تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 1: 6) 6 اما هم المجتمعون فسالوه قائلين:«يارب، هل في هذا الوقت ترد الملك الى اسرائيل؟»
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
الآية 6 و 7 من هذا الإصحاح تمثل آخر لقاء ةآخر خديث للمسيح مع تلاميذه وبعدها صعد أمام عيونهم كما يظهر هذا الإجتماع تعلق التلاميذ بوطنهم الأرضى الذى أنتهى للأبد بعد حلول الروح القدس وبدلا من تعلقهم بالعاصمة الأرضية أورشليم أستبدلت باورشليم السمائية التى هى ملكوت السموات وبدلا من الإهتمام بالجسد الفانى ومستقبله الأرضى أصبحت العيون تتجه إلى الروح لأن الجسد مصيرة الفناء فالمستقبل هو بلا شك للروح وهذا حدث عندما أصبحت عيونهم تركز علي المسيح وهو منطلق ظافرا صاعدا للسماء
1) " وَأَمَّا هُمُ ٱلْمُجْتَمِعُونَ"
ھذا الزمن الناقص يعني إما عملا متكرر فى الماضى أو بدء عمل
هذا الاجتماع غير الاجتماع الذي ذُكر في ع ٤ لأنه كان بعده في يوم الصعود (ع ٩) على جبل الزيتون (ع ١٢) قرب بيت عنيا أى وهم فى الطريق إلى بيت عنيا (لوقا ٢٤: ٥٠)50 واخرجهم خارجا الى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم. ".من الواضح أن ھؤلاء التلاميذ سألوا ھذا السؤال عدة مرات.
2) " فَسَأَلُوهُ: يَا رَبُّ، "
. الكلمة اليونانية "رب" (kurios (يمكن أن تستخدم بمعنى عام أو بمعنى لآھوتي متطور. يمكن أن يعني "سيد "، أو "سير "، أو "معلم" و "مالك "، أو "زوج" أو "الإنسان- اإلإله الكامل" (يو ٩ :٣٦ ،٣٨ )35 فسمع يسوع انهم اخرجوه خارجا، فوجده وقال له:«اتؤمن بابن الله؟» 36 اجاب ذاك وقال: «من هو يا سيد لاومن به؟» 37 فقال له يسوع: «قد رايته، والذي يتكلم معك هو هو!». 38 فقال: «اومن يا سيد!». وسجد له "
.[استخدام العھد القديم بــ اللغة العبرية كلمة ،أدوناى ومشتقاتها adon adoni ،Adonai بدلا من كلمة "رب" لتمنع اليھود عن لفظ اسم إله العھد، " الرب/يھوه" خوفا من نطقه خطأ أو من ألإستعمال العام بدون تبجيل .. يترجم عادة “السيد”، أو “السيد المطاع”، فهو يحمل معنى السيادة، وتستخدم حروف الحركة في هذه الكلمة في المخطوطات العبرية للعهد القديم، بديلا عن كلمة “يهوه”، التي لم يكن يُسمح لليهودي أن ينطقها، فعندما كان يصل القارئ العبراني إلى كلمة “يهوه” كان ينطقها بلفظ “أدوناي”، وتظهر الكلمة لأول مرة في (تك2:15 ،8). 2 فقال ابرام: «ايها السيد الرب، ماذا تعطيني وانا ماض عقيما، ومالك بيتي هو اليعازر الدمشقي؟»
يهوه يُشكل من فعل الكون العبري الذي يعني "أن يكون" (خر ٣ :١٤ )14 فقال الله لموسى اهيه الذي اهيه.وقال هكذا تقول لبني اسرائيل اهيه ارسلني اليكم " لقد كانوا يخشون مخالفة الوصية التي ً" (خر ٢٠ :٧ ) 7 لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا. ( تث 5: 11) . 11 لا تنطق باسم الرب الهك باطلا.لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا. " .ولذلك، فقد كان اليهود يظنون إن لم يلفظظوا إسم الرب فإنهم لن يكونوا قد نطقوا به باطلا
ولذلك، فقد بدلوه بالكلمة العبرية adon ، التي كانت تشبه في لفظھا الكلمة اليونانية ( kurios الرب). استخدم كتّاب العھد الجديد ھذه الكلمة لوصف ألوھية المسيح الكاملة. عبارة "يسوع ھو رب" كانت الإعتراف العلني بالأيمان وھي صيغة تتعلق بالمعمودية في الكنيسة الباكرة الأولى (رو ١٠ :٩ - ١٣) (١؛ كور ١٢ :٣ ) ( في٢ : ١١)
3) " هَلْ فِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ تَرُدُّ ٱلْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟"
ھذا السؤال اللآھوتي لآ يزال يسبّب الكثير من الجدال.
