تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 3: 1) 1 وصعد بطرس ويوحنا معا الى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً "
ھذا ناقص إشاري مبني للمعلوم.
قيل في (أع ٢: ٤٣) «وَكَانَتْ عَجَائِبُ وَآيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُجْرَى عَلَى أَيْدِي ٱلرُّسُلِ» واختار كاتب هذه السفر واحدة منها وذكرها بالتفصيل لأنها كانت وسيلة إلى وعظ بطرس اليهود ثانية.
*** وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً كلمة صعد تعنى الصعود للهيكل الذى أبناه هيرودس وهدم ورمم ثم ـعاد بناؤه هيرودس الكبير والهيكل فى الأصل أنشئ على جبل المريا لهذا يسمي اليهود الهيكل بـ (جبل الهيكل) فكان الهيكل مرتفع عن باقى مدينة أورشليم
*** بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا: بطرس ويوحنا ويعقوب كانوا من الحلقة المقربة من السيح وكان الرب يختارهم ليكونوا معه فى أوقات معينة مثل التجلى على جبل طابور (مر 9: 20) وكذلك كانوا أقرب من الآخرين فى بستان جسثيمانى والمسيح يصلى صلاته الأخيرة (مر 14: 33) وإعتمد المسيح عليهم ليعدا الفصح (لو 22: 8) 8 فارسل بطرس ويوحنا قائلا: «اذهبا واعدا لنا الفصح لناكل» كان بين هذين التلميذين ألفة قوية منذ أول تاريخهما فإن يوحنا مع أندراوس أنبأ بطرس بالمسيح وهما شريكان في الصيد (يوحنا ١: ٤١) ودُعيا إلى الرسولية معاً (لوقا ٥: ١٠) وذهبا معاً لتهيئة الفصح الأخير (لوقا ٢٢: ٨) وأدخل يوحنا بطرس إلى دار رئيس الكهنة (يوحنا ١٨: ١٦) وذهبا معاً إلى القبر (يوحنا ٢٠: ٦) ولما أنبأ يسوع بطرس بمستقبله سأله في الحال عن مستقبل يوحنا وكان معه (يوحنا ٢١: ٢١) وذهبا معاً إلى السامرة للتبشير (أع ٨: ١٤). وفى ايام بولس الرسول لما ذهب إلى أورشليم بعد 14 سنة من عماده أى فى سنة 47م أى بعد يوم الخمسين بحوالى 17 سنة كان الذى يترأس كنيسة أورشليم (بطرس ويوحنا مع يعقوب) (غل 2: 9) 9 فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا، المعتبرون انهم اعمدة، اعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم، واما هم فللختان. " والأمر المحير هو قربهما من بعض فى أحداث كثيرة ففى موقف واحد أثناء محاكمة المسيح فى بيت قيافا أدخل يوحنا بطرس للبيت وعلى مستوى الجرأة نجد بطرس ينكر معرفته بالمسيح أمام جارية بينما يحضر يووحنا المحاكمة سوار أمام رؤساء الكهنة أو هيرودس أنتيباس أو بيلاطس ويسجل كل المشاهد ويواجه ذات الجارية التى أنكر امامها بطرس بالمر والنهى فترضخ له (يو 18: 15 و 16) (يو 19: 26)
لقد كان من عادة التلاميذ جميعا أن يذهبوا إلى الهيكل يوميا حسب عادتهم اليهودية فى أوقات المواسم والأعياد تنفيذا للشريعة اليهودية بالتوراه فلم يغير المسيح شيئا من العوائد والتقاليد والصلوات (لو ٢٤ :٥٣ ) ( أع ٢: ٤٦ ) فكان المؤمنون بيسوع يذھبوا إلى الھيكل يوميا في أورشليم كانوا يمارسون العبادة: .١ -في الھيكل (على األقل في أيام خاصة إن لم يكن يوميا ٢ -في المجمع المحلي (السبت). ٣ -مع المؤمنين فى البيوت فى عشية يوم الأحد .
ھذا ھو نموذج لصلوات التلاميذ والمؤمنون بالمسيح بعد صعوده الذى أصبح عادة مسيحية لفترة طويلة من الزمن. ھؤلاء المؤمنون كانوا يرون أنه ليس من تمايز أو فرق بين إيمانھم بيسوع على أنه المسيا الموعود واليھودية. لقد كانوا يرون أنھم ھم "شعب أو جماعة إسرائيل". ولھذا فقد اختاروا الإسم (ekklesia) ليصفوا به جماعتھم. في ُ . السبعينية ھذه ھي العبارة التي تميز العھد، "جماعة (qahal ) إسرائيل" كما ترجمت
قرر اليھود ً إجراء رسمياً بعد سقوط أورشليم سنة 70م وأسسوا صيغة "حلف" "لعن" (رفض اعتباريسوع بأنه المسيا) وذلك لكي يحصروا العضوية في المجامع المحلية. وكان ھذا عندما كانت الكنيسة قد رسخت يوم عبادتھا أن يكون الأحد (يوم إحياء ذكرى قيامة يسوع. اليوم الذي ظھر فيه ثلاث مرات للتلاميذ في العلية).
