NASB و NRSV بل وحتى تقحم الإسم "يسوع" للإشارة إلى الضمير

كان المسيح يقضي على أي استياء يمكن أن يحدث بين تلاميذه سوا من جهة الرآسة أم من تصرفات يهوذا  (مر 14: 4)، إلا أن يهوذا شعر هنا أنه لا يمكن أن يضمن استمرار مصدر دخله.بعد تعليقة على سكب  طيب الناردين على المسيح  أما كلمات سيده التي تضمنت حديثه عن يوم تكفينه فقد كشفت لمسلمه أن يسوع قد عرف جيدًا القوى الشريرة التي كانت تعمل ضده (مت 26: 12، مر 14: 8، يو 12: 7).. وواضح مما جاء في متى ومرقس (فلوقا  لا يذكر هذه الحادثة) أن يهوذا ذهب على الفور وتآمر وأتفق على خيانة معلمة المسيح  ( مر 14: 10 و11، انظر أيضًا لو 22: 3 - 6)،(مت 26: 14 و15) " 14 حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي الى رؤساء الكهنة 15 وقال: «ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم؟» فجعلوا له ثلاثين من الفضة. 16 ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه. " ولكنه اختفى إلى حين، فقد كان حاضرًا بعد ذلك عند غسل أرجل التلاميذ حيث ميزَّ يسوع مرة أخرى بينه وبين بقية الاثنى عشر دون التصريح باسمه: "أَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ"، و"اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ" (يو 13: 10 و18). ويبدو أن يسوع كان يريد أن يعطى يهوذا كل فرصة للتوبة والاعتراف حتى في تلك الساعة المتأخرة. وللمرة الأخيرة عندما جلسوا للأكل، تقدم إليه يسوع بهذه الكلمات: "إن واحدًا منكم سيسلمني" (مت 26: 21، مر 14: 18، لو 22: 21، يو 13: 21). وأخيرًا وردًا على تساؤلات التلاميذ الحائرة: "هل أنا؟" أشار يسوع إلى مسلمه، لابذكر اسمه ، ولكن بالقول: " هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه " (يو 13: 26). وحالما أخذ اللقمة، غادر يهوذا المكان، لقد حانت الفرصة التي كان ينتظرها (يو 13: 30، مت 26: 26). إلا أن هناك بعض الشك فيما إذا كان قد أخذ الخبز والخمر قبل مغادرته أم لا، ولكن معظم المفسرين يعتقدون أنه لم يأخذ من الخبز والخمر. وحالما خرج يهوذا ذهب إلى رؤساء وأتباعهم، وعندما جاء إلى يسوع في البستان، سلّم سيده بقبلة (مت 26: 47 - 50، مر 14: 43 و44، لو 22: 47، يو 18: 2 - 5).

رَأَى يَهُوذَا... لا نعرف ماذا كان يدور فى فكر يهوذا حينما أتفق مع رؤساء الكهنة على خيانة سيدة بثمن زهيد وهو ثلاثين من الفضة وهذا كان فى قوانين الشريعة الموسوية  ثمن عبد جرح أو مات بسبب ثور جار سيده - لماذا أقدم يهوذا على هذا الجرم ؟ سؤال أجاب عليه التلاميذ وقالوا عندما سكبت المرأة مريم الطيب على رأس المسيح من قارورة ناردين غالى الثمن  تسائل يهوذا : " لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء؟ قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقًا وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه " (يو 12: 5 و6، مت 26: 7 - 13، مر 14: 3 - 8). إذا حكم عليه التلاميذ بأن سبب خيانته هو محبته للمال الذى هو أصل لكل الشرور وتجاهل تخذيرات معلمه المسيح من الطمع والرياء (مت 6: 20، لو 12: 1-3)

أَنَّهُ قَدْ دِين لا يظهر من قول متّى في أي وقت حدث ما أتاه يهوذا هنا، وهذة الفكرة التى وردت فى ذهب يهوذا جائت له عندما "رأى"  كان بعد أن عرف أنه حُكم على يسوع في بيت قيافا وأُتي به إلى الهيكل لإثبات الحكم عليه شرعاً، فتبعهم يهوذا إلى هناك ودخل الهيكل وتكلم مع الكهنة قبلما ذهبوا بالمسيح إلى بيلاطس، وبقي بعضهم هناك، ورجع البعض إلى الهيكل.
2) " نَدِمَ " كانت هناك كلمتان في اليونانية تترجمان "توبة". الأولى المستخدمة هنا لم تكن هي الكلمة الإعتيادية المستخدمة في (مت ٣ :٢) قائلا: «توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات. " والتي كانت تعني "تغيير الذهن والأعمال والسلوك". هنا الكلمة كانت تعني "الأسف اللاحق" ولكن بالمعنى المتضمن بأنه ليس هناك من تغيير حقيقي ظاهر فى مثل الإبنان عندما قال للأول أذهب أعمل فى كرمى  (مت ٢١ :٢٩؛) فاجاب: ما اريد. ولكنه ندم اخيرا ومضى   " أفضل فهم للندم ما ورد فى (٢ كور ٧ :٨ ) وليس بمجيئه فقط بل ايضا بالتعزية التي تعزى بها بسببكم وهو يخبرنا بشوقكم ونوحكم وغيرتكم لاجلي حتى اني فرحت اكثر. 8 لاني وان كنت قد احزنتكم بالرسالة لست اندم مع اني ندمت.فاني ارى ان تلك الرسالة احزنتكم ولو الى ساعة.

3) " وَرَدَّ ٱلثَّلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخِ»." هذا تلميح إلى زك ١١ :١٢ .كان هذا هو ثمن العبد المجروح (مت ٢٦ :١٥؛ خر ٢١ :٣٢
رَدَّ ٱلثَّلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ الأرجح أنه أخذ تلك الفضة حتى أُتي بالمسيح إلى دار رئيس الكهنة ليلاً، فجاء بالمبلغ الذي كان قد اشترط عليه (متّى ٢٦: ١٤) مما يدل على أنه هو كل الأجرة (وهي نحو ثلاث جنيعات ذهبية) لا عربونها كما ظن بعضهم. وردَّه تلك الأجرة يدل على أنه قصد الرجوع عن كل ما ارتكب من أمور خيانته، ويثبت أن الطمع كان علة تلك الخيانة.

محاولة تبرئة يهوذا !!!
لقد دار حوار طويل وجدل كثير - ليس حول روايات الأناجيل عن يهوذا فحسب، بل وأيضًا - حول شخصيته والمشاكل المتعلقة بها. لأن " يهوذا " مسلم يسوع واحدًا من الاثني عشر المختارين، قد أعطي لأعداء المسيحية فرصة لمهاجمتها منذ العصور الأولى كما ذكر العلامة القبطى أوريجانوس. وفى مخطوطات نجع حمادى القبطية  (1945- 1947) لجماعة هرطوقية إسمها الغنوصيين أكتشف مخطوط بإسم "إنجيل يهوذا"  يبرئ يهوذا من تهمة الخيانة غلى أساس أن رجل وطنى يريد من المسيح أن يقود تمرد أو ثورة ضد الإختلال الرومانى ويحرر أمتهم . ولكن هذا الرأي - يخالف لتاريخ الكتاب المقدس  . وهناك نظريات مختلفة لتفسير الموضوع، مثل أن يهوذا انضم لجماعة الرسل بهدف محدد، هو تسليم يسوع. ويفسرون هدف هذا الاتجاه على وجهين، يعمد كلاهما للسمو بشخصية يهوذا وابرائه من تهمة الدوافع الخسيسة ونذالة الخيانة. فيقول أحد الجانبين إن يهوذا كان وطنيًا غيورًا، ورأى في يسوع عدوًا لأمته وعقيدتها الأصيلة، ولذلك أسلمه من أجل صالح أمته، ولا يتفق هذا الرأي مع طرد رؤساء الكهنة ليهوذا (مت 27: 3 - 10). أما الاتجاه الآخر فقد اعتبر يهوذا نفسه خادمًا أمينًا للمسيحية إذ أنه توجه إلى التسليم ليتعجل عمل المسيا ويدفعه إلى اظهار قوته المعجزية بدعوة ملائكة الله من السماء لمعونته (مت 26: 53). ورأى آخر يقول أنه فعل كما أمره المسيح (يو 13:  27) فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع: «ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة».  أما انتحاره فيرجع إلى يأسه، لفشل يسوع في حقيق توقعاته. ولقد راقت هذه النظرية - في العصور القديمة - للغنوسيين القينيين، وفي العصر الحديث " لدى كوينسي والأسقف هويتلي، لكن العبارات التي استخدمها يسوع وطريقة شجبه لتصرف يهوذا (يو 17: 12) تجعل مثل هذا الرأي بلا قيمة. هناك رأي آخر يقول إن يهوذا سبق تعيينه ليكون مسلمه، وأن يسوع كان عالمًا منذ البداية بأنه سيموت بالصليب، وقد اختار يهوذا لأنه عرف أنه هو الذي سيسلمه، وهكذا تتحقق المقاصد الإلهية (مت 26: 54). والذين يتمسكون بهذا الرأي يبنونه على علم يسوع بكل شيء كما في يوحنا (2: 24) لأن يسوع "كان يعرف الجميع". وكذلك يوحنا (6: 64) "لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون ومن هو الذي يسلمه"، كذلك يوحنا (18: 4) "وهو عالم بكل ما يأتي عليه". ولكننا إذا أخذنا هذه النصوص حرفيًا، يكون معنى هذا تطبيق عقيدة قضاء الله السابق وقدره بطريقة متزمتة أكثر مما يجب، وبهذا يكون يهوذا مجرد آلة ووسيلة في يد قوة أعلى منه، وهو ما يجعل مناشدة يسوع وتحذيراته له بلا معنى، كما أنه ينفي وجود المسئولية الشخصية والإحساس بالذنب، وهو ما كان يريد الرب أن يثيره ويوقِظه في قلوب سامعيه.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لو قضي على سيدنا بموجب الحق لفرح يهوذا وما تندم أو اعترف بانه قد قد أسلم دماً زكياً لكن لان الكهنة قضوا عليه بالنفاق لذلك تندم وقال ما قال . ثم ان يهوذا لم يندم الا بعد ان اتم شره وخطيئته وهكذا يفعل ابليس اللعين بالذين يصغون اليه فانه لا يدعهم ان يرون شرهم حتى يكلموه . لسائل لماذا لم تقبل ندامة يهوذا فان الانجيلي يقول انه ندم ؟ الجواب ان ندامته كانت طبيعية كاذبة وغير كاملة وليست بارادته الحرة بل من خوفه ان يهلك كالسادوميين او كداثان وابيرام لانه اسلم دماً زكياً . وخنقه نفسه كان من فعل ابليس الساكن فيه . ويرتأي بعضهم ان توبته لم تقبل لانه لم يؤمن ان المسيح يتألم بمشيئته بل مرغماً وانه لو آمن ان المسيح يتألم بارادته لرجع مثل سمعان وقبلت توبته ولما خنق نفسه . ويراد بالثلاثين من الفضة ثلاثين ذهباً. 

تفسير (متى 27: 4)  : قائلاً :   اني قد أخطأت اذ سلمت دماً بريئاً “ . فقالوا : “ ماذا علينا ؟ انت ابصر ! “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " قَائِلاً: قَدْ أَخْطَأْتُ" بعد حكم مجلس السنهدرين على المسيح بالموت لا نستطيع أن نفسر رد فعل يهوذا هذا هل كان يتوقع أن يستعمل المسيح قوته الأهية ضد المجلس أو قوة حجته الإنسانية فى الدفاع عن نفسه ؟ هل كان يريد أن يوقف قتل يسوع برد الفضة ؟ أسئلة كثيرة يمكن طرحها لتفسير قوله "أَخْطَأْتُ" وهذا اعتراف لرؤساء الكهنة
2) " إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً."   وهذا هو يهوذا الذى شابه قابيل قاتل أخاه هابيل فى جرمه وخطأه (تك 4: 13)  افقال قايين للرب: «ذنبي أعظم من أن يحتمل. " ولما قاله يهوذا لم تكن عبارة توبة إنما خوف من العقوبة. لا شعوراً بفظاعته في ذاته.
سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً أي دم إنسان بريء.كيف ليهوذا باع دم الغفران بثلاثين من الفضة أن يتوقع أن يغفر له الدم الذى باعه خطيئة بيعه

كان معه ولكنه باعه فلم يعد يملككه  ضميره هو الذي ألجأه إلى هذا الاعتراف، وبه دان نفسه وأوقع عليها اللعنة، حسب قوانين الشريعة الموسوية  «مَلْعُونٌ مَنْ يَأْخُذُ رَشْوَةً لِكَيْ يَقْتُلَ نَفْسَ دَمٍ بَرِيءٍ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ» (تثنية ٢٧: ٢٥) وظن يهوذا بشهادته ليسوع بالبراءة أنه ينقض ما حكموا به عليه. - بعض من المفسرين يقولون إن ذلك الدم البريء لو التجأ إليه يهوذا بالتوبة الحقيقية والإيمان لكفَّر عن إثمه وأنقذه من الهلاك الأبدي. وكان له زميل هو اللص المصلوب الذي استنجد بالسيد حينما قال له «اذكرني يا رب متّى جئت في ملكوتك». ويقول مفسرون آخرون أنه من الواضح أن يهوذا لم تكن له محبة الرب فى الوصية الأولى وكذلك لم تكن محبته للمسيح صافية ونقية بل كانت من أجل جمع المال بالمقارنة بمحبة بطرس للمسيح مثلا وخطية يهوذا وأثمه كانا أ‘ظم من أن تغتفر لأنه سلم دما بريئا وأن الإنسان الذى سلمه هو كلمة الرب
ولا شك أن المسيح سمح بدخول يهوذا الإسخريوطي بين الرسل ليؤدي هذه الشهادة ببراءة المسيح لأنه عاشره معاشرة متواصلة نحو ثلاث سنين ولم يفرق بينه وبين التلاميذ وأعطاه قوة ليخرج الشياكين ويفعل المعجزات بل ويبشر به . فلو رأى يهوذا فى المسيح شيئاً من العيب أو سمع منه أدنى كلمة شريرة لكان أول المخبرين بهما لكي يبرر نفسه أمام الآخرين ويسكت ضميره. فلو ذكر الكتاب أن أحد تلاميذ المسيح سلمه إلى الموت ولم يذكر شيئاً مما يتعلق بتبرئته، لاتخذ أعداء المسيحية ذلك دليلاً على أنه خادع. ولو كانت الشهادة بطهارة المسيح وبره من أصدقائه فقط لاتخذ الأعداء ذلك حجة لرفض العقيدة المسيحية. فباعتراف يهوذا سُدَّت أفواه المعترضين.

