Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح أعمال الرسل الإصحاح الثانى (أع 2: 1- 13)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير أعمال الرسل (أع1: 1-11
تفسير أعمال الرسل (أع 1: 12- 26
تفسير أعمال الرسل (أع 2 : 1- 13
تفسير أعمال الرسل (أع 2 :  14- 36
تفسير أعمال الرسل (أع2: 37- 47
تفسير أعمال الرسل (أع 3: 1- 10
تفسير أعمال الرسل (أع 3: 11- 26
تفسير أعمال الرسل (أع 4: 1- 12
تفسير أغمال الرسل (أع 4: 13- 22
تفسير أعمال الرسل (أع 4: 23- 37
تفسير أعمال الرسل (أع 5: 1- 16
تفسير أعمال الرسل (أع 5:  17- 32
تفسير أعمال الرسل (أع 5: 33- 42
تفسير أعمال الرسل (أع 6: 1- 8
تفسير أعمال الرسل (أع 6: 9- 15
تفسير أعمال الرسل (أع 7: 1- 19
تفسير أعمال الرسل (أع 7: 20- 43
تفسير أعمال الرسل (أع 7: 44- 60
تفسير أعمال الرسل (أع 8: 1- 8
تفسير أعمال الرسل (أع 8: 9- 25
تفسير أعمال الرسل (أع 8: 26- 40
تفسير أعمال الرسل (9: 1- 9
تفسير أعمال الرسل (أع 9: 10- 25
تفسير أعمال الرسل (أع 9: 26- 43
تفسير أعمال الرسل (أع 10: 1- 16
تفسير أعمال الرسل (أع 10: 17- 33
تفسير أعمال الرسل )أع 10: 34- 48
تفسير أعمال الرسل (أع 11: 1- 18
تفسير أعمال الرسل (أع 11: 19- 30
تفسير أعمال الرسل (أع 12: 1- 11
تفسير أعنال الرسل (أع 12: 12- 25
تفسير أعمال الرسل (أع 13: 10- 12
تفسير أعمال الرسل (أع 13: 13- 41
تفسير أعمال الرسل (أع 13: 42- 52
تفسير أعمال الرسل (أع 14: 1- 18
تفسير أعمال الرسل (أع 14: 19- 28
تفسير أعمال الرسل (أع 15: 1-  12
تفسير أعمال الرسل (أع 15: 13- 29)
تفسير أعمال الرسل (أع 15: 30- 41
تفسير أعمال الرسل (أع 16: 1- 10
تفسير أعمال الرسل (أع 16: 11- 24
تفسير سفر أعمال الرسل (أع 16: 25- 40
تفسير أعمال الرسل ( أع17:  1- 15
تفسير أعمال الرسل (أع 17: 16- 34
تفسير أعمال الرسل (أع 18: 1- 11
تفسير أعمال الرسل (أع 18: 12- 28
تفسير أعمال الرسل (أع 19: 1- 10
تفسير أعمال الرسل (أع19: 11-20
تفسير أعمال الرسل (أع 19: 21- 42
تفسير أعمال الرسل (أع 20: 1-16
تفسير أعمال الرسل (أع 20: 17- 38
تفسير أعمال الرسل (أع 21: 1- 14
تفسير أعمال الرسل (أ‘ 21: 15- 26
تفسير أعمال الرسل (أع 21: 27- 40
تفسير أعمال الرسل (أع 22: 1- 16
تفسير أعمال الرسل (أع 22: 17- 30
تفسير أعمال الرسل (أع 23: 1- 11
تفسير أعمال الرسل (أع 23: 12- 21
تفسير أعمال الرسل (أع 23: 22- 35
تفسير أعمال الرسل (أع 24: 1- 27
تفسير أعمال الرسل (أع 25: 1- 12
تفسير أعمال الرسل (أع 25: 13- 27
تفسير أعمال الرسل (أع 26: 1- 15
تفسير أعمال الرسل (أع 26: 16- 32
تفسير أعمال الرسل (أع 27: 1- 26
تفسير أعمال الرسل (أع 27: 27- 44
تفسير أعمال الرسل (أع 1- 16
تفسير أعمال الرسل (أع 28: 17- 31
Untitled 8526
Untitled 8527
Untitled 8528
تفسير إنجيل لوقا الفصل9
ت

  تفسير وشرح سفر أعمال الرسل
تفسير وشرح سفر أعمال الرسل الإصحاح الثانى (أع 2: 1- 13)
حلول الروح القدس وميلاد الكنيسة الأولى وحياتها
1. حلول الروح القدس يوم الخمسين (أع 2: 1 - 4)
2. موقف الحاضرين (أع 2: 5 - 13)

تفسير / شرح أعمال الرسل الإصحاح الثانى

1. لقاء للمؤمنين حلول الروح القدس يوم الخمسين (أع 2: 1 - 4)  

  تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  1) 1 ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة،

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ ٱلْخَمْسِينَ "

*** حَضَر: تعنى باللغة العربية "جاء /  قِدم. " ً ً وهذه تعنى باللغة اليونانية حرفيا "ملئ" . ھو مصدر حاضر مبني للمجھول. كان ھذا موعدا وتحقيقا لوعد إلھي. لوقا وحده يستخدم تعبير كهذا في كتاباته مثل كلمة "نزل" فى  (لو ٨ :٢٣ ) وعبارة "تمت الايام " فى ( لو ٩ : ٥١)  وھنا وفي استعارة مماثلة في (لو ٢ :٦) 6 وبينما هما هناك تمت ايامها لتلد. ".(التاريخ البشري يرتبه الرب / يھوه بالتدريج

*** يَوْمُ ٱلْخَمْسِينَ أحد أعياد اليهود الثلاثة العظمى التي يجب أن يحضر فيها كل الذكور في أورشليم (خروج ٢٣: ١٦). والعيدين الاخرين هما عيد الفصح وعيد المظال

. ھذا العيد كان يُقام بعد خمسين يوم (أى سبعة أسابيع) من فصح الرب وسمى  بالللغة العبرية "شافوعوت " أى "ألأسابيع " عيد الأسابيع" (خر ٣ ٢٢) ( تث ١٦ :١٠) وسُمّي «يوم الخمسين» لأنه كان حسب أمر موسى بعد سبعة أسابيع من ثاني الفصح (لاويين ٢٣: ١١ - ١٦ ) 15 ثم تحسبون لكم من غد السبت من يوم اتيانكم بحزمة الترديد سبعة اسابيع تكون كاملة. 16 الى غد السبت السابع تحسبون خمسين يوما.ثم تقربون تقدمة جديدة للرب.( تثنية ١٦: ٩)

وسُمّي أيضاً عيد الجمع وعيد الحصاد لأنه كان في أيام حصاد الحنطة
يهود إعتنقوا المسيحية : عيد مظال (سوكوت) سعيد على الشعب اليهودي يستقبل الشعب اليهودي اليوم فى 22/9/2021م  ولمدة سبعة أيام عيد المظلة (سوكوت)، ومن شعائره إقامة عرشًا (سوكة) مغطى بسعف النخيل والجلوس فيه تذكارًا للعروش التي عاش فيها بنو إسرائيل في سيناء بعد خروجهم من مصر، بالإضافة إلى الباقة التي يمسك بها اليهود عند صلاة الصباح والمؤلفة من سعفة نخيل وأغصان الصفصاف. و خلال هدا العيد يشكرون الله علی المحصول للسنة المنصرمة وايضا ان تكون السنة الحالية سنة يمن وخير وغيث . اليوم السابع من عيد المظال يسمى "هوشاناه راباه" , و يكون خاتمة الاحتفال بعيد العرش كل عام وانتم بخير. חג שמח לכל החברים . حاج سميح لكول هحڤريم. الصورة : يهود من أجل يسوع يحتفلون بعيد المظال (سوكوت)

 

تقدمات اليهود

 يقدم فيه كل إنسان رغيفين من باكورة حصاده مع تقدمات أُخر معينة (لاويين ٢٣: ١٣ وعدد ٢٨: ٢٦) وكان عيد الخمسين يوماً واحداً.بعد الاحتفال بعيد باكورة الحصاد الذى يكون (أي، يبدأ عد أليام  من اليوم الثاني لعيد خبز الفطير).ثم يستمرون في حصاد الأرض فيحصدون سبعة أسابيع كاملة وفي نهايتها يكون عيد الحصاد لهذا يسمى عيد الأسابيع أو عيد الخماسين (عيد الخمسين)
وفيه تقدم باكورة القمح رغيفين من أنقى أنواع الدقيق مع ذبائح سرور وشكر لله، وذبائح هذا العيد سبعة حملان وعجل وكبشين وخروفين ذبيحة سلامة وماعز ذبيحة خطية، ثم بعد ذلك ذبائح اختيارية من الشعب وكان هذا العيد محفل عام مقدس للرب لا يعمل فيه عمل ما يلتزم كل ذكر من إسرائيل فوق الثانية عشرة من عمره أن يحضره في أورشليم.

 

إحتفال اليهود بعيد الأسابيع / العنصرة / الخمسين

تنص على الاحتفال بهذا العيد ( خر 34: 22) و (تث 16: 9- 12) وبعد صلاة العشاء الاحتفالية والتي تليها وليمة العيد، يقضون الليل بأكمله في دراسة النصوص الدينية سيرا على التقاليد المتعلقة بالعيد، ثم يؤدون صلاة الصبح عند الشروق وفي اللحظات الأولى لسريان صلاة الصبح، ليعبروا عن حماسة الشعب اليهودي لتلقي أسفار التوراة. وتقوم معظم المجامع والمعاهد الدينية العليا – اليشيفوت – بتنظيم حلقات دراسية ومحاضرات طوال الليل . وفي أورشليم / القدس، ثم التوجه إلى حائط المبكى الذي تحتشد عنده أعداد كبيرة من اليهود القادمين لأداء صلاة صباح العيد ، حيث يواكب الرقص والغناء صلوات الجموع.
وتتخلل صلوات الصبح أناشيد خاصة بالعيد وتلاوة للنصوص التوراتية بما فيها سفر راعوت، كما يتم تلاوة صلوات خاصة على أرواح الموتى. وتقوم بعض الطوائف اليهودية على تزيين مجامعها بالنباتات الخضراء والزهور، إشارة إلى ما يقال من أن جبل سيناء كان جبلا أخضر وأن عيد الأسابيع يعتبر يوم الدين للأشجار المثمرة، ويتناولوا الأطباق المصنوعة من الألبان ومنتجاتها خلال هذا العيد، عوهناك الكثير من التفسيرات والتأويلات لهذا التقليد.
يجتمع اليهود في هذا العيد حول المائدة بعد الصلاة في المجامع اليهودية  ويتناولون المأكولات الغنية بمشتقات الحليب، حملها يهود الشتات من كل اصقاع العالم لتمثل شتى الأطياف الشرقية والغربية.

