ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "قَوْمٌ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ " أي مجموعة أخرى من لكتبة والفيسيين غير الذين جدفوا عليه منهم ربما قدموا من بلد أو قرية أخرى لأن لوقا يقول «وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ يُجَرِّبُونَهُ» (لوقا ١١: ١٦).( متّى ١٦: ١ ) وجاء اليه الفريسيون والصدوقيون ليجربوه فسالوه ان يريهم اية من السماء. (يوحنا ٢: ١٨ ) فاجاب اليهود وقالوا له:«اية اية ترينا حتى تفعل هذا؟» (١كورنثوس ١: ٢٢) لان اليهود يسالون اية، واليونانيين يطلبون حكمة،
2) " يَا مُعَلِّمُ " أحد ألقاب يسوع (مت 22: 16 و24: 36 ولو 6: 40). وكانت وظيفة المعلم الديني وظيفة شريفة جدًا عند اليهود هكذا كان الكل يلقبونه: "أيها المعلم الصالح" (مت 19: 16) والسيد المسيح نفسه قال لتلاميذه حينما غسل أرجلهم: "أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا. وحسنا تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت. وأنا السيد والمعلم - قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يو 13: 13، 14) فعلى الرغم من أن السيد المسيح هو العلم، وعلى الرغم من قوله لرسله ولخلفائهم -وليس لكل الشعب- "لا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد، المسيح" (مت 23: 10).. على الرغم من كل هذا: "أعطى البعض أن يكونوا رعاة ومعلمين" (أف 4: 11). اللقب المسيح معلم ولقب البعض منعلمين واحد، ولكن الاستعمال مختلف. المسيح هو المعلم بمعنى. ووكلاؤه معلمون بمعنى آخر. والآيات الخاصة بهم كمعلمين كثيرين جدًا المسيح هو المعلم الحقيقي، هو مصدر كل علم ومعرفة. أما الكاهن فهو معلم من حيث هو ينقل تعليم الله للناس، لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا 2: 7). ولكن رسالته كمعلم، عهد بها إلى أناس أمناء أكفاء أن يعلموا آخرين (2تى 2: 2). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وقال لكل منهم: "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك" (1تى 4: 16) فلا تظنوا إذن أن لقب المسيح كراع ومعلم، حينما يمنح إلى رجال الكهنوت، يكون مجد الله قد أعطى لآخرين!! كلا، بل إن مجد الله يشعر به الكل، عن طريق التعليم..
3) " نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً" أي من السماء (مرقس ٨: ١١ ) فخرج الفريسيون وابتداوا يحاورونه طالبين منه اية من السماء لكي يجربوه " ( ولوقا ١١: ١٦) واخرون طلبوا منه اية من السماء يجربونه " كانوا قد سمعوا عن تعاليم يسوع ورأوا المعجزات طرد الأرواح وإقامة الموتى التي فعلها
ولكنهم لم يعتبروها برهاناً كافياً على أن يسوع هو المسيح، لأنه كان يفعلها بيده، وكانت متعلقة إما بأهل الأرض وإما بأهل الجحيم كإخراج الشياطين ، فسألوه معجزة من السماء لا يد له فيها لتكون مجرد برهانا من الرب ذاته على أنه المسيح، لا لمنفعة إنسان. وطلبهم هذا كان خبيثا بأن يسوع كان يعمل المعجزات بالسحر أو بخفة اليد، ولذلك سألوه معجزة لا تصل يده إليها. مع أنه فعل معجزت كثيرة بمجرد القول فقط وربما خطر على بالهم حينئذٍ المعجزات التي جرت على يد موسى، ككنزول بخبزٍ من السماء، وكبعض ضربات مصر كالرعود والبروق والبرَد والظلمة، فأرادوا أن يشاهدوا مثلها منه.(أع 3: 22) فان موسى قال للاباء: ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به " هذه هي تماما مثل التجربة على الجبل 0مت 4: 5- 7) ثم اخذه ابليس الى المدينة المقدسة واوقفه على جناح الهيكل 6 وقال له: «ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل لانه مكتوب: انه يوصي ملائكته بك فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك». 