" بَرِيئاً."هناك تغاير في المخطوطات اليونانية للإنجيل حول كلمة برئ كل الترجمات التي تتم مقارنتها في هذا التفسير تحوي "بريء". ولكن المخطوطة الإنشية القديمة B أصلاً كانت تحوي "بريء"، ولكن ناسخا لاحقاً وضع "بارا" من (مت ٢٣ :٣٥ ).هذا سارت عليه الفولغاتا والإنجيل الرباعي. السبعينية (LXX (تستخدم كلا الصفتين لتصف الإسم "دم"؛ "بريء" تظهر ١٤ مرة و "بار" تظهر ٤ مرات في السبعينية (LXX .( UBS4 يعطي كلمة "بريء" نسبة احتمال متوسطة.
3) " فَقَالُوا: مَاذَا عَلَيْنَا؟ "  قال رؤساء الكهنة الذى أعطوا يهوذا الفضة مَاذَا عَلَيْنَا؟ أى ماذا علينا لنفعله أو بمعنى أي حصلنا على ما أتفقنا عليه وقبضنا على المسيح وخكمنا عليه بالموت فلا يهمنا شيء آخر. وفي هذا أربعة أمور:
الأول: إن رؤساء الكهنة لم يبالوا بندم يهوذا شيئاً. ولو اهتموا به ما استطاعوا إزالته وإراحة ضميره.
الثاني: إن قساوة قلوب رؤساء الكهنة كانت في غاية الغرابة، إذ لم يبالوا سوى بالقبض على المسيح وقتله، ولم يلتفتوا إلى ذلك البرهان الجديد على براءة المسيح فقد قصدوا أن يقتلوه، بريئاً كان أم مذنباً.
الثالث: إن اهؤلاء الكهنة الأشرار المخالفين للناموس والعقيدة اليهودية الذين لا ضمير لهم  كان كل هدفهم شريرا هو قتل المسيح ولما وصلوا لهدفهم لم يهتموا بمن ساعدهم شفقة أو تعزية أو نجاة في وقت البليَّة وسوء العواقب وتركوه أبنا للهلاك . وصداقة الأشرار لا فائدة منها.
الرابع: الإثم يكون في قبضة الإنسان قبل أن يرتكبه، ولكنه متّى ارتكبه خرج من سلطانه. ولو ندم واعترف به، وردَّ ما ربحه بواسطته، فلا يمكنه أن يرد الأمر إلى ما كان عليه. فبعد ندَم يهوذا وكل ما نتج عنه لم يزل المسيح موثقاً ويهوذا خائناً.
4) " أَنْتَ أَبْصِرْ"  أَنْتَ أَبْصِرْ أي نحن أتفقنا معك وأعطيناك أجرتك وانتهى أمرنا معك. فإن كنت قد سلمت دماً بريئاً فأنت المطالب، فلا نرفع عنك المسؤولية ولا نشاركك فيها. ولو قبل رؤساء الكهنة قوله اعترافاً له بإثمه وحلوه منه لبقي عليه كما كان. وهذا هو المثال الوحيد في الكتاب المقدس لاعتراف بشرٍ لبشر، وكان بلا فائدة لأنه كان ضد الرب ذاته مثله مثل التجديف على الروح القدس لا غفران له
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ارغم يهوذا على هذا المقال امام الرؤساء الكهنة والشيوخ بالهام من الله لكي لا يظنوا انه رأى شيئاً رديئاً في المسيح فأسلمه . وبقولهم ( ماذا علينا انت ابصر ) جعلوا الذنب كله على يهوذا وبرروا انفسهم من النفاق والحال انهم لو لم يريدوا ما صلب المسيح. 

تفسير (متى 27: 5) . : فطرح الفضة في الهيكل وانصرف ، ثم مضى وخنق نفسه

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَطَرَحَ ٱلْفِضَّةَ "  فعل ذلك لأن المال الذى كان يرغب فيه في أول الأمر كرهه في نهايته كان المال سبب خيانته فطرح  السبب وظل الذنب وألإثم متشبثا فى نفسه لا يفارقه وأصبح ذنبه أكبر من أن يحتمل  غضب وألقى الدراهم على أرض الهيكل (يعقوب 1: 20 )" لان غضب الانسان لا يصنع بر الله "  لم يكن فى إمكانه طرح ذنب الخيانة عن نفسه بطرحه الفضة من يديه. فالخاطئ الذي لا يغفر المسيح له لا بد من أن يأخذ أجرة خطيته ، وهي الحزن واليأس والموت، لأن الذي يزرع للجسد فمن الجسد يحصد فساداً. وأمثلة ذلك عخان وجيحزي وحنانيا وسفيرة ويهوذا. ونتعلم من هذا أنه مهما ربح الإنسان من الخطية اختلاساً من الناس بالخداع، أو اختلاساً من الله بتدنيسه يومه، ففرحه بذلك الربح لا يساوي حزنه من توبيخات ضميره، وذلك وفق قول الحكيم «كُنُوزُ الشَّرِّ لاَ تَنْفَعُ» (أمثال ١٠: ٢).
2) "فِي ٱلْهَيْكَلِ" هذه الكلمة اليونانية عادةً تشير إلى الضريح المركزي المؤلف من المقدس وقدس الأقداس كقسم منفصل عن منطقة الهيكل الكامل (يو ٢ :٩ ) أي مكان في الهيكل، وهو إما محفلهم (المكان الذى يجتمع فيه مجلس السنهدرين)  هناك قبل انصرافهم وذهابهم إلى بيلاطس مع يسوع . والأرجح هو الأخير.

3) " وَٱنْصَرَفَ" من الهيكل ومن المدينة.
4) " وَخَنَقَ نَفْسَهُ" لم يكن هذا دليلاً نصياً لاهوتياً عن الإنتحار الأن الإنتحار هو يأس من الرجاء والمغفرة أى أن ألإنسان ياس من الرحمة وكره الحياة وهو يحمل ذنبا أكثر من طاقته ليحتمله أو قد يكون بسبب الكرامة أو العار .... ألخ  هناك عدة حوادث انتحار مذكورة في العهد القديم: ( قض ٩ ٥٤؛ ١٦ :٣٠؛ ١ صم ٣١ :٤ ,٥؛ ٢ صم ١٧ :٢٣؛ ١مل ١٦ :١٨ ) (٢صموئيل ١٧: ٢٣ ) 23 واما اخيتوفل فلما راى ان مشورته لم يعمل بها شد على الحمار وقام وانطلق الى بيته الى مدينته واوصى لبيته وخنق نفسه ومات ودفن في قبر ابيه" .لا شيء سلبي قيل عن هذه الأعمال.

شعر يهوذا بأن حياته حملٌ لا يطاق فإنه أملَ أن يستريح بطرح الفضة، فلم يجد راحة. فرأى بعد ذلك أن يقتل نفسه بغية الراحة، وخاب أيضاً، لأنه لا ملجأ من اليأس إلا جنب المسيح المطعون. والقبر ليس الخلاص من الخطية . وقصة يهوذا تذكرنا بقصة شاول الملك خاصة في ندامته بعد أوانها وفي قتله نفسه : "فأخذ شاول السيف وسقط عليه" (1صم 31: 4) أي أن شاول مات منتحرًا.ود- عندما شاهد حامل سلاح شاول ما حدث انتحر هو أيضًا: "ولما رأى حامل سلاحه أنه مات شاول سقط هو أيضا ًعلى سيفه ومات معه" (1صم 31: 5)

خطية بلا غفران وإنتحارا بلا رجاء   (مت 26: 24) إن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه، ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد!».

رواية موت يهوذا في أع ١ :١٨ لا تتناقض مع رواية متى ولكن تكملها. من الواضح أن يهوذا خنق نفسه فوق جرف صخري وفيما بعد انقطع الحبل وسقط جسده وانفتح.
ذكر متّى هنا أن يهوذا خنق نفسه ولم يذكر شيئاً ما حدث بعد ذلك . وأما بطرس فقال في مخاطبته التلاميذ بعد نحو أربعين يوماً «فإن هذا (أي يهوذا) اقتنى حقلاً من أجرة الظلم، وإذ سقط على وجهه انشقَّ من الوسط، فانسكبت أحشاؤه كلها» (أعمال ١: ١٨). ونستنتج من كل ما ذُكر أن يهوذا علَّق نفسه فوق مكان شاهق، فانقطع الحبل فهوى وكان ما كان. من أعلى منطقة فى حقل الفخار ىالذي هو عبر وادي هنوم جنوب أورشليم تجاه جبل صهيون.

 (أعمال 1: 16- 19) «ايها الرجال الاخوة، كان ينبغي ان يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود، عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع، 17 اذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. 18 فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم، واذ سقط على وجهه انشق من الوسط، فانسكبت احشاؤه كلها. 19 وصار ذلك معلوما عند جميع سكان اورشليم، حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم «حقل دما» اي: حقل دم. 

ربما  أطلق عليه حقل دم لأن حقل فخارى كانوا يأخذون منه التراب الأحمر لصناعة الفخار والذى يشبه الد أو لأنه دفع فيه ثمن دم يسوع

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يظهر انه تخاصم معهم كثيراً ليأخذوا الفضة فما أخذوها فغضب وطرحها في الهيكل ومضى فخنق نفسه كما قال متى اما لوقا فكتب في اللابركسيس انه انشق من وسطه فانسكبت احشاؤه كلها . والقولان صحيحان الخنق وسكب الاحشاء . وكل من الانجيليين اخبر عن حادثة . فحادثة الخنق هي انه بعد ما طرح الفضة في الهيكل مضى ووضع الحبل في عنقه عند غاب يقال له غاب القصب واتفق عبور اناس مجتازين فرأوه معلقاً قبلما يختنق فحلوه . وزعم بعضهم ان الحبل انقطع به وبقي حياً وبعد مدة قليلة مرض وتورم حتى لم تستطع العجلة ان تحمله وان رأسه انتفخ واجفان عينيه تورمت ودودت ونتنت . وقال افيفانيوس انه عاش أربعين يوماً بعد الصليب وانه انشق من وسطه فانسكبت احشاؤه . وقال آخرون انه مات في تلك الحالة وما دفنوه لان من كان يخنق نفسه لم يكونوا يدفنونه . ولما نتن واكره بني القرية اضطروا هؤلاء ان يخرجوه من القرية في سريره واذ رفعوه سقط وانشق من وسطه الخ . وبعد دفنه كانت رائحة النتنة تصعد من بيته فتضرع بأهل قريته فهدموا بيته واستأصلوه من الاساس واخرجوا التراب والحجارة من هناك وكمل فيه ما كتبه لوقا في كتاب الابركسيس ( لتصر دارهم خراباً ولا يكون فيها ساكن اع 1:20 ). 

 تفسير (متى 27: 6)  : فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا : “ لا يحل ان نلقيها في الخزنة لانها ثمن دم” .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْفِضَّةَ وَقَالُوا: لاَ يَحِلُّ " إحلال دم يسوع تعنى  فى اللغة العربية "أحلَّ دمَه: أباح سفكَه وسمَح بإهداره، " أى أنهم أفتوا بقتله وسفك دمه وليس بالرجم كما فى شريعة موسى  لم يكن لديهم أى شعور بالذنب من إعطاء المال لقاء تسليم يسوع وخللوا ما يفعلوه وقتها ، ولكنهم كانوا يشعرون بعدم ارتياح لإرجاعه. يا لها من سخرية!