 

العنصرة

يدعى عيد الخمسين فى اللغة العبرية باسم "عتصيرت" الذي تحول بالعربية إلى "العنصرة" ومعناه بالعبرية التجمع حيث كان المحتفلون يجتمعون مع البواكير التي كانوا يحملونها يهود الشتات من أنحاء البلاد إلى باحة الهيكل المقدس بأورشليم / القدس استعدادًا لأداء الشعائر.
 ولا ريب في أن الله اختار ذلك اليوم لإرسال الروح القدس ليشاهد الذين كانوا يجتمعون فيه في أورشليم من جمع اليهود الكثيرة في كل قطر (أ‘ 2: 9- 11) الغرائب التي تعلقت بحلول الروح القدس في ذلك اليوم ويسمعوا وعظ الرسل وتبشيرهم بقيامة المسيح بعد صلبه وموته لنفع نفوسهم ولكي يوزعوا البشرى في كل البلاد التي يرجعون إليها. وذلك اليوم كان يوم ميلاد الكنيسة المسيحية أي جماعة المؤمنين بالمسيح. وفيه كانت الحادثة العظمى الثانية في تاريخ العالم وهي مجيء الأقنوم الثالث ليمكث هنا ويخولنا فوائد عمل الفداء وكانت الأولى مجيء الأقنوم الثاني لعمل الفداء.

وكان له  ثلاثة أھداف في أيام يسوع:
١ -إحياء ذكرى إعطاء الناموس لموسى ( Jubliees 1: 1) واعتبر اليهود أن ذلك اليوم هو اليوم الذي أنزل الرب فيه الشريعة وهذا لم يُذكر في التوراة. أى عيد ذكرى تسلم الشعب اليهودي الأسفار الخمسة الأولىللتزراة (وهي التكوين والخروج واللاويون والأعداد والتثنية والمعروفة بأسفار الشريعة)
٢ -تقديم الشكر للإله يهوه لأجل الحصاد .
٣ -تقدمة بواكير الثمار (أي، علامة على امتالك الرب / لكل الحصاد) من غلال الحبوب.
خلفية العھد القديم ھي في (خر 23: 16- 17) ( لا 23: 15- 21) ( عدد 28: 26- 31)

 

يوم الخمسين والعشاء الأخير بالعلية

يوم الخمسين" له أهمية في كل من العهدين القديم والجديد.  وكلمة "خمسين" تشير إلى الخمسين يوماً التي مرت بعد ذبيحة الفصح. وكان عيد الأسابيع هو إحتفال بنهاية حصاد الحبوب. ولكن، المثير للإهتمام هو إستخدامه في سفري يوئيل وأعمال الرسل. بالرجوع إلى نبوة يوئيل (يوئيل 2: 8-32)، ثم إلى وعد المسيح بالروح القدس في كلماته الأخيرة على الأرض قبل صعوده إلى السماء (أعمال الرسل 1: 8)، فإن يوم الخمسين يشير إلى بداية عصر الكنيسة.
الإشارة الكتابية الوحيدة لأحداث يوم الخمسين هي ما جاء في (أعمال الرسل 2: 1- 3.) 1 ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة، 2 وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملا كل البيت حيث كانوا جالسين، 3 وظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم " ويتشابه يوم الخمسين مع العشاء الأخير، حيث أنه في كلا الحدثين كان التلاميذ معاً في مكان واحد يقع فيه حدث بالغ الأهمية. ففي العشاء الأخير يشهد التلاميذ نهاية خدمة المسيا على الأرض حيث يطلب منهم أن يذكروه بعد موته حتى يأتي ثانية. وفي يوم الخمسين يشهد التلاميذ ولادة كنيسة العهد الجديد بحلول الروح القدس ليسكن في المؤمنين. وهكذا فإن مشهد التلاميذ في العلية في يوم الخمسين يربط بداية عمل الروح القدس في الكنيسة مع ختام خدمة المسيح على الأرض في العلية قبل الصلب.

 

2) " كَانَ ٱلْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ"

*** ٱلْجَمِيعُ : أي كل المؤمنين في أورشليم وهم يشتملون على المئة والعشرين غير النساء  الذى ورد ذكرهم فى (أع ١: ١٥) 15 وفي تلك الايام قام بطرس في وسط التلاميذ، وكان عدة اسماء معا نحو مئة وعشرين. فقال وهم التلاميذ والرسل
** مَعاً : الأرجح أن ذلك كان في العلية حيث اجتمعوا حين انتخبوا متياس (أع ١: ١٣) 13 ولما دخلوا صعدوا الى العلية التي كانوا يقيمون فيها: بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا اخو يعقوب  " ولو أنهم اجتمعوا في الهيكل لذكر الكاتب ذلك. وكان اجتماعهم في صلاة الصباح باكراً (أع 1: 14) حيث يتوجهن للهيكل [راجع ما كتباه سابقا عن إحتفال اليهود بعيد الأسابيع / العنصرة / الحمسين]

. وإعتقد كثيرون من المفسرين أن ذلك اليوم كان يوم الأحد بدليل قوله «تَحْسُبُونَ لَكُمْ مِنْ غَدِ ٱلسَّبْتِ مِنْ يَوْمِ إِتْيَانِكُمْ بِحُزْمَةِ ٱلتَّرْدِيدِ سَبْعَةَ أَسَابِيعَ تَكُونُ كَامِلَةً» (لاويين ٢٣: ١٥) لكن بعض المفسرين أكدوا أن معنى السبت هو أول ايام أسبوع عيد أسبوع الفطيروالذى يبدأ اليوم التالى 15 نيسان لعيد الفصح الذة يكون دائما 14 نيسان (ويسمى سبت عظيم ) لا يوم السبت الواقع في أيام الفطير.
** بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ كما ذُكر في (أع ١: ١٤) والمعنى أنهم كانوا متحدين ينتظرون فى أورشليم حلول الروح القدس وفي رجاء ذلك والصلاة لأجل إتيانه

تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  2) 2 وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملا كل البيت حيث كانوا جالسين،

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 

في هذه ألاية يظهر الصوت، وليس على الريح أو النار. ھذا يشابه (تك ٣ :٨ ) .8 وسمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبا ادم وامراته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة. "

 

1) " وَصَارَ بَغْتَةً "
بَغْتَةً أي فجأة بدون توقع وملأ البيت كله فلم ينتقل الصوت ن  مكان لآخر لأن المسيح لم يحدد لهم اليوم ولا الساعة ولا كيفية الحلول بل أمرهم أن لا يبرحوا أورشليم وينتظروا حلول الروح (اع 1: 4)  4 وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم، بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني

2) " مِنَ ٱلسَّمَاءِ "

أي الجو فوق الرأس خلافاً للعادة لأن صوت الريح يأتي من جهة هبوبها أي جهة الأفق.
 

3) " صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ "

لم يقل أنه صوت الريح بل كالصوت المنبعث عن الريح وهذا هو الأمر الغريب إذ لم يكن من ريح ولا مطر ولا رعد ولا زلزلة. كذلك أظهر الله حلوله في طور سينا (خروج ١٩: ١٩) ب19 فكان صوت البوق يزداد اشتدادا جدا وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت  دليل قوله «فَكَانَ صَوْتُ ٱلْبُوقِ يَزْدَادُ ٱشْتِدَاداً جِدّاً، وَمُوسَى يَتَكَلَّمُ وَٱللّٰهُ يُجِيبُهُ بِصَوْتٍ» (انظر أيضاً عبرانيين ١٢: ١٩). 19 وهتاف بوق وصوت كلمات، استعفى الذين سمعوه من ان تزاد لهم كلمة، " وأُشير إلى فعل الروح بهبوب الريح في (يوحنا ٣: ٨) 8 الريح تهب حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من اين تاتي ولا الى اين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح». " ووجه الشبه أن الريح شديدة الفعل مع أنها غير منظورة. وأشار المسيح إلى منح الروح القدس بالنفخ (يوحنا ٢٠: ٢٢). 22 ولما قال هذا نفخ وقال لهم:«اقبلوا الروح القدس " والمقصود بذلك الصوت التنبيه وبيان قوة الروح القدس العجيبة.
 

 في العھد القديم كلمة روح BDB 924) ruah ) تُستخدم للدلالة على النفس، الريح، والروح (حز ٣٧ :٩ - ١٤)  9 فقال لي تنبا للروح تنبا يا ابن ادم وقل للروح هكذا قال السيد الرب هلم يا روح من الرياح الاربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا.  "  بالتعبير الذى يجمع الروح والريح معا

 في العھد الجديد تستخدم كلمة pneuma اليونانية للدلالة على الريح والروح القدس (يو ٣ :٥ - ٨ ) 5 اجاب يسوع:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. 6 المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح. 7 لا تتعجب اني قلت لك: ينبغي ان تولدوا من فوق. 8 الريح تهب حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من اين تاتي ولا الى اين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح». 

كلمة ريح في ھذه الاية ھي pnoē .تستخدم ھنا فقط وفي (أع ١٧ :٢٥ ".الكلمة pneuma تستخدم للداللة على الروح في ألاية (أع 2: 4)

 

الروح القدس والنار والريح
إن وصف النار والريح المذكورين في قصة يوم الخمسين يتردد في العهدين القديم والجديد. كان صوت الريح في يوم الخمسين "عاصفاً" و "قوياً". وتوجد إشارات كتابية كثيرة إلى قوة الرياح (وكلها تفيد بكون الريح تحت سيطرة الله). إن ما جاء في خروج 10: 13؛ مزمور 18: 42؛ إشعياء 11: 15 في العهد القديم، و متى 14: 23-32 في العهد الجديد يمثل بعض الأمثلة القليلة فقط لهذا. والأكثر أهمية من كون الريح قوة، هو كونها حياة في العهد القديم (أيوب 12: 10) وروح في العهد الجديد (يوحنا 3: 8). وكما قبل آدم الأول نسمة الحياة الجسدية (تكوين 2: 7) فهكذا يأتي آدم الثاني، الرب يسوع المسيح، بنسمة الحياة الروحية. فالريح في يوم الخمسين تشير إلى فكرة الحياة الروحية التي يمنحها الروح القدس.

ترتبط النار في العهد القديم غالباً بحضور الله (خروج 3: 2؛ 13: 21-22؛ 24: 17؛ إشعياء 10: 17) وقداسته (مزمور 97: 3؛ ملاخي 3: 2). وكذلك في العهد الجديد، ترتبط النار بحضور الله (عبرانيين 12: 29) والتطهير الذي يصنعه في حياة البشر (رؤيا 3: 18). وترمز ألسنة النار في يوم الخمسين إلى حضور الله وقداسته. بالفعل، إن النار ترمز إلى المسيح نفسه (رؤيا 1: 14؛ 19: 12)؛ وهذا الإرتباط هو بالطبع سر عطية الروح القدس في يوم الخمسين، لأنه هو من يعلم التلاميذ أمور المسيح (يوحنا 16: 14).

