تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 6: 3) 3 فانتخبوا ايها الاخوة سبعة رجال منكم، مشهودا لهم ومملوين من الروح القدس وحكمة، فنقيمهم على هذه الحاجة.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَٱنْتَخِبُوا أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَالٍ مِنْكُمْ"
*** ٱنْتَخِبُوا : ھذا أمر ماضي بسيط متوسط ( مجھول الصيغة معلوم المعنى). وهذا أمر للشعب بالإنتخاب فلا يشمل إشتراك الرسل فى عملية الإنتخاب إذ أعطوا الشعب حق الإنتخاب دون تدخل رئاسى من الرسل . ةهذا أول أساس كنسى على مستوى الحرية الواعية إعطاء وممارسة بالنسبة للرآسة الكنسية مع الشعب وبذلك اسس الروح القدس فى الكنيسة نوعين من المسئولية مسئولية الصلاة وخدمة الكلمة من تبشير وكرازة وغيرها وهذه يقوم بها التلاميذ والرسل والثانية مسئولية هدمة كل ما هو خارج هدمة الصلاة والكلمة ويعنى مباشرة الناحية المالية والإقتصادية والإجتماعية بكل ما تشملها من إتجاهات فى خدمة الشعب جسديا وماديا وإجتماعيا وهذه هى مسئولية الشمامسة فى الخدمة وهكذا أصبح للكنيسة جناحين تطير بهما فى سماء الروح أحدها الخدمة الروحية والآخر الخدمة المادية والجسدية للشعب
وهذا ما حدث مع موسى فقال للشعب كلمة "هاتوا" عندما لم يستطع أن يقضى بمفرده بين بنى أسؤائيل فى البرية وقال لهم (تثنية ١: ١٣ ) 13 هاتوا من اسباطكم رجالا حكماء وعقلاء ومعروفين فاجعلهم رؤوسكم"
الشروط الخمسة التى وضعها الرسل للإنتخاب
(1) أن تقوم بها الجماعة المسيحية الأولى كلها "فدعا الأثنا عشر جمهور التلاميذ" (أع 6: 2)
(2) سَبْعَةَ رِجَالٍ: حدد التلاميذ العدد الذى سيقوم بخدمة الموائد وهذا عدد كاف للخدمة المطلوبة ولو زادوا على ذلك لوقع الارتباك. ومن المعلوم أن عدد السبعة من الأعداد المقدسة عند اليهود لكن لا دليل على أنهم اقتنعوا إلى ذلك هنا.
ليس من سبب وراء ھذا العدد سوى أنه كان غالبا ما يُستخدم كعدد رمزي يشير إلى الكمال في العھد القديم فهو العدد المقدس المحبوب بسبب علاقته بأيام الخلق السبعة (تك ١) ( مز ١٠٤ ) في العھد القديم ھناك سابقة لنفس عملية النمو ھذه للقيادة في الصف الثاني (العدد ١٨) - وكذلك السبعين رسةلا ليكونوا واحد وسبعين أخا بين أخوة كثيريين يحملون هم الخلاص للعالم ونسمع به عند موسى كأول هيئة يحدد عددها الرب وهم "الواحد والسبعين شيخا" وإختيار السبعين شيخا من علماء التوراه فى اللغة العبرية واليونانية لترجمة العهد القديم ليهود الشتات
(انظر الموضوع الخاص: "رمزية األعداد في الكتاب المقدس " (أع 1: 3)
(3) " مشهودا لهم " من الجماعة كلها لأنهم يعملون وسط العلائلات والأرامل هنا تلزم شهادة السيرة
(4) "مملوئين من الروح القدس " الروح القدس يشهد لمن فيه الروح القدس
(5) مملوئين من الحكمة" وهى الصفة الأولى للروح القدس حيث يطالبالشماس أن يحكم بالعدل ويزكى الأضعف وينحاز للمظلوم ويميز بين الصادق فى دعواه والمدعى وبين المغالى فى الطلب والخجول يتجنب التبذير ويقصد القليل
كان يجب القيام بأمر ما لإستعادة الوحدة وروح الإتفاق الواحد. ھذه المسألة الرعوية كان لھا القدرة الكامنة على تعزيز الإنجيل. كان على الكنيسة أن تقيم خداما امناء يعملون من أجل الخدمة. كل مؤمن ھو خادم مدعو، له موھبة، ويقوم بعمله بدوام كامل .(أف 4: 11- 16) 11 وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا، والبعض انبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين، 12 لاجل تكميل القديسين لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح، 13 الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان ومعرفة ابن الله. الى انسان كامل. الى قياس قامة ملء المسيح. 14 كي لا نكون في ما بعد اطفالا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم، بحيلة الناس، بمكر الى مكيدة الضلال. 15 بل صادقين في المحبة، ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الراس: المسيح، 16 الذي منه كل الجسد مركبا معا، ومقترنا بمؤازرة كل مفصل، حسب عمل، على قياس كل جزء، يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة. "
أي أنتم. وأمروا الشعب بذلك لأمرين:
الأول: كان عملهم تنظيم خدمة المائدة وكسر الخبز ورعاي الفقراء والإهتمام بهم وتوزيع الإحسان مما يهمه فقط فإنتخب الشعب الموزعين فيهم حكمة الروح القدس ولكن الرسل أبانوا الصفات الواجبة على الموزعين ورسموهم.