 لاَ يَحِلُّ هذا مبنيٌ على ما جاء في شريعة موسى (تثنية ٢٣: ١٨) لا تدخل اجرة زانية ولا ثمن كلب الى بيت الرب الهك عن نذر ما لانهما كليهما رجس لدى الرب الهك  " فما بال ثمن دم إنسان ولذلك كانوا لا يلقون في خزانة الهيكل شيئاً من المسكوكات الأجنبية الدينار او عملات الدول الأخرى بل بالشيكل اليهودى ، وفي الوقت ذاته كان ذلك ثمن دم اشتروه. ولما جاء الشاري يهوذا يريد أن يرد ثمن البيعة  لهم أبوا، فكانوا قساة في الناحيتين. وهكذا علقت بهم جريمة الصلب للأبد.
2) "  أَنْ نُلْقِيَهَا فِي ٱلْخِزَانَةِ" فِي ٱلْخِزَانَةِ أي الصناديق الموضوعة في دار النساء  وكانو الكهنة والسعب اليهودى يحسبون ما يُلقى فيها مقدساً، وسمّوه «قرباناً» أي «تقدمة لله». (متّى ١٥: ٥) واما انتم فتقولون: من قال لابيه او امه: قربان هو الذي تنتفع به مني. فلا يكرم اباه او امه " فرؤساء الكهنة قتلوا المسيح بتحليل دمه مخالفين الناموس الذى أئتمنوا على تنفيزة وتفسيرة وإصدار فتاوى فخالفوه  بلا شعور بالخطية، ودنسوا أنفسهم بدم طاهر برئ لم يفعل خطية  وهم يظهرون الخوف من ذنب زهيد، كوضع فضة يهوذا في الخزانة.
3) " لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ"  ثَمَنُ دَمٍ أي أجرة قاتل إنسان وهنا أعترفوا بفعلتهم ، وهي هنا الفضة التي أعطوها ليهوذا ليسلم المسيح.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

بقولهم ( انها ثمن دم ) أعلنوا انهم اشتروا دمه بثمن لكي يقتلوه وانه لم يكن مذنباًَ.

تفسير (متى 27: 7)  : فتشاوروا وابتاعوا حقل الفخاري مقبرة للغرباء .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَتَشَاوَرُوا " أي أعضاء مجلس السنهدرين السبعين ، وكان موضوع مناقشة مؤامراتهم: ماذا يفعلون بالفضة التي ردها يهوذا، ولعلهم فعلوا ذلك بعد صلب يسوع بقليل.
2) " وَٱشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ ٱلْفَخَّارِيِّ"  حَقْلَ ٱلْفَخَّارِيّ هو أرض تُعرف بهذا الاسم. لأن الخزافين قديماً كانوا يأخذون منها التراب الأحمر الصالح لعمل الأوانى والأوعية الفخارية التى كانت تستعمل بكثرة فى هذا العصر . على الأرجح أنه كان قد استنزف ولذلك فقد كان ضئيل الثمن ولأنه كان فى وادى هنوم   .من عصر جيروم (القرن الرابع) قيل أنه كان وادي هنوم قرب أورشليم

حقل فخارى إسم آرامي معناه "حقل الدم" قطعة من الأرض معروفة بحقل الفخّاري، اشتراها الكهنة بالثلاثين قطعة من الفضة التي طرحها يهوذا الخائن في الهيكل، وقد خصصّوها لكي تكون مقبرة للغرباء (متى 27: 7). وقد سمى بحقل الفحارى لأنه كان يؤخذ منه الطين الأحمر لصناعة الفخار وسمى بحقل الدم لأن الكهنة أشتروه بثمن دم المسيح  ولكن بثمن دم المسيح هذه القطعة من الأرض التي اشتريت بثمن الدم، والتي كانت المكان الذي فيه شنق يهوذا نفسه، سميت بحق بناء على ذلك حقل الدم (متى 27: 8 وأعمال 1: 19). ويشير بطرس إلى يهوذا كأنه اقتنى الحقل (أعمال 1: 18 و19). وربما هو لا يعني أنه اشتراه شخصيًا، بل أن الكهنة اشتروه بمال يهوذا الخائن، ذلك المال السحت المقتنى بالحرام.
3) "  مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ" هؤلاء الغرباء ليسوا من الأمم ولكنهم يهود من الأصل أو أنهم تهودوا ، لأنه لم يكن من مسؤوليات رؤساء الكهنة أن يُعدوا مقبرة لهم. فهي لغرباء اليهود من دخيل أو أصيل إذا مات في أورشليم فقيراً أو مخذولاً. ويحتمل أن يهوذا أول من دُفن هناك، ولذلك قيل إنه «اقتنى حقلاً» (أعمال ١: ١٨).وسمى بمقبرة الغرباء لأن يهود الشتات كانبعضهم يموت أثناء زيارة الأماكن المقدسة فى عيد الفصخ فكانوا يدفنون هناك ولأنه أستعمل بعد ذلك لدفن المسيحيين من زوار الأراضى المقدسة حينما يموتون هناك غرباء عن اوطانهم

تفسير (متى 27: 8)  : لذلك سمّي ذلك الحقل “ حقل الدم ” الى هذا اليوم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " لِهٰذَا سُمِّيَ ذٰلِكَ ٱلْحَقْلُ «حَقْلَ ٱلدَّمِ»"تترجم الكلمة الآرامية Hakeldama الموجودة في أع ١ :١٩ ) وصار ذلك معلوما عند جميع سكان اورشليم، حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم «حقل دما» اي: حقل دم.  " وترجمة الإنجيل الفولغاتا والمطبوعة باللغة العربية فى مصر والتى قام بترجمتها للاتينية جيروم تضع الكلمة الآرامية في هذه الآية  حَقْلَ ٱلدَّمِ أي الذي اشتُري بثمن الدم بيع وشراء دم المسيح  
2) " هٰذَا ٱلْيَوْمِ " أي الوقت الذي كتب فيه متّى البشارة التى على أسمه وكانت حوالى عام ٦٠م.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أرادوا ان يخفوا شر القتل باسم الغرباء ولكن الله بعنايته أبطل هذا التدبير النفاقي حتى ان حقل الفخاري الذي اتخذوه مقبرة للغرباء نزع عنه اسم الفخاري فدعي حقل الدم الى هذا اليوم 

تفسير (متى 27: 9)  : حينئذٍ تم ما قيل بارميا النبي القائل : “ وأخذوا الثلاثين من الفضة ، ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني اسرائيل .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
هذا اقتباس مباشر من (زك ١١ :١٢ -١٣ ) فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا.فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة. 13 فقال لي الرب القها الى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به.فاخذت الثلاثين من الفضة والقيتها الى الفخاري في بيت الرب " وأيضا (إرميا ١٨ ) أيضاً يتكلم عن بيت الفخارى  و( إر ٣٢ :٧ -٩)  تذكر شراء حقل
1) " حِينَئِذٍ تَمَّ " َا قِيلَ الذي فعله رؤساء الكهنة بدون قصد كان إتماماً لنبوة رآه متّى متمماً لبعض نبوات العهد القديم.
2) " مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ: " النبوة المذكورة فى (مت 27: 9و 10) وردت في زكريا (زكريا 12:11، 13.)  وليس في إرميا  والإجابة هنا أن الآية التى أقتبست فى مت 27: 9و10 ذكرت معنى وليست لفظا  لأنه كان من عادة اليهود أن يُقَسِّموا أسفار الكتاب المقدس إلى ثلاثة أقسام رئيسية:-
القسم الأول: ويسمونه "الشريعة" ويُسَمَّى كذلك لأنه يبدأ بأسفار الشريعة وهي أسفار موسى الخمسة ويشمل كل الأسفار التاريخية.
القسم الثاني: ويسمونه "المزامير" لأنه يبدأ بسفر المزامير ويشمل الأسفار الحكمية جميعها.
القسم الثالث: ويسمونه "إرميا" لأنه يبدأ بسفر ارميا ويشمل أسفار جميع الأنبياء الكبار والصغار.سفر إرميا كان اسماً لمجموع النبوات في كتاب واحد، لأنه كان أول ذلك المجموع في كتبهم القديمة. والترتيب المعروف هو ترتيب السبعين الذين ترجموا العهد القديم إلى اليوناني. والظاهر أن الأول هو الأرجح.
وعلى ذلك فإن ما نسبه القديس متى إلى أرميا النبي هو حقيقته وارد في سفر زكريا لكنه يقع في القسم الثالث من أسفار الكتاب المقدس المسمى "إرميا" وهو السفر الأول من أسفار الأنبياء بحسب ترتيب اليهود القُدامى وليس هذا القول بدعة؛ فنحن نقتبس نصًا من سفر الأعمال أو من إحدى رسائل الرسل أو من سفر الرؤيا وننسبه إلى الإنجيل كله أي العهد الجديد الذي يتميز بالإنجيل ويبدأ بالإنجيل، فنقول "جاء بالإنجيل" أو قال "الإنجيل" بينما قد يكون النص ذاته وارِدًا في غير الأناجيل الأربعة المعروفة من أسفار العهد الجديد. وهذا من قبيل إطلاق الجزء على الكل، إذا كان الجزء هو الأشهر، أو هو المبدأ والطليعة.

 ظن بعض المفسرين أن متّى اقتصر على ذكر «النبي» دون اسمه كما هو في الترجمة السريانية وبعض النسخ اليونانية. والذي يؤيد هذا أن متّى اقتبس من زكريا ثلاث مرات غير هذه، ولم يذكر اسمه (متّى ٢١: ٥ و٢٦: ٣١ و٢٧: ٩، ١٠). وإن بعض الكتبة أدخل اسم إرميا بناءً على ما قيل في (متّى ١٨: ٢ - ٦) منه.بينما قال مفسرون آخرون أن متّى نفسه كتب اسم زكريا مختصراً، أي أشار إليه بالحرفين الأولين من اسمه في التهجئة اليونانية، والفرق بينهما وبين الحرفين الأولين من إرميا في تلك اللغة زهيد فغلط الكاتب بالنسخ. والاختصار المذكور شائعاً فى اللغة اليونانية يومئذٍ كما هو شائع الآن.

إِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ هو واحد من أنبياء إسرائيل العظام، دعى إرميا للخدمة كنبي وهو بعد شاب (1: 6) في نحو العشرين من عمره، في السنة الثالثة عشرة للملك يوشيا (1: 2، 25: 3) في سنة 627 ق.م. وظل نشيطًا في خدمته من ذلك الحين حتى خراب أورشليم في 586 ق.م، طيلة حكم الملوك يوشيا ويهوآحاز ويهوياقيم ويهوياكين وصدقيا، وحتى بعد سقوط أورشليم، ظل يتنبأ وهو في مصر لعدة سنوات على الأقل، فامتدت خدمته نحو خمسين عامًا.
3) " وَأَخَذُوا ٱلثَّلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، ثَمَنَ ٱلْمُثَمَّنِ ٱلَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ»." طرح يهوذا الثلاثين من الفضة على ارض الهيكل أمام رؤساء الكهنة الذين ألتقطوها من على الأ{ض وذهبوا بها لمجلس السنهدرين ليتشاوروا وقرروا شراء حقل الفخارى بها
وَأَخَذُوا ٱلثَّلاَثِينَ الخ الثلاثون من الفضة في كلام النبي زكريا هي أجرته من الشعب لممارسة وظيفته بينهم. وهذا المبلغ كان ثمن عبدٍ، فلذلك كان تأدية هذه الأجرة له وهو نبي الله إهانة لله. وأمر النبي أن يلقيها للفخاري علامة للرفض قائلاً «الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ» (زكريا ١١: ١٣). الكلام المذكور فى  زكريا نبوئة تخبرنا إحدى علامات المسيا وما جرى على المسيح، لأن زكريا النبي ذكر أنه كان بمنزلة راعٍ، والراعي رمزٌ إلى المسيح الذي هو الراعي الصالح لشعب الرب. والثمن الزهيد الذي أُعطي لزكريا (وهو ثمن أرض) كالثمن الزهيد الذي أعطاه الرؤساء من دم المسيح. والفضة التي ردها النبي إشارة إلى تلك التي ألقاها يهوذا في الهيكل وأبى الرؤساء أن توضع في الخزانة. وإلقاء النبي تلك الفضة في هيكل الرب إلى الفخاري يشبه شراء الرؤساء حقل الفخاري بالفضة التي ألقاها يهوذا في الهيكل.