جانب آخر متعلق بيوم الخمسين هو النطق المعجزي بلغات جديدة مما أتاح لأناس من لغات مختلفة أن يفهموا رسالة الرسل. بالإضافة إلى وعظ الرسول بطرس بجسارة لجمهور اليهود. كان تأثير عظته قوياً على المستمعين حتى أنهم "...نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ..." (أعمال الرسل 2: 37)، ووجههم بطرس أن " يتوبوا ويعتمدوا" (أعمال الرسل 2: 38). وتختتم القصة بإنضمام 3000 نفس إلى الشركة وكسر الخبز والصلاة والآيات والمعجزات الرسولية، وتشكل مجتمع تمت فيه تلبية إحتياجات الجميع.

 

3) "َمَلأَ كُلَّ ٱلْبَيْتِ"

 أتى الصوت من السماء واتخذ البيت مستقراً ليهتدي إليه السامعون.كما ملأ مجد الرب هيكل سليمان

تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  3) 3 وظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم.

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ "
أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ يخذخ العبارة تصف حادثة يتجلى فيھا الصوت والنور. النار التي تشبه النور كانت موحدة في البداية، وهى ليست نارا ولكنها كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ هذه المعجزة الثانية التى تدل على حلول الروح القدس وهي ليست ناراً حقيقية بل شبه النار على هيئة الألسنة كعادة اللهب وقد كثر هذا التشبيه في الكتاب المقدس «كلسان ذهب» (يشوع ٧: ٢١) «ولسان البحر» (يشوع ١٥: ٥ ) ( يش١٨: ١٩) ومعنى قوله «منقسمة» أنها متفرقة كل منها مستقل لا منتشرة باتصال عن لهب واحد أو أن كل لسان منها منقسم أي ذو شعبتين. (هذه الاللسنة ظهرت فى صعيد مصر تنتقم من افرهابيين المسلمين وتحرق منازلهم) وكون علامة ظهور الروح القدس ناراً موافق لما قيل في المسيح أنه «يعمدنا بالروح القدس وبالنار» والنار رمز إلى التطهير والهدى والغيرة والقوة. وكثيراً ما أعلن الرب ظهوره بالنار كما في أمر العليقة الملتهبة (خروج ٣: ٢ و٣)  2 وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة.فنظر واذ العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق. " وهذا يعنى أن هذه الألسنة  تشبه النار ولكنها لم تكون نارا وكما ترآى في طور سينا (خروج ١٩: ١٦ - ٢٠ ) 16 وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح انه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدا.فارتعد كل الشعب الذي في المحلة. 17 واخرج موسى الشعب من المحلة لملاقاة الله.فوقفوا في اسفل الجبل. 18 وكان جبل سيناء كله يدخن من اجل ان الرب نزل عليه بالنار.وصعد دخانه كدخان الاتون وارتجف كل الجبل جدا. 19 فكان صوت البوق يزداد اشتدادا جدا وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت 2 ( انظر أيضاً خروج ١٥: ١٧ ) ( تثنية ٤: ٢٤ ) 24 لان الرب الهك هو نار اكلة اله غيور ( مزمور ١٨: ١٢ - ١٤ )12 من الشعاع قدامه عبرت سحبه.برد وجمر نار‏. 13 ارعد الرب من السموات والعلي اعطى صوته بردا وجمر نار. 14 ارسل سهامه فشتتهم وبروقا كثيرة فازعجهم.  ( حزقيال ١: ٤ ) 4 فنظرت واذا بريح عاصفة جاءت من الشمال.سحابة عظيمة ونار متواصلة وحولها لمعان ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار. ( عبرانيين ١٢: ٢٩).29 لان «الهنا نار اكلة». ونار الرب هى مطهرة لأنه لم قل " ألسنة من نار بل قال : " كأنها من نار" فهى تظهر فى شكل نار ولم تحرق التلاميذ لأنه أستقرت على كل واحد فيهم مثل نار العليقة التىشبت فيها ولم تحترق هذه النار الإلهية تحرق الخطية والشر الموجود فى افنسان وتطهره

وها هو المسيح يلقى سيف للإضهادنا ويلقى نارا الروح القدس (لو 12: 49) 49 «جئت لالقي نارا على الارض فماذا اريد لو اضطرمت؟  "  والتعميد بالنار حسب قول يوحنا المعمدان عت  المسيح (لو 3: 16) 16 قال يوحنا للجميع: «انا اعمدكم بماء ولكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.

وحدث تطور في التقليد اليھودي كاحتفال بإعطاء الناموس إلى موسى على جبل سيناء (ليسنا متأكدين من زمن تطوير التقليد، لقد كان بالتأكيد في القرن الثاني الميالدي، ولكن على الأرجح أنه كان أبكر من ذلك بكثير). ولذلك، الريح ذات الصوت العالي والنار قد تكون تذكيرا / يھوه الذي ينزل على جبل حوريب (خر 19: 16) برھبة الرب  في العھد القديم ترمز النار إلى (١) الحضور الإلهى (٢) الدينونة (أش ٦٦ :١٥ - ١٨) أو (٣ ) التطھير (خر ٣ :٢ ) ( تث ٥: ٥ ) ( ومت ٣: ١١ .(يستخدم لوقا مقارنة التشابه ليحاول أن يعبّر عن حدث فريد ٍّ بتجل مادي للروح القدس

 

2) " وَٱسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ "
وَٱسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أي على رؤوسهم كما يرجح. ونستنتج من قوله أولاً «ظهرت» وقوله ثانياً «استقرت» أنها كانت دائرة في فضاء المكان ثم هبطت على كل واحد منهم. ولم يعحدد الإنجيل هل كان ذلك للرسل دون غيرهم أو كان لكل واحد من الموجودين الـ 120 المؤمنين إنما بيّن أن الذين استقرت عليهم الألسنة النارية هم الذين حل عليهم الروح.
. لم يكن ھناك تمييز بين الرسل أو التالميذ؛ الرجال أو النساء (يوء 2: 28- 32) 28 ويكون بعد ذلك اني اسكب روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم احلاما ويرى شبابكم رؤى. 29 وعلى العبيد ايضا وعلى الاماء اسكب روحي في تلك الايام 30 واعطي عجائب في السماء والارض دما ونارا واعمدة دخان. 31 تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم المخوف. 32 ويكون ان كل من يدعو باسم الرب ينجو.لانه في جبل صهيون وفي اورشليم تكون نجاة.كما قال الرب.وبين الباقين من يدعوه الرب ( أع 2: 16- 21)  

  تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  4) 4 وامتلا الجميع من الروح القدس، وابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا.

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَٱمْتَلأَ ٱلْجَمِيعُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ"

 أي من تأثيراته الداخلية وهذا إنجاز لوعد المسيح في قوله «لٰكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ» (ص ١: ٨). وكان الرسل قد حصلوا على شيء من تأثير الروح القدس لكنهم لم يمتلئوا منه إلا حينئذ.(يوحنا 16:14)  16 وانا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد، 

بعد قيامة المسيح ظل يعلم التلاميذ والمؤمنين 40 يوما وطلب منهم أن يقيموا فى أورشليم حتى حلول الروح القدس  (لو ٢٤ :٤٩ ) 49 وها انا ارسل اليكم موعد ابي. فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي». ” ويدعى"موعد أبى "

*** " الإمتلاء " وتعنى كلمة إمتلأ فى اللغة العربية شئ فارغ وإمتلأ  مثل كوب إمتلأ بالماء أو بمعنى يعبر عن الشعور بإحساس داخلى  امتلأ القلبُ سرورًا، - امتلأ حيويَّة ونشاطًًا: مفعم، - امتلأ فلانٌ غيظًا: بلغ الغيظُ به حدًّا كبيرًا، - حتَّى الامتلاء: إلى الحافة، - لدرجة الامتلاء: طافح.

موضوع الإمتلاء متكرر وردت هذه الكلمة  قبل حلول الروح القدس فى التلاميذ فى ألايات  (لو 1: 41) ( لو 1: 67) وآيات أخرى بعد حلول الروح القدس على التلاميذ حيث يعد الرب يسوع المؤمنين بأن الروح القدس سيحل عليهم وبصورة دائمة.( أع 2:4) ( أ‘ 4: 8 و 31) ( أع  6: 3 و 5) ( أع 7: 55) ( أع 9: 17) ( أع 11: 24)

ويمكننا ان نميز بين حلول الروح القدس على المؤمنين فقط من التلاميذ والرسل والذى يشترط القبول والإمتلاء  قى الاية (يو 14: 17)  17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله، لانه لا يراه ولا يعرفه، واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم." فالمؤمنين الـ 120 التلاميذ والرسل إنتظروا وعد الرب فى أورشليم حسب وعد المسيح لهم أن يقبلوا حلول الروح القدس فيهم  حتى إمتلأوا بالروح القدس ويقبل المؤنين الروح القدس فى العصور التالية عن طريق المعمودية على إسم الآب والإبن والروح القدس "بماء ونار" والإنسان يعيش حياته العادية بعد قبوله الروح القدس  فى ثمر الروح (أف 5: 9- 10) 9 لان ثمر الروح هو في كل صلاح وبر وحق. 10 مختبرين ما هو مرضي عند الرب.  " ويسكن الروح القدس في داخل كل مؤمن،(رومية 9:8 )9 واما انتم فلستم في الجسد بل في الروح، ان كان روح الله ساكنا فيكم. ولكن ان كان احد ليس له روح المسيح، فذلك ليس له.   (أفسس 13:1-14) 13 الذي فيه ايضا انتم، اذ سمعتم كلمة الحق، انجيل خلاصكم، الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس، 14 الذي هو عربون ميراثنا، لفداء المقتنى، لمدح مجده. " ولكن فى مواقف معينة خاصة بالإيمان أو التبشير يحتد المسيحى ويمتلئ بروح الرب الذى يرشده للقول والفعل ( أع 13: 9) واما شاول، الذي هو بولس ايضا، فامتلا من الروح القدس وشخص اليه "  وقد اشارت الآية أن هذه الظاهرة ليست موجودة فى باقى البشر أعل العالم لأنهم لم يقبلوه  

 أن الروح القدس هو هبة لجميع المؤمنين بالمسيح يسوع من غير أي شروط (يوحنا 37:7-39). وثانياً أن الروح القدس يمنح عند قبول الخلاص (أفسس 1: 13). وتوضح رسالة غلاطية 2:3 نفس الحقيقة بالقول أن ختم وحلول الروح القدس يحدث عند الايمان. ثالثاً، إن حلول الروح القدس في المؤمنين هو شيء دائم. فالروح القدس هو عربون مقدم للمؤمنين، كدليل عما ينتظرهم من الأمجاد المستقبلية في المسيح (كورنثوس الثانية 22:11؛ أفسس 30:4).
 وبما أن الإنسان له حرية الإرادة و الإختيار فالروح القدس لا يجبر الإنسان على السلوك فى طريق الرب ولكنه يمكن أن يحزن (أفسس 30:4)، وعمله بداخلنا يمكن أن يخمد (تسالونيكي الأولى 19:5). وعندما نسمح لذلك بأن يحدث، لا نختبر ملء الروح القدس وعمله وقوته في داخلنا ومن خلالنا. فالإمتلاء بالروح القدس يعني حريته في أن يشغل كل جزء من حياتنا، وأن يقودنا ويسود علينا. وبهذا يمكن لقوة الله أن تظهر من خلالنا لعمل أشياء مثمرة. ولا يقتصر الملء بالروح القدس على الأعمال الخارجية فقط ولكنه يتضمن أعمق أفكارنا ودوافع أفعالنا. يقول (مزمور 14:19) "لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ صَخْرَتِي وَوَلِيِّي".

