تفسير (متى 9: 22) : فالتفت يسوع وأبصرها ، فقال لها : “ ثقي يا ابنة ، ايمانك قد شفاك “ . فشفيت المرأة من تلك الساعة .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ذكر متّى هنا أنها شُفيت حالاً بلمس ثوبه، وإستفاض إنجيلى مرقس ولوقا على هذا بعض أمور (مرقس ٥: ٣٠ - ٣٣ ولو ٨: ٤٥ - ٤٧). وكما عرف يسوع أفكار الكتبة (متّى ٩: ٤).عرف قصد المرأة وهي تقترب إليه لتلمس ثوبه لأنه شعر بقوة تخرج منه ، فشفائها كان هبة منه وجائزة لإيمانها به وثقتها فيه ، وهو جذبها إليه وطوبها أمام الجميع بقوله لها يا إبنة . وكان كلامه لها تخليدا لذكرها فى جميع الأجيال لإيمانها بالمسيح
1) " فَٱلْتَفَتَ " عرف يسوع أن قوة إعجازية خرجت منه وعرف أيضا خجل هذه المراة من مرضها وعرف التفات إليها لأنه يريد أن يطوبها ويعطيها درجة البنوة
2) " ثِقِي يَا ٱبْنَة " قال ذلك دفعاً لخوفها لأنها كانت تتوقع التوبيخ على تلك الجسارة. من الملاحظ أن يسوع لم ينادى أحدا بكلمة بنى كما فعل عندما شفى مفلوج كفر ناحوم الذين كانوا يحملونه أربعه ونقبوا السقف وأنزله أمام يسوع ولنازفة الدم قال لها يا أبنة فما أحلى قول المسيح هذا لنا
3) " إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ " شفتها إيمانها بثقة فى قوة المسيح، وكان إيمانها الوسيلة إلى لإستجابة تلك القوة ألإلهية على ما تطلبه . وفى الرسالة إلى (العبرانيين 11: 1 ) أن الإيمان هو "الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى".ولا يوجد عنصر آخر من عناصر الحياة المسيحية أكثر أهمية من الإيمان. يقول القاموس في تعريف الإيمان بأنه "التصديق والإيقان أو الثقة في شيء أو شخص خاصة في غياب الأدلة المنطقية." كذلك يتم تعريف الإيمان بأنه: "الثقة والتكريس في الله". ويقول الكتاب المقدس الكثير عن الإيمان وأهميته. في الواقع، إن الإيمان من الأهمية لدرجة أنه بدون إيمان لا مكان لنا مع الله بل من المستحيل إرضاؤه (عبرانيين 11: 6). نرى الإيمان يشفى
أ . الإيمانيشفى النفس الخاطئة مثل ما حدث مع المرأة الخاطئة فى بيت الفريسى التى سكبت قارورة طيب على قدميه إلتفت إليها (لو 7: 50) فقال للمراة: «ايمانك قد خلصك! اذهبي بسلام».
ب . كما يشفى مرضى الجسد وللمرأة نازفة الدم التى لمست هدب ثوبة فشفيت قال (لو 8: 48) فقال لها: «ثقي يا ابنة. ايمانك قد شفاك. اذهبي بسلام».وعندما شفى يسوع عشرة من البرص رجع واحد سامرى ليعطى مجدا ليسوع ويشكره قال له (لو 17: 19) ثم قال له: «قم وامض. ايمانك خلصك». وها هو أعمى الذى كان فى أريحا سمع بمرور يسوع فصرخ قائلا يا يسوع أبن داود إرحمنى فشفاه يسوع و(لو 18: 42) فقال له يسوع: «ابصر. ايمانك قد شفاك».
أتت تلك المرأة خائفة فعادت مبتهجة. وهكذا كل من أتى إلى المسيح بالتوبة، يعود مسروراً مطمئناً.
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي
فعزاها كما عزى المخلع برقة كلامه وسماها ابنة لاجل ايمانها اذ قال لها ” ايمانك ابراك ” ذلك لكي يشجع قلوب الاخرين ويعلم رئيس الجماعة الا يشك . وقد اكتفى القديس متى ذكر الاعجوبة دون ان يذكر كيف جرت واين .
( لو 8 : 45 ) فقال يسوع من لمسني واذ انكر الجميع قال له بطرس والذين معه يا معلم ايكون الجموع يضايقونك و يزحمونك وتقول من الذي لمسني .
ان المسيح لم يقل هذا لعدم معرفته بمن لمسه ولكن لكي يحمل الجمع على الفحص والتفتيش ويشهر ايمانها امام الجموع ليقتدوا بها ويوبخ ياييرس على قلة ايمانه ولكي لا تمرض المراة مرضا نفسانياًًًًً بعد ان شفيت بالجسد . ولو لم يشعر المسيح بلمسها اياه لكانت ارتابت بكونه الهاًًًًً . والجموع نكروا لانهم خافوا ان يوبخهم . وبقوله ” الجموع يضايقونك يزحمونك ” عرف ان له جسد كجسدنا وبعيد من الكبرياء فالجمع يزحمه ولم يكن يغتاظ مع ذلك .
( لو ص 8 : 46 ) فقال يسوع انه قد لمسني واحد لاني شعرت بان قوة قد خرجت مني .
اي ان قوة الهية خرجت منه فمنحت المرأة الشفاء قال هذا ليجعلها ان تقر بما عملت . لانه علم انها كانت تظن انه غير عارف بضميرها . فاربعة اشياء ظهرت في شفائها . اولاًًًًً عظم قدرته ثانياًًًًً سابق علمه . ثالثاًًًًً ايمان المرأة رابعاًًًًً استفادة الجمع .
( لو ص 8 : 49 ) وفيما هو يتكلم جاء واحد من ذوي رئيس المجمع وقال له ان ابنتك قد ماتت فلا تتعب المعلم .
أي انهم كانوا يظنون انه يشفي المرضى ولا يمكنه ان يحيي الموتى لذلك قال لا تتعب المعلم فاخّر ذهابه بقوله من لمسني حتى تموت الجارية ويتشرف بانبعاثها
( لو ص 8 : 50 ) فلما سمع هذا الكلام اجابه لا تخف آمن فقط فتبرأ
ان الرئيس ضجر من الكآبة وخفق قلبه من الحزن لذلك قال له يسوع لا تخف وبقوله آمن فتشفى ابان انه رب الاحياء والموتى .