 وفيما يلى تعليل بعض المفسرين على خطأ اسم النبى
١ -أوغسطين، بيتزا، ولوثر، وكيل قالوا أن متى اقتبس الإسم إرميا بالخطأ.
٢ -البسيطة، وهي الترجمة السريانية التي ترجع إلى القرن الخامس والإنجيل الرباعي أزالت اسم النبي من النص.
٣ -أوريجنس وأوفسافيوس قالا بأن ناسخاً سبب المشكلة.
٤ -جيروم وإيوالد قالا أنه اقتباس من كتابة أبوكريفية منحولة تنسب إلى إرميا.
٥ -ميدي قال أن إرميا كتب زكريا، الإصحاحات ٩ -١١
٦ -Lightfoot وScofield قالا أن إرميا ُوضع أولاً في قائمة في القسم العبري من القانون المعروف باسم "الأنبياء" ولذلك فإن اسمه ينفذ
كل ذلك القسم من القانون.
٧ -Hengstenberg قال أن زكريا اقتبس إرميا
٨ -كالفن قال أن هناك خطأ تسرب إلى النص
٩ -Bruce. F. F والحواشي في JB قالت أنه كان اقتباس مركب من زكريا وإرميا.
أعتقد أن البند # ٦ هو أفضل تفسير

تفسير (متى 27: 10)  : وأعطوها عن حقل الفخار كما امرني الرب .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ ٱلْفَخَّارِيِّ،" عَنْ حَقْلِ ٱلْفَخَّارِيِّ تنبأ زكريا النبى عن شراء رؤساء الكهنة حقل الفخارى بثلاثين من الفضة  وفي كلام زكريا أنها أُلقيت إلى الفخاري ثمن حقل بينما فى هذه الآية أعطوها لأن البشير متى كتب المعنى وليس اللفظ بالضبط

زكريا النبى هو زكريا بن برخيا بن عدو (زك 1: 1). وهو النبي العظيم الذي أقامه الرب في أيام العودة من السبي البابلي، وكان معاصراً لزربابل القائد السياسي للراجعين من السبي، ويشوع بن يوصاداق رئيس الكهنة، وحجي النبي (زك 3: 1، 4: 6، 6: 11، عز 5: 1, 2). وقد ولد زكريا في بابل في عائلة كهنوتية، ورجعت عائلته مع نحو خمسين ألفاً من بابل بناء علي الأمر الذي أصدره الملك كورش ملك فارس في 536 ق.م. ويبدو ان أباه برخيا مات صغيراً حتي إنه يسمي في سفري عزرا ونحميا "زكريا بن عدِّو" منسوباً إلي جدة "عدو" (انظر عزرا 5: 1،6: 14، نح 12: 4، 16 مع زك 1: 1). وكان مثل أرميا وحزقيال كاهناً ونبياً، وهو ما ينفي ما يزعمه البعض من أنه كان هناك تعارض شديد بين الخدمتين. وقد بدأ النبي زكريا خدمته في الشهر الثامن في السنة الثانية لداريوس الأول (هستاسبس 521- 485ق.م.) ملك فارس (زك 1: 1) أي بعد شهرين من بداية حجي النبي لخدمته (انظر حجي 1: 1)، أي انه بدأ خدمته في عام 520 ق.م. وكانت خدمته وخدمة حجي تشجيع الشعب علي إعادة بناء الهيكل، وإعلان رجاء الأمة في المستقبل. ولا نعلم كم كانت مدة خدمته، فمع أن آخر تاريخ يذكره نبوته هو السنة الرابعة لداريوس الملك (7: 1)، لكن من المرجح أنه شاهد إتمام بناء الهيكل بعد ذلك بسنتين (عز 6: 14, 15). ولابد أن نبواته الخيرة جاءت بعد بضع سنوات من رؤاه الأولي. *يعتبر سفر زكريا النبى السفر الثانى بعد اشعياء فى الحديث عن العصر الماسيانى .لذا نجد ان رؤى زكريا النبى تنقسم الى : زك1-6 :يحتوى على 9 رؤى تحدثنا عن احوال اليهود وتجديد بناء الهيكل ,وتشجع الشعب على العمل. زك7-8 : حديث عن الصوم زك9-14 رؤى ونبوءات تتكلم بوضوح عن العصر الماسيانى.

 **ملحوظة: يجب علي الأرجح- عدم الخلط بين هذا النبي و"زكريا بن برخيا" الذي ذكره الرب يسوع كآخر الشهداء في العهد القديم (مت 23: 35، لو 11: 51). فلو أن زكريا النبي مات شهيداً بعد السبي، لوجدنا علي الأقل ولو تلميحاً إلي ذلك في أسفار عزرا أو نحميا أو ملاخي. ومن الواضح أن الرب كان يشير إلي زكريا بن يهوياداع (2 أخ 24: 20).

2) "  كَمَا أَمَرَنِي ٱلرَّبُّكَمَا أَمَرَنِي ٱلرَّبُّ أشار بذلك إلى قوله في الأصل «فَقَالَ لِي الرَّبُّ: أَلْقِهَا» (زكريا ١١: ١٣).( زكريا ١١: ١٢، ١٣) فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا.فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة. 13 فقال لي الرب القها الى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به.فاخذت الثلاثين من الفضة والقيتها الى الفخاري في بيت الرب.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

الشر الذي فعله اليهود بحريتهم صار اتماماً للنبوة وهذه الآية ليست في نبوات ارميا كما يذكرها متى الانجيلي لكنها مكتوبة في زكريا وقد ظن المترجم ان ما ذكره ارميا ( 18: 2 – 6 ) هو المراد بهذه الحادثة فكتب اسم ارميا بدلاً من زكريا . 

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

بيلاطس يسأل يسوع (متى 27: 11- 14)

بيلاطس يسأل يسوع

تفسير (متى 27: 11) :  فوقف يسوع امام الوالي فسأله الوالي قائلاً : “ أأنت ملك اليهود ؟ “  فقال له يسوع : “ انت تقول “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ ٱلْوَالِي " هذه هى المحاكمة الرابعة من لإجمالى ستة مخاكمات الثلاثة الأولى منها كانت محاكمات دينية وهذه المحاكمة تعتبر الأولى فى المحاكمات المدنية وكان أول وقوف له أمام والٍ، ووقف مرة أخرى أمامه . وحكم بيلاطس بأنه بريء. واجتهد في أن يطلقه. ورفض اليهود إطلاقه وطلبوا موته. والمكان الذي وقف فيه كان فى قلعة أنطونيا التى بجانب الهيكل ومدججة بالجنود الرومان وقد هدمت ومكانها الآن المدرسة العمرية ويقول بعض المفسرين أنه قصر هيرودس الذي كان يقيم فيه الوالي في أورشليم، وكان على جبل صهيون يوصل بينه وبين الهيكل قنطرة. وكان وقت ذهابهم من مجمع السنهدرين فى الهيكل إلى الوالي نحو ساعة بعد شروق الشمس خوالى الساعة السابعة صباح عيد الفصح . وذكر يوحنا بالتفصيل ما تركه متّى واختصره. فنعلم مما قاله يوحنا أن رؤساء الكهنة خاطبوا الوالي خارجاً ولم يدخلوا القصر خيفة أن يتنجسوا به، لأن الوالي من الأمم فلا بد من أن يكون في قصره شيء من الخمير، فلو دخلوا تنجسوا ولم يمكنهم أن يأكلوا من الولائم المقدسة المختصة بالفصح وبقيت سبعة أيام! وخرج بيلاطس واستقبلهم خارجاً (يوحنا ١٨: ٢٩)ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية، وكان صبح. ولم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا، فياكلون الفصحط  وسألهم أي شكاية لهم على يسوع. فأجابوه بأول الأمور الثلاثة التي اتفقوا عليها، وسألوه أن يحكم على يسوع دون أن يذكروا له ذنباً وقالوا «لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ!» (يوحنا ١٨: ٣٠) لكن بيلاطس أبى أن يحكم عليه بناءً على هذه التهمة، وقال لهم «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ» (يوحنا ١٨: ٣١). فكأنه قال: أنا لا أحكم على أحد ما لم أعلم ذنبه، فأجروا أنتم ما تستطيعونه من الأحكام. فأبوا أن يفعلوا كما قال، لأنهم قصدوا قتل يسوع، وهم لا يستطيعون ذلك بموجب القانون الروماني، فخاب أملهم من هذا الأمر.
2) "  فَسَأَلَهُ ٱلْوَالِي: أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟" تكررت هذه الآية فى ( مرقس ١٥: ٢ ) فساله بيلاطس: «اانت ملك اليهود؟» فاجاب: «انت تقول» ( لوقا ٢٣: ٣ ) فساله بيلاطس: «انت ملك اليهود؟» فاجابه: «انت تقول»
أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟ هذا السؤال يدل على ماهَّية الشكوى الثانية على يسوع، وهي التهمة الثانية التي اتفقوا عليها، وهي ادعاؤهم أنه المسيح ملك اليهود، كما يتبين من سؤال بيلاطس ليسوع هنا (يوحنا ١٨: ٣٣)   ثم دخل بيلاطس ايضا الى دار الولاية ودعا يسوع، وقال له:«انت ملك اليهود؟» 34 اجابه يسوع:«امن ذاتك تقول هذا، ام اخرون قالوا لك عني؟»" ومن قول لوقا «ابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: إِنَّنَا وَجَدْنَا هذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ، وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ، قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ» (لوقا ٢٣: ٢) وظن الرؤساء أن بيلاطس ربما يخاف من التساهل بهذه القضية لأنها دعوة سياسية ودينية معاً، ولأنه علم أن اليهود كانوا ينتظرون ملكاً يحررهم من عبودية الرومان ويعيدهم إلى مجدهم القديم. فظنوا بيلاطس يتوهم أن يسوع يقصد ذلك ويحكم عليه خوفاً من أن يفقد زظيفته ومن الرومان وغيظاً منه. وفي هاتين الشكايتين لم يُذكر شيءٌ من أمر التجديف الذي حكموا عليه به في مجلسهم.
وسأله بيلاطس «أأنت ملك؟» كان هذا سؤال يتضمن خيانةً ضد روما. لقد كانت مسألة سياسية تتعلق ببيلاطس ليرى هل من شيءٍ في ادعائه المُلك خطورة على إحتلال الرومان لأرض اليهود أو يعرضه للخطر. فسأل يسوع بيلاطس قبل أن يجاوبه على سؤاله نفياً أو إيجاباً ما يلزم منه أن يبين بيلاطس له أي معنى قصد بالمُلك؟ أمعنى رومانياً سياسياً، أم معنى يهودياً روحياً؟ وهو قوله «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» (يوحنا ١٨: ٣٤ - ٣٧). فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي».

3) " أَنْتَ تَقُولُ"  جواب يسوع كان مبهما ولغزا محيرا تدل ضمنا (يو ١٨ :٣٣ -٣٧) ما يظهر أن ملكوته لم يكن أرضياً. ً على المعنى" نعم"، ولكن مع تحفّظ

أقر يسوع وأعترف أنه ملك (١تيموثاوس ٦: ١٣) والمسيح يسوع الذي شهد لدى بيلاطس البنطي بالاعتراف الحسن:" ولكنه فسَّر لبيلاطس أن ملكه روحي لا دنيوي بقوله «ملكوتي ليس من هذا العالم». وعلى ذلك لم يكن فيه شيءٌ ضد ملك وحقوق قيصر (يوحنا ١٨: ٣٣ - ٣٨). فيسوع لم يصرح بأنه ملك على الإطلاق بل شهادة السماء التى قادت المجوس غلأى أورليم وقابلوا هيرودس زسألأوه أين هو المولود ملك اليهود وحتى أمام الوالى بيلاطسا (يو 18: 38) جاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي»  وهنا تصريح بملكوته الروحى أثناء محاكمته وأعترف بملكوته ، لأنه أزمع أن يملك بواسطة الصليب. ملك لم يجلس على كراسى الملوك بل ملك على خشبة  وكانت نتيجة امتحان بيلاطس للمسيح أنه صرح بتبرئته الأولى بقوله «أنا لست أجد فيه علة واحدة» (يوحنا ١٨: ٣٨). فكان يجب عليه أن يطلقه حينئذٍ.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

من جملة شكاوي اليهود شكاوٍ لها علاقة بالسياسة كقولهم انه قال عن نفسه انه ملك اليهود . ولذلك ترك بيلاطس كل شكوى وأخذ يستنطقه عن هذه لانها ضد سلطة الرومانيين . فجاوبه المسيح انت قلت اي صدق اني أنا هو الملك . والمسيح لم يدافع عن نفسه ولا جاوب اليهود لانه علم ان لا فائدة لهم من ذلك وان لابد من ان يقتلوه وثم لكي تتم نبوة اشعيا القائلة لم يفتح فاه ( 53 : 7 ) .

 

تفسير (متى 27: 12) : وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ "  يوحنا ١٨: ٣١ )  فقال لهم  أى لرؤساء الكهنة بيلاطس:«خذوه انتم واحكموا عليه حسب ناموسكم». فقال له اليهود:«لا يجوز لنا ان نقتل احدا» وبرئ بيلاطس المسيح ( أعمال ٣: ١٣)  ان اله ابراهيم واسحاق ويعقوب، اله ابائنا، مجد فتاه يسوع، الذي اسلمتموه انتم وانكرتموه امام وجه بيلاطس، وهو حاكم باطلاقه" فهيَّجت تبرئة بيلاطس ليسوع غضب الرؤساء عليه، فرفعوا أصواتهم بشكايات مختلفة لم يذكرها متّى. لكن فهمنا بعضها من قول لوقا «كَانُوا يُشَدِّدُونَ قَائِلِينَ: إِنَّهُ يُهَيِّجُ الشَّعْبَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئًا مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى هُنَا» (لوقا ٢٣: ٥).ولم يكن من حق الكهنة قتل احدا خاصة أن المسيح له شعبية كبيرة ومشهور فى كل أرض إسرائيل ولما كان المشتكيين على المسيح من مجلس السنهدرين فسمح لهم بيلاطس بأن يقتلوه طبقا لشريعتهم الموسوية بالرجم ولكن كان هدف ا قادة اليهود هو قتل المسيح صلبا على خشبة ليكون "ملعون من عُلِّق على خشبة" (تثنية 22:21)
يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ وهنا ظهر دهاء الكهانة اليهودية بإتهامة بتهمة مدنية وأنه ملك ومقاوم لقيسر ( لو ٢٣ :٢ ) وابتداوا يشتكون عليه قائلين: «اننا وجدنا هذا يفسد الامة ويمنع ان تعطى جزية لقيصر قائلا: انه هو مسيح ملك»

2) " لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ"  ونا تحقققت النبوءة المسيانية التي وردت في (أش ٥٣ :٧)  ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. ".لقد أجاب بيلاطس على حدة، ولكن ما كان سيرد على الإتهامات في حضرة رؤساء اليهود أو هيرودس.
 وقد ذكرها بطرس أيضاً (١بطرس ٢: ٢٣). الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا، واذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل. " وكانت علة سكوته معرفته أن اليهود أصدروا أمرا بقتله فقد كانوا يريدون قتل لعازر والمسيح ، وأنه مهما تكلم فلن يسمعه أحد وإنه شهد سابقاً للحق فلم تبقَ حاجة إلى ذلك حينئذٍ. وكانت شكايتهم كلها بلا إثبات ببراهين ولا شهود، فلم يحاول الدفاع عن نفسه ، . وإذا اقتنع بيلاطس بأجوبته فليس له شجاعة أدبية على أن يطلقه.