 

2) " وَٱبْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى"

 هذه المعجزة الثالثة للدلالة على حلول الروح القدس علي كل الـ 120 من التلاميذ والرسل والمؤمنين الموجودين فى العلية وكانت المعجزات الثلاث برهاناً للرسل على إنجاز المسيح وعده لهم بإرسال الروح وبياناً لأهمية تلك الهبة وكانت تنبيهاً لغيرهم وآية لإقناعهم بصحة تعاليم الرسل. وقصد بقوله «ألسنة أخرى» لغات غير لغتهم وكانت لغتهم الآرامية أي السريانية الكلدانية فإنهم أخذوا يتكلمون بلغات لم يتعلموها وبعض هذه اللغات ذُكر في (أع 2: 9- 10) وكانت تلك المعجزة بألسنة المتكلمين وفي آذان السامعين وهذا عمل الروح القدس فى المتكلم والسامع كما يظهر من (أع 10: 46) 46 لانهم كانوا يسمعونهم يتكلمون بالسنة ويعظمون الله. حينئذ اجاب بطرس:  "  (أع ١٩: ٦ ) 6 ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم، فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنباون.  ( ١كورنثوس ١٢: ١٠). 8 فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة، ولاخر كلام علم بحسب الروح الواحد، 9 ولاخر ايمان بالروح الواحد، ولاخر مواهب شفاء بالروح الواحد. 10 ولاخر عمل قوات، ولاخر نبوة، ولاخر تمييز الارواح، ولاخر انواع السنة، ولاخر ترجمة السنة. 11 ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه، قاسما لكل واحد بمفرده، كما يشاء.  "

*** إنھا حرفيا "ألسنة أخرى" ( heterais glōssais.) قد تترجم هذه العبارة إلى "لغات أخرى" توضح فھم ھذه  الكلمة وهو المعنى الذى ورد فى الآيات (أع 2: 6و 11) .الترجمة الأخرى الممكنة ھي "كلمات نشوة " استنادا إلى (١ كور ١٢ - ١٤ ) وربما (أع ٢ :١٣) .لسنا نعرف بالتأكيد كيف أن لغات كثيرة ًمختلفة تم التكلم بھا فى لحظة واحدة من تلاميذ صيادين ولكنھا كانت كثيرة. إفإذا أضفنا كل البلدان والمناطق المذكورة في الآيات أع 2: 9- 10) فنجد أنھا تفوق العشرين. العديد من المؤمنين البالغ عددھم الـ ١٢٠ لا بد أنھم تكلموا نفس اللغة.
لقد صنع الله أمرا ي لھذه المجموعة الصغيرة من الرجال والنساء ً فريدا  الخائفين المنتظرين في علية مغلقة لكي يصبحوا معلنين جريئين للإنجيل (رجاال ً ونساء كليھما). مھما كانت ھذه العلامة الأولية الدالة على مجيء الروح القدس الموعود، لقد استخدمھا الله ليؤكد قبوله للجماعات الخرى (أي السامريين، والموظفون والجنود الرومان، والأمميين).

والتكلم بلغات أو بالألسن أو اللسان له اشكال متعددة يظهرحينما يتكلم التلميذ أو الرسول بلغة لا بعلمها وينطقها دون إرادته وهناك لغة غير مفهومة تحتاج لمترجم كما قرأنه فى (1 كو 27 و 28) كذلك تكلموا بلغة  "الألسنة" في أعمال الرسل كانت دائما علامة للمؤمنين على أن الإنجيل قد غلب عوائق عرفيه وعرقية وجغرافية
أ ھناك فرق واضح بين الألسنة في أعمال الرسل والألسنة التي تكلم عنھا  بولس في خدمته اللاحقة في كورنثوس (١ كور ١٢ - ١٤ ) لاھوتيا

ويحلو لبعض المفسرين أن يقولوا أن يوم الخمسين ھو النقيض المباشر لبرج بابل (تك ١٠ - ١١) كبشر متكبرين عصاة يؤكدون على استقلالھم (أي رفضھم للإنتشار وملء الأرض)، نفذ الرب إرادته بأن أدخل لغات متعددة. والان، في دھر الروح القدس الجديد، الروح القومية التي تعيق البشر عن الإتحاد (أي حكومة العالم الواحد في الزمن الأخير) قد انقلبت بالنسبة إلى المؤمنين. الشركة المسيحية عبر كل عائق بشري (أي العمر، والجنس، والطبقة الإجتماعية، والمكان الجغرافي، واللغة) ھي عكس تبعات (تكوين ٣ )

 

3) " كَمَا أَعْطَاهُمُ ٱلرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا»"

الفعل ناقص إشاري مبني للمعلوم، ويعني أن الروح  القدس قد بدأ بأن يعطيھم عملا يعملوه .

أعلن المسيح لتلاميذه عن المرحلة التى تلى قيامته أثاء ظهوره لهم وهى التكريز وتعميد الذين يؤمنوا وفعل المعجزات وإخراج الشياطين والتكلم بألسنة وإذا شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويشفون المرضى (مر 16: 14- 18)  " ويتكلمون بالسنة جديدة. " وكلمة جديدة تعنى معجزة تتم فى لخظة فهى ليست لغة حسب إمكانيات أو قدرات الإنسان فهو لا يدرسها ويتعلمها ولا يتمرن عليها حسب اصول التعليم والنطق والدراسة ولكن بحسب مواهب الروح القدس يتكلم بها فى لحظة ويقول بعض المفسرين ان التكلم بالسنة يعنى أنه حينما يتكلم بلغته العبرية يفهما السامع بلغتة وقد ثبت فعلا أن الكرازة لم تتم بالنطق باللسنة فقد كانت اللغة اليونانية ومعها العبرية أو الآرامية كافية جدا لنشر الإنجيل بين الأمم ، وأكبر مثل ذلك كثل كرازة بولس الرسول فبالرغم من أنه كان حائزا على موهبة التكلم بألسنه إلا أنه لم يحتاج إليها قط فى تبشيرة وهكذا بقيت معجزة التكلم بألسنة كمعجزة للروح القدس تشهد ليوم الخمسين واصبحت المسيحية فى كل بلاد العالم اليوم فإن كانت المسيحية قد نطقت بالروح على يد رسلها الكارزين بلغات العالم فقد أصبخ العالم هدفها

*** كلمة "أن ينطقوا" (apophtheggomai) ھي مصدر حاضر مبني للمجھول
(مجھول الصيغة معلوم المعنى). ھذه الكلمة إستخدمھا لوقا فقط في أعمال الرسل ( لو ٢ :٤،
١٤) ( لو٢٦ :٢٥ ) تستخدم في السبعينية مع كلام الأنبياء (أي، الكلام الموحى به من الروح القدس (تث 32: 2) ( 1 أخ 25: 1) ( حز 13: 9: 19) ( مى 5: 111) ( زك 10: 2)
أفضل ھذا التفسير على الإتيمولوجية اليونانية الكلاسيكية بمعنى "صوت مرتفع "،"حديث متقد "، أو "خطاب بلاغي رفيع". لقد كان لوقا يعرف الترجمة السبعينية اليونانية للعهد القديم وكان متأثرا مفردات فيھا. السبعينية كانت ھي الكتاب المقدس في عالم البحر األبيض المتوسط وصارت كتاب الكنيسة المقدس.

وفي هذه المعجزة خمس ملاحظات:
الأولى: أنها معجزة عظيمة جداً لأن أولئك الرسل كانوا أميين لا فرصة لهم لأن يتعلموا اللغات الغريبة ولم يكن لهم ما يدعوهم إلى ذلك قبل حلول الروح وفي لحظة صاروا يعرفون مفردات تلك اللغات الكثيرة ومركّباتها وألفاظها المختلفة والتمكن من أحكام التلفظ بها حتى كأنهم من أهلها.
الثانية: أنها كانت إنجازاً لمواعيد العهد القديم إذ قيل «إِنَّهُ بِشَفَةٍ لَكْنَاءَ وَبِلِسَانٍ آخَرَ يُكَلِّمُ هٰذَا ٱلشَّعْبَ» (إشعياء ٢٨: ١١). ونعلم أن النبي أشار إلى ذلك من قول بولس الرسول في (١كورنثوس ١٤: ٢١).
الثالثة: أنها إنجاز لما أنبأ به يسوع بقوله «إنهم يتكلمون بألسنة أخرى» (مرقس ١٦: ١٧).
الرابعة: أنه لا يلزم مما ذُكر هنا أن كل رسول كان يحسن التكلم بكل من اللغات المذكورة بعد ذلك بل أن بعضهم تكلم ببعض اللغات وبعضهم بلغة أو بلغات أخرى.
الخامسة: أن الغاية من إعطاء هذه الآية للرسل كالغاية من إعطاء سائر المعجزات وهي البرهان على صدق الإنجيل وكون الرسل هم رسل الله. وتلك المعجزات كانت ضرورية في بداءة التبشير بالإنجيل. وليس من دليل على أن الرسل استعملوا تلك اللغات في تبشيرهم وتعليمهم إلا على سبيل المعجزة ليقنعوا الشعب بصحة تعاليمهم والبرهان على ذلك قول الرسل «مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي ٱلْكَنِيسَةَ» (١كورنثوس ١٤: ٤). وقوله أيضاً «إِذاً ٱلأَلْسِنَةُ آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ، بَلْ لِغَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ» (١كورنثوس ١٤: ٢٢) وقوله «لٰكِنْ فِي كَنِيسَةٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضاً، أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ» (١كورنثوس ١٤: ١٩). وكان بولس يحسن التكلم بلغات مختلفة أكثر من غيره ومع ذلك لم يفهم لغة أهل ليكأونيّة (ص ١٤: ١١) ولم يحتج في كل البلاد التي بشر فيها إلا إلى التكلم باللغة اليونانية كما احتاج إليها في كتابته رسائله. ومع ذلك ظن بعض الناس أن الرسل تكلموا في جولانهم في البلدان بألسنة أهل البلاد الخاصة بالقوة التي حصلوا عليها يوم حلول الروح القدس ونسبوا النجاح العظيم الذي كان على أيدهم إلى نوالهم تلك القوة.

 تفسير / شرح أعمال الرسل الإصحاح الثانى

2. موقف الحاضرين (أع 2: 5 - 13)   

تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  5) 5 وكان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في اورشليم.