جهذا ما اعتقده اليهود عامة من أن المسيح يأتى قائدا حربيا يقودهم نحو الإستقلال وتكوين أمه مكرسة للرب ويكون ملكاً أرضياً يحرر أمة الإسرائيليين من سلطة الرومانيين ويرد عظمتها التي كانت لها في أيام داود وسليمان على وفق المواعيد (إشعياء ١: ٢٦ ودانيال ٧: ٢٧). فاجتهد المسيح أن ينفي هذا الوهم وأن يعلم تلاميذه أن ملكوته روحي ليس من هذا العالم. وموته أبطل كل رجاء تلاميذه زمنية ملكوته (لوقا ٢٤: ٢١). لكن قيامته ووعده بحلول الروح القدس جدد ذلك الرجاء إذ تحققوا أنه هو هو وأن ليس للموت من سلطان عليه فإذاً هو أقدر من كل أعدائه. وإذ كان الوعد بحلول الروح القدس مقترناً بسائر المواعيد في شأن عظمة ملكوت المسيح وبهائه (يوئيل ٣: ١ و٢) لم يشكوا في أن غاية المسيح رد الملك لإسرائيل. والأمر الوحيد الذي ترددوا فيه هو أنه ألآن يرد لهم ذلك الملك أم بعد ولذلك سألوه.
كان لا يزال لديھم ذلك المنظور اليھودي عموما لعل هذا الملكوت الذى أعلن عنه سيدهم المسيح هو ملكوت إسرائيل ؟ يجلس المسيح على كرسى موسى " ويدينون هم اسباط إسرائيل الأثنى عشرة ؟ أو يجلس على كرسى رونا ؟ ويعود مجد غسرائيل وتسود على الأمم وتحكمهم فتخرج الشريعة من أورشليم لقد إختلط عليهم الأمر والزمن والغاية والنهاية والروح مع الجسد وحتى مفهوم ملكوت المسيا !!! وملك إسرائيل وما زال تفكيرهم فيمن سيجلس عن يمينه وعن يساره كان هذا السؤال هو آخر فتيلة مدخنة فى رجاء عظمة إسرائيل بخبوا ثم إنطفأ ليبدء وهج المسيحية ينير للعالم (مز ١٤ :٧) 7 ليت من صهيون خلاص اسرائيل.عند رد الرب سبي شعبه يهتف يعقوب ويفرح اسرائيل ( إر ٣٣ :٧ ) "وأرد سبي يهوذا وسبي إسرائيل وأبنيهم كالأول. ( ھو ٦ : ١١) 11 وانت ايضا يا يهوذا قد اعد لك حصاد عندما ارد سبي شعبي ( لو ١٩ :١١) 11 واذ كانوا يسمعون هذا عاد فقال مثلا لانه كان قريبا من اورشليم وكانوا يظنون ان ملكوت الله عتيد ان يظهر في الحال. ( لو ٢٤ :٢١) 21 ونحن كنا نرجو انه هو المزمع ان يفدي اسرائيل. ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة ايام منذ حدث ذلك. " ولربما كانوا يسألون عن مكانهم في إدارة الحكم عندما يملك المسيح على إسرائيل . ً وهنا جزءا تفسيري على سفر الرؤيا
" يتنبّأ أنبياء العھد القديم باستعادة مملكة يھودية في فلسطين، مركزھا أورشليم، حيث تجتمع كل أمم الأرض لتُسبّح وتخدم الحاكم الداودي، ولكن يسوع والرسل في العھد الجديد لآ يقولون هذا أبدا وحتى لا يذكرون هذه الفكرة . والسؤال يُطرح حول إذا ما كان ھذا ھو ما يوحي ً ّ به العھد القديم (متى ٥ :١٧ - ١٩ ) أو حول إذا ما كان ُكتاب العھد الجديد قد حذفوا ًأحداثا حاسمة تتعلق بنھاية الأزمنة . ً ھناك مصادر عديدة تعطينا معلومات حول نھاية العالم:
١ -أنبياء العھد القديم (أشعياء، وميخا، وملآخي). ؛
٢ - ُكتاب العھد القديم الرؤيويون (انظر حزقيال ٣٧ - ٣٩ ) ( دانيال٧ - ١٢) و (زكريا). ّ
٣ -كتاب رؤيويون يھود غير قانونيين ظھروا في فترة ما بين العھدين مثل حنوك ّ الأول، الذي نجد تلميحا ً له في رسالة يھوذا
٤ - يسوع نفسه انظر (متى ٢٤) ( مرقس ١٣) ( لوقا ٢١)
٥ - كتابات بولس انظر(١ كور ١٥ ) ( ٢؛ كور ٥ ) (١ تسا ٤ - ٥ ) ( ٢؛ تسا ٢ )
٦ - كتابات يوحنا رسالة يوحنا الأولى والرؤيا).
