تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 1: 16) 16 «ايها الرجال الاخوة، كان ينبغي ان يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود، عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَةُ "
فى ألاية السابقة تكم عت التلاميذ والتلاميذ هم من تتلمذوا للمسيح أى حضروا تعليمه وتتلمذوا على يديه وآمنوا به وهم التلاميذ الـ 12 والـ 70 رسول والمرضى الذين شفاهم وألتصقوا بجمعة المؤمنين وغيرهم ولما كان بطرس واحدا منهم لهذا عندما كلم هؤلاء الجمهور إبتدأ كلامه بعبارة "أيها الرجال افخوة؟ وهذا المعنى المسيحى أخذه اباط مصر وأعتبروا الولادة الجديدة من جرن المعمودية وشبهوها برحم الأم وصار أقباط مصر جميعهم أخوة لأنهم ولدوا من جرن الكنيسة القبطية
كلام معتاد في افتتاح الخطاب للإكرام والتودد والتنبيه (أع ١٣: ٢٦).26 «ايها الرجال الاخوة بني جنس ابراهيم، والذين بينكم يتقون الله، اليكم ارسلت كلمة هذا الخلاص. "
2) " كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ "
** كَانَ يَنْبَغِي" : ھذه (dei) التي تعني الضرورة. إنه فعل ناقص إشاري مبني للمعلوم وفى اللغة العربية يَنْبَغِي : كلمة أصلها الفعل (اِنْبَغَى) في صيغة المضارع منسوب لضمير المفرد المذكر (هو) وجذره (بغي) وجذعه (نبغي) وتحليلها ( + ينبغي)
ويشير إلى االقتباس الإول في الآية (أع 1: 20) 20 لانه مكتوب في سفر المزامير: لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن. ولياخذ وظيفته اخر " . ً
كلمة ينبغى تميز دقة الوحى الذى أعطى إلى لوقا وفھمه لحياة يسوع والكنيسة الأولى كونھا امتدادا ً للكتابات المقدسة في العھد القديم (لو ١٨ :٣١ - ٣٤) ( لو ٢٢ :٣٧) ( لو ٢٤ :٤٤ ) ووردت هذه الكلمة فى إنجيل لوقا و سفر الأعمال فى (لوقا 2: 49) 49 فقال لهما: «لماذا كنتما تطلبانني؟ الم تعلما انه ينبغي ان اكون في ما لابي؟». ( لو 4: 43) ( لو 11: 42) ( لو 13: 14 و 16 و 33) ( لو 17: 25) ( لو 21: 19) ( أعمال الرسل 1: 16 و 21) ( أع 3: 21) ( أع 4: 21) (أع 5: 29) ( اع 14: 27) ( 16: 30) ( أع 20: 35) ( أع 24: 19) (أع 27: 21) ( أع 24: 26)
وكلمة "ينبغى " تعني “إنه أمر ملزم،” “إنه ضروري،” “إنه أمر محتوم”. اإلنجيل ونموه ً وتحقيق لألسفار المقدسة في العھد ً حدث بالصدفة، بل ھو مخطط إلھي مقرر سلفا ليس أمرا القديم (الإستخدام فى ترجمة العهد القديم المعروفة بالسبعينية )
يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ أي لا بد من أن يتم لأنه أنباء الروح القدس ولم ينبئ به الروح إلا لأن حدوثه لا ريب فيه فالنبوءة ليست بعلته.
3) " هٰذَا ٱلْمَكْتُوبُ "
أعندما يقرأ المرء قتباسات التلاميذ والرسل من العھد القديم مثل لآية (أع 1: 20) 20 لانه مكتوب في سفر المزامير: لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن. ولياخذ وظيفته اخر " يتعجب لأنه توجد نبوءات فى العهد القديم قيلت منذ مئات السنين تحققت وتخبرنا بدقة عن الأحداث التى حدثت فعلا فى أيام المسيح منها خيانة يھوذا التى وردت فى سفر المزامير ( مزمور ٤١: ٩ ) 9 ايضا رجل سلامتي الذي وثقت به اكل خبزي رفع علي عقبه (انظر مز ٦٩ :٢٥)25 لتصر دارهم خرابا وفي خيامهم لا يكن ساكن. ( مز ١٠٩ :٨ )8 لتكن ايامه قليلة ووظيفته لياخذها اخر. " لقد فسر الرسل ً العھد القديم على ضوء خبرتھم مع يسوع. وھذا يُدعى تفسيرا (أع 1: 20) ربما كان يسوع نفسه ھو من وضع النمط لھذه المقاربة بينما كان يسير مع التلميذين على طريق عمواس ويتكلم معهما (لو ٢٤ :١٣ - ٣٥ ،وخاصة الآيات (لو 24: 25- 27) 25 فقال لهما: «ايها الغبيان والبطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء 26 اما كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا ويدخل الى مجده؟» 27 ثم ابتدا من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به في جميع الكتب. " (لو 24: 44- 47) 44 وقال لهم: «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وانا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء والمزامير». 45 حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. 46 وقال لهم: «هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث 47 وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم. " وقد أسس المسيح بظهوراته الرجوع إلى النبوءات التى ذكرت عنه فى العهد القديم لماقومة التهود النصارنى بإعتبار ان المسيح مجرد نبى بافضافة إلى إثبات ألوهيته ن العهد القديم وبالأخص فى مزامير داود النبى بإعتبار ان المسيح إبن داود أى من نسله حسب سلسلة النسب الواردة فى متى وفى لوقا وإعتبار ان المسيا هو الرب مثل ما جاء فى (مز 110: 1) 1 لداود.مزمور.قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. " وشرحه المسيح على نفسه بصورة غير مباشرة عن نبوءة
** "ٱلْمَكْتُوبُ " :. كل الإشارات إلى "الأسفار المقدسة المكتوبة" في العھد الجديد ما عدا ( 2 بط 3: 15- 16) تـشير إلى (العهد القديم) التى وردت فى (مت 5: 16- 20) (2 تيم 3: 15- 17) هذا المقطع يؤكد أيضا على وحي الروح القدس(٢ بط ١ :٢١) 21 لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان، بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس. " من خلال داود. ً إنه يدل أيضا على قانونية "الكتابات" في الكتاب المقدس العبري.