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ "
رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ أي يخافون الرب يتجنبون غضبه من إذا خالفوا وصاياه وشريعته اليهوديةعلى قدر معرفتهم... وكانت هذه العبارة يطلقها اليهود فى الأراضة المقدسة على إخوتهم الذين فى الشتات الذين يقاسون مشقة السفر للحج فى أورشليم لتكملة فراشضهم لكل من اليهود نهم والمتهودين على حد سواء لأن السفر كان مكلفا ومضنيا فلا يقوى عليه إلا من كانت له روح التقوى والعبادة فحسب حسابها وإدخر لها مالا وهدايا فكان هؤلاء الأتقياء كانوا يورعون أموالهم على فقراء اليهود وخدام الهيكل فكانوا لهذا السبب محبوبون للغاية لدى المواطنون وخدام الهيكل

ھذه الكلمة تعني “التمسك الشديد بشيء” (السبعينية، لا ١٥ :٣١ ) 31 فتعزلان بني اسرائيل عن نجاستهم لئلا يموتوا في نجاستهم بتنجيسهم مسكني الذي في وسطهم  ( مي ٧: ٢ )  2 قد باد التقي من الارض وليس مستقيم بين الناس.جميعهم يكمنون للدماء يصطادون بعضهم بعضا بشبكة. " في حالة اليھودية في القرن الأول، إنھا تدل على التمسك بالرب فى الشريعة وتقاليد الشيوخ (أي التقاليد الشفھية، التي صارت التلمود). كان ھؤلاء رجال أتقياء ومتدينون ويظهر هؤلاء اليهود الأتقياء فى  (أع ٨ :٢ ) 2 وحمل رجال اتقياء استفانوس وعملوا عليه مناحة عظيمة. ( أع ٢٢ :١٢) 12 «ثم ان حنانيا رجلا تقيا حسب الناموس، ومشهودا له من جميع اليهود السكان (  لو٢ : ٢٥ ) 25 وكان رجل في اورشليم اسمه سمعان كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل والروح القدس كان عليه. " وھذا مشابه في المعنى لكلمة "بلا لوم" التي استخدمت مع نوح وأيوب

يهود أتقاء جاءوا مدفوعين بحب وطنهم بتزودون بمحبة أهاليهم وأقاربهم ويرون عظمة هيكلهم الذى بناه هيرودس (مز 102: 14)14 لان عبيدك قد سروا بحجارتها وحنوا الى ترابها. "  ولكنهم إستفادوا أكثر برؤيتهم حلول الروح القدس على التلاميذ والرسل

 

2) " مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ"

 أي من بلاد كثيرة يتكلمون لغات مختلفة نشر فيها اليهود الديانة اليهودية.
كانت فريضة (أى أمر إلهى ينفذه الممؤمنون من الحدود ) على اليھود الذكور على حضور الأعياد السنوية الرئيسية الثلاث (لا ٢٣ ) في الھيكل (تث ١٦ :١٦ ) 16 ثلاث مرات في السنة يحضر جميع ذكورك امام الرب الهك في المكان الذي يختاره في عيد الفطير وعيد الاسابيع وعيد المظال.ولا يحضروا امام الرب فارغين. "

كان ھناك: ١ - ربما حجاج من كل أرجاء عالم البحر الأبيض المتوسط والذين جاؤوا إلى أورشليم لأجل الفصح ومكثوا حتى يوم الخمسين.

٢ - مقيمون دائمون كانوا قد انتقلوا من مكان ما في خارج أورشليم استخدام الكلمة في .(أع 4: 16) ( أع 7: 24) ( أع 9: 22 و 32)

ھذه لھا مضامين لاھوتية عظيمة (مت ٢٨ :١٩ - ٢٠) (  لو ٢٤ :٤٧ ) ( أع ١: ٨ .) (

 

3) " سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ "

لعل بعض هؤلاء أتوا من الخارج وسكنوا في أورشليم دائماً متوقعين مجيء المسيح المنتظر في ذلك الوقت ولكن أكثره أتى إلى تلك المدينة رغبة في حضور عيدين فيقضون الفترة ما بين عيد الفصح وعيد الخمسين.فى اورشليم  وكان لليهود المتغربين رغبة شديدة في مثل ذلك الحضور فكانوا يسكنون فى البيوت والفنادق . قيل أنه حين أتى إليها تيطس القائد الرومانى وحاصر أورشليم  ودمرها وقت العيد كان فيها نحو ثلاثة آلاف نفس.

  تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  6) 6 فلما صار هذا الصوت، اجتمع الجمهور وتحيروا، لان كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته.

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "  فَلَمَّا صَارَ هٰذَا ٱلصَّوْتُ "
هٰذَا ٱلصَّوْتُ الأرجح أنه صوت الذي كان يشبه هبوب ريح عاصفة ( أع 2: 2) وأنه سمعه الذين في المدينة على اختلاف بعدهم من مصدره. وظن بعض المفسرين أن المراد «بالصوت» هنا الخبر المنتشر في المدينة بتلك المعجزة.
يمكن أن يشير ھذا (١) الضجة التى تحدثها الرياح المندفعة القوية (أع 2: 2)  أو (٢) المؤمنين الذين يتكلمون بلغات أخرى (أع 2: 4)

 

2) ٱجْتَمَعَ ٱلْجُمْهُورُ "

كلمة الجمهور تعنى عدا كبيرا وبالطبع لم يجتمع في البيت بل أنه اجتمع إما حوله. والأرجح أن الرسل خرجوا حينئذ ليخاطبوه وذهبوا للهيكل وھذا يدل على أن ما سيحدث جرى في منطقة الھيكل لأنه ما كان ليمكن أن تتسع علية صغيرة لحشد كبير كھذا وما كانت شوارع أورشليم الصغيرة لتتسع لھم أيضا.

 

3) " وَتَحَيَّرُوا"
كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَتِهِ كان أولئك الناس مختلفي اللغات ومع ذلك سمع كل منهم بعض الرسل يخاطبه بلغته وتكلم الرسل إما بالدور وإما كل واحد مع جماعة من الجمهور منفردة عن غيره
ھذه الكلمة نفسھا تستخدم في العهد القديم للغة اليونانية المسماة السبعينية في (تك ١١ :٧ ٩ )  6 وقال الرب: «هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم، وهذا ابتداؤهم بالعمل. والان لا يمتنع عليهم كل ما ينوون ان يعملوه. 7 هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض». 8 فبددهم الرب من هناك على وجه كل الارض، فكفوا عن بنيان المدينة، 9 لذلك دعي اسمها «بابل» لان الرب هناك بلبل لسان كل الارض. ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الارض. " ،في إشارة إلى بلبلة اللغات في برج بابل.

*** وَتَحَيَّرُوا"أكد كثير من المفسرين أن يوم الخمسين ھو العكس الرمزي للنزعة القومية التي بدأت عند برج ً لأجل حماسة البشر ً بالعقاب لأجل رفض البشرالآثم لإرادة الرب بأن يتفرقوا، وثانيا بابل، أولا من حكومة عالمية واحدة. كتاب Commentary Biblical Jerome The ،المجلد ٢،ص. ١٧٢ ً،يعزز أيضا ھذه النظرة باستخدام كلمة (diamezizō التى وردت فى (أع ٢ :٣ )    والتي ھي كلمة نادرة، ولكن أيضا  للأشارة إلى التشتت عند برج ً مستخدمة في السبعينية في (تث٣٢ :٨ ) بابل. المؤمنون ما عادوا منفصلين بالنزعات القومية. انظر التعليق (راجع أع 9: 22)

 

4) " لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَتِهِ "

السيدة الفرنسية الملحدة والقديس بورفيريوس
نزولاً عند إصرار بعض الأصدقاء، قامت مؤرِّخة فرنسية، وكانت ملحدة وعدمية [1]، بزيارة القديس بورفيريوس في منسكه في ميليسي، أتيكا. كأستاذة جامعية، لم تكن تتوقع أن تتعلّم شيئاً مهماً ممن لم يتخطَّ الصف الثاني.
طلب الشيخ أن يسيرا معاً من دون أي آخر معهما، ولا حتى مَن يترجم. هذا الأمر أثار تساؤل أصدقائها إذ كانوا يعلمون أن السيدة الفرنسية لا تتحدث أي يونانية ولا الشيخ يعرف الفرنسية. استمرّ حوارهما لبعض الوقت وكان نقاشاً لاهوتياً ووجودياً، وبين الإثنين فقط.
انفتح الباب ودخلت الملحدة غارقة بالدموع، دموع التوبة. عندما سألها أصدقاؤها كيف تعاملت مع الشيخ أجابت: “لكنه يتكلّم الفرنسية بطلاقة". الأمر نفسه جرى مع طبيب ألماني، وآخر صربي، ومع رجل روماني، وآخر إيرلندي…
عندما سأله أبناؤه الروحيون كيف يعرف كل هذه اللغات وهو لم يتعلمها، أجاب: “أنا أتكلم اليونانية والروح القدس يترجمها في عقولهم وقلوبهم. هذه هي لغة الروح القدس الجديدة التي وعد الله بها تلاميذه، لغة الفردوس التي شوّهتها الكبرياء في برج بابل واستُرجعت في العنصرة بالروح القدس عبر الكنيسة إلى قديسي كل الأزمان".
نعرف أمثلة مماثلة كثيرة جرت مع القديس باييسيوس ومع قديسين روس أيضاً. الروح القدس الذي هو نار سماوية أضاءت الكنيسة يوم العنصرة وهو دائماً فيها ولا يزال متّقداً منذ عشرين قرن، دون أن يمحوه الضعف البشري ولا الأخطاء البشرية. “وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ".
كل "نار جديدة من الروح" يسوّق لها الهراطقة اليوم باختيال وكبرياء على أنها أصلية وصحيحة وفريدة على الأرض، هي غريبة "وغير إلهية".
المؤرّخة الفرنسية صارت الأخت مريم المجدلية في صحراء سيناء، حيث سلكت في النسك لثمانية عشر سنة، في ظروف صعبة ، متخليةً عن الغنى والمهنة والشهرة وكل فلسفات الأرض غير النافعة. في سيناء رقدت بالرب في الثاني عشر من كانون الأول 2013.
[1] العدميون هم الذين يرفضون جميع المبادئ الدينية والأخلاقية إيمانًا بأن الحياة لا معنى لها.

تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  7) 7 فبهت الجميع وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض:«اترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين؟

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَبُهِتَ ٱلْجَمِيعُ وَتَعَجَّبُوا "

قيل في العدد السابق أنهم تحيروا وكل هذه الكلمات تشير إلى عظمة تأثير العجيبة في المشاهدين.

 

2) " قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ "

هذا يسجل الوحى ما قالته الجماهير لبعضهم البعض فبهتت وهذه الكلمة تعنى باللغة العربية  تعب ودَهِش وتحيَّر

3) " أَتُرَى لَيْسَ جَمِيعُ هٰؤُلاَءِ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ جَلِيلِيِّينَ "

ھذا سؤال بلاغي (يتوقع الإجابة بالإيجاب) وُطرح هذا السؤال بسبب لھجتھم الشمالية أي، لھجة الجليل وهكذا عرفت الجارية بطرس من ن إتباعه المسيح الناصرى والناصرة بلده فى الجليل وأيضا من لهجته التى هى لهجة أهل الجليل (مت ٢٦ :٧٣ ).71 ثم اذ خرج الى الدهليز راته اخرى فقالت للذين هناك: «وهذا كان مع يسوع الناصري!» 72 فانكر ايضا بقسم: «اني لست اعرف الرجل!» 73 وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس: «حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك!» 

