تفسير (متى 10: 28) ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها ، بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
إن عمق الأيمان المسيحة فى الإنسان لا يحده جسد لأنه يشمل الروح فالإيمان إيمان روح وجسد وليست المسيحية مثل باقى الأديان التى تهتم بالجسد فقط .. والخوف غريزة بشرية جسدية ولا تشمل الروح فغاية الذين يضطهدون هو بث الخوف والرعب بالإرهاب فى نفوس المسيحيين حتى يقضون على المسيحية ويمنعون التبشير وهذه الآية تبقث الشجاعة والإقدام لمواجهة الإضطهاد حتى ولو وصل الأمر إلى التضحية بحياة الحسج فالمسيح ضحى بجسده وكان ذبيحة حية على الصليب
1) " خَافُوا بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِك " الخوف يكون من فقدان محبة الرب ونعمه فى يوم الرب العظيم يوم الدينونة يوم الحساب لأن له القدرة لأنه خالق البشر فإن غضبه أعظم من غضب الناس وإنتماؤنا ووجودنا يرجع إليه لأنه خالقنا فمن خالف أمره وخاف من الناس وإضطهادهم بسبب إيمانه فإنه بهذا أهمل واجباته خوفاً من الناس ولم يخاف من الوقوف امام الرب وقت الدينونة والحساب جلب على نفسه وروحه وجسده خوفاً أعظم. (إشعياء 8: 12 و 13) لا تقولوا فتنة لكل ما يقول له هذا الشعب فتنة ولا تخافوا خوفه ولا ترهبوا. قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم. " و (لوقا 12: 4) و(1بطرس 3: 14)
2) " ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا" لا قوة لأذى جسد الإنسان بالتعذيب ونفس الإنسان يحرمه بعض اللذات والرغبات المعيشية ويجلب عليه بعض الآلام التفسية والجسدية ، وتنتهي تلك القوة بانتهاء الحياة الأرضية. ولكن للرب قوة على النفس والجسد إلى الأبد أى أنه سيدين الإنسان بما تفعله نفسه وجسده فى الأرض وسيحاكم الروح . والنفس هى حلقة اتصال بين الجسد والروح لهذا لا أحد يستطيع دراسة النفس لأنها غير مادية ولكن يمكن دراسة نشاطها فى الإنسان وهناك ستة مجالات يمكن أ، يعبر فيها الإنسان عن نفسه 1- الاجتماعي: هي مقدرة الشخص على التفاعل مع الآخرين. 2 - الاختصاص: هي مقدرة الشخص على تلبية الحاجات الأساسية. 3 - الأثر: هو الوعي بالعاطفة. 4 - المادي: هو ما يشعر به الشخص تجاه مظهره وصحته وحالته الجسدية وشكله العام. 5 - الأكاديمي: هو النجاح أو الفشل في الدراسة ووضعة ونجاحة فى الحياة . 6 - العائلة: هو طريقة تفاعل الشخص داخل العائلة
يشير الكتاب إلى النفس بصورة رئيسية الى أن الإنسان والحيوان لديهما نفس ، يعبر عنها بالنفس البشرية والأخرى نفس حيوانية
الشخص بعينه: «في ايام نوح . . . نجا قليلون، اي ثمانية أنفس، عبر الماء». (1 بط 3: 20) من الواضح ان كلمة «أنفس» في هذه الآية تشير الى اشخاص هم نوح وزوجته وأبناؤه الثلاثة وزوجاتهم. وتذكر (خر 16: 16) التوجيهات التي أُعطيت للاسرائيليين حول التقاط المنّ. فقد أُمروا ان يلتقطه كل واحد «على عدد النفوس» الذين في خيمته. وعنى ذلك ان عليهم ان يلتقطوا كمية تتناسب مع عدد افراد العائلة.راجع (تك 46: 18) و (يش 11: 11) ) (رو 13: 1)
الحيوانات: تقول قصة الخلق «قال الله: ‹لتعج المياه بنفوس حية، ولتطِر طيور فوق الارض على وجه جلد السماء›. وقال الله: ‹لتُخرج الارض نفوسا حية بحسب اجناسها، بهائم وحيوانات دابة ووحوش ارض بحسب اجناسها›. وكان كذلك». (تك 1: 20 و 24) كما ترى، تشير كلمة «نفوس» في هذا المقطع الى الاسماك والبهائم ووحوش الارض. وتُعدّ الطيور وغيرها من الحيوانات ايضا نفوسا في (تك 9: 10) )لا 9: 10) (عد 31: 28)