ھل تعلُم ھذه جميعا ً بشكل واضح عن االأحداث المتعلقة بنھاية الأزمنة (أحداث، ّ تسلسل تاريخي، أشخاص)؟ إن لم يكن كذلك، فلماذا؟ أليست كلھا موحى بھا (ما عدا الكتابات اليھودية في ما بين العھدين)؟
الروح القدس أوحى بحقائق ُّ لكتاب العھد القديم باستخدام عبارات وتصنيفات كان في مقدورھم فھمھا. ولكن من خلال الإعلان التدريجي ّوسع الروح القدس ھذه المفاھيم الرؤيوية الأخروية التي في العھد القديم إلى منظور عالمي ("سر المسيح "، انظر أفسس ٢ :١١ - ٣ :١٣) .و(أع ١٠ :٧ )
في ما يلي بعض أمثلة:
١ -مدينة أورشليم في العھد القديم تستخدم كاستعارة تدل على شعب الله (صھيون )، ولكن صارت في العھد الجديد تدل على قبول الرب لكل البشر التائبين المؤمنين (أورشليم الجديدة الوارد ذكرھا في رؤيا ٢١ - ٢٢ ) الإمتداد اللآھوتي للإستخدام الحرفي المادي لينطبق على شعب الرب لجديد (المؤمنين من اليھود والأمميين) نجد تنبؤا عنه في وعد الله بفداء الجنس البشري الساقط في تكوين (تك ٣ :١٥)
،قبل أن يكون ًأي يھود أو مدينة أو عاصمة يھودية. ھناك وحتى دعوة إبراھيم (انظر تكوين ١٢ : ١ - ٣) كانت فيھا مشاركة لأمميين (انظر تكوين ١٢ :٣؛ خروج ١٩ :٥ )
٢ -في العھد القديم، أعداء شعب الله كانوا األمم المحيطة الساكنة في الشرق األدنى القديم، ولكن اتسع المفھوم في العھد الجديد ليشمل كل الناس غير المؤمنين وأعداء الله الذين يحركھم الشيطان. وانتقلت المعركة من صراع جغرافي مناطقي إلى صراع كوني يشمل العالم برمته (انظر كولوسي). ً
٣ -في العھد القديم الوعد بالأرض المحدودة بالموعد لأمة واحدة هم اليهود الذي كان متكاملآ انظر [ الوعود لآلباء في التكوين، (تكوين ١٢ :٧) ( تك ١٣ :١٥) ( تك ١٥ :٧ ،١٥) (تك ١٧ :٨ قد صار يشمل الأرض ً بأكملھا. .[أورشليم الجديدة تصبح أرضا مخلوقة من جديد لجميع الأمم ، وليس أرض إسرائيل فقط أو حصريا ( انظر رؤيا ٢١ - ٢٢ ً) ]
٤ -بعض الأمثلة الأخرى عن مفاھيم العھد القديم النبوية وقد توسعت نجدھا في:
أ- نسل إبراھيم وقد ُختن الآن روحيا (انظر رومية ٢ :٢٨ - ٢٩ ً )
ب- شعب العھد الذي يشتمل اآلن على الآمميين (انظر ھوشع ١ :١٠ ) ( هو 2: 23) ،والتي يستشھد بھا في (رومية ٩ :٢٤ - ٢٦) انظر أيضا (لاويين ٢٦ :١٢؛ ٢٣ ) ( خروج ٢٩ :٤٥ ) ( المقتبس عنھا في (٢ كور ٦ :١٦ - ١٨؛ ) ( خروج ١٩ :٥؛ ) ( تثنية ١٤ :٢) المقتبسة فى ( تيطس٢ :١٤ )
ج- الھيكل ھو يسوع الآن (انظر متى ٢٦ :٦١) ( مت ٢٧ :٤٠ ٢) ( يوحنا : ١٩ - ٢١ ) ومن خلاله الكنيسة المحلية (انظر ١ كور ٣ :١٦ ) أو المؤمن الفرد انظر ( 1كور 6: 19)
د- وحتى إسرائيل وتعابيره الوصفية المميزة من العھد القديم صارت تشير الآن إلى كل شعب المؤمن بالمسيح أي "إسرائيل"، انظر( رومية ٩ :٦ ) ( غلاطية ٦ : ١٦) أي " مملكة كھنة " ً.
( 1بط 2: 5 و 9- 10) ( رؤ 1- 6) الصورة النبوية فالتىوردت فى العهد القديم تحققت، وامتدت، وصارت أكثر شمولا يسوع