Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل متى الإصحاح الثالث عشر (متى 13: 33- 58)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

تفسير إنجيل متى ملخص فقرات الإصحاح  الثالث عشر  ( متى 13: 33- 58)
6. مثل الخميرة (مت  13: 33-35)
7. تفسير مثل الزوان (مت 13: 36-43)
8. مثل الكنز المُخفى (مت  13: 44)
9. مثل اللؤلؤة (مت  13: 45-46)
10. مثل الشبكة (مت  13: 47-50)
11. الكاتب المتعلّم (مت  13: 51-53)
12. موقف أهل وطنه (مت  13: 54-58 )

تفسير / شرح إنجيل متى (متى 13: 33- 58) - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل الخامس عشر

الثمانية الأمثال المذكورة فى إصحاح 13 من الإنجيل بحسب ما رواه متى تشتمل على الكنيسة والمؤمنين والمسيح الكلمة ،

 فالأول (مثل الزارع) التبشير وتكوين الكنيسة المسيحية المثمرة .. يبين أسباب كيف يستقبل الإنسان كلمة الرب أى المسيح كما تتعامل الأنواع المختلفة من الأراضى مع البذور التى يلقيها الزارع عليها هنا الكلمة تلقى للبشر جميعا وكل واحد وقابليته وتقابله مع الكلمة هذه بداية تأثير الكلمة فى المؤمنين .
والمثل الثاني (مثل الزوان) الشيطان يزرع الزوان بين المؤمنين فى حالات التهاون والإسترخاء والضعف الروحى فى الكنيسة .. يبين الفساد الداخلى للبعض داخل الكنيسة فيظهرون تماما مثل المؤمنين ولكنهم زوان ، وينسب أصلهم إلى الشيطان، ويحذر الناس من إزالتها إجباراً.
والمثلان الثالث والرابع (حبة الخردل والخميرة) يشيران إلى امتداد الإنجي والتبشير به وانتصاره وتكوين كنيسة قوية .. أخيراً ظاهراً كما في نمو حبة الخردل، وباطناً كما في فعل الخميرة.
والمثلان الخامس والسادس (الكنز المخفى واللؤلؤة ) التكريس فى المسيحية يُظهران قيمة ملكوت المسيح لكل فرد من الناس، وترك كل شيء بغية اقتنائه. " لقد تركنا كل شيئ وتبعناك "
والسابع (الشيكة)  يشير إلى تمام الانفصال أخيراً بين الصالحين والأشرار المجتمعين الآن في الكنيسة، وأن الله هو الذي يُجري ذلك الانفصال في وقته وفي الطريق التي يختارها .فائدة: ينهانا هذا المثل عن أن نكتفي بانتمائنا للكنيسة «لأَنْ لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ» (رومية ٩: ٦) ويوجب علينا أن «نجعل دعوتنا واختيارنا ثابتين» (٢بطرس ١: ١٠).

والثامن (الكاتب المتعلم) معلمى ومبشرى المسيحية الذى يدرس العهد القديم والجديد أى يعلم الناس أشياء جديدة وقديمة

 أمثال السيد المسيح
مقدمة : ( وبدون مثل لم يكن يكلمهم - مت 13 : 34 + مر 4 : 33 ، 34 )
 

تفسير انجيل متى الاصحاح الثالث عشر

 مثل الخميرة  (متى 13: 33- 35)

مثل الخميرة

هذا المثل الرابع وموضوعه كموضوع سابقه: نمو ملكوت المسيح من بدءٍ صغير في الكنيسة وفي قلب المؤمن. والفرق بينه وبين المثل السابق هو أن الأول يتكلم عن علامات النمو الظاهر، والثاني عن النمو الخفي الذي يغيِّر كل الصفات إلى مثل صفات الخميرة، بلا انقطاع حتى يعم تأثيره. وأن المثل لسابق عن الرجال وعملهم فى الحقل  أى خارج البيت حيث ينشرون الكلمة بينما ذا المثل عن النساء وملهن فى نشر الكلمة داخل البيت

تفسير (متى 13: 33): .قال لهم مثلاً آخر : “  يشبه ملكوت السموات خميرة اخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(لوقا ١٣: ٢٠، ٢١)
يجب أن تنتشر الخميرة وتمتزج بالعجين، فهي لا تريد المجد لنفسها، بل تفعل فعلها غير ظاهرة، ولا تطلب أجراً ولا شكراً. والكلمة هى خميرة الملكوت الت إذا أضيفت للعجين تخمره كله (العبرانيين 4: 12) لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته." فإن كنا من أهل النعمة الذين يطلبون الخير والإصلاح يجب أن ننشر الكلمة فى العالم ونذكر الواجب العظيم الذي أمامنا، فيزيد تأثيرنا بنسبة اختفائنا وراء صليب المسيح "غلاطية 2: 20) مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في. فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي."  .
1) "  يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ خَمِيرَةًمن صفات الخميرة أنها إذا وُضعت في مادة تختلف عنها وهى العجين حوَّلتها كلها حتى صارت جاهزة للعمل . فهكذا النعمة في قلب الإنسان نعطيه صففات وملمس جديد  . ومثلها كلمة ملكوت الرب الذي وُضع بين ممالك العالم حتى يحوله لفعل الخير  وذلك بواسطة تأثير كل من يؤمن مؤمن بالرب فيعمل ما أمر به فى تعاليمه ووصاياه في تأثير المحبة والغيرة والطاعة التي تمتد من قلب إلى قلب ومن بيت إلى بيت ومن بلاد إلى بلاد، بذهاب المبشرين حاملين خميرة إنجيل السلام. ونتيجة ذلك كله اختمار أرضنا بخميرة الإنجيل السماوي، فتصير الأرض مثل السماء حيث تتحول قلوب الناس وتتغير وتصير مثل قلب الرب في الخير والطهارة ولنقاوة .
2)  " أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ " أي من خارج العجينة. والعجينة هى كل الأسرة التى تهتم بها هذه المرأة مثل زوجها وأولادها وأقاربها فكذلك كلمة إنجيل المسيح أتى إلى هذا العالم وإلى قلب كل إنسان من الخارج، أي من السماء. فهو ليس بنشوءٍ طبيعي، ولا بإصلاح موجود، بل بخَلْق جديد.(2  كورنثوس 5: 17) إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدا."
3) " ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا " خص المرأة بالذكر لأن العجين والأعمال المنزلية من اختصاصها. خبأتها أي خلطتها بالعجين حتى لم تتميز عنه لكنها تفعل بقوة.
4) " ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ "  وفى سفر التكوين كانت الثلاث كيلات قيق هى تقدمة للرب (تكوين ١٨: ٦ ) فاسرع ابراهيم الى الخيمة الى سارة، وقال: «اسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا. اعجني واصنعي خبز ملة» وثلاثة أكيال تساوى الإيفة عند العبرانيين وهو مقدار / مقياس العجنة المعتادة( قضاة ٦: ١٩ )  فدخل جدعون وعمل جدي معزى وايفة دقيق فطيرا.اما اللحم فوضعه في سل واما المرق فوضعه في قدر وخرج بها اليه الى تحت البطمة وقدمها.(١صموئيل ١: ٢٥). ثم حين فطمته اصعدته معها بثلاثة ثيران وايفة دقيق وزق خمر واتت به الى الرب في شيلوه والصبي صغير. 25 فذبحوا الثور وجاءوا بالصبي الى عالي."  .
5) " حَتَّى ٱخْتَمَرَ ٱلْجَمِيع " في صيغة تاريخ ماضي الكنيسة وإنباءٌ بمستقبلها. ومن تأثيرات الإنجيل إلغاء كثير من عبادة الوثنيين وعاداتهم، وتجارة العبيد ونحوها. ومنها ترقية أحوال المرأة، وتقليل الحروب ونزع قساوة المتحاربين، وإلغاء المبارزة الشخصية ونشر التمدن والعلم بدل التوحش والجهل. وحصول كل ذلك تدريجياً خلال التقم الحضارى بواسطة إنتشار تعاليم المسيح بهدوء كفعل الخميرة في العجين لا فجأة باضطراب عظيم كالزلزلة. أو بإغراق الأرض أو بحروب ونشر الهوف وكما حدث فعل الخميرة في الماضي حدث فى الحاضر وسيحدث في المستقبل، فستغلب كلمة المسيح كل قوات الشر في العالم. وهو يقدس كل قلب يدخله تقديساً كاملاً ويحوله ليكون جديدا .
الخمبرة والتخمير فى الكتاب المقدس
تعجب بعض المفسرين من استعارة المسيح الخمير لملكوته، لأن هذا عكس ما ذكر فى الإنجيل من أن  الخميرة تُستعار للرياء والخبث (لوقا ١٢: ١ ) وفي اثناء ذلك اذ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضا ابتدا يقول لتلاميذه: «اولا تحرزوا لانفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء (١كورنثوس ٥: ٧ )اذا نقوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير. لان فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا.  (غلاطية ٥: ٩) «خميرة صغيرة تخمر العجين كله» ومُنع الخمير من أن يكون في التقدمات (خروج ١٣: ٣ )  وقال موسى للشعب اذكروا هذا اليوم الذي فيه خرجتم من مصر من بيت العبودية.فانه بيد قوية اخرجكم الرب من هنا.ولا يؤكل خمير (لا 2: 11)كل التقدمات التي تقربونها للرب لا تصطنع خميرا.لان كل خمير وكل عسل لا توقدوا منهما وقودا للرب(لا 7: 13) مع اقراص خبز خمير يقرب قربانه على ذبيحة شكر سلامته.تث 16: 4ولا يرى عندك خمير في جميع تخومك سبعة ايام ولا يبت شيء من اللحم الذي تذبح مساء في اليوم الاول الى الغد." باستثناء واحدة منها (لا ٢٣: ١٧). ولكن يقول غالبية المفسرين أن الخميرة شئ نافع وأن استعارة صفات الخميرة لوصف أعمال الشر لا تمنع استعارتها في غير تلك الصفات للخير، فإن الخميرة تنفخ العجين فيزيد حجمه، وبذلك يصح أن تستعار للخبث والفساد. ولكن إذا كان مقداراها معتدلاً فهي تجعل الخبز ألذ طعماً وأسهل هضماً وأوفق للصحة، وبذلك يصح أن تستعار للإصلاح. وظن البعض أن الكتاب المقدس عمل الخميرة هو أنها مادة فعالة مؤثرة في الوسط الذى تعيش فيه  ، فاستُعيرت أحياناً لقوة فعالة للصلاح، وأحياناً أخرى لقوة فعالة للفساد. وعلى هذا الأسلوب استعير الأسد للمسيح جل وعلا (رؤيا ٥: ٥) واستعير للشيطان عدوه (١بطرس ٥: ٨).
 أوجه الشبه بين الخميرة والعجين الذى هو الدين المسيحي ستة: (١) أن كلاً منهما يحتاج للآخر في أول أمره الخميرة تريد الإنتشار والعجين يحتاج الخميرة . (٢) أن كلاً منهما ليس مما يؤثر فيه بل هو أمر خارج عنه. (٣) أنه لا بد من تأثير كل منهما في غيره عند اختلاطه به (عبرانيين ٤: ١٢ وأعمال ١٧: ٦). (٤) أن كلاً منهما ما يؤثر هو فيه مثله تماماً (١كورنثوس ٥: ٦). (٥) أن كلاً منهما يؤثر باطناً بالهدوء (مر ٤: ٢٧ ولوقا ١٧: ٢٠، ٢١). (٦) أن مفعول كلٍ منهما يؤثر في غيره، فالعجين المختمر يخمر غيره، والمسيحي بالحق يجعل غيره مسيحياً.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان كلامه لما كان موجهاً الى اناس جهلة استعمل امثالاً طبيعية كالخردل والخمير لكي يفهموا . اما المراد بالخمير فبشارة الانجيل لانها تمتد مثل الخمير وتبطل كل العلوم . والمراد بالمرأة اللاهوت . ومثلها آخرون بالكنيسة التي بطلت الحنفية واليهودية والسامرية . اما الثلاثة اكيال فترمز عن بني نوح الثلاثة الذين منهم تناسل العالم . وقال آخرون ان الثلاثة اكيال تشير الى أجزاء النفس الثلاثة كما يشير اليها قوله ثلاثون وستون ومئة . فالقمح هو الشعب والشعوب الذين آمنوا به وكما ان الخمير اذا وضع في ثلاثة اكيال دقيق خمّرها كلها ويجذبها اليه هكذا تعليم المسيح فانه يجذب الحنفاء واليهود والسمرة الى وحدة الايمان . وقال آخرون ان الضمير اخذ النعمة ودفنها في الجسد والنفس والروح . فقد أتاهم بالخمير مثلاً ليبين لهم انه سيجذبهم اليه كما ان الخمير يجذب العجين اليه . 