تفسير (متى 27: 13) : فقال له بيلاطس : “ أما تسمع كم يشهدون به عليك ؟ “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ " ظن بيلاطس أن المسيح يجيبه إذا لم يرد إجابة اليهود. ولكن كانت النتيجة واحدة، أي أن المسيح بقي ساكتاً.( يوحنا ١٩: ١٠) فقال له بيلاطس: «اما تكلمني؟ الست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك وسلطانا ان اطلقك؟»  ولعل هدف بيلاطس من سؤاله هي الوصول إلى سبب إتهام جديد يبنى عليها الحكم بعقابه أو بإطلاقه.
2) " أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟"  أعضاء مجلس السنهدرين أخذوا المسيح مقيدا وقدموه لبيلاطس ليحكم عليه وأتهموه بعدة تهم ومن المرجح انهم أخذوا شهود الزور الذين شهدوا على يسوع فى المحاكمات الدينية الثلاثة (متّى ٢٦: ٦٢ ) فقام رئيس الكهنة وقال له: «اما تجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هذان عليك؟» 
كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟ سمَّى بيلاطس إتهامات رؤساء كهنة وباقى أعضاء مجلس السنهدرين اليهود «وشهادات شهود الزور» مع أنها كانت بلا إثبات. ولعل هذا كان من الأسباب التي حملت يسوع على السكوت، ليُظهر لبيلاطس أنه كان يجب عليه أن يطلب من المشتكين أن يثبتوا دعاويهم، ولا يسأل المشكو عليه ليحكم من اعترافه. وكانت الشكوى عليه أنه يهيج الشعب للعصيان . والبراهين على بطلان تلك الشكوى واضحة لا تحتاج إلى كلام، وهي سيرته المشهورة للناس واعتراضه على الذين أرادوا أن يصيروه ملكاً. وأنه ليس له أسلحة وجيش وأن مملكته ليست من هذا العالم ، ولم يقل كلمة تشجع الناس بالعصيان بل انه بالعكس وضع قانونا بإعطاء الجزيةعندما سأله الفريسيين : " . أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟ نُعْطِي أَمْ لَا نُعْطِي؟« فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: »لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ اِيتُونِي بِدِينَارٍ لِأَنْظُرَهُ«. فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: »لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟« فَقَالُوا لَهُ: »لِقَيْصَرَ«. فَأَجَابَ يَسُوعُ: »أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ«. فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ« (مرقس 12:12-17).

تفسير (متى 27: 14) : فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جداً .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ،" طل المسيح صامتا أمام إتهامات أعضاء مجلس السنهدرين
2) " حَتَّى تَعَجَّبَ ٱلْوَالِي جِدّا»" تَعَجَّبَ ٱلْوَالِي لأنه رأى يسوع جرى على خلاف عادة المشكو عليهم، ولا سيما المتهمون بإثارة التمرد والثورة والعصيان على الإحتلال الرومانى لأراض بنى إسرائيل ، فقد رفض الدفاع عن نفسه وهو معرض لحكم الموت بالصليب . والمتهمون بمثل ذلك يتوقع أن يكونوا قساة لا يخشون الكلام.
التبرئة الأولى بعد محاكمة بيلاطس المدنية
وإذ كان بيلاطس محتاراً فيما يعمل، وسمعهم أثناء شكاويهم يرددون أن المتهم من «الجليل» (لوقا ٢٣: ٦) فكانوا يشددون قائلين: «انه يهيج الشعب وهو يعلم في كل اليهودية مبتدئا من الجليل الى هنا» خطر على باله أنه يمكنه التخلص من هذه الدعوى بإرسال يسوع إلى هيرودس أنتيباس ملك الجليل، الذي كان وقتها في أورشليم ليعيِّد الفصح، فأرسله إليه ليحاكمه تحت حراسة جنود رومان ، وتبعه رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه. وفي هذا برهان على ضعف موقف بيلاطس الذى يعلم أن شكاوى مجلس السنهدرين كيدية ، فهو يتهرب من الحق، ويحاول أن يخفف عن ضميره بإحالة الشكاوى إلى هيرودس لسببن أن المسيح من الجليل مركز حكم هيرودس ملك الجليل والسبب الثانى أن هيرودس يهودي فيمكنه الفصل في الأمر أكثر منه، (لو 23 : 13- 14) 13 فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب 14 وقال لهم: «قد قدمتم الي هذا الانسان كمن يفسد الشعب. وها انا قد فحصت قدامكم ولم اجد في هذا الانسان علة مما تشتكون به عليه". 
التبرئة الثانية بعد محاكمة هيرودس أنتيباس المدنية
ولكن سأله هيرودس مسائل كثيرة وهزأ به هو وعساكره، فبقي يسوع ساكتاً ولم يجبه بشيءٍ. وهذا وقوف يسوع الخامس للمحاكمات والثانى للمحاكمات المدنية . فبرأه هيرودس برده إياه إلى بيلاطس بدون أن يحكم عليه بشيء (لوقا ٢٣: ٦ - ١٢، ١٥). فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سال: «هل الرجل جليلي؟» 7 وحين علم انه من سلطنة هيرودس ارسله الى هيرودس اذ كان هو ايضا تلك الايام في اورشليم. 8 واما هيرودس فلما راى يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يراه يصنع اية. 9 وساله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. 10 ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد 11 فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزا به والبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس. 12 فصار بيلاطس وهيرودس صديقين مع بعضهما في ذلك اليوم لانهما كانا من قبل في عداوة بينهما. .. ولا هيرودس ايضا لاني ارسلتكم اليه. وها لا شيء يستحق الموت صنع منه.  " وهذه تبرئة ثانية ليسوع شهد بيلاطس بها بقوله «ولا هيرودس أيضاً» (لوقا ٢٣: ١٥). وبعد
التبرئة الثالثة بعد محاكمة المدنية الثالثة
رجوع يسوع من عند هيرودس دعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء إلى دار الاجتماع خارج الولاية (لو 23 : 13- 14) 13 فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب". وجلس على كرسي الولاية وهو كرسي يمكن نقله، كان يجلس عليه الولاة الرومان وقت القضاء الشرعي. وقال للشعب: «وَقَالَ لَهُمْ:«قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هذَا الإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ الشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ.، وَلاَ هِيرُودُسُ أَيْضًا، لأَنِّي أَرْسَلْتُكُمْ إِلَيْهِ. وَهَا لاَ شَيْءَ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ» (لوقا ٢٣: ١٤ و١٥). وهذه تبرئتهُ الثالثة العلنية من أنه يهيج فتنة على قيصر (أعمال ٣: ١٣) وهذا يذكرنا بقصة بلعام الذي بارك إسرائيل ثلاث مرات بعد ما استأجره بالاق للعنة (عدد ٢٤: ١٠).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

تعب الوالي لانه رأى من له الحق ان يطعن في ما يشكونه ساكتاً. 

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

 الحكم على يسوع بالموت (متى 27: 15- 26)

الحكم على يسوع بالموت

تفسير (متى 27: 15) : وكان الوالي معتاداً في العيد ان يطلق للجمع أسيراً واحداً ، من ارادوه .
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ورد نص هذه الآية فى باقى الأناجيل (مرقس ١٥: ٦ الخ ) وكان يطلق لهم في كل عيد اسيرا واحدا من طلبوه.  ( لوقا ٢٣: ١٧ ) وكان مضطرا ان يطلق لهم كل عيد واحدا  ( يوحنا ١٨: ٣٩.) ولكم عادة ان اطلق لكم واحدا في الفصح. افتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود؟».
1) "  وَكَانَ ٱلْوَالِي مُعْتَاداً فِي ٱلْعِيدِ"  هذه تشير إلى عيد الفصح اليوم الذى يسبق عيد أسبوع الفطير  ، أحد الأعياد السنوية الثلاثة (لا ٢٣ ) التي كان يجب على كل الذكور اليهود الذين يتجاوزون عمر العشرين أن يحضروها واهمها جميعا عيد الفصح وأسبوع الفطير (لا 23: 5- 6)  في الشهر الاول في الرابع عشر من الشهر بين العشاءين فصح للرب. 6 وفي اليوم الخامس عشر من هذا الشهر عيد الفطير للرب.سبعة ايام تاكلون فطيرا. ) ويوم عيد الفصح يسمى يوم الأستعداد لأسبوع الفطير
فِي ٱلْعِيدِ أي أسبوع العيد كله، لأن «العيد» اسم لذلك الأسبوع.
2) " أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيراً وَاحِداً، مَنْ أَرَادُوهُ" ليس هناك إثبات تاريخي على هذا سوى ما أوردة المؤرخ اليهودى يوسيفوس  3.9.20 Jews of Antiquities , Josephus
يُطْلِقَ... أَسِيراً لم يُعلم زمن ابتداء هذه العادة ولا سببها ، ولا بد من أن غايته كانت إستماله لليهود ليتحملوا نير الرومان، فأطلقوا لهم في ذلك العيد الأسير الذي يريدونه تذكاراً لخروج بني إسرائيل من مصر.

تفسير (متى 27: 16) : وكان لهم حينئذٍ أسير مشهور يدعى باراباس

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "«وَكَانَ لَـهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى بَارَابَاسَ»."
بَارَابَاسَ : كان باراباس لصاً قاتلاً أحد جماعة يقطعون الطرق على اليهود ويسفكوا دمائهم وفعل المنكرات(مرقس ١٥: ٧ ولوقا ٢٣: ١٩). فكان بارباس مرتكباً فعلاً ما اتهموا به يسوع كذباً،  وعندما كان بيلاطس يحاكم المسيح كان باراباس هذا ملقى في السجن وكان من عادته أن تطلق لليهود يهودى أسيرًا كل سنة في عيد الفصح من أرادوا. فبلغ من انحطاط تلك الأمة في ذلك الحين أنهم طلبوا من الحاكم الروماني إطلاق باراباس المجرم وتسليم مسيحها إلى الموت على الصليب (مت 27: 16-26)

تفسير (متى 27: 17) : ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس : “ من تريدون ان أطلقه لكم ؟ باراباس أم يسوع الذي يقال له المسيح ؟ “

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  " فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ:"
لَـهُمْ أي للمجتمعين في القصر من جموع اليهود ورؤساء الكهنة الذين يتهمون يسوع ويطلبون محاكمته وكان معهم جماعة من الشعب جائوا  ليطلبوا من بيلاطس إطلاق أسير حسب العادة (مرقس ١٥: ٨)

2) "  مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْمَسِيحَ؟ " فتحوَّل عن الرؤساء وسأل العامة آملاً أنهم يطلبون إطلاق يسوع فيتخلص من إلحاح الرؤساء في طلب قتله، لأنه كان يريد أن يطلق يسوع (لوقا ٢٣: ٢٠).
بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ : وكان من عادة بيلاطس أن يطلق لليهود أسيرا مسجونا فى عيد الفصح من كل سنة ولما وجد أن يسوع بريئا ويريد أن يطلق سراحه ولا يدين نفسه أمام قيصر روما ويحكم على يسوع بالصلب  لأن اليهود أتهموا المسيح بأنه مقاوم لقيصر وأنه يعتبر نفسه ملك اليهود فلجأ بيلاطس إلى المنطق فوجه كلامه إلى عامة الشعب وخيرهم بين أثنين سيطلق سراحه المسيح يسوع أم باراباس المجرم الشهير فى غابات أورشليم وظن بيلاطس أن عامة الشعب سيطلب إطلاق يسوع المسيح لأنه شفى أمراضهم وأطعمهم واقام موتاهم وعلمهم فعل كل ما يفعله ملك مع شعبه فهذا هو المنطق كما ان العقل يفضل إختيار البرئ ليطلق سراحه فظن أنهم سيطلبون إطلاق يسوع الذى لم يفعل أثما ، فارتكب بيلاطس بهذا السؤال ذنباً عظيماً على يسوع إذ جعله مساوياً لقاتل مشهور بالشرور والمعاصي، وجعل البريء بموجب شهادته أثيماً محكوماً عليه بالموت. وأخطأ في ظنه أن الشعب يختار إطلاق محسنٍ كيسوع على إطلاق مسيء كباراباس.

ومن الطريف أن اوريجانوس يذكر في شرحه لإِنجيل متي، أنه وجد الاسم في بعض المخطوطات القديمة "يسوع باراباس" في (مت 27: 16، 17)، كما يظهر الاسم علي هذه الصورة في المخطوطة". "من القرن التاسع وفي بعض المخطوطات السريانية. ولو صح أن اسمه الأول كان "يسوع" -وهو أمر غير مستحيل في ذاته لأن يسوع / يشوع أسم يشتعر به اليهود  فإنه يجعل عرض بيلاطس أقوي وقعًا: "من تريدون أن أطلق لكم: يسوع باراباس أم يسوع الناصري؟". ومع أن كثيرين من العلماء يقبلون هذه الصورة للاسم، إلا أنه لا يمكن الجزم باصالتها أو صحتها.