حياة الانسان: تشير كلمة «نفس» احيانا الى حياة الانسان. فقد قال يهوه لموسى: «مات جميع الناس الذين يطلبون نفسك». (خر 4: 19) فماذا كان اعداء موسى يطلبون؟ كانوا يسعون الى سلبه حياته. وقبل زمن موسى، حين كانت راحيل تلد ابنها بنيامين، تتحدث الرواية عن «خروج نفسها (لأنها ماتت)». (تك 35: 16- 17) ففي ذلك الوقت خسرت راحيل حياتها او فارقت الحياة. تأمل ايضا في كلمات يسوع الذي قال: «انا هو الراعي الفاضل، والراعي الفاضل يبذل نفسه عن الخراف». (يو10: 11) نعم، لقد بذل يسوع نفسه، او حياته، من اجل الجنس البشري. ان كلمة «نفس» في مقاطع الكتاب المقدس هذه تشير بوضوح الى حياة الانسان. وهنالك امثلة اخرى في (1 مل 17: 17- 23) (مت 10: 39) (يو 15: 13) (أع 20: 10)
الكتاب المقدس لا يذكر مطلقا ان «النفس» خالدة، بل يقول ان النفس تموت. (حز 18" 4- و 20) لذلك يشير الكتاب المقدس الى الشخص الميت بالقول انه «نفس ميتة». — (لا 5: 22)
. يخلط الكتاب المقدس أحيانا بين الروح والنفس الإنسانية. فيبدو أنه يستخدم المصطلحين أحيانا بالتبادل، ولكن قد يكون هناك إختلاف طفيف بينهما. وإلا فكيف يمكن أن تخترق سيف الكلمة مفصل "النفس والروح" (عبرانيين4: 12)؟
3) " فِي جَهَنَّم " هي محل العذاب هي اللفظة الارامية الكلمة العبرية " جهنوم " (وادي هنوم), وهذا التعبير الاخير يندر استخدامه في العهد القديم، لان الاسم الغالب هو " وادي بن هنوم " وليس ثمة اساس لافتراض ان " هنوم " هو شي اخر غير اسم علم، رغم ما يزعمه البعض من انه محرف عن اسم أحد الاوثان.
ويظهر اسم " جهنم " في العهد الجديد 13 مرة (مت 5 : 22 و29 و30، 10: 28، 18: 9، 33: 15 و33 مرقس 9: 43 و45 و47 لو 12: 5 يع 3: 6 2بط 2: 4) وفي كل هذه المواضع تدل الكلمة على مكان العقاب الابدي للإشرار بالارتباط مع الدينونة النهائية. وترتبط جهنم بالنار كوسيلة العذاب فيها، وفيها يلقى الجسد والنفس معا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ويجب عدم تفسير هذا على اساس ان العهد الجديد يتكلم مجازيا عن الحالة بعد الموت , فيما يتلعق بالجسد لانه باستمرار يفترض القيامة مسبقا.
وقد اصبح " وادي بن هنوم " الاسم المميز لمكان العقاب النهائي لسببين:
اولا : لان ذلك الوادي كان مركزا لعبادة الوثن " مولك " الذي كانواي قدمون اولادهم طعاما للنار كمحرقات له (2 اخ 28: 3، 33: 6).
ثانيا : من اجل هذه الممارسات نجس الملك يوشيا ذلك المكان لكي لا يعبر أحد ابنه أو ابنته في النار لمولك" (2 مل 23: 10).
ثم اصبح في النهاية مرتبطا في النبوات بالدينونة الاتيه على الناس حتى انه سيسمى " ادي القتل" (إرميا 7: 32).
كما ان حقيقة ان نفايات المدينة وجثث المجرمين بعد اعدامهم كانت تلقى هناك ثم تحرق قد ساعدت على جعل الاسم مرادفا لأفظع صور النجاسة.
ولا يعلم طبوغرافيا موقع " وادي بن هنوم " فيقول البعض انه المنخفض الواقع في الجانب الجنوبى الغربي من اروشليم والمعروف بوادي الربابة ويفول اخرون انه الوادي الاوسط , ويرى غيرهم انه الوادي الشرقي
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اي لا تخافوا ممن يستطيع ان يقتل جسدكم ولا سلطان له على قتل انفسكم ولكن يجب ان تخافوا ممن يقتل النفس والجسد معاًًًًً ويلقيهما في عذاب لا نهاية له . وان كان للناس سلطان مرة واحدة على الجسد في هذا العالم فقط فانّ لله سلطاناًًًًً على النفس والجسد معاًًًًً الى الابد ولذا فيكون عذاب من له السلطان على العالمين اشد ومن غير نهاية . ثم انه لم يرد بقوله هذا ان النفس والجسد يهلكان وانما قال ذلك على سبيل الارهاب لان جهنم هي معذبة للاحياء لا آكلة فاذا الجسد يفنى هناك لا النفس .