تفسير (متى 13: 34): هذا كله كلّم به يسوع الجموع بأمثال ، وبدون مثل لم يكن يكلمهم ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  هٰذَا كُلُّهُ " أى في هذا الوقت ابدأ فيه يسوع يعلم بأمثال وروى للجموع  هذه الأمثال السبعة، ولكن لم يقتصر على هذا الأسلوب فى تعليمه فكان يعلم 1ـ سلوك السيد المسيح هو المثال والقدوة: «كان يسوع يتسامى حكمة وقامة ونعمة» (لو2: 25). 2ـ أسلوب الأمثال:وكان يكلمهم بالأمثال كثيرا لأنه كان مجتمع زراعى فكانت الأمثال تنتقل بسعة من فم لآخر فكانت تنتشر بسرعة متخطية جبال إسرائيل ووديانها  3ـ أسلوب استخدام الأشياء المنظورة: ومن أبرز مناسبات استعمال الرب يسوع للأمور المنظورة ليعطي درساً تربوياً كان إيقافه الولد الصغير في الوسط لكي يعلم موقف من يدخل ملكوت اللّه (مت 18: 1 ـ 4).  وكذلك حادثة غسل أرجل التلاميذ (يو 13: 1 ـ 5) طلب معاملة الجزية فناولوه ديناراً فرفع الدينار أمامهم وسألهم: «لمن هذه الصورة والكتابة؟» فأجابوه: لقيصر، فقال لهم: «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما للّه للّه» (مت 22: 15 ـ 22)   وكذلك عندما تحدث إلى الرسل وقال لهم أن ينفضوا غبار أرجلهم (مت 10: 14)  4ـ أسلوب القصة: 5ـ أسلوب المحاضرة: 6ـ أسلوب الاستفهام: ومن أسئلته «إذا فسد الملح فماذا يملح؟» (مت 5: 13). «وإن تحبوا من يحبكم فأي فضل لكم؟» (مت5: 46 ـ 47). «أليس النفس أهم من الطعام والجسد أهم من اللباس..؟» (مت 26: 25 و27). وهكذا وهذه النماذج من بعض الأسئلة ذات الأسلوب الإنشائي الاستفهامي الصرف «أما قرأتم ما فعل داؤد وصحبه حين جاعوا كيف دخل بيت اللّه وكيف أكل خبز التقدمة..» (مت12: 3 ـ 5).  ها هنا أسئلة كاملة التركيب تحمل أجوبتها معها  وفي مواضع أخرى يطرح الرب يسوع أسئلة لا تحتاج إلى جواب «ما خرجتم إلى البرية تنظرون، أقصبة في مهب الريح؟ أو ما خرجتم ترون أإنسان في لباس ناعم؟ أنهم في قصور الملوك يلبسون النعام أو ما خرجتم ترون أنبياً؟ أقول لكم، نعم بل أكثر من نبي» (مت11: 7 ـ 9). يسأل الشاب الغني «لماذا تدعوني صالحاً؟» (مت19: 17). ويستخدم يسوع أسلوباً استفهامياً ينبع منه تعليماً تربوياً حول السبت حيث يقول: «من منكم تكون له نعجة واحدة وتقع سبتاً في حفرة فلا يمسكها ويقيمها؟» (مت12: 11) وهكذا يصل يسوع بمهمته التربوية إلى هدفها. وللسيد المسيح سؤال مشهور «وأنتم من تقولون إني هو؟» يمكن أن تكون من تلك الأسئلة التي تبقى بانتظار جواب إلى مالا نهاية فيبدو أنه لا يمكننا أن نضع أي جواب بسهولة على هذا السؤال

2) "   ٱلْجُمُوعَ "  كانت أعداد الجموع كثيرة جداتقدر بالربوات اى الألاف انزا فى بعض الأحيان  بدوسون بعضهم بعضا (لو 12: 1) وفي اثناء ذلك اذ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضا  "  وبعد معجزة شفاء حماة بطرس (مرقس ٤: ٣٣، ٣٤) وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب. 34 فشفى كثيرين كانوا مرضى بامراض مختلفة واخرج شياطين كثيرة ولم يدع الشياطين يتكلمون لانهم عرفوه. " وكان المشهد الأكثر والأهم عظمة هو أن جوع الناس التى كانت تبيت على جبل الزيتون وغيرهم ن الآتيين ن القرى التى حولها  هنفوا وهللوا ليسوع المسيح وصحبوه داخلا أورشليم كملك إسرائيل  بكل مجد وكرامة  (مت 21: 9) والجموع الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون: «اوصنا لابن داود! مبارك الاتي باسم الرب! اوصنا في الاعالي!». 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه لم يكلمهم بالامثال بقصد ان لا يفهموا . لكن ليحثهم على ان يسألوه بواسطتها كما فعل التلاميذ مع انه كثيراً ما تكلم معهم بغير أمثال ولكن لم يسأله أحد عن المعنى .

تفسير (متى 13: 35):. لكي يتم ما قيل بالنبي القائل : “ سافتح بأمثال فمي ، وانطق بمكتومات منذ تأسيس العالم”

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 (مزمور ٧٨: ٢ ) (رومية ١٦: ٢٥، ٢٦ ) (١كورنثوس ٢: ٧ ) (أفسس ٣: ٩ ) (كولوسي ١: ٢٦)
من عادة متّى أنه يأتي بالنبوات لبيان أنها تمت بما فعله المسيح، وهنا أبان أن تعليمه بالأمثال إتمام لنبوءة.
مَا قِيلَ في مزمور ٧٨: ٢ على ما في الترجمة السبعينية.
بِٱلنَّبِيِّ أي آساف كما في عنوان المزمور. وسمي آساف الرائي (٢أخبار ٢٩: ٣٠) والرائي هو النبي (١صموئيل ٩: ٩). ويظهر أن حوادث هذا المزمور تاريخية، ولكن لا مانع من أن تكون رمزية أيضاً تشير إلى مجيء المسيح وملكه

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي ليبين انه ما عمل شيئاً جديداً لكنه كمّل ما قد قاله الانبياء وهذا القول مذكور بالمزمور السابع والسبعين . 

تفسير انجيل متى الاصحاح الثالث عشر

تفسير مثل القمح والزوان (متى 13: 36- 43)

تفسير مثل القمح والزوان

كان هذا تفسير يسوع للمثل الذي قاله فى (مت ١٣ :٢٤ -٣٠ ) والذي فسره لتلاميذه على انفراد.

تفسير (متى 13: 36): حينئذ صرف يسوع الجموع وجاء الى البيت . فتقدم اليه تلاميذه قائلين : “ فسر لنا مثل زؤان الحقل “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ " صَرَفَ أي أذن لهم في الذهاب لانتهاء خطابه لهم. .. ولأن الكنيسة القبطية تقلد كل ما فهلخ يسوع فى صرف الجمع فهناك صلاة خاصة يصلى بها القس فى نهاية القداس الباسيلى يصرف بها الجموع كما فعل يسوع فى هذه الآية  نصها كالتالى :
لكاهن: ايها المسيحُ إلهنا.
الشعب : آمين يكون.
الكاهن: يا ملك السلام. اعطينا سلامك قرر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا. لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الآبد آمين.
اللهم اجعلنا مستحقين أن نقول بشكر:
الشعب:  أبانا الذي في السموات...
الكاهن: والآن محبة الله الآب، ونعمة الابن الوحيد، ربنا وإلهنا وملكنا ومخلصنا يسوع المسيح، وشركة وموهبة الروح القدس تكون مع جميعكم، امضوا بسلام، سلام الرب مع جميعكم. امين.
الشعب: ومع روحك ايضاً.
2)  " ٱلْجُمُوعَ" هم الذين تجمعوا حوله ليسمعوا كلماته وذُكروا في تآية الثانية من هذا الأصحاح.
3) "ٱلْبَيْتِ" الأرجح أن ذلك بيت سمعان بطرس في كفرناحوم وما ال قائما حتى الآن من ضمن آثار كفر ناحوم (انظر تفسير ٨: ١٤).
4) "تَلاَمِيذُهُ " أطلق انجيل لقب تلاميذ على أشخاص ليسوا من الاثنا عشر فقط، بل غيرهم معهم (مرقس ٤: ١٠).
5) " فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ ٱلْحَقْل" كان التلاميذ يطلبون من يسوع تفسير بعض الأمثلة لمعرفتهم الخاصة وكذلك ليجاوبوا كل من يسألهم : ماذاقصد معلمكم بهذا أو ذاك المثل؟

تفسير (متى 13: 37)فأجاب وقال لهم : “  الزرع الزرع الجيد هو ابن الانسان .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
هذه مرة ثانية شرح بها المسيح مثلاً، وهو يشبه تفسيره لمثل الزارع في الاختصار والوضوح والنظر إلى الجوهر دون العرض.
1) "ٱلزَّارِعُ " أي المذكور في الآية٢٤ من هذا الأصحاح.
2) "ٱبْنُ ٱلإِنْسَان " لقب من ألقاب السيد المسيح العديدة "أخذ شكل العبد" في حال اتضاعه (متّى ٨: ٢٠). وكان بدء زمن ذلك المثل بدء خدمة المسيح على الأرض. وما زال  يزرع الزرع وما الزرع إلا الكلمة التى تنتشر بيد المبشرين بالإنجيل والمعلمين والوالدين الأتقياء وسائر المسيحيين بالحق، وهم يزرعون بأقوالهم وأفعالهم.