تفسير (متى 27: 18) : لانه علم انهم اسلموه حسداً .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) "
لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ" من الواضح أن بيلاطس علم  من جواسيسه داخل مجلس السنهدرين اليهودى مؤامرة ارؤساء الكهنة وقادة الشعب اليهودى الدينيين ضد المسيح ولماذا يصررون على صلبه ولهذا سمح لهم بعقوبته وكانت عقوبة  يسوع  فى الشريعة اليهوديةالرجم  إلا أنهم خططوا أن تطبق عليه عقوبة الرومان وهى الصلب حتى يكون عارا ونجس فينفض تلاميذة من حوله ويحتقره أبناء أمته اليهودية

2) "  حَسَداً" معنى كلمة حسد فى اللغة العربية " حسَد جارَه: كره نعمةَ الله عليه، وتمنَّى أن تزولَ عنه، أو أن يُسلبَها" بهذا المعنى عرف بيلاطس أن أعضاء مجلس السنهدرين المكون من رؤساء الكهنة وغيرهم كانوا يحسدون المسيح على قوة الرب التى يملكها ومن المعجزات التى يفعلها وقوته فى إخراج الشياطين .. وكانوا يكرهوه من قوة تعاليمة وإنزعجوا من محبة الشعب له خاصة فى يوم الشعانين عندما دخل الهيكل وورائه الشعب يهلل قائلا مبارك الآتى بإسم الرب فخافوا على مكانتهم وسلطتهم وطاعة الشعب لهم خاصة وأن المسيح ذكر هد الهيكل وخراب أورشليم ولأنه أفحم الفريسيين والهيلاودسيين والصدوقيين وغيرهم أثناء مناقشاتهم وجدالهم معه حول الشريعة

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

يما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
كانوا يطلقون أسيراً واحداً في عيد الفصح فقط بنوع الرحمة واكراماً للعيد لانهم فيه أطلقوا من عبودية المصريين . وكان يدعى برابا هذا يسوع وذلك واضح من الانجيل المجموع من الاربعة ومن قول فبيلاطس ( من تريدون … أباراباس أم يسوع الذي يقال له المسيح ) ولم يشأ الانجيلي ان يكتب اسمه لئلا يكون في الكتاب مطابقاً بالاسم لسيدنا .
 

 تفسير (متى 27: 19) : واذ كـان جالـساً على كرسـي الولايـة أرسـلت اليه امـرأته قائـلة : “ إياك وذلك البار ، لاني تألمت اليوم كثيراً في حلم من أجله “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَإِذْ كَانَ جَالِساً "َ كان جالسا ينتظر أن يستقر الشعب على لسؤاله. يبدأ الولاة والقضاة الرومان أعمالهم فى السادسة صباحا فكانت المحاكمة الأولى لبيلاطس ثم أرسلة إلى هيرودس أنتيباس ليخاكمة المحاكمة المدنية الثانية ثم أرجعه إلى بيلاطس هذه المحاكمات الثلاث أستغرقت ثلاث ساعات وحكم بيلاطس على المسيح فى الساعة التاسعة صباحا بتوقيتنا الحالى التى توافق الساعة الثالثة بالتوقيت اليهودى فى نهار عيد الفصح

2) "  عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْوِلاَيَةِ " كان هذا الكرسي «فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا» (يوحنا ١٩: ١٣). وهذا كان فى قلعة انطونيا التى كانت ملاصقة للهيكل ولكن اليهود فى إسرائيل اليوم يقولون أنه كان فى قصر هيرودس الكبير الذى أحتله الرومان وأصبح ثكنة عسكرية رومانية وأنه بلاط بيلاطس كان أمام القصر ولكن لا يوجد مصدر موثق يؤكد ما يقولون .
3) " أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ ٱمْرَأَتُهُ قَائِلَةً: "  كان مر حوالى ثلاث ساعات وقاربت  الساعة إلى التاسعة صباحا قضاها يسوع فى المحاكمات المدنية الثلاث قبل ان ترسل  أمرأة بيلاطس رساله لتحذرة فيها من الحكم على يسوع  إنه لأمر غريب أن تكون الوحيدة التي تكلمت كلمة حسنة في المسيح وابتغت إطلاقه من بيلاطس هي امرأة وثنية، مع أن تلاميذه تركوه، وجمهور أُمتِه صرخ قائلاً «اصلبهُ». ولعلها سمعت أخبار المسيح من خِدم بيتها أو من زائراتها يحكون لها عن أحداث اليوم فتذكرت حلمها وأرسلت رسالتها إلى زوجها
4) " إِيَّاكَ وَذٰلِكَ " أى لا تحكم عليه بالسوء ..
5) " ٱلْبَارَّ"  أى بفعل الخير وليس فيه شر ولم يقترب من الأثم .. لا ريب في أنه سمعت معجزات المسيح وقوته الغريبة، وتحققت أنه بار مما سمعته من أخباره، فخافت على زوجها وسائر العائلة من نقمة إلهية إن حُكم عليه. هذه الشهادة من أغرب الأمور، وقد قدمتها امرأة بيلاطس لإنزعاجها من الكلم الذى وقع فيه يسوع وإهانته وضربه .هذه المعلومة ينفرد بها متى.  استخدمت اللقب المسياني ليسوع، ولكن إلى أي درجة كانت تعرف عنه أمر غير مؤكد. السخرية هي أن المرأة الوثنية رأت مالم يره رؤساء اليهود (مت ٢٧ :٥٤؛ يو ١ :١١ )
6) "  لأَنِّي تَأَلَّمْتُ ٱلْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِه"  تَأَلَّمْتُ... فيما يبدوا أنه رأت ما سيحدث للمسيح من آلآم فتألمت فِي حُلْمٍ حَلِمت في الليلة البارحة حلماً أخافها كثيراً، ثم وجدت صور ذلك الحلم الهائل تتعلق بأمر الشخص الواقف أمام زوجها للمحاكمة. وقصدها باليوم  فى التوقيت اليهودى يبدأ من مساء ثم صباح حسب ما ورد فى سفر الهروج وكان مساء وكان صباح يوما لأن المساء السابق للنهار كان عندهم جزءاً من اليوم.
اعتبر القدماء أن الأحلام إعلانات إلهية كما حدث مع يوسف ومن غرائب الاتفاق أن تحلم بشخص لم تعرف من أمره شيئاً، ولم يكن قد قُبض عليه عند حلمها. ولا عجب أن الله الذي أرى فرعون وساقيه وخبازه وبختنصر وغيرهم من الوثنيين أحلاماً غير عادية، يُري تلك المرأة حلماً يحذر زوجها به من ارتكاب تلك الخطية الفظيعة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم تخبره بالحلم في البيت لانها كانت غير عارفة ما قد جرى من أمر يسوع مع عظماء الكهنة ليلاً . ولم يكن قد بلغها خبر وقوف المسيح قدام زوجها ولكن لما أصبح الصباح وبلغها ان رجلها جلس على المنبر ليدين يسوع أرسلت تحذره . ولا يبعد انها رات المسيح ولكنها لم تعتد به ولا همها أمره والا لقالت لرجلها من أجله . ولكن لما رأت ضجة في المدينة عنه تذكرت الحلم فاسرعت وحذرت زوجها . ولم يحلم زوجها بهذه الرؤيا المقدسة لانه لم يكن مستحقاً ولو رأى في منامه ما رأته زوجته وقصه على اليهود لما كانوا يصدقونه بل كانوا يقولون بما انه يريد خلاصه يقول عنه هذا الكلام . أو اقله كان يكشفه لهم لئلا يلام من ضميره انه رأى هكذا وما خلصه . واسم امرأة بيلاطس لوكانيا . وقولها ( توجعت اليوم ) يخجل الخلقيدونيون والارمن الذين يحسبون بدء اليوم من الصباح فان امرأة بيلاطس التي رات الحلم ليلاً تراها قد حسبت النهار مع الليل الذي عبر كما كتب متى . ان اليوم أربعة وعشرون ساعة وابتداؤه يحسب من المساء كما هو عندنا وقد توجعت المرأة ليلاً لانها رأت حلماً مخيفاً وكلما ارادت ان تستيقظ تخلصاً مما اخافها فيه كانت تظل نائمة رغماً عنها لكي تتألم مما ترى فيه وتتأثر منه . قال قوم انها لم تخبر زوجها في الصباح عن الحلم لانه كان نائماً تلك الليلة في موضع آخر غير البيت لذلك أرسلت اليه تحذره . اما القديس افرام فيقول انه بتدبير من الله نسيت الحلم حتى اذا أرسلت اليه تحذره وهو في منصة القضاء يندهش السامعون . واذ المدينة كلها مضطربة على رجلها بسبب يسوع أرسلت تحذره قائلة لا تعمل ارادة أهل المدينة بل خلص الرجل من ايديهم قال قوم انها رأت حولها تنانين يحاولون لدغها والمسيح لم يدعهم . وقال آخرون انها رأت سيدنا جالساً على كرسي عالٍ ومنبر مخيف وانه مثل الحاكم على الكل والديان وسلطانه ممتد على كل الاقطار وان الملائكة يخدمونه بخوف ورعدة صارخين قائلين هذا هو يسوع ملك اليهود الذي يدان قدام بيلاطس . وقال غيرهم انها رأت رؤى مفزعة . وقد تكلمنا عن الاحلام في تفسيرنا ( ص 1 : 20 ) من بشارة متى فليراجع .

تفسير (متى 27: 20) : ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرّضوا الجموع على ان يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع .

ثانا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَلٰكِنَّ رُؤَسَاءَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخَ حَرَّضُوا ٱلْجُمُوعَ عَلَى أَنْ يَطْلُبُوا بَارَابَاسَ" وجه بيلاطس للشعب فرصة إطلاق أسير يهودى وليس للرؤساء، فخاف الرؤساء أن يذهب كل جهدهم باطلاً ويخيب رجاؤهم إن اختار الشعب يسوع. فأسرعوا يخاطبون الشعب، واجتهدوا في أن يقنعوهم بأن يطلبوا إطلاق باراباس. ولعلهم قالوا للشعب إن باراباس محب للوطن وإن الرومان قبضوا عليه لأنه سعى في تحرير اليهود وحارب لأجل حقوقهم وإن يسوع من الناصرة والناصرة قرية فى الجليل (وأغلب اليهود يكرهون الجليليين) (يو 1: 46) فقال له نثنائيل: «أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟» قال له فيلبس: «تعال وانظر». وأن يسوع جليلي (مت 26: 69) (لو 23: 6) فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سال: «هل الرجل جليلي؟» لأن الجليل كان يعيش بينهم اليوانانيين من الأمم وكانوا يربون الخنازير التى تعتبر بالنسبة لهم نجسة ,(مرقس ٥: ١١ ) وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى " ان يسوع مجدف ضد الرب وأنه اقال بهدم الهيكل وهو فخرهم ومكان عبادتهم الوحيد وقبلتهم وكل فرد ساههم فى بناؤه وأن مجلس السبعين حكم عليه بالموت وغيرها من الأسباب فكانوا يمدحون باراباس وذم يسوع. فلم يتركوا شيئاً من الوسائل التي حثهم عليها مكرهم وحسدهم وبغضهم وخبثهم.

2) " وَيُهْلِكُوا يَسُوعَ" يعنى إهلاك يسوع فى معاجم اللغة العربية ما يلى : "هلَك فلانٌ : فَنَى، مات لِيَهْلِكَ مَنْ ‏هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ "

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
تنازل رؤساء الكهنة الى الجموع ليقنعوهم أن يطلبوا هلاك يسوع دليل على انهم كانوا متعطشين الى قتله .
 

 تفسير (متى 27: 21) : فأجاب الوالي وقال لهم : “ مَن مِن الاثنين تريدون ان اطلق لكم “ . فقالوا : “ باراباس ! “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَسَأَلَ ٱلْوَالِي" سؤال الوالى كان ذلك بعد أن أعطى بيلاطس فرصة كافية للتفكير والمناقشة فى من يفضلونه بإعطاؤه الحياة ويستقروا على إختياره . وتلك الساعة كانت من أهم الساعات في تاريخ الأمة اليهودية، فيها يختارون يسوع مسيحاً وملكاً لهم، أو يرفضونه.
2) "مَنْ مِنَ ٱلاثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ ِ " أي يسوع البار أم باراباس قاطع الطريق واللص والقانل .
3) " فَقَالُوا: بَارَابَاسَ "  ( لوقا ٢٣: ١٨)  فصرخوا بجملتهم قائلين: «خذ هذا واطلق لنا باراباس!» (يوحنا ١٨: ٤٠ ) فصرخوا ايضا جميعهم قائلين: «ليس هذا بل باراباس!». وكان باراباس لصا.اختاروا اللص القاتل ورفضوا المسيح الذى شفى مرضاهم وأقام موتاهم وأخرد شياطين كانوا يعذبون أولادهم وأطعمهم .. هذه هى صفة من صفات البشرية الناكرة للجميل   وكان ذلك إختيارا من الشعب والرؤساء معاً. وقد ذكر بطرس هذا في موعظته يوم الخمسين: «أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ، وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ، وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ.. وَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ بِجَهَالَةٍ عَمِلْتُمْ، كَمَا رُؤَسَاؤُكُمْ أَيْضًاً» (أعمال ٣: ١٤، ١٥، ١٧). أما من جهة المسيخ فقد قدم نفسه كحمل بلا عيب  ليصير جسده ودمه طريقا لغفران الخطايا لكل من يؤمن به وتكون له حياة أبدية
فى عيد الفصح فى وقت تقديم الحمل قدم رؤساء الكهنة والجموع المسيح إلى بيلاطس لصلب يسفك دمه على خشبة وأن يطلق سراح باراباس وأن يصلب يسوع الناصري (مت 27: 20، 21، مرقس 15: 15، لو 23: 18، يو 18: 40) ويقول مرقس إن باراباس كان " موثقًا مع رفقائه في الفتنة، الذين في الفتنة فعلوا قتلًا ". ويقول لوقا: "وذاك كان قد طرح في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل" (لو 23: 19 - انظر (أ ع 3: 14). ويقول يوحنا: "وكان باراباس لصًا" أو قاطع طريق (يو 18: 40). ولا نعلم عن باراباس شيئًا أكثر من ذلك، ولا عن الفتنة التي أشترك فيها. ويزعم البعض أن تلك الفتنة كانت حركة سياسية ضد السلطات الرومانية، وهو أمر بعيد الاحتمال جدًا، إذ لا يعقل أن الكهنة ( وكانوا من الحزب المؤيد لروما) يحرضون الجموع علي أن يطلبوا إطلاق سراح سجين سياسي من أعداء روما، ويجيبهم بيلاطس إلي طلبهم،بينما هم يقدمون يسوع المسيح للموت بعلة مقاومة روما وقيصر (لو 23: 2)، فالأرجح أن الفتنة كانت عصابات قطع الطريق