الثاني: إرضاء المتذمرين لأنهم إذا كانوا هم المنتخبين رضوا بتصرف المنتخبين بخلاف ما لو انتخبهم الرسل ولا يبقى بعد ذلك من داع للظنون والتذمر على الرسل
*** مِنْكُمْ: أي الحزبين اليونانيين والعبرانيين.
2) " مَشْهُوداً لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هٰذِهِ ٱلْحَاجَةِ»."
*** مَشْهُوداً لَهُمْ بالاستقامة : هكذا إختار التلاميذ والرسل بديلا عن يهوذا ليكمل العددهم إلى 12 تلميذا فوعظهم بطرس وقال ( أع ١: ٢١ ) 21 فينبغي ان الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل الينا الرب يسوع وخرج، " وايضا عندما إختار بولس تيموثاوس فقال عنه ( أع ١٦: ٢ ) 2 وكان مشهودا له من الاخوة الذين في لسترة وايقونية. " وعن صفات الأسقف قال بولس ( ١تيموثاوس ٣: ٧) 7 ويجب ايضا ان تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج، لئلا يسقط في تعيير وفخ ابليس. "
1) " َٱنْتَخِبُوا أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَالٍ مِنْكُمْ،"
الفروقات في الترجمات تشير إلى الإستخدامين المختلفين لھذه الكلمة.
1 - " يشھد" أو يقدم معلومات عن الترجمات (TEV، NIV)
2 - " يتكلم حسناعن شخص ما" (لو ٤ :٢٢ ) 22 وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ويقولون: «اليس هذا ابن يوسف؟»
فيجب على كل صاحب رتبة أن يكون حسن الصيت مشهود له بالسمعة الحسنة كما هو حسن الصفات.
*** مَمْلُوِّينَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ : شدد الرسل على شرط الإمتلاء بالروح القدس بالرغم من الخدمة التى إئتمنوا عليها هى خدمة أموال وموائد وأعواز الفقراء من الشعب ورعاية أرامل وأيتام ذلك لأن كل عمل يتم للكنيسة هو عمل مقدس ويختاج لتدبير الروح القدس وخاصة الأعمال الحساسة التى تاتى منها العثرات .. وبمجرد وضع هذا الشرط لا يستطيع أحدا من التلاميذ أو الرسل يمنع أو يحد هؤلاء الشمامسة من العمل الروحى كالوعظ والصلاة وخدمة الكلمة لأن الروح القدس يعمل فى الجميع لكل من يحمله حسب إحتياج الخدمة
ذكر عدة مرات في أعمال الرسل وعادة في ارتباط مع الإثني عشر وكرازتھم / تعليمھم / تواصلھم مع الآخرين في نفل الإنجيل. إنه يشير إلى قوة للخدمة. حضور الروح القدس في حياة المرء يمكن اكتشافه وتبينه. ھناك دليل في الموقف، والتصرفات، والتأثير والفعالية. الأرامل مھمون، ولكن إعلإن الإنجيل له الأولوية (الآية ٤ .(انظر التعليق الكامل على "الإمتلاء" على (أع ٥ :١٧
وعلامة ذلك تقواهم وسيرتهم المقدسة لا فعل المعجزات.
