طرد الباعة من الهيكل
متى طهَّر يسوع المعبد من الباعة والصيارفة؟ هل قام بهذا العمل فى بداية دعوته أم فى نهايتها؟
الرد باختصار شديد هو أن المسيح طهر الهيكل مرتين مرة في بداية خدمته ومرة ثانية في اسبوع الالام قبل الصلب بأيام
فى بداية دعوته: ( يوحنا 2: 12-17) "12وَبَعْدَ هَذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتلاَمِيذُهُ وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّاماً لَيْسَتْ كَثِيرَةً 13وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيباً فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ 14وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. 15فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: «ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ». 17فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي».)
فى نهاية دعوته: (متى 21: 12-17) ( مرقس 11: 15-18) 11 فدخل يسوع اورشليم والهيكل، ولما نظر حوله الى كل شيء اذ كان الوقت قد امسى، خرج الى بيت عنيا مع الاثني عشر. 15 وجاءوا الى اورشليم. ولما دخل يسوع الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام. ( لوقا 19: 45-48) ولما دخل الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه 46 قائلا لهم: «مكتوب ان بيتي بيت الصلاة. وانتم جعلتموه مغارة لصوص». 47 وكان يعلم كل يوم في الهيكل وكان رؤساء الكهنة والكتبة مع وجوه الشعب يطلبون ان يهلكوه 48 ولم يجدوا ما يفعلون لان الشعب كله كان متعلقا به يسمع منه. ويوحنا ٢: ١٣ الخ وكان فصح اليهود قريبا، فصعد يسوع الى اورشليم، 14 ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرا وغنما وحماما، والصيارف جلوسا. 15 فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. 16 وقال لباعة الحمام:«ارفعوا هذه من ههنا! لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة!». 17 فتذكر تلاميذه انه مكتوب:«غيرة بيتك اكلتني».
ونلاحظ ان المبشرين الثلاثة اتفقوا على وصف الحادثة الثانية التي كانت في نهاية خدمة الرب يسوع ولم يفعل فيها سوط وهو في المرة الثانية اخرج الباعة وليس الحيوانات فقط وأيضا وأيضا في المرة الثانية قال مغارة لصوص وليس بيت تجارة وأيضا المرة الثانية كان اليهود يعرفوه جيدا وفرحوا به لكن واضح ان المرة الأولى لم يكن كثير من اليهودية يعرفوه
قال ابونا تادرس يعقوب:[ ويرى كثير من الدارسين أن السيد المسيح قام بتطهير الهيكل مرتين: المرة الأولى في الفصح الأول من بدء خدمته كما ورد هنا في إنجيل يوحنا. والمرة الثانية في الفصح الأخير أو الرابع الذي فيه صلب السيد المسيح فى الأناجيل الآزائية (مت ١٢:١٢؛ مر ١١: ١٥؛ لو ١٩: ٤٥). وكأن تطهير بيت الرب هو عمل المسيح الأول والأخير، لذلك بدأ خدمته في الهيكل وأنهاها به. وقد سبق أن تنبأ ملاخي النبي عن هذا العمل (ملا ٣: ٢- ٣). ]
تفسير (متى 21: 12) : ودخل يسوع هيكل الله وأخرج جميع الذين يبيعون ويشترون في الهيكل ، قلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
لم يهتم متّى بأن يذكر حوادث وأخبار يسوع كل يوم من الأسبوع للفصح الأخير الذى قضاة فى أورشليم على ترتيب وقوعها، ولكن مرقس اهتم كثيراً بذلك. ففي بشارته أن المسيح في أول يوم من دخوله أورشليم «دخل الهيكل ونظر حوله إلى كل شيء» و «إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا» (مرقس ١١: ١١).
1) " وَدَخَلَ يَسُوعُ " دَخَلَ يَسُوعُ هذا من حوادث يوم الاثنين على إعتبار ان يوم الأحد هو يوم الشعانين . وأتى من بيت عنيا إلى أورشليم صباحاً، وفي أثناء مسيره حدث بعض ما كان من أمر التينة (مرقس ١١: ١٢ - ١٤).