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
خيرهم بين يسوع البريء وباراباس الشقي ظناً منه انهم يستحون ان يقولوا علانية ليصلب المسيح . لكنهم لم يخجلوا لا من الديّان ولا من المسيح ولا خافوا من ان يطلبوا صلب البريء . وقد ذكرهم بيلاطس بيسوع وزاد عليه اسم المسيح أولاً لكي يميزه عن باراباس الذي كان يدعى هو ايضاً يسوع وثانياً ليهدي غضبهم علهم يطلبون له قصاصاً خفيفاً يجريه عليه ويطلقه . اما اليهود ولو انهم بارادتهم الحرة طلبوا برابا ولكن التدبير الالهي حركهم ان يطلبوا اطلاق برابا حامل شكل صورة المسيح ونائبه . فكما ان آدم أخطأ وحبس في الهاوية ثم اطلق من قيود الجحيم بصلب المسيح هكذا برابا أخطأ وحبس ثم اطلق .

تفسير (متى 27: 22) : فقال لهم بيلاطس : “ فماذا أفعل بيسوع الذي يقال له المسيح .؟ “  قال له الجميع : “ ليصلب ! “

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " قالَ لَـهُمْ بِيلاَطُسُ: فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ"  الجمع الذى كان واقف أمام بيلاطس المكون من عامة الشعب ومجلس السنهدرين المكون من 70 عضوا هم رؤساء الكهنة وفريسين وصدوقيين وكتبة وهيرودسيين وعلمانيين وغيرهم من قادة اليهود  إختاروا إطلاق باراباس اللص لكى يترك حرا وكان المفروض أن يعاقب المسيح عقابا بدنيا أو يسجن لأنه لم يكن فاعل شر فلا عقوبة عليه فلم يحكم عليه بفمه وأستخلص الحكم من فمهم فسألهم بيلاطس  : "فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ " سؤال خطير للغاية، وهو سؤال للأجيال كلها لا لذلك الجيل وحده. . في هذا السؤال تعجُّب قال بيلاطس هذا سؤال للجمع أن يحكموا بالقصاص. ولعله نتج عن أمله أن يطلبوا إطلاق الاثنين، فيكون له حجة لإسكات رؤساء الكهنة وإطلاق يسوع بلا خوف من أن يشكوه إلى الإمبراطور. أو أنهم إذا لم يطلبوا إطلاقه طلبوا قصاصاً خفيفاً له يجريه عليه ويطلقه.
2) " فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْمَسِيحَ؟ " هنا اشار بيلاطس إلى اللقب المسيانى ليسوع
ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْمَسِيحَ قال ذلك ترغيباً للشعب في إطلاقه ها هو أيها اليهود مسيحكم الذى كتب عنه أنبياؤكم وأنتظرتموه طويلا  . ولكن كان عليه أن يسأل ضميره أيضا كان بيلاطس يخاف على مكانته وعلى كرسيه والمفروض أن يسأل نفسه : ماذا سأفعل بيسوع ؟ ولكنه ترك الحكم للجمهور الذى ينحاز للعاطفة الوقتية المفروض أنه كان طرد اليهود كما طردهم الوالي غاليون عندما أتوا ببولس إلى كرسي الولاية (أعمال ١٨: ١٢ - ١٦). وهذا السؤال ينبغة ان نسأله لنفسنا : ماذا نفعل بيسوع: هل نعمل بتعاليمه أم نرفضها.
3) " قَالَ لَهُ ٱلْجَمِيعُ: لِيُصْلَبْ!"
لِيُصْلَب إذا قيل: لماذا طلب اليهود عقاب المسيح بالصلب يسوع وهذا ليس من الوسائل التى يستعملها اليهود فى عقابهم ولم يطلبوا رجمه أو قتله بطريق أُخرى من طرق القتل المعتادة حسب الشريعة الموسوية عندهم. قلنا: هذا لأن بيلاطس جعل يسوع بمنزلة واحدة مع باراباس، لأن الرومان حكموا على باراباس بالموت، فلو أُجري عليه الحكم لقتلوه صلباً. فلو طلبوا إطلاق يسوع لصُلب باراباس، ولكنهم طلبوا إطلاق باراباس فوقع الصلب على المسيح. ولعل الذين بدأوا يصرخون: «ليُصلب» هم الرؤساء، وتبعهم الشعب حالاً في ذلك، وكرر هؤلاء العبارة. على أي حالٍ لقد حثَّ الرؤساء الشعب (كما ذُكر في ع ٢٠). وغاية الرؤساء من صلب يسوع الذي هو أشد وسائل التعذيب حتى الموت أقبح طرق العقاب أمران: الأول التشفي من البغض. والثاني أن يجعلوا اسم المسيح مكروهاً إلى حدٍّ لا يلتفت فيه أحدٌ إلى دعواه. ولا بد أنه كان الرب حول شرورهم للخير للذين يخبونه ونفذوا هدفهم بدون قصد فأخرج الرب من الجافى حلاوة  إتماماً لإنباء المسيح (متّى ٢٠: ١٩ و٢٦: ٢ ويوحنا ٣: ١٤ و٨: ٢٨)، وتحقيقاً لنبوة إشعياء ظلم ولم يفتح فاه وأنه يكون محتقراً ومخذولاً من الناس (إشعياء ٥٣). والأرجح أن الذين صرخوا قائلين «ليُصلب» ليسوا هم الذين هتفوا منذ خمسة أيام قائلين «أوصنا» (متّى ٢١: ٨ ولوقا ١٢: ١٢، ١٣) على أنه يحتمل أن يكون منهم من اشترك في الأمرين. وهذه سمة الإنسان يوم معاك ويوم عليك ولكنه من العجب أنه لم يصرخ أحد بين أولئك الألوف قائلاً: «ليُطلَق».

 تفسير (متى 27: 23) : فقال الوالي : “ وأي شر عمل ! “ . فكانوا يزدادون صراخاً قائلين : “ ليصلب ! “ 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَقَالَ ٱلْوَالِي: وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟" هذا استفهام إنكاري معناه أن يسوع لم يعمل شراً. ذكر لوقا إن بيلاطس الوالى سألهم هذا السؤال ثلاث مرات. وذكر متّى أن الشعب طلب صلب يسوع ثلاث مرات. (ع ٢١، ٢٢، ٢٣) وذكر لوقا أن بيلاطس قال إنه لم يجد فيه علةً تستحق الموت ، وأن هيرودس لم يجد ذلك أيضاً. ثم طلب منهم أن يجلده أملاً أن يكتفوا بمشاهدة تعذيبه ثم يطلبون إطلاقه، فيكون قد خلصهُ من عقاب ضدسد وهو برئ. وكان ذلك اعترافاً من بيلاطس بجُبنه وضعفه لأنه خاف من أن تحدث ثورة وتمرد فى موسم عيد الفصح اليهودى حيث يكون مئات الأرف فى أورشليم معظمهم من الذكور وقد ظلم بيلاطس المسيح ظلمين: الأول: مساواته بباراباس، والثاني التسليم بجلده كمذنب.
2) " فَكَانُوا يَزْدَادُونَ صُرَاخاً قَائِلِينَ: لِيُصْلَبْ"  يقول علم النفس الحديث أن الجماهير والجموع لا عقل لها  رددوا
لِيُصْلَبْ وكان قصد بيلاطس بسؤاله أن يجيبوه جريمة يسوع، ولكنهم أجابوه بتكرار قولهم «ليُصلب» وهذا نتيجة لفبركة التهم التى أدانت يسوع فى المحاكمات الدينية الثلاث وأنه غير مذنب فى المحاكما المدنية لأنه لم يفعل جرما مثل القتل والسرقة .. ألخ ، وإقرار بأنه لا ذنب عليه، وإلا فلو عرفت الجموع له ذنباً لذكروه. وهذا تبرير آخر عند المحاكمة فوق ما سبقه من يهوذا، ومن بيلاطس، ومن امرأته. فهو لم يتألم لإثمٍ عليه، بل لآثام العالم.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
في سؤال بيلاطس هذا شيء من التعجب أو لعله كان يأمل أن يطلبوا اطلاق الاثنين فتكون له حجة ان يطلق يسوع بلا خوف من ان يشكوه الى قيصر . وعوضاً عن ان يثبتوا ما يشتكون به عليه محتجين انه عمل كذا وكذا فصاروا حكاماً عليه . ولم يقولوا اقتله او أمته بل اصلبه ليثبتوا عليه انه مضل ومجدف ومستوجب صلب العار والازدراء لان الموت على الصليب هو شر الميتات ثم انهم طلبوا صلبه ليجلبوا عليه لعنة الناموس كقوله ( ملعون كل من علق على خشبة ( غل 3 : 14 ) ولو انهم بقلب مملوء غش طلبوا صلبه وهم مدانون لذلك لكن التدبير الالهي اثبت قوله انه سيصلب . وتكرارهم لفظة اصلبه دلالة واضحة على كثرة غضبهم الشديد عليه والتشفي منه

تفسير (متى 27: 24) : فلما راى بيلاطس انه لا ينفع شيئاً ، بل بالحري يحدث شغب ، اخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلاً : “ اني بريء من دم هذا البار ! ابصروا انتم ! “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً،" إزدادت الجماهير هياجا وحنونا وأصبح من الصعب السيطرة عليها

2) " ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ،"  كان هذا دائما حتمال وارد خلال الأعياد  كانت دائما تضع جنودا إضافيين تجلبهم من قيصرية في قلعة أنتونيو خلال أيام العيد.
 حدث الشغب في أورشليم وأقليم اليهودية مرات عديدة قبل ذلك خاصة فى عيد الفصح اليهودى وهو إحدى ثلاث  أعياد رئيسية عندهم حيث تمتلئ أورشليم بعشرات أو مئات الألاف.من الحجاج ، فأصاب بيلاطس لومٌ شديد من طيباريوس قيصر، فخاف أن يبدأ شغب بسبب هذه المحاكمة يجلب عليه لوماً أشد، ربما يسبِّب عزله. ومن العجب أن الرؤساء كانوا يخافون الشغب من القبض على المسيح، وأن رغبة بيلاطس في إطلاق المسيح كاد يكون سبب الشغب، وكانت السبب لذلك لو لم يرجع عنه.
3) " أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ ٱلْجَمْعِ قَائِلاً:"  سواء أغسل يدة أم لم يغسل فقد أصدر حكم الصلب وعوقب بالطريقة الرومانية والذى صلبه جنود رومان