*** وَحِكْمَةٍ : ھناك نوعان من الحكمة في العھد القديم:
١ -إحراز المعرفة (أكاديميا )
٢ -الحياة الحكيمة (عمليا
ھؤلاء الرجال السبع كان لديھم كلا نوعي الحكمة في تدبير الأمور العالمية فالتقوى بلا حكمة لا تكفي أمين صندوق الحسنات. وصفات هؤلاء الخدم فُصلت في (١تيموثاوس ٣: ٨ - ١٠).8 كذلك يجب ان يكون الشمامسة ذوي وقار، لا ذوي لسانين، غير مولعين بالخمر الكثير، ولا طامعين بالربح القبيح، 9 ولهم سر الايمان بضمير طاهر. 10 وانما هؤلاء ايضا ليختبروا اولا، ثم يتشمسوا ان كانوا بلا لوم"
*** فَنُقِيمَهُمْ : لقد وضع موسى يده على السبعين شيخا : فأخذ الرب من الروح الذى فى موسى وهو روح الرب روح الحكمة والمشورة والفهم الذى خص الرب موسى به وأعى السبعين فصارت لهم موهبة موسى فى التدبير(عدد 11: 16) 16 فقال الرب لموسى اجمع الي سبعين رجلا من شيوخ اسرائيل الذين تعلم انهم شيوخ الشعب وعرفاؤه واقبل بهم الى خيمة الاجتماع فيقفوا هناك معك. 17 فانزل انا واتكلم معك هناك واخذ من الروح الذي عليك واضع عليهم فيحملون معك ثقل الشعب فلا تحمل انت وحدك. " وبهذا يكون معنى وعمل وضع اليد بالكنيسة هو إرتباط الكنيسة فى ضخص واشع اليد بالإنسان الذى وضعت اليد عليه والرباط الإلهى هو وهو الروح القدس فيصبح المرسوم متحدا بالكنيسة ومتكلما بإسمها وعاملا يروحها وقوة الكلمة فيها (تث 34: 9) 9 ويشوع بن نون كان قد امتلا روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل وعملوا كما اوصى الرب موسى "
واضح هنا رضاء الروح القدس بالتلاميذ والرسل على هؤلاء الشمامسة إذ حار إعجابهم للتصديق على إختيار الشعب برسامتهم فورا بوضع الأيادي والصلاة (ع ٦) وبهذا يحصلون على اعتبار الشعب وعلى سلطان من الرسل بما يعنى أن الشعب ينتخب والرسل يصدقون ويرسمون وهذا يعنى أيضا أن الذين إختارهم السعب ياهذون الصفة الرسمية للخدمة فى الكنيسة فى كل ما يحص ماليتها وإجتملعياتها وفض المنازعات فيها سواء من جهة التوزيع أو الخلافات الأخرى التى تنجم عن تعدد الأجناس واللغات والبيئة ويكون حكمهم نافذ بالروح القدس الذى فيهم وبتأييد التلاميذ والرسل
*** هذا الجزء من الآية (أع 6: 3) " فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هٰذِهِ ٱلْحَاجَةِ " مرتبط بالآية (أع 6: 6) 6 الذين اقاموهم امام الرسل، فصلوا ووضعوا عليهم الايادي. " ويشرح القديس يوحنا ذهبى هذه الآية فيقول : [ وهكذا أفرزوهم (أى فصلوهم من الشعب وأقاموهم أمام التلاميذ) من الجماعة والشعب هو الذى إنتخبهم وقدمهم وليس الرسل فإنظر كيف يتحاشى الكاتب الإضافات التى ليست فى الموضوع إذ يقول مباشرة أنهم رسموهم ceirotonhsan بالصلاة لأن هذا هو معنى الشرطونية ceiroton..a أى وضع اليد أة الرسامة ordination فيد الإنسان توضع فوق (الشخص) ولكن العمل ككله من الرب لأن يده (يد الررب) هى التى تلمس الذى يرسم إن كان يرسم صحيحا ] Ibid
*** هٰذِهِ ٱلْحَاجَةِ : لقد تم تعيينھم حسب المھمة. ھذا المقطع لا يمكن استخدامه لتأكيد أن الشمامسة يھتمون بالقضايا العملية (KJV ، " ھذا العمل") للكنيسة. الكلمة "الحاجة" (chraomai (تعني "الإحتياج" وليس "المنصب" (Interlinear RSV ،للكاتب .(٤٦٨ .ص، Alfred Marshall ُ ِ
أي توزيع الإحسان على الأرامل وسائر المحتاجين فلم يقيموهم للتبشير. فإذاً لم يكونوا من رتبة الإكليروس التي هي دون رتبة الرسل. ولأن الحاجة التي عيّنوا لها دائمة في الكنيسة دامت رتبتهم أيضاً.
وفى الواقع إن طقس غقامة السبعة شمامسة الذين اقامهم التلاميذ بوضع اليد مماثل لطقس إقامة السبعين شيخا الذين عينهم موسى بوضع اليد عليهم فأخذ الرب من روحه الذى فيه وأهطى السبعين وهؤلاء السبعين شيخا هم أصل طقس رؤساء السعب وهم أيضا اصل فككرة مجلس الشيوخ فى الحكومات Senates
*** وضع اليد ceiroton..a
وتعرف باللغة العبرية بإسم "سامك" Semukh وفعل وضع اليد للرسامة يعرف بـ " سميكا" Semukhah (قد يكون إسم سميكا الذى يطلق على تسمية إنسان يعنى " المختار" من أصل عبرى ) وكان يتضمن سرا توصيل قوة أو فعل من واضع اليد إلى الموضوع عليه إما سلبا أو غيجابا فالخاطئ يضع يده على رأس الذبيحة قبل ان تذبح لتنتقل خطاياه إلى الذبيحة تماما كما يضع الكاهن يده على رأس الخاطئ ليعطية يركة وصحة وشفاء (أع 38: 8) 8 فحدث ان ابا بوبليوس كان مضطجعا معترى بحمى وسحج. فدخل اليه بولس وصلى، ووضع يديه عليه فشفاه."