تفسير (متى 13: 38): والحقل هو العالم . والزرع الجيد هو بنو الملكوت . والزوان هو بنو الشرير .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 (متّى ٢٤: ١٤)  ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم ياتي المنتهى. (مت ٢٨: ١٩ )  فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس.  (مرقس ١٦: ١٥، ٣٠ ) وقال لهم: «اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. 16 من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن. 17 وهذه الايات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بالسنة جديدة. 18 يحملون حيات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبراون». 19 ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله. 20 واما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالايات التابعة. امين. (لوقا ٢٤: ٢٧ ) ثم ابتدا من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به في جميع الكتب. (رومية ١٠: ١٨ ) لكنني اقول: العلهم لم يسمعوا؟ بلى! «الى جميع الارض خرج صوتهم، والى اقاصي المسكونة اقوالهم». (كولوسي ١: ٦ ) الذي قد حضر اليكم كما في كل العالم ايضا، وهو مثمر كما فيكم ايضا منذ يوم سمعتم وعرفتم نعمة الله بالحقيقة.  (تكوين ٣: ١٣ الخ )  (١يوحنا ٣: ٨ )  والنهاية، كونوا جميعا متحدي الراي بحس واحد، ذوي محبة اخوية، مشفقين، لطفاء،
1) " وَٱلْحَقْلُ هُوَ ٱلْعَالَمُ."الحقل (مكان) أى الأرض التى بها الزرع الجيد والزوان، وهو العالم الذي أتى المسيح إليه ليؤسس فيه كنيسته فتكون جزءاً منه. ولم يكن التلاميذ محتاجين إلى أن يبين لهم المسيح بمثل اختلاط الأبرار بالأشرار في العالم بأسره، لأن ذلك معروف. إنما أراد أن يوضح لهم أن ذلك الاختلاط يكون في الكنيسة أيضاً كما يظهر من قوله «من ملكوته» (متّى ١٣: ٤١). وفسر الحقل بالعالم لأنه جمع كنيسته منه، ولأن كنيسته أخيراً ستشمل كل أهل الأرض.
2) "ٱلزَّرْعُ ٱلْجَيِّدُ هُوَ بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ" بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ كلمة بنو تعنى نسب أو ذرية ووردت عبارة فى العهد القديم "بنو الله" تك 6: 4كان في الارض طغاة في تلك الايام. وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولادا، هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم." وقد أصبح لهم أسما ثانيا فى العهد الجديد هو "بنو الملكوت" لتعنى المنتسب للرب " أي أصحابه وورثة بركاته، لا بالميلاد ولا بالإرث الدنيوي، بل بالنعمة. وليس أبناء الرب بالمعنى الحرفى كالقول "إبن مصر ، بنو النيل .. ألخ "  وبنو الملكوت هم الذين إكتسبوا الملكوت فى داخلهم ومصيرهم دخول ملكوت السماء وسموا «الزرع الجيد» لأن كلمة الله التي ورد عنها بذلك الزرع في ألاية ١٩ زُرعت في قلوبهم وصارت واسطة نتشار الكلمة . فأثمرت أعمالاً صالحة (يعقوب ١: ١٨ و١بطرس ١: ٢٧). وقد قسم المسيح كل صنوف البشر إلى قسمين فقط. بنو لملكوت وبنو الشرير
3)  " ٱلزَّوَانُ هُوَ بَنُو ٱلشِّرِّيرِ" بَنُو ٱلشِّرِّير أي أولاد الشيطان (يوحنا ٨: ٤٤ ) انتم من اب هو ابليس، وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب " وهم الزوان المذكور في ألاية ١٩ وسُموا أولاد الشيطان لأنهم يشبهونه في صفاتهم، وهو يقودهم، وهم خاصته لأنهم نسل الحية ويعملون أعماله في العالم (أعمال ١٣: ١٠ ) وقال:«ايها الممتلئ كل غش وكل خبث! يا ابن ابليس! ياعدو كل بر! الا تزال تفسد سبل الله المستقيمة؟ "  وسيشاركونه في العذاب أخيراً (متّى ٢٥: ٤١).

تفسير (متى 13: 39) : والعدو الذي زرعه هو ابليس ، والحصاد هو انقضاء العالم . والحصادون هم الملائكة .


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " ٱلْعَدُوُّ "  هو إبليس وجنوده الشياطين هو المذكور في ألآية  ٢٥ وهو عدو المسيح وعدو الإنسان منذ القديم (تكوين ٣: ١٥). واضع عداوة بينك وبين المراة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق راسك، وانت تسحقين عقبه».
2) " إِبْلِيسُ " هو الشيطان ومعناه واشٍ أو مشتكٍ (متّى ٤: ١).ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس.  ومعنى الشيطان «خصم». وسُمي في ألآية  ٣٨ بالشرير لأنه أعظم الأشرار ,اكبرهم مقاما شراً في ذاته، وهو علة الشر في غيره. وهو على الدوام يعارض المسيح، فالمسيح يزرع الزرع الجيد وهو يزرع الرديء، لمسيح يفعل الخير وابليس يفعل الشر بليس يمس الإنسان ويجعله مجنونا وأخرس يؤذى نفسه والمسيح يشفيه ويخرج التأثير الشيطانى ويرسل المسيح أنبياء بالوحى صادقين وهو يرسل أنبياء كذبة. إبليس هو «ضد المسيح» لأنه يفعل دائما عكس وضد ما يفعله المسيح .. المسيح يبث المحبة بين الناس إبليس يبث الفرقة والبغضاء والكره منذ البدء لذا قيل عن إبليس أنه كان قتالا للناس  وأظهر الشيطان أشد أعماله حين كان المسيح على الأرض. إبليس رئيس ملكوت الظلمة أعلن الحرب ليأسر أولاد النور ومنع تأسيس ملكوت النور. وقد خطط في هذا المثل إدخاله أولاده "بنو الشرير" بين أولاد الملكوت أي كنيسة المسيح على الأرض. وتعليم المسيح هنا يبين لنا أن لا نتوقع الطهارة الكاملة في الكنيسة، فلا بد من وجود المرائين بين المؤمنين الحقيقيين، كيهوذا الإسخريوطي بين الإثني عشر. ونرى سرعة نبت الزوان في الكنيسة الجديدة من قصة حنانيا وامرأته سفيرة (أعمال ٥).
ولم يفسر المسيح طلب الخدام أن يقلعوا الزوان ونهي رب الحقل إياهم عن ذلك، فيجوز تفسيرقلع الزوان يؤذى القمج لأن دذورهم متشابكة  فيضفه وربما يقتله من الشك فى النظام المسيحى فيقول كيف يكون هذا الإنسان مسيحيا وفى الكنيسة ويكون من الزوان ؟ . فليس هناك ما يمنع الكنيسة من تأديب أعضائها على أعمال مضادة للشريعة ومضرة لطهارة الكنيسة وراحتها، فإن وجوب ذلك التأديب جليٌّ في الإنجيل.
3) " ٱلْحَصَادُ " أي حصاد آخر الزمان فى إنتهاء العالم ، وهو جمع غلة العالم في كل أزمانه من بدء الخليقة إلى يوم الدين وفصل الأخيار عن الأشرار ، لتمييز الواحد عن الآخر وفصله عنه إلى الأبد .(يوئيل ٣: ١٣ ) ارسلوا المنجل لان الحصيد قد نضج.هلموا دوسوا لانه قد امتلات المعصرة.فاضت الحياض لان شرهم كثير ( رؤيا ١٤: ١٥) وخرج ملاك اخر من الهيكل، يصرخ بصوت عظيم الى الجالس على السحابة: «ارسل منجلك واحصد، لانه قد جاءت الساعة للحصاد، اذ قد يبس حصيد الارض»
4) " ٱنْقِضَاءُ ٱلْعَالَمِ " أي نهاية حال العالم الذى نعيش فيه  بالنسبة إلى الأبدية، فهو الوقت المعين للفصل.
5) " ٱلْحَصَّادُونَ " أي الفعلة الذين يستخدمهم الله للجمع والفصل. وهم
6) "ٱلْمَلاَئِكَةُ" هم أرواحٌ أرفع رتبة من البشر منزهون عن الإحساس الجسدى والنقص البشري. وأضافهم إلى الله بقوله «ملائكته» لأنهم يطيعون أوامره ويتممون مقاصده. فيليق أن يكونوا الحاصدين لأنهم يساعدون ألأمناء الصالحين من بنى البشر وأعداء عادلون للأشرار (دانيال ٧: ٩، ١٠).كنت ارى انه وضعت عروش وجلس القديم الايام.لباسه ابيض كالثلج وشعر راسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة. 10 نهر نار جرى وخرج من قدامه.الوف الوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه.فجلس الدين وفتحت الاسفار "

تفسير (متى 13: 40) : فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار ، هكذا يكون في انقضاء هذا العالم :

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
يهلك الأشرار حالَ فصلهم عن الأخيار.
1) "يُجْمَعُ ٱلزَّوَان "  وهذا قصاص للأشرار أن يُجمعوا معاً، فما أكره هذه الرفقة!
2) "وَيُحْرَقُ بِٱلنَّارِ" إنه مثل مجازى كما تهلك الخشب بالنار وبنتهى كذلك يهلك ألإنسان الشرير فى النار الأبدية ولكن مع الفارق لا إهلاك كامل كالإهلاك بالنار المعهودة، لأن النار الأرضية تشتفل فى الخشب والنباتات الجافة و يتبقى إلا الرماد إأما النار ألأبدية نار لا تطفئ تعيش فيها الروح معذبة لأبد ولذلك استعار يسوع عبارة "الحرق بالنار" ليبين لهلاك الأشرار التام في نار جهنم. ويعتقد أن الموت والهلاك هنا هو شدة البعد عن المصدر أى بعد الروح عن خالقها الرب وهذا هو الموت الأبدى الذى إبتدأ فى الأرض بموت الخطية

تفسير (متى 13: 41)يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 إشتهر الإنجيل بحسب متى بإقتباس آيات من العهد القديم وذلك لأن هذا الإنجيل يبشر العبرانيين وهذه ألآية اقتباس جزئي من ( زكريا 3: 1 ) واراني يهوشع الكاهن العظيم قائما قدام ملاك الرب والشيطان قائم عن يمينه ليقاومه.
1) " يُرْسِلُ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ " ٱبْنُ ٱلإِنْسَان هو المسيح الذي يبشر ويكرز ويفعل المعجزات المسيح هو الديان هو الذى يقف أمامه كل من بنى البشر منذ آدم  وحتى يوم القيامة  فإن المسيح وإن احتمل الأشرار بطول الأناة وتركهم كالزوان مع القمح المزروع لا يحتملهم إلى الأبد.
2) "   فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ " ذكر إبن الإنسان / السيد المسيح الملكوت بأنه ملكه لاحظوا أن الملكوت في هذه الآية يدعى "ملكوته" بـ هاء الملكية فى نهاية الكلمة . هناك آيات اخرى يُنسب فيها الملكوت إلى الإبن (مت ١٦ :٢٨؛)  (لو ٢٢ :٣٠؛) (لو٢٣ :٤٢؛) (يو ١٨ :٣٦) ( ٢ تيم ٤ :١ ,١٨ )(هناك أيضاً آيات أخرى حيث الملكوت ينسب إلى كل من الآب والإبن (مت 13: 43) (أف 5: 15) (رؤ 11: 15) كما أكدت آيات أن ملكوت الإبن ليس ملكوتا مؤقتا (مت 18: 36) ولا زائلا ً (دا ٧ :١٤) ( لو ١ :٣٣) ( ٢ تيم ٤ :١٨) ( ٢ بط ١ :١١ )
3) "جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي ٱلإِثْمِ" جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ أي أصحاب المعاثر المضلين، وهم الذين يوقعون غيرهم في الإثم. (متّى ١٨: ٧ ) ويل للعالم من العثرات. فلا بد ان تاتي العثرات ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تاتي العثرة.  (٢بطرس ٢: ٢، ٢) سيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يجدف على طريق الحق. 3وهم في الطمع يتجرون بكم باقوال مصنعة، الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى، وهلاكهم لا ينعس. 