7 قال له يسوع: «مكتوب ايضا: لا تجرب الرب الهك». وكان السيح يعطيهم آية بعد آية إلا أنه إحتفظ بالآية الكبرى والتى أشار إليها فى الآية التالية فى نهاية حياته التى لم يقدر نبى على فعل مثلها وهى أنه أقام نفسه من الموت وحتى بعد قيامته لم يؤمنوا لهذا دعاهم بجيل فاسق ومن الواضح أن يسوع لو أطبق السماء على الأرض فلن يستطيعوا أن يروا أنه المسيح لأن ارب قد أغلظ قلوبهم (أش 6: 9- 10) فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وابصروا ابصارا ولا تعرفوا. 10 غلظ قلب هذا الشعب وثقل اذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع باذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى
******
الكتَبَة : SCRIBES
كان الكتبة من ضمن الفئات الن كانت كثيرا ما يناقشون المسيح لأسباب عديدة
لقب الكاتب يأتي من الاسم العبري 706 BDB ،767 KB وكلمة كاتب باللغة العبرية تعنى "رسالة منطوقة" أو "وثيقة /ق رار مكتوب" (766 KB .(الترجمة اليونانية "grammateus "في المخطوطة السبعينية (LXX (تشير عادة إلى رسالة مكتوبة. ويوقد وردت هذه الكلمة أو الوظيفة فى الكتاب المقدس لتشير إلى :
أولا :فى العهد القديم
1-الكاتب (نحميا ٨ )
2- الموظف الحكومي ( 2 مل 22 : 3- 13) وما زالت هذه الكلمة تستخدم حتى إلى عهد قريب فى الإدارات الحكومية فى مصر وفى القضاء (كاتب - باش كاتب)
3- المدون / أمين السر (1 أخ 24: 6) (2أخ34: 13) (إر 36: 22)
4- الضابط العسكري (قض 5: 14 )
5- القائد الدينى (عز 7: 6) ( نح 12: 12- 13)
ثانيا فى العهد الجديد
في العهد الجديد نجد الكتبة غالبا مرافقين للفريسيين كانت هاتين الفئتين متبحرين ودارسين فى العهد القديم والتعاليم الشفهية (اى التلمود) وقد كانوا يفتون ويفسرون ويطبقون الشريعة ويدققون فى تطبيق التقاليد اليهوديةعلى الحياة اليومية (ابن سيراخ 39: 6 ) إلا أن ب برهم (أي، تمسكهم بالناموسية والشعائرية اليهودية) كان ظاهريا ولم يكن بأى حال من الأحوال يستطيع أن يجلب السلام مع الرب (مت ٥ :٢٠؛) (رو ٣ :١٩ -٢٠؛) (رو٩ :١ -٥ ،٣٠ -٣٢؛) (رو ١٠ :١ -٦؛) ( كول ٢ :٢٠ - ٢٢ )
غالبا ما كانوا يصفون أو يصورون في الأناجيل الإزائية [يوحنا لم يذكرهم أبداً،وإن ألاية (يو ٨ :٣ ) ليست أصلية]على أنهم يعارضون ويقاومون يسوع، ويبدو أنهم قادمين على أنهم مسؤولين من أورشليم (مر ٣ :٢٢) (مر ٧ :١ ) رغم أن بعضاً منهم قد تجاوب المسيح (مت ٨ :١٩ )
1- خلاف على الأكل مع الخطأة وجباة الضرائب، (مر ٢ :١٦) ( مت ٩ :٩ -١٣ )
2- خلاف على مصدر سلطان يسوع عند طرده الأرواح، (مر ٣ :٢٢ )
3 - خلاف على مغفرة يسوع للخطايا، (مت ٩ :٣؛) (لو ٥ :٢١ )
4- المطالبة بآية يُقصدُ بها إثارة العَجب والدهشة،( مت ١٢ :٣٨)
5- -خلاف على غسل الأيدي (أي، الغسولات الطقسية) ( مت ١٥ :١ -٢)( مر ٧ :١ -٥ )
6 - خلاف على تأييد الحشود ليسوع لدى دخوله الظافر إلى أورشليم، (مت ٢١ :١٥)
7- إدانة يسوع لدوافعهم الشخصية ومانتهم الإجتماعية بين اليهود (أي، سعيهم وراء التبجيل والمكانة الأولى)،( مر ١٢ :٣٨ -٤٠ )
8- اتهام يسوع لهم بأنهم منافقون وقادة عميان جالسون على كرسي موسى، (مت ٢٣ :١ -٣٦ )
ولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي
ان الكتبة والفريسيين لمّا لم يجدوا في كلام المسيح ما يصلح ان يتخذوه حجة عليه طلبوا منه آية لا ليؤمنوا به اذا رأوها بل لعلهم يجـدون فيها ما يتخذونه حجة عليه فيدينونه بها . فجعلوا يدعونه معلماً على سبيل الخداع والتعليق ظناً منهم انهم يخدعونه . اما هو فكان يجيبهم بالسكينة واللين . ولكن عندما كانوا يكلمونه بالهدوء كان يجيبهم بزجر وانتهار مظهراً لهم انه بعيد عن الحدة والفرح معاً . فانه لم يصنع آية كما طلبوا منه هرباً من المجد الباطل لانهم دعوه معلماً على وجه التمليق فلذا انتهرهم قائلاً :