2) " إِلَى هَيْكَلِ ٱللّٰه " بُني الهيكل على جبل المُريا، ووسع هيرودس قمة الجبل وجعله مسطحا شاسعا يسع مئات الألاف من البشر بأن أقاموا جدراناً عالية وقبوات لتحمل السطح في سفحه في وادي يهوشافاط، وملأوا الفراغ بين القمة والجدران بالتراب والحجارة. (لمزيد من لمعلومات أنقر على ( الهيكل ) (تثنية ١٤: ٢٤، ٢٥، ٢٦) ولكن اذا طال عليك الطريق حتى لا تقدر ان تحمله.اذا كان بعيدا عليك المكان الذي يختاره الرب الهك ليجعل اسمه فيه اذ يباركك الرب الهك 25 فبعه بفضة وصر الفضة في يدك واذهب الى المكان الذي يختاره الرب الهك 26 وانفق الفضة في كل ما تشته نفسك في البقر والغنم والخمر والمسكر وكل ما تطلب منك نفسك وكل هناك امام الرب الهك وافرح انت وبيتك"
والهيكل الأول بناه سليمان النبى والملك سنة ١٠٠٥ قبل الميلاد، واستغرق بناؤه سبع سنين، ثم هدمه نبوخذ نصر سنة ٥٨٤ قبل الميلاد فى أيام يهوياقيم الملك (٢أخبار ٣٦: ٦، ٧).كان يهوياقيم ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك احدى عشر سنة في اورشليم وعمل الشر في عيني الرب الهه. 6 عليه صعد نبوخذناصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب به الى بابل. 7 واتى نبوخذناصر ببعض انية بيت الرب الى بابل وجعلها في هيكله في بابل "
وبنى زربابل الهيكل الثاني مكان الأول بعد سبعين سنة من هدمه. فكان دون الهيكل الأول (هيكل سليمان) في الزينة والبهاء، ولم يكن فيه تابوت العهد إذ فُقد هذا في السبي، ولم تظهر فيه سحابة المجد. ومع ذلك فإنه فاق الهيكل الثانى الذى بناه زربابل الهيكل الأول الذى بناه سليمان مجداً لدخول المسيح إليه (حج ٢: ٣، ٩).3 من الباقي فيكم الذي راى هذا البيت في مجده الاول.وكيف تنظرونه الان.اما هو في اعينكم كلا شيء. 9 مجد هذا البيت الاخير يكون اعظم من مجد الاول قال رب الجنود وفي هذا المكان اعطي السلام يقول رب الجنود "
ودنس ملوك الأمم الذين استولوا على أورشليم هذا الهيكل مراراً، وخربوا جانباً منه. وأخذ هيرودس الكبير يرممه ويصلحه ليستميل إليه قلوب اليهود وبدأ ذلك من سنة ١٨ من حكمه وذلك عام ٢٠ ق م واشتغل بترميمه نحو عشرة آلاف من مهرة البنائين وظل خلفاء هيرودس يصلحونه ويبدلون ويغيرون حتى صح قول اليهود للمسيح أنه «بُني في ٤٦ سنة» واتخذوا الحجارة من الرخام الأبيض وكان منظره من أبهج مناظر أبنية الأرض لتغشيته بكثير من صفائح الفضة والذهب علاوة على حسن تلك الحجارة وكانت فسحة الهيكل مربعة عرض كل من جدرانها أربع مئة ذراع.
3) " وَأَخْرَجَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ»"
هذا مثال عن غضب يسوع عندما رأى سوء الإستعمال الديني عند رؤساء اليهود في أيامه. لو كان الغضب خطيئةً لاعتبرنا أن يسوع قد خطأ .(أف 4: 26)
وبعد دخوله المتوج الي اورشليم كملك ثم دخل الي الهيكل وبدا الخطوه الاولي من تطهير الهيكل بطرد باعة الحمام والصيارفة وهذا قبل نهاية اليوم فلم يخسر الباعه كثيرا لان اليوم كان قارب علي الانتهاء
هذه هي المرة الثانية التي يطهر فيها الرب يسوع الهيكل ووردت المرة الأولى فى (انظر يو 2: 13-25)، فكان التجار والصيارفة ينصبون خيامهم في فناء الأمم في الهيكل، فيملئونه ببضائعهم بدلا من أن يسمحوا للأمم، الذين جاءوا لعبادة الله، أن يملئوه. وكان التجار يبيعون الحيوانات للذبائح بأسعار فاحشة مستغلين أولئك الذين جاءوا من مسافات بعيدة. وكان الصيارفة يستبدلون العملات المختلفة بعملة الهيكل، وهي العملة الوحيدة التي كان التجار يقبلون التعامل بها. وكثيرا ما كانوا يغشون الغرباء الذين يجهلون سعر الصرف. فلم يكن التجار والصيارفة غير أمناء فحسب، بل كانوا يستغلون من جاءوا ليعبدوا الله. وكانت هذه التجارة في بيت الله تحبط محاولات الشعب للعبادة. ولاشك في أن هذا قد أغضب الرب يسوع جدا، فيجب منع أي ممارسات تتعارض مع عبادة الله.
لم يكن الهيكل يقبل عملات أجنبية مثل دينار الرومانى بل يقبل الشيكل اليهودى و(الشاقل) فكان الصيارفة يقومون بتغيير العملات للقادمين من يهود الشتات ما عادت هناك عملات من الشاقل اليهودية متوافرة ، بل كان هناك العملات الأرجوانية. وكان الحجاج يدفعون تكاليف باهظة لأجل تغيير العملة.
اسم "شيكل / شيقل" (بالعبرية: شيكل حاداش) ويعود اصله الى الكتاب المقدس، حيث أمر موسى النبي احتساب تعداد بني إسرائيل من خلال تقديمهم تبرعات أو منح أو هيات للرب بمبلغ "نصف الشاكل":11(خر 30: 11- 16) " وكلم الرب موسى قائلا 12 إذا أخذت كمية بني إسرائيل بحسب المعدودين منهم، يعطون كل واحد فدية نفسه للرب عندما تعدهم، لئلا يصير فيهم وبأ عندما تعدهم 13 هذا ما يعطيه كل من اجتاز إلى المعدودين: نصف الشاقل بشاقل القدس. الشاقل هو عشرون جيرة. نصف الشاقل تقدمة للرب 14 كل من اجتاز إلى المعدودين من ابن عشرين سنة فصاعدا يعطي تقدمة للرب 15 الغني لا يكثر والفقير لا يقلل عن نصف الشاقل حين تعطون تقدمة الرب للتكفير عن نفوسكم 16 وتأخذ فضة الكفارة من بني إسرائيل، وتجعلها لخدمة خيمة الاجتماع. فتكون لبني إسرائيل تذكارا أمام الرب للتكفير عن نفوسكم" والملاحظ ان لفظ الشيكل يأتي بالكاف فيما يكتب بالقاف "شيقل". من جذر كلمة "شيقل" الجذر العربي "ثقل"، ويعنى "وزن" أم "مثقال"، إشارة إلى التعامل في الماضي حسب الوزن لتحديد قيمتها، مثل ال جنيه -Pound (باوند) البريطاني