4) " ٱلَّذِي سَبَقَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا"
**سَبَقَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ هذا بإعلان واضح على أن داود كان موحى إليه وهو يوافق شهادة العهد الجديد كله بأن كتبة العهد القديم كانوا «مسوقين من الروح القدس» (٢بطرس ١: ٢١). لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان، بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس. "
*** عَنْ يَهُوذَا أي الاسخريوطي" وما كُتب عنه هو «أن تكون داره خراباً» الخ ( أع 1: 20).20 لانه مكتوب في سفر المزامير: لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن. ولياخذ وظيفته اخر. "
سبب انتخاب ھذا الرسول البديل ليس موت يھوذا بل ارتداده. ، تصرفات يھوذا كانت ترى على أنھا تحقيق للنبوءة. العھد الجديد لا ّ يدون انتخابا رسوليا آخر حتى بعد موت يعقوب (أع ١٢ :٢ ).وواضح أن التلاميذ الأثنى عشر سيدينون أسباط إسرائيل الأثنى عشر ولما كان واحدا إرتد ومات منتحرا فقد خلى مكانه وسقط ودخله الشيطان وإرتد عن الإيمان فالإنتخاب هنا مرتبط بتلميذ سيدين الأسباط وليس بموته لأن يعقوب أستشهد ولم ينتخب ىخر بدلا منه لأنه مات مؤمنا بالمسيح (مت 19: 28) "فقال لهم يسوع: «الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني، في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر."
يهوذا هو ابن سمعان الإسخريوطي (يو 6: 71) ( يو 13: 2 و26) فقد كان أبوه يلقب أيضًا بالإسخريوطي. ووردت أول إشارة كتابية عن يهوذا عند اختياره تلميذًا (مت 10: 4، مر 3: 19، لو 6: 16) ولعله سمع كرازة يوحنا المعمدان في بيت عبرة في عبر الأردن (يو 1: 28). والأرجح أنه قابل يسوع للمرة الأولى عند عودته إلي اليهودية (يو 3: 22) . وطبقًا لما جاء في "إنجيل الاثني عشر رسولًا" (الأبوكريفي) كان يهوذا ضمن أولئك الذين قبلوا الدعوة عند بحر طبرية (مت 4: 18 - 22).
وھناك الكثير من الغموض والمأساة في حياة يھوذا. ربما كان الرسول الوحيد الذي لم ُ يكن جليليا. لقد ُعيّن أمين صندوق الجماعة الرسولية (يو ١٢ :٦ .) وقد اتھم بسرقة أموالھم ً طوال فترة وجود يسوع معھم. ويُقال أنه تحقيق نبوي وھدف لھجوم الشيطان. والدافع الذى دفعه لهذه الأعمال لا ُذكر أبدا ، ولكن ندمه أدى إلى انتحاره بعد إعادته لمال الرشوة. ً
ھناك الكثير من التخمين حول يھوذا ودوافعه. يُذكر في إنجيل يوحنا ويُحط من قدره كثيرا فى معظم الأحيان (يو 6: 71) ( يو 12: 7) ( يو 13: 2 26 و 36) ( يو 18: 2 و 3 و 5)
المسرحية المعاصرة "يسوع المسيح السوبر ستار" تظهر يھوذا على أنه تابع ليسوع، مخلص، ولكن خائب االأمل، قد حاول أن يجبر يسوع على تحقيق دور المسيا اليھودي - أي أن يحارب الحكم الروماني، وأن يطرد الأشرار ويؤسس أورشليم كعاصمة للعالم. ولكن يوحنا يصور دوافعه على أنھا الطمع والمكر.