يوحنا غالبا ما يلازم بطرس في أعمال الرسل (أع ١ : ١٣)13 ولما دخلوا صعدوا الى العلية التي كانوا يقيمون فيها: بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا اخو يعقوب ( أع ٣ : ١ ،٣ ،٤ ،١١؛) 1 وصعد بطرس ويوحنا معا الى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة. 3 فهذا لما راى بطرس ويوحنا مزمعين ان يدخلا الهيكل، سال لياخذ صدقة. 4 فتفرس فيه بطرس مع يوحنا، وقال:«انظر الينا!» 5 فلاحظهما منتظرا ان ياخذ منهما شيئا 11 وبينما كان الرجل الاعرج الذي شفي متمسكا ببطرس ويوحنا، تراكض اليهم جميع الشعب الى الرواق الذي يقال له «رواق سليمان» وهم مندهشون. ( أع ٤ :١٣ ،١٩ ) 13 فلما راوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا انهما انسانان عديما العلم وعاميان، تعجبوا. فعرفوهما انهما كانا مع يسوع.19 فاجابهم بطرس ويوحنا وقالا:«ان كان حقا امام الله ان نسمع لكم اكثر من الله، فاحكموا. ( أع ٨: ١٤ ) 14 ولما سمع الرسل الذين في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة الله، ارسلوا اليهم بطرس ويوحنا، " وبالتأكيد إنه من الوارد أن يكون للكنيسة الأولى في أورشليم جماعات من القادة كانوا يمثلون وجھات نظر مختلفة تتعلق بالإنجيل. ربما كان بطرس ويوحنا أكثر انفتاحا (الآيات 3: 8 و 9) بينما يعقوب (أخو يسوع) ً إلى الكرازة األأممية كان يتميز أكثر بعنصر يھودي محافظ. كل ھذا تغير إلى حد ما بعد مجلس أورشليم في أعمال الرسل ١٥
2) " إِلَى ٱلْهَيْكَلِ "
جاء في خاتمة بشارة لوقا أن الرسل بعد صعود المسيح كانوا كل حين في ٱلْهَيْكَلِ يسبحون ويباركون الله وجاء في (ص ٢: ٤٦) أن المؤمنين «كانوا كل يوم يواظبون في ٱلْهَيْكَلِ » وهذا دليل أن المسيحيين في أول أمرهم كانوا يذهبون مع سائر اليهود إلى ٱلْهَيْكَلِ للعبادة ولم يهملوا الطقوس اليهودية إلا على توالي الأيام ولم يتركوها كل الترك إلا بعد أن هُدم ٱلْهَيْكَلِ وبطلت بالضرورة الذبائح اليهودية وما يتعلق بها من الرسوم. ولم يكونوا يحسبون الذبائح التي تقدم فيه ذات فاعلية ترفع الخطيئة بل كانوا يحسبونها إشارة إلى الذبيحة الواحدة الكاملة التي قدمها المسيح على الصليب.