تفسير (متى 13: 42)  : ويطرحونهم في اتون النار . هناك يكون البكاء وصرير الاسنان .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " َيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّار" هذا إضافة وتوضيح للآية ٤٠ من هذا الإصحاح وتأكيد له، فإذا كانت الآية ٤٠ هى ذكر كمال الهلاك، فتكون هذه الآية توضيح شدة العذاب المتعلق به. فعلينا أن نلاحظ أن النار هنا للقصاص والهلاك، لا للتطهير.
(متّى ٣: ١٢ ) الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع قمحه الى المخزن واما التبن فيحرقه بنار لا تطفا».  (رؤيا ١٩: ٢٠ )  فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه، الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته. وطرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت. ( رؤ٢٠: ١٠ ) وابليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت، حيث الوحش والنبي الكذاب. وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الابدين. (متّى ٨: ١٢)  واما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان». ..

2) "  هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَانِ" تبير عى الندم على الشر الذى فعله الإنسان الشرير 
راجع (مت ٨ :١٢ ) وايضا أين هم الأموات؟ على (مت٥ :٢٢ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه تعالى لم يترك الجموع لانهم لم يسألوه تفسير الامثال حال كون اباؤهم قد سألوا الانبياء . ولكنه تركهم لانهم أرادوا ان يقرفوه بذنب ما من كلامه . 

تفسير (متى 13: 43)  : حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم . من له أذنان للسمع فليسمع .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الآية تفسير لألاية ٣٠ فسر فيه الحنطة (القمح) المذكورة هناك بالأبرار.
1) " حِينَئِذٍ يُضِيءُ ٱلأَبْرَارُ كَٱلشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ." يشبهون َٱلشَّمْسِ التى تنير العالم وتعطى معنى للحياة ووجه الشبه هنا البهاء والطهارة والبهجة وإنارة الغير. وكثيراً ما عبر عن السعادة السماوية بالنور كما عُبر عن جهنم بالنار. أما قول المسيح «حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ» يدل على أن مجدهم كان محجوباً قبل ذلك (أمثال ٤: ١٨) اما سبيل الصديقين فكنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل. (دانيال ١٢: ٣ ) والفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين الى البر كالكواكب الى ابد الدهور (كولوسي ٣: ٣ )  المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم. (رومية ٨: ١٨).فاني احسب ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا.  فجمال الكنيسة لا يظهر كما هو بالحق إلا بعد فصل الأشرار.
2) " ِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ."  من الفخر أن يقول المسيح عن الأبرار والمؤمنين به أنه أبيهم  وأنهم أولاده وورثته ,اطلق عليهم بنو الملكوت ،
3)  " مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَع" أولئك الذين سمح لهم الرب بأن يفهموا الإنجيل يجب أن يتجاوبوا معه الآن. هذه العبارة التى كررها المسيح  عدة مرا ٍت في العهد الجديدُ دليلا على أهميتها القصوى والتى تعتبر لغزا مبهما للإنسان الذى له أذنان ولا يسمع  . (مت 11: 15) (مت 13: 9 و 43) (مر 4: 9 و 23) ( لو 8: 8) (لو 14: 35) (رؤ 2: 7و 11 و 29) (رؤ 3: 6 و 13 و 22) (رؤ 13: 9) 
راجع (متّى ١١: ١٥)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي ان الصالحين من أجل فضائلهم سيفوق ضياء الشمس اما قوله في ملكوت أبيهم ذلك لانهم عملوا ارادته كالولد العامل ارادة أبي

تفسير انجيل متى الاصحاح الثالث عشر

 مثل الكنز ومثل اللؤلؤة (متى 13: 44- 46) 

 مثل الكنز ومثل اللؤلؤة

مثل اللؤلؤة الكثيرة الثمن ينفرد به متى.

 

تفسير (متى 13: 44)  : أيضاً يشبه ملكوت السموات كنزاً مخفى في حقل ، وجده انسان فأخفاه . ومن فرحه مضى وباع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ذكرت الآية ٣٦ من هذا اٌصحاح أن المسيح صرف الجموع. فالأمثال الثلاثة الباقية من السبعة قالها المسيح لتلاميذه في البيت. ومثل الكنز المخفى ومثل اللؤلؤه يشبها بعضهما فالأثنين وجدا شيئا ثمينا إلا أن مثل الكنز وجده إنسان بون تعب مثل التلامبذ ومنهم لاوى الذى كان جالسا فى مكان الجباية ورآه يسوع وقال له تبعنى فقام وتبعه أما الذى كان يبحث عن الكنز اللؤلؤه تعب حتى وجدها هو أغسطينوس الفيلسوف الذى أضاعت الفلسفة جزءا من حياته ثم بدأ فى البحث بعمق ووجد المسيح
1) " مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ " أي مُلك المسيح الجديد الروحي. والذى يعبر عنه بقبول الخلاص أو هو الإنجيل الذى يوصل الناس للملكوت أو قد يكون معرفة الرب أى الإيمان به أو النصيب لصالح الذى لا ينزع وفى كل هذه المعانى الملكوت هو المسيح نفسه  وأفضل الكنز السماوي هو المسيح «الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ» (كولوسي ٢: ٣).
2) "  كَنْزاً مُخْفىً فِي حَقْلٍ،" الكنز هو الملكوت .. وكثير من الناس يهتمون بما يوجد على سطح ارض ذلك الحقل والشجر موقعه وقربه من مصدر المياة .. ألخ   ولكنهم لم يهتموا بما هو موجود فى الداخل وهذا ما أشار ليه يسوع للتلميذ الذين كانوا يصطادون سمكا فقال لهم أدخلوا إلى العمق( ل لوقا 5: 4) ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: «ابعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد».
تكلم المسيح في المثلين السابقين عن نمو ملكوته من بداية صغيرة، ثم تكلم عن علاقته بكل فرد من المؤمنين كمقتنى خاص . ولا يُسمى كنزاً إلا ما هو ثمين. ففي ملكوت السماوات الغنى الحقيقي، لأن فيه رضى الله والحياة الأبدية والميراث  الأبدى الذي لا يضمحل. وهذا وحده يشبع نفس الإنسان.
3) " مُخْفىً فِي حَقْلٍ" كانت عادة الأغنياء في الأزمنة القديمة أن يدفنوا أموالهم في الأرض أوقات الخطر (أيوب ٣: ٢١ )  الذين ينتظرون الموت وليس هو ويحفرون عليه اكثر من الكنوز(أمثال ٢: ٤ )  ان طلبتها كالفضة وبحثت عنها كالكنوز . وقوله «مخفى» أى لا بد لذا الكنز من أن يكتشف كل واحد وجوده فيتعلق به . ولا شك أن الكنوز الروحية مخفاة عن عيون أهل العالم من عمى قلوبهم، فالمسيحية موجودة يستطيع أى إنسان أة يطلع عليها إلا أن الرسول يقول «وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا» (١كورنثوس ٢: ١٤). وقال أيضاً «لَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ» (٢كورنثوس ٤: ٤).
2) "وَجَدَهُ إِنْسَان " ما زال الناس حتى الآن تكتشف الكنوز الذذين كانوا يخفونها القدماء فى حقولهم وبيوتهم أحياناً يجد بعض الناس كنزاً مخفى منذ قديم، وأما سبب إكتشاف هذا انسان لكنز ربما كان عاملا فى حقل وجده عندما كان يحفر فيه .
3) " فَأَخْفَاه " أخفاه فى قلبه (لو 6:  45) الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح . فانه من فضلة القلب يتكلم فمه."  أى لم يقل لأحد عنه حتى يفوز به إلى أن اشتراه فصار له الحق الشرعي أن يملكه. ولم يرد في المثل أن هذا حلال أو حرام، لأن غرض المسيح هو أن يوصل تعاليمه عن طريق أمثلة معروفة لجميع ربما كان الناس يردونها عن شخص معين إغتنى فجأة بعد شراؤه حقلا ، ولم يخفِ الإنسان الذى وجد كنزا الكنز خشية أن يأخذه غيره، بل خشية أنه هو يخسره. فالمقصود من ذلك رغبة الواجد في استعمال كل الوسائط ليملك ذلك الكنز، توهذه إشارة إلى الملكوت  لوجوب الاجتهاد في طلب ملكوت السماء والاحتراس من كل ما يمنع من ذلك. ولكن لا حاجة أن نخفي الكنز السماوي عن غيرنا حتى نتمتع به، فإنه يكفي ليُغني كل العالم. وعلى قدر عدد الذين ندعوهم إلى مشاركتنا فيه يزيد سرورنا. فأندراوس حين وجد المسيح الذي هو أعظم كنوز السماء أخبر فيلبس، وفيلبس أخبر نثنائيل بقوله «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ» (يوحنا ١: ٤٥).
4) " َمِنْ فَرَحِهِ مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَٱشْتَرَى ذٰلِكَ ٱلْحَقْلَ" أى فرح بعد إكتشافه ملكوت المسيح لم يقصد هنا  أن الكنوز السماوية تُشترى بمالٍ، لأنها «بلا فضة وبلا ثمن» (إشعياء ٥٥: ١). ولكن الكتاب يشير إلى الحصول على الشيء بشرائه وهنا تم البع بهدف نبيل وأستخدمت الأموال لإعانة الفقراء للحصول عل الكنز المخفى واللؤلؤه الثمينة (مر 10: 21) فنظر اليه يسوع واحبه وقال له: «يعوزك شيء واحد. اذهب بع كل ما لك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب».(.لو 12: 33) بيعوا ما لكم واعطوا صدقة. اعملوا لكم اكياسا لا تفنى وكنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق ولا يبلي سوس (لو 12: )34) لانه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم ايضا.(لو 18: 22) فلما سمع يسوع ذلك قال له: «يعوزك ايضا شيء. بع كل ما لك ووزع على الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني».