*** كلمة "أترى" : تعكس الكلمة اليونانية (idou) (انظروا )، المستخدمة ٢٣ مرة إستخدمها الوحى في أعمال الرسل ولوقا. َّ ْفى الايات التالية على سبيل المثال لا الحصر (اع 4: 14) ولكن اذ نظروا الانسان الذي شفي واقفا معهما، لم يكن لهم شيء يناقضون به.(اع 13: 40) فانظروا لئلا ياتي عليكم ما قيل في الانبياء:( اع 13: 41) انظروا ايها المتهاونون، وتعجبوا واهلكوا! لانني عملا اعمل في ايامكم. عملا لا تصدقون ان اخبركم احد به».(اع 15: 6) فاجتمع الرسل والمشايخ لينظروا في هذا الامر.(اع 22: 9) والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا، ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني.

(لو 19: 37) ولما قرب عند منحدر جبل الزيتون ابتدا كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لاجل جميع القوات التي نظروا( لو 21: 8) فقال: «انظروا! لا تضلوا. فان كثيرين سياتون باسمي قائلين: اني انا هو والزمان قد قرب. فلا تذهبوا وراءهم.(لو 21: 29) وقال لهم مثلا: «انظروا الى شجرة التين وكل الاشجار.(لو 24: 37)(.لو 24: 39) انظروا يدي ورجلي: اني انا هو. جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي».

لو كان التلاميذ من بلدان مختلفة لم يكن من عجب من تكلمهم بلغات مختلفة لكنهم كانوا من مكان واحد تقريبا وهو الجليل اقليم فى شمال إسرائيل  . وعرفوا أنهم جليليون من هيئتهم وأثوابهم وكان المخاطبون الذين يكلموهم هم الرسل دون غيرهم. فالرسل وغيرهم من المؤمنين كان معظمهم من الجليل أو لاتباعهم يسوع نبي الجليل.

تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  8) 8 فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها؟

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1)" « فَكَيْفَ نَسْمَعُ نَحْنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لُغَتَهُ ٱلَّتِي وُلِدَ فِيهَا»."
هذا الاستفهام للتعجب. وهذا يعنى اللغة التي وُلد فيها المتكلم اللغة التي نشأ عليها منذ طفولته لا التي إكتسبها بالدرس والحفظ والتحصيل .

والمفسرين بعضهم يقول أن المعجزة فى التكلم بألسنة أى بلغات مختلفة والبعض الآحر من المفسرين يرجح أن المتكلم يتكلم لغته أى أن التلاميذ يتكلمون بلغتهم والسامع يسمع أو يفهم بلغته (أع 2: 8 و 11) ويعللون رأيهم بالقول لو تكلم ھؤلاء الناس الكثر بلغات مختلفة فى نفس الوقت ،  لصار ھناك تشوش وضجيج لا يسمع الواحد الآخر ، ھذا ھو العكس اللاھوتي من برج بابل (تك ١١) وقد يكون كل من الرأيين صحيح

***  لُغَتَهُ : ھذه ھي الكلمة اليونانية (dialektos) (أع 2: 8) والتي منھا نحصل على كلمة "لھجة". يستخدم لوقا ھذه الكلمة غالبا فيً أعمال الرسل ( أع 1: 19) ( أع 3: 6 و 8) ( أع 21: 40) (أع 22: 2) ( أع 26: 14)  :إنھا تستخدم بمعنى "اللغة". ولكن، في ھذا السياق، اللھجة قد تكون ھي المعنى المقصود. لقد سمع ھؤلاء اليھود عن يسوع بلغتھم الأم. وكان يقصد بذلك أن يكون علامة تأكيدية لھم على موثوقية الرسالة الجديدة عن الله واشتمالھا الكوني.(أع ٢ :٧ ،١٢ ).لاحظوا كل الكلمات المختلفة التي تعبر عن مشاعر قوية في ھذا السياق.
١ -"Sunechō" " تحيروا" (أع 2: 6)
٢ - " existēmi " " بهت " (أع 2: 7)
٣ - "thaumazō - " تعجبوا"  (أع 2: 7)

٤ - " diaporeō " " تحير " (أع 2: 12)

تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  9) 9 فرتيون وماديون وعيلاميون، والساكنون ما بين النهرين، واليهودية وكبدوكية وبنتس واسيا

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

ذكر لوقا البلاد التي أتى منها اليهود بيان عدد اللغات التي تكلم بها المخاطبون وعظمة المعجزة. ولم يذكر تلك البلاد بلا ترتيب بل ذكرها على نسق دل على معرفته البلاد والسكان إذ ذكر أولاً أولاد سام ثم أولاد يافث ثم أولاد حام وابتدأ بذكر البلاد في آسيا شرقاً ثم البلاد غرباً على ترتيب مواقعها حتى بلغ أوربا ثم أفريقية ثم رجع أخيراً إلى آسيا.

 

*** فَرْتِيُّونَ وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ، وَٱلسَّاكِنُونَ مَا بَيْنَ ٱلنَّهْرَيْنِ : كل ھذه الجماعات كانت من منطقة الھالل الخصيب (ما بين النھرين)، التي منھا دعي إبراھيم (أور الكلدانيين، ُفي إسرائيل ويھوذا ) السبي الأشوري، والسبي البابلي ( تك ١١ :٢٨ ) والتي منھا

1) " فَرْتِيُّونَ " Parthians

أي سكان فرتيا Parthia، وهي ولاية كانت تقع في آسيا الغربية جنوب شرقي بحر قزوين وهي قسم من مملكة الفرس في جوار خليج العجم (الفارسى أو العربى) . وتكاد تكون مطابقة لمقاطعة خراسان الحالية الواقعة في القسم الشمالي الشرقي من إيران. أتى ذكر الفرتيين في كتابات داريوس هستاسبس. فقد قاموا بثورة على الفرس سنة 521 ق.م. ولكن سرعان ما أخمدت. ثم حكمهم الإسكندر، فخلفاؤه السلوقيون. وفي سنة 255 ق.م. ثار الفرتيون تحت قيادة ارساكس الأول على حكم السلوقيين وتحرروا. وقد عرف خلفاء ارساكس بالارساكيديين. ويبدأ عهد بارثيا حين ربحت استقلالها عام 247 ق.م. وقد وسّع مثريداتس (نحو 174ـ 138 ق.م.) حدودها وجعل منها إمبراطورية امتدت من بحر قزوين حتى الخليج العربي (أو الفارسي). وكان نهر الفرات حدها الغربي. وقد اصطدم الفرتيون مرارًا مع الرومان للاستيلاء على أرمينيا. وقد أوقفوا التوسع الروماني شرقًا من سنة 64 ق.م. حتى 226 م. وبين سنة 40 و37 ق.م. غزوا آسيا الصغرى وسوريا وفتحوا أورشليم ونهبوها ونصبوا انتيغونس آخر الحسمونيين على عرشها وكان يهود من بارثيا في أورشليم يوم الخمسين (أع 2: 9) وربما حملوا بشارة الإنجيل معهم إلى بارثيا حين عودتهم إليها. وبعد حكم لهم دام نحو 500 سنة فتح الفرس بلادهم تحت قيادة ازداشير الساساني سنة 226 م. وقضوا على سلطنتهم.

 

2) " وَمَادِيُّونَ" Medes

 أي أهل مادي وفي أيام هيرودوتس كانوا يسمون أريانيين. (دا 11: 1 ) ( اش 13: 17). وهي بلاد في الشمال الغربي من بلاد فارس وجنوبي بحر الخزر ولعلها نُسبت إلى ماداي بن يافث (تكوين ١٠: ٢). وكثيراً ما ذُكرت مادي في الكتاب المقدس مع فارس لاتحاد المملكتين مراراً (٢ملوك ١٧: ٦ ) ( 2مل ١٨: ١١ ) ( أستير ١: ٣ و٤ و١٨ و١٩ ) ( إرميا ٢٥: ٢٥ ) ( دانيال ٥: ٢٨ ) ( دا ٦: ٨ ) ( دا ٨: ٢٠ ) ( دا ٩: ١).
 

3) " عِيلاَمِيُّونَ " Elamites

 وسكان بلاد عيلام. ( أع 2: 9). ذُكروا مراراً في العهد القديم وهم سلالة عيلام بن سام (تكوين ١٠: ٢٢ ) ( تك١٤: ١ ) ( عزرا ٢: ٧ ) (عز 4: 9 ) ( عز ٨: ٧ ) ( نحميا ٧: ٢٢ و٣٤ ) ( إشعياء ١١: ١١ ) ( أش ٢١: ٢ ) ( أش ٢٢: ٦) وكانت بلادهم في عصر دانيال ولاية من مملكة فارس (دانيال ٨: ٢) وتسمى اليوم كردستان وهي على تخم بلاد العجم الغربي شمال إيران والعراق وسوريا وكانت قاعدتها قديماً شوشان واشتهرت بعظمتها لأن محيطها كان خمسة عشر ميلاً وبنفاسة القصر الذي بناه فيها أحشويروش.
 

4) " مَا بَيْنَ ٱلنَّهْرَيْنِ" people from Mesopotamia

 أي بين نهريى دجلة والفرات وسُميت هذه البلاد أيضاً فدان آرام Paddan Aram (أي حراثة النجد لأن معنى فدان حراثة ومعنى آرام نجد أي أرض مرتفعة) (تكوين ٢٥: ٢٠) وفي هذه الأرض أور الكلدانيين مولد إبراهيم (تكوين ١١: ٣١).(تك 24: 10 ) ( تك 25: 20 ) ( تك 28: 5).
 

5) " وَٱلْيَهُودِيَّةَ " Judea,

هى لهجة وليست لغة ذكرها الوحى فى سفر الأعمال هنا تكملة للأماكن التي كان السامعون منها. وكانت لهجة سكان اليهودية تمتاز عن لهجة سكان الجليل بأنها أكثر نقاءا لأن أهل الجليل أختلطوا مع اليونانيين والرومانيين الساكنين معهم هناك . ولا بد من أنه كان أكثر السامعين من اليهودية.