وتؤمن الكنيسة القبطية بما جاء فى إنجيل يوحنا قد ذكر بعض الإشارات التي تفصح عن شخصية يهوذا الشريرة منذ البداية. وبتتُّبع هذه الإشارات نستطيع أن نرى التطور التدريجي وزيادة الوضوح في العبارات التي أنبأ بها يسوع عن خيانة يهوذا في المستقبل، فبعد الحديث عن "خبز الحياة" في مجمع كفر ناحوم (يو 6: 26 - 59) رجع كثيرون من التلاميذ عن يسوع (عدد 66). ثم أكَّد بطرس ولاء التلاميذ له (عدد 69)، فأجابهم يسوع: "أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان؟" (عدد 70) ويعلق يوحنا قائلًا: "قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي. لأن هذا كان مزمعًا أن يسلمه وهو واحد من الاثني عشر" (عدد 71) مبينًا أن يسوع عرف مسبقًا أن يهوذا كان واحدًا من الذين "رجعوا إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه" (عدد 66). ولكن الموقف - مهما كان مزعجًا لخطط يهوذا الجشعة، التي يحتمل أنها هي التي دفعته للتلمذة ليسوع - لم يكن قد وصل إلى الدرجة الحرجة الكافية لأن تدفعه إلى الرجوع الفوري عن يسوع. وقد هدأ خوفه من اكتشاف أمره، أن يسوع لم يذكره بالاسم، واستمر متظاهرًا بأنه واحد من الأمناء، كما كان للدوافع الشخصية لطبيعته الخسيسة أثر قوي في بقائه. ومع أنه كان أمينًا للصندوق ، إلا أنه تجاهل تحذيرات يسوع من الطمع والرياء (مت 6: 20، لو 12: 1-3)، واستغل الأموال لحسابه ولتغطية جشعه، وتظاهر بالغيرة على الصندوق، فعندما دهنت مريم قدمي يسوع بالطيب تساءل: " لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء؟ قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقًا وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه " (يو 12: 5 و6، مت 26: 7 - 13، مر 14: 3 - 8).
5) " ٱلَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ»"
ٱلَّذِي صَارَ دَلِيلاً الخ (متّى ٢٦: ٤٧ ) (يوحنا ١٨: ٢ و٣).
وتؤمن الكنيسة القبطية أن يهوذا استطاع بدهائه أن يخفي -لبعض الوقت- طبيعته الحقيقية عن بقية التلاميذ، وأن يقضي على أي استياء يمكن أن يحدث بينهم (مر 14: 4)، إلا أنه شعر هنا أنه لا يمكن أن يضمن استمرار مصدر دخله. أما كلمات سيده التي تضمنت حديثه عن يوم تكفينه فقد كشفت لمسلمه أن يسوع قد عرف جيدًا القوى الشريرة التي كانت تعمل ضده (مت 26: 12، مر 14: 8، يو 12: 7). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس الكتاب المقدس والأقسام الأخرى). وواضح مما جاء في متى ومرقس (فلوقا لا يذكر هذه الحادثة) أن يهوذا ذهب على الفور وتآمر مع رؤساء الكهنة (مت 26: 14 و15، مر 14: 10 و11، انظر أيضًا لو 22: 3 - 6)، ولكنه اختفى إلى حين، فقد كان حاضرًا بعد ذلك عند غسل أرجل التلاميذ حيث ميزَّ يسوع مرة أخرى بينه وبين بقية الاثنى عشر دون التصريح باسمه: "أَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ"، و"اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ" (يو 13: 10 و18). ويبدو أن يسوع كان يريد أن يعطى يهوذا كل فرصة للتوبة والاعتراف حتى في تلك الساعة المتأخرة. وللمرة الأخيرة عندما جلسوا للأكل، تقدم إليه يسوع بهذه الكلمات: "إن واحدًا منكم سيسلمني" (مت 26: 21، مر 14: 18، لو 22: 21، يو 13: 21). وأخيرًا وردًا على تساؤلات التلاميذ الحائرة: "هل أنا؟" أشار يسوع إلى مسلمه، لابذكر اسمه ، ولكن بالقول: " هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه " (يو 13: 26). وحالما أخذ اللقمة، غادر يهوذا المكان، لقد حانت الفرصة التي كان ينتظرها (يو 13: 30، مت 26: 26). إلا أن هناك بعض الشك فيما إذا كان قد أخذ الخبز والخمر قبل مغادرته أم لا، ولكن معظم المفسرين يعتقدون أنه لم يأخذ من الخبز والخمر. وحالما خرج يهوذا ذهب إلى رؤساء الكهنة وأتباعهم، وعندما جاء إلى يسوع في البستان، سلّم سيده بقبلة (مت 26: 47 - 50، مر 14: 43 و44، لو 22: 47، يو 18: 2 - 5).