ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ورد نص هذه الاية فى (مر 12: 36) لان داود نفسه قال بالروح القدس: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.
1) "قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي " هذا الاستخدام المسياني الذى ورد فى (مز ١١٠) نجده نفسه في (مت ٢٦ :٦٤ ). قال له يسوع: «انت قلت! وايضا اقول لكم: من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء». النص العبري في (مز ١١٠ :١) كان تلاعباً على كلمة يهوه (ال ّرب) وأدوناي (ال ّرب). الأولى كانت تمثل إله إسرائيل يهوه والثانية كانت تشير إلى المسيح / المسيا
الكلمة " ربي" المستخدمة في قول داود النبي " قال الرب ( - يَهْوَه) لربي ( - أدوناي - Adonai) اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك" (مز110:1). هي (- أدوناي - Adonai)، من لقب " آدون، (Adon - adhonai)، في العبرية، وتعني " رب، سيد - Lord "، وجمعها " آدونيم- Adhonim- أرباب - Lords"، ويستخدم كجمع تعظيم للمفرد أى ان كلمتا الرب ( - يَهْوَه) وربى (أدوناي ) تستخدما في مخاطبة الله
وفى هذه النبوّة يتكلم عن الرب " يَهْوَه " الذي يخاطب الرب " أدوناي " ويجلسه عن يمين العظمة. فمن المقصود هنا بـ أدوناي المساوي ليهوه؟ والإجابة نجدها في الآية نفسها وفي قول داود في مزمور آخر؛ فهنا في هذه الآية يقول يهوه لآدوناي " اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك"، وفي المزمور الثاني يتنبأ عن المسيح قائلاً " قال لي أنت ابني. أنا اليوم ولدتك " (مز7:2). ونسأل مرة أخرى ؛ من هو الذي قال له يهوه " أنت ابني أنا اليوم ولدتك " ؟ والإجابة هي، يقول الكتاب المقدس أنه الرب يسوع المسيح : " إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضا في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك " (أع33:13)، وفي مقارنة مع الملائكة يقول " لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك " (عب5:1)، " كذلك المسيح أيضاً لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له أنت ابني أنا اليوم ولدتك " (عب5:5).
هذا الرب هو المسيح ، لأن الرب "الآب" يهوه لا يخاطب بما خاطب به هذا الرب (سيدا) ملكاً أرضياً. والياء (ي) في ربي راجعة لملكية الخصوصيى لداود الذى من نسله سيأتى المسيا .
2) " ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي " عَنْ يَمِينِي يراد باليمين مكان الإكرام الأعظم والقوة (١ملوك ٢: ١٩ ) فدخلت بثشبع الى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا.فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه ووضع كرسيا لام الملك فجلست عن يمينه. ( ١صموئيل ٢٠: ٢٥ ) فجلس الملك في موضعه حسب كل مرة على مجلس عند الحائط وقام يوناثان وجلس ابنير الى جانب شاول وخلا موضع داود (مت 27: 29) وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه على راسه وقصبة في يمينه. وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين: «السلام يا ملك اليهود!» ( متّى ٢: ٢١).فقال لها: «ماذا تريدين؟» قالت له: «قل ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والاخر عن اليسار في ملكوتك». والجلوس عن يمين الملك دليل على الاشتراك في المجد والسلطان الملكي.
3) " حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟" هذا مجاز مبني على عادة الملوك قديماً، فقد كانوا يضعون أقدامهم على رقاب أسراهم دلالة على كمال النصر (يشوع ١٠: ٢٤ ) وكان لما اخرجوا اولئك الملوك الى يشوع ان يشوع دعا كل رجال اسرائيل وقال لقواد رجال الحرب الذين ساروا معه تقدموا وضعوا ارجلكم على اعناق هؤلاء الملوك.فتقدموا ووضعوا ارجلهم على اعناقهم (٢صموئيل ٢٢: ٤١ ) (١كورنثوس ١٥: ٢٥ ) لانه يجب ان يملك حتى يضع جميع الاعداء تحت قدميه. ( عبرانيين ١٠: ١٣)منتظرا بعد ذلك حتى توضع اعداؤه موطئا لقدميه." وتتم هذه النبوة بما يفعله المسيح في اليوم الأخير.
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
الرب اي الآب وهو الاقنوم الاول . ربي أي المسيح وهو الاقنوم الثاني المتجسد . وليس بالعجائب فقط بيّن انه ابن الآب لكن بالتخويف أيضاً .