وقد تسائل بعض المفسرين
لماذا ُوضعت كلمة اليھودية بين بلدين غير مرتبطين؟ لماذا ُوضعت بدون أداة التعريف، والتي ستكون صحيحة نحويا بالارامية؟ بسبب ھذه األإسئلة افترض كثيرون أنه حدث خطأ باكر في النسخ وأن ھذه الكلمة تشير إلى أمة أخرى.
١ - ترتليان، أوغسطين- أرمينيا
٢ -جيروم- آرام
٣ - الذھبي الفم، إيراسموس- الھند
٤ - من أجل اقتراحات معاصرة عديدة انظر كتاب on Commentary Textual A
.٢٩٣ .ص، Bruce M. Metzger للكاتب، the Greek New Testament

 

*** وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَبُنْتُسَ وَأَسِيَّا (أع 2: 9) وَفَرِيجِيَّةَ وَبَمْفِيلِيَّةَ (أع 2: 10)" كانت ھذه جماعات من تركيا الحديثة

 

6) " كَبَّدُوكِيَّةَ " Cappadocia,

أكبر ولايات آسيا الصغرى القديمة، الشرقية كانت قاعدتها في أيام الرومانيين قيصرية  يحدها شمالًا بنتس أو بنطس، وشرقًا الفرات، وجنوبًا سورية وكيليكية، وغربًا غلاطية. وهي سهل مرتفع تخترقه سلاسل من الجبال. أما غاباتها فقليلة وأراضيها فصالحة للزراعة ورعاية المواشي وقد اشتهرت بقمحها الجيد وخيولها الأصيلة. جعلها طباريوس، عند وفاة الملك ارخيلاوس عام 17 م، مقاطعة رومانية. ووحدها فسباسيان عام 70 م. مع أرمينيا الصغرى. فصارت من اكبر ولايات الحدود. وقد اشترك بعض سكانها في عيد يوم الخمسين في أورشليم حيث حل عليهم الروح القدس (أع 2: 9). وكان مسيحيوها من جملة الذين راسلهم بطرس الرسول (1 بط 1: 1).

 

7) " وَبُنْتُسَ " Pontus

اسم يوناني ولاتيني ومعناه "البحر" (1 بط 1: 1) اسم المقاطعة الشمالية الشرقية من آسيا الصغرى.كان ولاية في شمالي آسيا الصغرى على شاطئ البحر الأسود ولذلك سُميت بنتس وهي لفظة لاتينية معناها البحر. وكانت واقعة على شطوط البحر الأسود، يحدها شرقًا كولخس وجنوبًا كبدوكية وغربًا غلاطية. وكان يسكن هذه المقاطعة في أيام مخلصنا عدد ليس بقليل من اليهود (1ع 2: 9). وقد دخلت إليها بشارة الخلاص في القرن الأول المسيحي فاعتنق عدد غفير من أهلها الديانة المسيحية. وقد أرسل إليهم بطرس الرسول رسالته الأولى. وبنتس هذه هي وطن اكيلا رفيق بولس (1ع 18: 2) وكانت مملكة مستقلّة ومن ملوكها مثرادتس الشهير. إلا أنها أضيفت إلى أملاك الرومانيين في زمن بومبيوس.

 

8) " وَأَسِيَّا " Asia,

آسيا فى العهد الجديد هو الجزء الغربي من آسيا الصغرى أي بر الأناضول وكانت قاعدتها أفسس.المقاطعة الرومانية التي كانت تحمل هذا الاسم والتي كانت تقع في غرب آسيا الصغرى (أعمال 19: 10) ( 1 كو 16: 19 ) ( 2 تيمو 1: 15) ( 2 تيمو 1: 1 ) ( رؤيا 1: 4) وكانت هذه المقاطعة تشمل ميسيا وليديا وكارية وجزءًا من فريجية وبعض الموانيء البحرية المستقلة وترواس وبعض الجزر الساحلية. وكانت أفسس عاصمة هذه المقاطعة في أزمنة العهد الجديد. وقد قضى الرسول بولس بها عدة سنوات ، ومن هذه المدينة انتشر الإنجيل إلى كل بقاع المقاطعة (أعمال 19: 10) وكان الحاكم الروماني للمقاطعة من رتبة "نائب قنصل" أو "والٍ" وكان يعين كل سنة من قبل مجلس الشيوخ الروماني. وقد بعث المسيح المقام على لسان يوحنا رسائل إلى السبع الكنائس التي في آسيا (رؤ 1: 3).
كذلك نسمع في سفر الرؤيا عن السبع الكنائس التي في آسيا التي في أفسس، سميرنا، برغامس، ثياتيرا، ساردس، فيلادلفيا، لاوديكية" (رؤ 1: 11)

تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  10) 10 وفريجية وبمفيلية ومصر، ونواحي ليبية التي نحو القيروان، والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء،

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

9) " فَرِيجِيَّةَ " Phrygia

ولاية كبيرة في آسيا الصغرى . وقد اختلفت تخومها باختلاف الزمن والحكام . وبعد أن اقتطعت منها غلاطية أصبحت حدودها شمالًا بيثينية، وشرقًا ليكأونية وغلاطية، وجنوبًا ليكية وبيسيدية وايسورية، وغربًا كاريا وليديا وميسيا. والمنطقة سهل مرتفع بين سلسلة جبال طوروس جنوبًا وأولمبوس شمالًا وتمنوس غربًا. ذكر من مدنها في العهد الجديد أربع هي لاودكية وكولوسي وهيرابوليس وإنطاكية بيسيدية. وفي هذه الفترة لم تبقَ فريجية مقاطعة كما كانت بل أصبحت مجرد اسم محلّي. وقد أسكن الطيوخوس الكبير في ليديا وفريجية 2000 عائلة يهودية من بابل وما بين النهرين. وكان بعض هؤلاء اليهود الفريجيين في أورشليم يوم الخمسين (أع 2: 10). وقد اجتاز بولس في فريجية في رحلتيه الثانية والثالثة (أع 16: 6 و18: 23).

 

10) " بَمْفِيلِيَّةَ " Pamphylia,  

ولاية من آسيا الصغرى على شاطئ البحر المتوسط يحدها شمالاً بيسيدية وجنوباً البحر وشرقاً جبل طورس وغرباً فريجية.

. وكانت عاصمتها تسمى برجة، حينما زارها بولس الرسول (1ع 13: 13 و14: 24 و27: 5) وأضاف إليها كلوديوس بيسيدية وليكية اللّتان لم تكونا قبل ذلك فيها. وهي ساحل طوله 80 ميلًا وعرضه 30 ميلًا. وتخترقها ثلاثة أنهار هي الكتاركتس وألسترس والاورينيدون. وكانت برجة عاصمتها أتالية (اضالية) ميناها (أع 24: 25). وكانت بمفيلية بلادًا صغيرة مدة الحرب الفارسية، فأرسلت ثلاثين مركبًا فقط، بينما أرسلت كيليكية مائة. وفي الأول أضافها الرومانيون إلى مستعمرة آسيا ثم فصلوها. وكان الحاكم عليها حينئذ شيشرون الشهير. وكانت برجة الموضع الأول الذي زاره بولس وبرنابا في السفرة التبشيرية الأولى. وهناك فارقهما مرقس (1ع 13: 13) ثم بعد رجوعه من بيسيدية بشّر في برجة ثم سافر من اتالية إلى إنطاكية (1ع 14: 24-26) وكان في أورشل4-26) وكان في أورشليم يوم الخمسين بعض سكان بمفيلية.

 

11) " مِصْرَ " Egypt ;

كان اليهود يسكنون بافسكندرية بمصر هي البلاد المعروفة شمالي أفريقيا تُسقى أراضيها بمياه النيل. وكانت لغتها قديماً القبطية سكنها في العصور الخالية كثيرون من اليهود. وهناك تُرجمت أسفار العهد القديم أولاً إلى اليونانية في عهد بطليموس وتُعرف بترجمة السبعين.
 مخطوطات كتابية صدرت عن مصر:قبل أن اكتشفت لفائف وادي قمران Qumran scrolls كانت أقدم المخطوطات العبرية للعهد القديم تلك التي اكتشفت في مصر من أمثال بردي ناش وجزازات الجنيزة من مجمع بن عزرا في مصر. القديمة ونسخة لنينجراد التي استخدمها العالم "كتيل" أساسًا للنص العبري المشهور الذي ينسب إليه. ومن ضمن المخطوطات الكتابية التي جاءت من مصر ما يأتي: بردي شيدي ويشمل نبوات حزقيال ومن المرجح أن جدًا أن النسختان العظيمتان النسخة الفاتيكانية والسينائية نسختا في مصر. وهناك جزازة من إنجيل يوحنا من ضمن بردي جون ريلندز يرجع تاريخها إلى حوالي عام 125 الميلادي. وهناك أيضًا بردي أو كسرنخس وبردي تشستر بيتي Chester Beatty وبردي بودمر المكتشف حديثًا والذي يشمل إنجيل يوحنا وإنجيل لوقا والرسائل الجامعة. كل هذه جادت بها أرض مصر. وكذلك يجد العلماء في الترجمات القبطية القديمة شهادة قوية مبكرة جدًا لنص الكتب المقدسة.
 نبوات عن مصر: وقد ورد ذكر مصر كثيرًا في النبوات فمثلًا نجد ذكرها في (أش ص 19 و30 ارميا ص 46 وحز ص 29- ص 32) وتشمل هذه النبوات إنذارات موجهة إلى مصر في ذلك الحين كما تشمل الوعد والتنبؤ بأن المصريين سيعرفون الرب وبأن الرب سيبارك مصر (اش 19: 21 و25). وقد أشار إشعياء إلى مصر في إحدى نبواته مستعملًا اسمًا مجازيًا هو "رهب" أي "الكبرياء" (اش 30: 7).

 

12) " لِيبِيَّةَ "  the parts of Libya

بلاد شمالي أفريقية وغبربي مصر وليبيا بها تسع مدن اعتنق العديد من السكان خاصةً من الأمازيغ الديانة المسيحية وقد بُنيت الكنائس وكان يسكن فى ليبيا كثير من اليهود  وخرج من ليبيا العديد من الشخصيات الذين كان لهم تأثير كبير في العالم المسيحي، بما في ذلك الإنجيلي مرقس وسمعان القوريني وآريوس وسينيسيوس وفيكتور الأول وإسطفانوس الليبي.

 

 13) " ٱلْقَيْرَوَانِ " Cyrene

مدينة في ليبية غربي اسكندرية وعلى أمد خمس مئة ميل منها على مسافة 224 كيلو مترًا شرقي بنغازي في الجبل الأخضر وهي من مدن طرابلس الغرب اليوم وتقع على ارتفاع يقرب من ألفي قدم فوق سطح البحر. وكانت عاصمة "كيرنيكا" واسمها الحالي هو "شحات". واسمها القديم كورينيا وكانت مستعمرة يونانية أسست سنة 631 ق.م. وفي أيام اسكندر ذي القرنين كان ربع أهاليها يهودًا دخلوا في الرعوية اليونانية. وبعد موت إسكندر ألحقت بمصر ثم صارت ولاية رومانية 75. ق. م. وكانت مركزًا للحضارة. وكان فيها يومئذ عدد وافر من اليهود وكان من أهلها سمعان القيرواني الذي سُخر بحمل صليب المسيح (متّى ٢٧: ٣٢ ولوقا ٢٣: ٢٦) وذُكر بعض القيروانيين بين المسيحيين الأقدمين (أعمال ١١: ٢٠ و١٣: ١).
  وكان منها أيضًا بعض اليهود في أورشليم يوم الخمسين (أع 2: 10). وكان لهم مجمع هناك (أع 6: 9). وصار بعضهم مبشرين (أع 11: 20 و13: 1). وقد خربت في القرن السابع. ولا تزال فيها آثار رائعة ترجع إلى عصور اليونانيين والرومان.