غسل اليد كانت عادة يهودية، وليست ممارسة رومانية وكان اليهود يفهمون المراد بذلك فى الشريعة اليهودية إذا وجدوا جثة قتيل ولا يعرف من قتله يأـى شيوخ أقرب قرية ويذبحون عجل   "ويغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من القتيل ايديهم على العجلة المكسورة العنق في الوادي 7 ويصرحون ويقولون ايدينا لم تسفك هذا الدم واعيننا لم تبصر(تث ٢١ :٦ -٧) وبالنسبة للبر والنقاوة يقول داود فى المزامير(  مز ٢٦ :٦) 6 اغسل يدي في النقاوة فاطوف بمذبحك يا رب  (مز ٧٣ :١٣) حقا قد زكيت قلبي باطلا وغسلت بالنقاوة يدي. "
 ولا نظن أن بيلاطس أخذ تلك الإشارة عن اليهود، لأنها مسألة منطقية. ولكن طلب بيلاطس ألا تكون المسؤولية عليه ولكن هذا الغسل لا يجديه نفعاً. نعم إنه غسل يديه بالماء، ولكن ذلك لم يغسل قلبه من الذنب، وقد دان نفسه لأنه سلم إلى الموت من حكم ببراءته، وبأنه حاكم ضعيف يقضي بمقتضى صراخ الشعب بما هو خلاف اعتقاده. ففي عمله شهادة للمسيح، وعلى نفسه، وعلى اليهود. والمرجح أنه ظن أن الشعب عندما يغسل يدية يرجع عن أخذ المسؤولية كلها على نفسه، ويرجع عن طلبه فى صلب المسيح
4) " إِنِّي بَرِيءٌ" هذا القول لم يبرئه، لأنه لم يطلق المسيح.
5) " مِنْ دَمِ هٰذَا ٱلْبَارِّ" هٰذَا ٱلْبَارِّ دعاه باراً (كما دعته امرأته ع ١٩) وهو مزمع أن يسلمه إلى الموت ويُطلق بدلاً منه المذنب الشهير باراباس أى عدل هذا يسلم البار للموت بدون ذنب يقترفه ويطلق المجرم الأثيم اللص القانل حرا طليقا . وهذا شهادة لقول الرسول «إِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ... الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ» (١بطرس ٣: ١٨)
6) " أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً" أَبْصِرُوا أَنْتُمْ أي أن مسؤولية الحكم على هذا البار بالموت لا بد أن تقع على أحد، فأنا لا أحملها، فتكون عليكم بمعرفتكم واختياركم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
تحقق بيلاطس ان المسيح بريء من ازدحام اليهود وضجتهم عليه والحاحهم بصلبه ومن تحذير امرأته . لاجل ذلك طلب ماء وغسل يديه . وقد اظهر للناس بغسل يديه طهارة أفكاره وانه بريء من هذا الحكم الخارج عن الناموس والعدل ولكنه ملوم لانه خاف من اليهود فكان يجب ان يخلصه كما خلص قائد المئة حياة بولس ( اع 21 : 31 – 36 ) مع ان قائد المئة كان يعلم ان في تخليص حياة بولس ستكون ضجة وفتنة عظيمة ومع كل هذا لم يترك اليهود ان يقتلوه يقول البعض ان بيلاطس خاف ان يطلقه لانهم كانوا يقولون ان المسيح جعل نفسه ملكاً فكان يجب ان يفحص عنه ليرى هل فيه شيء مما نقلوه له من العصيان كما لو جمع فضة وذهباً كثيراً أو عساكر ولكن الحال بالعكس فانه لم ير ولا علامة من العصيان فيه ومع ذلك فانحاز مع اليهود ورآهم لذلك لم يعتقه المسيح من الملامة قال آخرون ان امراته ارسلت تحذره واليهود يضجون عليه فلم يعلم الى اي طرف يميل فاحتال حيلة وهي انه بواسطة العادة الجارية عندهم التي هي اطلاق اسير لهم في العيد يخلص يسوع ولكنه لم ينجح وقد كان يجب على اليهود ان يندموا من قول يهوذا اخطات ومن خنقه بنفسه ومن حلم امراة بيلاطس ومن غسل يدين بيلاطس ومن سكوت يسوع ومن صلاته لاجلهم وهي قوله يا ابتاه اغفر لهم . ومن العجائب التي جرت في وقت صلبه .

تفسير (متى 27: 25) : فاجاب جميع الشعب وقالوا : “ دمه علينا وعلى أولادنا “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَأَجَابَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ:"  أى لم يكن أحد يعارض من بين الشعب
2) " دَمُهُ عَلَيْنَا" أي إذا كان
المسيح باراً يُعاقب  فلا يعاقب أحدٌ بموته فذلك لأن دمه علينا.وكان هذا قسم موت، 
سفك دم برئ فى الشريعة الموسوية ينتقل على القاتل (تثنية ١٩: ١٠ ) حتى لا يسفك دم بري في وسط ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا فيكون عليك دم." ولهذا حذر بنى أسرائيل راحاب الزانية عندما أ‘طوها أمانا لها وأهل بيتها ( يشوع ٢: ١٩ )  فيكون ان كل من يخرج من ابواب بيتك الى خارج فدمه على راسه ونحن نكون بريئين.واما كل من يكون معك في البيت فدمه على راسنا اذا وقعت عليه يد. ؟فكانت عليهم لعنة ذاتية جلبوها على أنفسهم . وقد تحققت عام ٧٠ م عندما تمردوا على الإمبراطورية الرومانية وقاد تيطس جيش الرومان وهزم اليهود وهدم أورشليم وهيكلهم ، بفمهم أدانوا انفسهم مثل العبد الذى أ‘ترف انه قتل شاول الملك (٢صموئيل ١: ١٦ ) فقال له داود دمك على راسك لان فمك شهد عليك قائلا انا قتلت مسيح الرب" وقد نصت الشريعة على غسل الأيدى أنه فى إكتشاف جثة قتيل فأقرب قرية تقدم ذبيحة ويغسل شيوخها أيديهم

 فلم ينجح بيلاطس في إنقاذ المسيح، لأن الشعب حمل كل مسؤولية موته طوعاً واختياراً. وهذا القول لم يخفف جرم بيلاطس من حكمه على المسيح، لأن بيلاطس هو الذى أصدر الحكم وجنوده الرومان هم الذين نفذوا الحكم وصلبوا المسيح  وبقول الشعب اليهودى وممثليه من مجلس السنهدريم دمه عليها جعلهم بيلاطس شركاءه في ظلمه بذلك الحكم. وقولهم «دَمُهُ عَلَيْنَا» مبنيٌ على الشريعة القديمة. وهي أنه إذا شكا أحدٌ غيره كذباً وظهر كذبه عوقب بما كان يُعاقب به المشكو لو لم يظهر الكذب. وعلى هذه الشريعة حُكم على شكوى دانيال بطرحهم في جب الأسود، ووقع على أدوني بازق (قضاة ١: ٧) وحُكم على أجاج ملك عماليق (١صموئيل ١٥: ٣٣). (١ملوك ٢: ٣٢ )   فيرد الرب دمه على راسه لانه بطش برجلين بريئين وخير منه وقتلهما بالسيف وابي داود لا يعلم وهما ابنير بن نير رئيس جيش اسرائيل وعماسا بن يثر رئيس جيش يهوذا.
3) " وَعَلَى أَوْلاَدِنَا " أي العقاب الذي يترتب على قتل يسوع إن كان بريئاً نأخذه ميراثاً لأولادنا كما أخذناه نصيباً لنا. وخاصةً على ضوء نظرة العهد القديم للذنب الجماعي (خر ٢٠ :٥ -٦)لاني انا الرب الهك اله غيور افتقد ذنوب الاباء في الابناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي  واصنع احسانا الى الوف من محبي وحافظي وصاياي. 7 لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا.  ( ٢ صم ٣ :٢٩) فليحل على راس يواب وعلى كل بيت ابيه ولا ينقطع من بيت يواب ذو سيل وابرص وعاكز على العكازة وساقط بالسيف ومحتاج الخبز.  "

على أنه لا حقَّ لهم أن يدعوا على لأولادهم بتلك النقمة الإلهية، لكنها أتت عليهم بعدالته، لن ظلمهم كان عظيما لأنسان هو كلمة الرب ولهذا كانت النقمة للرب لأنه بعد ذلك بأربعين سنة هُدمت مدينتهم ونُقض هيكلهم ومات أكثر من مليون من أولادهم بالجوع والسيف، وصُلب ألوف منهم.
حتى أن يوسيفوس المؤرخ اليهودي قال «إنه لم يبقَ محل للصلبان للناس» ومنعوا من دخول اورشليم وظل أغلب أولادهم مشتتين في العالم عرضة للإهانة والاضطهاد، حتى لم تحتمل أُمة تحت السماء ما احتملوه. ولم يخطر على بالهم عاقبة اللعنة التي دعوا بها على أنفسهم يومئذٍ. على أن تلك اللعنة تتحول إلى بركة للذين يتوبون منهم، ويؤمنون بأن يسوع هو المسيح. ولكنهم لم يؤمنوا حتى بعد قتلهم للمسيح بـ 37 سنة وإن ذلك الذي كان عليهم انتقاماً يصير لهم تطهيراً. فإن قيل: كيف يعاقب الله الأولاد بذنوب آبائهم وقد قال بفم حزقيال «اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ» (حزقيال ١٨: ٢٠). قلنا لا يلحق عقاب الوالدين بالأولاد إلا إذا مدحوا أعمال آبائهم، وتبعوا خطواتهم، وشعروا بشعورهم. ويقول الوحي إن الأمة اليهودية سترفض أعمال أسلافها، وستؤمن أن يسوع هو المسيح، وستنجو حينئذٍ من تلك اللعنة (زكريا ١٢: ١٠ - ١٤).
ومن العج
يب أن اليهود بعد أن قالوا: دمه علينا وعلى أولادنا، أنكروا ذلك بعد قليل بقولهم للرسل «أَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ وَصِيَّةً أَنْ لاَ تُعَلِّمُوا بِهذَا الاسْمِ؟ وَهَا أَنْتُمْ قَدْ مَلأْتُمْ أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُمْ، وَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا دَمَ هذَا الإِنْسَانِ» (أعمال ٥: ٢٨).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اي لينتقم الله منا ان كنا اسلمناه ظلماً . اما مخلصنا فلم يترك جزمهم على انفسهم لكنه قبل التائبين منهم كبولس وبعض الفريسيين وربوات منهم الذين آمنوا في اليهودية ( اع 21 : 20 )
 

تفسير (متى 27: 26) : حينئذٍ أطلق لهم باراباس ، وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " حينئذٍ أطلق لهم باراباس"  أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ أطلق المجرم الذى يستحق القصاص مرتكب الذنب بينما اتهموا المسيح بانه مقاوم لقيصر كذباً، وهو العصيان على الرومان. فنجا بارباس المحكوم عليه بالموت من العقاب ووقع على يسوع الذى كان من المفروض أن يطلق سراحه . لقد وضع على المسيح أثم وخطايا وإجرام كل البشرية  وكل خطاة العالم المحكوم عليهم بالموت يستطيعون أن ينجوا من عقابهم، لأن إثم الجميع وُضع على ذلك البار.
2) "  وأما يسوع فجلده" فَجَلَدَهُ هذا بعد ما حكم عليه بالصلب حيث كان من عادة الرومان في من حُكم عليهم بالصلب أن يجلدوا . وكان الجلد مؤلم جدا ، لأنهم كانوا يعرُّون الذي يريدون جلده ويربطونه إلى عمود منحنياً ويضربونه على ظهره بالسوط، وكان ذلك السوط  سيوراً ثلاثة أو أكثر من الجلد مربوطاً بأطرافها قِطعٌ حادة من معدن أو عظمٍ، فكانت تمزق الجلد واللحم أيضاً. وكثيراً ما كان يُغشى على المجلودين أو يموتون من الألم. وكان الجلادون من عساكر الرومان يختارون ذو أجساد قوية الذين لا يشفقون على أحد من اليهود ، فكانوا عندما يقع بين أيديهم يهودى محكوم عليه يهينون الأمة اليهودية كلها ويبغضونها فى شخصه  ولم يكونوا مقيدين بالشريعة اليهودية التي تمنع ما يزيد على أربعين جلدة، فضربوه بقدر ما شاءوا.وقد فسَّر إشعياء غاية المسيح في احتمال آلام الجلد بقوله «هُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا... وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا» (إشعياء ٥٣: ٥)
( لوقا ٢٣: ١٦، ٢٤، ٢٥ ) 16 فانا اؤدبه واطلقه».  24 فحكم بيلاطس ان تكون طلبتهم. 25 فاطلق لهم الذي طرح في السجن لاجل فتنة وقتل الذي طلبوه واسلم يسوع لمشيئتهم. ( يوحنا ١٩: ١، ١٦)1 فحينئذ اخذ بيلاطس يسوع وجلده. 16 فحينئذ اسلمه اليهم ليصلب. فاخذوا يسوع ومضوا به. "
ومُنع في الشريعة الرومانية أن يُجلد أحدٌ من الرومانيين وخصوا الجلد بالعبيد وبأهل البلاد التي استولوا عليها لأنهم كانوا عندهم بمنزلة العبيد (أعمال ٢٢: ٢٥)
3) " وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ " الإنسان الذى يؤمن بالرب يسير حسب طريق الرب يقوده الروح القدس أم البيلاطس الوثنى فيقوده ضميره الذى وضعه الخالق فى كل البشر ليميز بين الخير والشر وبين العدل والظلم فظلم بيلاطس يسوع ولكن كان هذا بتدبير إلهى حيث حول الرب ظلم بيلاطس والشعب اليهودى لخير البشرية «مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ» (أعمال ٢: ٢٣). أى رضخ لحكم الشعب اليهودى الذين صاحوا اصلبه أصلبه ( مرقس ١٥: ١٥ )  فبيلاطس اذ كان يريد ان يعمل للجمع ما يرضيهم اطلق لهم باراباس واسلم يسوع بعدما جلده ليصلب "  لأن قلوب الملوك فى أيدى الرب .. وأسلمه إلى العسكر الروماني لينفذوا عليه الحكم. وكان بذلك كأنه أسلمه إلى اليهود، لأنه صُلب بموجب حكم مجلس السبعين كما يظهر من قول لوقا «وَأَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ» (لوقا ٢٣: ٢٥). وقصد متّى بقوله «ليُصلب» القضاء بالصلب، ولكنه ذكر الصلب نفسه بعد ذلك (ع ٣٥). وبهذا الحكم خالف بيلاطس ضميره وتحذير زوجته، فدمُ المسيح عليه كما كان على اليهود، لأنه حكم باعتبار إنه قاضٍ جالس على كرسي القضاء الروماني، وكان الصلب عقاباً رومانياً، والذين صلبوا المسيح جنود رومانية كانت تحت أمره، وهو الذي أمر بكتابه العنوان الذي وُضع فوق الصليب.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
هنا ايضاً وجد بيلاطس مذنباً لانه لو فرضنا انه ما قدر ان يخلصه فلماذا جلده ؟ فقد جلده مجاملة لليهود لا سيما ان نظام الحكومة لا يسمح ان يصلب شخص ما لم يجلدوه . وكيفية جلده فهي انه امرهم فربطوه على العامود وضربوه بالسياط ثم اسلمه ليصلب.

 

 

 

This site was last updated 01/17/21