فى سنة 20 ق. م بدأ الملك هيرودس الكبير فى إعادة بناء هيكل سليمان على مساحة أوسع مما كان عليها يمكنها إستيعاب مئات الألاف وإستمر بناؤة عشرات السنين وذكر الكتاب المقدس أنه حتى زمن المسيح لم يكن إكتمل بناؤة (يو 2: 20- 21) 20 فقال اليهود:«في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل، افانت في ثلاثة ايام تقيمه؟» 21 واما هو فكان يقول عن هيكل جسده. " بدأ هيرودس بناء الهيكل 20 ق. م ولد المسيح 4 ق. م + 16 سنة ق. م وقيلت هذه ألاية للمسيح فى سن الثلاثين = 46 سنة ويمكن إثبات أن المسيح صلب ودفن حوالى سنة 29 م
وبينت فى الجهة الشمالية قلعة أنطونيا التى كانت فرقة من العسكر الرومانى تراقب الهيكل ويحيط بالهيكل أسوار عالية جدا وبها تسعة ابواب 4 فى الجنوب وكانت فخمة وقوية للغاية وكاننت معطته بالبرونز حتى لا تحترق لو حدث هجوم ومن الشرق كان باب الجميل (أع 3: 2 و10) وكان مثفحا بالذهب والفضة الذى من خلاله يدخل اليهود فناء النساء وله أعندة يقام عليها دورا أعلى تقف فيه النساء زفى السفل بفناء النساء كان يشاهد الرجال الىويين يقفون يسبحون وفى رواق النساء فى افتجاة المقابل كانت توجد الخزانة وهى صناديق تبرعات على شكل بوق وكان هذا الجزء يسمى الخزانة (مر 12: 41) وعلى الغرب من رواق او ساحة النساء يوجد رواق آخر يسمى رواق إسرائيل ويفصلهما فاصل وهو مخصص لليهود العلمانيون للعبادة والصلاة وخارجة مباشرة حاجز قصير يوجد رواق ىخر أسمه رواق الأمم بناة هيرودس ويتسع لأغداد شخمة وعلى الحاجز بين الرواقين توجد حجر عليه كتابة باليونانية واللاتينية تنذر بعدم تعدى الحاجز والمخالف ينال عقوبة الموت
وقد ذكر سليمان الجزء المخصص لعبادة الأمم (الغلف) فى صلاته أثناء تدشين الهيكل (1مل 8: 41 و 43) وعرب رواق إسرائيل يوجد رواق الكهنة وفى الجزء الغربى منه توجد فتحة أو باب مرتفع عن رواق النساء يصعد بسلالم حوالى 14 أو 12 درجة حيث يؤدى للهيكل ويسمى "البيت" وهو متاخم لرواق الكهنة ويخرج منه سلالم تصل للقدس ثم لقدس الأقداس وهو الذى تقام فيه الطقوس والعبادة والذبائح والتسبيح (لو 1: 4) 8 فبينما هو يكهن في نوبة فرقته امام الله 9 حسب عادة الكهنوت اصابته القرعة ان يدخل الى هيكل الرب ويبخر.
3) " فِي سَاعَةِ ٱلصَّلاَةِ ٱلتَّاسِعَةِ "
ھذا يشير إلى تسع ساعات بعد شروق الشمس. اليھود (أي الفريسيون) كانوا يصلون تقليديا كل يوم في الساعة 9 صباحا و 12 ظهرا و 3 بعد الظهرربما استنادا (مز ٥٥ :١٧ )ھذا النص يشير إلى وقت تقديم ذبيحة المساء، التي كانت ً صباحا ، ً تقدم الساعة ٣ بعد الظھر. (تقدمة الصباح كانت عند الساعة ٩ ولا بد أن أناسا كثيرين كانوا موجودين في الھيكل في ذلك وقت (أع ١٠ :٣)3 فراى ظاهرا في رؤيا نحو الساعة التاسعة من النهار،
أي وقت تقديم الذبيحة المسائية كما ورد فى شريعة موسى ( راجغ السواعى أو ساعات النهاروأوقات الصلوات اليومية فى توقيت اليوم اليهودى والرومانى فى اليهودية والمسيحية) فأحب اليهود أن يجعلوا وقتها وقتاً للصلاة أيضاً (عدد ٢٨: ٤ و٨).3 وقل لهم.هذا هو الوقود الذي تقربون للرب خروفان حوليان صحيحان لكل يوم محرقة دائمة. 4 الخروف الواحد تعمله صباحا والخروف الثاني تعمله بين العشاءين 8 والخروف الثاني تعمله بين العشاءين كتقدمة الصباح وكسكيبه تعمله وقود رائحة سرور للرب " وقد قسم اليهود ساعات الأت 12 ساعة الليل لأربع ساعات وسموا كل قسم "هزيع" ( مزمور ٥٥: ١٧ ) 17 مساء وصباحا وظهرا اشكو وانوح فيسمع صوتي" .وقسموا ساعات النهار لأربع ساعات ذكر منها إثنين فى أعال الرسل " الساعة الثالثة " ( أع ٢: ١٥ )15 لان هؤلاء ليسوا سكارى كما انتم تظنون، لانها الساعة الثالثة من النهار.و " الساعة التاسعة" ( أع ١٠: ٣) 3 فراى ظاهرا في رؤيا نحو الساعة التاسعة من النهار، ملاكا من الله داخلا اليه وقائلا له:«يا كرنيليوس!» وكان الرسل يذهبون للهيكل للصلاة ( أع ٢: ٤٦ ) 46 وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة. واذ هم يكسرون الخبز في البيوت، كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب، ؟ " وذكرت الساعة التاسعة والسادسة فى الأناجيل (مت 20: 5) وخرج ايضا نحو الساعة السادسة والتاسعة وفعل كذلك.(مت 27: 45) ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة.(مر 15: 33) ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة.(لو 23: 44) وكان نحو الساعة السادسة فكانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة."