تفسير (متى 26: 15) : وقال : “ ماذا تريدون ان تعطوني وأنا أسلمه اليكم ؟ فجعلوا له ثلاثين من الفضة .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي " هناك سؤال يطرح نفسه وهو أنه قبل أن يذهب يهوذا للكهنة كيف عرف ا،هم يريدون القبض على يسوع ؟ والإجابة انه من المرجح ان ليهوذا إتصالات من داخل مجمع السنهدرين وسمع منهم أنهم يريدون محاكمة يسوع
2) " وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟" وهذا الجزء من الاية برهان على إصرار يهوذا وتصميمة على تسليم المسيح إليهم، فقد ذهب إليهم يعرض إرشادهم لمكانه وتسليمه إليهم لأنهم فيما يبدوا أن جنود الهيسكل المكلفين بالقبض عليه لم يكونوا يعرفون شكلة وكان إنجيل مرقس أكثر وضوحا فقال «ثُمَّ إِنَّ يَهُوذَا... مَضَى إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ» (مرقس ١٤: ١٠).
يبدو الدافع الذى دفع يهوذا لتسليم المسيح للكهنة غامضاً (يو .١٢ :٦ ) خيانة يهوذا لسيده لا يمكن تفسيرها. هناك نظريات حديثة كثيرة تفترض أنه كان يحاول أن يجبر يسوع على أن يكون المسيا اليهودي الذى يعتقد فيه اليهود انه قائد عسكرى سيحررهم من الرومان أما إنجيل يوحنا يؤكد أنه كان سارقا
3) " فَجَعَلُوا لَهُ " لم يعطوه في الحال، وعدوه بتسليم المبلغ عند تسليمه المسيح إليهم.
4) " ثَلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ " أي ثلاثين شاقلاً من الفضة لأنه هو المعهود عندهم في المعاملات. والشاقل يساوي حول ١٢ جراماً من الفضة، فيكون مبلغ ما أخذه يقارب ٣٦٠ جراماً وهذا كان الثمن الذي يُدفع في شريعة العهد القديم لأجل عبٍد مجروح ( خروج ٢١: ٣٢ ) ان نطح الثور عبدا او امة يعطي سيده ثلاثين شاقل فضة والثور يرجم. فبيع المسيح للموت كعبدٍ ليحرِّرنا من العبودية الدائمة للخطية والموت. ويحتمل أن قول زكريا «فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا.فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة. » (زكريا ١١: ١٢) و (مت ٢٧ :٩ -١٠ ) حينئذ تم ما قيل بارميا النبي: «واخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني اسرائيل 10 واعطوها عن حقل الفخاري كما امرني الرب" نبوءة بذلك.
فما أعظم الفرق بين قيمة المسيح عند مريم التى دهنت رأس يسوع وقدميه بطيب عالى الثمن يصل سعره إلى 300 دينار حسب تتقدير يهوذا ذاته لقيمة الطيب الناردين وقيمته عند يهوذا تلميذة ،الذى باعه للموت بأقل من ثُلث هذه القيمة.
.(الإصحاحات ٩ -١٤ من زكريا تُقتبس عدة مراٍت كمصدرللنبوات فيما يتعلق بخدمة يسوع
أ. (مت 21: 4- 5) فكان هذا كله لكي يتم ما قيل بالنبي: 5 «قولوا لابنة صهيون: هوذا ملكك ياتيك وديعا راكبا على اتان وجحش ابن اتان» تقتبس من (زك 9: 9) ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان. "
ب. (مت 24: 3) وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم اليه التلاميذ على انفراد قائلين: «قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟» تقتبس (زك 12: 10) وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون الي الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره.
جـ. (مت 26: 15) وقال: «ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم؟» فجعلوا له ثلاثين من الفضة. تقتبس ( زك 11: 12) «فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا.فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة. » .
د. (مت 26: 31) مقتبس من ( زك 13: 7)
هـ. (مت 27: 10) مقتبسة من ( زك 11: 12- 13)
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ان السماء والارض لا تعادلان ثمن بيع السيد لانه خالق . والخليقة لا تباع بالخالق . فتأمل كيف خان يهوذا سيده بعد ان احيا امامه ثلاثة موتى . ولو لم يشأ ما قدروا ان يصلبوه . الا انه أسلم ذاته للصلب لاجل خلاص البشر فاما اليهود ويهوذا فانهم لم يسمعوا في هلاكه لاجل خلاص البشر بل ليموت ويهلكاسمه لذلك هم ملومون ومدينون . فدخل الشيطان في يهوذا لا في رفقته لانه وجدت فيه محبة الفضة . ويستفاد من قول لوقا ” ان يهوذا تكلم مع … قواد الجند ( 4 : 22 ) ان رياسة اليهود كانت قد بطلت وبما ان رؤساء الكهنة كانوا يتخاصمون دائماً الرومانيون وضع معهم في الهيكل قواد الجند منعاً للشغب وقوله ثلاثين من الفضة أي ثلاثين ديناراً لان الفضة تدل أحياناً على الذهب واحياناً على الفضة والدراهم والدنانير