 

14) " وَٱلرُّومَانِيُّونَ ٱلْمُسْتَوْطِنُونَ " visitors from Rome

أي اليهود الذين اتخذوا إيطاليا وطناً لهم وأتوا أورشليم ليحتفلوا بالعيد فتكون لغتهم اللاتينية فإن بمبيوس لما استولى على اليهودية نحو السنة الستين قبل الميلاد ألوفاً من أهلها وأخذهم إلى رومية فكانوا بمنزلة عبيد للرومانيين ثم حُرروا وبقوا هنالك ساكنين في قسم من المدينة على نهر تيبر.


15) " يَهُودٌ" Jews 

 أي إسرائيلون أصلاً.
 

16) " وَدُخَلاَءُ proselytes,

أطلق هذه الكلمة في العهد الجديد على الشخص الذي يدخل الديانة اليهودية من بين الوثنيين. وكان للفريسيين غيرة شديدة على اكتساب الدخلاء (مت 23: 15). ويذكر الشاعر الروماني هوراس أن اكتساب الدخلاء إلى الديانة اليهودية كان من أبرز الخاصيات التي تميز بها اليهود في عصره. وقد أوصت الشريعة الموسوية بحسن معاملة الأجانب الساكنين في الأرض المقدسة (تث 10: 18 و19) وكذلك أوصت بحماية مدن الملجأ شريطة أن يمتنع الأجانب عن التجديف وعبادة الأوثان (لا 20: 2 و24: 16) وكان يباح للأجانب والغرباء بأن يشتركوا في شعائر يوم الكفّارة (لا 16: 29) وعيد الأسابيع (تث 16: 11) وعيد المظال (زك 14: 16-19) غير أنه لم يكن يباح لهم الاشتراك في شعائر عيد الفصح ما لم يختنوا (خر 12: 48 وعد 9: 14) كي يتّم دخولهم في الديانة اليهودية وعبادتها. وقد دخل عدد غفير ممن لم يكونوا يهودًا أصلًا إلى الديانة اليهودية. وقد كان عدد من هؤلاء موجودًا في يوم الخمسين عندما انسكب الروح القدس (أعمال 2: 10) وكان أحد الرجال الذين انتخبوا ليعنوا بأمر الفقراء في الكنيسة الأولى دخيلًا من إنطاكية واسمه نيقولاوس (أعمال 6: 5). ويذكر يوسيفوس (حروب: الكتاب الثاني والفصل العشرون والفقرة الثانية) بأنه كان في إنطاكية عدد كبير من الدخلاء، ويرّجح أن رئيس حاشية الملكة كنداكة ملكة الحبشة كان قد دخل الديانة اليهودية قبل أن يلقاه فيلبس في الطريق ويرشده إلى طريق الخلاص بالإيمان بالرب يسوع المسيح (أعمال 8: 27) ويحدثنا يوسيفوس أيضًا أن الأسرة المالكة في اديابيني شرقي الفرات كانت قد دخلت الديانة اليهودية (يوسيفوس: آثار، الفصل العشرون فقرات 2-4) وكان في إنطاكية بيسدية دخلاء كثيرون وقد ذكر الربيون نوعين من الدخلاء:
(أ) النوع الأول وهو ما أطلق عليه اسم دخلاء البرّ وهؤلاء الدخلاء هم الذين قبلوا أن يختتنوا وأن يعتمدوا وأن يقدموا الذبائح. وقد قبلوا الديانة اليهودية بفروضها وطقوسها ونواميسها.
(ب) النوع الثاني وهو ما أطلق عليه اسم "دخلاء الباب" أو (الدخلاء النزلاء" وكان هؤلاء أقل مرتبة من سابقيهم فقد قبل هؤلاء أن يحفظوا فرائض أو وصايا نوح السبع ولكنهم رفضوا أن يختتنوا أو يقبلوا الديانة اليهودية برمتها. وقد سمى هؤلاء في العهد الجديد المتعبدين (اع 13: 43 و50 و16: 14 و17: 4 و17 و18: 7). وكانت نواة الكنائس التي أسسها بولس في الغالب من هؤلاء. ومن ضمن أفراد هذا الصنف كرنيليوس وليدية وتيموثاوس وتيطس.

  تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  11) 11 كريتيون وعرب، نسمعهم يتكلمون بالسنتنا بعظائم الله!».

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 

17) "كِرِيتِيُّونَ " Cretans

من جزيرة كريت وتُسمى أحياناً كندية أو إقريطش (باليونانية: Κρήτη) ‏وهي في بحر الروم (البحر الكبير أو البحر البيض المتوسط) ، طولها نحو مئتي ميل وعرضها نحو خمسين ميلاً وهي غربي سورية وعلى أمد نحو خمس مئة ميل منها وهي التي ترك فيها بولس تيطس لخدمة الإنجيل (تيطس ١: ٥).5 من اجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الامور الناقصة، وتقيم في كل مدينة شيوخا كما اوصيتك"

وهذه الجزيرة أكبر الجزر اليونانية وخامس أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط. وموقعها تقريبًا 35° ش، 24° ق. وهي تطل جنوبًا على بحر إيجة ومساحتها لا تزيد عن 8336 كيلومترًا مربعًا وهي حاليا من أهم جزر اليونان . تنتصب فيها سلسلة جبلية ممتدة من الشرق إلى الغرب وتحدها شواطئ صخرية. وأعلى قمة فيها هي قمة بسيلوريتيس التي يصل ارتفاعها إلى 2456 مترًا فوق سطح البحر. وعلى هذه السلسلة تنتشر بساتين الزيتون والكرمة وتزرع فيها الذرة والتبغ.وهي تتمتع بموقع استراتيجي وذلك لقربها من القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأروربا، حيث كانت في العصور الوسطى مركز تجاريا وملتقى حضارات لشعوب هذه القارات

18) " عَرَبٌ " Arabs

هم اليهود سكان بلاد العرب ولغتهم العربية.وكانت غى الجزيرة العربية قبائل يهودية مثل قبيلة خيبر وغيرها  كما كانت توجد قبائل عربية فى سوريا والعراق وقد تشير هذه الكلمة إلى ذرية عيسو.من نسل سعير وملوك آدوم شرق نهر الأردن ...  لقد كان ھناك العديد من القبائل العربية منتشرة حول جنوب الشرق الأدنى.

ھذه القائمة كانت تمثل بالنسبة إلى اليھود في القرن الأول كل العالم المعروف آنذاك. قد تكون ھذه استعارة مشابھة للغات السبعين في العالم كرمز يھودي إلى كل البشرية (لو ١٠) ھذه الفكرة نفسھا يتم التعبير عنھا في السبعينية.في (تث ٣٢ :٨ )  8 حين قسم العلي للامم حين فرق بني ادم نصب تخوما لشعوب حسب عدد بني اسرائيل.

 

1) " نَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا"

 اللغات التي تكلم التلاميذ والرسل بها أكثر من سبع أو ثمانٍ ما عدا لهجاتها المختلفة ولم يكن من سبيل إلى الخداع أو الانخداع لأن كل واحد من السامعين حكم بمعرفتهم لغته وشهد بذلك لغيره. والذي حيرهم أن المتكلمين بتلك اللغات جليليون (أع 2: 7) ولا سبيل لأهل الجليل الصيادين في إقليم الجليل أن يسمعوا تلك اللغات وليسوا بعلماء لكي يتعلموها.

2) " بِعَظَائِمِ ٱللّٰهِ "

هذا يعنى التسابيح والتشكرات للرب فى الهيكل أو بالقرب منه على ما صنع من العظائم بإرساله ابنه إلى العالم وفي إقامته إياه من الموت وبإصعاده إياه إلى السماء وبإجرائه المعجزات باسمه. 

تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  12)  12 فتحير الجميع وارتابوا قائلين بعضهم لبعض:«ما عسى ان يكون هذا؟».

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَتَحَيَّرَ ٱلْجَمِيعُ وَٱرْتَابُوا"
فَتَحَيَّرَ ٱلْجَمِيعُ وَٱرْتَابُوا أي عجبوا من غرابة الأمر عجباً عظيماً وشكوا في تعيين العلة فما استطاعوا أن يحكموا أمن الله هي أم من غيره.

2) "  قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا؟"
أدرك ھؤلاء الحجاج أن ھذه الحادثة الخاصة ھي علامة ذات مغزى. اغتنم بطرس الفرصة ليجيب على أسئلتھم

  تفسير / شرح أعمال الرسل  (أع 2:  13) 13 وكان اخرون يستهزئون قائلين:«انهم قد امتلاوا سلافة».

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَ آخَرُونَ يَسْتَهْزِئُونَ"
آخَرُونَ يَسْتَهْزِئُونَ لعل هؤلاء من سكان أورشليم لم يفهموا شيئاً من اللغات الأجنبية فلم يفهموا كلام الرسل لأنه لا معنى له بالنسبه لهم ولكن فهمه القادمين من بلاد لها لغات مختلفة . وكلمة يستهزأون تعنى "يسخر من" حيث السخرية يكون لها تشبيه والتشبيه هنا انهم سكارى والرجل السكران مصدر للسخرية أكثر منه مصدر إستهزاء

 

2) " قَائِلِينَ: إِنَّهُمْ قَدِ ٱمْتَلأُوا سُلاَفَةً "
*** تعنى كلمة سلافة فى اللغة العربية : [ أفضل الخمر. 2- سلافة من الشيء : : خالصه. 3- سلافة من العصير : أول ما يعصر منه . ] الكلمة اليونانية التى ترجمت "سلافة"" فى سفر أعمال الرسل فى طبعة بيروت تعنى " العنب المختمر حديثا" حيث تكون نسبة السكر فيه عالية لم يكمل إختمارها بعد أن أوقف تخميرها دون الحد النهائى لذلك يكون حلو المذاق

ٱمْتَلأُوا سُلاَفَةً أي سكروا كثيراً حتى لم يستطيعوا أن يتلفظوا بما له معنى وهذا أسهل طريق للتخلص من تأثير تلك المعجزة بإتهامهم بانهم سكروا ويتكلمون بكلام لا معنى له .(أف ٥ :١٨) 18 ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح، " ويغلب أن يكون في كل جمع فريقان من الناس الفريق الواحد تقي كالذين سألوا «ما عسى أن يكون هذا» والآخر شقي كالذين قالوا «امتلأوا سلافة». ومثل هذا الجمع كان الجمع في أثينا يوم تكلم بولس «كَانَ ٱلْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ، وَٱلْبَعْضُ يَقُولُونَ: سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هٰذَا أَيْضاً» (أع ١٧: ٣٢ انظر أيضاً متّى ١١: ١٩ ) يوحنا ٧: ٢٠ ) ( يو ٨: ٤٨ ) ( أعمال ٢٦: ٢٤).

 

*****************

 

 

 

 

This site was last updated 10/18/21