. هذه تظهر طبيعة التلمذة. لمعرفة يسوع تستحق كل شيء. هي ((1) الخلاص المجاني يأتي بنعمة الله وحدها ولذلك فهو مجاني تماما (رو ٣ :٢٤) (رو ٥ :١٥) ( رو  ٦ :٢٣) ( أف ٢ :٨ -٩)  (2)  يشتهى التلميذ الحصول عليه فيترك كل شئ ليقتنيه (مت 10: 24- 29) (مت 13: 44 و 46)

 إن الذى يطلب الخير السماوي يترك كل شيء يمنعه عن إدراك ذلك الخير، وفقاً لقول بولس «لٰكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحاً فَهٰذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ ٱلأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ ٱلْمَسِيح» (في ٣: ٧، ٨) ووفقاً لقول المسيح «إِنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. َمَنْ أَحَبَّ ٱبْناً أَوِ ٱبْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. َنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا» (متّى ١٠: ٣٧ - ٣٩). (انظر متّى ١٦: ٢٤ ومرقس ٩: ٤٣ - ٤٨). 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أراد بملكوت السموات بشارة الانجيل وبالكنز لاهوت سيدنا الذي كان مخفياً في ناسوته وبالرجل الذي خبأه الشعوب الذين كانوا غريبين عن الايمان وعرفوا لاهوت المسيح من العجائب والانذار به فحفظوه في قلوبهم وباعوا تعليمهم واشتروا غنى المسيح الذي أغناهم اكثر من كل ذخيرة . 

تفسير (متى 13: 45)   أيضاً يشبه ملكوت السماوات انساناً تاجراً يطلب لآلىء حسنة

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

مثل اللؤلؤه يشبه مثل الكنز المخفى في ثلاثة أمور: (١) عظمة وقيمة الشيئ المكتشف كنزا ولؤلؤه . (٢) الإشتهاء أن يصبح ملكاً خاصاً. (٣) أن يترك كل شيء لأجل ما وجدوه سواء بالصدفة أو بالبحث عنه .
ويختلف عنه في أمر واحد هو أن الإنسان في المثل الأول وجد بالصدفة ، والإنسان في الثاني وجد بعد بذل جهده في التفتيش. فمثال الأول المرأة السامرية، فإنها جاءت إلى البئر لمجرد الماء وجدت المسيح هناك. ومثلها بولس الذي لم يقصد أن يجد المسيح حين وجده قرب دمشق. ومثال الثاني المجوس الذين أتوا من المشرق يطلبون مشاهدة الملك المولود حديثاً. ومثلهم الخصي الحبشي فإنه وجد المسيح بإتيانه إلى أورشليم للسجود وبدرسه كلام الأنبياء عن المسيح.
1) " إِنْسَاناً تَاجِراً يَطْلُبُ لَآلِئَ حَسَنَةً،"
لَآلِئَ تُستخرج من الصدف في البحار ولا سيما بحر الهند، وكانت تعتبر قديماً أكثر قيمة مما تعتبر اليوم. وكانوا ييدفعون مبالغ كثيرة  من المال لشرائها،. كانت اللآلئ باهظة الثمن في العالم القديم وتعادل قيمتها بالذهب كوسيلة تبادل  وكان اقتناؤها دليلاً على غنى مقتنيها وعظمته وشرفه، ولهذا رغب فيها  الأغنياء والملوك وردت قيمتها فى (متّى ٧: ٦ ) (١تيموثاوس ٢: ٩).
وكل أهل الأرض مثل ذلك التاجر في أنهم يبحثون عن  الخير الأعظم فى الغنى والمكانة والسلطان .. ألخ، ( أم ٣: ١٤ ، ١٥ ) لان تجارتها خير من تجارة الفضة وربحها خير من الذهب الخالص. 15 هي اثمن من اللالئ وكل جواهرك لا تساويها" هنا تاجر كل أمله وبحثة عن اللآلئ فهو يعرف قيمتها ربما حصل على بعضها  مثل  المال أو المراتب العالية أو زيادة العلم ووجد أن كل ما يملكه شيئا صغيرا  . فلم يكتفى بما حصل عليه وظل يبحث أكثر  إكتشف اللؤلؤه الكبرى والعظمى .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان الرجل التاجر هو الشعب اليهودي الذي ترك الناموس العتيق وتتلمذ لبشارة الانجيل مثل بولس 

تفسير (متى 13: 46)  : فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن ، مضى وباع كل ما كان له واشتراها .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  "  فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ ٱلثَّمَن"
هذا المثل  ملكوت الله هو لقيمة الت رآها هذا لتاجر الخبير فى معرفة أصناف اللالئ فحازت الؤلؤه الإعجاب في نفس التاجر  وهذا هو االخلاص فى معرفة المسيح فأراد أن يقتنى المسيح نفسه. ومآل الكل واحد، أي المسيح، لأن بالمسيح كل بركات ملكوته. وقوله «لؤلؤة واحدة» دليل على أن الخير الذى لا مثيل له
2) الفرح مرَّ في مثل الكنز المخفي أن الذي وجده فرح نه لم يكن يتوقع إكتشافه الكنز ، ولم يذكر هنا أن التاجر فرح باللؤلؤة. وليس المقصود أن فرح الذي يجد النفيس بعد الطلب أقل من الذي يجده اتفاقاً بلا طلب. ولكنه ذكر فرح الأول إشارة إلى أنه وجد الكنز بالصدفة . أما التاجر فكان يبحث عن الأفضل ويعرف ا،ه موجود مثل انسان الذ يبحث عن الرب يسوع (يو 1: 45)  "فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة." وكلمة "وجدنا" إذًا كان هناك نفوس كثيرة تدرس وتفتش وتنتظر المسيح بأمانة. وهؤلاء وجدوه. ويبدو أن كل من أتته الدعوة وإستقبلها بفرح تحول إلى كارز. كل من تذوق لذة اللقاء مع يسوع يدعو الآخرين. ونثنائيل من قانا الجليل (يو2:21). وغالبًا وجد فيلبس نثنائيل في قانا نفسها. ونثنائيل هو برثولماس وندرك هذا من مقارنة (مت3:10 مع مر16:3-19) فكلاهما ألصق اسم برثولماس بفيلبس فمن يذكر نثنائيل لا يذكر برثولماس. وبمقارنة (يو2:21 مع أع13:1) نجد أن يوحنا يضع اسم نثنائيل بعد توما ويضعه لوقا في سفر أعمال الرسل على أنه برثولماس بعد توما أيضًا. كتب عنه موسى= (تث15:18+ يو46:5) إذاً فيلبس كان دارسًا للكتاب المقدس. يسوع ابن يوسف= هذا هو الاسم الذي عرف به المسيح في الناصرة التي قضى فيها أغلب فترات حياته على الأرض..
2) " بَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَٱشْتَرَاهَا " والتلميذ الذى وجد الكنز والتاجر الذى وجد اللؤلؤه فعلا شيئا واحدا ، وهو الحصول على النفيس بأي ثمن  كانت ـ يتضح معنى ذلك من عدة آيات (أمثال ٢٣: ٢٣ ) (إشعياء ٥٥: ١ ) ( متّى ١٠: ٣٧ - ٣٩ ) (مت ١٦: ٢٤ ) ( مت ٢٥: ٩، ١٠ ) (مرقس ٩: ٤٣ - ٤٨ ) (فيلبي ٣: ٤ - ١١ ) ( رؤيا ٣: ١٨). فمن حصل على قيمة البركات الإنجيلية لا يعطله شيء عن الحصول عليها، فيكون مستعداً ليترك خطاياه ولذاته ومدح الناس وعناه وكل شيئ وكل خير دنيوي ولينكر نفسه ويتبع المسيح وهذا يسمى حياة التكريس أو حياة الترك مثلما قال التلاميذ للمسيح ( لوقا 18: 28) فقال بطرس: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك».. ومن فعل ذلك لا يندم أبداً، فإن جواهر الأرض ليست شيئاً بالنسبة إلى جوهرة السماء، والكنز الأرضى لا لا يقاس بالكنز السمائى كنز الأرض فان أما كنز فى السماء باق أبدى  لأنها تبقى على بهائها وقيمتها إلى الأبد.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

المراد باللؤلؤة ايمان المسيح . فمضى وباع كل ماله كقول بولس ان الفرائض المفيدة لي حسبتها خسارة بالمسيح . فانه سمى تجاراً أولئك اليهود الذين كانوا يظنون انهم بالناموس يخافون الله . وبمثل الكنز يعلمنا ان بشارة الانجيل تفوق كل شيء لشرفها وأهميتها . وبمثل الخردل أفهمنا ان البشارة ستمتد في كل المسكونة وتنمو كالخردل . وانها تمجد وتكرم كاللؤلؤة وانها ممتلئة كثيراً من الفوائد كالكنز وتجذب الكل اليها كالخمير . 

تفسير انجيل متى الاصحاح الثالث عشر

مثل الشبكة (متى 13: 47- 53)

مثل الشبكة

 مثل الشبكة ينفرد به متى من بين الإنجيليين . معناه مشابه لمثل الزؤان، بمعنى أنه ستكون هناك فر ٌز في النهاية أى فصل الجيد عن الردئ أى بين المؤمنين وغير المؤمنين (مت 25: 31- 46)

 

تفسير (متى 13: 47)  : أيضاً يشبه ملكوت السماوات شبكة مطروحة في البحر ، وجامعة من كل نوع .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

( متّى ٢٢: ١٠)    فخرج اولئك العبيد الى الطرق وجمعوا كل الذين وجدوهم اشرارا وصالحين. فامتلا العرس من المتكئين
هذا المثل آخر الأمثال السبعة، وهو يشبه مثل الزوان، إلا أن ذاك من أعمال الفلاحة وهذا من صيد السمك. ولعل المسيح اختار هذا المثل من الصيد لأن أربعة من تلاميذه كانوا صيادين، فأورده لزيادة تأثيره في قلوبهم، ولأنه كان يجهزهم كلهم ليكونوا صيادي الناس.
1) " شَبَكَةً "  الشبكة الكبيرة نسيج طويل ذو عيون ضيقة تمنع خروج السمك منها وتحدد الحكومات إتساع العيون حتى لا يصاد السمك الصغير يثقل بقطع كثيرة من الرصاص من الأسفل، ويخفف بقطع كثيرة من الفلين من الأعلى. تُطرح في البحر فتشتمل على دائرة كبيرة ثم تجر من الطرفين بكل ما فيها إلى الشاطئ. ومعنى الشبكة هنا الكنيسة التى تعمل فى العالم لأنها تجمع أعضاءها من أنحاء  العالم
2) " مَطْرُوحَةً فِي ٱلْبَحْر"ِ إشارة إلى انتشار الإنجيل في العالم وأنه ليس لأمةٍ دون أخرى. الشبكة أيضًا تُشير إلى الكتاب المقدّس الذي يأسِر النفس البشريّة ويصطادها من وسط العالم، وطُرح الرب هذه الشبكة قديماً في نهر صغير حول نهر الأردن  وبحر طبرية  ، يوم كانت مقصورة على بني إسرائيل . وإمتد إنتشار الشبكة من نهر الأردن إلى بحر العالم في قوله «مطروحة في البحر» نبوَّة بامتداد الإنجيل من أمة إلى أمة من يوم أمر المسيح تلاميذه «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا» (مرقس ١٦:١٥). وبدأ إنتشار الشبكة وطرحها كنبوة تحققت فعلاً من يوم الخمسين إلى الآن. وما زالت هذه الشبكة مطروحة فى البحر تقوم بعملها كلما بُشر الناس وآمنوا واعتمدوا.
3) " جَامِعَةً مِنْ كُلِّ نَوْع " إشارة إلى مختلفي الصفات الذين يدخلون الكنيسة، بمن كل الأجناس والألوان والطوائف .الرغم من اجتهاد أعضائها في ألا يدخلها إلا متجددو القلوب. والشبكة تجمع عندما يسحب الصيادون الشباك الكبيرة إلى الشاطئ، مملوءة من كافة الأسماك الجيدة والرديئة.

تفسير (متى 13: 48)  : فلما امتلأت أصعدوها على الشاطئ ، وجلسوا وجمعوا الجياد الى اوعية ، وأما الأردياء فطرحوها خارجاً .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  فَلَمَّا ٱمْتَلأَتْ أَصْعَدُوهَا عَلَى ٱلشَّاطِئِ،"  أي لما تم عدد المختارين من الرب .  شدوا وجذبوا الشبكة المملوئة سمكا من كل الأنواع والطوائف وكلمة أصعدوها من عمق البحر إلى سطح الشاطئ   فإن الشاطئ يُشير إلى نهاية الزمن، حيث يُفصل السمك الجيد ويحفظ، بينما يُطرح الرديء خارجًا، إذ يسلَّم الجيِّد للراحة الأبديّة. أمّا الأشرار، فإنهم إذ فقدوا نور الملكوت الداخلي يُطردون إلى الظلمة الخارجيّة. حاليًا ونحن فى العالم هنا نختلط معًا، يختلط الصالحون مع الأشرار، كالسمك في الشبكة، لكن الشاطئ سيُخبرنا عمّا كان في الشبكة، أي في الكنيسة المقدّسة. إذ يُحضَر السمك إلى الشاطئ، لا تصير له فرصة التغيّر، أمّا الآن ونحن في الشبكة، فيمكننا إن كنّا أشرّارًا أن نتغيّر ونصير صالحين. إذن لنفكِّر حسنًا يا إخوة، إذ لا يزال الصيد قائمًا، لئلاّ يحتقرنا الشاطئ فيما بعد
2) "جَلَسُوا " يعنى بعد أن معوا الشبكة ورأوا السمك أنه من أنواع وأصناف كثيرة يشير هذا إلى أنه بعد النظر والتأمل بدأوا فى التمييز والفصل .
3) " ٱلْجِيَادَ إِلَى أَوْعِيَةٍ، وَأَمَّا ٱلأَرْدِيَاءُ فَطَرَحُوهَا خَارِجاً،"  ٱلْجِيَادَ... وٱلأَرْدِيَاء المقصود بالجياد المؤمنون، وبالأردياء المراؤون الذين لهم صورة التقوى ولكن ينكرون قوتها . وهم إما مخدوعون وإما خادعون. فلا عجب من أن نجد في الكنيسة من كل نوع، لأنه كما كان هكذا يكون فى كل زمان  قايين في العائلة الأولى، وحام في الفلك، وعيسو في عائلة إسحاق، ويهوذا الإسخريوطي بين الرسل، وسيمون الساحر بين المعتمدين في السامرة .
ولم يذكر فى المثل الصيادين وهنا يذكر البحر والشاطئ فالبحر هو الالم والشاطئ هو ما بعد الموت ، فالسمك حى ويعيش وينموا ويتكاثر فى العالم / البحر ولكنه يموت على الشاطئ وسجمع الردئ ويطرح ويجمع الجيد الصالح فى اوعيه وهنا يوجد إختلاف فى من يصيد ففى البحر التلاميذ والمبشريين وعلى الشاطئ ملائكة و الكلام يقتضي وجودهم، فالذين من يطرح الشبكة هم خدام المسيح الذين ينادون بالإنجيل.
4) " أَوْعِيَةٍ " المقصود بالأوعية هنا المقصود بالمخزن (في آية ٣٠) وبالمنازل الكثيرة (يوحنا ١٤: ٢) وبالمظال الأبدية (لوقا ١٦: ٩).

تفسير (متى 13: 49)  : هكذا يكون في انقضاء العالم : يخرج الملائكة ويفرزون الاشرار من بين الابرار ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱنْقِضَاءِ ٱلْعَالَمِ:" معنى إنقضاء إنتهى فنى ويتم هذا فى اليوم الأخير يوم القيامة

2) " يَخْرُجُ ٱلْمَلاَئِكَة " أي يظهرون للناس عيانا للأبصار مع أنهم أرواح وهذا خلافاً لما هم عليه . وقد اعتاد صيادو السمك على شواطئ بحر طبرية أن يطرحون الشبكة ويعزلوا السمك الجيد الذى يأكله الناس ويباع وله ثمن عن الردئ .  وفي الروحيات تجمع الكنيسة فى فلكها المؤمنين كما جمع نوح صفوة البشر وأنقذ العالم بأمر إلهى ، فإن البشر يكونون صيادي الناس، ويلاحظ هنا أن  الملائكة هم الذين يُجرون قضاء الله ويفرزون الأثمة عن الأبرار (متّى ١٣: ٤١ ) (مت ٢٤: ٣١ ) (مت ٢٥: ٣١ ) ( رؤيا ١٤: ١٨، ١٩).

3)  " وَيُفْرِزُونَ ٱلأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ ٱلأَبْرَارِ"  فرز يعنى صنف وفصل مثل فرز الحجارة الصغيرة المختلطة بالعدس أو الأرز وإخراجها وتأتى بمعنى عزله عن الباقى أى نحاه عنه  .. (متّى ٢٥: ٣٢) ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أراد بالشبكة بشارة الانجيل الممتدة كل العالم وبقوله جمعت من كل جنس بني البشر المختلفي الاديان والمذاهب الذين اصطيدوا بكرازة الانجيل المقدس . واراد بشاطئ البحر القيامة وبالاخيار الصديقين وبالاشرار الاثيمين . 

تفسير (متى 13: 50)  : ويطرحونهم في اتون النار . هناك يكون البكاء وصرير الاسنان“.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 

 1) "  وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِأَتُونِ ٱلنَّارِ إشارة إلى مكان الأبالسة والهالكين من الناس - الأُتُونُ : الموقد الكبير  - كما أن " أَتُونِ " هو إسم إله من آلهة قدماء المصريين أعلن عنه الملك إخناتون و آتون في شكل قرص الشمس وبعد وفاة إخناتون، عاد آمون مرة أخرى، لمكانته الأولى، كأحد الأرباب المصرية. وكلمة آتون فى مفعوم المصرى اليوم هو النار المشتعله التى لا يتحملها أحد وآتون اى قرص الشمس هى نار فرنهيت مشتعله بالإنشطار النووى لا تستطيع سفينة فضاء الإقتراب منها وتبلغ درجة حرارة مركز الشمس 15 مليون درجة مئوية؛ ويعود هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلى الاندماج النووي المسؤول عن طاقة الشمس الذي يحدث في المركز، وبالاتجاه بعيداً عن المركز تنخفض درجة الحرارة في المنطقة الإشعاعية الداخلية للشمس إلى مليونين درجة مئوية،
2) "ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَان " كناية عن الحزن والألم واليأس.
صَوْتُه الأسنان حِينَ تحَتكُّ ببَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ كانت غاية المسيح أن ينادي بالخلاص ويبشر بالحياة الأبدية، ولكن كانت قلوب الفريسيين والكتبه والكهنة شريرة لم تقبله فلم يسكت عن تحذيرهم بالدينونة الآتية للذين لم يقبلوه ولم يتوبوا عن خطيتهم .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه كنى بالبكاء وصريف الاسنان عن العذابات الصعبة التي سوف يقاسيها الاشرار الذين رفضوا البشارة والعمل بالاوامر الالهية . 

تفسير (متى 13: 51)  : قال لهم يسوع : “ افهمتم هذا كله ؟ “  فقالوا : “ نعم ياسيد “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " أَفَهِمْتُمْ هٰذَا كُلَّهُ" بعد أن علَّم المسيح هذه الأمثال السبعة وفسر اثنين منها، سأل التلاميذ: هل فهموا معناها الروحي الذى .
2)  " فَقَالُوا: نَعَمْ يَا سَيِّدُ" أجاب التلاميذ بنعم  مع أنهم لم يفهموا كل معناها ولا سيما النبوات   التي تتضمنها لأن النبوات ما تكون دائما مختومة أى غير مفهومة ومن اواضح عند قرائتنا لسفر الأعمل أنهم فهموها كلها أى بعد أن حل عليهم الروح القدس كما وُعدوا (يوحنا ١٦: ١٣، ١٤).
كلام  السيد المسيح بسيط ومفهوم يفهمه الأطفال والكبار الجهلاء والحكماء البسطاء والمتعلمين  النساء والرجال والمثقفين يتعمق فيه الفلاسفة فيخرجون منه جددا وعتقاء
إن سماعنا كلام اافنجيل والعظات لا يفيدنا شيئاً إن لم نفهم معناه ونحسبه خطاباً موجها من المسيح ذاته لأنفسنا، فالألوف يحضرون الكنيسة ويظنون أنهم أكملوا ما يجب عليهم بمجرد سماعهم كلام الإنجيل ، وهم لا ييخبؤون ولا يختفظون  شيئاً من تعليمه في قلوبهم. فيجب أن يفهم كل السامعين كلام الإنجيل، لأن المسيح يكرر فى كل عصر يسأل المؤمنون به  «أفهمتم هذا كله؟». فطوبى لمن يستطيعون أن يجيبوه «نعم يا سيد».
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي انهم اعترفوا بالفهم الذي وهب لهم  ولذلك مدحهم بقوله .   

تفسير (متى 13: 52) : فقال لهم : “ من أجل ذلك كل كاتب متعلم في ملكوت السماوات يشبه رجلاً رب بيت يخرج من كنزه جدداً وعتقاء “ .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

بعد أن أكمل المسيح تعليمه بالأمثال، وسألهم عما استفادوا منها، أخبرهم بالطريق التي يجب أن يسيروا فيها، فيعلِّمون بعد ما تعلموا، ويطعمون غيرهم من خبز الحياة الذي شبعوا به وذخروا منه موزعين على الناس حسب احتياجاتهم.
1) "كَاتِبٍ مُتَعَلِّمٍ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ" ربط المسيح كلمة كاتب بكلمة متعلم ربما يشير إلى أنه هناك كاتب غير متعلم وكلمة كاتب هم الذين ينسخون أى يكتبون باليد التوراة وباقى كتب اليهود لهذا فهم كانوا يدققون فى معانى الكلمات والجمل كما كانوا يقرأون كتب ا
لتقليد الشفهي والمكتوب الكاتب كان خبيراً قانونياً (مت 13: 52) الكاتب المتعلم هو الذى يمتلك بصيرة روحية ونعد نظر فآمن بالمسيح ولما كان المسيحية خرجت من الديانة اليهودية فقد  أطلق على معلِّمي المسيحية الاسم الذي عُرف به معلمو اليهود. فكل من يعرف الإنجيل ومعناه الروحي عالذى يستمد الحقائق من العهد القديم وأيضاً هو الكاتب المتعلِّم الحقيقي (رو ٤ :٢٣ -٢٤؛) ولكن لم يكتب من اجله وحده انه حسب له، 24 بل من اجلنا نحن ايضا، الذين سيحسب لنا، الذين نؤمن بمن اقام يسوع ربنا من الاموات ( رو ١٥ :٤) لان كل ما سبق فكتب كتب لاجل تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء (١ كور ١٠ :٦ ,١١) وهذه الامور حدثت مثالا لنا، حتى لا نكون نحن مشتهين شرورا كما اشتهى اولئك. ..  فهذه الامور جميعها اصابتهم مثالا، وكتبت لانذارنا نحن الذين انتهت الينا اواخر الدهور. ( ٢ تيم ٣ ً : 16) واما الاقوال الباطلة الدنسة فاجتنبها، لانهم يتقدمون الى اكثر فجور، " وقد ظلت كلمة "كاتب" متدولة فى عصر الخلافات الإسلامية وإنتهى إستعمال هذه الكلمة فى حقبة الإحتلال سلاطين آل عثمان لمصر .

2) " رَبَّ بَيْتٍ " عرف عن رب البيت إهتمامه بكل من فيه  يعطي بحكمة وحنو كل عضو من أهل بيته ما يحتاج إليه، فلا يشح كالبخيل، ولا يكثر على نفسه كالمسرف. لكنه يعتني باحتياجات أهل البيت اليومية والخاصة كما في وقت المرض والمصيبة. ولنا مثالا هو المسيح هو «رب البيت» العظيم الذي أخرج من كنز السماء كل ما يحتاج إليه الناس. فالمتعلم منه يفعل مثله في توزيع هذا الكنز.
3) "مِنْ كَنْزِهِ " أتى المسيح بهذا الكنز من السماء فى صورة تعاليم ثمينه لم يأتى بمثلها بشر . ولكن كل معلم في ملكوته ييستخرج من هذا الكنز من قلبه المملوء من النعمة، ويعطى إختباراته فى تسلق سم الفضائل لمن هم فى أول الطريق ، الكاتب هو المعلم الذى يتعلم من الروح القدس. والكاتب اى المعلم المسيحى يختلف عن المعلم بين الناس الذى لمن يُخرج تعليمه البشرى من ذاكرته ومعرفته العقلية فقط. فلا يجب أن يعلّم أحدٌ بالإنجيل ما لم يكن قد شعر بقوته وتأثيره في نفسه.
     وكنز المعلم المبشر يأتيه من أربعة مصادر. (١) الكتاب المقدس. و(٢) بينات لصفات الله. و(٣) أعمال العناية الأزلية. و(٤) اختباره الحق بإرشاد الروح القدس إياه.

4) " جُدُداً وَعُتَقَاءَ" ومعنى جدد فى اللغة العربية : ما ورثه من الجدود من تعليم .. كل جديد ـ الأرض المستوية ـجدَّ في طلب العلم : اجتهد فيه واهتم به .. أما مغنى كلمة عتقاء فىى اللغة العربية هو : جمع عتيق ..  وفى مفهومنا  أي مما اقتناه المعلم حديثاً وقديماً. واستعار المسيح ذلك المثل ليخبر تلاميذة عن للحقائق السماوية التي تعلمها التلاميذ وهم يهود من العهد القديم وعلمهم تفسيره فى العهد الجديد ، وكذلك للذي استفادوه من تعليم المسيح أو مما سيتعلمونه من الروح القدس. ويجوز أن تكون الحقائق الواحدة عتيقة وجديدة بالنسبة إلى قدر إدراكنا لها. فيجوز مثلاً أن نحسب شرائع الحق والبر التي كتبها الله على صفحات الضمير وعلى لوحي الحجر (أي الوصايا العشر) وفي كتب الأنبياء عتيقة، ويجوز أن نحسب الحقائق التي أُعلنت لنا بمجيء المسيح وتجسده وصلبه وقيامته وصعوده ودعوة الأمم وروحانية ملكوت المسيح ووجوب التبشير بالإنجيل في كل العالم جديدة. فعلى القسوس والمبشرين الآن أن يعظوا الناس بحقائق الإنجيل التي اعتادوا سماعها منذ الصغر حتى صارت عندهم بمنزلة العتيقة. ولكن عليهم أن يجتهدوا في الدرس والاختبار والصلاة والتأمل حتى يشعروا أعظم شعور بمعناها، ويأتوا بطرق جديدة لبيانها حتى تظهر للسامعين كأنها ذات معنى جديد وقوة جديدة. فكل حقائق الكتاب المقدس من أولها إلى آخرها كنز ثمين، يستخرج منها المعلم المسيحي ما يقوي ضعيف الإيمان، وينير الجهلاء، ويعزي الحزانى، ويرشد الضالين. كما تعنى جددا وعتقاء :  الجديد والقديم أى العهد الجديد والقديم  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه دعى الرسل وكل الذين لهم معرفة بالعهدين العتيق والجديد كتاباً لانهم اذا شاءوا تكلموا من العهد العتيق وان شاءوا فمن الجديد . وبقوله هذا مدح العهد القديم ورذل الهراطقة ماني ومرقيان الذين يرفضونه 

عدد 53 : ولما أتم يسوع هذه الامثال انتقل من هناك .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلأَمْثَالَ " هذا نهاية تعليم المسيح التلاميذ والشعب بواسطة الأمثال كما كان في (متّى ٧: ٢٩)

 2) "ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ "

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي انه انتقل الى مكان آخر حتى يبث تعليمه النافع في كل مكان

تفسير انجيل متى الاصحاح الثالث عشر 

12. موقف أهل وطنه (مت  13: 54-58 )

تفسير (متى 13: 54)  ولما جاء الى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا وقالوا: «من اين لهذا هذه الحكمة والقوات؟ 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
هذا بدء
دورة أخرى من التعليم كان في وقتٍ غير وقت االتعليم السابق. زلما لم يُبيّن متّى زمان حدوثه. فلا تناقض إذا بينه وبين مرقس، فإنه بيَّن أن االتعليم التالى كان على أثر إقامة المسيح ابنة يايرس من الموت (مرقس ٦: ١ - ٦). ولكن متّى ذكر إقامة تلك الابنة قبل أن ذكر تعليم المسيح التالى  (متّى ٩: ١٨ - ٢٦).
1) " وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ " أي الناصرة (متّى ٢: ٢٣ ) واتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالانبياء: «انه سيدعى ناصريا». (مرقس ٦: ١ ) وخرج من هناك وجاء الى وطنه وتبعه تلاميذه.(متّى ٢: ٢٣). وكان المسيح قد ذهب عدة مرات وفى هذه المرة ذهب  إليها غير الذي ذكره لوقا فى (لوقا ٤: ١٤ - ٣٠) وهذا كان قبل الذي ذكره متّى هنا. والأحداث التى حدثت فى متى ولوقا مختلفة ولكن فى المرتين أظهر أهل الناصرة عدم الإيمان. ولا عجب من أن المسيح حاول معهم عدة مرات ورجع إلى الناصرة ، وجدد طلباته إليهم بعد رفضهم لأنه تربى هناك، ولم تزل يومئذٍ مسكن أهله واقاربه . ( لوقا ٤: ١٦، ٢٣)  جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى. ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا  .. وقال: «الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في وطنه. "
2) " كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ "  المجمع في الناصرة. كان المجمع مؤسسة يهودية موجودة فى كل البلاد أينما يوجد فيها شعب يهودى تطورت خلال السبي البابلي وذلك بهدف . أ . تدريب وتعليم الأطفال، . ب . العبادة، . حـ . خدمة الجماعة اليهودية، و د . لحفاظ على الثقافة التي ينفرد بها اليهود بينما هم في السبي وذلك من خلال دراسة تشدّد على الناموس وتقاليد الآباء. وقد أخذوا نظام المجامع من الهلينيين
اغتاظ أهل الناصرة منه عند مجيئه الأول وهجموا عليه وحاولوا رجمه ، أما فى هذه المرة  فلم يعارضه أحد، إما لأن غيظهم كان قد زال، وإما لأن شهرته وأعماله الفائقة للطبيعة قد إنتشرت في البلاد. أو أن يسوع أشتهر  يومئذٍ أنه يعلم تعليماً غير عادي، وأنه ربُّ معجزات عظيمة. وظهر سبب قبولهم جليا فى أنهم سمحوا له أن يعلم في مجمعهم فقد اعتادوا أن يدعوا كل يهودي يظهر أنه يمتلك معرفة بالناموس والتوراة وأنه عنده موهبة الخطابة لشعب ويكر سفر الأعمال عن بولس (أعمال ١٣: ١٥) وبعد قراءة الناموس والانبياء، ارسل اليهم رؤساء المجمع قائلين:«ايها الرجال الاخوة، ان كانت عندكم كلمة وعظ للشعب فقولوا».
 3) " حتى بهتوا "   إندهشوا وتحيروا  ، ونظروا إليه وهم مفتوحين الفم متأملين فى كلماته الخارجة من فمه  وإنبهروا من قوة كلماته والتى تعبر عن قوة لاهوت الكلمة الحية التى يصحبها السلطان  كأنهم يتسائلون هل هو هذا يسوع الذى كان يعيش بيننا ، خلافاً لما هل هو ذات الشخص الذى من عائلة نعرفها وتربى بيننا.
4) " مِنْ أَيْنَ لِهٰذَا هٰذِهِ ٱلْحِكْمَةُ وَٱلْقُوَّاتُ؟ " كان الشعب أقل قسوة مما كانوا عندما قابلوه في مجيئه الأول إليهم وارادوا قتله ، ولكنهم ما زالوا ليسوا مؤمنين به . ونرى فى سؤالهم شكٌّ واستخفاف. ولكنهم اعترفوا أن غنده حكمة وقوة غريبة، ولكنهم نسبوهما إلى غيره، ولعل بعضهم ظنهما من الشيطان كما اتهمه الفريسيون فى (متّى ١٢: ٢٤). وبلا شك فإنه كما تناقل الناس تعاليم يسوع وأعماله فكانوا يقصون على بعضهم البعض أيضا ما قاله الفريسيين ضده وأن أهل الناصرة سمعوا ذلك من أولئك.
وبالرغم من إندهاشهم من حكمة وقوة يسوع إلا أنهم لم يقتنعوا  بأنها برهان على أنه المسيح / المسيا المنتظر ، فاكتفوا بأن عجبوا منها كأمر عجيب يفوق إدراكهم. ولكن إعترافهم بحكمته وقوته لم يترك لهم عذراً على عدم إيمانهم، ودلَّ ذلك على أن التعصب والحسد والبغض والجهل تعمي القلب وتمنعه من تصديق ما تشهد به الحواس ويحكم به العقل. للم يصدقوه بالرغم من الأفكار الهائلة الواردة في تعليمه، ولم يصدقوه من سلطة تعليمه.  لقد كان الكتبة يعلمون بسلطة ّرابيين ّ (جمع رباى أى معلم) مشهورين سابقين؛ بينما يسوع ِكان بعلمهم بسلطته الذاتية (مت ٧ :٢٨ -٢٩ّ)
بأنه متحالف مع الشرير. بالنسبة لهم كانت تصرفاته ضد الناموس الشفهي تعتبر "خطيئة لا تغتفر". بالنسبة إلى أولئك الذين في الناصرة كان ًى محلي كان هو المسيا، الإله المتج ّسد. يصعب عليهم أن يؤمنوا بأن
 كان موضوع مصدر قوة يسوع مثار جدال كبير. وكانوا يطرحون سؤالا كيف كان يسوع الصبى الذى لم يدرب محليا ورسميا فى بلدتهم  تكون له هذه القوة والحكمة
 بل إن اليهود اتهموه بأنه متحالف مع الشرير. بالنسبة لهم كانت تصرفاته ضد الناموس الشفهي تعتبر "خطيئة لا تغتفر". بالنسبة إلى أولئك الذين في الناصرة كانيصعب عليهم أن يؤمنوا ان فتى محلي كان هو المسيا،

تفسير (متى 13: 55)  55 اليس هذا ابن النجار؟ اليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
رفض أهل الناصرة قول المسيح بسبب معرفتهم له منذ الطفولية، ومعرفتهم أهله وأنسباءه ومهنتهم، فهو واحدٌ منهم! وهذا عذر باطل لأنه بُني على التعصب والهوى والحسد، لا على استدلال عقلي.
1) " أَلَيْسَ هٰذَا ٱبْنَ ٱلنَّجَّارِ؟ " كانت كل عائلة لها حرفة فكان يوسف خطيب مريم نجار
( لوقا ٣: ٢٣ ) ولما ابتدا يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي  ( يوحنا ٦: ٤٢ ) وقالوا: «اليس هذا هو يسوع بن يوسف، الذي نحن عارفون بابيه وامه؟ فكيف يقول هذا: اني نزلت من السماء؟»  فكانت حرفة يسوع أيضا نجارا وربما كانت تشير إلى مهنة نحت الحجر، أو المعدن أو الخشب. الكلمة التي تعني "مهندس" تأتي من هذه الكلمة اليونانية. هذه الأسئلة الثلاثة التي طرحها سكان البلدة الذين من موطن يسوع والتى تتوقع جوابا إيجابيا تدل على أن يسوع كان قد عاش طفولةً عادية (لو ٢ :٤٠ ,٥٢ )
ٱبْنَ ٱلنَّجَّارِ اشتهر المسيح بين الناس بأنه ابن يوسف النجار. وكان هو نجاراً (مرقس ٦: ٣). وكان كل يهودي في ذلك الوقت يتعلم شيئاً من الصنائع، مهما كانت وظيفته أو رتبته. فلا ينتج من دعوتهم إياه بابن النجار أن النجارة كانت صناعة دنيئة، أو أن يسوع صار أدنى منهم لمزاولته النجارة. بل كان غرضهم أن يبينوا أنه مثلهم، لا حق له أن يدَّعي أنه أعظم منهم.
فاتضاع المسيح لم ينتج من كونه نجاراً ابن نجار، بل من أنه صار جسداً وحل بيننا. فلو جاءنا ملكاً لم يكن أقل تنازلاً من كونه نجاراً (في ٢: ٦ - ٨).
2) " َلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ، وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟"  قال بعض المفسرين إن إخوته هم أولاد أخي يوسف، أو أخي مريم أو وقال الأقباط الأرثوذكس أنهم أولاد مريم أخت أمه زوجة كلوبا وأن ألقرباء فى الشرق الأوسط يطلق عليهم أخوة ، أو أنسباؤه من جهة أخرى. وقال البروتستانت إنهم إخوته وأخواته من أمه ويوسف. ولا توجد إجابة قاطعة. فالذي يرغب في بحث هذا الأمر عليه أن يقارن الآيات الآتية ويحكم لنفسه: (متّى ١٢: ٤٦ ) ومثله (مرقس ٣: ٣١ ) ومثله (لوقا ٨: ١٩) .. (متّى ١٣: ٥٥ ) ومثله
(مرقس ٦: ٣ ) اليس هذا هو النجار ابن مريم واخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ اوليست اخواته ههنا عندنا؟» فكانوا يعثرون به.
 (إشعياء ٤٩: ٧ ) هكذا قال الرب فادي اسرائيل قدوسه للمهان النفس لمكروه الامة لعبد المتسلطين.ينظر ملوك فيقومون.رؤساء فيسجدون.لاجل الرب الذي هو امين وقدوس اسرائيل الذي قد اختارك   ( متّى ١٢: ٤٦ ) وفيما هو يكلم الجموع اذا امه واخوته قد وقفوا خارجا طالبين ان يكلموه ( مرقس ١٥: ٤٠)  وكانت ايضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب الصغير ويوسي وسالومة
 (يوحنا ٢: ١ ) في اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل، وكانت ام يسوع هناك ( يو ٧: ٣، ٥، ١٠ ) فقال له اخوته:«انتقل من هنا واذهب الى اليهودية، لكي يرى تلاميذك ايضا اعمالك التي تعمل .. لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به .. ولما كان اخوته قد صعدوا، حينئذ صعد هو ايضا الى العيد، لا ظاهرا بل كانه في الخفاء " ( أعمال ١: ١٤ ) ويهوذا اخو يعقوب 14 هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة، مع النساء، ومريم ام يسوع، ومع اخوته. ( ١كورنثوس ٩: ٥ ) العلنا ليس لنا سلطان ان نجول باخت زوجة كباقي الرسل واخوة الرب وصفا؟ ( غلاطية ١: ١٩) ولكنني لم ار غيره من الرسل الا يعقوب اخا الرب

تفسير (متى 13: 56)  56 اوليست اخواته جميعهن عندنا؟ فمن اين لهذا هذه كلها؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " َوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟" أي ما زال بعضا من أهله في الناصرة، مما يدل على أن الناصرة ما زالت مسكن أهل يسوع بعد ما غادرها يسوع وسكن فى كفر ناحوم . ومن العجب أنهم اتخذوا معرفتهم أصل يسوع وعائلته دليلاً على عدم صحة دعواه أنه المسيح بينما العكس هو الصحيح دائما يفتخر أبناء الوطن عندما يشتهر واحدا منهم .
إخوة يسوع
١ -يعقوب، الذي صار اسقفا كنيسة أورشليم وكتب رسالة يعقوب ورأس اول مجمع .
٢ -يوسف، يدعى يوسي في مر٦ :٣ وفي بضعة مخطوطات يونانية لاحقة. لا نعلم أي شيء آخر عنه.
٣ -سمعان، لا نعلم أي شيء آخر عنه..
٤ -جوداس، كان أيضاً  يدعى يهوذا وقد كتب رسالة يهوذا في العهد الجديد

تفسير (متى 13: 57)  57 فكانوا يعثرون به. واما يسوع فقال لهم: «ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وفي بيته» 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
(متّى ٥: ٢٩، ٣٠ ) فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. 30 وان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. ( مت ١١: ٦، ٢١ ) وطوبى لمن لا يعثر في .. «ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لانه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما في المسوح والرماد. ( مرقس ٦: ٣ الخ ) اليس هذا هو النجار ابن مريم واخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ اوليست اخواته ههنا عندنا؟» فكانوا يعثرون به. فقال لهم يسوع: «ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وبين اقربائه وفي بيته». 5 ولم يقدر ان يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم. 6وتعجب من عدم ايمانهم. وصار يطوف القرى المحيطة يعلم. ( لوقا ٢: ٣٤ ) وباركهما سمعان وقال لمريم امه: «ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تقاوم ( لوقا ٤: ٢٤ )وقال: «الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في وطنه  ( يوحنا ٤: ٤٤ ) لان يسوع نفسه شهد ان:«ليس لنبي كرامة في وطنه».
ما أعظم ضرر المعرفة الناقصة المدعية كما فعل هؤلاء، فقد حسبوا أنهم عرفوا يسوع معرفة تامة لأنهم عرفوا نسبه وعائلته ومهنته وإخوته وأخواته. وفاتهم أنهم لم يعرفوه في رسالته الجديدة وفي وظيفته المقدسة أنه المسيح المخلص ابن الله الوحيد. ولأنهم قصروا في المعرفة الحقيقية، كان لهم ضيق النظر والعمى الروحي.
1) " فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ  "  إنه حجر عثرةٍ. الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية (مت ١١ :٦؛) (أش ٨ :١٤) ( أش ٢٨ :١٦) ( إر ٦ :٢١  ) المسيا المنتظر فى نظر اليهود  يأتي المسيح ملكاً أرضياً فيقود الأمة اليهودية ضد الإحتلال الرومانى ويهزموا الرومان ، ويجعل مجلس السبعين أعظم من السناتوس الروماني، وهيكل أورشليم أشرف من الكابيتول (أي قلعة روما). فصعُب عليهم أن يعتقدوا أن هذا النجار ابن قريتهم هو المسيح المنتظر. فكان حجر عثرة لهم. ومع إنهم اعترفوا بحكمته وقوته ولكن أإعقادهم منعهم من قبول تعليمه. وكل برهان على صحة دعوى المسيح أو إنجيله، ورفضه الناس، هو حجر عثرة لهم يسقطون عليه لهلاكهم الأبدي.
2) " وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ"   لم يعتبر المسيح أن رفضهم إياه اعتداءً عليه وإهانةً له، بل تصديقاً لقولٍ جرى عند اليهود مجرى المثل، وهو أن الإنسان يقدر الغرباء دعواه بينما ينبذه ممن هم أقرب إليه. وعلة ذلك أن الغرباء يحكمون بالنظر إلى أعماله العلنية وسيرته باعتبار وظيفته ييحكمون على حاضرة وعلمه وحكمته ولا يهمهم كيفية الخصول عليها فى ماضيه ، ولكن أقاربه يحكمون بالنظر إلى أمور ماضية من جهة الأصل والسيرة.
وآثر المسيح ذكر عن نفسه كلمة «النبي» في هذا القول إما لأنه مصدر النبوة في الماضي على الأنبياء أكثر من غيرهم، أو لأن أهل الناصرة أنكروا دعواه أنه نبيّ.

تفسير (متى 13: 58) 58 ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيمَانِهِم"  إنتهت رحلة المسيح التبشيرية بنهاية محزنة لعدم إيمانهم ونتيجة لذلك أنهم لم يستفيدوا بحكمته ولا بقواته وسلطانه لأن المهجزات لا بد أن يصحبها الإيمان به فلم يصنع بينهم من المعجزات إلا أقل مما صنعه في غير قريتهم من الجليل، ولم يطلبوا منه شفاءً لعدم ثقتهم بقوته عليه. ولا دليل على أن المسيح رفض واحدا منهم طلب أن يشفيه . فيظهر من ذلك أن المسيح لم يصنع المعجزات ليقنع منكري دعواه، وإلا جاء بأعظم المعجزات للذين هم أقل إيماناً من غيرهم. ولكنه صنع المعجزات ختماً لسلطانه لمن استعدوا لقبوله بآية إلهية.

 

 

This site was last updated 01/14/21